التباطؤ الاقتصادي يزيد البطالة في الصين

تراجع كبير لمبيعات التجزئة الشهر الماضي

عمال يقومون بتحميل منتجات حديد صلب لتصديرها إلى سفينة شحن في الصين (رويترز)
عمال يقومون بتحميل منتجات حديد صلب لتصديرها إلى سفينة شحن في الصين (رويترز)
TT

التباطؤ الاقتصادي يزيد البطالة في الصين

عمال يقومون بتحميل منتجات حديد صلب لتصديرها إلى سفينة شحن في الصين (رويترز)
عمال يقومون بتحميل منتجات حديد صلب لتصديرها إلى سفينة شحن في الصين (رويترز)

أظهرت بيانات مكتب الإحصاء الوطني الصيني، الصادرة يوم الخميس، ارتفاع معدل البطالة في الصين خلال الشهر الماضي، مع تضرر الفئات الأضعف، مثل المهاجرين، من تداعيات التباطؤ الاقتصادي.
ونقلت وكالة «بلومبيرغ» عن بيانات مكتب الإحصاء القول إن معدل البطالة بين العمالة المهاجرة في الصين ارتفع في نوفمبر (تشرين الثاني) إلى 6 في المائة، مقابل 5.5 في المائة خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في حين استمر معدل البطالة المرتفع بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عاماً، عند مستوى 17.1 في المائة.
في الوقت نفسه بلغ معدل البطالة في المناطق الحضرية بالصين، خلال الشهر الماضي، 5.7 في المائة، وهو الأعلى منذ مايو (أيار) الماضي عندما كانت مدينة شنغهاي أحد أهم المراكز الاقتصادية في البلاد تحت الإغلاق بسبب جائحة فيروس «كورونا المستجد».
كما بلغ معدل البطالة في الـ31 مدينة الرئيسية بالصين 6.7 في المائة، مقابل 6.9 في المائة خلال مايو الماضي، حين بلغ ذروته.
وأشارت «بلومبيرغ» إلى أنه من المحتمل تدهور أحوال سوق العمل الصينية بدرجة أكبر خلال الأشهر المقبلة؛ نتيجة خروج معدلات العدوى بفيروس «كورونا المستجد» عن السيطرة، وارتفاع أعداد الإصابات بعد تخلي السلطات الصينية عن استراتيجية «صفر كوفيد»، خلال الأيام الماضية. كما تتوقع الشركات حالات غياب كبيرة بين العمال بسبب المرض.
ومن جهة أخرى، أظهرت بيانات رسمية تراجع مبيعات التجزئة في الصين خلال نوفمبر بنسبة 5.9 في المائة سنوياً، وهو ما جاء أعلى من توقعات المحللين الذين توقعوا تراجع المبيعات بنسبة 3.7 في المائة، بعد تراجعها بنسبة 0.5 في المائة خلال أكتوبر.
وذكر مكتب الإحصاء الوطني الصيني أن الاستثمار في الأصول الثابتة في الصين زاد خلال الشهر الماضي بنسبة 5.3 في المائة سنوياً، في حين كان المحللون يتوقعون زيادته بنسبة 5.6 في المائة، بعد زيادته بنسبة 5.8 في المائة خلال الشهر السابق.
في المقابل زاد الناتج الصناعي للصين خلال الشهر الماضي بنسبة 2.2 في المائة، في حين كان المحللون يتوقعون زيادته بنسبة 3.6 في المائة، بعد زيادته في الشهر السابق بنسبة 5 في المائة سنوياً.
واستقر مؤشر أسعار المساكن في الصين خلال الشهر الماضي عند مستوى سالب 1.6 في المائة سنوياً، وهو ما يشير إلى استمرار تراجع أسعار العقارات في السوق الصينية.
إلى ذلك، كشف استطلاع حديث لغرفة التجارة الألمانية عن تراجع ثقة نسبة كبيرة من الشركات الألمانية في السوق الصينية إلى أقل مستوياتها.
وجاء في الاستطلاع، الذي تم نشره الخميس، أن 49 في المائة من الشركات الألمانية العاملة بالصين ذكرت أن الصين، وهي ثاني أكبر اقتصاد بالعالم، فقدت قدراً كبيراً من جاذبيتها مقارنة بأسواق أخرى منذ الاستطلاع الأخير قبل عام.
وبحسب استطلاع هذا العام، تعتزم 51 في المائة فقط من الشركات الألمانية بالسوق الصينية توسيع نطاق استثماراتها بالصين خلال العامين المقبلين، بينما ذكرت 71 في المائة من الشركات ذلك في استطلاع العام الماضي.
وتم تصنيف سياسة «صفر كوفيد» الصينية، والتوترات الجيوسياسية على أنها أكبر التحديات التي تتم مواجهتها في الصين.
وقال كلاس نويمان، رئيس غرفة التجارة الألمانية في شنغهاي: «تم إثقال شركات ألمانية هذا العام بسياسة (صفر كوفيد) الصينية، وأضرت القيود الناتجة عن ذلك بثقة الأعمال وجاذبية السوق والفرص التجارية».
وأوضح نويمان أيضاً أن الشركات الألمانية ستقوم بتكييف أنشطتها التجارية بسرعة مع الظروف الجديدة.
وقال: «سوف تنظر الشركات بعد ذلك، على نحو أكثر تفاؤلاً، للعام المقبل».


