حكومة باشاغا لتشكيل فريق قانوني للدفاع عن «أبو عجيلة»

«خارجية الوحدة» تعلن اختراق حسابها على «تويتر»

صورة وزّعها المجلس الرئاسي الليبي لتدشين الملتقى النسائي لـ«المصالحة الوطنية» بطرابلس
صورة وزّعها المجلس الرئاسي الليبي لتدشين الملتقى النسائي لـ«المصالحة الوطنية» بطرابلس
TT

حكومة باشاغا لتشكيل فريق قانوني للدفاع عن «أبو عجيلة»

صورة وزّعها المجلس الرئاسي الليبي لتدشين الملتقى النسائي لـ«المصالحة الوطنية» بطرابلس
صورة وزّعها المجلس الرئاسي الليبي لتدشين الملتقى النسائي لـ«المصالحة الوطنية» بطرابلس

أعلن عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة، تشكيل لجنة للتحقيق مع عمر بوغدادة، آمر «القوة المشتركة» التابعة له في مدينة مصراتة، بغرب البلاد، بشأن بعض الإجراءات المتخَذة من قِبله، في إشارة إلى تسليم أبو عجيلة مسعود، ضابط الاستخبارات السابق للولايات المتحدة.
وكلف الدبيبة، حسب بيان نشرته وسائل إعلام محلية، اللجنة التي يترأسها وكيل وزارة الداخلية لشؤون المديريات، بالتحقيق مع بوغدادة في شكاوى مقدمة إليه، من دون الإفصاح عن فحواها أو الجهات التي قدمتها.
في المقابل، أعلن خالد مسعود، وزير العدل بحكومة «الاستقرار» الموازية برئاسة فتحي باشاغا، عن تشكيل فريق من المحامين للدفاع عن أبو عجيلة، وقال إن «قضية لوكربي تمت تسويتها من الناحية القانونية وبرعاية دولية»، مضيفاً: «نؤمن بأنه بريء ولم يَرد اسمه في أثناء واقعة لوكربي لا من بعيد ولا من قريب».
وناقش باشاغا، حسب بيان له اليوم (الثلاثاء)، مع وزير داخليته عصام أبو زريبة، بمدينة سرت، إنشاء كلية لضباط الشرطة والتركيز على قبول منتسبين من المنطقة الجنوبية، بالإضافة إلى زيادة التركيز على توفير الأمن في المنافذ الحدودية والحد من عمليات التهريب ومكافحة الهجرة غير المشروعة.
في شأن آخر، أعلنت وزارة الخارجية بحكومة الدبيبة، حدوث خلل في حسابها الرسمي على موقع «تويتر»، اليوم (الثلاثاء)، بعد ساعات من نشر بيان نُسب إليها، سعت فيه للنأي بنفسها عن الجدل المصاحب لتسليمه أبو عجيلة للسلطات الأميركية.
ورأت وزارة الخارجية في بيان آخر على حسابها الرسمي على موقع «فيسبوك» اليوم (الثلاثاء)، أن كل ما يُنشر لا يُمثل رأيها، وقالت إن مكتبها لتوثيق وتقنية المعلومات يعمل على استرداد الحساب والتحقق من الخلل والتواصل مع الجهات المعنية واتخاذ جميع الإجراءات القانونية بالخصوص.
وتضمّن البيان الذي تبرأت فيه «الخارجية»، استنكارها وإدانتها خطف أبو عجيلة وتسليمه لأميركا، وعدّته منافياً للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقوانين والتشريعات الليبية، وأكدت ضرورة مباشرة الجهات القانونية التحقيق في الحادثة والإعلان عن النتائج بأسرع ما يمكن.
وكان الدبيبة قد أقر في كلمة للشعب الليبي بتسليمه أبو عجيلة للسلطات الأميركية لمحاكمته في قضية «لوكربي» التي تمت تسويتها وإغلاقها بين ليبيا والولايات المتحدة الأميركية منذ عام 2008.
