ما مستقبل الحزب الحاكم في جنوب أفريقيا؟

بموازاة مؤتمر موسع يبحث مصير رامافوزا

سيريل رامافوزا يشارك في المؤتمر الـ55 للحزب الحاكم في جوهانسبورغ أمس (رويترز)
سيريل رامافوزا يشارك في المؤتمر الـ55 للحزب الحاكم في جوهانسبورغ أمس (رويترز)
TT

ما مستقبل الحزب الحاكم في جنوب أفريقيا؟

سيريل رامافوزا يشارك في المؤتمر الـ55 للحزب الحاكم في جوهانسبورغ أمس (رويترز)
سيريل رامافوزا يشارك في المؤتمر الـ55 للحزب الحاكم في جوهانسبورغ أمس (رويترز)

لم تكن الاتهامات بـ«الفساد» التي وُجهت مؤخراً لرئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، الأزمة الوحيدة التي تواجه الحزب الحاكم؛ إذ يرى خبراء ومراقبون، أن حزب «المؤتمر الوطني الأفريقي» الذي أنشأه الزعيم نيلسون مانديلا «يواجه مستقبلاً حافلاً بالمشكلات والأزمات».
وتأتي تلك الصراعات السياسية، في الوقت الذي تواجه فيه البلاد عدداً من المشاكل، بما فيها نسبة بطالة تصل إلى 35 في المائة، وانقطاعات التيار الكهربائي التي تستمر لأكثر من سبع ساعات في اليوم.
ومن المقرر أن يصوّت الحزب الحاكم في مؤتمر بدأ أمس (الجمعة)، لبحث ما إذا كان يتعين على رامافوزا التنحي عن منصب زعيم الحزب.
ويجب أن يفوز رامافوزا بقيادة الحزب من أجل إعادة انتخابه لولاية ثانية كرئيس في الانتخابات المقرر إجراؤها عام2024.
ويأتي المؤتمر بعد رفض أغلبية برلمانية الثلاثاء الماضي، تقرير لجنة مستقلة أوصت ببدء إجراءات عزل رامافوزا، بعد أن وجدت أن الرئيس ربما يكون قد انتهك الدستور.
وأصدرت اللجنة تقريراً، الشهر الماضي، وجد أن الرئيس مذنباً «لعدم الإبلاغ عن سرقة مبالغ مالية وجدت في مزرعته الخاصة عام 2020، فيما عرف إعلامياً بقضية (فضيحة المزرعة)».
ويعد الزعيم البارز نيلسون مانديلا الرئيس الوحيد لجنوب أفريقيا بعد الفصل العنصري الذي يتقاعد طواعية، وأُجبر ثابو مبيكي، خليفة مانديلا، على الاستقالة في عام 2008 بعد خلاف مع فصيل مرتبط بنائبه آنذاك، ثم صعد من الحزب الحاكم جاكوب زوما إلى سدة الحكم/ وفي النهاية أُجبر على الاستقالة بعد إثبات تحقيقات قضائية اتهامات بالفساد وجهت ضده.
وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، رأى كيث جود شوك، الباحث في قسم الدراسات السياسية في جامعة «ويسترن كيب»، أن «الحزب الحاكم يعاني من تفشٍ خطير للفساد يتجلى في صورة انقسامات في صفوفه».
وقال شوك «ترى وسائل الإعلام الرئيسية، أن هناك انقسامات في حزب المؤتمر الوطني الأفريقي بين الدستوريين بقيادة رامافوزا، الذين يفضّلهم معظم رجال الأعمال، مقابل الفصيل المعارض، الذي يطلق على نفسه اسم فصيل التحول الاقتصادي الراديكالي، والذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه تحالف لأكثر الفاسدين فساداً».
ونقلت «أسوشييتد برس»، عن ويليام جوميد، رئيس مركز أبحاث Democracy works، ومقره جوهانسبرغ، أن رامافوزا «لا يزال يُنظر إليه على أنه أفضل من البدائل الأخرى». ورأى الباحث، أنه من أجل البقاء، على رامافوزا أن «يحصل على دعم العديد من (الشخصيات المراوغة) داخل الحزب، والذين سيطالبون بمقابل لمساندته وتأييده».
وقال جوميد «لن يكون الرئيس قادراً بعدها على محاربة الفساد بشكل فعال... سيبقى في السلطة ولكن ستكون لديه قوة أقل لفعل أي شيء. هذا سيجعله بطة عرجاء».
وخلص استطلاع للرأي أجري في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إلى أنه من غير المرجح أن يحصل أي حزب على أغلبية في الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في البلاد بعد عام تقريباً.
ووجد الاستطلاع، الذي شمل 2000 ناخب مسجل، وأجرته مؤسسة Rivonia Circle ومقرها جوهانسبرغ، أنه «لا يوجد أي حزب سياسي له شعبية كبيرة لدى الناخبين». وبحسب نتائج الاستطلاع، سينخفض معدل دعم حزب المؤتمر الوطني الأفريقي إلى 41 في المائة من نسبة 57.5 في المائة حصل عليها في الانتخابات السابقة، الاستطلاع وجد كذلك، «أن 74 في المائة من مواطني جنوب أفريقيا يعتقدون أن البلاد تسير في الاتجاه الخاطئ».


