«مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة» يشدد على سيادة العراق وأمنه

تشديد على أهمية المشاريع الإقليمية ومساهمتها في التكامل الاقتصادي والتنمية المشتركة

قادة الوفود المشاركة في «مؤتمر بغداد 2» الذي استضافه الأردن في منطقة البحر الميت أمس (أ.ب)
قادة الوفود المشاركة في «مؤتمر بغداد 2» الذي استضافه الأردن في منطقة البحر الميت أمس (أ.ب)
TT

«مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة» يشدد على سيادة العراق وأمنه

قادة الوفود المشاركة في «مؤتمر بغداد 2» الذي استضافه الأردن في منطقة البحر الميت أمس (أ.ب)
قادة الوفود المشاركة في «مؤتمر بغداد 2» الذي استضافه الأردن في منطقة البحر الميت أمس (أ.ب)

أكد البيان الختامي لـ«مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة» في دورته الثانية، والذي انعقد في منطقة البحر الميت في الأردن، وقوف الدول المشاركة في المؤتمر إلى جانب العراق في مواجهة جميع التحديات، بما في ذلك تحدي الإرهاب، الذي حقق العراق نصراً تاريخياً عليه بتضحيات كبيرة وبتعاون دولي وإقليمي، كما جدد البيان إدانة التطرف والإرهاب بكل أشكاله. وأكد المشاركون عبر البيان الختامي استمرار العمل للبناء على مخرجات الدورة الأولى لمؤتمر بغداد والمضي في التعاون مع العراق دعماً لأمنه واستقراره وسيادته ومسيرته الديمقراطية وعمليته الدستورية وجهوده لتكريس الحوار سبيلاً لحل الخلافات الإقليمية، ودعمهم للعراق في جهوده لترسيخ دولة الدستور والقانون وتعزيز الحوكمة وبناء المؤسسات القادرة على مواصلة التقدم وإعادة الإعمار وحماية مقدراته وتلبية طموحات شعبه.
كما شدد المشاركون على دعمهم جهود العراق لتحقيق التنمية الشاملة والعمل على بناء التكامل الاقتصادي والتعاون معه في قطاعات كثيرة، تشمل الطاقة والمياه والربط الكهربائي والأمن الغذائي والصحي والنقل ومشاريع البنية التحتية وحماية المناخ.
ولفت المشاركون إلى أهمية آلية التعاون الثلاثي بين الأردن ومصر والعراق والمشاريع الاقتصادية التي اتُّفق عليها في سياقها، بما في ذلك مشاريع الربط الكهربائي بين الدول الثلاث. كما أكدوا أهمية مشاريع التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي والعراق، خصوصاً في مجالات الربط الكهربائي والنقل، وغيرها من المشاريع الإقليمية التي تسهم في تحقيق التكامل الاقتصادي والتنمية، وبناء الجسور مع الأسواق العالمية بما ينعكس إيجاباً على المنطقة برمتها.

مشاريع التعاون الإقليمي
وأشار المشاركون إلى أن تحقيق التنمية الاقتصادية ونجاح مشاريع التعاون الإقليمي يتطلبان علاقات إقليمية بنّاءة قائمة على مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام القانون الدولي واعتماد الحوار سبيلاً لحل الخلافات، وعلى التعاون في تكريس الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب وتحقيق الرخاء. وشدد المشاركون أيضاً على أن انعقاد هذا المؤتمر في دورته الثانية يعكس الحرص على دعم دور العراق المركزي في توسعة التعاون الاقتصادي الإقليمي، وفي بناء الجسور وتعزيز الحوار الإقليمي، ما يسهم في جهود إنهاء التوترات، وبناء علاقات إقليمية تحقق النفع المشترك.
واستعرض المشاركون انعكاسات الأزمات الإقليمية والدولية على العراق والمنطقة، وأكدوا أن تجاوزها يستوجب تعاوناً إقليمياً شاملاً، ومقاربات ومعالجات اقتصادية وسياسية جادة وفاعلة تعكس المصالح المشتركة، وتدعم العملية التنموية في العراق وتسهم في التنمية الإقليمية.
من جهته قال وزير الخارجية العراقي، إن مشروع الربط الكهربائي بين الأردن والعراق يمر بمرحلة متقدمة جداً، مبيناً أنه سيتم من خلاله الربط مع مصر، فيما كشف عن مفاوضات جارية مع السعودية والخليج للربط الكهربائي أيضاً.

الملك عبد الله الثاني
وأكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، دور العراق المحوري والرئيسي في المنطقة، وأولوية تقريب وجهات النظر لتعزيز التعاون الإقليمي، مبيناً أن انعقاد مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة يؤكد تصميم الجميع على العمل مع العراق حكومةً وشعباً من أجل مزيد من الازدهار والتكامل. وفي كلمته خلال افتتاح أعمال المؤتمر في دورته الثانية في منطقة البحر الميت، بحضور عدد من قادة وممثلي الدول والمنظمات العربية والإقليمية والدولية، أشار الملك عبد الله الثاني إلى أن المؤتمر ينعقد في وقت تواجه فيه المنطقة الأزمات الأمنية والسياسية، وتحديات الأمن الغذائي والمائي والصحي، بالإضافة إلى الحاجة لتأمين إمدادات الطاقة وسلاسل التوريد والتعامل مع تداعيات التغير المناخي. وشدد على إيمان الأردن بحاجة المنطقة للاستقرار والسلام العادل والشامل والتعاون الإقليمي، خصوصاً في المجالات الاقتصادية والتنموية ومعالجة قضايا الفقر والبطالة، مبيناً أن «مواجهة التحديات المشتركة تستدعي عملاً جماعياً تلمس شعوبنا آثاره الإيجابية».

السوداني
من جانبه، شدد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، على أن بلاده لا تسمح باستخدام أراضيها لانطلاق أي تهديد لدول الجوار. وقال في كلمته بالمؤتمر: «لا نسمح باستخدام أراضينا لانطلاق أي تهديد لدول الجوار... العراق ينأى بنفسه عن سياسات المحاور، ودعوات التصعيد»، كما دعا «تركيا وإيران إلى ضمان أمن العراق المائي»، مشيراً إلى «تهديد وجودي بسبب شح المياه». وحثّ على «مواصلة العمل المشترك لمحاربة الفكر المتطرف».

ماكرون
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في كلمة ألقاها في المؤتمر إن الأردن يلعب دوراً محورياً في دعم الحوار وتعزيز الدبلوماسية في المنطقة. وأضاف أن «المنطقة تتحول إلى مركز ثقل دبلوماسي وتعزز دورها في الاستقرار العالمي»، مشيراً إلى أن «الدول المشاركة في المؤتمر تسعى جميعها إلى إرساء الأمن والاستقرار في العراق والمنطقة». وأكد «التزام الجميع بعلاقات متوازنة مع العراق»، مضيفاً: «إذا أردنا ضمان استقرار العراق فعلينا حل المشكلات مع جيرانه»، مشيراً إلى أن «هذه المنطقة تمتلك كل ما يجعلها تمتلك أجندة يجعلها تشترك في القرارات الدولية».

