أول اعتداء على «يونيفيل» في جنوب لبنان بعد تعديل مهامها

وقع خارج منطقة عمليات القوات الدولية... وأعاد النقاش حول «قواعد الاشتباك»

عناصر من «يونيفيل» ومواطنون قرب عربة القوة الدولية التي تعرضت لإطلاق النار (أ.ف.ب)
عناصر من «يونيفيل» ومواطنون قرب عربة القوة الدولية التي تعرضت لإطلاق النار (أ.ف.ب)
TT

أول اعتداء على «يونيفيل» في جنوب لبنان بعد تعديل مهامها

عناصر من «يونيفيل» ومواطنون قرب عربة القوة الدولية التي تعرضت لإطلاق النار (أ.ف.ب)
عناصر من «يونيفيل» ومواطنون قرب عربة القوة الدولية التي تعرضت لإطلاق النار (أ.ف.ب)

يُعدّ الاعتداء الذي تعرضت له القوات الدولية العاملة «يونيفيل»، ليل الأربعاء، في جنوب لبنان وأدى لمقتل أحد عناصرها وجرح آخرين، هو الأول من نوعه منذ تعديل ولاية بعثة حفظ السلام في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي. فبالرغم من محاولات الحكومة في ذلك الوقت استيعاب تداعيات هذا التعديل الذي سمح لهذه القوات بالتحرك في منطقة عملياتها من دون إذن مسبق، ودون مواكبة من الجيش اللبناني، لكنها لم تؤدّ لطمأنة «حزب الله» الذي كان قد اعتبر أن التعديل يحوّلها إلى «قوات احتلال».
وقُتل عنصر إيرلندي من «يونيفيل»، وأصيب 3 آخرون بجروح جراء الحادثة التي تخلّلها إطلاق رصاص على عربة مدرَّعة كانوا على متنها.
وجاء في بيان للقوة الدولية، أمس: «قُتل جندي حفظ سلام، الليلة الماضية، وأصيب 3 آخرون في حادثة وقعت في العاقبية، خارج منطقة عمليات يونيفيل في جنوب لبنان». والضحايا هم من الكتيبة الإيرلندية، وفق ما أعلن وزير الخارجية والدفاع في الحكومة الإيرلندية سايمون كوفني. وذكر الجيش الإيرلندي أن أحد الجنود خضع لجراحة وهو في حالة حرِجة.
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر قضائي لبناني أن الآلية «أصيبت بـ7 طلقات من رشاش حربي»، مشيراً إلى أن الرصاصات التي أصابت الجندي خلف المقود «اخترقت مقعده من الخلف، واستقرّت إحداها في رأسه»، مما أدى إلى «وفاته على الفور».
وارتطمت العربة إثر ذلك «بعمود حديدي، ثم انقلبت مما أدى إلى إصابة العناصر الـ3 الآخرين»، وفق المصدر الذي أشار إلى أن القضاء العسكري وضع يده على التحقيق، وأن الأجهزة الأمنية «تطارد» أشخاصاً يُشتبه بتورطهم في الحادثة.
ووقعت الحادثة على طريق يربط بين مدينتيْ صور وصيدا في جنوب لبنان، وحضرت دوريات تابعة لـ«يونيفيل» والجيش اللبناني، إلى المكان، وتولّت وحدات تابعة للجيش أخذ كاميرات المراقبة القريبة.
وتحدَّث شهود عيان عن اعتراض عدد من السكان آلية تابعة لـ«يونيفيل» لدى سلوكها بشكل غير اعتيادي الطريق. ولدى محاولة سائقها المغادرة كاد يدهس أحد المواطنين المعترضين، مما أدى إلى حالة من التوتر، قبل أن تنحرف عن مسارها. وأفاد شهود آخرون بسماع دويّ رشقات نارية في المكان، لم تتضح هوية مُطلقيها.
ورداً على الحادثة، ذكر مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في «حزب الله» وفيق صفا، نقلاً عن أهالي البلدة، أن سيارة تابعة للقوة الإيرلندية دخلت في طريق غير معهود العبور به، في حين سلكت السيارة الثانية الأوتوستراد الدولي المعهود المرور به ولم يحصل معها أي إشكال.
وتقدَّم صفا بالتعزية لقوات «يونيفيل»، متمنياً الشفاء للجرحى في الحادث «غير المقصود»، ودعا إلى عدم «إقحام» الحزب في الحادث، مطالباً بترك المجال للأجهزة الأمنية للتحقيق.
وربط كثيرون، في الساعات الماضية، بين تعديل هذه المهام وما حصل من اعتداء يوم أمس، إلا أن مصدراً في وزارة الخارجية أوضح أن الحادثة أصلاً حصلت خارج منطقة عمل «يونيفيل» التي يلحظها القرار الدولي رقم 1701 (الذي أنهى حرباً استمرت 33 يوماً بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006، ونصّ على انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان ونشر قوة إضافية للأمم المتحدة كلفها بالتنسيق مع الجيش اللبناني)، ومن ثم لا يمكن أصلاً لهذه القوات القيام بأية عملية في هذه المنطقة، سواء في إطار المهام السابقة أو الجديدة، مما يجعل الربط بين التعديلات الأخيرة وما حدث في غير مكانه.
وقال المصدر، لـ«الشرق الأوسط»: «هناك تحقيقات فُتحت بين يونيفيل والشرطة العسكرية لتبيان ما حصل، وهو مستنكَر ومرفوض تماماً، سواء كان حادثاً فردياً أو غيره».
ومدَّد مجلس الأمن الدولي، في 31 أغسطس (آب) الماضي، ولاية «يونيفيل» إلى عام إضافي، بعد أن تبنَّى القرار 2650 لعام 2022، بناء على طلب من الحكومة اللبنانية، لكن القرار تضمّن للمرة الأولى تعديلات في ولاية البعثة، بالقول إن يونيفيل «لا تحتاج إلى إذن مسبق أو إذن من أي شخص للاضطلاع بالمهام الموكَلة إليها»، وإنه «يُسمح لها بإجراء عملياتها بشكل مستقل». وقضت قواعد الاشتباك المعمول بها منذ عام 2006، بأن يرافق الجيش اللبناني دوريات «يونيفيل» في نطاق عملياتها في الجنوب.
ورجّح كثيرون حينها أن يؤدي ذلك إلى تغيير قواعد الاشتباك القائمة منذ عام 2006 بين القوات الدولية و«حزب الله»، علماً بأن العلاقة بين هذه القوات والأهالي في منطقة عملها كانت تشهد توتراً باستمرار في السنوات الماضية، مما يؤدي للاعتداء المتكرر عليها من عدد من المدنيين، وهو ما دفع قيادتها لمطالبة القوات المسلَّحة اللبنانية بضمان سلامتها وأمنها.
ويستبعد أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية الدكتور هلال خشان أن يكون ما حدث مؤخراً مرتبطاً بتعديل مهامّ هذه القوى. ويشير خشان، في تصريح، لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه «كما الكل يعلم، فمن يُقال عنهم مدنيون يتعرضون لهذه القوات في منطقة عملياتها بين الحين والآخر هم أصلاً عناصر بالحزب يرتدون زياً مدنياً»، معتبراً أن «الحزب يسيطر على منطقة عمل يونيفيل، والكل ملتزم إلى حد كبير بالخطوط الحمراء التي رسمها هناك، سواء يونيفيل أو الجيش اللبناني أو المجتمع الدولي».
وكان وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب، وفي محاولة لاستيعاب أية تطورات دراماتيكية على الأرض بعد الإعلان عن تعديل مهام القوات الدولية، قد أكد أنه «جرى الاتفاق مع قيادة يونيفيل على أنه لن تكون هناك أية تغييرات في قواعد الاشتباك»، وأنه «ستكون هناك استشارات دائمة وتعاون مع الجيش اللبناني».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

