فتحية دبش: سؤال الهوية في روايتي ابن معاناته الذاتية والموضوعية

الكاتبة التونسية ترى أهمية النصوص في قربها أو بعدها عن تجارب القارئ

فتحية دبش: سؤال الهوية في روايتي ابن معاناته الذاتية والموضوعية
TT

فتحية دبش: سؤال الهوية في روايتي ابن معاناته الذاتية والموضوعية

فتحية دبش: سؤال الهوية في روايتي ابن معاناته الذاتية والموضوعية

تعيش الكاتبة التونسية فتحية دبش، في فرنسا، منذ ما يقرب من 25 عاماً، لكن قلبها معلق بوطنها تونس، ونصوصها مهمومة بقضايا المرأة، بخاصة في واقعها العربي. أثارت روايتها الأولى «ميلانين» جدلاً واسعاً، حيث تقدم وجهاً آخر غير مثالي للغرب يتمثل في اضطهاد امرأة عربية تمتهن الصحافة بسبب بشرتها السمراء، وزاد من حدة الجدل أوجه الشبه بين المؤلفة وبطلتها من حيث الهجرة ولون البشرة وطبيعة العمل والوطن الأم.
شكلت القصة القصيرة تجربتها السردية الأولى، وصدرت لها مجموعتان «رقصة النار» 2017، ثم «صمت النواقيس»... هنا حوار معها حول روايتها وهمومها الأدبية.

> تتناول روايتك «ميلانين» أزمة الهوية لدى صحافية تونسية تسافر لباريس فتعاني من التنمر والتهميش بسبب بشرتها السوداء، إلى أي مدى يغرد هذا الطرح خارج سرب السرديات العربية التي تمجد عادة الغرب؟
- أزمة الهوية هي ثيمة أدبية عربية بامتياز في حقيقة الأمر منذ بواكير الرواية العربية وسرديات تجارب الهجرة والمنفى إلى جانب السرديات النسوية وما بعد الكولونيالية. لا يعني ذلك أن سؤال الهوية غير مطروق في الأدب الغربي كمقابل للأدب العربي، بل ذلك يعني أن هذه الثيمة لها خصوصياتها وتعقيداتها في الحقل الأدبي العربي، نظراً لالتباسها بالثقافي والسياسي والاقتصادي وكذلك التاريخي أيضاً.
روايتي «ميلانين» وإن كانت تتخذ لها مكاناً في جملة الروايات المعنية بسؤال الهوية وسؤال الشرق - غرب، إلا أنها قدمت طرحاً جديداً للهوية وكشفت الوجه الآخر لا للغرب فقط، بل سعت إلى تعرية الوجه المخبوء للعالم العربي. فالصحافية التونسية السوداء تنقل معاناة المهاجرين، وأرق سؤال الهوية لديهم، ومن خلال ذلك تقدم معاناتها الذاتية والموضوعية وأرق سؤال الهوية والمواطنة.
الطرح في «ميلانين» يتقاطع مع مرحلة «طوباوية» مثالية تمجد الغرب ولا ترى غير مزاياه. هذه المزايا وإن كانت حقيقة واقعة إلا أنها لا تنفي بشاعة الوجه الآخر للغرب العنصري. وهو ما ظلت الأدبيات تحجبه لغايات سياسية وثقافية أكثر منها أدبية وجمالية، أسباب متعلقة بحيز تاريخي معين لم تكن فيه الهجرة تطرح مشكلات كبرى كما هو الحال الآن. وإذا كانت المجموعات المتحدرة تاريخياً من الهجرة تعاني التمييز في الغرب رغم ما حققته من حضور وحقوق، فإن المجموعات المتحدرة تاريخياً من الهجرة أو الرق ما زالت في العالم العربي تعاني التغييب والتهميش.
> يبدو السفر لعنة تلاحق بطلة العمل «أنيسة عزوز» والقلق مصيراً محتوماً، فهل يجسد الأمر رؤيتك لواقع رسو قوارب المرأة العربية على شواطئ الغرب؟
- لقد كان السفر كما القلق في السرديات العربية مجالاً وفعلاً وحقاً ذكورياً غالباً ما تكون المرأة فيه إما غائبة وإما تابعة للذكر القلق والمسافر، أباً كان أو زوجاً. في «ميلانين» تكسر النساء القاعدة ويتمسكن بقرار السفر للدراسة أو للزواج أو ببساطة للبحث عن مكان وحياة أخرى كما فعلت أنيسة ورقية. وهذا التحول ليس مجرد انعكاس لرؤيتي ككاتبة للرواية ولا كامرأة مهاجرة بدوري، وإنما انعكاس لحقيقة التحولات التي تكتنف حياة النساء العربيات اللواتي ينخرطن في فعل القلق والسفر نتيجة لانخراطهن في المجال الاقتصادي انخراطاً لم يكن من اختيارهن في البداية، بل كان نتيجة اضطرار المجتمع للسماح لهن بذلك.
> يرى البعض أن الرواية تستلهم تجربة شخصية عاشتها المؤلفة، هل يزعجك تلصص الآخرين على ما يعدونه «أصداء ذاتية» تتردد في فضاءات النص؟
- هذا السؤال شديد الأهمية، فالكاتب - أو الكاتبة - عندما يكتب هو لا يكتب سيرته الذاتية إلا حين يقدم النص على أنه سيرة ذاتية. كما أنه عندما يكتب فهو بالضرورة يكتب عن شيء يشغله أو استلهمه من تجربته الذاتية أو من تجارب الآخرين أو من قراءاته وغيره من الممكنات الملهمة.