السيسي
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي: «يلتئم هذا الجمع الكريم للمرة الثانية بعد قمتنا الأولى التي احتضنتها بغداد في أغسطس (آب) 2021، حين تعهدنا معاً بدعم الجهود الوطنية لأشقائنا في العراق حكومة وشعباً في سبيل تحقيق أمن واستقرار بلادهم وحفاظ سيادتها واستعادة مكانتها التاريخية، ودورها العربي والإقليمي الفاعل». وأضاف: «يأتي اجتماعنا اليوم، ونحن نشهد تحسناً ملحوظاً في الأوضاع بالعراق، وأغتنم هذه المناسبة لكي أتقدم بخالص التهنئة إلى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وإلى الشعب العراقي العزيز على استكمال مراحل الاستحقاق الدستورية وبما يفتح المجال للانطلاق نحو المستقبل». وثمَّن الرئيس عبد الفتاح السيسي الجهود والتضحيات الباسلة والغالية التي تكبدها الشعب العراقي الشقيق في مواجهة القضاء على مشروع الإرهاب، مؤكداً رفض مصر الكامل لأي تدخل في شؤون العراق. وجدد الرئيس المصري دعم مصر الكامل للجهود الدؤوبة التي تسهم بشكل ملموس في ترسيخ ومفهوم الوطن الآمن.

فيصل بن فرحان
وشدد الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي، على رفض بلاده التام لأي اعتداء على أي شبر من أراضي العراق، كما أكد وقوف المملكة صفاً واحداً معه في محاربة الإرهاب والتطرف وكل من يسعى للدمار والخراب وإثارة الانقسامات. وعبَّر وزير الخارجية السعودي عن ترحيب بلاده باستعادة العراق لدوره الإيجابي البناء لتعميق الثقة والشراكة والسلم إقليمياً ودولياً. وأعرب عن إشادة المملكة بالإرادة السياسية لدى العراق والمتمثلة في عزم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني على مواجهة التحديات وتكريس الأمن والاستقرار لتحقيق طموحات وتطلعات الشعب العراقي.
وأكّد الأمير فيصل بن فرحان في كلمته وقوف السعودية جنباً إلى جنب مع العراق لصون استقراره وحفظ سيادته ودعم جهوده التنموية واستعادة مكانته التاريخية أرضاً للحضارة والعلم والمعرفة، والنهوض به إلى مرحلة جديدة تقدم المصلحة الوطنية فيها على أي اعتبارات أخرى. وأضاف: «لن تدّخر المملكة أي جهدٍ في سبيل دعم مسيرة العراق الاقتصادية والتنموية انطلاقاً من إيمانها التام بأن نماءها ورخاءها يرتبط ارتباطاً وثيقاً بنماء ورخاء جيرانها والمنطقة أجمع، وأن رؤية المملكة المستقبلية تهدف لخير بلدان المنطقة والعالم».
وأكّد وزير الخارجية السعودي عزم بلاده على المضيّ قدماً في تفعيل وتسريع خطة العمل المشتركة تحت مظلة مجلس التنسيق السعودي - العراقي والعمل مع الحكومة العراقية لفتح آفاقٍ جديدة للتعاون وتعزيز الفرص الاستثمارية الواعدة للشركات ودعوتها إلى توسيع نشاطاتها في البلدين في مجالات الطاقة المتجددة والنظيفة وتحلية المياه والزراعة وغيرها من المجالات.

مصر تستضيف «بغداد 3»
من جهته أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، أن جميع النقاشات التي جرت خلال أعمال مؤتمر بغداد الثاني يجب أن تُترجم على الأرض، وهناك آليات للتعاون سيتم اعتمادها، وليس الحوار من أجلها، معلناً أن مكان انعقاد مؤتمر بغداد الثالث سيكون في مصر العام المقبل، وسيتم الاتفاق على تحديد القطاعات التي سيتم العمل من أجل إنجازها. معتبراً أن مؤتمر بغداد مظلة حوارية للتعاون والعمل المشترك، مشيراً إلى أن التحديات التي تواجه الدول المجتمعة مشتركة وبينها الاقتصادية والأمنية والمناخية وتحديات الطاقة والأمن الغذائي.
وأكد المشاركون أهمية عقد الدورة الثالثة للمؤتمر الذي انطلق بتنظيم عراقي - فرنسي، وتشارك فيه المملكة العربية السعودية والأردن والإمارات والبحرين وتركيا وسلطنة عُمان وقطر والكويت ومصر وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي. واتفقوا على عقد الدورة الثالثة للمؤتمر العام القادم وتحديد مكان انعقادها وتاريخها بالتشاور بينهم. وفور صدور البيان الختامي عقد وزراء خارجية الأردن وفرنسا والعراق مؤتمراً صحافياً أكدوا خلاله دعم العراق ليبقى مستقراً ومزدهراً، ووجوب الوقوف إلى جانبه في الحرب على الإرهاب، لأن النصر عليه يعد نصراً للجميع.

إيران وتركيا
وقالت كاترين كولونا، وزيرة الخارجية الفرنسية، إن كثيراً من الدول «أثارت مسألة التدخل الخارجي في الشأن العراقي، وهذا ليس مقصوداً به فرنسا»، لافتة إلى أنه على إيران «احترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان والتوقف عن التدخل في شؤون دول الجوار»، مطالبةً «بالإفراج الفوري عن الرهائن الفرنسيين في إيران». وفي السياق أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، أن بلاده تريد حل أزمة التدخل الخارجي الإيراني والتركي من خلال الحوار، وأن بغداد تسعى في هذا الاتجاه، مضيفاً أن هناك مشكلات فعلاً، لكن هناك أولوية للعمل المشترك.
ورفض حسين أن تكون الأراضي العراقية منطلقاً لأعمال ضد دول الجوار، وأن الدستور العراقي ملزِم لجميع القوى السياسية الفاعلة على الأرض العراقية، على أن تحترم الدول الأخرى كذلك سيادة العراق على أرضه، مضيفاً أن من واجب الحكومات أن تلتزم بالقانون الدولي، وأن بغداد تسعى لحل المشكلات عن طريق المفاوضات، وعلى رأس تلك المشكلات وقف الاعتداء التركي والإيراني على الأراضي العراقية، أو استعمالها لتنفيذ هجمات ضد دول الجوار.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

الحكومة الإسرائيلية لمناقشة خطة استيطانية تشطر الضفة إلى نصفين

صورة تم التقاطها من ممر «إي 1» في الضفة الغربية تُظهر مستوطنة معاليه أدوميم يونيو 2020 (غيتي)
صورة تم التقاطها من ممر «إي 1» في الضفة الغربية تُظهر مستوطنة معاليه أدوميم يونيو 2020 (غيتي)
TT

الحكومة الإسرائيلية لمناقشة خطة استيطانية تشطر الضفة إلى نصفين

صورة تم التقاطها من ممر «إي 1» في الضفة الغربية تُظهر مستوطنة معاليه أدوميم يونيو 2020 (غيتي)
صورة تم التقاطها من ممر «إي 1» في الضفة الغربية تُظهر مستوطنة معاليه أدوميم يونيو 2020 (غيتي)

دفعت إسرائيل إلى طاولة النقاش خطة البناء الاستيطاني الأكثر حساسية في الضفة الغربية، المعروفة باسم «إي 1»، وهي الخطة التي لطالما تأجل نقاشها عدة مرات، بسبب معارضة الولايات المتحدة والمجتمع الدولي الشديدة، للمشروع الضخم الذي سيقسم الضفة الغربية إلى نصفين ويمنع أي تواصل جغرافي للدولة الفلسطينية المنشودة.

وحددت لجنة التخطيط المركزية في الإدارة المدنية الإسرائيلية المسؤولة عن الضفة الغربية، في اجتماع لها يوم الاثنين، مناقشة الخطة التي تهدف إلى ربط القدس بمستوطنة معالي أدوميم الضخمة وسط الضفة الغربية.

وقال موقع «واللا» الإسرائيلي، إن المشروع الأكثر حساسية من الناحية السياسية، «يهدف لمنع إقامة دولة فلسطينية ذات تواصل في المستقبل».

