إنشاء أكبر مجمع بتروكيميائي في السعودية

«أرامكو» و«توتال إنيرجيز» تتخذان القرار الاستثماري بتكلفة 11 مليار دولار

مجمع البتروكيميائيات الجديد بين «أرامكو» و«توتال إنيرجيز» يعتزم إنتاج 1.6 مليون طن من الإيثيلين سنوياً (الشرق الأوسط)
مجمع البتروكيميائيات الجديد بين «أرامكو» و«توتال إنيرجيز» يعتزم إنتاج 1.6 مليون طن من الإيثيلين سنوياً (الشرق الأوسط)
TT
20

إنشاء أكبر مجمع بتروكيميائي في السعودية

مجمع البتروكيميائيات الجديد بين «أرامكو» و«توتال إنيرجيز» يعتزم إنتاج 1.6 مليون طن من الإيثيلين سنوياً (الشرق الأوسط)
مجمع البتروكيميائيات الجديد بين «أرامكو» و«توتال إنيرجيز» يعتزم إنتاج 1.6 مليون طن من الإيثيلين سنوياً (الشرق الأوسط)

في وقت وقّعت فيه الشركة السعودية للكهرباء مع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية «كاوست» مشروعاً بحثياً لاحتجاز الكربون بتقنية التبريد العميق في محطة توليد رابغ، غرب المملكة، بالإضافة إلى أكاسيد الكبريت والنيتروجين، كشفت شركة الزيت العربية السعودية «أرامكو» - أكبر شركة منتجة للنفط على مستوى العالم – وشركة «توتال إنيرجيز» عن اتخاذهما القرار الاستثماري النهائي لإنشاء مجمع بتروكيميائيات على مستوى عالمي في البلاد.
وسيجري امتلاك وتشغيل مجمع «أميرال» ودمجه مع مصفاة «أرامكو» توتال للتكرير والبتروكيميائيات «ساتورب» في الجبيل على الساحل الشرقي للمملكة، حيث يخضع قرار الاستثمار لشروط الإقفال المعمول بها، بما في ذلك الموافقات النظامية.
وستعمل منشأة البتروكيميائيات على تمكين مصفاة «ساتورب» من تحويل الغازات المنبعثة من المصافي المنتجة داخلياً والنافثا، وكذلك الإيثان والبنزين الطبيعي الذي توفره «أرامكو» السعودية، إلى مواد كيميائية عالية القيمة، بما يساعد في تطوير استراتيجية الشركة لتحويل السوائل إلى مواد كيميائية.
ومن المخطط أن يشتمل المجمع على وحدة تكسير مختلطة القيم لديها القدرة لإنتاج 1.65 مليون طن من الإيثيلين سنوياً، وهي الأولى في المنطقة التي يجري دمجها مع مصفاة.
ومن المقرر أن يشمل وحدتين حديثتين من البولي إيثيلين باستخدام تقنية الحلقة المزدوجة المتقدمة، ووحدة استخلاص البوتادين، ووحدات المشتقات الأخرى المرتبطة بها.
ويمثل مشروع المجمع وحده استثماراً بحوالي 11 مليار دولار، منها 4 مليارات دولار ستُموَّل من خلال حصة «أرامكو» السعودية 62.5 %، و«توتال إنيرجيز» 37.5 %، ويبدأ إنشاؤه خلال الربع الأول من 2023 ليستهدف بدء التشغيل التجاري في 2027.
وأكد المهندس أمين الناصر، رئيس «أرامكو» السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، أهمية تعزيز العلاقة طويلة الأمد مع «توتال إنيرجيز» من خلال هذا المشروع المهم الذي يمثل فرصة لعرض إمكانات التقنية المتطورة لتحويل السوائل إلى مواد كيميائية، والتي تدعم الاقتصاد الدائري.
وواصل أمين الناصر، أنه من خلال هذا التعاون تطمح «أرامكو» إلى توسيع سلسلة القيمة عبر إنتاج مواد كيميائية عالية القيمة، بكفاءة أكبر من أي وقت مضى، والإسهام في تسريع التطور الصناعي بالمملكة.
من جهته أشار باتريك بوياني، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة «توتال»، إلى أهمية إطلاق هذا المشروع التوسعي، بناء على التطوير الناجح لـ«ساتورب»؛ أكبر مصفاة وأكثرها كفاءة في التكرير والبتروكيميائيات على مستوى العالم.
وذكر بوياني أن المشروع يعمق العلاقة النموذجية بين الشركتين على مدى عقود عدة في السعودية، ويتوافق المجمع ذو المستوى العالمي مع استراتيجية التوسع بشكل مستدام في البتروكيميائيات من خلال تعظيم أوجه التعاون في المنصات الرئيسية.
ويُتوقع أن يوفر المجمع المواد الأولية لمصانع البتروكيميائيات والكيميائيات المتخصصة الأخرى في نطاق الجبيل الصناعية، وسيجري إنشاؤه وامتلاكه وتشغيله من قِبل مستثمرين عالميين في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق، ويستلزم استثمارات إضافية تُقدر بنحو 4 مليارات دولار، وسيعزز ذلك إنشاء الصناعات التحويلية الرئيسة، مثل ألياف الكربون، وزيوت التشحيم، وسوائل الحفر، والمنظفات، والمضافات الغذائية، وقطع غيار السيارات، والإطارات.
ومن المتوقع أن يوفر المجمع والمرافق المجاورة له 7 آلاف فرصة عمل محلية مباشرة وغير مباشرة.
وكانت «ساتورب» أول مصفاة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحصل على شهادة «ISCC» في العام الحالي، ما شكّل اعترافاً دولياً بمبادراتها الدائرية، مثل إعادة تدوير البلاستيك، وزيت الطهي المستخدم، وقد جرت معالجة الدفعة الأولى من البلاستيك المُعاد تدويره بوساطة المصفاة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
من جانب آخر، وقّعت الشركة السعودية للكهرباء مع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية «كاوست» مشروعاً بحثياً لاحتجاز الكربون بتقنية التبريد العميق في محطة توليد رابغ، غرب المملكة، بالإضافة إلى أكاسيد الكبريت والنيتروجين.
وتهدف الاتفاقية إلى احتجاز طن واحد في اليوم من الكربون السائل في محطة توليد رابغ، وتندرج ضمن جهود الأبحاث والتطوير بالشركة، بالتوافق مع توجهات وزارة الطاقة في البلاد نحو قضايا التغير المناخي ورسم خارطة الطريق لخفض الانبعاثات الكربونية والوصول للحياد الصفري والإسهام في برنامج الاقتصاد الدائري للكربون.
ومثّل «السعودية للكهرباء» في توقيع الاتفاقية المهندس خالد بن سالم الغامدي، نائب الرئيس التنفيذي لنشاط الخدمات الفنية، مع البروفيسور توني تشان، رئيس «كاوست».


