هل ستحرم الإدانة ترمب من الرئاسة؟

الرئيس الأميركي السابق اتهم خصومه بمحاولة «تجريده» من الترشح

ترمب خلال إعلانه الترشح للرئاسة في 15 نوفمبر الماضي (أ.ب)
ترمب خلال إعلانه الترشح للرئاسة في 15 نوفمبر الماضي (أ.ب)
TT

هل ستحرم الإدانة ترمب من الرئاسة؟

ترمب خلال إعلانه الترشح للرئاسة في 15 نوفمبر الماضي (أ.ب)
ترمب خلال إعلانه الترشح للرئاسة في 15 نوفمبر الماضي (أ.ب)

قرار هز واشنطن وتردد صداه في أروقة صنع القرار؛ فلأول مرة في التاريخ الأميركي يحيل «الكونغرس» رئيساً أميركياً إلى القضاء.
فبعد قرابة عام ونصف العام من بدء تحقيقاتها، أصدرت لجنة التحقيق بأحداث اقتحام «الكابيتول» تقريراً مدوياً وجهت فيه 4 اتهامات للرئيس السابق دونالد ترمب: عرقلة إجراء رسمي، والتآمر للاحتيال على الولايات المتحدة، والتآمر على إصدار تصريحات خاطئة، والتحريض والمساعدة والإشراف والتهاون مع العصيان.
وبمجرد صدور القرار سارع الرئيس السابق إلى مهاجمة اللجنة، قائلاً: «ما لا يقتلني سيجعلني قوياً»، واتهم الديمقراطيين بمحاولة منعه من الترشح للرئاسة، مضيفاً على منصته «تروث سوشيال»: «الأشخاص يفهمون أن مكتب التحقيقات الديمقراطي (إف دي آي) - في إشارة تهكمية لـ(إف بي آي) - يسعى لمنعي من الترشح للرئاسة لأنه يعلم أنني سأفوز، وأن موضوع محاكمتي هو كملف العزل؛ محاولة حزبية لتحييدي وتحييد الحزب (الجمهوري)»، لكن الحزب «الجمهوري» لا يوافق بالضرورة على تقييم ترمب، ففي حين وصفته عدوته اللدودة النائبة الجمهورية ليز تشيني بـ«غير المؤهل لتسلم أي منصب حكومي»، أصدر زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل، تصريحاً مقتضباً قال فيه: «كل البلاد تعلم من كان مسؤولاً عن ذلك اليوم. وليس لديّ أي تعليق إضافي على الموضوع»، إلا أن تعليق مكونيل هذا كان كافياً لتسليط الضوء على المتاعب التي يعاني منها ترمب من كل حدب وصوب؛ فالرئيس السابق يواجه انحساراً حاداً في دعم الجمهوريين له، كما يرى نفسه بمواجهة موجة من الدعاوى القضائية التي قد تكلفه التأهل للترشح مجدداً،
فإلى أي مدى سوف تنعكس اتهامات اللجنة على طموحات ترمب الرئاسية؟ وهل سوف تؤدي إدانته، في حال حصلت، إلى حرمانه من الترشح إلى مناصب حكومية؟
الجواب مبهم، على غرار الإبهام في الدستور الأميركي؛ فالدستور لا يمنع بنصّه ترشّح أي شخص تمت إدانته للرئاسة؛ إذ يقول الجزء الأول من البند الثاني إنه «لا يحق لأي شخص تسلم الرئاسة إلا إذا كان مولوداً في الولايات المتحدة. ولا يمكن لأي شخص لا يبلغ الـ35 من العمر أن يصبح رئيساً، ويجب أن يكون هذا الشخص مقيماً في الولايات المتحدة لفترة 14 عاماً»؛ شروط واضحة، لكنها لا تتضمن منعاً في حال الإدانة أو ارتكاب أي جرم.
وهنا يأتي دور الاتهام الرابع على لائحة اللجنة: التحريض والمساعدة والإشراف والتهاون مع العصيان؛ فالدستور يتضمن استثناء في الفقرة الرابعة من التعديل الـ14 يجرّد من المناصب الحكومية أي شخص «أقسم بالولاء لدعم دستور الولايات المتحدة، ثم شارك في عصيان أو تمرد، أو وفر المساعدة والدعم لأعداء الدستور».
وعلى الرغم من أن اتهامات اللجنة لا تعني بالضرورة اعتماد وزارة العدل لها، فإنه في حال قررت الوزارة رسمياً فتح تحقيق بالتهمة الرابعة، ومحاكمة ترمب، بشكل يؤدي إلى إدانته، فسوف يفتح هذا بالتالي الباب للطعن بأهليته لأي منصب فيدرالي، بحسب الدستور، لكن الأمر ليس بهذه البساطة؛ فالدستور ترك الباب مفتوحاً للولايات لحسم هذه القضية، أو لـ«الكونغرس» لإقرار قانون يبت فيها.
هذا يعني أنه في حال إدانة ترمب، قد تعتمد كل ولاية قراراً مختلفاً عن الأخرى، مما يعني بالتالي أن اسم ترمب قد يُحذف من البطاقات الانتخابية في ولايات منعته من الترشح، مقابل إدراج اسمه في ولايات أخرى قررت محاكمها العكس.
وسيكون الاستثناء الوحيد لاعتماد قرار موحد، تبني «الكونغرس» قراراً فيدرالياً بهذا الشأن، الأمر شبه المستحيل؛ نظراً للانقسامات الحزبية العميقة هناك.
هل سيسقط ترشح ترمب للرئاسة في حال إدانته؟ الجواب ببساطة: لا، فحتى في حال الإدانة والسجن، لا يمكن منع مرشح للرئاسة من الاستمرار بحملته الانتخابية، على الرغم من أن الدستور يمنع السجناء من الإدلاء بأصواتهم؛ أي إن ترمب، في حال إدانته، لن يتمكن من التصويت لنفسه، لكن الرئيس السابق عُرف بتحديه للأعراف والتقاليد، وقد يسعى لإضافة لقب «رجل الاستثناءات» على سجله من خلال إصراره على عدم الانسحاب. وفي واقع الحال، لن تكون هذه المرة الأولى في التاريخ التي يتم فيها انتخاب سجين لمنصب حكومي، ففي عام 1798 انتُخب ماثيو ليون لمنصب نائب في «الكونغرس» خلال فترة سجنه لتهم متعلقة بالتحريض على الإدارة حينها. كما ترشح يوجين ديبس مؤسس الحزب «الاشتراكي» في أميركا للرئاسة في عام 1920 خلال فترة سجنه بتهمة التحريض، وعلى الرغم من خسارته، فإنه حصل على 913.693 صوتاً، ووعد بإصدار عفو عن نفسه في حال فوزه، الأمر الذي قد يفتح خيارات أخرى بوجه ترمب.


مقالات ذات صلة

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

الولايات المتحدة​ إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي مايك روجرز، مساء أول من أمس في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز خلال مؤتمر صحافي عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

أصدرت محكمة فيدرالية أميركية، الخميس، حكماً يدين 4 أعضاء من جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، أبرزهم زعيم التنظيم السابق إنريكي تاريو، بتهمة إثارة الفتنة والتآمر لمنع الرئيس الأميركي جو بايدن من تسلم منصبه بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الماضية أمام دونالد ترمب. وقالت المحكمة إن الجماعة؛ التي قادت حشداً عنيفاً، هاجمت مبنى «الكابيتول» في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، لكنها فشلت في التوصل إلى قرار بشأن تهمة التحريض على الفتنة لأحد المتهمين، ويدعى دومينيك بيزولا، رغم إدانته بجرائم خطيرة أخرى.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

أدانت محكمة أميركية، الخميس، 4 أعضاء في جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، بالتآمر لإثارة الفتنة؛ للدور الذي اضطلعوا به، خلال اقتحام مناصرين للرئيس السابق دونالد ترمب، مقر الكونغرس، في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021. وفي محاكمة أُجريت في العاصمة واشنطن، أُدين إنريكي تاريو، الذي سبق أن تولَّى رئاسة مجلس إدارة المنظمة، ومعه 3 أعضاء، وفق ما أوردته وسائل إعلام أميركية. وكانت قد وُجّهت اتهامات لتاريو و4 من كبار معاونيه؛ وهم: جوزف بيغز، وإيثان نورديان، وزاكاري ريل، ودومينيك بيتسولا، بمحاولة وقف عملية المصادقة في الكونغرس على فوز الديمقراطي جو بايدن على خصمه الجمهوري دونالد ترمب، وفقاً لما نق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