وسيعقد الاجتماع هذه المرة، رغم تأجيله عدة مرات بسبب الضغوط الأميركية ومعارضة الدول الأوروبية للمشروع، وتجنب رد فعل فلسطيني.

ورفضت الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي المشروع علانية عدة مرات، وعدّوه «مدمراً لحل الدولتين».

عمال فلسطينيون لإجراء فحص عند مدخل المنطقة الصناعية قرب من مستوطنة معاليه أدوميم شرقي القدس يوليو 2020 (غيتي)

مشروع «إي 1» هو مشروع استيطاني ضخم تم التصديق عليه عام 1999، ويشمل قرابة 12 ألف دونم من الضفة الغربية المحتلة، غالبيتها أراضٍ أعلنتها إسرائيل «أراضي دولة»، وضُمت هذه الأراضي خلال التسعينات إلى منطقة نفوذ مستوطنة معاليه أدوميم، وتشمل من وقتها قرابة 48 ألف دونم.

ويهدف المشروع إلى ربط القدس بعدد من المستوطنات الإسرائيلية، عبر مُصادَرة أراضٍ فلسطينية وإنشاء مستوطنات جديدة في المنطقة الواقعة بين القدس الشرقية ومستوطنة معاليه أدوميم.

وهذا سيزيد من حدة عزل القدس الشرقية عن سائر أرجاء الضفة الغربية، وخلق سلسلة متصلة من المستوطنات غير الشرعية تمتد من القدس الشرقية إلى الحدود الأردنية، مما سيعيق التواصل الجغرافي بين شمال الضفة الغربية وجنوبها، ويفصلها بشكل تام، وبالتالي يجعل إمكانية قيام دولة فلسطينية أمراً مستحيلاً.

خريطة نشرتها منظمة «السلام الآن» تُظهر مشروع «إي 1» وسط الضفة

وتنظر السلطة إلى المشروع بعين الخطر الشديد وهددت مراراً بأنها ستتخذ خطوات متقدمة، مثل إلغاء اتفاقيات أو سحب الاعتراف بإسرائيل، إذا نفّذت فعلاً المشروع الذي سيعني أيضاً من بين أشياء أخرى سيطرة على طول المنطقة الممتدة حتى مشارف الغور.

وقال مسؤول إسرائيلي إن جلسة اللجنة تهدف إلى مناقشة اعتراضات الجمهور على خطة البناء، ولن تتخذ أي قرارات عملية في الوقت الحالي لجهة البناء على الأرض.

لكن إنهاء ملف الاعتراضات، يعني خطوة مهمة لإزالة العقبات وفتح الطريق نحو دفع البناء في المنطقة، ولذلك تعارض الولايات المتحدة حتى مثل هذا الاجتماع، وتريد -حسب مصادر إسرائيلية- «منع أدنى تقدم في هذه الخطة التي ترى أنها تُحبط حل الدولتين».

وتعد مرحلة الاعتراضات، المرحلة الأخيرة في سلسلة خطوات قبل نشر مناقصات البناء.

وأُودع المخطَّط للاعتراضات من رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، خلال حملته الانتخابية في عام 2020، لكنّ الجلسة المرتقبة هي الجلسة الأولى منذ تنصيب الحكومة الحالية.

قوات إسرائيلية تؤمّن مدخل مستوطنة معاليه أدوميم في الضفة في أعقاب هجوم فبراير الماضي (غيتي)

وقال تقرير «واللا»، إن الجلسة قد تفاقم التوترات مع الإدارة الأميركية في الوقت الذي يرغب فيه رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في تحسين علاقاته مع البيت الأبيض.

وقالت حركة «السلام الآن» الإسرائيلية، إن «الحكومة الأكثر تطرفاً وخطورة في تاريخ البلاد، تقضي على أي فرصة لمستقبل أفضل». ورأت أنه «بعد حوميش (البؤرة التي تقرر إعادة بنائها وشرعنتها شمال الضفة)، توجه هذه الحكومة صفعة أخرى في وجه أصدقائنا الأميركيين، وتواصل الإضرار مباشرة بأمن إسرائيل ومصالحها السياسية».

وأضافت أن «كل هذا لإرضاء أصدقاء (وزير المالية الوزير في وزارة الدفاع بتسلئيل) سموتريتش. ويبدو أن حكومة الضم تواصل العمل وفق خطة ممنهجة تجرنا إلى واقع الفصل العنصري».

هذا، وقد ورفض مكتب نتنياهو التعليق على التقرير.


بينهم «والي شمال بغداد»... مقتل 4 من «داعش» بعملية أمنية عراقية

عنصران من قوات الأمن العراقية (أرشيفية - أ.ف.ب)
عنصران من قوات الأمن العراقية (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

بينهم «والي شمال بغداد»... مقتل 4 من «داعش» بعملية أمنية عراقية

عنصران من قوات الأمن العراقية (أرشيفية - أ.ف.ب)
عنصران من قوات الأمن العراقية (أرشيفية - أ.ف.ب)

أعلنت «قيادة عمليات بغداد»، اليوم الأربعاء، مقتل 4 عناصر من تنظيم «داعش»، في عملية أمنية بقضاء الطارمية، في شمال العاصمة العراقية.

وقالت «قيادة عمليات بغداد»، في بيان، إن مِن بين القتلى الأربعة قيادياً وصفته بأنه «والي شمال بغداد».

قوات أمن عراقية (أ.ف.ب)

وأعلن «جهاز الاستخبارات العسكرية العراقية»، الأحد الماضي، تنفيذ طائرات «إف 16» العراقية ضربات جوية ناجحة، وتمكنت من قتل 12 من عناصر «داعش» في محافظتي ديالى وكركوك.

وقال «جهاز الاستخبارات العسكرية»، في بيان صحفي، إن العملية نُفّذت وفقاً لمعلومات ومتابعة استخبارية دقيقة، وبإشراف قيادة العمليات المشتركة، وبواسطة طائرات «إف 16» العراقية.

 

 

 

 

 

 

 


إصابة 7 فلسطينيين واعتقال 12 في عمليات عسكرية إسرائيلية بالضفة

فلسطيني يسير بالقرب من جنود إسرائيليين وسط اشتباكات في الضفة الغربية (إ.ب.أ)
فلسطيني يسير بالقرب من جنود إسرائيليين وسط اشتباكات في الضفة الغربية (إ.ب.أ)
TT

إصابة 7 فلسطينيين واعتقال 12 في عمليات عسكرية إسرائيلية بالضفة

فلسطيني يسير بالقرب من جنود إسرائيليين وسط اشتباكات في الضفة الغربية (إ.ب.أ)
فلسطيني يسير بالقرب من جنود إسرائيليين وسط اشتباكات في الضفة الغربية (إ.ب.أ)

ذكرت مصادر طبية أن 7 فلسطينيين أصيبوا بجروح، فجر اليوم الأربعاء، خلال عمليات عسكرية نفّذها الجيش الإسرائيلي في مخيم عقبة جبر بمدينة أريحا، وبلدة كفر ذان في جنين بالضفة الغربية.

وقالت المصادر، لـ«وكالة أنباء العالم العربي»، إن قوة عسكرية اقتحمت مخيم عقبة جبر، الذي اندلعت فيه مواجهات بين شبان وقوات الجيش الإسرائيلي، مما أدى لإصابة 6 فلسطينيين بالرصاص، نُقلوا على أثرها إلى المستشفى؛ لتلقّي العلاج.

ووفق المصادر الطبية، فإن شاباً أُصيب برصاصة في القدم، خلال مواجهات اندلعت في بلدة كفر ذان بمحافظة جنين.

