وزير خارجية آيرلندا يرفض نفي «حزب الله» علاقته بالاعتداء على القوة الدولية

«يونيفيل» ودبلن تطالبان بتحقيق سريع وتقديم الجناة للعدالة

الجندي الآيرلندي شون روني الذي قتل في الاعتداء على عناصر «يونيفيل» (أ.ف.ب)
الجندي الآيرلندي شون روني الذي قتل في الاعتداء على عناصر «يونيفيل» (أ.ف.ب)
TT

وزير خارجية آيرلندا يرفض نفي «حزب الله» علاقته بالاعتداء على القوة الدولية

الجندي الآيرلندي شون روني الذي قتل في الاعتداء على عناصر «يونيفيل» (أ.ف.ب)
الجندي الآيرلندي شون روني الذي قتل في الاعتداء على عناصر «يونيفيل» (أ.ف.ب)

طلبت قوّة الأمم المتّحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) من السلطات اللبنانية، الإسراع في إتمام التحقيقات ومحاسبة مرتكبي حادثة إطلاق النار التي أسفرت عن مقتل عنصر آيرلندي.
ويحقق القضاء العسكري اللبناني في الحادثة، ولا يزال أحد الجنود الآيرلنديين يقبع في العناية الفائقة بأحد مستشفيات مدينة صيدا.
ومن المفترض أن يصل اليوم إلى لبنان، فريق آيرلندي متخصص من 8 أشخاص، بينهم 3 محققين من الشرطة العسكرية، لفحص ملابسات الحادث وتقديم الدعم للضحايا، وفق ما قال متحدث باسم وزارة الدفاع الآيرلندية. وقال سايمون كوفيني وزير الخارجية والدفاع الآيرلندي، إنه لا يتقبل تأكيدات جماعة «حزب الله» بأنها ليست ضالعة في الأمر.
وتابع: «لا نتقبل أياً من تلك التأكيدات لحين الانتهاء من إجراء تحقيق شامل للوقوف على الحقيقة الكاملة».
وقال المتحدث باسم «يونيفيل» أندريا تيننتي لصحافيين أمام مقر تلك القوة في الناقورة بجنوب لبنان: «الحادث خطير جداً، ومن المهم أن تضمن السلطات اللبنانية السرعة، ليس فقط في حل القضية وفي تقديم الجناة للعدالة».
وأضاف أن «التحقيقات جارية... لكن أريد أن أوضح أن قتل عنصر حفظ سلام من اليونيفيل (...) يعد جريمة ضد المجتمع الدولي وضد جنود حفظ السلام الموجودين هنا بجنوب لبنان لضمان حفظ الأمن على طول الخط الأزرق»، الذي يشكل خط وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل. وأكد تيننتي أن عمليات «اليونيفيل» ودورياتها مستمرتان في المنطقة.
ولم تحدّد قوة «اليونيفيل» ما جرى بالتحديد ليل الأربعاء الماضي، مؤكدة أن الحادثة وقعت خارج منطقة عملياتها، فيما أورد الجيش الآيرلندي أن عربتين مدرعتين وعلى متنهما 8 أفراد، تعرضتا «لنيران من أسلحة خفيفة» أثناء توجههما إلى بيروت.
ونقلت وكالة «الصحافة الفرنسية» عن مصدر قضائي، أن الآلية «أصيبت بسبع طلقات من رشاش حربي»، وقد أصابت رصاصات سائق العربة في رأسه بعدما «اخترقت مقعده من الخلف»، ما أدى إلى وفاته. وانقلبت العربة إثر ذلك، ما أدى إلى إصابة العناصر الثلاثة الآخرين.
وأفاد شهود عيان تحدثت إليهم وكالة الصحافة الفرنسية في بلدة العاقبية باعتراض مواطنين آلية تابعة لـ«اليونيفيل»، لسلوكها طريقاً غير اعتيادي. ولدى محاولة سائقها المغادرة، كاد يدهس أحد المعترضين، ما أدى إلى حالة من التوتر. وتحدث شهود آخرون عن سماع دوي رشقات نارية وانحراف العربة عن مسارها.
وأكد تيننتي أن «دعم المجتمع (المحلي) يُعد بالغ الأهمية حتى نتمكن من تنفيذ ولايتنا»، مشيراً إلى أن العلاقة مع المجتمعات المحلية بجنوب لبنان «بشكل عام» كانت «دائماً إيجابية جداً وستبقى كذلك بعد حادثة الوفاة المأساوية».
وبين الحين والآخر، تحصل إشكالات بين دوريات تابعة لـ«اليونيفيل» ومناصري «حزب الله» الذي يمتلك ترسانة عسكرية ضخمة، في المنطقة الحدودية التي تعد معقلاً رئيسياً له.
ووصف مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في الحزب وفيق صفا، الحادث بـ«غير المقصود»، داعياً إلى عدم «إقحام» الحزب فيه، بل ترك المجال للأجهزة الأمنية للتحقيق.


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

فیفیان حداد (بيروت)
المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

«حزب الله» يعترف بـ«انقسام لبناني» حول خيار المقاومة

من مناورة حزب الله الأخيرة (الشرق الأوسط)
من مناورة حزب الله الأخيرة (الشرق الأوسط)
TT

«حزب الله» يعترف بـ«انقسام لبناني» حول خيار المقاومة

من مناورة حزب الله الأخيرة (الشرق الأوسط)
من مناورة حزب الله الأخيرة (الشرق الأوسط)

واصل «حزب الله» اللبناني أنشطته العسكرية «الرمزية» في ذكرى الانسحاب الإسرائيلي من لبنان في عام 2000. وينشط مؤيدوه في قرى الجنوب اللبناني بالنشاطات الدعائية التي تحاكي سيناريوهات المواجهة، وآخرها دعوة أمس لـ«محاكاة لتحرير فلسطين» قام بها بعض مناصريه، في وقت لا تزال فيه المواقف الرافضة لمناورة «حزب الله» العسكرية التي نفذها الأسبوع الماضي، والتي يقول عنها مسؤولون في الحزب إنها «مفصلية وتاريخية».

ويؤكد المسؤولون في الحزب ونوابه المضي قدماً في «المقاومة التي لم تؤثر عليها كل الاستهدافات والانقسامات الداخلية»، وهو ما يعبر عنه مسؤولو الحزب في الاحتفالات التي يقيمها بمناسبة ذكرى تحرير الجنوب.

وجدد مسؤول الإعلام والتواصل في حزب «القوات اللبنانية» شارل جبور، رفض حزبه لهذا النوع من المناورات. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «المناورات التي يجريها الحزب هي مزيد من التأكيد على وجود جيشين ومشروعين ودستورين وجمهوريتين في لبنان، وهذا الأمر غير مقبول، ولا يمكن قيام دولة فعلية وحقيقية في ظل سلاح خارجها».

وأضاف: «واضح أن الحزب بحجة المقاومة ومواجهة إسرائيل يقيم المناورات التي تدل على تأزمه، إذ إنه لو لم يكن مأزوماً لم يكن مضطراً لعرض العضلات وبعث مزيد من الرسائل إلى الداخل، بسبب عدم قدرته على إيصال رئيس للجمهورية».

وكان «حزب الله» نفذ المناورة يوم الأحد، بحضور مراسلي وسائل إعلام محلية وأجنبية، حيث استخدامه بشكل واضح للأسلحة الحية والثقيلة من الدبابات وراجمات الصواريخ، وتضمنت محاكاة لعملية اقتحام أراضٍ إسرائيلية عبر تفجير الجدار الفاصل والدخول عبره.

ويؤكد مسؤولو الحزب عدم اكتراثهم بكل الانتقادات، وهو ما عبّر عنه صراحة أمس، النائب حسن فضل الله، مشدداً على المضي قدماً في «مقاومتهم» التي «لم تؤثر على عزيمتها كل الحروب والاستهدافات والانقسامات الداخلية».

