مهرجان الأغنية الليبية يُضيء ليالي طرابلس بعد تعطّله 18 عاماً

اختتم دورته الخامسة بتكريم فنانين وموسيقيين

جانب من ختام مهرجان الأغنية الليبية بطرابلس (إدارة المهرجان)
جانب من ختام مهرجان الأغنية الليبية بطرابلس (إدارة المهرجان)
TT

مهرجان الأغنية الليبية يُضيء ليالي طرابلس بعد تعطّله 18 عاماً

جانب من ختام مهرجان الأغنية الليبية بطرابلس (إدارة المهرجان)
جانب من ختام مهرجان الأغنية الليبية بطرابلس (إدارة المهرجان)

وسط أجواء مبهجة، لم تخلُ من انتقادات، اختتم مهرجان الأغنية الليبية بالعاصمة طرابلس، بحضور عدد من الفنانين والموسيقيين، وذلك بعد 18 عاماً من تعطله.
وانطلقت فعاليات الدورة الخامسة، ضمن أيام طرابلس الإعلامية، مساء (السبت) التي تنظّم بمناسبة اختيار طرابلس عاصمة للإعلام العربي.
وشارك في افتتاح المهرجان عدد من المطربين العرب، ونقيب المهن الموسيقية التونسية، ماهر المهامي، بالإضافة إلى نخبة من الفنانين الليبيين. وحملت هذه الدورة اسم الفنان الليبي الراحل محمد حسن.
وقالت إدارة المهرجان، الذي نظمته قناة «ليبيا الوطنية» إن 20 عملاً غنائياً جديداً تم قبولها من جميع أنحاء ليبيا من بين 80 عملاً تقدمت لمسابقة المهرجان.
وكان مهرجان الأغنية الليبية بالعاصمة توقف في عام 2004. ليعود مجدداً في أجواء وصفته إدارة المهرجان بأنها أضاءت ليالي طرابلس، وسط تنافس على جوائزه بين المطربين والموسيقيين، والشعراء.
وأطربت كلمات الأوبريت الغنائي «وطني السلام» جميع الحضور، وهو من كلمات الشاعر سالم العالم، وألحان خالد الزواوي، وغناء المطربين خالد الزواوي، وروعة صلاح.
وعزفت فرقة الإذاعة بقيادة المايسترو الشارف شيوب، كلمات قصيدة العالم، وتقول: «هاضا أنا... وهاضا الوُطُنْ... وَالله فُوقْ الكُلْ/ كَلّا أنا منهُو أنا... غير اسم بين أسماء/ وْشوّية مواجع ساهرة... تلفى مْعَ حْلولْ المسا/ وبقي شهادة معلّقة... وْكمْ قصة غَلا (...)».
ورغم سعادة البعض بالمهرجان الذي حضر حفله الختامي عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة، فإن بعض فعالياته لم تسلم من النقد.
وقال الليبي علي خويلد، إنه بعد غياب 18 سنة يعود المهرجان وبحضور قامات فنية ليبية بين شعراء وملحنين ومطربين أثروا المكتبة الفنية بمئات الأعمال الغنائية وحضورهم اليوم كان أجمل ما في المهرجان وجيل يستمع لجيل.
وأشار خويلد إلى أن «الفرقة الموسيقية كانت عبارة عن لوحة فنية متكاملة وأفسحت لنا المجال للتأمل في كل آلة بين الوتر والإيقاع ولحن الهواء وبقيادة المايسترو الذي أتقن في الانطلاق والانتقال بين القطع الموسيقية بكل حرفية وانسجام»، لافتاً إلى أن «الأصوات المشاركة في الختام كانت رخيمة وعذبة».
ورأى أن «منظومة الصوت وتوزيعها داخل القاعة لم تكن موفقة للاستماع بالنسبة لنا كحاضرين، بينما للمشاهد عبر التلفزيون كانت جيدة، وأعتقد أن هذا خلل تقني وقعت فيه اللجنة الفنية».
وقال إن «العرض الضوئي والتقرير الخاص بالمهرجان كان سيئاً جداً ويفتقر للعديد من المعلومات عن الدورات الأربع السابقة، بالإضافة إلى أنه لم يتم التركيز عن أبرز المحطات الفنية لحياة الراحل محمد حسن، باعتبار هذه الدورة باسمه».
ومن بين أعمال المهرجان، فاز بجائزة العمل المتكامل، «إياك تخسر قلب» غناء الفنان إبراهيم حفيظة، وكلمات رفيق شوقي وألحان طه الزرمقي. وعن جائزة اللحن المتميّز، فاز العمل «ورجعت ثاني»، غناء عبد الله الفقي وألحان عبد الرحيم الفقي، وكلمات عبد السلام القرقارشي.
يُشار إلى أن وزراء الإعلام العرب سيجتمعون بطرابلس في 24 من ديسمبر (كانون الأول) الحالي، بإشراف الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

