ما حقيقة ولادة طفلة مكسوّة بالشمع في مصر؟

حيرة بين الأطباء لتفسير الحالة التي تحدث للمرة الأولى

مبنى محافظة الغربية (متداولة)
مبنى محافظة الغربية (متداولة)
TT

ما حقيقة ولادة طفلة مكسوّة بالشمع في مصر؟

مبنى محافظة الغربية (متداولة)
مبنى محافظة الغربية (متداولة)

أثارت ولادة طفلة مكسوة بالشمع جدلاً واسعاً في الأوساط الطبية المصرية، نظراً لعدم وجود حالات سابقة متعارف عليها، حيث تعد الحالة الأولى في البلاد. وكان مستشفى المحلة العام بمحافظة الغربية (دلتا مصر) قد شهد ولادة الطفلة حيث تبين أن «الشمع ملتصق بجسمها منذ بداية تكونها كجنين في رحم الأم». فيما أكد أسامة بلبل، وكيل أول وزارة الصحة بمحافظة الغربية، «توفير أقصى رعاية صحية للطفلة مع كتابة تقرير دوري عن تطور حالتها مع إبقائها تحت الملاحظة داخل (الحضانة)».
الدكتور إسماعيل الحفناوي، أستاذ النساء والتوليد، ووكيل أول وزارة الصحة بمحافظة السويس، قال إننا «أمام ما يُعرف في المصطلحات الطبية باسم (طفل كولوديوني) أو collodion baby»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «هذا المصطلح يشير إلى مرض وراثي نادر يعود إلى خلل في الجينات يصيب الأطفال الرضع، نتيجة أن أحد الوالدين أو كليهما يحمل هذا الخلل الجيني الذي ينتقل بدوره للمولود الذي يخرج بدوره للحياة محبوساً في غلاف كامل من الشمع يشبه كيساً ضيقاً من البلاستيك، يجعل جلد الطفل لامعاً بصورة غير طبيعية».
ويشير الحفناوي إلى أن «مصطلح الجلد الشمعي أصبح من المصطلحات الشائعة في الأوساط الطبية رغم أنه يتعلق بحالات نادرة قلّما تحدث على مستوى العالم، وتتسم بسمك الجلد وجفافه الشديد وعدم تمتعه بالحد الأدنى من الرطوبة، ما يشكل خطراً على حياة المولود، حيث تتراجع القدرة على تجديد خلايا البشرة بشكل تلقائي».
وعن المخاطر الأخرى التي تصاحب مثل هذه الحالة، قال الحفناوي: «عدم انتظام درجة حرارة الجسم، وسهولة انتقال العدوى، وصعوبة حركة الجسم، والقابلية للنزيف، فضلاً عن فقدان جدار الحماية الطبيعية للجلد»، محذراً من «محاولات تقشير الجلد أو وضع مرطبات له دون استشارة طبية أو محاولة اتباع وصفات شعبية تقليدية نتيجة غرابة الحالة»، مؤكداً أن «المتاح عمله في مثل هذه الحالة يقتصر على نقل الرضيع إلى وحدة العناية المركزة الخاصة بالحضانات، بهدف تأمين درجتي الحرارة والرطوبة المناسبتين، مع استخدام الفريق الطبي للمضادات الحيوية لمقاومة الجراثيم والبكتيريا، مع ترطيب الجلد بالمراهم الممكنة، وكذلك تغذية المولود بالسوائل الوريدية لتعويض الجفاف، فضلاً عن نقل البلازما إليه لتعويض ما يفقده من دم نتيجة النزف الذي يحدث نتيجة تقشر الطبقة الشمعية».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


وفاة أكثر من 73 شخصاً في ولاية الجزيرة بالسودان بسبب تفاقم الوضع الصحي

سودانيون فارون من ولاية الجزيرة يصلون إلى منطقة قريبة من مدينة القضارف شرق البلاد في 2 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
سودانيون فارون من ولاية الجزيرة يصلون إلى منطقة قريبة من مدينة القضارف شرق البلاد في 2 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

وفاة أكثر من 73 شخصاً في ولاية الجزيرة بالسودان بسبب تفاقم الوضع الصحي

سودانيون فارون من ولاية الجزيرة يصلون إلى منطقة قريبة من مدينة القضارف شرق البلاد في 2 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
سودانيون فارون من ولاية الجزيرة يصلون إلى منطقة قريبة من مدينة القضارف شرق البلاد في 2 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

قالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان إن أكثر من 73 شخصاً لاقوا حتفهم في مدينة الهلالية ومناطق مجاورة بولاية الجزيرة بسبب تفاقم الوضع الصحي.

وجاء في بيان للجنة، اليوم (الأربعاء): «تواجه مناطق شرق الجزيرة في السودان كارثة إنسانية متفاقمة، نتيجة لهجمات عنيفة ومستمرة تشنها ميليشيا (الدعم السريع)».

وتابعت: «يعاني مستشفى الصباغ الريفي، الذي يعد المحطة الرئيسية لتقديم الرعاية الطبية للنازحين، من تدفق هائل للمرضى يفوق طاقته الاستيعابية، ويعاني من نقص حاد في الكوادر الطبية والأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية».

وأضافت: «يعيش النازحون في مدينة حلفا الجديدة وقراها في أوضاع مأساوية، حيث ينامون في العراء دون مأوى أو أغطية، ويفتقرون إلى مصادر مياه شرب نظيفة».

وطالبت اللجنة المجتمع الإقليمي والدولي «بالتدخل الفوري لوقف هذه المأساة الإنسانية».

وتصاعد العنف في ولاية الجزيرة بشرق السودان في الأسابيع الأخيرة، وقالت الأمم المتحدة إن نحو 135 ألف شخص نزحوا منها إلى ولايات أخرى.

وأدت الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» التي اندلعت في أبريل (نيسان) 2023 إلى انتشار الجوع في أنحاء البلاد، بالإضافة إلى نزوح الملايين.