وجّه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الأربعاء، انتقادات لقرار الرئيس جو بايدن، عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث، وذلك خلال جولة يجريها الملياردير الجمهوري في اسكتلندا وإيرلندا. ويسعى ترمب للفوز بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات التي ستجرى العام المقبل، ووصف قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج ملك بريطانيا بأنه «ينم عن عدم احترام». وسيكون الرئيس الأميركي ممثلاً بزوجته السيدة الأولى جيل بايدن، وقد أشار مسؤولون بريطانيون وأميركيون إلى أن عدم حضور سيّد البيت الأبيض التتويج يتماشى مع التقليد المتّبع بما أن أي رئيس أميركي لم يحضر أي مراسم تتويج ملكية في بريطانيا. وتعود آخر مراسم تتويج في بري

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

هناك شعور مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والاكتئاب والسكري والوفاة المبكرة والجريمة أيضاً في الولايات المتحدة، وهو الشعور بالوحدة أو العزلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ترمب يتوجه إلى مناصريه للمرة الأولى بعد توجيه لائحة اتهامات إليه

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ف.ب)
TT

ترمب يتوجه إلى مناصريه للمرة الأولى بعد توجيه لائحة اتهامات إليه

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ف.ب)

يتوجه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب لمناصريه، السبت، للمرة الأولى بعد توجيه لائحة اتهامات إليه ستؤثر على السباق إلى البيت الأبيض في انتخابات 2024 الرئاسية.

وتتضمن لائحة الاتهام التي نشرت الجمعة 37 تهمة بينها «الاحتفاظ غير القانوني بمعلومات تتعلق بالأمن القومي»، و«عرقلة عمل القضاء» وتقديم «شهادة زور».

ومع هذه الاتهامات الفيدرالية له على خلفية احتفاظه بوثائق حكومية، يضع الرئيس السابق الجمهوري البلد أمام احتمال دخول مرشح فائز البيت الأبيض، وهو لا يزال يواجه اتهامات، أو إدارة الحكومة من السجن.

ويواجه ترمب تحقيقا فيدراليا آخر لدوره في أحداث الكونغرس في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021 وتتوقع تقارير إعلامية أن توجه له اتهامات بالابتزاز والتآمر في جورجيا في أغسطس (آب) على خلفية محاولة الملياردير قلب نتائج الانتخابات هناك.

سيتحدث ترمب الذي سبق أن ندد بما يعتبره اضطهاداً ذات دوافع سياسية، في مؤتمرَين للجمهوريين في ولايتَي جورجيا وكارولاينا الشمالية، ومن المتوقع أن يستخدم المنصتَين لمهاجمة مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) ويتّهم المدعين الفيدراليين باستهدافه بطريقة غير عادلة.

ويأتي الحدثان قبل أيام من مثول ترمب المفترض أمام محكمة في ميامي الثلاثاء في الجلسة الأولى في القضية.

وبحسب لائحة الاتهام، تضمنت الوثائق التي أخذها ترمب «معلومات تتعلق بالقدرات الدفاعية للولايات المتحدة ولدول أجنبية، وبالبرامج النووية الأميركية». كما تتعلق تلك المعلومات بـ«نقاط ضعف محتملة للولايات المتحدة وحلفائها في حال تعرضها لهجوم عسكري»، وكذلك «خطط رد محتمل على هجوم أجنبي».

ويعاقب على التهم التي وجهها المدعي الخاص جاك سميث المكلف الإشراف على التحقيق بشكل مستقل، بالسجن مدة تصل إلى 20 عاما لكل منها.

وعلق ترمب على شبكته «تروث سوشيال» «هذه لم تعد أميركا!»، مؤكدا أنه «لم يكن لديه يوما أي شيء يخفيه».

رص البرلمانيون الجمهوريون على الفور الصفوف حوله.

وقال رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي «أقف مثل كل الأميركيين الذين يؤمنون بسيادة القانون، مع الرئيس ترمب». بينما رأى جيم جوردان رئيس اللجنة القضائية في المجلس أنه «يوم حزين لأميركا».

وكرر حاكم فلوريدا رون ديسانتيس أحد منافسي الرئيس السابق لنيل ترشيح الحزب الجمهوري، انتقادات ترمب لوزارة العدل. وكتب في تغريدة على «تويتر» أنه «سيقضي على الأحكام المسبقة السياسية» إذا تم انتخابه.


حملة ترمب أمام استحقاقين: انقسام جمهوري ومحاكمات جنائية

أميركية تحتفل بتوجيه اتهام لترمب أمام البيت الأبيض في واشنطن الجمعة (أ.ف.ب)
أميركية تحتفل بتوجيه اتهام لترمب أمام البيت الأبيض في واشنطن الجمعة (أ.ف.ب)
TT

حملة ترمب أمام استحقاقين: انقسام جمهوري ومحاكمات جنائية

أميركية تحتفل بتوجيه اتهام لترمب أمام البيت الأبيض في واشنطن الجمعة (أ.ف.ب)
أميركية تحتفل بتوجيه اتهام لترمب أمام البيت الأبيض في واشنطن الجمعة (أ.ف.ب)

نقلت الاتهامات الجنائية «غير المسبوقة» بحق رئيس أميركي حالي أو سابق، الانقسام السياسي وحالة عدم اليقين، إلى مستوى متقدم، بل ومبكر في الآن نفسه، مع انطلاق الحملات الانتخابية التمهيدية، لدى الجمهوريين والديمقراطيين، على حد سواء. وتؤكد لائحة الاتهام الموجهة إلى الرئيس السابق دونالد ترمب أن مشكلاته القانونية ستكون النقطة المحورية في المنافسة التمهيدية الرئاسية للجمهوريين، مع احتمال أن يضطر إلى التنقل بين قاعات المحاكم ومسار الحملة الانتخابية. ومن المرجح أن تكون أيضاً عنصراً مركزياً في الانتخابات العامة لعام 2024، بغض النظر عمن هو على ورقة الاقتراع، مما يزيد من انقسام دولة مستقطبة سياسياً. وتظهر الاستطلاعات أن الاتهامات الموجهة إلى ترمب لإساءة التعامل مع وثائق سرية، تأتي في الوقت الذي ينظر فيه أعضاء كل حزب سياسي بالفعل إلى الآخرين، على أنهم تهديد للأمة. وسيرى الجمهوريون القضية على أنها رئيس ديمقراطي يضطهد شخصياتهم القيادية، مما دفع الكثير من ناخبي الحزب الجمهوري إلى المطالبة برد قوي من مرشحيهم الرئاسيين، في حين أن الديمقراطيين سينظرون إلى الجمهوريين على أنهم مجرمون مزعومون.

لا تأثير على شعبيته

بيد أن تلك الاتهامات، طرحت الكثير من التساؤلات عن تداعياتها على المرشح الأول على قائمة الحزب الجمهوري. وأمام اتهامات فيدرالية وجنائية عدة، يضع الرئيس الجمهوري السابق البلد أمام احتمال دخول مرشح فائز، البيت الأبيض وهو لا يزال يواجه اتهامات، أو إدارة الحكومة من السجن، في سابقة نادرة في التاريخ الأميركي. وبدلاً من رفضه فكرة الانسحاب من السباق الانتخابي، عمد ترمب إلى تصعيد خطابه وهجماته على «الدولة العميقة»، واتهام خصومه السياسيين «الفاسدين» بالتدخل الانتخابي، «فاحصاً» في الوقت نفسه خصومه، وولاء جمهوره. فهو يدرك تماماً مكامن قوته، التي تزداد يوماً بعد يوم، بعد كل اتهام قضائي يتعرض له. وهو ما تثبته استطلاعات الرأي المتتالية. في استطلاع أجرته أخيراً مؤسسة «يوغوف»، اعتبر نصف المستطلعين فقط، أن تزوير السجلات التجارية لإخفاء مدفوعات مالية لنجمة إباحية يعد «جريمة خطيرة»، وهي القضية التي يواجهها ترمب في مانهاتن. غير أن ثلثي المستطلعين قالوا الشيء نفسه بشأن نقل أسرار حكومية من البيت الأبيض وعرقلة الجهود لاستعادتها. وتبلغ النسبتان 28 في المائة و42 في المائة على التوالي بين الجمهوريين، وهي فجوة تشير إلى أن قضية ترمب الأخيرة، يمكن أن تمثل نقطة تحول في حملته للانتخابات التمهيدية.

