مصادر: مصر لـ«فرض» ترسيم حدودها مع ليبيا بإجراءات «سريعة»

قالت إنها تتضمن الإعلان عن أعمال تنقيب

صورة تعود لافتتاح السيسي قاعدة بحرية مصرية بالقرب من الحدود مع ليبيا في 3 يوليو 2021 (رويترز)
صورة تعود لافتتاح السيسي قاعدة بحرية مصرية بالقرب من الحدود مع ليبيا في 3 يوليو 2021 (رويترز)
TT

مصادر: مصر لـ«فرض» ترسيم حدودها مع ليبيا بإجراءات «سريعة»

صورة تعود لافتتاح السيسي قاعدة بحرية مصرية بالقرب من الحدود مع ليبيا في 3 يوليو 2021 (رويترز)
صورة تعود لافتتاح السيسي قاعدة بحرية مصرية بالقرب من الحدود مع ليبيا في 3 يوليو 2021 (رويترز)

تواصلت تداعيات إعلان مصر عن ترسيم حدودها البحرية الغربية المشتركة مع ليبيا، ودخلت أنقرة على الملف بالإعلان عن حثها لـ«القاهرة وطرابلس على بدء الحوار والمفاوضات» لتعيين الحدود، غير أن مصادر مصرية، قالت لـ«الشرق الأوسط» إن البلاد «ستمضي بمسار (فرض) قرارها (السيادي) عبر إجراءات (سريعة) مقبلة»، بينما رحب مصدر بوزارة الخارجية في حكومة «الوحدة الليبية المؤقتة» بـ«الدعوة للتفاوض».
وأصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي، قبل أيام، قراراً بتحديد الحدود البحرية الغربية للبلاد في البحر المتوسط، ونشرت الجريدة الرسمية نص القرار، الذي تضمن قوائم الإحداثيات الخاصة بالحدود، إضافة إلى إخطار الأمين العام للأمم المتحدة بالقرار والإحداثيات المحددة، ورفضت الخارجية الليبية القرار.
ووفق ما نقلت وكالة «الأناضول» التركية عن مصادر فإن التحديد المصري لـ«9 إحداثيات جغرافية، لا يتداخل مع الجرف القاري لتركيا في شرق البحر المتوسط». مضيفة أن «تركيا تحث ليبيا ومصر على بدء الحوار والمفاوضات بأسرع وقت لتحديد حدود البلدين وفقاً للقانون الدولي».
وبينما لم تعلق مصر رسمياً على الدعوة التركية؛ فإن مصدراً مصرياً مطلعاً تحدث إلى «الشرق الأوسط» شريطة عدم ذكر اسمه أن «القاهرة تعتبر تلك الدعوة لا تخرج عن كونها رسالة إعلامية، ومحاولة للتوازن بين الدعوات السياسية والطلبات الواقعية».
وأضاف المصدر المصري: «القاهرة تدرك التطور في العلاقات مع أنقرة، وبالتالي فإن التقييم السائد أن الأتراك لا يريدون أن يرفضوا رفضاً تاماً للترسيم تجنباً لتعثر المسار أو الاصطدام مع مصر، ويدعون لتوافقات ثنائية». واستطرد: «تركيا نفسها لجأت لفرض الأمر الواقع عندما أبرمت اتفاقية مع ليبيا عام 2019 مع حكومة فائز السراج». وشرح المصدر: «تقديرنا أن أنقرة لن تصطدم بموقف القاهرة بسبب هذا الملف، وسيؤدي ذلك إلى اتفاق مصري - تركي في المدي المتوسط حتى تجري المفاوضات سريعاً». وتابع: «لن يكون هناك عودة مصرية في هذا الملف، وستتخذ القاهرة إجراءات سريعة لفرض استراتيجية الأمر الواقع، ومنها الإعلان عن بدء أعمال تنقيب، وكل ما من شأنه أن يدعم المسار نفسه».
بدور تحدث مصدر بوزارة الخارجية التابعة لحكومة الوحدة» الليبية المؤقتة، إلى «الشرق الأوسط»، معرباً عن تقدير الحكومة لـ«أي دعوة للتفاوض، بشأن ترسيم الحدود البحرية بين الدول المجاورة»، لافتاً إلى أن «الوزيرة نجلاء المنقوش، سبق لها دعوة مصر للحوار بشأن (الخطوة المنفردة) التي أطلقتها لتقسيم الحدود». وأضاف: «ليبيا تمر بظرف استثنائي، وتحتاج مساندة من الأشقاء، وهذه الحقوق التاريخية، ستحتاج إلى التفاوض البناء المبني على حقائق وبراهين».
وقال الباحث القانوني والمحلل السياسي الليبي رمضان التويجر: «أتمنى من الأشقاء في مصر وتركيا إعطاء فرصة للشعب الليبي لانتخاب حكومة ورئيس جديدين حتى يتم البحث في مسألة الحدود البحرية، والجرف القاري»، متابعاً: «كافة الحكومات الانتقالية، لا تملك حق ترسيم الحدود بشكل فعلي وواقعي». وأضاف: «نطلب من الأشقاء في البلدين دعم الشعب الليبي في نيل استقلاله وحريته، وإرجاع السيادة له، ومن ثم يتم التفاوض حول عملية ترسيم الحدود البحرية، بما يخدم شعوب المنطقة العربية والإسلامية».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