جهاز مبتكر ينتِج من الهواء مكوناً أساسياً في الأسمدة

الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)
الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)
TT

جهاز مبتكر ينتِج من الهواء مكوناً أساسياً في الأسمدة

الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)
الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)

أعلن فريق بحثي مشترك من جامعتَي «ستانفورد» الأميركية، و«الملك فهد للبترول والمعادن» السعودية، عن ابتكار جهاز لإنتاج الأمونيا؛ المكوِّن الأساسي للأسمدة، باستخدام تقنية صديقة للبيئة تعتمد على طاقة الرياح.

وأوضح الباحثون في الدراسة، التي نُشرت الجمعة بدورية «ساينس أدفانسيس (Science Advances)»، أن هذا الجهاز يمثل بديلاً محتملاً للطريقة التقليدية لإنتاج الأمونيا، والمتبَعة منذ أكثر من قرن. وتُستخدم الأمونيا على نطاق واسع في صناعة الأسمدة لإنتاج مركبات مثل اليوريا ونيترات الأمونيوم، وهما مصدران أساسيان للنيتروجين الضروري لنمو النباتات. والنيتروجين أحد العناصر الحيوية التي تعزز عملية البناء الضوئي وتكوين البروتينات في النباتات؛ مما يدعم نمو المحاصيل ويزيد الإنتاج الزراعي.

ورغم أهمية الأمونيا في تعزيز الإنتاج الزراعي، فإن الطريقة التقليدية لإنتاجها تعتمد على عمليةٍ صناعيةٍ كثيفةِ استهلاكِ الطاقة وتركز على الغاز الطبيعي مصدراً رئيسياً، مما يؤدي إلى انبعاث كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون. وتستهلك هذه العملية نحو اثنين في المائة من إجمالي الطاقة العالمية سنوياً، وتنتج نحو واحد في المائة من انبعاثات الكربون عالمياً.

ويعتمد الجهاز الجديد على الهواء مصدراً رئيسياً للنيتروجين اللازم لإنتاج الأمونيا، فيُستخلص من الغلاف الجوي بطرق مبتكرة، ثم يدمج مع الهيدروجين المستخرَج من الماء. وتُستخدم في هذه العملية محفزات كيميائية متطورة تعمل تحت الضغط الجوي ودرجة حرارة الغرفة، مما يُغني عن الحاجة إلى الوقود الأحفوري أو مصادر الطاقة التقليدية، مما يجعل العملية مستدامة وصديقة للبيئة.

ويتميز الجهاز بإمكانية تشغيله مباشرة في المواقع الزراعية، ويمكن تصميمه ليكون محمولاً ومتكاملاً مع أنظمة الري، لتوفير السماد للنباتات بشكل فوري دون الحاجة إلى نقل الأسمدة من المصانع. ووفق الباحثين؛ فإن هذا الابتكار يُسهم في خفض تكاليف النقل والبنية التحتية المرتبطة بالطرق التقليدية لإنتاج الأمونيا، التي تعتمد على منشآت صناعية ضخمة ومعقدة.

وأظهرت التجارب المعملية فاعلية الجهاز في إنتاج كميات كافية من الأمونيا لتسميد النباتات داخل الصوب الزجاجية خلال ساعتين فقط، باستخدام نظام رش يعيد تدوير المياه. كما أكد الباحثون إمكانية توسيع نطاق الجهاز ليشمل تطبيقات زراعية أكبر عبر شبكات موسعة ومواد مرشحة محسّنة.

ويتطلع الفريق البحثي إلى دمج هذا الجهاز في المستقبل ضمن أنظمة الري، مما يتيح للمزارعين إنتاج الأسمدة مباشرة في مواقع الزراعة، ويدعم الزراعة المستدامة.

وأشار الفريق إلى أن الأمونيا المنتَجة يمكن استخدامها أيضاً مصدراً نظيفاً للطاقة بفضل كثافتها الطاقية مقارنة بالهيدروجين، مما يجعلها خياراً مثالياً لتخزين ونقل الطاقة.

ويأمل الباحثون أن يصبح الجهاز جاهزاً للاستخدام التجاري خلال ما بين عامين و3 أعوام، مؤكدين أن «الأمونيا الخضراء» تمثل خطوة واعدة نحو تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتعزيز الاستدامة في مختلف القطاعات.