وشدد في احتفال بالجنوب بمناسبة «ذكرى التحرير»، على «ضرورة تمسك شعبنا بخيار المقاومة الذي حرر الأرض وأعاد إعمارها ويحميها في معادلة الردع مع العدو، بينما الخيارات الأخرى سقطت، وهذه المقاومة على مدى تاريخها بقيت مصممة على التمسك بحقها، ولم تؤثر على عزيمتها كل الحروب والاستهدافات والانقسامات الداخلية، فنحن ماضون في هذا الخيار بمعزل عن كل كلام يصدر من هنا وهناك». وأضاف: «عندما بدأت المقاومة عام 1982، كان هناك خياران في لبنان، خيار المقاومة وخيار من هم ضد هذه المقاومة، ولا يزال الانقسام إلى اليوم، لم يتغير، ربما تغيرت بعض الأسماء والوجوه، ولكن الانقسام حول الصراع مع العدو الإسرائيلي لم يتغير، فمنذ أن نشأ الكيان الإسرائيلي عام 1948 إلى اجتياح عام 1978 إلى عام 1982 حتى عامَي 2000 و2006، كان هناك في لبنان من هم مع المقاومة من أهلها وشعبها وشهدائها وحلفائها والمخلصين، وكان هناك من هو ضد المقاومة، ومن انتصر هو خيار المقاومين الشرفاء، وبقي الآخرون يرددون المواقف الإعلامية نفسها من دون أن يتمكنوا من التأثير على خيارات شعبنا».

وختم فضل الله: «مواجهتنا مع العدو الإسرائيلي، وما يعنينا هو فهم العدو للخطوات والإجراءات التي نقوم بها، فهو يعلم أن كل كلمة وكل خطوة نقوم بها، هي خطوة جادة في إطار حماية بلدنا ومنعه من استباحته مرة أخرى، وفي صراعنا معه هناك ما هو معلن وكثير منه مخفي، والعدو يعرفه، ونحن نعرفه، هو جزء من هذه الحماية لبلدنا».

بدوره، اعتبر عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق، أن «المقاومة في أحسن أيامها والعدو في أسوأ أيامه». وقال في ذكرى تحرير الجنوب: «المقاومة في مايو (أيار) 2023 هي الحصن الحصين للحدود والحقوق والثروات والكرامات وتقيم المناورات لتحرير الجليل، بينما العدو سيجري مناورات لاستعادة الجليل».


رفع الحكومة السورية لأسعار البنزين والغاز يضاعف الصعوبات المعيشية

مضخة نفط بالقرب من بلدة القحطانية
مضخة نفط بالقرب من بلدة القحطانية
TT

رفع الحكومة السورية لأسعار البنزين والغاز يضاعف الصعوبات المعيشية

مضخة نفط بالقرب من بلدة القحطانية
مضخة نفط بالقرب من بلدة القحطانية

انعكس قرار الحكومة السورية رفع أسعار البنزين والغاز المنزلي والصناعي مجدداً، على معظم السلع الأساسية التي ارتفعت أغلبية أسعارها، خصوصاً منها الأكلات الشعبية، وذلك في ظل أزمة اقتصادية غير مسبوقة تعصف بالبلاد، بسبب الحرب طويلة الأمد والعقوبات الاقتصادية الأميركية والغربية.

وأثار القرار موجة استياء بين المواطنين لأنه يزيد طين وضعهم المعيشي المزري، بلة، فيما رأى خبراء أن الحكومة «مجبرة» على رفع أسعار المحروقات كلما تدهور سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأميركي، لأن أغلب احتياجاتها يتم استيراده من الخارج.

وعلق موظف حكومي على قرار الحكومة بالقول: «الناس أنهكهم رفع الأسعار المتواصل ويتمنون أن ترأف الحكومة بحالهم. الناس يشتهون أن يفيقوا من النوم على قرار حكومي بتخفيض سعر وإن مادة واحدة». وأضاف: «رفع الأسعار الشغل الوحيد للحكومة، يجب تسميتها حكومة رفع الأسعار. ووزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك تجب تسميتها وزارة ذبح المستهلك».

وكانت وزارة التجارة الداخلية نشرت ليل الاثنين - الثلاثاء الماضي، على صفحتها الرسمية في «فيسبوك»، قراراً رفعت بموجبه أسعار وقود البنزين «أوكتان 95» بنسبة 15 في المائة، والغاز المنزلي والصناعي بنسبة 50 في المائة.

وحدد القرار سعر أسطوانة الغاز المنزلي «المدعوم» وفق «البطاقة الذكية» بـ15 ألف ليرة سورية، بعدما كان 11 ألفاً و500 ليرة، وسعر أسطوانة الغاز المنزلي بالسعر «الحر» سواء من داخل البطاقة أو من خارجها، بـ50 ألف ليرة سورية، بعدما كان بـ32 ألفاً.

ورصدت «الشرق الأوسط» قيام أصحاب محال بيع الأكلات الشعبية والسندويشات في بعض الأسواق، برفع الأسعار مباشرة بعد الإعلان عن القرار الجديد، فوصل سعر الكيلوغرام الواحد من الحمص المطحون إلى 20 ألف ليرة، بعد أن كان بين 12 و15 ألفاً، والفول المسلوق إلى 8 آلاف بعدما كان بـ6 آلاف، فيما قفز سعر سندويتش الشاورما الجيدة من 8 آلاف إلى 12 ألفاً.

ورأى خبير اقتصادي لـ«الشرق الأوسط»، أن معظم ما تحتاجه الحكومة من نفط وغاز يتم استيراده من الخارج، لأن معظم الحقول ذات الإنتاج الكبير تقع خارج سيطرتها، وبالتالي كلما تدهور سعر صرف الليرة أمام الدولار ترفع الحكومة الأسعار.

وبعد تحسنه نسبياً خلال الأيام القليلة الماضية، عاد سعر صرف الليرة أمام الدولار ليتدهور.

وقالت مصادر عليمة لـ«الشرق الأوسط»، إن الحكومة تحصل على احتياجاتها من المحروقات والغاز من مصدرين؛ الأول: محلي وهو ما تستخرجه من الحقول التي تسيطر عليها في شرق حمص (وسط) وبادية دير الزور (شرق)، وهي كميات قليلة جداً، تضاف إليها الكميات التي تحصل عليها من «قسد» بموجب اتفاق بين الجانبين وتقدر كمياتها بـ22 ألف برميل يومياً، ويتم نقلها بالصهاريج عبر شركة «ارفادا البترولية» التابعة لـ«مجموعة القاطرجي» الداعمة للحكومة.

وأشارت المصادر إلى أن الكميات التي يتم نقلها من مناطق سيطرة «قسد» عبر شركة «ارفادا البترولية» يتم تكريرها في مصفاتي حمص وبانياس التابعتين للحكومة، على أن تعيد الحكومة كميات منها لـ«قسد» بعد تكريرها، والباقي يتم شراؤه بأسعار أقل من السعر العالمي بكثير.

أمّا المصدر الثاني الذي تحصل الحكومة منه على احتياجاتها من المحروقات والغاز، فهو حليفتها إيران، ولكن بسعر السوق العالمية.

وكشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية منتصف مايو (أيار) الحالي، أن إيران أرسلت نحو 16 مليون برميل نفط إلى سوريا خلال الأشهر الستة الماضية، عبر ناقلات «شبح»، بلغت قيمتها نحو مليار دولار، في تحدٍ للعقوبات الأميركية المفروضة على الطرفين.

ووفق بيانات التتبع وصور الأقمار الصناعية التي حللتها «هآرتس»، فإن الناقلات الإيرانية رست في ميناء بانياس على الساحل السوري 17 مرة، في حين رصد التقرير 20 رحلة من إيران إلى سوريا، خلال الفترة بين أكتوبر (تشرين الأول) 2022، وأبريل (نيسان) 2023، تم خلالها نقل 17.1 مليون برميل نفط.

وأشارت «هآرتس» إلى أن سعر برميل النفط كان يتراوح بين 70 و80 دولاراً خلال الأشهر الستة الماضية، ما يعني أن القيمة الإجمالية للشحنات التي حملتها هذه الناقلات «الشبح» يصل إلى نحو 1.25 مليار دولار.

وتقارب حاجة سوريا من الغاز المنزلي شهرياً 37 ألف طن، بينما الإنتاج المحلي يقارب 10 آلاف طن.


الراعي إلى باريس بدعوة من ماكرون للبحث في الرئاسة اللبنانية

آخر لقاء لماكرون مع الراعي في السفارة الفرنسية في بيروت (وكالة الأنباء المركزية)
آخر لقاء لماكرون مع الراعي في السفارة الفرنسية في بيروت (وكالة الأنباء المركزية)
TT

الراعي إلى باريس بدعوة من ماكرون للبحث في الرئاسة اللبنانية

آخر لقاء لماكرون مع الراعي في السفارة الفرنسية في بيروت (وكالة الأنباء المركزية)
آخر لقاء لماكرون مع الراعي في السفارة الفرنسية في بيروت (وكالة الأنباء المركزية)

أعلنت البطريركية المارونية عن زيارة يقوم بها البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى باريس، الثلاثاء، المقبل تلبية لدعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وقال المكتب الإعلامي في بكركي في بيان له إن «البطريرك الماروني يتوجه إلى العاصمة الفرنسية باريس، حيث يلبي الدعوة الرسمية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في إطار الجهود التي تبذلها فرنسا من أجل لبنان واللبنانيين»، مشيراً إلى أن موعد اللقاء قد حدد عند الساعة الرابعة من بعد ظهر يوم الثلاثاء في قصر الإليزيه.