من ناحية أخرى، أفاد «مكتب إعلام الأسرى» باعتقال 12 فلسطينياً، خلال عمليات للجيش الإسرائيلي في أنحاء الضفة الغربية، تركزت في محافظات رام الله وقلقيلية وجنين.

وكانت مصادر فلسطينية وشهود عيان قد قالوا إن الجيش الإسرائيلي اعتقل 16 فلسطينياً، فجر أمس الثلاثاء، خلال عمليات عسكرية شهدتها عدة بلدات في الضفة الغربية.


عون في دمشق للمرة الأولى منذ 14 عاماً

عون في دمشق للمرة الأولى منذ 14 عاماً
TT

عون في دمشق للمرة الأولى منذ 14 عاماً

عون في دمشق للمرة الأولى منذ 14 عاماً

في أول زيارة يقوم بها الرئيس اللبناني السابق ميشال عون إلى دمشق منذ 14 عاماً، استقبله أمس الرئيس السوري بشار الأسد، وأكَّد له أنَّ «قوة لبنان في استقراره السياسي والاقتصادي»، وأنَّ اللبنانيين قادرون على صنع هذا الاستقرار بالحوار والتوافق.

وحملت زيارة عون أكثر من معنى؛ لارتباطها بأزمة الانتخابات الرئاسية في لبنان، خصوصاً أنَّ النائب جبران باسيل الذي خلف عون على رأس «التيار الوطني الحر»، أعلن انضمامه إلى قوى المعارضة في دعم الوزير السابق جهاد أزعور لرئاسة الجمهورية، في مواجهة مرشح «الثنائي الشيعي» الوزير السابق سليمان فرنجية، الذي تربطه علاقات وثيقة بالرئيس السوري.

وعبَّر الأسد، خلال استقباله عون، عن ثقته بقدرة اللبنانيين على تجاوز كل المشاكل والتحديات، وتكريس دور مؤسساتهم الوطنية والدستورية، والأهم «التمسك بالمبادئ وليس الرهان على التغيرات».

كما رأى الأسد أنَّه لا يمكن لسوريا ولبنان النظر لتحدياتهما بشكل منفصل، أحدهما عن الآخر، مُنوّهاً بأنَّ التقارب العربي - العربي الذي حصل في الآونة الأخيرة، وظهر في «قمة جدة» العربية، سيترك أثره الإيجابي على سوريا ولبنان.

من جانبه، قال عون إنَّ اللبنانيين متمسكون بوحدتهم الوطنية على الرغم من كل شيء، واعتبر أنَّ «سوريا تجاوزت المرحلة الصعبة والخطيرة بفضل وعي شعبها وإيمانه ببلده وجيشه وقيادته». وأكد عون أنَّ «نهوض سوريا وازدهارها سينعكسان خيراً على لبنان واللبنانيين».

(تفاصيل ص 6)


مشاورات القاهرة: «قائمة تحفيزية» مقابل «التهدئة» وأفكار مصرية للمصالحة

أطفال فلسطينيون يلقون في بحر غزة زجاجات داخلها رسائل تعبر عن تطلعاتهم  (أ.ف.ب)
أطفال فلسطينيون يلقون في بحر غزة زجاجات داخلها رسائل تعبر عن تطلعاتهم (أ.ف.ب)
TT

مشاورات القاهرة: «قائمة تحفيزية» مقابل «التهدئة» وأفكار مصرية للمصالحة

أطفال فلسطينيون يلقون في بحر غزة زجاجات داخلها رسائل تعبر عن تطلعاتهم  (أ.ف.ب)
أطفال فلسطينيون يلقون في بحر غزة زجاجات داخلها رسائل تعبر عن تطلعاتهم (أ.ف.ب)

التقى وفد من قيادات حركة «حماس» برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، الثلاثاء، رئيس جهاز المخابرات العامة المصري، الوزير عباس كامل، في العاصمة المصرية؛ القاهرة؛ حيث دار نقاش معمق حول التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية.

ضم الوفد كلا من نائب رئيس الحركة صالح العاروري، ورئيس الحركة في الخارج خالد مشعل، ورئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية خليل الحية، وعضو المكتب السياسي للحركة المهندس روحي مشتهى.

واستعرض وفد «حماس» خلال اللقاء، المخاطر والتحديات الجارية التي تواجه القضية الفلسطينية، وكيفية مواجهتها بهدف حماية الشعب الفلسطيني. وثمن الوفد حرص مصر على وحدة الموقف الفلسطيني وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة.

وكان رئيس جهاز المخابرات العامة المصري، قد التقى في وقت سابق، وفي اجتماع منفصل، وفدا من حركة «الجهاد» برئاسة أمينها العام زياد النخالة، ووصفت الحركة (الاثنين)، اللقاء بأنه «كان إيجابيا ومثمرا».

وقال القيادي في الحركة، داود شهاب في تصريح صحافي، إن اللقاء جرى بحضور عدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، وعدد من كبار مسؤولي الملف الفلسطيني في جهاز المخابرات العامة المصري.

في السياق ذاته، شهدت المشاورات التي تستضيفها مصر حاليا مع قادة حركتي «حماس» و«الجهاد»، مجموعة من التوافقات مع المسؤولين المصريين، تتعلق في معظمها بالوضع الأمني والاقتصادي في القطاع، كما شهدت المشاورات طرحا مبدئيا لـ«تحريك» ملف المصالحة الوطنية الفلسطينية الذي يشهد جمودا منذ سنوات.

اهتمام حمساوي

وكشف مصدر مطلع على المشاورات التي تجريها الفصائل الفلسطينية في القاهرة، عن أن اللقاءات الأخيرة بين قادة «حماس» والجهاد»، ومسؤولين أمنيين مصريين بارزين، شهدت طرح جملة من الأفكار، من بينها «قائمة تحفيزية» تحصل عليها الفصائل الفلسطينية لتحسين الأوضاع في غزة، في مقابل تثبيت التهدئة، لافتا إلى أن حركة حماس «أبدت اهتماما كبيرا بتلك القائمة».

صيادون في بحر غزة 14 مايو بعد وقف إطلاق نار بين إسرائيل و«الجهاد» (أ.ف.ب)

وأوضح المصدر التي تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن «القائمة التحفيزية» التي جرت مناقشتها مع المسؤولين المصريين، تتضمن السماح للصيادين في قطاع غزة بحرية أكبر للعمل دون استهدافهم من قوات الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى تيسيرات فيما يتعلق بحركة دخول وخروج الأفراد والسلع من معبر رفح، مشيراً إلى أن المعبر المصري الوحيد مع قطاع غزة «صار قادرا بعد تطويره على استقبال حركة السلع، وهو ما طالب به قادة الفصائل الجانب المصري».

وأضاف المصدر أن المسؤولين المصريين «وعدوا بالتجاوب مع مطالب قادة الفصائل في هذا الصدد»، خاصة فيما يتعلق بدخول مستلزمات الإنتاج التي تحتاج إليها المصانع والشركات بالقطاع، وتواجه تضييقا من جانب السلطات الإسرائيلية في السماح بدخولها، إضافة إلى تقديم تيسيرات فيما يتعلق بتصدير المنتجات من قطاع غزة عبر معبر (رفح).

ضابط فلسطيني يتحقق من وثائق سائق شاحنة عند معبر كرم أبو سالم الحدودي في رفح 14 مايو (أ.ف.ب)

وأشار المصدر إلى أن المناقشات تطرقت إلى مجموعة من المساعي المصرية لتحسين الحياة في قطاع غزة، إذ طلب قادة الفصائل زيادة كميات الكهرباء للقطاع، وأوضح أنه تم الاتفاق على زيادة الكميات بنحو 100 ميغاوات بعد انتهاء جولة المشاورات الحالية، كما طلب قادة «حماس» ربط شبكة الكهرباء في غزة بنظيرتها المصرية عبر رفح. وتم التطرق إلى موقف محطة إنتاج الكهرباء بالقطاع، وسبل توفير التمويل لاستمرارها في العمل، وتلبيتها قدرا أكبر من متطلبات الطاقة التي يحتاج إليها سكان غزة.