مقالات ذات صلة

فيصل بن فرحان يناقش التطورات اللبنانية مع نظيريه الفرنسي والأميركي

الخليج وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان يستقبل نظيره الفرنسي جان نويل بارو في الرياض (واس)

فيصل بن فرحان يناقش التطورات اللبنانية مع نظيريه الفرنسي والأميركي

ناقش وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو، التطورات على الساحة اللبنانية والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال لقائه في مكتبه بالرياض السفير الفرنسي لودوفيك بوي (وزارة الدفاع السعودية)

وزير الدفاع السعودي والسفير الفرنسي يناقشان الموضوعات المشتركة

ناقش الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع السعودي مع لودوفيك بوي سفير فرنسا لدى المملكة، الاثنين، عدداً من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (الخارجية السعودية)

«الإليزيه»: 4 ملفات رئيسية في اتصال الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي

4 ملفات رئيسية في الاتصال الهاتفي بين الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي: الوضع في غزة والحل السياسي والتصعيد الإقليمي (ولبنان) والعلاقة الاستراتيجية.

ميشال أبونجم (باريس)
الخليج من اللقاء بين الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان والوزيرة الفرنسية (واس)

تعزيز التعاون الثقافي السعودي - الفرنسي

بحث الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع نظيرته الفرنسية رشيدة داتي، الثلاثاء، في سُبل تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات الثقافية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج وزير الخارجية السعودي خلال لقائه المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي في ميونيخ بألمانيا (واس)

أوضاع غزة تتصدر محادثات وزير الخارجية السعودي في ميونيخ

تصدرت تطورات الأوضاع في قطاع غزة محادثات الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع مسؤولين من فرنسا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)

معرض البناء السعودي يشدد على تبني تقنيات الطاقة الخضراء

إحدى جلسات معرض البناء السعودي في الرياض (الشرق الأوسط)
إحدى جلسات معرض البناء السعودي في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

معرض البناء السعودي يشدد على تبني تقنيات الطاقة الخضراء

إحدى جلسات معرض البناء السعودي في الرياض (الشرق الأوسط)
إحدى جلسات معرض البناء السعودي في الرياض (الشرق الأوسط)

ناقش المتحدثون على هامش ختام معرض البناء السعودي 2024، ملف الإسكان الذكي وفرص الأعمال في هذا المجال، إلى جانب العلاقة الوثيقة بين المنازل الذكية والطاقة النظيفة، مشددين في الوقت ذاته على الحاجة إلى تبني تقنيات الطاقة الخضراء.

ونجح المعرض في استقطاب أكثر من 30000 زائر، مسجلاً إقبالاً غير مسبوق، يعزز مكانته كحدث رائد في قطاع البناء والتشييد. واستضاف المعرض، الذي أقيم برعاية وزارة البلديات والإسكان من 4 إلى 7 نوفمبر (تشرين الثاني) في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، نحو 600 شركة من 31 دولة، ما يعكس أهمية الحدث بصفته وجهة رئيسية للمستثمرين والخبراء في مجالات التشييد والبنية التحتية المستدامة.

وشهد المعرض توقيع العديد من الاتفاقيات الاستراتيجية شملت قطاعات متنوعة؛ بهدف تعزيز التعاون وتبادل الخبرات، وتسريع التحول الرقمي ودعم الابتكار، إضافة إلى تطوير حلول مبتكرة في مجال البناء المستدام والبنية التحتية الذكية.

واختتم المعرض، اليوم الخميس، بجلسات نقاشية تناولت الاتجاهات الحديثة في الإضاءة المستدامة والإسكان الذكي، حيث استعرضت الجلسة الأولى حلول الإضاءة المتطورة، مع التركيز على قضايا مثل تلوث الضوء وأثره على رؤية السماء الليلية، ومبادئ تصميم الإضاءة التي تأخذ بعين الاعتبار التكيف البشري وإدراك الألوان والتسلسل البصري.

وسلط المتحدثون الضوء على أهمية التحكم في السطوع والتباين لتسليط الضوء على النقاط المهمة في المساحات العامة. وفي الجلسة الثانية، تناولت التحديات التي تواجه المستثمرين في هذا القطاع، والحاجة إلى الابتكار وربط الأبحاث بحلول قابلة للتسويق.

واستعرضت الجلسة أيضاً التوجه نحو المدن الذكية وممارسات البناء الأخضر، حيث شدد المتحدثون على أن قانون البناء السعودي يضع معايير صارمة للاستدامة، فيما تهدف وزارة الطاقة إلى تحقيق نسبة 50 في المائة من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.

كما تم استعراض نماذج ناجحة لهذا التحول، من ضمنها استبدال مصابيح الشوارع التقليدية بمصابيح LED في العديد من المدن.

يذكر أن معرض البناء السعودي في نسخته الحالية حقق نمواً ملحوظاً ورقماً قياسياً جديداً في عدد الزوار والمشاركين بنسبة 30 في المائة، مقارنة بالعام الماضي، ما يعزز دوره بوصفه محركاً أساسياً للتطوير في قطاع البناء ووجهة أساسية للمهتمين بتطورات القطاع على المستويين المحلي والإقليمي.