وتأتي هذه الزيارة بعد معلومات أشارت إلى امتعاض الراعي من فرنسا على خلفية تدخلها في الملف الرئاسي والدفع باتجاه انتخاب رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية الذي يدعمه «الثنائي الشيعي» (حزب الله وحركة أمل)، من دون التشاور مع البطريركية المارونية، وبالتالي من المتوقع أن يكون الملف الرئاسي حاضراً بشكل أساسي في اللقاء.

 

 

 

 

 

 


لبنان... استبعاد مواجهة برلمانية بين أزعور وفرنجية

من لقاء سابق بين رئيس البرلمان نبيه بري وجهاد أزعور (مجلس النواب)
من لقاء سابق بين رئيس البرلمان نبيه بري وجهاد أزعور (مجلس النواب)
TT

لبنان... استبعاد مواجهة برلمانية بين أزعور وفرنجية

من لقاء سابق بين رئيس البرلمان نبيه بري وجهاد أزعور (مجلس النواب)
من لقاء سابق بين رئيس البرلمان نبيه بري وجهاد أزعور (مجلس النواب)

طرح الحديث الجدي عن اقتراب الإعلان رسمياً عن تفاهم انتخابي بين قوى المعارضة و«التيار الوطني الحر» المؤيد للرئيس السابق ميشال عون، أكثر من علامة استفهام حول حظوظ أي مرشح قد تتبناه هذه القوى بوجه رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، الذي يدعم ترشيحه «الثنائي الشيعي» وحلفاؤه، خصوصاً أن تأييد البلوك الشيعي النيابي كاملاً (27 نائباً) لفرنجية يعني أن أي مرشح سيواجهه تحت قبة البرلمان لن يحصل على أي صوت شيعي، ما يجعل البعض يتحدثون عن «لا ميثاقية» تظلل هكذا عملية انتخاب.

وتشير الحسابات الحالية إلى أن لا فرنجية ولا مرشح المعارضة - التيار الوطني الحر الذي قد يكون بحسب آخر المعطيات الوزير السابق جهاد أزعور، قادران على حسم فوزهما بـ86 صوتاً من الدورة الأولى ولا حتى بـ65 صوتاً بالدورة الثانية، هذا إذا لم نتطرق إلى موضوع النصاب الذي يستلزم وجود 86 نائباً في القاعة في كل دورات الانتخاب.

وينطلق فرنجية من دعم 45 نائباً هم عملياً نواب «الثنائي الشيعي» (27)، إضافة لنائبين علويين، و9 نواب سُنة مقربين من «الثنائي» والنواب المسيحيين الـ4 في التكتل «الوطني المستقل» و3 نواب أرمن، بينما يؤكد «الثنائي» أن عدداً من النواب المستقلين سينضمون إليهم ليرتفع العدد إلى نحو 50.

في المقابل، إذا تفاهمت الكتل المسيحية الكبرى على اسم أزعور فسينطلق من دعم نواب «القوات اللبنانية» الـ19 ونواب «الكتائب اللبنانية» الـ4، إضافة لنواب «التيار الوطني الحر» الـ18. هذا إذا افترضنا أن كل هؤلاء سيسيرون بقرار رئيس التيار جبران باسيل، في ظل المعلومات عن استياء من طريقة مقاربته للملف. كذلك سيصوت لأزعور عدد من النواب المستقلين ونواب «التغيير» ما يرجح تخطيه بسهولة عتبة الـ50 نائباً. لكن فرنجية وأزعور غير قادرين على بلوغ عتبة الـ65 صوتاً، وهي الأصوات اللازمة لأي مرشح للفوز بدورة ثانية، في ظل اشتراط الحزب «التقدمي الاشتراكي» والنواب السنة القريبين من «14 آذار» أن يكون أي مرشح يصوتون له مرشحاً توافقياً لا مرشح مواجهة.

وفي هذا المجال، يقول النائب عن الحزب «التقدمي الاشتراكي» وعضو «اللقاء الديمقراطي» بلال عبد الله: «ننتظر وضوح الموقف وجلاء الاتفاق. هناك كلام لكن حتى الآن من غير الواضح على ماذا اتفق الفرقاء الذين يتحاورون ووفق أي معايير، خصوصاً أننا نطرح مرشحاً توافقياً يطمئن الجميع يكون قادراً على تأمين النصاب لا مرشح تحدٍّ، أي أن المهم أن نتفق على اسم يرضى به الفريق الآخر وإلا نكون نكرر تجربة ميشال معوض فيُضاف على الأصوات التي ينالها أصوات نواب (التيار) ولا نعلم إذا كان سيحصل على كامل أصواتهم». ويشدد عبد الله في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، على أن «أي اتفاق مثقل باعتبارات وسقوف وشروط لن تكون له فرصة لأن المطلوب تسوية مقبولة تستطيع إنقاذ البلد»، مضيفاً: «أما المناورات التي تجري من قبل هذا الفريق أو ذاك لتحسين شروطه فنحن غير معنيين بها».

من جهته، يؤكد النائب عن تكتل «الاعتدال الوطني» أحمد الخير أنهم «منذ البداية خارج أي اصطفاف، وما زلنا، وسنستمر كذلك حتى (تستوي الطبخة) وتنضج كل المناخات المواكبة لانعقاد جلسة لمجلس النواب يُؤمن نصابها القانوني». أما بالنسبة لموقفهم بالتصويت إذا وصلنا إلى جلسة مواجهة بين فرنجية وأزعور، حينها «نبني على الشيء مقتضاه ونحدد كتكتل لمن سنصوت من المرشحين في الجلسة بالاستناد إلى من نراه يلبي المواصفات التي نرى ضرورة أن يتمتع بها رئيس الجمهورية المقبل».

أما مصادر «القوات» فتشير إلى أنهم أبلغوا من مكونات المعارضة التي تتحاور مع فريق النائب باسيل أن «الاتفاق على اسم أزعور تم وحصل، وبالتالي قد دخلنا في الخطوات العملية»، معتبرة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «ذلك يستوجب اليوم تظهير هذا الموقف وإعلانه رسمياً من قبل كل الكتل المعنية وضمنها تكتل (لبنان القوي)». ووصفت المصادر ما حصل بـ«التطور الكبير الذي سيحرك الاستحقاق الرئاسي».

وفي حين يتردد أن «الوطني الحر» ليس بصدد خوض معركة «كسر عضم» مع «الثنائي» وأنه سيحاول إقناع حزب الله بأزعور، لعلمه أصلاً بأن عدم حصول أي مرشح على صوت شيعي واحد سيطرح مسألة الميثاقية، يوضح الخبير الدستوري المحامي الدكتور سعيد مالك أنه «حتى ولو كانت مقدمة الدستور تقول بألا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك، لكن ما يمكن تأكيده أن الدستور نفسه لم يلحظ أي شرط مقيد لناحية وجوب انتخاب رئيس جمهورية تكون الأصوات التي ينالها مزيجاً من أصوات نواب من طوائف ومذاهب مختلفة»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الميثاقية أمر ضروري وملح ومطلوب كي يتمكن الرئيس من الحكم مستقبلاً حتى لا يعرقل، وتوضع العصي في دواليب العهد، لكن لا شرط دستورياً يوجب إطلاقاً أن ينال أصواتاً من طوائف ومذاهب متعددة وهو ما يسري أيضاً على انتخاب رئيس للمجلس النيابي».