مقالات ذات صلة

جنوب أفريقيا: الفساد والاقتصاد المتردّي يهددان شعبية «المؤتمر»

العالم جنوب أفريقيا: الفساد والاقتصاد المتردّي يهددان شعبية «المؤتمر»

جنوب أفريقيا: الفساد والاقتصاد المتردّي يهددان شعبية «المؤتمر»

جددت تصريحات مسؤول سابق في شركة «الكهرباء الوطنية» الحديث حول تفشي الفساد في جنوب أفريقيا، وسط «تراجع في شعبية» حزب المؤتمر الحاكم، بحسب مراقبين، ما قد يهدد حظوظه في الانتخابات العامة المقبلة المقرر إجراؤها العام القادم. وفي تقرير قدمه إلى اللجنة الدائمة للحسابات العامة بالبرلمان (SCOPA)، قال الرئيس التنفيذي السابق لشركة الطاقة المملوكة للدولة في جنوب أفريقيا، أندريه دي رويتر، (الأربعاء)، إن مليار راند (55 مليون دولار) تسرق من شركة الكهرباء الحكومية الوطنية «إسكوم» كل شهر.

العالم جنوب أفريقيا لن تنسحب من «الجنائية الدولية» وتتحدث عن «خطأ» في التواصل

جنوب أفريقيا لن تنسحب من «الجنائية الدولية» وتتحدث عن «خطأ» في التواصل

أعلنت رئاسة جنوب أفريقيا، أمس (الثلاثاء)، أن البلاد لن تنسحب من المحكمة الجنائية الدولية، متحدثةً عن «خطأ» في التواصل من جانب الحزب الحاكم بشأن مذكرة توقيف الرئيس فلاديمير بوتين بتهمة ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا. وقالت الرئاسة مساء أمس، إنها «تود أن توضح أن جنوب أفريقيا لا تزال موقّعة على نظام روما الأساسي»، مضيفةً أن «هذا التوضيح يأتي بعد تعليقٍ خاطئ حصل خلال مؤتمر صحافي لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي» الحاكم. وقبل هذا التوضيح، كان رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا قد أعلن (الثلاثاء)، أن حزب «المؤتمر الوطني الأفريقي» الحاكم الذي يتزعمه، يطالب بانسحاب بلاده من المحكمة الجنائية الدولية. وقال راما

«الشرق الأوسط» (جوهانسبورغ)
العالم مقتل 10 في إطلاق نار بجنوب أفريقيا

مقتل 10 في إطلاق نار بجنوب أفريقيا

قالت شرطة جنوب أفريقيا اليوم (الجمعة)، إن تقارير أولية تشير إلى مقتل 10 أشخاص من عائلة واحدة في إطلاق نار بمدينة بيترماريتسبرج بإقليم كوازولو ناتال، حسبما أفادت به وكالة «رويترز» للأنباء. وقالت وزارة الشرطة في بيان: «وفقاً لتقارير أمنية أولية، اقتحم مسلحون مجهولون منزلاً ومنطقة محيطة به في بيترماريتسبرج ونصبوا كميناً للعائلة. أصيبت 7 نساء و3 رجال بجروح أودت بحياتهم خلال إطلاق النار». وأضاف البيان أن وزير الشرطة بيكي سيلي وكبار قادة جهاز الأمن في البلاد سيتوجهون لموقع الجريمة في وقت لاحق اليوم.

«الشرق الأوسط» (جوهانسبورغ)
العالم جنوب أفريقيا: السماح للمستقلين بخوض الانتخابات يُربك حسابات السياسيين

جنوب أفريقيا: السماح للمستقلين بخوض الانتخابات يُربك حسابات السياسيين

فيما تشهد شعبية حزب «المؤتمر» الحاكم في جنوب أفريقيا تدنياً غير مسبوق، أتى قانون يسمح للمستقلين بخوض الانتخابات، ليشكل تحدياً للقوى السياسية التقليدية بشكل عام. ووقَّع رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، الاثنين، على قانون يسمح للمرشحين المستقلين بخوض انتخابات المقاطعات والانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها العام المقبل.