حاكم فلوريدا رون ديسانتيس يلقي كلمة في كارولينا الشمالية الجمعة (رويترز)

تداعيات القضية على الجمهوريين

وعلى الرغم من أن الاتهام الأخير يسمح لمنافسي ترمب الأساسيين، حاكم فلوريدا رون ديسانتيس ونائب الرئيس السابق مايك بنس وآخرين، بتوجيه الانتقاد والقول إن المرشح الأوفر حظاً غير لائق بالمنصب، غير أنهم حاذروا المجازفة بمعاداة القاعدة الموالية لترمب، و«اصطفوا» للدفاع عنه «مبدئياً»، سائرين على خيط رفيع. في خطاب ألقاه الجمعة في ولاية نورث كارولينا الشمالية، قال حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس، الذي تضعه الاستطلاعات في المرتبة الثانية بعد ترمب، إنه بصفته محامياً في البحرية، يقترح أنه كان يجب توجيه الاتهام إلى كل من ترمب وهيلاري كلينتون، أو لا أحد منهما. وأضاف: «هل هناك معيار مختلف لوزير خارجية ديمقراطي مقابل رئيس جمهوري سابق؟ أعتقد أنه يجب أن يكون هناك معيار واحد للعدالة في هذا البلد. دعونا نفرضها على الجميع ونتأكد من أننا جميعاً نعرف القواعد».

وبعد انتقاده قضية وزارة العدل من دون إبعاد ترمب عنها، قدّم دفاعاً مخادعاً إلى حد ما عن الرئيس السابق، محاولاً تجنب إغضاب جمهوره، كي لا يخسر ولاءه، في حال تطورت الأمور. وسأل عما كان سيفعله سلاح البحرية به لو أنه أخذ وثائق سرية أثناء الخدمة العسكرية. وقال: «كنت سأواجه محاكمة عسكرية في غضون دقيقة في نيويورك». حتى نائبه السابق مايك بنس الذي تضعه الاستطلاعات في المرتبة الثالثة، رفض الإجابة والتعليق على أسئلة الصحافيين يوم الجمعة، بعد صدور لائحة الاتهام التي أعلنها المحقق الخاص جاك سميث. وقد يكون السبب أن الجميع يسعى للحفاظ على الهدوء، حتى يتم استبعاد ترمب من السباق من خلال مزيد من الاتهامات المتوقعة في الأشهر المقبلة. ويواجه ترمب تحقيقاً فيدرالياً آخر لدوره في أحداث الكونغرس في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021. وتتوقع تقارير إعلامية أن توجه إليه اتهامات بالابتزاز والتآمر في ولاية جورجيا في أغسطس (آب)، على خلفية محاولته قلب نتائج الانتخابات هناك.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية، عن خبير العلوم السياسية في جامعة فرجينيا لاري ساباتو، قوله إنهم «يأملون في استبعاد ترمب بنهاية الأمر من السباق من خلال عدد من الاتهامات». وأضاف: «هذا كل ما في الأمر. إنها استراتيجيتهم. لن يفعلوا شيئاً». لكن يعتقد على نطاق واسع أن كل الاتهامات الجنائية الفيدرالية، لن يكون لها تأثير يذكر على الملاحقات «غير الفيدرالية» التي يتعرض لها ترمب. والأخيرة، هي التي تثير قلقه المباشر، ويتعلق ضررها بتأثيرها المباشر على حملته للفوز بترشيح الحزب الجمهوري في المقام الأول.

مساعدان ينقلان صناديق قبل مغادرة ترمب البيت الأبيض في 20 يناير 2021 (أ.ف.ب)

لماذا قاتل بشدة للاحتفاظ بالوثائق؟

على الرغم من أن لائحة الاتهام الأخيرة المكونة من 37 تهمة، تقدم بعض التلميحات المحتملة، عن مخالفته القوانين الفيدرالية جراء احتفاظه بالوثائق السرية، وعرقلة جهود الحكومة لاستعادتها، لكنها لا تثبت أن الرئيس السابق كان لديه هدف يتجاوز مجرد امتلاك المواد.

وشكّل تعيين القاضي إيلين كانون، المفاجئ، ليتولى القضية في ميامي، انتكاسة محتملة للمدعين العامين، ما قد يعزز من احتمال نجاة ترمب من تهمة «التجسس» و«تعريض الأمن القومي للخطر». فالقاضي البالغ 42 عاماً، الذي عيّنه ترمب نفسه في فلوريدا، صدم الخبراء القانونيين عبر خطوط الانقسام الآيديولوجية العام الماضي، من خلال التدخل في التحقيق وإصدار أحكام لمصلحة ترمب. وعلى الرغم من ذلك، تعرض للتوبيخ من قبل محكمة استئناف محافظة. ولم يعرف بعد ما إذا كان الحظ هو الذي خدم ترمب، عبر تعيين القاضي كانون، خصوصاً أن تعيين القضاة في ميامي، يتم بشكل عشوائي، أم أن «شيئاً استثنائياً» قد حصل. لكن اللغز الوحيد القائم يبقى: «لماذا قام ترمب بأخذ تلك الوثائق، وقاتل بشدة للاحتفاظ بها؟»، وفي حين أن العثور على دافع قد يكون مفيداً بالتأكيد للمدعين العامين، إذا انتهى الأمر بترمب في المحاكمة، فقد لا يكون ذلك ضرورياً في إثبات العناصر القانونية للقضية المرفوعة ضده.


ترمب وسجل حافل من الأسرار

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (رويترز)
TT

ترمب وسجل حافل من الأسرار

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (رويترز)

صبيحة أحد أيام أغسطس (آب) 2022 داهم عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي دارة فخمة في بالم بيتش بحثاً عن صناديق تحتوي على وثائق بالغة السرية للبنتاغون ووكالة الاستخبارات المركزية في مكان مفتوح تقام فيه حفلات باستمرار.

ويبدو أن رئيساً سابقاً عد أن باستطاعته فعل ما يشاء بأسرار أميركية وحتى الكشف عنها لمسؤولين أجانب وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وبالنسبة لمؤيديه فإن قضية دونالد ترمب والوثائق السرية مسألة سياسية، لا تعدو انتقاما من الرئيس جو بايدن من منافسه السابق والمقبل على البيت الأبيض.

لكن بالنسبة لواشنطن المهووسة بالأسرار، فإن احتمال فقدان السيطرة على معلومات بالغة السرية يمثل كابوساً يتطلب إسكات ترمب.

وبعد 10 أشهر من مداهمة العناصر الفيدراليين لمنزل ترمب الفخم في مارالاغو بحثاً عن وثائق سرية، وجهت له وزارة العدل 37 تهمة تتعلق بانتهاك قوانين السرية وعرقلة التحقيق، تصل عقوبتها القصوى إلى السجن 20 عاماً في حال الإدانة.

وكان باستطاعته تجنب الاتهامات الجنائية غير المسبوقة، فقد مُنح ترمب عدة فرص لتسليم الوثائق، لكنه لم يسلمها.

وقال ترمب لأحد محاميه بعد استحصال مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) على مذكرة قانونية، وفق لائحة الاتهام، «أليس من الأفضل أن نقول لهم إنه ليس لدينا أي شيء هنا؟».

«أسرار في الحمام»

غادر ترمب البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) 2021 مع صناديق تحتوي على تذكارات وصور وملابس وأوراق للمكتب البيضاوي، نُقلت على شاحنات إلى مارالاغو.