الآثار في شمال غربي سوريا... مهددة بالاندثار

صورة لجدران موقع أثري في منطقة البارة تعرض لقصف من قبل قوات النظام جنوب إدلب (موقع البارة)
صورة لجدران موقع أثري في منطقة البارة تعرض لقصف من قبل قوات النظام جنوب إدلب (موقع البارة)
TT

الآثار في شمال غربي سوريا... مهددة بالاندثار

صورة لجدران موقع أثري في منطقة البارة تعرض لقصف من قبل قوات النظام جنوب إدلب (موقع البارة)
صورة لجدران موقع أثري في منطقة البارة تعرض لقصف من قبل قوات النظام جنوب إدلب (موقع البارة)

مع استمرار العمليات العسكرية لقوات النظام، وقصف المناطق الخارجة عن سيطرته، ومن بينها مواقع أثرية مهمة، بشكل متكرر، ولجوء العائلات النازحة إلى بعضها في المناطق الآمنة نسبياً، في شمال غربي سوريا، باتت هذه المواقع مهددة بالاندثار والتشويه أكثر من أي وقت مضى. وتُشكل مناطق مجليا، وسرجيلا، وبعودا، ووادي مرتحون، وبترسا، والمذوقة، والصومعة، ودير سوباط، والبرج، والقهوة، ومواقع أثرية أخرى مهمة في منطقة البارة، على بُعد 35 كيلومتراً إلى الجنوب من محافظة إدلب، والتي تخضع حالياً لسيطرة المعارضة، جزءاً من قائمة مواقع «اليونيسكو» للتراث العالمي أو «القرى القديمة التاريخية في شمال سوريا»، وتواجه منذ عام 2018 قصفاً جوياً روسياً، وبرياً لقوات النظام، ما أدى إلى تشويه عدد من معالمها وتهدم عدد من الأبنية والصوامع التاريخية التي تعود إلى العهود الرومانية والبيزنطية والعربية، وفقاً لأبناء المنطقة وناشطين.

ويتحدث محمد (48 عاماً)، وهو أحد السكان الحاليين في منطقة البارة، بحزن وأسى، عمّا شهدته هذه المنطقة والمواقع الأثرية التي تحيط بها، «من قصف نفذته قوات النظام، وسلاح الجو الروسي، على مدار أكثر من 10 أعوام، على عديد من المواقع والأبنية الحجرية، ومن بينها الصوامع والمطاحن ومعاصر الزيتون والعنب والأبنية التاريخية فيها، التي كانت وجهة للسياح الأجانب من كل بقاع الأرض قبل اندلاع الحرب، لتبدو الآن حزينة وشاحبة ومشوهة». ويضيف: «كنا سابقاً قبل اندلاع الحرب، نعتني بالأعمدة والأبنية التاريخية والأثرية التي تنتشر بين بساتين الزيتون والعنب التي نملكها أباً عن جد، كما نهتم بأشجارنا، وهذا ما شهدت به عشرات المجموعات السياحية من دول غربية عدة، كما كرّم عددٌ من المنظمات الدولية المتخصصة بحماية الآثار التاريخية على مدى سنوات عديدة، أهالي منطقة البارة، لما يبذلونه من جهد وعطاء للمحافظة على تلك الآثار».

عائلة نازحة في أحد المواقع الأثرية في منطقة رأس الحصن شمال إدلب (الشرق الأوسط)

ويقول أحمد الإدلبي، وهو ناشط ميداني في ريف إدلب، إن «من أكثر المواقع الأثرية التي تعرضت للقصف من قبل قوات النظام وميليشياته في بلدة البارة، هي دير سوباط أو دير الضباط البيزنطي، الذي يتميز بكثرة الأعمدة، والمدافن، والصومعة المتميزة بهندسة بناء جميلة، ونقوش متنوعة، وزخارف رائعة، كما واجهت آثار وادي مرتحون ومغارة الدرة، إضافة إلى مغارة البركة، التي تحيط بها مجموعة الأعمدة الأثرية، قصفاً جوياً روسياً رهيباً أدى إلى تشويه أجزاء كبيرة من معالمها، تحت ذرائع مختلفة». ويضيف: «منذ نهاية عام 2018 بدأت قوات النظام وميليشياته بالتقدم والسيطرة على أجزاء واسعة في ريف إدلب الجنوبي وعلى منطقة شنشراح الواقعة بمحيط مدينة كفرنبل من الجهة الشمالية، وهي تتعرض الآن لأبشع عمليات التخريب بسبب التنقيب عن اللقى الأثرية فيها من قبل الشبيحة وعناصر النظام... كما تعرضت مناطق مجليا، وبعودا، ووادي مرتحون، وبترسا، والمذوقة، والصومعة، ودير سوباط، والبرج، والقهوة، ومواقع أخرى بينها قصور ملكية تاريخية في منطقة البارة، لقصف شبه يومي، ما أدى إلى تشويه المعالم الأثرية بنحو 30 في المائة، غير أن منطقة سرجيلا الواقعة إلى الشرق من بلدة البارة، والتي تتميز بجمال آثارها ولوحاتها وتصاميمها المعمارية الضخمة، وكنائسها وقصورها الملكية، تنال القسط الأكبر من القصف والاستهداف بالرشاشات الثقيلة نظراً لوقوعها على خط التماس الفاصل بين قوات النظام وفصائل المعارضة، ولا توجد إحصائية دقيقة لنسبة الدمار الذي تعرضت له، بسبب رصدها من قبل قوات النظام واستهداف أي حركة فيها».

وفي السياق ذاته أيضاً، حذر ناشطون سوريون معارضون، من «تغيير ملامح المواقع والمدن الأثرية في شمال غربي سوريا، بعد أن باتت ملاذاً شبه آمن للنازحين من مناطق مختلفة في سوريا، للإقامة فيها».

وعلى الطريق التي تصل معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا بمدينة حارم شمال إدلب، تنتشر عديد من آثار المدن والأبنية والأوابد التاريخية ومنها «باقرحا ودارقيتا» التي تعود إلى العهد الروماني، في منطقة رأس الحصن، وتتميز بقناطرها الحجرية وكنائسها البديعة والرسوم والنقوش عليها... وتنتشر بين أبنيتها وأعمدتها عشرات الخيام للنازحين، رُبطت أحبالها بالأعمدة الأثرية، وجرى تحريك بعض الأحجار فيها لتلائم إقامة تلك العوائل النازحة. وكذلك في بعض الأبنية الأثرية في منطقتي البردقلي وسر جبلة الواقعتين إلى الشمال من محافظة إدلب بنحو 50 كيلومتراً، في الوقت الذي حوّل عدد من الأهالي أقساماً من الأبنية الأثرية ذات الجدران المتماسكة، إلى مستودعات وحظائر للمواشي، الأمر الذي أثار استياء ناشطين، وجهوا دعوات للجهات الإدارية لوقف هذه الظاهرة الكارثية.

وقال أحد الناشطين في إدلب، إنه «يجب وضع خطة عملية وسريعة لضبط ووقف لجوء الأهالي النازحين إلى الأبنية التاريخية والأثرية، وأيضاً وقف أعمال التجاوز عليها في العمران، وكذلك إحصاء العائلات التي لجأت إليها بشكل عشوائي خلال السنوات الماضية ونقلها إلى مساكن جاهزة، وبعدها إيجاد خطة يجري من خلالها إصلاح ما تم تخريبه أو تشويهه ضمن تلك المعالم الأثرية من قبل متخصصين في الآثار».


ترشيح المعارضة - باسيل لأزعور يعيد الحرارة للمنافسة الرئاسية

من جلسة سابقة للانتخابات الرئاسية (مجلس النواب)
من جلسة سابقة للانتخابات الرئاسية (مجلس النواب)
TT

ترشيح المعارضة - باسيل لأزعور يعيد الحرارة للمنافسة الرئاسية

من جلسة سابقة للانتخابات الرئاسية (مجلس النواب)
من جلسة سابقة للانتخابات الرئاسية (مجلس النواب)

يدخل الاتفاق بين قوى المعارضة ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور لرئاسة الجمهورية، في مرحلة الإعلان الرسمي عن ولادته في مهلة أقصاها مطلع الأسبوع المقبل، فهل يفعلها باسيل، أم أنه سيطلب تمديدها إفساحاً في المجال أمام تسويقه لدى فريقه السياسي لإقناعه بضرورة السير في خياره الرئاسي بذريعة أن الخيارات محدودة، وأنه يبقى المرشح الأوفر حظاً لمنافسة مرشح محور الممانعة النائب السابق سليمان فرنجية؟

فالاتفاق الموعود بين قوى المعارضة وباسيل يخضع حالياً، كما تقول مصادر سياسية لـ«الشرق الأوسط»، لوضع اللمسات الأخيرة عليه، تمهيداً للإعلان عنه بصورة رسمية في ضوء انقطاع التواصل بين باسيل وقيادة «حزب الله»، والاستعاضة عنه بتبادل العتاب، وإنما بالمراسلة بواسطة أصدقاء مشتركين للطرفين الذين تحركوا بعيداً عن الأضواء في محاولة أخيرة لرأب الصدع بينهما.