الخليج محكمة في دبي تقرر عدم إمكانية تسليم الأخوين غوبتا إلى جنوب أفريقيا

محكمة في دبي تقرر عدم إمكانية تسليم الأخوين غوبتا إلى جنوب أفريقيا

قالت الإمارات، إن عبد الله النعيمي، وزير العدل في البلاد، أجرى اتصالاً هاتفياً مع رونالد لامولا، وزير العدل والإصلاحيات بجنوب أفريقيا؛ لمناقشة الحكم القضائي بشأن طلب تسليم المتهميْن أتول وراجيش كومار غوبتا، في ضوء قرار محكمة استئناف دبي عدم إمكانية تسليم الأخوين غوبتا إلى جنوب أفريقيا لعدم كفاية الوثائق القانونية فيما يتعلق بقضيّتيْن تتعلقان بغسل الأموال والاحتيال والفساد. وبحسب ما أوردته وكالة أنباء الإمارات (وام)، فإن قرار المحكمة بعدم إمكانية التسليم يأتي بعد عملية مراجعة قانونية شاملة ودقيقة، وجدت أن الطلب المقدّم لا يفي بالشروط والوثائق القانونية على النحو المُبيّن في اتفاقية التسليم الثن

«الشرق الأوسط» (دبي)

قادة جزر المحيط الهادئ يحذفون الإشارة إلى تايوان من بيانهم بعد شكوى الصين

جانب من منتدى جزر المحيط الهادئ في 30 أغسطس 2024 في نوكوالوفا بتونغا (أ.ف.ب)
جانب من منتدى جزر المحيط الهادئ في 30 أغسطس 2024 في نوكوالوفا بتونغا (أ.ف.ب)
TT

قادة جزر المحيط الهادئ يحذفون الإشارة إلى تايوان من بيانهم بعد شكوى الصين

جانب من منتدى جزر المحيط الهادئ في 30 أغسطس 2024 في نوكوالوفا بتونغا (أ.ف.ب)
جانب من منتدى جزر المحيط الهادئ في 30 أغسطس 2024 في نوكوالوفا بتونغا (أ.ف.ب)

حذف منتدى جزر المحيط الهادئ الإشارة إلى تايوان من بيان صدر بعد اجتماع زعماء دول المنطقة السنوي بعد تلقي شكاوى من مبعوث الصين.

ونددت حكومة تايبيه بتصرفات الصين بوصفها «تدخلاً وقحاً»، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.

ويضم التكتل المؤلف من 18 دولة، ثلاثة أعضاء تربطهم علاقات دبلوماسية مع تايوان و15 عضواً يعترفون بالصين، وهي مقرض رئيسي لمشروعات البنية التحتية الأساسية في دول جزر المحيط الهادئ حيث تسعى بكين إلى زيادة وجودها الأمني.

وتعتبر الصين أن تايوان إقليم تابع لها ليس له حق في إقامة علاقات مع الدول، وهو موقف ترفضه بشدة تايوان التي تتمتع بحكم ديمقراطي.

وتضمن بيان صدر أمس (الجمعة) على موقع المنتدى قسماً بعنوان: «العلاقات مع تايوان/جمهورية الصين»، وجاء فيه أن «القادة أكدوا قرار القادة لعام 1992 بشأن العلاقات مع تايوان/جمهورية الصين».

وتم حذف البيان من الموقع الإلكتروني في وقت لاحق مساء أمس بعد رد فعل غاضب من الصين، ونُشرت وثيقة جديدة صباح اليوم (السبت) مع حذف الإشارات إلى تايوان.

وعبّرت وزارة الخارجية التايوانية عن غضبها إزاء تصرفات الصين.

وقالت في بيان: «تندد تايوان بالتدخل الصيني الفظ وغير المعقول والسلوك غير العقلاني الذي يقوض السلام والاستقرار الإقليميين، وتدعو جميع الدول ذات التفكير المماثل إلى الانتباه عن كثب إلى تصرفات الصين». بيد أن الوزارة أشارت إلى أن البيان المشترك كما نُشر لا يقوض موقف تايوان من المنتدى ولا يمنعها من المشاركة به في المستقبل.

وبوصفها شريكاً في المنتدى منذ عام 1993، أرسلت تايوان تيان تشونغ كوانغ نائب وزير خارجيتها إلى تونغا لعقد لقاءات مع حلفائها الثلاثة في المحيط الهادئ بالاو وتوفالو وجزر مارشال.

وذكرت هيئة الإذاعة الأسترالية وصحيفة «نيكي» أن المبعوث الصيني الخاص إلى جزر المحيط الهادئ تشيان بو رد بغضب أمس (الجمعة)، قائلاً للصحافيين في تونغا إن الإشارة إلى تايوان في البيان «كانت بالتأكيد خطأ».

وأظهر موقع السفارة الصينية على الإنترنت أن تشيان مارس ضغوطاً الأسبوع الماضي من أجل استبعاد تايوان من الفعاليات الرسمية للمنتدى.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان في إفادة صحافية دورية في بكين أمس: «أي محاولة من سلطات تايوان لتعزيز شعورها بالوجود، من خلال حضور المنتدى، ليست سوى خداع للذات».

عاجل «حماس»: بعض الرهائن الذين عثر على جثثهم كانوا ضمن "قائمة وافقت عليها" الحركة للإفراج عنهم