لقاء رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية ونظيره المصري مصطفى مدبولي في القاهرة 31 مايو (د.ب.أ)

وتابع المصدر أن المسؤولين المصريين أبلغوا قادة الفصائل بأن إتمام بعض الاتفاقات لتحسين الأوضاع في القطاع «يتطلب توقيع اتفاقيات مع السلطة الفلسطينية»، وأن بعض الترتيبات تمت مناقشتها في هذا الصدد خلال زيارة رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، إلى القاهرة الأسبوع الماضي، ومن بينها الربط الكهربائي بين مصر وقطاع غزة.

في السياق، نوه المصدر إلى أنه تم كذلك التطرق إلى بحث إمكانية الاستفادة من استكشافات الغاز أمام سواحل غزة، وهو الأمر الذي أوضحت القاهرة أنه «يتطلب توافقا مع عدة جهات منها السلطة الفلسطينية». مشيراً إلى أنه تم الاتفاق على منح الجانب المصري حرية التحرك في هذا الأمر.

المصالحة الوطنية

وأضاف المصدر أن مصر أبلغت قادة الفصائل بأن لجانا مصرية ستقوم خلال الآونة المقبلة بزيارات مكثفة لكل من الضفة الغربية وقطاع غزة، للعمل على إدخال تلك البنود موضع التنفيذ في أقرب فرصة ممكنة.

وأشار إلى أن الجانب المصري طرح ضرورة تحريك ملف «المصالحة الوطنية»، لكن تم التوافق على أن تقوم مصر عبر زياراتها للضفة وغزة، ببلورة مجموعة من الأفكار في هذا المسار، عبر الحوار مع مختلف الأطراف.

وأوضح المصدر أنه «لن تكون هناك وثيقة أو مسودة مصرية مكتوبة بشأن التفاهمات في ملف المصالحة، إلا بعد التوصل إلى رؤية متماسكة ومقبولة من كل الأطراف»، مشيراً إلى أن قادة الفصائل وجهوا الشكر لمصر على مساعيها من أجل تقريب وجهات النظر بين القوى الفلسطينية ودورها الذي وصفوه بأنه «لا غنى عنه» في دعم صمود الشعب الفلسطيني.

يذكر أن وفدي «حماس» و«الجهاد»، قد وصلا إلى القاهرة مطلع الأسبوع الحالي، تلبية لدعوة رسمية من مصر، هي الثانية من نوعها هذا العام، من أجل التشاور بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع، الذي استمر 5 أيام، واغتالت إسرائيل خلاله 6 من أبرز القيادات العسكرية لـ«سرايا القدس»، الجناح المسلح لحركة «الجهاد».


نائب سابق عن «التيار»: باسيل أخطأ في ابتعاده عن «حزب الله»

النائب جبران باسيل (رويترز)
النائب جبران باسيل (رويترز)
TT

نائب سابق عن «التيار»: باسيل أخطأ في ابتعاده عن «حزب الله»

النائب جبران باسيل (رويترز)
النائب جبران باسيل (رويترز)

دخلت العلاقة بين «التيار الوطني الحر» و«حزب الله» مرحلة سياسية دقيقة مع استحالة الاتفاق فيما بينهما على مرشح للرئاسة وتصعيد من قبل الطرفين، وإن كان على خط «التيار» أكثر منه من قبل «حزب الله».

وتتجه الأنظار إلى مسار الأمور في المرحلة المقبلة، لا سيما مع اختيار رئيس «التيار» النائب جبران باسيل الاصطفاف مع المعارضة في الملف الرئاسي وصولا إلى إعلان مرشح مشترك هو الوزير السابق جهاد أزعور في مواجهة مرشح «الثنائي الشيعي» الوزير السابق سليمان فرنجية.

وتنقل مصادر مقربة من الحزب امتعاضا كبيرا منه على خلفية مواقفه العالية السقف واصطفافه مع المعارضة لدعم «مرشّح تحدّ»، وفق تعبيرها. مع العلم أن تصريحات باسيل كانت لافتة منذ بدء المعركة الرئاسية، باتهامه مرشح الحزب بالفساد حينا ورفضه حينا آخر أن يفرض عليه أي طرف رئيس الجمهورية، كما وضع شرط إسقاط ترشيح فرنجية للحوار مع «حزب الله».

ويقول النائب السابق المستقيل من «التيار»، ماريو عون لـ«الشرق الأوسط» إن باسيل أخطأ في ابتعاده عن الحزب وتقاطعه مع المعارضة في الملف الرئاسي، وتعويض هذه الخسارة لن يكون إلا إذا حصلت «أعجوبة» في الانتخابات الرئاسية وفاز المرشح المدعوم من المعارضة، بحيث تكون الكرة في ملعب باسيل للتقارب من الحزب، ويعتبر أن خروج باسيل من تحالفه مع «حزب الله» بدا وكأنه لحق بالمعارضة التي كانت قد سبقته كثيرا في مواقفها، في حين أنه كان متقدما في خياراته السياسية حين كان في خط «حزب الله».

ويقول «إذا فاز مرشح المعارضة فعندها قد يكون هناك فرصة لباسيل لترميم ما انكسر لعلمه بأنه لن يكون قادرا على المواجهة السياسية وحيدا كما أنه يدرك جيدا أن كتلته النيابية لم يكن ليحصل عليها لولا تحالفه مع الحزب في الانتخابات». لكن في المقابل، يعتبر عون أنه إذا فاز مرشح «الثنائي الشيعي» فعندها لن تكون مهمة باسيل سهلة لإعادة التقارب مع الحزب، موضحا «عندها الحزب لن يكترث للتيار وسيكون قادرا انطلاقا من موقع رئيس الجمهورية المحسوب عليه على نسج تحالفات واصطفافات سياسية أخرى بعيدا عن باسيل».


عزاء «محدود» لمجند «حادث الحدود» في القاهرة

هدوء يسود الشارع الذي تسكنه أسرة المجند في عين شمس (الشرق الأوسط)
هدوء يسود الشارع الذي تسكنه أسرة المجند في عين شمس (الشرق الأوسط)
TT

عزاء «محدود» لمجند «حادث الحدود» في القاهرة

هدوء يسود الشارع الذي تسكنه أسرة المجند في عين شمس (الشرق الأوسط)
هدوء يسود الشارع الذي تسكنه أسرة المجند في عين شمس (الشرق الأوسط)

في حارة صغيرة لا يزيد عرضها على ثلاثة أمتار، تتفرع من شارع الهادي سلامة، بضاحية عين شمس شرق القاهرة، أقيم (الثلاثاء) عزاء «محدود» للمجند المصري الذي قُتل في «حادث الحدود» المصرية - الإسرائيلية، السبت الماضي. وأكد أفراد من أسرة المجند وجيران له، أنه «جرى دفن جثمان المجند (الاثنين) في مسقط رأسه في محافظة القليوبية (شمال القاهرة)».

وخلت مراسم العزاء في حي عين شمس من طقوس اعتادها المصريون للعزاء، حيث لم يكن هناك قارئ للقرآن، ولم يصطف أقارب وأصحاب الفقيد في انتظار المعزين، كما غابت وسائل الإعلام المحلية.