وتستبعد المصادر السياسية أن يكون تفاهم باسيل - المعارضة يأتي في سياق المناورة ما دام أن باسيل أخفق في إقناع «حزب الله» بتخليه عن دعمه لفرنجية، في مقابل التوافق على مرشح بديل لا يشكل تحدياً لحليفه، وتقول بأنه حسم أمره اعتقاداً منه بأن أحداً من المرشحَيْن فرنجية وأزعور لن يحصل في دورة الانتخاب الثانية على 65 صوتاً للفوز برئاسة الجمهورية، ما يفتح الباب أمام البحث عن مرشح توافقي يحظى بتأييد الغالبية النيابية.

وتؤكد أنه لم يعد من مجال أمام باسيل للتراجع عن دعمه لأزعور، وإن كان يحنّ لترشيح الوزير السابق زياد بارود، وتقول بأن اتفاقه مع المعارضة أُنجز حتى الساعة على الورق، ويبقى أن يترجم إلى تظهيره للعلن بمبادرته إلى تبني ترشيحه.

وتكشف المصادر نفسها أن وقوف باسيل إلى جانب ترشيح أزعور الموجود حالياً في بيروت جاء تتويجاً لتواصله مع رئيس حزب «الكتائب» سامي الجميل، ومرشح المعارضة في دورات الانتخاب السابقة ميشال معوض، والنائب المستقل غسان سكاف بالتزامن مع الحوار الذي لم ينقطع بين النائب القواتي فادي كرم وزميله في تكتل «لبنان القوي» جورج عطاالله.

وتلفت إلى أن الحوار بينهما تكثّف في الأيام الأخيرة للرد على ما أشيع بأن هناك استحالة أمام «القوات» و«التيار الوطني» في ظل انعدام الثقة وفقدان الكيمياء السياسية بينهما للاتفاق على دعم ترشيحهما لأزعور. وترى أن هناك صعوبة أمام باسيل للانقلاب على موقفه الداعم لأزعور، لأن دخوله في التسوية بغطاء من «حزب الله» سيرتد عليه في الشارع المسيحي؛ لأنه ليس لديه ما يقوله لجمهوره ومحازبيه بسحب الفيتو على ترشيح فرنجية.

وتسأل: هل سيواجه باسيل مشكلة في تسويقه لأزعور لدى تكتل «لبنان القوي» في ضوء التباين بينه وبين عدد من نوابه، ومدى قدرته على ضبط إيقاع التكتل لقطع الطريق على ما يتردد بأنه يقف حالياً على مشارف الانقسام؟ وما الضمانات التي يتسلح بها للحفاظ على وحدته من جهة، وبقوله لخصومه من جهة ثانية: «خليهم يجربوا وبعدها لكل حادث حديث»؟

فباسيل يراهن على دور رئيس الجمهورية السابق ميشال عون في استيعابه للخلاف الدائر بين نواب التكتل، ويؤكد بأن لديه القدرة التي تتيح له الحفاظ على وحدته ولو من موقع الاختلاف؛ لأن من يعارضه لن يذهب بعيداً في خلافه معه مراعاة منه لمؤسس «التيار الوطني» العماد عون الذي يحظى بثقة الجميع، ويمون عليهم كما في السابق بالإبقاء على الخلاف بداخل البيت الواحد.

كما أن باسيل في مقاومته لانتخاب فرنجية، بحسب المصادر نفسها، يتطلع إلى أمرين: الأول بأن تؤدي معارضته له إلى تعويم الاتصالات الرامية لرفع العقوبات الأميركية المفروضة عليه، والثاني إلى إعادة تموضعه على خلفية أن الظروف السياسية التي كانت وراء إبرام ورقة التفاهم مع «حزب الله» في فبراير (شباط) 2006 قد تغيّرت، ولا بد من إعادة النظر فيه باتجاه إنتاجه في نسخة جديدة، انطلاقاً من أن الحزب في حاجة إلى حليف مسيحي يبقى هو الأوحد في ظل صراعه السياسي الدائر مع القوى المسيحية الأخرى.

أما في سياق احتساب أصوات النواب المؤيدة لأزعور فتقول المصادر إنه يحظى بتأييد 58 نائباً، في مقابل 54 لفرنجية الذي ينقل عنه ارتياحه لسير المعركة، كونه أقدر من سواه على الإفادة من التطورات الجارية في المنطقة، والتي ينظر إليها على أنها تصب لمصلحته، مع أن احتساب الأصوات من قبل الطرفين ليس دقيقاً، وإنهما يتسابقان حالياً للحصول على تأييد النواب السنّة من المستقلين.

وفي المقابل، تراهن المعارضة على كسب تأييد العدد الأكبر من نواب «قوى التغيير»، باعتبارهم لن يقترعوا، مهما تبدلت الظروف لفرنجية، فيما الأنظار مشدودة باتجاه «اللقاء الديمقراطي» بعد تنحّي وليد جنبلاط عن رئاسة الحزب «التقدمي الاشتراكي»، وكان أول من رشح أزعور.

فوجود تيمور وليد جنبلاط على رأس «اللقاء الديمقراطي» يعني حكماً بأن «اللقاء» لن ينتخب فرنجية، ويتطلع للاتفاق على مرشح لا يشكل تحدياً لأي فريق، فهل ينظر إلى أزعور على أنه في عداد المرشحين المصنّفين على خانة التحدي، وبالتالي يميل للاقتراع بورقة بيضاء لينأى بنفسه عن الاصطفاف في الانقسام السياسي الحاد؟

لذلك من السابق لأوانه الإنابة عن «اللقاء الديمقراطي» في تحديد خياراته الرئاسية، فيما لم ينقطع أزعور عن التواصل معه، ولا ترى المصادر السياسية من عائق أمام الاقتراع له كونه لا يُصنّف على خانة التحدي للفريق الآخر الذي يتمسك بترشيح فرنجية ويتعامل مع أزعور على أن باسيل كان أول من رشحه، وهذا ما تستغربه؛ لأن جنبلاط الأب هو من رشحه.

وعليه، فإن اتفاق المعارضة - باسيل على تأييد أزعور سيؤدي حكماً إلى إعادة فتح أبواب البرلمان أمام تجديد الدعوة لانتخاب الرئيس.


العراق يعلن عن مشروع «طريق التنمية» للربط البري بين دول الخليج وتركيا

السوداني لدى تدشين أعمال مؤتمر «طريق التنمية» في بغداد اليوم (رئاسة الوزراء العراقية)
السوداني لدى تدشين أعمال مؤتمر «طريق التنمية» في بغداد اليوم (رئاسة الوزراء العراقية)
TT

العراق يعلن عن مشروع «طريق التنمية» للربط البري بين دول الخليج وتركيا

السوداني لدى تدشين أعمال مؤتمر «طريق التنمية» في بغداد اليوم (رئاسة الوزراء العراقية)
السوداني لدى تدشين أعمال مؤتمر «طريق التنمية» في بغداد اليوم (رئاسة الوزراء العراقية)

أعلن العراق خلال مؤتمر جمع مسؤولين من دول مجاورة في بغداد السبت، عن مشروع خطّ بري وخط للسكك الحديدية يصل الخليج بالحدود التركية، يطمح العراق عبره إلى التحول خطاً أساسياً لنقل البضائع بين الشرق الأوسط وأوروبا. وقال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إنه سيكون ركيزة للاقتصاد المستدام غير النفطي وعقدة ارتباط تخدم جيران العراق والمنطقة.

وانطلقت اليوم السبت أعمال مؤتمر «طريق التنمية»، الذي تستضيفه بغداد ويحضره وزراء نقل معظم الدول الخليجية، إضافة إلى وزراء دول جوار العراق (تركيا، سوريا، الأردن، إيران).

وتقول الحكومة العراقية إن الطريق المزمع بناؤها ستنطلق من ميناء الفاو في محافظة البصرة (جنوباً) وتعبر 10 محافظات عراقية لتربط العراق بتركيا شمالاً وصولاً إلى الدول الأوروبية، ويفترض أن تنجز الطريق الممتدة لـ1200 متر بحلول عام 2028.