مقالات ذات صلة

«تداول» توافق لـ«مورغان ستانلي السعودية» بمزاولة أنشطة صناعة السوق

الاقتصاد مقر السوق المالية السعودية في الرياض (أ.ف.ب)

«تداول» توافق لـ«مورغان ستانلي السعودية» بمزاولة أنشطة صناعة السوق

وافقت شركة «تداول» السعودية أن تزاول شركة «مورغان ستانلي السعودية» أنشطة صناعة السوق على ثمانية أوراق مالية مدرجة في السوقين الرئيسية والموازية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد أحد مشاريع وزارة البلديات والإسكان السعودية (الشرق الأوسط)

نسبة تملك المساكن في السعودية تقترب من مستهدفات 2030

تقترب الحكومة السعودية من تحقيق مستهدفات برنامج الإسكان؛ أحد برامج «رؤية 2030»، بعد أن حققت ارتفاعاً بنسبة تملك الأُسر المساكن إلى 63.7 في المائة.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

الاقتصاد السعودي ينمو في أعلى وتيرة من عامين

حقق الاقتصاد السعودي نمواً قوياً في الربع الرابع من عام 2024، مسجلاً أسرع وتيرة توسع فصلي خلال عامين، مدعوماً بتسارع الأنشطة غير النفطية، مما يعكس زخم التعافي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مكة المكرمة (واس)

المرافق السياحية في مكة المكرمة تحقق نمواً بنسبة 80 %

كشفت وزارة السياحة، عن أن عدد مرافق الضيافة المرخصة في مكة المكرمة تجاوز الـ1000 مرفق حتى نهاية العام الماضي، مسجّلة نمواً بنسبة 80 في المائة.