وكانت صفحات تخص منطقة عين شمس بالقاهرة قد تناقلت، صوراً للمجند مع رثائه. وأعلنت هذه الصفحات أن أسرته سوف تتلقى العزاء في منطقة عين شمس (الثلاثاء). وقال أحد جيران المجند، بمنطقة عين شمس، لـ«الشرق الأوسط»، (الثلاثاء)، إن «العزاء كان محدوداً، واقتصر على الأقارب والجيران».

وأقيم العزاء في شارع الهادي سلامة المتفرع من شارع أحمد عصمت، وهو شارع رئيسي في الحي المكتظ بالسكان. ورصدت «الشرق الأوسط» عدداً محدوداً من الأهالي في العزاء، غالبيتهم من الشباب. وكتب أحد أقارب المجند عبر «فيسبوك» (الاثنين) أن «وصية الراحل حال وفاته أن يكون العزاء على المدافن».

وعين شمس، حي تاريخي أسسه الفراعنة، ينقسم إلى عين شمس الشرقية وعين شمس الغربية، يفصل بينهما خط سكك حديدية القاهرة السويس وخط مترو الأنفاق (المرج - حلوان)، وتقع منطقة عين شمس في شرق القاهرة، وتطل على مصر الجديدة، والمطرية، ومدينة السلام، وتتبع عين شمس الغربية حي المطرية.

وبينما لم يصدر عن الجانب المصري أي بيانات رسمية تخص المجند، فإن هيئة البث الإسرائيلية الحكومية ذكرت أن «المصري الذي قُتل على الحدود، هو محمد صلاح (22 عاماً) من القاهرة»، وأرفقت صورة له. وتفاعل قطاع كبير من المصريين بمختلف انتماءاتهم خلال الأيام الماضية مع المجند ليتصدر اسمه حديث مواقع التواصل الاجتماعي، فيما تحولت صفحته الشخصية على موقع «فيسبوك» إلى دفتر عزاء. كما نعاه مقربون له على صفحاتهم الشخصية، مشيدين ببطولته.


زيارة عون للأسد لن تحجب دعم «الثنائي الشيعي» عن فرنجية

الفراغ في مقعد الرئاسة اللبنانية لم يكن غائباً عن لقاء الأسد وعون (إ.ب.أ)
الفراغ في مقعد الرئاسة اللبنانية لم يكن غائباً عن لقاء الأسد وعون (إ.ب.أ)
TT

زيارة عون للأسد لن تحجب دعم «الثنائي الشيعي» عن فرنجية

الفراغ في مقعد الرئاسة اللبنانية لم يكن غائباً عن لقاء الأسد وعون (إ.ب.أ)
الفراغ في مقعد الرئاسة اللبنانية لم يكن غائباً عن لقاء الأسد وعون (إ.ب.أ)

جاء لقاء الرئيس اللبناني السابق ميشال عون، في دمشق، بالرئيس السوري بشار الأسد، في أول زيارة له إلى العاصمة السورية منذ 14 عاماً، بالتزامن مع توتر العلاقة بين النائب جبران باسيل و«حزب الله» على خلفية تأييد الحزب ترشيح حليف سوريا، رئيس «المردة» سليمان فرنجية للانتخابات الرئاسية، وسط تشكيك في أن تحقق الزيارة أي خرق في موقف «الثنائي الشيعي» الداعم لوصول فرنجية.

والزيارة التي لم يتم التمهيد لها مسبقاً، أعلنت عنها وسائل إعلام لبنانية بعد وصول عون إلى الحدود اللبنانية السورية، وقد رافق عون، الوزير اللبناني السابق بيار رفول، واستقبلهما على الحدود السفير السوري السابق لدى لبنان، علي عبد الكريم علي.

وتأتي الزيارة في لحظة اشتباك سياسي لبناني بين «التيار الوطني الحر» الذي أسسه عون قبل أن يترأسه النائب جبران باسيل، و«حزب الله» الذي يدعم رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، حليف سوريا أيضاً، إلى رئاسة الجمهورية، ويعارض باسيل انتخابه.

وضاعفت التطورات في الملف الرئاسي أخيراً الاحتقان بين «حزب الله» وباسيل، وذلك إثر اصطفاف باسيل إلى جانب معارضي الحزب في ترشيح الوزير الأسبق جهاد أزعور. ولا تعول المصادر على خرق كبير يمكن أن تحققه زيارة عون إلى الأسد إذا تطرقت إلى الملف الرئاسي، حسبما تقول مصادر مطلعة على مواقف ثنائي «حركة أمل» و«حزب الله» لـ«الشرق الأوسط»، موضحة أنه «إذا كانت زيارة عون إلى دمشق تهدف إلى توسط الأسد مع (الثنائي) لثنيهما عن تأييد فرنجية، فإن الزيارة لن تبدل شيئاً في موقفهما»، مضيفة: «الثنائي اتخذ قراره بترشيح فرنجية، والأسد لن يضغط لا على (حزب الله) ولا الرئيس نبيه بري، ولا حتى المرشح فرنجية لتغيير مواقفهم». وشددت المصادر على أن الملف الرئاسي «هو ملف لبناني بالكامل، ويعتبر حلفاؤهم في الخارج أن الملف داخلي ومحصور بالمعالجة اللبنانية حصراً ولا يتدخل أحد بشيء ولا يُفرض عليهم شيء، وهو أمر جرى التأكيد عليه مراراً وبات واضحاً، فحلفاء الحزب يؤكدون دائماً أنهم لا يتدخلون في الملفات الداخلية اللبنانية».

وفاقم اصطفاف باسيل خلافاته مع «حزب الله» الذي يؤكد نوابه أنه لا فرصة لفوز أزعور. ويدرس ثنائي «حركة أمل» و«حزب الله» وحلفاؤه من القوى المؤيدة لفرنجية، مروحة خيارات في حال اقتراب فرص وصول أزعور، بينها مقاطعة جلسة الانتخاب في الدورة الثانية لتفقد الجلسة نصابها القانوني، ما يحول دون انتخاب أزعور، حسب ما تقول مصادر قريبة من الثنائي لـ«الشرق الأوسط».

فرنجية ودمشق

ويحافظ فرنجية على علاقاته مع دمشق، وكان عدَّ في تصريحات سابقة أنه يختار المصلحة اللبنانية على المصلحة السورية، لكنه لم ينكر تموضعه مع سوريا «استراتيجياً». أما عون، فكان أجرى آخر زيارة له إلى دمشق، في ربيع عام 2009، إلا أنه وبعد انتخابه رئيساً عام 2016، لم يقم بأي زيارة إلى سوريا، وكان يجري اتصالات بالأسد بين وقت وآخر في مناسبات محددة. وقام عدة وزراء لبنانيين بحكومات في عهده بزيارات إلى دمشق لمناقشة ملفات تقنية مثل ملف عبور المنتجات الزراعية عبر النافذة السورية، وملف استجرار الكهرباء من سوريا، لكن الحكومات المتعاقبة وضعت تلك الزيارات في إطار «الزيارات الشخصية وليست بتكليف حكومي».

وبدءاً من عام 2021، بدأت لقاءات تجمع وزراء لبنانيين بوزراء سوريين، بينهم وزير الطاقة وليد فياض، لمناقشة ملف التحضير لعبور الغاز المصري واستجرار الكهرباء الأردنية عبر الأراضي السورية إلى لبنان، كما زار وزراء سوريون، بيروت، والتقوا نظراءهم اللبنانيين. وبالتزامن، كان مبعوثون لبنانيون مكلفون من عون يقومون بزيارة سوريا لحل ملف إعادة النازحين السوريين، ومناقشة ملفات أخرى مثل ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وسوريا قبيل انتهاء ولاية عون بتكليف منه، وغالباً ما كان المدير العام للأمن العام السابق اللواء عباس إبراهيم يتولى تلك المحادثات والزيارات.