حقائق

ماذا نعرف عن تطوير ميناء الفاو؟

  • نسب الإنجاز التي تحققت في ميناء الفاو بلغت أكثر من 50%.
  • الطاقة الاستيعابية للميناء تصل إلى 99 مليون طن سنوياً، بتكلفة تصل إلى 4.6 مليار يورو.
  • يجرى إنشاء الميناء على مرحلتين، الأولى تنتهي عام 2028، والثانية في عام 2038.

وقال السوداني الراعي للمؤتمر في كلمة ألقاها، إنه «أسس له (المؤتمر) عبر تفاهماتٍ بناءة مع قادة وزعماء البلدان الشقيقة والصديقة لنا»، مضيفاً أن «طريق التنمية شريانٌ اقتصادي، وفرصةٌ واعدة لالتقاء المصالح والتاريخ والثقافات، بهذا المشروع الواعد، سينطلقُ العراق نحو شراكة اقتصادية معكم، تجعل بلداننا مصدّرة للصناعات الحديثة والبضائع».

ورأى السوداني أن «طريق التنمية بما يحمله من منصّات للعمل، وقيمة مضافة للنواتج القومية والمحلية، ورافعات اقتصادية، هو خطةٌ طموح ومدروسة لتغيير الواقع نحو بنية اقتصادية متينة، ونرى في هذا المشروع ركيزة للاقتصاد المستدام غير النفطي، وعقدة ارتباطٍ تخدم جيران العراق والمنطقة».

وأكد أن «ميناء الفاو الكبير، قطع شوطاً كبيراً نحو الإتمام، وسيكون بوابة لهذا الحراك الاقتصادي المهم، وسوف تتكامل مع الميناء المدن الحضرية، التي سنؤسس بجوارها مدينة صناعية ذكية هي الأحدث في المنطقة والعالم، وستحاكي التطور التكنولوجيَّ الحاليَّ والمتوقع للسنوات الخمسين المقبلة».

ووفق السوداني فإن بلاده وخلال سعيها لإنشاء الطريق المزمع بناؤها «ستعتمد على الممرّات متعددة الوسائط، وأكثر من (1200) كم من السكك الحديدية، وتشغيلها البيني المشترك، والطرق السريعة، وستيسّر سكك الحديد والطرق السريعة عملية نقل البضائع، والوظائف التي ستخلقها هذه المشاريع ستكون بصمةً إيجابيةً تنقل شعوب المنطقة إلى مرحلة من التكامل والاستقرار ومواجهة للتحدّيات».

تفاؤل كبير

ويسود التفاؤل الكبير حديث السوداني ومستشاريه حول تنفيذ طريق التنمية، ويقولون إنها ستوفر أكثر من 100 ألف فرصة عمل، وتحقق نحو 4 مليارات دولار سنوياً للبلاد وبتكلفة إنجاز نهائية تقدر بنحو 17 مليار دولار، كما أنها ستسهم في خفض معدل وقت مرور البضائع من الخليج وآسيا إلى أوربا وبالعكس من 30 يوماً إلى 15 يوماً فقط.

ويؤكدون أن نسبة إنجاز المشروع وصلت إلى نحو 40 في المائة بالنظر لنقطة انطلاقه من ميناء الفاو الجنوبي الذي تنفذ أعماله منذ نحو سنتين شركة «دايو» الكورية.

وأورد بيان للجنة النقل والاقتصاد في مجلس النواب نقلته وكالة الأنباء العراقية أن المشروع سيكون «استثمارياً للدول المشاركة وكل دولة بإمكانها إنجاز جزء من المشروع»، مشيراً إلى أنه «من المؤمل أن ينجز المشروع ويكتمل خلال 3 - 5 سنوات»، مضيفاً أن «آلية الاستثمار سوف تناقش بعد عقد المؤتمر مع الدول المشاركة».

ولا يعرف على وجه التحديد ما إذا كان العراق سيتحمل تكلفة المشروع الإجمالية أم أن دولاً أخرى ستسهم في ذلك.

وكان السوداني قد قال خلال زيارته إلى تركيا في مارس (آذار) الماضي، إنه تحدث مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن أن «مشروع طريق التنمية والقناة الجافة هو ليس للعراق وتركيا، بل للمنطقة والعالم، يربط الشرق بالغرب، فهو الممر العالمي لنقل البضائع والطاقة».

وبدوره، قال المتحدث باسم مجلس الوزراء باسم العوادي، أمس السبت، إن «10 دول شاركت في مؤتمر طريق التنمية، 6 منها جيران العراق، وبحضور جميع دول الخليج، باستثناء الأشقاء في البحرين إذ قدموا اعتذاراً في اللحظات الأخيرة لأسباب فنية».

وأضاف في تصريحات لوكالة الأنباء الرسمية، أن «المؤتمر جاء لعرض فكرة المشروع وتعريف الدول به ووضع المخططات، ثم بعد ذلك يترك الخيار لكل الدول أن تناقش الموضوع».

وأشار العوادي إلى أن «الخط الاستراتيجي الأساسي سيكون طريق السكة الحديدية بمعدل 1175 كم، بالإضافة إلى الطريق البرية بمعدل 1190 كم، لهما مساران مختلفان في الجنوب، لكن يلتقيان في شمال محافظة كربلاء المقدسة، ويسيران جنباً إلى جنب لحين وصولهما إلى فيشخابور».

وكشف عن أن «مهمة هذه الطريق هي نقل البضائع بمختلف أنواعها من أوروبا إلى تركيا عبر العراق وإلى الخليج، وأيضاً السلع الخليجية والموارد الخليجية تنقل من الخليج عبر العراق ثم تركيا وأوروبا».

في مقابل ذلك، يرى بعض المراقبين المحليين أن حكومة السوداني «تسعى لبث روح الأمل في حياة مواطنيها الذين لا يثقون كثيراً بالوعود الحكومية، حتى لو لم تكن قادرة حقاً على تنفيذ هذا المشروع الطموح».

ويتحدث آخرون عن أن «تجربة البلاد خلال العقدين الأخيرين بالنسبة لتنفيذ المشاريع الكبيرة غير مطمئنة، لجهة التلكؤ وسوء الإدارة والفساد في إنجاز المشاريع».

"ترابط" 

وأعربت معظم الدول المشاركة عن دعمها للمشروع وقال أكد ممثل الوفد التركي علي رضا غوناي، أن أنقرة شريك رئيسي في طريق التنمية.

وقال غوناي في كلمته خلال المؤتمر: "نحن شريك رئيسي في طريق التنمية الذي يعد مكسباً للجميع، ان المسؤولية تكمن في إزالة الحواجز للتجارة بين العراق وتركيا، وطريق التنمية من شأنه أن يزيد الترابط بين دول المنطقة".

من جانبه، قال وزير النقل السعودي صالح الجاسر، خلال مؤتمر صحافي إن "المملكة حريصة على تعزيز العلاقات المشتركة مع العراق، وخلال اليومين الماضيين شهدا انعقاد مجلس التنسيقي العراقي – السعودي وبمشاركة عدد من الوزراء".

وزير النقل السعودي صالح الجاسر خلال مشاركته في مؤتمر بغداد اليوم (رئاسة الوزراء العراقية)

وأضاف أن "منفذ جميمة- عرعر شهد تصاعدا في حركة نقل البضائع والمسافرين، وان التجارة بين البلدين وصلت الى أكثر من مليار دولار خلال العام الماضي".

وتابع أنه "خلال الاسابيع مر عبر المنفذ حوالي 6 آلاف معتمر يوميا عبر منفذ جميمة- عرعر والمنفذ مهيئ لاستقبال 70 ألف حاج".

بدوره، قال وكيل وزير النقل الإيراني أفندي زاده وفق تصريحات نقلتها وكالة الأنباء العراقية إن "دور السكك الحديد مهم جداً، وهذا المشروع الجديد في العراق سيكون له دور ممتاز في نقل البضائع".

 نقص في "الانسيابية"

وهناك أعمال قائمة حالياً لتأهيل ميناء الفاو في أقصى جنوب العراق والمجاور لدول الخليج والذي سيكون محطة أساسية لتسلم البضائع قبل نقلها براً.

وتعدّ منطقة الخليج منطقة نقل بحري مهمة لا سيما في مجال نقل الموارد النفطية التي تستخرجها دول المنطقة.
وتساءل المستشار في اقتصاديات النقل الدولي زياد الهاشمي في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية عن مدى جدوى هذا المشروع الذي اعتبر أنه يفتقر إلى «الانسيابية».