لكن كان من المفترض ألا يتم إخراج تلك الوثائق، فمستندات البيت الأبيض بحكم القانون ملك للمحفوظات الوطنية، والملفات السرية ينبغي أن تبقى غير متاحة لمن لا يحملون تصاريح أمنية.

وفي مايو (أيار) 2021 تبين للمحفوظات الوطنية أن هناك سجلات مهمة غير موجودة بين ما سلمته إدارة ترمب المنتهية ولايتها.

وفي يناير (كانون الثاني) 2022 تسلمت المحفوظات الوطنية 15 صندوقاً من مارالاغو. ووجدت ضمنها أكثر من 100 ملف سري.

بعض الملفات كان يحمل أختاماً على أعلى درجة من السرية، إضافة إلى وثائق يمكن أن تكشف أكثر الأسرار أهمية.

واستدعى ذلك تدخل قسم مكافحة التجسس في «إف بي آي» المعني بتسريب أسرار الدولة.

وبموجب مذكرة طلب العناصر من ترمب إعادة مستندات سرية قد تكون بحوزته.

وبعد تفتيش لمارالاغو سلم محامو ترمب مظروفاً يحتوي على كل ما عثروا عليه، لرئيس قسم مكافحة التجسس في «إف بي آي»، في إقرار رسمي بأن هذا كل ما بقي.

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يشير في سيارة وهو يغادر منتجعه في Mar-a-Lago بعد أن وجهت إليه لائحة اتهام من قبل هيئة محلفين كبرى بمانهاتن في 3 أبريل 2023 (رويترز)

غير أن تسجيلات فيديو حصل عليها مكتب «إف بي آي» في الأسابيع التالية، أظهرت عمالاً في مارالاغو وهم ينقلون صناديق تحتوي على مستندات من غرفة تخزين في الطابق السفلي.

وأدى ذلك إلى عملية المداهمة التي نفذها عناصر «إف بي آي» في 8 أغسطس (آب).

لم يكن ترمب في مارالاغو عند إجراء عملية التفتيش وضبط آلاف الوثائق الإضافية، ومن بينها عشرات المستندات بالغة السرية.

وجاء في لائحة الاتهام الصادرة الجمعة، أن ترمب احتفظ بملفات حول أسرار نووية ومخططات حرب وبرامج أسلحة وثغرات وطنية، بشكل عشوائي في مكتبه الشخصي وقاعة حفلات وغرفة نوم وحمام.

50 مليون وثيقة سنوياً

يرى الموالون لترمب أن القضايا ثانوية، ويعدون أن رئيساً سابقاً سعى ببساطة للاحتفاظ ببعض الأوراق التي تطبع سنواته الأربع في البيت الأبيض، أو أنه ارتكب خطأ عادياً.

وفعلاً، منذ مداهمة مارالاغو عثر على مستندات سرية في ملفات حملها جو بايدن معه في 2017 بعد انتهاء مهامه كنائب للرئيس، وفي منزل مايك بنس الذي كان نائباً لترمب.

لكن كلا منهما سلم الوثائق طوعاً.

يقول المنتقدون إن المشكلة هي نتيجة نظام التصنيفات السرية الذي تعتمده واشنطن والخارج عن السيطرة.

وكل عام يُتخذ قرابة 50 مليون قرار بشأن تصنيف مستندات حكومية في فئات مثل «غير مصرح بالنشر» أو «سري» أو «سري جداً»، لكن جزءاً صغيراً منها يستحق تلك التصنيفات.

وقال خبير الأمن لدى معهد «بروكينغز بروس ريدل» العام الماضي إن تصنيف الوثائق هو «القرار الآمن من ناحية الإجراءات البيروقراطية».

واجب مقدس

من ناحية أخرى شكل موقف ترمب تحدياً لمؤسسات واشنطن، حيث يعد الوصول إلى الأسرار قوة سياسية، وحماية الوثائق السرية واجباً مقدساً، وإساءة استخدامها جريمة.

على سبيل المثال في الأول من يونيو (حزيران) حُكم على ضابط الاستخبارات الجوية السابق روبرت بيرتشوم بالسجن 3 سنوات لأخذه مئات الملفات السرية إلى منزله. ولم يعرضها أبداً على أحد.

عندما تولى الرئاسة في 2017 أظهر ترمب ازدراء بمجتمع الاستخبارات الأميركية وتعاطى بعدم مسؤولية مع الأسرار التي اطلع عليها في الإحاطات الإعلامية المنتظمة.

في اجتماع بالمكتب البيضاوي أخبر وزير الخارجية الروسي الزائر سيرغي لافروف بمعلومات استخباراتية جديدة تم الحصول عليها من إسرائيل حول مخطط لتنظيم «داعش».

ونشر على «تويتر» صورة بالغة السرية لصاروخ إيراني منفجر خلافاً لنصيحة مساعديه.

واستمر هذا النهج غير الرسمي بعد مغادرته البيت الأبيض. وذكرت لائحة الاتهام أن ترمب عرض مرتين وثائق عسكرية بالغة السرية على معارفه في نادي بيدمينستر للغولف في نيوجيرزي.

ويُعتقد أنه قال لأحد الزوار: «هذه معلومات سرية».


محامٍ متمرس في جرائم الحرب... من هو المدعي الفيدرالي بقضية ترمب؟

TT

محامٍ متمرس في جرائم الحرب... من هو المدعي الفيدرالي بقضية ترمب؟

المدعي الفيدرالي الأميركي جاك سميث (أ.ف.ب)
المدعي الفيدرالي الأميركي جاك سميث (أ.ف.ب)

يُعتبر المدعي الفيدرالي جاك سميث الذي يترأس تحقيقات بالغة الحساسية بشأن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، محامياً أميركياً ذا خبرة قاد التحقيقات بجرائم الحرب في كوسوفو في لاهاي، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، بعد وقت قصير على إعلان ترمب ترشحه لسباق البيت الأبيض، عين المدعي العام ميريك غارلاند سميث للإشراف على تحقيقين مستقلين. وقال إن سميث «بنى سمعة بوصفه مدعياً نزيهاً وحازماً».

في واحدة من القضيتين، وجَّه سميث لترمب اتهامات جنائية، معتبراً أنه احتفظ جنائياً بسجلات سرية بعد انتهاء ولايته وتآمر لعرقلة التحقيق.

وقبل أن يصبح واجهة قضية ترمب المثيرة للانقسام بشدة، أمضى سميث سنوات عدة في وزارة العدل ومؤخراً في محاكم دولية.

تخرج سميث في كلية الحقوق بجامعة هارفارد وبدأ عمله في الادعاء في تسعينات القرن العشرين.

وتتضمن سيرته الذاتية عدداً من السنوات التي أمضاها في وزارة العدل في مناصب مختلفة منها رئيس قسم النزاهة العامة، حيث قاد فريقاً مختصاً بقضايا فساد وجرائم انتخابية، قبل أن يصبح مدعياً بالإنابة عن المنطقة الوسطى لولاية تينيسي.

وعمل من 2008 حتى 2010 محققاً للمحكمة الجنائية الدولية في هولندا، حيث أوكلت له مهمة الإشراف على تحقيقات حساسة تطال مسؤولي حكومات أجنبية في جرائم حرب وإبادة وجرائم ضد الإنسانية.

وأبرز مهمة له قبل التحقيق المتعلق بترمب كانت في المحكمة الخاصة بكوسوفو في لاهاي، حيث قاد التحقيقات والبت في جرائم ارتكبت في الجمهورية الواقعة في البلقان خلال حروب التسعينات التي مزقت يوغوسلافيا.

المدعي الفيدرالي الأميركي جاك سميث (إ.ب.أ)

منعطف

في 2018 عُين سميث رئيساً للادعاء في المحكمة الخاصة بكوسوفو.

وافتتحت المحكمة جلساتها العام الماضي بمحاكمة زعيم التمرد السابق صالح مصطفى الذي يواجه اتهامات بالقتل والتعذيب على خلفية إدارته سجناً مؤقتاً كان يشرف عليه متمردو «جيش تحرير كوسوفو» الألبان.