في غضون ذلك، جدد عبد الله اللافي عضو المجلس الرئاسي، لدى تدشينه (الثلاثاء) في العاصمة طرابلس الملتقى النسائي للمصالحة الوطنية، تأكيده سعي المجلس لأن تكون المصالحة على أُسس سليمة، لضمان استقرار البلاد، والوصول بها إلى الانتخابات، لافتاً إلى أنه على الرغم من اتفاق الليبيين على تشكيل حكومة، فإنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى الانتخابات أو أن تكون للبلاد إدارة سياسية موحدة.
وأكد مبعوث الاتحاد الأفريقي للمصالحة الوطنية محمد حسن اللباد، أهمية مشروع المصالحة الوطنية، والخطوات الفاعلة التي تحققت منذ انطلاقه، ورأى أنها تشير إلى رغبة المجلس الرئاسي في نجاحه والاستفادة من تجارب الدول التي نجحت في هذا المجال.
ورحبت أستاذة القانون وعضو اللجنة القانونية للمصالحة الوطنية الدكتورة جازية شعيتر، بكل نساء ليبيا الفاعلات لخوضهن مجال المصالحة الوطنية، وأكدت أنها ورفاقها كفريق بحثي تابع لمركز دراسات القانون والمجتمع، قد وضعن نصب أعينهن العمل على إنجاح مشروع المصالحة الوطنية نظراً لأهميته في استقرار ليبيا.
من جهة أخرى، كشفت «وكالة الأنباء الليبية» المحسوبة على السلطات في شرق البلاد، عن توصل «حركة المستقبل الليبية»، وأعضاء عن «مجلس الشعب التركي» من بينهم مناوئون لسياسات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إلى اتفاق بشأن توحيد الجهود السياسية من أجل انتشال الصورة السلبية لتركيا.
ورأوا، حسب الوكالة، أن هذه الصورة التي ترسخت في أذهان الليبيين نتيجة سياسات الحكومة الحالية وتعاملها الأحادي مع طرف واحد في البلاد، ما نتج عنه إرباك للمشهد السياسي، واتخاذ قرارات كانت لا تحظى بقبول أو إجماع من البرلمان التركي مثل اتفاقيات ترسيم الحدود والتدخل العسكري في ليبيا.
وناقش الطرفان في ندوة أُقيمت مساء أمس في مدينة بنغازي، الاتفاقيات التركية مع حكومات طرابلس، وإقحام ليبيا ضمن مشروع الوطن الأزرق في إطار «السيادة الاقتصادية العثمانية»، والزج بها ضمن أطراف الصراع.
وانتقد المشاركون في الندوة تجاهل وتغافل الحكومة التركية الحالية أن الحكومات المؤقتة لا يمكنها إبرام اتفاقيات طويلة المدى، وقالوا إن صراع الحكومة التركية الحالية في المتوسط المتمثلة في حزب «العدالة والتنمية»، جعلها تقفز فوق قائمة الممنوعات والمحاذير في عُرف الحكومات المؤقتة.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

جولة جديدة من «الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين لتعميق التعاون

بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)
TT

جولة جديدة من «الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين لتعميق التعاون

بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال لقاء رموز الجالية المصرية في الصين (الخارجية المصرية)

تشهد العاصمة بكين جولة جديدة من «الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين، على مستوى وزيري خارجية البلدين، وذلك لتعميق التعاون، وتبادل الرؤى بشأن المستجدات الإقليمية والدولية.

ووصل وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، إلى بكين، مساء الأربعاء، وأشارت وزارة الخارجية المصرية في إفادة لها، إلى «عقد الجولة الرابعة من آلية الحوار الاستراتيجي بين مصر والصين».