وثمة مشاريع عالمية أخرى تضع في صلب أهدافها التحول شرياناً أساسياً في النقل العالمي، مثل «طريق الحرير الجديد» الذي أعلنه في عام 2013 الرئيس الصيني شي جينبينغ.

وسمي هذا المشروع رسمياً مشروع «الحزام والطريق» ويضمّ 130 دولةً، ويهدف إلى تطوير البنى التحتية البرية والبحرية من أجل تحقيق ربط أفضل بين الصين (آسيا) وأوروبا وأفريقيا.


الأمم المتحدة تعود إلى «الليرة» بعد اعتراضات لبنانية على «دولرة» مساعدات اللاجئين

مخيم للاجئين السوريين في لبنان (أ.ب)
مخيم للاجئين السوريين في لبنان (أ.ب)
TT

الأمم المتحدة تعود إلى «الليرة» بعد اعتراضات لبنانية على «دولرة» مساعدات اللاجئين

مخيم للاجئين السوريين في لبنان (أ.ب)
مخيم للاجئين السوريين في لبنان (أ.ب)

تراجعت الأمم المتحدة عن دفع المساعدات للاجئين السوريين بالدولار الأميركي بعد اعتراض لبناني واسع على القرار الذي وصفه وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال هيكتور حجار بـ«الجريمة الكبرى». وقررت مفوضية اللاجئين العودة إلى دفع المساعدات بالليرة إلى حين التفاهم على صيغة جديدة.

وأعلن نائب المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، المنسق المقيم ومنسّق الشؤون الإنسانية عمران ريزا، وممثّل المفوضية السامية للأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين إيفو فرايسن، وممثّل برنامج الأغذية العالمي عبد الله الوردات، تعليق تقديم المساعدات النقديّة للاجئين بالعملتين للشهر المقبل، في وقت تستمر فيه المناقشات مع الحكومة اللبنانية حول الآلية المناسبة الممكن اتباعها.

وجاء القرار في بيان مشترك «نتيجة سلسلة لقاءاتٍ عُقدت مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ووزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال الدكتور هكتور الحجار، وبناءً على طلبهما، تمّ اتّخاذ القرار بتعليق تقديم المساعدات النقديّة بالعملتين (تقسيم المساعدة بين الدولار والليرة) للاجئين للشهر المقبل، في الوقت الذي تستمرّ فيه المناقشات حول الآليّة المناسبة الممكن اتّباعها».

وأوضحت المتحدثة باسم المفوضية في لبنان، دلال حرب، لـ«الشرق الأوسط»، أن القرار الذي اتخذ بالتنسيق مع ميقاتي وحجار وبطلب منهما، يقتضي إعطاء المساعدات للاجئين بالليرة اللبنانية فقط الشهر المقبل، على أن يستكمل البحث في هذا الإطار مع الدولة اللبنانية لاتخاذ القرار النهائي بهذا الشأن.

وكانت المساعدات تجزّأ سابقاً تجزئة بين الليرة اللبنانية والدولار الأميركي، قبل أن يتخذ القرار قبل أيام بإعطائهم إياها كاملة بالدولار الأميركي وهو ما واجه رفضاً من المسؤولين في لبنان.

وكان ميقاتي قد نفى، في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي، ما وصفها بـ «المزاعم» حول موافقته على دفع المساعدات المالية المخصصة للنازحين السوريين بالدولار الأميركي، بينما شن الوزير حجار هجوماً على المفوضية.

وفي بيانها، جدّدت الأمم المتحدة «التزامها المبادئ الإنسانيّة في دعم الحكومة اللبنانيّة لمساعدة أولئك الأكثر ضعفاً في كلّ أنحاء لبنان»، مشيرة إلى أن جميع القرارات التطبيقيّة تتخذ بشفافيّةٍ كاملةٍ وتِبعاً لالتزام الأمم المتحدة رسالتها الإنسانيّة، وهي تشمل تلك المتعلّقة ببرامج المساعدات ومناهجها المتَّبعة التي ترتكز على حقائق صلبة وموضوعيّة وبحوث شاملة.

وأكدت في المقابل، «الاستمرار بالوقوف مع شعب لبنان وحكومته في هذه الأوقات الصعبة وبتعزيز بيئة تعاونيّة في خدمة مَن هُم في أمسّ الحاجة للمساعدة، بمن فيهم اللاجئ».

وكان المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا قد أعلن عند لقائه ميقاتي مساء الجمعة وضع صيغة للمساعدات للنازحين السوريين حسب تطلعات الدولة اللبنانية، بحسب بيان لرئاسة الحكومة.

وقال ريزا الذي كان قد التقى أيضاً حجار: «سنعمل مع مفوضية شؤون اللاجئين، ومع برنامج الأغذية العالمي على وضع صيغة بناءة للتقدم في هذا الموضوع، حسب تطلعات رئيس الحكومة والدولة اللبنانية».

وفي مؤتمر صحافي عقده الجمعة قال وزير الشؤون: «رفضنا (دولرة) المساعدات النقدية للنازحين السوريين، لأن هذا المبلغ أعلى مما يتقاضاه موظف فئة في القطاع العام اللبناني، ولأن الرأي العام اللبناني رافض للنزوح السوري وهو يقارن بين المساعدات المختلفة التي يحصل عليها النازحون والمساعدات البسيطة التي يحصل عليها اللبنانيون».

ولفت إلى أن الدفع بالدولار يعزز بقاء النازحين السوريين في لبنان، خاصة أن القسم الأكبر منهم من النازحين الاقتصاديين، مشيراً إلى مطالبة المسؤولين اللبنانيين في كل المحافل الدولية بأن تدفع المساعدات النقدية في سوريا، لأن أعدادهم في لبنان تفاقمت كثيراً».

وأشاد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع بالقرار القاضي بتعليق تقديم المساعدات النقديّة بالعملتين للسوريين الموجودين في لبنان للشهر المقبل، متمنياً «الاستمرار في هذا الاتّجاه، والاستماع أكثر إلى الدوائر الحكومية اللبنانية، للانتقال من تنظيم اللجوء إلى لبنان إلى تنظيم العودة من لبنان».


تركيا تقول إنها ستعيد اللاجئين السوريين إلى مناطق سيطرة النظام أيضاً

سوريات يعبرن الحدود عائدات إلى بلادهن (إ.ب.أ)
سوريات يعبرن الحدود عائدات إلى بلادهن (إ.ب.أ)
TT

تركيا تقول إنها ستعيد اللاجئين السوريين إلى مناطق سيطرة النظام أيضاً

سوريات يعبرن الحدود عائدات إلى بلادهن (إ.ب.أ)
سوريات يعبرن الحدود عائدات إلى بلادهن (إ.ب.أ)

أعلنت تركيا أنها لا تخطط فقط لإعادة اللاجئين السوريين إلى المناطق الآمنة التي أنشأتها عبر العمليات العسكرية في شمال سوريا، وإنما إلى المناطق الخاضعة أيضاً لسيطرة الحكومة السورية.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو: «نسعى لإعادة اللاجئين السوريين إلى المناطق التي يسيطر عليها النظام أيضاً بشكل آمن، وليس فقط إلى المناطق الآمنة في الشمال السوري، ومن أجل هذا بدأنا المفاوضات مع دمشق».

وأضاف جاويش أوغلو، في مقابلة تلفزيونية ليل الجمعة - السبت، أن موضوع العودة الآمنة والكريمة للاجئين تم تناوله مع الجانب السوري في إطار المسار الرباعي لتطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، الذي يضم روسيا وإيران إلى جانب تركيا وسوريا.

وتابع: «اتفقنا في اجتماع وزراء الخارجية الرباعي الأخير في موسكو، عُقد في 10 مايو (أيار) الحالي، على إعداد البنية التحتية من أجل إرسال السوريين بشكل آمن إلى الأماكن التي يسيطر عليها النظام، وقررنا تشكيل لجنة على مستوى نواب الوزراء بمشاركة المؤسسات المعنية أيضاً».

وقال جاويش أوغلو: «بعبارة أخرى، نحن مصممون بالفعل على إعادة السوريين. ثانياً نحن لا نفعل ذلك بخطاب عنصري، ولا ننسى أنهم بشر أيضاً».

وتصدر ملف اللاجئين السوريين الأجندة السياسية في تركيا في فترة الانتخابات البرلمانية والرئاسية، التي تختتم الأحد بجولة إعادة الانتخابات الرئاسية بين الرئيس رجب طيب إردوغان ومنافسه مرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو.