اعتبر سميث القضية «منعطفاً» للمحكمة التي لا تزال أنشطتها بالغة الحساسية كون قادة التمرد السابقين لا يزالون يهيمنون على الحياة السياسية في كوسوفو.

وجَّهت المحكمة التي تخضع لقانون كوسوفو لكن مقرها في هولندا لحماية الشهود من الترهيب، اتهامات بارتكاب جرائم حرب ضد العديد من كبار أعضاء جيش تحرير كوسوفو، ومن بينهم رئيس كوسوفو السابق هاشم تاجي الذي استقال بعد توجيه الاتهام له.

ترأس سميث الجلسة التي حضرها تاجي أمام المحكمة الخاصة في 2020، لتوجيه الاتهامات له التي سبقت المحاكمة.

بعد تعيينه من غارلاند محققاً خاصاً تعهد سميث العمل «بشكل مستقل» و«المضي قدماً في التحقيقات بشكل سريع وشامل وصولاً إلى أي نتيجة تمليها الحقائق والقانون».

جاك سميث عُين عام 2018 رئيساً للادعاء في المحكمة الخاصة بكوسوفو (أ.ب)

في أول تصريحات عامة له بعد الكشف عن لائحة الاتهام الموجهة لترمب، التي أثارت غضب الجمهوريين، شدَّد سميث على أن الولايات المتحدة «لديها مجموعة واحدة من القوانين (...) وهي تطبق على الجميع».

أضاف أن «القوانين التي تحمي معلومات الدفاع القومي ضرورية لسلامة وأمن الولايات المتحدة، ويجب إنفاذها».

لم يكشف مكتب سميث بعد عن أي من التهم المتعلقة بالتحقيق الثاني المتعلق بترمب حول دوره في اقتحام أنصاره الكابيتول عام 2021.


ترمب يواجه 37 تهمة جنائية في قضية الوثائق


 خبر اتهام ترمب على الصفحات الأولى للصحف الأميركية أمس (أ.ب)
خبر اتهام ترمب على الصفحات الأولى للصحف الأميركية أمس (أ.ب)
TT

ترمب يواجه 37 تهمة جنائية في قضية الوثائق


 خبر اتهام ترمب على الصفحات الأولى للصحف الأميركية أمس (أ.ب)
خبر اتهام ترمب على الصفحات الأولى للصحف الأميركية أمس (أ.ب)

وُجّهت 37 تهمة إلى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب؛ بينها «الاحتفاظ بمعلومات تتَّصل بالأمن القومي» و«عرقلة العدالة» في قضية أرشيف البيت الأبيض، بحسب لائحة اتهام أُعلن عنها أمس (الجمعة).

كذلك، اتُهم الرئيس الجمهوري السابق الذي أخذ صناديق من الملفات لدى مغادرته واشنطن بالإدلاء بشهادات كاذبة، والاتفاق مع مساعده والت ناوتا على إخفاء وثائق يطلبها مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي).

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، أوردت لائحة الاتهام أنَّ الوثائق التي احتفظ بها ترمب بشكل غير قانوني بعد مغادرته البيت الأبيض، تضمنت أسراراً نووية أميركية. وجاء في اللائحة أنَّ «الوثائق السرية التي احتفظ بها ترمب في صناديق تضمَّنت معلومات حول القدرات الدفاعية للولايات المتحدة ودول أخرى»، وحول «البرامج النووية» الأميركية وثغرات محتملة لدى الولايات المتحدة وحلفائها تعرضها لهجمات عسكرية وخطط للرد على هجوم أجنبي. وأشارت اللائحة إلى أنَّ احتمال نشر هذه الوثائق «كان سيعرض الأمن القومي للولايات المتحدة للخطر».

ومن المقرر أن يمثل ترمب أمام المحكمة لأول مرة فيما يخص هذه القضية في ميامي يوم الثلاثاء، قبل أن يتم 77 عاماً بيوم واحد فقط.

وكان ترمب قد بادر أول من أمس، إلى الإعلان عن أنَّ القضاء الفيدرالي وجه إليه تهماً لإدارته لوثائق البيت الأبيض، في مأزق جديد للجمهوري الذي يحلم بالعودة إلى الرئاسة الأميركية في 2024. وكتب ترمب على شبكته الخاصة للتواصل الاجتماعي «تروث سوشيال»، أنَّ «إدارة (الرئيس جو) بايدن الفاسدة أبلغت محاميّي بأنني متهم رسمياً، على الأرجح في قضية الصناديق الوهمية»، في إشارة إلى صناديق الوثائق التي نقلها إلى منزله عندما غادر واشنطن.


ترمب وصراع بين الإدانة والرئاسة

يواجه ترمب تهماً فيدرالية في ملف الوثائق السرية (أ.ف.ب)
يواجه ترمب تهماً فيدرالية في ملف الوثائق السرية (أ.ف.ب)
TT

ترمب وصراع بين الإدانة والرئاسة

يواجه ترمب تهماً فيدرالية في ملف الوثائق السرية (أ.ف.ب)
يواجه ترمب تهماً فيدرالية في ملف الوثائق السرية (أ.ف.ب)

مع اكتظاظ حلبة السباق الجمهوري للرئاسة الأميركية والاتهامات المتزايدة التي يواجهها الرئيس السابق دونالد ترمب، يتساءل البعض هل هو المرشح الأبرز والأنسب لحزبه.

ترمب يتصدر استطلاعات الرأي بين الجمهوريين (أسوشييتد برس)

فترمب الذي عرف بفن تحويل الأخبار السلبية بحقه إلى دفع إيجابي مع مناصريه لا يزال يتصدر استطلاعات الرأي في صفوف الجمهوريين، رغم إعلان وجوه بارزة عن ترشحها، كنائبه السابق مايك بنس وحاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتس، إضافة إلى المندوبة السابقة في الأمم المتحدة نيكي هايلي، وغيرهم.

أضف إلى ذلك توجيه التهم الفيدرالية الأخيرة بحق الرئيس السابق في قضية الاحتفاظ بالوثائق السرية، التي خرج بعدها ترمب قائلاً: «أنا بريء. إدارة بايدن فاسدة. هذا تدخل فاضح في الانتخابات واستمرار لأكبر حملة مطاردة ساحرات في التاريخ!».

في هذا الإطار يستعرض «تقرير واشنطن» وهو ثمرة تعاون بين «الشرق الأوسط» و«الشرق» تأثير الأجواء الحالية على السباق الرئاسي، وما إذا سهلّ الجمهوريون مهمة الرئيس السابق بانتزاع ترشيح حزبه من خلال تعدد مرشحيهم، كما فعلوا في عام 2016، ويتطرق إلى النزاع الحاد بين المرشحين على ملف دعم أوكرانيا، إضافة إلى تأثير هفوات الرئيس الحالي جو بايدن المتكررة على رأي الناخب الأميركي.

ترمب بين الإدانة والرئاسة:

متاعب ترمب القضائية لم تؤثر على رأي مناصريه (أ.ف.ب)

تقول كيمبرلي لينارد كبيرة المراسلين في صحيفة «بيزنس إنسايدر» إن ترمب يتفوق على غيره في السباق رغم كل متاعبه القضائية لأنه «حين يتعرّض لهجوم، فهو يتخذ دور الضحية ويجعل العالم يصدّق أنه يتعرض للهجوم بسبب دفاعه عن حقوق الناخبين وعن الأشخاص الذين دعموه».

وتشير كيمبرلي إلى أنه رغم فاعلية هذه الاستراتيجية، فإن القضايا التي يواجهها تفسح المجال لخصومه للتشكيك في قابلية انتخابه.

وسلطت الضوء على قضية قد تعرقل جهود ترمب خلال السباق الرئاسي بسبب توجيه التهم له، فقالت: «إذا كنت ستظهر في المحكمة، فهذا يعني أنك لا تشارك في الحملة الانتخابية كثيراً. وإذا كانت هناك صور لترمب وهو يدخل إلى المحكمة وما إلى ذلك، فهذا قد يؤثر على صورته أمام الناخبين، وبدلاً من أن يكون في تجمع حاشد، فإنه يتوجه إلى قاعة المحكمة، وهذا قد يكون له تأثير سلبي».