والتقى عبد العاطي، الخميس، رموز الجالية المصرية في الصين، وأبرز اعتزاز بلاده بأبناء الجاليات المصرية في الخارج؛ «نظراً لدورهم المهم في تعزيز روابط الصداقة مع مختلف الدول، بما يسهم في توطيد تلك العلاقات حكومة وشعباً، خصوصاً مع شريك اقتصادي مهم مثل الصين».

وحثّ الوزير عبد العاطي، رموز الجالية المصرية في بكين، للمشاركة في النسخة المقبلة من «مؤتمر المصريين بالخارج» في أغسطس (آب) 2025، والذي من المقرر أن يشارك فيه عدد من الوزراء، بما يجعله بمثابة «منصة للحوار المستمر بين الجاليات المصرية في الخارج والوزارات الخدمية»، وفق «الخارجية المصرية».

وتُقدر عدد الشركات الصينية العاملة في مصر بنحو 2066 شركة في قطاعات متنوعة، ويصل حجم استثماراتها إلى نحو 8 مليارات دولار، وفق تصريح لنائب رئيس الهيئة العامة للاستثمار المصرية، ياسر عباس، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. (الدولار الأميركي يساوي 50.8 جنيه في البنوك المصرية).

الرئيس الصيني خلال استقبال نظيره المصري في بكين مايو الماضي (الرئاسة المصرية)

ووفق نائب وزير الخارجية المصري الأسبق، نائب رئيس «جمعية الصداقة المصرية - الصينية»، السفير على الحفني، فإنه «لدى مصر والصين حرص دائم على تعميق العلاقات، واستمرار التشاور فيما يتعلق بعدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك».

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين، تعكس الإرادة المستمرة لتبادل وجهات النظر وتنسيق المواقف بين البلدين».

وأعلن الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي، والصيني شي جينبينغ، في بكين، مايو (أيار) الماضي، عن تدشين عام «الشراكة المصرية - الصينية» بمناسبة مرور 10 سنوات على إطلاق «الشراكة الاستراتيجية الشاملة».

وأكد الحفني أن «(الحوار الاستراتيجي المصري - الصيني) يأتي في ظل مناخ إقليمي ودولي مضطرب»، عادّاً أن «الحوار ضروري بين القاهرة وبكين، من منطلق وضع الصين قوةً دولية، وعضواً دائماً بمجلس الأمن الدولي، وبهدف تنسيق المواقف بشأن التطورات الخاصة بالقضية الفلسطينية، والمستجدات في غزة ولبنان وسوريا والسودان ومنطقة البحر الأحمر».

وتدعم الصين «حل الدولتين» بوصفه مساراً لحل القضية الفلسطينية، ودعت خلال استضافتها الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لـ«منتدى التعاون الصيني - العربي» في مايو الماضي، إلى «عقد مؤتمر للسلام لإنهاء الحرب في غزة».

ويرى خبير الشؤون الآسيوية في المجلس المصري للشؤون الخارجية، ضياء حلمي، أن «الملفات الإقليمية، وتطورات الأوضاع في المنطقة، تتصدر أولويات زيارة وزير الخارجية المصري لبكين»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن اتساع رقعة الصراع بالشرق الأوسط، والتوترات التي تشهدها دول المنطقة، تفرض التنسيق المصري - الصيني في هذه المرحلة، وإطلاع الجانب الصيني على ما تقوم بها مصر على الصعيد السياسي، للتهدئة في المنطقة».

وأشار حلمي إلى أن هناك تقارباً في المواقف المصرية - الصينية تجاه صراعات المنطقة، وضرورة التهدئة، لافتاً إلى أن «الملفات الاقتصادية تحظى باهتمام من جانب الدولة المصرية لزيادة حجم الاستثمارات الصينية، ورفع معدلات التبادل التجاري بين الجانبين».

وبلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والصين نحو 13.9 مليار دولار خلال 2023، مقابل 16.6 مليار دولار خلال عام 2022، وفق إفادة جهاز التعبئة والإحصاء المصري، في مايو الماضي.