لا يجب أن يغيب هذا الأمر على القارئ، سواء كان قارئاً أكاديمياً أو انطباعياً. بالتالي، لا تكمن أهمية النصوص في قربها أو بعدها عن تجارب الكاتب أو الكاتبة بل في قربها أو بعدها عن تجارب القارئ.
القراءة لامرأة كاتبة تختلف كثيراً عن القراءة لرجل كاتب. ورغم أن وجود نساء كاتبات ليس بالجديد اليوم، إلا أن فعل الكتابة يبقى فعلاً فكرياً وسياسياً أيضاً، وبالتالي فهو فعل ذكوري بالدرجة الأولى. ولأن الفحولة تقاس بمقدار القدرة على التعري والانكشاف، فقد رأى النقد أن صدى التجارب الشخصية في كتابات الرجال يمنح النص قيمة عليا، بينما يكون العكس تماماً عندما يتعلق الأمر بامرأة كاتبة. بمعنى أن مشروعية القول «جندرية» دائماً، ولذلك يحسن القراء وحتى القارئات، وإن كان ذلك بدرجة أقل، التلصص على سير النساء الكاتبات، بل أكثر من ذلك يبحثون عن هذه المرأة الكاتبة في نصها.
والحقيقة أنني بعثرت نفسي في «ميلانين»، وفي الوقت ذاته اعتمدت تقنية التخييل الذاتي في الرواية، فقد يعتمد الكاتب على حدث عاشه أو عايشه ومنه ينسج حكاية متخيلة وفي الواقع كل الكتابات هذا ديدنها.
> لكن أوجه التشابه عديدة بين البطلة وبين المؤلفة؟
- نعم، ومع ذلك تظل «ميلانين» رواية وليست سيرة ذاتية، رغم أني اخترت أن تكون البطلة «أنيسة عزوز» امرأة تونسية سوداء ولدت في مارث بتونس، وهي مسقط رأسي أيضاً.
كان يمكن لهذه الرواية أن تكتبها امرأة تونسية بيضاء، هل كان البعض سيرى أنها أصداء من سيرتها؟ أجزم أن لا. لأن القارئ في سلم التلقي اعتاد القراءة لكتاب وكاتبات يشبهونه. وبما أن «أنيسة عزوز» لا تشبهه و«فتحية دبش» لا تشبهه فهو لا يتعرف على نفسه في النص، وبالتالي لا بد أن يلجأ إلى عقد قرابة أو انعكاس أو تطابق بين أنيسة وفتحية بحكم كل ما أوهم به النص قارئه من قرائن. بالمجمل أشجع الكاتبات على تحويل ذواتهن إلى مواضيع في أعمالهن، وذوات فاعلات في الكتابة.
> ما سر نبرة الشاعرية التي جاءت لغة الرواية مشحونة بها؟
- أتيت إلى الكتابة من باب الشعر في بداياتي المبكرة. ومن الشعر نزحت إلى السرد إبداعاً ونقداً، وكان لا بد لروح الشعر في صوتي أن تكشف دوماً حضورها، هذا علاوة على أن ثيمة «ميلانين» تقتضي وجدانية عالية.
> فوز روايتك الأولى بجائزة أدبية كبرى له أصداء إيجابية مفهومة، لكن ألا يمكن أن يكون له وجه سلبي يؤثر على الطموح مستقبلاً، أو خفض سقف التحديات التي يواجهها الكاتب؟