وكثّفت حكومة إردوغان تحركاتها في الملف السوري على صعيد مفاوضات التطبيع مع دمشق، التي ترعاها روسيا وتشارك فيها إيران، وكذلك لاتخاذ خطوات على صعيد عودة اللاجئين بعد صعود الملف، وتأكيد كليتشدار أوغلو أنه «سيعيد جميع اللاجئين خلال عامين فقط» حال فوزه بالانتخابات عبر إعادة العلاقات مع دمشق، وبالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.

وكرر إردوغان على مدى الأيام القليلة الماضية، تصريحاته عن إعادة «أكثر من مليون لاجئ إلى المناطق الآمنة»، التي أقامتها تركيا من خلال عملياتها العسكرية في شمال سوريا، وأنشأت فيها البنية التحتية اللازمة لعودتهم.

وشدد إردوغان على أنه لا يمكن إعادة اللاجئين إلى بلادهم قسراً. وقال: «إن مؤسسات الدولة والمنظمات المدنية بالتعاون مع بعض الدول الشقيقة، أنشأت منازل في شمال سوريا، وإن العمل جارٍ لبناء منازل جديدة تستوعب نحو مليون سوري في المناطق التي تسيطر عليها القوات التركية»، وفصائل «الجيش الوطني السوري» (موالٍ لتركيا) في شمال سوريا بدعم قطري.

وشارك وزير الداخلية التركي سليمان صويلو بوضع حجر الأساس لقرية سكنية تحوي 240 ألف منزل بمدينة جرابلس في محافظة حلب، الواقعة ضمن ما يسمى منطقة «درع الفرات» الخاضعة لسيطرة القوات التركية، الأربعاء، التي يتم إنشاؤها بتمويل من «الصندوق القطري للتنمية». وقال إن المشروع سيستكمل في مدى 3 سنوات.

ولفت جاويش أوغلو إلى عودة نحو 553 ألف سوري إلى «المناطق التي طهرتها تركيا من الإرهاب شمال سوريا»، قائلاً: «نريد إعادة السوريين إلى الأماكن التي يسيطر عليها النظام أيضاً وليس فقط المناطق الآمنة».

وأضاف أن القسم الأكبر من السوريين في تركيا «يرغب في العودة، وأن هذه العملية يجب أن تنفَّذ في إطار القوانين الدولية والتركية».

 


مستوطنون إسرائيليون يجهزون أراضي في الضفة لنقل «حومش» إليها

TT

مستوطنون إسرائيليون يجهزون أراضي في الضفة لنقل «حومش» إليها

مستوطنون يحتلون بؤرة استيطانية قرب مستوطنة «كريات» بمدينة الخليل بالضفة الأربعاء (إ.ب.أ)
مستوطنون يحتلون بؤرة استيطانية قرب مستوطنة «كريات» بمدينة الخليل بالضفة الأربعاء (إ.ب.أ)

يواصل المستوطنون العمل على تجهيز أراضٍ في شمال الضفة الغربية، لنقل بؤرة «حومش» الاستيطانية إليها، بعد معارضة شديدة من الولايات المتحدة على إعادة شرعنة المستوطنة، التي تقع حالياً على أراضٍ فلسطينية خاصة.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن وزير الدفاع يوآف غالانت، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وهو أيضاً وزير دولة في مكتب غالانت، ومسؤول عن شؤون المستوطنات، دعما طلب مجلس المستوطنات في شمال الضفة الغربية، وقررا الموافقة على منح المستوطنين الإذن بتجهيز أراضٍ لنقل «حومش» إليها.

وتحوي «حومش» مدرسة دينية مؤقتة سعى المستوطنون منذ سنوات إلى إضفاء الشرعية عليها كمستوطنة معترف بها من الحكومة، وهو أمر أكدت حكومة بنيامين نتنياهو لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أنها لن تفعله.

لكن تخطط الحكومة للتحايل على تعهدها هذا، بنقل البؤرة إلى موقع مجاور تعتبره «أرضاً عامة» وليست خاصة.

وحاول المستوطنون البدء في تجريف هذه الأرض من دون الحصول على الموافقة الحكومية، إلا أن الجيش الإسرائيلي منعهم، ثم حصلوا على موافقة من غالانت وسموتريتش.

وقرار نقل البؤرة الاستيطانية جاء بعد جدل كبير، أعقب توقيع قائد القيادة المركزية للجيش الإسرائيلي يهودا فوكس، على أمر عسكري الأسبوع الماضي يلغي الحظر المفروض على دخول الإسرائيليين إلى «حومش»، وهي واحدة من أربع بؤر استيطانية أخلتها إسرائيل في عام 2005 كجزء من انسحابها من قطاع غزة.

حتى قبل هذا القرار، شهدت البؤرة وجوداً شبه يومي للإسرائيليين، الذين سمح لهم الجيش بدخول المنطقة كل صباح للدراسة في مدرسة دينية مؤقتة.

وجاء القرار من فوكس بعدما صادق «الكنيست الإسرائيلي» في مارس (آذار) الماضي، على إلغاء تشريع ينص على إخلاء 4 مستوطنات في شمال الضفة الغربية، بالتزامن مع انسحاب إسرائيل من قطاع غزة في عام 2005.

وألغى القانون الجديد بنوداً من «قانون فك الارتباط» من عام 2005، والذي منع الإسرائيليين من دخول المنطقة التي ضمّت مستوطنات «حومش»، و«غنيم»، و«كاديم»، و«سانور».

قرار فوكس صدر على الرغم من أن «حومش» مبنية على أراضٍ فلسطينية خاصة، وإعلان قضاة المحكمة العليا عن شكوكهم في إمكانية شرعنتها، حتى لو جرى تعديل «قانون فك الارتباط».

وفي الوقت الذي يعتبر فيه المجتمع الدولي جميع المستوطنات غير شرعية، فإن إسرائيل تفرق بين المستوطنات التي شيدتها وزارة الدفاع، والبؤر الاستيطانية غير القانونية التي أقيمت من دون التصاريح اللازمة، وغالباً ما تكون على أراضٍ فلسطينية خاصة. ومع ذلك، يتم إنشاء البؤر الاستيطانية في بعض الأحيان بموافقة ضمنية من الدولة... وسعت الحكومات المتعاقبة إلى إضفاء الشرعية على بعض المستوطنات غير المعترف بها والتي يزيد عددها على 100.

لكن مشكلة إسرائيل في «حومش» لم تكن في أنها على أرض خاصة فحسب، بل في الموقف الأميركي الرافض والغاضب من قرار إعادة بنائها.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، إن هذه الخطوة «تتعارض مع التزام رئيس الوزراء السابق ارئيل شارون الخطيّ تجاه إدارة الرئيس جورج بوش في عام 2004، والتزامات الحكومة الإسرائيلية الحالية تجاه إدارة الرئيس جو بايدن».

وبعث رئيس الوزراء آنذاك، شارون، برسالة إلى الرئيس بوش قبل نحو 20 عاماً، التزم فيها بإخلاء أربع مستوطنات شمال الضفة الغربية من أجل إفساح المجال للتواصل الجغرافي الفلسطيني في المنطقة. في المقابل، قدم بوش بدوره اعترافاً مكتوباً بالحاجة إلى تبادل الأراضي في اتفاق سلام مستقبلي بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مما يسمح لما يسمى بالكتل الاستيطانية القريبة من الخط الأخضر بالبقاء تحت السيطرة الإسرائيلية.

وأشار البيان الأميركي أيضاً إلى الالتزامات الإسرائيلية للإدارة الحالية، وقال إن «تطوير المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية يشكل عقبة أمام تحقيق حل الدولتين».

وسعى مساعدو نتنياهو لتوضيح أن سبب الأمر العسكري، هو بدء عملية نقل البؤرة الاستيطانية من الأراضي الفلسطينية إلى مكان آخر قريب.

ومن غير المرجح أن يقنع هذا الادعاء إدارة بايدن، التي تعارض بشكل أساسي التوسع الإسرائيلي في الضفة الغربية، بغض النظر عما إذا كانت الأرض المعنية تعتبر عامة أو خاصة.

وقال موقع «والا»، إن مساعدي نتنياهو أبلغوا إدارة بايدن، أن «الأمر العسكري ضروري بسبب الضغط السياسي الذي يواجهه رئيس الوزراء» من شركائه اليمينيين في الائتلاف، وهي نقطة أخرى من المستبعد أن تقنع الولايات المتحدة، بحسب مراقبين ووسائل إعلام إسرائيلية.