6 قتلى في قصف لـ«الدعم السريع» على مخيم للنازحين في شمال دارفور

تصاعد الدخان فوق المباني بعد قصف جوي، خلال اشتباكات بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في الخرطوم 1 مايو 2023 (رويترز)
تصاعد الدخان فوق المباني بعد قصف جوي، خلال اشتباكات بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في الخرطوم 1 مايو 2023 (رويترز)
TT

6 قتلى في قصف لـ«الدعم السريع» على مخيم للنازحين في شمال دارفور

تصاعد الدخان فوق المباني بعد قصف جوي، خلال اشتباكات بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في الخرطوم 1 مايو 2023 (رويترز)
تصاعد الدخان فوق المباني بعد قصف جوي، خلال اشتباكات بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في الخرطوم 1 مايو 2023 (رويترز)

قُتل 6 أشخاص على الأقل في قصف نفذته «قوات الدعم السريع» طال مخيماً للنازحين في شمال دارفور بغرب السودان، وفق ما أفاد ناشطون الاثنين.

وكانت حصيلة أولية قد أفادت بمقتل شخصين وإصابة 12 آخرين، بحسب المصدر نفسه.

وأوضحت لجان المقاومة، وهي مجموعة من الناشطين المؤيدين للديمقراطية، أن مخيم زمزم الواقع جنوب الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، تعرّض لقصف عنيف بالصواريخ والمدفعية صباح الأحد.

وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود، الاثنين، أن فرقها استقبلت 8 جرحى في اليوم السابق، بينهم نساء وأطفال في الرابعة من العمر يعانون «إصابات خطرة مثل صدمات في الصدر وكسور»، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وأضافت أن 4 مرضى أصيبوا بجروح خطرة نُقلوا إلى منشأة أخرى صباح الاثنين، قبيل عمليات قصف جديدة طالت مناطق قريبة من إحدى الأسواق والمستشفى الميداني التابع للمنظمة في المخيم.

كما أُخلي مستشفى أطباء بلا حدود ونقل آخر 3 مرضى في العناية المشددة.

صورة ملتقطة في 27 أغسطس 2024 في أم درمان بالسودان تظهر شباناً يسيرون في شارع لحق به الدمار نتيجة الصراع في البلاد (د.ب.أ)

وأكدت منظمة أطباء بلا حدود على منصة «إكس» أن «الوضع أكثر من فوضوي: فالمرضى والطاقم الطبي يغادرون المخيم ويحاولون الفرار لإنقاذ حياتهم».

ويشهد السودان منذ منتصف أبريل (نيسان) 2023 حرباً بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان و«قوات الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ«حميدتي»، أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وفرار أكثر من 11 مليون شخص، انتقل بعضهم إلى دول مجاورة مثل مصر وتشاد.

وشدد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ توم فليتشر في ختام زيارة إلى السودان وتشاد على ضرورة تحرك المجتمع الدولي للتعامل مع تداعيات الأزمة المتواصلة في السودان.

صورة لأشخاص سودانيين فروا من العنف المتصاعد في ولاية الجزيرة في مخيم للنازحين في مدينة القضارف بشرق البلاد 23 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

وقال فليتشر في بيان الأحد: «أتحدث من دارفور في نهاية مهمة... كانت مهمة صعبة للغاية لأن الوضع صعب. إنها أكبر أزمة إنسانية في العالم».

أضاف: «في نهاية المطاف، من دون سلام، لن يتمكنوا (الفارّون داخل السودان وإلى دول الجوار) من العودة إلى ديارهم وإعادة بناء حياتهم ومنح أطفالهم وأحفادهم الحياة التي يستحقونها»، مؤكداً أنه يتوجب على العالم «بذل المزيد من الجهد لدعمهم».

ونبه إلى ضرورة إيصال «سيل من الدعم» نظراً لوجود نحو 25 مليون شخص، أي زهاء نصف عدد سكان السودان، في حاجة إلى مساعدة، مضيفاً: «هذه الأرقام مذهلة، ولا يمكننا أن ندير ظهورنا».