ويوافق دان كانينان وهو كبير مستشاري الحملات الرئاسية السابقة لهيلاري كلينتون وباراك أوباما على أن ترمب «لديه ميزة فريدة لتحويل كل الهجمات التي يتعرض لها إلى نقاط قوة لأنه يظهر نفسه ضحية أمام الناخبين». ويضيف كانينان: «جاذبيته الأساسية بالنسبة للقاعدة الواسعة هي أنه هذا الدخيل، هذه القوة المدمّرة في المجال السياسي».

من ناحيته، يشير مات كيلان مستشار الحملة الرئاسية السابقة لترمب إلى أن وجود الرئيس السابق في مقدمة الاستطلاعات يعني أن الحزب الجمهوري قد يعتمد استراتيجية أثبتت نجاحها في السباقات التمهيدية السابقة، وشرح قائلاً: «على الحزب أن يطلب من مرشحه المفضل ألا يكون الشخص الذي يواجه ترمب في مواجهة فردية بل أن يكون الشخص الذي يتحدث عن السباق ضد جو بايدن في 2024 ويدع مرشحاً آخر يتولى مهمة مهاجمة ترمب».

كريس كريستي في مهمة مهاجمة ترمب (أ.ف.ب)

ويقول كيلان، الذي عمل أيضاً مستشارا في اللجنة الوطنية الجمهورية، إن حاكم ولاية نيوجرسي السابق كريس كريستي يرغب فعلاً في أن يكون المرشح الذي يتولى مهمة مهاجمة ترمب. مضيفاً: «إذا كنت مكان أي من المرشحين الآخرين، فسأدعه يلعب هذا الدور وسأتحدث عن سباقي الخاص وعن جو بايدن ولن أذكر اسم دونالد ترمب».

كثرة المرشحين لصالح ترمب؟

عدد المرشحين الجمهوريين المتزايد يصب في صالح ترمب (أسوشييتد برس)

مع تزايد عدد المرشحين الجمهوريين، تزداد التساؤلات حول استراتيجية المعارضين لترمب في صفوف الحزب الجمهوري، إذ إن عدد المرشحين من شأنه أن يقسّم أصوات الناخبين الجمهوريين المعارضين لترمب على أكثر من مرشح، الأمر الذي سيدفعه للفوز بترشيح حزبه الرسمي، كما جرى في عام 2016. ويشكك كانينان فيما إذا كان أي من المرشحين الجمهوريين يستطيع التفوق على ترمب في جذب قاعدة جمهورية واسعة. ويضيف: «القاعدة الضخمة الأساسية من الجمهوريين المناصرين له لن ينفصلوا عنه ولا يرغبون بنسخة منه بل بشخصيته الحقيقية».

ويعطي كانينان مثالاً على ذلك في ترشح نائب ترمب السابق مايك بنس، فيقول: «بصراحة، لا أرى سبباً لوجود مايك بنس في هذا السباق فهو كان نائبه، رافقه طوال الحملة عام 2016 وعلى مدى أربع سنوات في البيت الأبيض، لا أرى أحداً في الحزب الجمهوري مهتماً بما قد يقدّمه بنس، فقاعدة الناخبين لا تبحث عن الأكثر تحفظاً، بل يرغبون بما يقدّمه ترمب من خلال شخصيته».

تشكيك في فاعلية مايك بنس في السباق الرئاسي (أ.ف.ب)

ويشير كيلان الذي عمل في الحملة الرئاسية الانتخابية لترمب في عام 2016 إلى أن مشهد اليوم يذكره بعام 2016، مع الإشارة إلى فارق مهم، وهو أن انتخابات العام المقبل «ليست انتخابات رئيسية مفتوحة من الطرفين فهناك رئيس يشغل المنصب من الحزب الديمقراطي». ويعد كيلان وجود هذا العدد الكبير من المرشحين الجمهوريين في هذا الوقت المبكر «يظهر ضعف الرئيس الحالي جو بايدن».

ويضيف كيلان، الذي عمل أيضاً في حملات الجمهوريين رودي جولياني وريك بيري: «مما لا شك فيه أنه كلما زاد عدد المرشحين كان ذلك أفضل بالنسبة إلى ترمب. أعتقد أن هناك نقاشات بين المرشحين حول طريقة لتسوية هذه المسألة في موسم الخريف استناداً إلى استطلاعات الرأي وفاعلية الحملات الانتخابية». ويشرح هذه المقاربة فيقول إنه إن لم يتمكن مرشح معين من الحصول على دعم كاف بعد المرور بولايات أيوا، نيو هامبشاير، وكارولاينا الجنوبية، فسيتوجب على الحزب الجمهوري دفعه إلى التنحي بهدف دعم ائتلاف مرشح يمكنه أن يواجه ترمب.

ديسانتس المرشح الأبرز بمواجهة ترمب (رويترز)

وتتحدث كيمبرلي لينارد عن مفاجأة الكثيرين بأداء حاكم ولاية فلوريدا المتواضع في استطلاعات الرأي، فتفسر الأمر قائلة: «أحد الأمور التي رأيناها مع الحاكم ديسانتس أنه فيما كان ما زال يؤدي مهامه بصفته حاكما، ويحول مشروعات القوانين إلى قوانين بهدف التركيز على فلوريدا، استمر ترمب بمواجهته وتحدث بشدة ضدّه، وخلال هذا الوقت، وفيما كان ديسانتس يؤجل ترشحه للرئاسة لكي يركز على ولاية فلوريدا، نجح ترمب في تحقيق نتائج عالية جداً في الاستطلاعات».

الجمهوريون بين أوكرانيا والصين:

نيكي هايلي تنتقد مواقف ترمب وديسانتس الرافضة لدعم أوكرانيا (رويترز)

رغم أن ملفات السياسة الخارجية لا تتمتع عادة باهتمام الناخب الأميركي، فإن المعادلة بدأت تتغير مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية والتنافس الأميركي الصيني المتصاعد. في أوكرانيا مثلاً ثمة آراء متناقضة بين المرشحين، ففيما تدعم أكثريتهم، كنيكي هايلي، السياسة الأميركية الحالية في أوكرانيا ضد روسيا، أعرب مرشحون كترمب وديسانتس عن تحفظهم على هذا الدعم.

ويقول الديمقراطي كانينان إن سبب عدم دعم ترمب لأوكرانيا يعود إلى تاريخه مع روسيا، مضيفاً: «قد يكون موقفه هذا جيداً للانتخابات التمهيدية، لكن حين يصل إلى الانتخابات العامة، فإن توافقه مع الكرملين ورفضه محاسبة بوتين لن يكونا لصالحه، كما أن تردده في القول إن هذا النزاع هو من صنع روسيا وإن الدفاع عن مصالح أوكرانيا يصب في مصالح الولايات المتحدة، قد لا يؤثر عليه في الانتخابات التمهيدية العامة، لكن أتوقع أن يؤثر عليه في الانتخابات العامة».

يتهم الجمهوريون بايدن بالضعف في السياسة الخارجية (أ.ف.ب)

أمّا كيلان فقد اعتمد على مقاربة أخرى، إذ اعتبر أن الحرب الروسية الأوكرانية واحتدام المنافسة مع الصين ما كانا ليحصلا لو كان هناك رئيس قوي في البيت البيض، فقال: «لو كنت المرشح الجمهوري، لتحدثت عن أن العالم لا يحترم الولايات المتحدة كما كان يحترمها منذ 3 سنوات فقط».

وشرح كيلان الاستراتيجية التي يجب أن يعتمدها المرشحون الجمهوريون في تصريحاتهم، فنصحهم بتسليط الضوء على النقاط التالية: «عندما كان دونالد ترمب رئيساً، لم تحتل روسيا أوكرانيا. أظهر جو بايدن بعض الضعف، فاحتلوا أوكرانيا. انظروا إلى ما يحدث بين الصين وتايوان حالياً. الصين تستعرض عضلاتها لكنها لم تقم بذلك أمام دونالد ترمب. أتريدون ولايات متحدة يحترمها العالم ويخشاها أحياناً بطريقة إيجابية... أم ترغبون بولايات متحدة يدوس عليها اللاعبون السيئون؟ هذا ما كنت سأتحدث عنه إذا كنت أدير حملة انتخابية رئاسية ضد جو بايدن».