«الشرق الأوسط» (مكة المكرمة)
خاص العاصمة السعودية الرياض (واس)

خاص قروض المصارف السعودية إلى القطاع الخاص عند أعلى مستوياتها

بلغت مطلوبات المصارف السعودية من القطاع الخاص أعلى مستوى على الإطلاق خلال يناير (كانون الثاني) من العام الحالي، بنسبة زيادة وصلت إلى 14 في المائة تقريباً.

زينب علي (الرياض)

ترمب يقلل من المخاوف حول الرسوم... ولا يستبعد حدوث ركود هذا العام

ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)
ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)
TT
20

ترمب يقلل من المخاوف حول الرسوم... ولا يستبعد حدوث ركود هذا العام

ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)
ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)

رفض الرئيس الأميركي دونالد ترمب المخاوف التجارية بشأن حالة عدم اليقين الناجمة عن التعريفات الجمركية المخطط لها على مجموعة من الشركاء التجاريين الأميركيين، واحتمال ارتفاع الأسعار، دون أن يستبعد احتمال حدوث ركود، هذا العام.

بعد فرض تعريفات جمركية بنسبة 25 في المائة على الواردات من المكسيك وكندا، والتي دفعت الأسواق إلى الانهيار بسبب مخاوف من حرب تجارية، قال ترمب إن خططه لفرض تعريفات «متبادلة» أوسع نطاقاً ستدخل حيز التنفيذ في 2 أبريل (نيسان) المقبل، وترفعها لتتناسب مع ما تُقدره الدول الأخرى.

وقال، في مقابلة مسجلة مع قناة «فوكس نيوز»: «في 2 أبريل، يصبح كل شيء متبادلاً. ما يفرضونه علينا، نفرضه عليهم».

وعندما سُئل عن تحذير بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا من انكماش اقتصادي، في الربع الأول من العام، أقرّ ترمب، على ما يبدو، بأن خططه قد تؤثر على النمو في الولايات المتحدة. ومع ذلك، زعم أنها ستكون في النهاية «رائعة بالنسبة لنا».

وعندما سُئل عما إذا كان يتوقع ركوداً في عام 2025، ردَّ ترمب: «أكره التنبؤ بأشياء من هذا القبيل. هناك فترة انتقالية لأن ما نقوم به كبير جداً. نحن نعيد الثروة إلى أميركا. هذا شيء كبير». ثم أضاف: «يستغرق الأمر بعض الوقت».

في «وول ستريت»، كان أسبوعاً صعباً مع تقلبات جامحة تهيمن عليها المخاوف بشأن الاقتصاد وعدم اليقين بشأن تعريفات ترمب.

وقد تجاهل ترمب المخاوف من جانب الشركات التي تسعى إلى الاستقرار، أثناء اتخاذ قرارات الاستثمار. وقال إن «العولميين، العولميين الكبار، كانوا، لسنوات، ينهبون الولايات المتحدة، والآن كل ما نفعله هو استعادة بعضٍ منها، وسنعامل بلدنا بشكل عادل... كما تعلمون، يمكن أن ترتفع التعريفات الجمركية مع مرور الوقت، وقد ترتفع، كما تعلمون، لا أعرف ما إذا كان ذلك قابلاً للتنبؤ».

وكان ترمب قد رفع، الأسبوع الماضي، التعريفات الجمركية على المكسيك وكندا على شركات تصنيع السيارات الأميركية، ثم جميع الواردات إلى الولايات المتحدة تقريباً، لكنه أبقاها على السلع من الصين.

وهناك مزيد من التعريفات الجمركية، هذا الأسبوع، حيث قال وزير التجارة هوارد لوتنيك، لقناة «إن بي سي»، إن التعريفات الجمركية بنسبة 25 في المائة على واردات الصلب والألمنيوم ستدخل حيز التنفيذ، يوم الأربعاء. وأوضح لوتنيك أن التعريفات الجمركية التي هدّد بها ترمب على منتجات الألبان والأخشاب الكندية ستنتظر حتى أبريل.

وقال: «هل ستكون هناك تشوهات؟ بالطبع... قد تصبح السلع الأجنبية أكثر تكلفة قليلاً. لكن السلع الأميركية ستصبح أرخص، وسوف نضطر إلى خفض أسعارها. إنك ستساعد الأميركيين من خلال شراء المنتجات الأميركية».