ومع أن توقيت الزيارة لا يخفي أبعاداً متصلة بالانتخابات الرئاسية اللبنانية بالنظر إلى أن سليمان فرنجية مقرب من سوريا، وكانت تربطه علاقات شخصية بالرئيس السوري بشار الأسد، لا يحصر مواكبون للزيارة مباحثاتها بالملف الرئاسي. ويقول هؤلاء إن هناك عدة ملفات يجري بحثها، في مقدمتها ملف النازحين السوريين الذي يدعم «التيار الوطني الحر» إعادتهم إلى أراضيهم في سوريا، وتأتي الزيارة بعد التحولات الإقليمية وعودة سوريا إلى الجامعة العربية. وتقول مصادر لبنانية مواكبة للزيارة إن التواصل بين عون والأسد «لم ينقطع خلال الفترة الماضية وكان يتم تليفونياً أو عبر موفدين لحل جملة قضايا عالقة مرتبطة بالبلدين»، واضعة الزيارة «في سياق الطبيعي».

وكان عون الذي اشتهر بمعارضته لدمشق، طوى صفحة الخلاف مع سوريا بعد انسحاب الجيش السوري من لبنان في عام 2005، واستأنف التواصل مع القيادة السورية إلى أن توج اتصالاته بزيارة له إلى دمشق عام 2009 قبل الانتخابات النيابية.


لا توقعات بتغيير في نهج تركيا إزاء التعامل مع الملف السوري

 الرئيس رجب طيب إردوغان مع حكومته الجديدة أمام النصب التذكاري لأتاتورك في أنقرة اليوم الثلاثاء (الرئاسة التركية - رويترز)
الرئيس رجب طيب إردوغان مع حكومته الجديدة أمام النصب التذكاري لأتاتورك في أنقرة اليوم الثلاثاء (الرئاسة التركية - رويترز)
TT

لا توقعات بتغيير في نهج تركيا إزاء التعامل مع الملف السوري

 الرئيس رجب طيب إردوغان مع حكومته الجديدة أمام النصب التذكاري لأتاتورك في أنقرة اليوم الثلاثاء (الرئاسة التركية - رويترز)
الرئيس رجب طيب إردوغان مع حكومته الجديدة أمام النصب التذكاري لأتاتورك في أنقرة اليوم الثلاثاء (الرئاسة التركية - رويترز)

جاء الملف السوري في مقدمة الملفات التي دارت حولها التساؤلات فور إعلان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان تشكيل حكومته الجديدة التي عقدت أول اجتماعاتها الثلاثاء. وقد تضمن تشكيل الحكومة، الذي أعلنه إردوغان ليل السبت الماضي، 3 أسماء ذات خبرة عميقة في الملف السوري، وعلى اطلاع على دقائق وتفاصيل مسار محادثات تطبيع العلاقات الذي ترعاه روسيا وتشارك فيه إيران، فضلاً عن الوضع الميداني.

فوزير الخارجية الجديد هاكان فيدان، هو رئيس المخابرات السابق، الذي بدأ أول الاتصالات مع الجانب السوري من خلاله، وتم وضع الأساس لإطلاق المحادثات من خلال لقاءاته مع رئيس مكتب الأمن القومي السوري علي مملوك، ثم واصل الانخراط في الملف خلال اجتماعات وزراء الدفاع والخارجية ورؤساء أجهزة المخابرات الثلاثية والرباعية في موسكو منذ العام الماضي.

وزير الخارجية الجديد هاكان فيدان خلال مراسم تسلم منصبه من سلفه مولود جاويش أوغلو في أنقرة يوم الاثنين (أ.ف.ب)

وفي الميدان، نفذت المخابرات التركية تحت قيادة فيدان عمليات نوعية استهدفت قياديين في «وحدات حماية الشعب» الكردية، أكبر مكوّنات «قوات سوريا الديمقراطية»» (قسد)، فضلاً عن عملية مقتل الزعيم المفترض لتنظيم «داعش» الإرهابي أبو الحسين القرشي في عملية نوعية في جندريس بشمال سوريا. وأصبح للمخابرات التركية وجود فعال في شمال سوريا تحت قيادته؛ إذ إنها تسيطر على التعامل داخلياً وخارجياً مع الملف السوري بكل تفاصيله.

إبراهيم كالين مدير المخابرات الجديد في تركيا (رويترز)

وانتقلت رئاسة المخابرات إلى المتحدث الرسمي السابق لرئاسة الجمهورية، إبراهيم كالين، الذي أعلن تعيينه على رأس الجهاز، ليل الاثنين - الثلاثاء، وهو من الضالعين بقوة أيضاً في الملف السوري كونه كان مستشاراً أمنياً لإردوغان، وكان يتولى الاتصالات مع الجانبين الروسي والأميركي، وكذلك مع الجانب الأوروبي ومختلف الدوائر المتداخلة في الملف السوري.

أما وزير الدفاع الجديد يشار غولر، فهو الرئيس السابق لأركان الجيش التركي، والذي شارك وأشرف على العمليات العسكرية التركية الأربع في شمال سوريا منذ عام 2016 وحتى عام 2020، حيث كان قائداً للقوات البرية وقت عمليتي «درع الفرات» عام 2016، و«غصن الزيتون» عام 2018، ثم رئيساً للأركان من عام 2018، وأشرف على عمليتي «نبع السلام» في شمال شرقي سوريا، و«درع الربيع» في إدلب عام 2020.

وزير الدفاع التركي الجديد يشار غولر في القصر الرئاسي بأنقرة يوم السبت (إ.ب.أ)

وأكد فيدان في تصريح خلال تسلمه مهام منصبه وزيراً للخارجية، الاثنين، أنه سيواصل الحفاظ على رؤية وطنية مستقلة لتركيا. كما أكد وزير الدفاع أن القوات التركية ستواصل مهامها في الحفاظ على أمن تركيا ومكافحة الإرهاب.

ويعكس كلا التصريحين أنه لن يكون هناك جديد أو تغيير في السياسة الحالية لتركيا، تجاه الملف السوري، سياسياً أو على الأرض، فمحادثات مسار التطبيع ستستمر، بينما فكرة الانسحاب العسكري من شمال سوريا، بحسب ما تطالب دمشق، لن تكون واردة الآن.

ومن المقرر أن يعقد خلال يونيو (حزيران) الحالي، اجتماع الآلية الرباعية لوضع خريطة طريق التطبيع بين تركيا وسوريا، المؤلفة من نواب وزراء الخارجية والدفاع، ومسؤولين من أجهزة الاستخبارات في البلدين إلى جانب روسيا وإيران، ضمن إطار أستانا.

وقال الأكاديمي التركي أنيس بيركلي إن مسيرة فيدان الطويلة في الدبلوماسية والأمن كفيلة مطلوبة الآن، فقد انتهت الصراعات العسكرية إلى حد كبير، والآن باتت مرحلة النشاط السياسي للفاعلين الدوليين في الأزمة السورية، ويحتاج الأمر إلى براعة دبلوماسية على طاولة المفاوضات.

بدوره، رأى الكاتب المخضرم فكرت بيلا أن تحرك تركيا في الملف السوري لن يتغير، فسوف تحافظ على المبادئ الثلاثة في مفاوضات التطبيع، وهي التنسيق في مكافحة الإرهاب، ودفع التسوية السياسية، وعودة اللاجئين بشكل طوعي وآمن، مشيراً إلى أن تركيا ماضية في خطتها لإقامة مناطق آمنة في شمال سوريا لاستيعاب اللاجئين وإنشاء حزام أمني على الحدود.