توجيه 37 تهمة إلى ترمب في قضية أرشيف البيت الأبيض

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (رويترز)
TT

توجيه 37 تهمة إلى ترمب في قضية أرشيف البيت الأبيض

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (رويترز)

وُجّهت 37 تهمة إلى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في قضية أرشيف البيت الأبيض، بحسب لائحة اتهام أُعلنت اليوم (الجمعة)، واتهم أيضاً بالاحتفاظ بملفات سرية تتعلق ببرامج نووية ودفاعية.

وقالت وزارة العدل، إنه عندما غادر ترمب البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) 2021، أخذ معه صناديق كاملة من الملفات السرية من البنتاغون ووكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه» ووكالة الأمن القومي وغيرها من وكالات الاستخبارات، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

واحتفظ ترمب بهذه الملفات بشكل غير آمن بمنزله في مارالاغو في فلوريدا، الذي استضاف فيه مناسبات اجتماعية كبيرة شارك فيها عشرات آلاف الضيوف، بحسب لائحة الاتهام المقدمة إلى محكمة فيدرالية في فلوريدا.

صناديق تحتوي على وثائق مخزنة بشكل غير آمن بمنزل ترمب في مارالاغو بفلوريدا (وزارة العدل الأميركية)

وفي مناسبتين على الأقل، عرض ترمب ملفات سرية عن العمليات العسكرية الأميركية وخطط على أشخاص غير مخولين رؤيتها في نادي الغولف الخاص به في بيدمينستر بنيوجيرسي.

وتضمنت الوثائق التي أخذها ترمب «معلومات تتعلق بقدرات دفاعية وأسلحة لكل من الولايات المتحدة ودول أجنبية، وبرامج نووية أميركية ونقاط ضعف محتملة للولايات المتحدة الأميركية وحلفائها في حال تعرضها لهجوم عسكري، وخطط الرد المحتمل على هجوم أجنبي».

وبحسب الوثيقة، فإن «الكشف غير المصرح به لهذه الوثائق السرية قد يعرض الأمن القومي للولايات المتحدة للخطر».

المدعي الخاص جاك سميث المكلف بالإشراف على التحقيق بشأن وثائق البيت الأبيض (أ.ب)

وتضمنت لائحة الاتهام تهماً من بينها: «الاحتفاظ بمعلومات تتصل بالأمن القومي» و«التآمر لعرقلة العدالة» وإخفاء وثائق وبيانات كاذبة.

ويعاقب على التهم التي وجهها المدعي الخاص جاك سميث المكلف بالإشراف على التحقيق بشكل مستقل، بالسجن مدة تصل إلى 20 عاماً لكل واحدة منها. وتم توجيه 6 اتهامات إلى مساعد لترمب يدعى والت ناوتا لمساعدته في إخفاء الوثائق.

وأكد سميث أن القوانين في الولايات المتحدة «تنطبق على الجميع»، مؤكداً أن دوائره تريد «محاكمة سريعة».


بايدن يدشن حملته الانتخابية في بنسلفانيا الأسبوع المقبل

بايدن سيحضر تجمعاً انتخابياً مع أعضاء نقابيين في مدينة فيلادلفيا (أ.ب)
بايدن سيحضر تجمعاً انتخابياً مع أعضاء نقابيين في مدينة فيلادلفيا (أ.ب)
TT

بايدن يدشن حملته الانتخابية في بنسلفانيا الأسبوع المقبل

بايدن سيحضر تجمعاً انتخابياً مع أعضاء نقابيين في مدينة فيلادلفيا (أ.ب)
بايدن سيحضر تجمعاً انتخابياً مع أعضاء نقابيين في مدينة فيلادلفيا (أ.ب)

ذكر بيان صادر عن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيقيم أولى فعاليات حملته الانتخابية في الأسبوع المقبل مع سعيه للفوز بولاية ثانية.

وأضاف البيان، اليوم (الجمعة)، أن بايدن سيحضر تجمعاً انتخابياً مع أعضاء نقابيين في مدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا يوم 17 يونيو (حزيران)، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء.

ومن المقرر أن تُجرى الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 بين الفائزين بثقة الحزبين الكبيرين، الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه الرئيس الحالي، والحزب الجمهوري.


مدن أميركية تلتقط أنفاسها بعد انقشاع الدخان السام

دخان منبعث من حرائق الغابات في كندا يغطي نيويورك (د.ب.أ)
دخان منبعث من حرائق الغابات في كندا يغطي نيويورك (د.ب.أ)
TT

مدن أميركية تلتقط أنفاسها بعد انقشاع الدخان السام

دخان منبعث من حرائق الغابات في كندا يغطي نيويورك (د.ب.أ)
دخان منبعث من حرائق الغابات في كندا يغطي نيويورك (د.ب.أ)

تحسنت جودة الهواء في شمال شرقي الولايات المتحدة، الجمعة، بعدما انقشع الدخان المنبعث من حرائق الغابات في كندا تدريجياً.

في نيويورك وواشنطن، صنّفت وكالة حماية البيئة الأميركية جودة الهواء «معتدلة»، وفي العاصمة الأميركية، عادت السماء لتكتسي باللون الأزرق، ولكن كإجراء احترازي، ظلَّ أطفال المدارس العامة بالمدينة في قاعات التدريس، أما في نيويورك، فأغلقت المدارس العامة ونظمت الدراسة عن بُعد.

وقال العالم في وكالة الفضاء «ناسا»، والمتخصص في تلوث الهواء راين ستوفر، إن جودة الهواء تحسنت بعد هبوب رياح غيرت الاتجاه فوق إقليم كيبيك الكندي؛ حيث تشتعل الحرائق.

وأضاف أن تركيز الجسيمات الدقيقة في الهواء انخفض بما يصل إلى عشرين مرة في واشنطن، مقارنة بالوقت نفسه من (الخميس) الماضي.

وغطى ضباب كثيف السماء، وانتشرت رائحة نفَّاذة فوق المنطقة لعدة أيام مع تجاوز تلوث الهواء مستواه في بعض المدن الأكثر تلوثاً في العالم في جنوب آسيا والصين.

وتأخرت الرحلات الجوية في العديد من المطارات بسبب ضعف الرؤية، وعاد الناس لوضع كمامات الوجه في الشوارع.

وما زال نحو 140 حريقاً مستعرة في كيبيك، بما في ذلك ما يقرب من 80 حريقاً ما زالت خارجة عن السيطرة، بعد إجلاء أكثر من 13 ألف شخص منذ بداية يونيو (حزيران).

ووصل المئات من رجال الإطفاء الأجانب إلى كندا للمساعدة في إخماد الحرائق الهائلة التي نشب العديد منها في مناطق الغابات الشمالية النائية.

وبعد تضرر ما يقرب من 900 ألف هكتار، وفقاً للأرقام الرسمية، تشهد كيبيك موسم حرائق غير مسبوق.

من جهتها، قالت إدارة الصحة والصحة النفسية في نيويورك إن «ظروف جودة الهواء في المدينة تحسنت، لكنها ما زالت غير صحية لبعض الناس، ومن المتوقع أن تتحسن جودة الهواء خلال عطلة نهاية الأسبوع، لكن الأمور يمكن أن تتغير».

وفي السياق ذاته، شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والمنظمات البيئية، وكذلك السياسيون الأميركيون هذا الأسبوع على ضرورة مكافحة تغيُّر المناخ الذي يزيد من مخاطر اندلاع الحرائق.

وأصدر رؤساء بلديات نيويورك، ومونتريال، وتورونتو، وواشنطن، وفيلادلفيا، بياناً مشتركاً، الجمعة، جاء فيه أن «هذه الفترة المقلقة هي بمثابة تذكير صارخ بالآثار الضارة المترتبة على أزمة المناخ على المدن في جميع أنحاء العالم».