- الفوز بجائزة بحجم «كتارا» وعن روايتي المنشورة الأولى هو بلا شك مسؤولية لم أكن قد تمثلتها ولا أستوعبتها. والجائزة في حقيقة الأمر لا تؤثر على الكاتب في علاقته بنصوصه فقط بل حتى في علاقته بقارئه.
الكاتبة التي كنتها قبل الفوز كانت كاتبة حرة من توقعات القراء. والكاتبة التي صرتها بعد الفوز أصبحت مسؤولة عن تلك التوقعات. وهنا الصعوبة، أن أحترم مشروعي وأكتب أو أن أذعن للسوق وأكتب ما ينتظره.
في حالتي نعم هناك دوماً خوف من النص القادم وكأنه النص الأول، وهناك دوماً خوف شك ولا يقين؛ فالجائزة لا تعني أن الكاتب سيكون دائماً كاتباً جيداً، وهي ليست صكاً على بياض، بل قد تصبح عائقاً أحياناً إذا سقط الكاتب في شرك اليقين وتوقفت عنه جمرة الشك. كل ذلك يمثل لي حافزاً على تجويد كتاباتي ووفائي لمشروعي، وتجاوز نفسي.
> بدأت مسيرتك بالقصة القصيرة عبر مجموعتين، فما الذي يمثله لك فن القصة، وهل يصبح مجرد ذكرى قديمة في «زمن الرواية»؟
أحب الانتقال بين الأنواع والأجناس. وكما كتبت القصة القصيرة، كتبت القصيرة جداً والرواية والنقد والترجمة. لكل نص بهجته ولذلك لا أستطيع أن أجعل من نص ما مجرد ذكرى بعيدة، حتى وإن كان الزمن «زمن الرواية» فعلاً.
> كيف ترين «الأدب العربي في المهجر» من واقع إقامتك في فرنسا؟
- الأدب العربي في المهجر له خصوصياته اللغوية و«الثيمية» والأسلوبية وله هويته الخاصة به، لكنه مهمل والدراسات المخصصة له تكاد تكون متشابهة، وبالتالي أرى أنه أدب مهمش، لكنه جدير بالعناية.
> إلى أي حد تختلف الكتابة من داخل الحدود الأوروبية عن الكتابة في البلاد العربية بالنسبة للكاتبة العربية بشكل خاص؟
- الكتابة من الداخل تمثل تحدياً كبيراً بالنسبة للكاتبة العربية. وأما من الخارج وفي الجغرافية الثقافية الأوروبية، فهامش الحرية يتسع أكثر ومعه تتسع أيضاً خريطة التحديات. هناك أمر مهم جداً، وهو التخلص من عقدة الولاء للمواضيع المستهلكة، وكذلك عقدة الطاعة للحدود المرسومة، ولكن بما أن الكاتب العربي يحمل عقدته في ذاته فهو نادراً ما يستغل هامش الحرية كما ينبغي.
> عملت طويلاً في مجال التدريس، هل كان لهذه المهنة تأثير ما على تجربتك الأدبية؟
- من التدريس تعلمت الصبر وطول النفس حتى وإن كنت في تركيبتي النفسية شخصاً ملولاً جداً. تعلمت أيضاً أن كل شيء يصلح أن يكون مادة للدرس، وأن الكاتب لا يجب أن يكون صبوراً فقط على فعل الكتابة، وإنما أيضاً على فعل القراءة. تعلمت كذلك أن الشغف هو «ملح الكتابة وسكرها»، على حد عبارة الكاتب أمير تاج السر.