وتوقع الخبير الأمني التركي عبد الله أغار أن يواصل وزير الدفاع الجديد، يشار غولر، نهج سلفه خلوصي أكار في التعامل مع «الوحدات» الكردية في شمال سوريا و«العمال الكردستاني» في شمال العراق، ولم يستبعد التنسيق بين تركيا وروسيا وإيران وسوريا على الصعيد الأمني لمنع نشوء كيان كردي في شمال سوريا من شأنه تمزيق وحدة البلاد. ورأى أن الحكومة الجديدة ستواصل السياسة نفسها بتنسيق كامل بين وزارتي الدفاع والخارجية والمخابرات، مشيراً إلى أن الشخصيات الثلاث التي تولت هذه الحقائب هي شخصيات صاحبة خبرة في الملف السوري، وبالتالي فإنها ستواصل في الإطار الذي حددته تركيا بشأن تطبيع علاقاتها مع دمشق.

وفي هذا الإطار، قال رئيس حزب «النصر» أوميت أوزداغ، المعروف بعدائه للاجئين السوريين، في مقابلة تلفزيونية، إنه لا يتوقع أي تغيير فيما يخص ملف اللاجئين، ولا في المفاوضات مع سوريا، لأنه مهما تغيّر الأشخاص فإنهم يعملون بالأوامر الصادرة من الرئيس. وأشار إلى أن وضعية رئيس المخابرات هي وضعية أقوى من وزير الخارجية في هذا الملف، لكن مع الخبرة الطويلة لهاكان فيدان كرئيس للمخابرات لمدة 13 عاماً، فإن مواصلة العمل في الملف السوري بمنظور إردوغان لن تتأثر برحيل دبلوماسي وسياسي (مولود جاويش أوغلو)، ومجيء بيروقراطي (فيدان).


الحكومة العراقية تحقق تقدماً في معركة الموازنة

لجنة المال في البرلمان العراقي أثناء مناقشة بنود الموازنة (تويتر)
لجنة المال في البرلمان العراقي أثناء مناقشة بنود الموازنة (تويتر)
TT

الحكومة العراقية تحقق تقدماً في معركة الموازنة

لجنة المال في البرلمان العراقي أثناء مناقشة بنود الموازنة (تويتر)
لجنة المال في البرلمان العراقي أثناء مناقشة بنود الموازنة (تويتر)

حددت رئاسة البرلمان العراقي يوم الخميس موعداً للتصويت على الموازنة المالية للأعوام (2023، 2024، 2025) بعد جدل مالي وسياسي استمر لأكثر من 4 أشهر. وتضمن البيان الصادر عن رئيس البرلمان محمد الحلبوسي الخاص بتحديد جلسة الخميس فقرة واحدة وهي «التصويت على الموازنة».

ولم يعلن الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة مسعود بارزاني، موقفاً نهائياً لكن بعض نوابه لم يستبعدوا إمكانية مقاطعة الحزب للجلسة المقررة الخميس، نظراً إلى أن الحزب هو المعترض الأكبر على الفقرات التي تخص آلية تصدير النفط من الإقليم وكيفية تسليم وارداته للخزينة الاتحادية. ولا يزال في الوقت متسع للانتهاء من كل الخلافات مع الحزب الديمقراطي الكردستاني، أو تخفيفها إلى أضيق نطاق بعد أن انحسرت إلى الخلاف حول المفردات لا الآليات، وهو ما يضمن موافقته على التصويت لصالح الموازنة، لكن لا يوجد حتى الآن توجه بالمضي قدماً في إقرار الموازنة عن طريق الأغلبية وليس التوافق.

وما دام الكثير من السياقات المعتمدة في العراق بعد عام 2003 على صعيد الخطاب السياسي تتمحور حول كيفية استخدام بعض المفردات في اللغة أو توظيفها، فإن الجميع دفع أثماناً كبيرة بسبب التفسير الذي سرعان ما يتحول إلى تأويل قابل لكل أنواع الجدل. فالدستور العراقي، الذي تم التصويت عليه في عام 2005، كُتب على عجل بطريقة جعلت الكثير من مواده وفقراته أسيرة التفسير الخاطئ الذي تحول بمرور الزمن إلى تأويل يحتمي به كل طرف مقابل الطرف الآخر بسبب أزمة الثقة المتبادلة.

جانب من احتجاجات في بغداد تطالب بتوزيع عادل للرواتب 2 يونيو (إ.ب.أ)

معركة سياسية

وتشير التصريحات التي صدرت خلال الأسبوعين الأخيرين بشأن الموازنة إلى أن غالبيتها تعكس تخندقات متقابلة جعلت من الموازنة معركة سياسية قبل أن تكون مالية، وذلك بعد أن كانت الموازنة على وشك التصويت عليها قبل أن تتدخل اللجنة المالية لتجري عمليات تعديل أدت إلى بروز الخلاف مع الكرد، خاصة مع الحزب الديمقراطي الكردستاني. ولعل ما سوف يتم إطلاقه من تصريحات في غضون الفترة القصيرة المتبقية قبل التصويت سوف يعكس وجهاً آخر للصراع، المخفي أو المعلن، بين مختلف الأطراف السياسية قبل التصويت عليها بعد أن تأخرت كثيراً، ما أثار غضب الحكومة والعراقيين.

وبصرف النظر عن الكيفية التي تم بموجبها حسم الخلافات الأساسية بين القوى السياسية الممثلة في البرلمان وحكومة محمد شياع السوداني، فإن أضخم موازنة في تاريخ العراق سوف تمرر على الأرجح الخميس. وتشير التصريحات والبيانات الصادرة من الأطراف المختلفة إلى أن الأمور المختلف عليها تمت تسويتها نهائياً، مرة طبقاً لما أبدته اللجان البرلمانية المختلفة من ملاحظات وتعديلات ومرة أخرى طبقاً لوثيقة الاتفاق السياسي التي أبرمت قبل تشكيل الحكومة، وهي التي مهدت لتشكيلها. ولم تعد شقة الخلاف واسعة بين الأطراف، لكنها في الوقت نفسه أساسية كونها تعكس جانباً آخر من المعركة التي خاضتها الحكومة من أجل تمرير هذه الموازنة الكبيرة لمدة 3 سنوات، والتي كانت بحد ذاتها تحدياً نجح السوداني فيه بعد أن اعترضت معظم القوى السياسية على فكرة موازنة لثلاثة أعوام بدلاً عن عام واحد.

السوداني يترأس اجتماعاً للحكومة العراقية (رئاسة الوزراء العراقية)

حياد الحكومة

ويرى البعض أن السوداني كان محايداً وسط عدة خلافات بين الأطراف المختلفة، حيث جرى تبادل العديد من الاتهامات بين القوى التي شكلت ائتلاف «إدارة الدولة»، وأيضاً خلافات الأكراد بحزبيهما الرئيسيين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، وكذلك في تحالف «السيادة» السني بشأن القضايا التي تم الاتفاق عليها وفق وثيقة «الاتفاق السياسي» التي تتضمن مطالب متقابلة لكل القوى السياسية. ولم يعتبر الفرقاء أن السوداني كرئيس للحكومة كان طرفاً في تلك الخلافات.

وكانت بعض القوى السياسية قد حاولت توجيه نقد للسوداني يتعلق بقضية موظفي إقليم كردستان ومستحقاتهم المالية، إلا أن تحقيق الاتفاق النهائي بشأن الموازنة عكس مرونة الحكومة في كيفية التعامل مع الأزمات الطارئة، كما عكس من جانب آخر إصراراً على أن تمضي الموازنة طبقاً للبرنامج الحكومي الذي قوامه مشاريع خدمية وأخرى تتعلق بالبنى التحتية.