وأضافوا أنه «من دون الحد بشكل كبير من استخدام الوقود الأحفوري من أجل خفض انبعاثاتنا إلى النصف على الأقل بحلول عام 2030، من المحتمل أن نحكم على أنفسنا بأن نعيش أسابيع كهذه في المستقبل».

وتلقى أكثر من 111 مليون شخص في الولايات المتحدة تحذيرات بشأن جودة الهواء، الخميس، بسبب الحرائق، إضافة إلى ذلك، رُصد دخان حرائق الغابات القادم من كندا على مسافة آلاف الأميال في النرويج.


ترمب يواجه لائحة اتهامات فيدرالية لا مثيل لها في قضية الوثائق السرية

ترمب داخل محكمة مانهاتن في نيويورك في 4 أبريل الماضي (أ.ف.ب)
ترمب داخل محكمة مانهاتن في نيويورك في 4 أبريل الماضي (أ.ف.ب)
TT

ترمب يواجه لائحة اتهامات فيدرالية لا مثيل لها في قضية الوثائق السرية

ترمب داخل محكمة مانهاتن في نيويورك في 4 أبريل الماضي (أ.ف.ب)
ترمب داخل محكمة مانهاتن في نيويورك في 4 أبريل الماضي (أ.ف.ب)

مع توجيه أول اتهام فيدرالي في التاريخ الأميركي لرئيس سابق أو حالٍ، يواجه دونالد ترمب، تحدياً قانونياً جديداً غير مسبوق هذه المرة من الحكومة التي كان يقودها، ويسعى إلى قيادتها مجدداً، بتهم الاحتفاظ بشكل غير قانوني بوثائق سرية، وعرقلة التحقيقات، وجرائم أخرى من المتوقع أن يتم الكشف عنها الأسبوع المقبل، عندما يمثل أمام محكمة فيدرالية في مدينة ميامي بولاية فلوريدا.

ويأتي توجيه الاتهام لترمب، الذي يسعى إلى الفوز بترشيح حزبه الجمهوري في انتخابات الرئاسة عام 2024، وتضعه استطلاعات الرأي في المرتبة الأولى بين منافسيه الجمهوريين، على خلفية تعامله مع المواد الحكومية الحساسة، التي أخذها معه عندما غادر البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) 2021، حيث ستوجه إليه 7 تهم جنائية في هذه القضية.

* لا مقارنة مع بايدن وبنس

وفيما حاول ترمب الدفاع عن نفسه بالقول، إنه رفع السرية عن هذه الوثائق عندما كان رئيساً، فإن محاميه رفضوا تقديم هذه الحجة في ملفات المحكمة. كما أن الجمهوريين حاولوا مقارنة احتفاظه بتلك الوثائق بما قام به بعض الرؤساء السابقين ونوابهم، بمن فيهم الرئيس جو بايدن، الذي كان نائباً لباراك أوباما، ومايك بنس نائب ترمب. لكن المحققين والمراقبين ينفون هذه المقارنة. فبايدن وبنس تطوعا بتقديم الوثائق السرية التي كانت بحوزتهما.

خبر اتهام ترمب على الصفحات الأولى للصحف الأميركية الجمعة (أ.ب)

وأغلقت وزارة العدل، الأسبوع الماضي، التحقيق مع بنس ولم تصدر أي اتهامات بحقه، فيما لا يوجد سبب للاعتقاد أن موقفي ترمب وبايدن متشابهان، خصوصاً وأن الأخير يتعاون مع المحقق الخاص روبرت هوك، الذي يتابع ملفاته السرية، بخلاف ترمب الذي أحبط ذلك. وصادر المحققون ما يقرب من 13 ألف وثيقة من منزل ترمب، في مار إيه لاغو، في بالم بيتش بولاية فلوريدا، منذ ما يقرب من عام. كما تم وضع علامة على 100 منها، على أنها سرية، على الرغم من أن أحد محامي ترمب قال سابقاً إن جميع السجلات ذات العلامات السرية قد أعيدت إلى الحكومة.

وفيما وصف ترمب نفسه على منصته «تروث سوشال» بأنه «رجل بريء»، ودافع عن براءته فيما وصفه بـ«خدعة الصناديق»، قال محاميه جيم تروستي لشبكة «سي إن إن»، إن التهم تشمل التآمر والبيانات الكاذبة وعرقلة سير العدالة والاحتفاظ بشكل غير قانوني بوثائق سرية بموجب قانون التجسس. وتوقع أن يرى وثيقة الاتهام بحلول يوم الثلاثاء، عندما يحين موعد محاكمة ترمب.

وبهذا الاتهام، يعد ترمب أول رئيس حالي أو سابق يواجه اتهامات جنائية، كونه يواجه تهمة أخرى، ومن المقرر أن يمثل أمام محكمة في نيويورك، في مارس (آذار) 2024، في قضية تتعلق بدفع «أموال صمت» لنجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانييلز.

* لا تأثير على شعبيته

وعلى الرغم من أن توجيه هذا الاتهام الجديد كان متوقعاً منذ فترة، غير أن مشاكل ترمب القانونية لم تؤثر على شعبيته بين الناخبين الجمهوريين، وفقاً لاستطلاع «رويترز - إبسوس». كما اصطف منافسوه الجمهوريون الرئيسيون، حتى الآن، وراءه، لانتقاد القضية باعتبارها ذات دوافع سياسية.

وفي حديثه على شبكة «سي إن إن» في اليوم السابق على لائحة الاتهام، قال مايك بنس إن توجيه الاتهام إلى ترمب «سيكون مثيراً للانقسام بشكل رهيب للبلاد... أعتقد أنه سيرسل أيضاً رسالة مروعة إلى العالم بأسره».

وقال رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، إن الجمهوريين سيحاسبون إدارة بايدن على الاستغلال المشين للسلطة، متهماً الرئيس بايدن بالاحتفاظ بوثائق سرية لعقود. وقال إن كل الأميركيين يؤمنون بسيادة القانون، وبأنه يقف مع الرئيس ترمب ضد «هذا الظلم الجسيم». وأضاف: «من غير المعقول أن يتهم رئيس حالي، المرشح الرئيسي المنافس له، إنه فعلاً يوم أسود في تاريخ بلادنا».

كما وصفت رئيسة المؤتمر الجمهوري في مجلس النواب إليز ستيفانيك، لائحة الاتهام، بأنها «مثال للتسليح غير القانوني وغير المسبوق للحكومة الفيدرالية» ضد ترمب.

وأظهر ترمب قدرة استثنائية على تجاوز الصعوبات التي كان بإمكانها أن تطيح بأي سياسي آخر. ويصف نفسه بأنه ضحية مطاردة ساحرات، ويتهم وزارة العدل بالانحياز الحزبي. لكن البيت الأبيض نفى ذلك، وقال إن وزارة العدل تجري تحقيقاتها الجنائية بشكل مستقل.

ويقود المستشار الخاص جاك سميث، الذي يرأس التحقيق، تحقيقاً جنائياً ثانياً في جهود ترمب وحلفائه لإلغاء خسارته في انتخابات عام 2020 أمام الرئيس بايدن. وحصل على درجة من الاستقلالية عن قيادة وزارة العدل لمتابعة القضايا الحساسة سياسياً.

كما يواجه ترمب أيضاً تحقيقاً جنائياً منفصلاً في ولاية جورجيا يتعلق بالجهود المبذولة لإلغاء خسارته أمام بايدن في تلك الولاية.

ودعا سميث هيئات المحلفين الكبرى في كل من واشنطن وميامي للاستماع إلى الأدلة. لكنه اختار رفع القضية في ولاية فلوريدا، بدلاً من العاصمة الأميركية، حيث من يرجح أن تكون هيئة محلفيها من الديمقراطيين بشكل كبير، وهو ما أدى عملياً إلى إفساد طعن قانوني مطول، كان محامو ترمب يعدونه للاعتراض على مكان المحاكمة. ولم يعرف بعد اسم القاضي الذي سيتابع القضية، وهو عامل حاسم سيحدد، من بين أمور أخرى، متى ستتم محاكمة ترمب.