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

احتفال خاص للبريد الملكي البريطاني بمسلسل «قسيسة ديبلي»

دفء الشخصيات (رويال ميل)
دفء الشخصيات (رويال ميل)
TT

احتفال خاص للبريد الملكي البريطاني بمسلسل «قسيسة ديبلي»

دفء الشخصيات (رويال ميل)
دفء الشخصيات (رويال ميل)

أصدر البريد الملكي البريطاني (رويال ميل) 12 طابعاً خاصاً للاحتفال بمسلسل «The Vicar of Dibley» (قسيسة ديبلي) الكوميدي الذي عُرض في تسعينات القرن الماضي عبر قنوات «بي بي سي».

وذكرت «الغارديان» أنّ 8 طوابع تُظهر مَشاهد لا تُنسى من المسلسل الكوميدي، بما فيها ظهور خاص من راقصة الباليه السابقة الليدي دارسي بوسيل، بينما تُظهر 4 أخرى اجتماعاً لمجلس أبرشية في ديبلي.

وكان مسلسل «قسيسة ديبلي»، من بطولة ممثلة الكوميديا دون فرينش التي لعبت دور القسيسة جيرالدين غرانغر عاشقة الشوكولاته، قد استمرّ لـ3 مواسم، من الأعوام 1994 إلى 2000، تلتها 4 حلقات خاصة أُذيعت بين 2004 و2007.

في هذا السياق، قال مدير الشؤون الخارجية والسياسات في هيئة البريد الملكي البريطاني، ديفيد غولد، إن «الكتابة الرائعة ودفء الشخصيات وطبيعتها، جعلت المسلسل واحداً من أكثر الأعمال الكوميدية التلفزيونية المحبوبة على مَر العصور. واليوم، نحتفل به بإصدار طوابع جديدة لنستعيد بعض لحظاته الكلاسيكية».

أخرج المسلسل ريتشارد كيرتس، وكُتبت حلقاته بعد قرار الكنيسة الإنجليزية عام 1993 السماح بسيامة النساء؛ وهو يروي قصة شخصية جيرالدين غرانغر (دون فرينش) التي عُيِّنت قسيسة في قرية ديبلي الخيالية بأكسفوردشاير، لتتعلّم كيفية التعايش والعمل مع سكانها المحلّيين المميّزين، بمَن فيهم عضو مجلس الأبرشية جيم تروت (تريفور بيكوك)، وخادمة الكنيسة أليس تنكر (إيما تشامبرز).

ما يعلَقُ في الذاكرة (رويال ميل)

وتتضمَّن مجموعة «رويال ميل» طابعَيْن من الفئة الثانية، أحدهما يُظهر جيرالدين في حفل زفاف فوضوي لهوغو هورتون (جيمس فليت) وأليس، والآخر يُظهر جيرالدين وهي تُجبِر ديفيد هورتون (غاري والدورن) على الابتسام بعد علمها بأنّ أليس وهوغو ينتظران مولوداً.

كما تُظهر طوابع الفئة الأولى لحظة قفز جيرالدين في بركة عميقة، وكذلك مشهد متكرّر لها وهي تحاول إلقاء نكتة أمام أليس في غرفة الملابس خلال احتساء كوب من الشاي.

وتتضمَّن المجموعة أيضاً طوابع بقيمة 1 جنيه إسترليني تُظهر فرانك بيكل (جون بلوثال) وأوين نيويت (روجر لويد باك) خلال أدائهما ضمن عرض عيد الميلاد في ديبلي، بينما يُظهر طابعٌ آخر جيم وهو يكتب ردَّه المميّز: «لا، لا، لا، لا، لا» على ورقة لتجنُّب إيقاظ طفل أليس وهوغو.

وأحد الطوابع بقيمة 2.80 جنيه إسترليني يُظهر أشهر مشهد في المسلسل، حين ترقص جيرالدين والليدي دارسي، بينما يُظهر طابع آخر جيرالدين وهي تتذوّق شطيرة أعدّتها ليتيتيا كرابلي (ليز سميث).

نال «قسيسة ديبلي» جوائز بريطانية للكوميديا، وجائزة «إيمي أوورد»، وعدداً من الترشيحات لجوائز الأكاديمية البريطانية للتلفزيون. وعام 2020، اختير ثالثَ أفضل مسلسل كوميدي بريطاني على الإطلاق في استطلاع أجرته «بي بي سي». وقد ظهرت اسكتشات قصيرة عدّة وحلقات خاصة منذ انتهاء عرضه رسمياً، بما فيها 3 حلقات قصيرة بُثَّت خلال جائحة «كوفيد-19».