غالبية القيادات العسكرية والأمنية لنظام الأسد لا تزال داخل سوريا

الرئيس المخلوع بشار الأسد يصافح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في دمشق عام 2020 (أ.ف.ب)
الرئيس المخلوع بشار الأسد يصافح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في دمشق عام 2020 (أ.ف.ب)
TT

غالبية القيادات العسكرية والأمنية لنظام الأسد لا تزال داخل سوريا

الرئيس المخلوع بشار الأسد يصافح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في دمشق عام 2020 (أ.ف.ب)
الرئيس المخلوع بشار الأسد يصافح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في دمشق عام 2020 (أ.ف.ب)

علم «المرصد السوري» من مصادر موثوقة، أن غالبية القيادات العسكرية والأمنية التابعة لنظام الأسد لا تزال داخل الأراضي السورية، لكن خارج العاصمة دمشق، باستثناء قلة قليلة تمكنت من المغادرة إلى الخارج.

سهيل الحسن المعروف بالنمر

وقال مدير «المرصد» لـ«الشرق الأوسط» إن سهيل الحسن الذي يلقب بالنمر، والذي كان قائد «لواء 25» في القوات المسلحة السورية، أو ما يعرف بـ«قوات النمر النخبوية» التابعة له، كان قد التجأ إلى مطار حميميم (القاعدة الجوية الروسية قرب اللاذقية) ليلة سقوط النظام، لكن لا مزيد من الأخبار تسربت عن مصيره إن كان الروس نجحوا في نقله إلى موسكو أو أنه لا يزال في «حميميم»، بحسب مدير المرصد.

وتقول التسريبات إن بشار الأسد رفض إلقاء خطاب التنحي عن السلطة بعد تسارع الأحداث التي ابتدأت بسيطرة إدارة العمليات العسكرية بقيادة «هيئة تحرير الشام» على حلب.

وتتقاطع هذه المعلومة مع ما نشرته «الشرق الأوسط» بعد انطلاق الهجوم الذي «توفرت لموسكو معلومات دقيقة حول توقيته، وحجمه، وأهدافه، وأنه سرعان ما اتُّخذ القرار في موسكو بترتيب خروج آمن».

ووفقاً للمستشار رامي الشاعر، المقرب من أوساط اتخاذ القرار الروسي: «كان القرار صعباً بسبب أن المعطيات الاستخباراتية المتوفرة أكدت أن الأمر لا يتعلق فقط بدرجة الإعداد للهجوم من جانب الفصائل، بل بوجود حاضنة شعبية واسعة النطاق تؤيد هذا التحرك، ووفقاً لتلك المعطيات فإنه (في حال حصول تقدم واسع النطاق فإن نحو 80 في المائة من السوريين سوف يدعمونه بقوة)».

الرئيس بوتين ينظر إلى الأسد وهو يصافح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في دمشق عام 2020 (أ.ف.ب)

المصادر الخاصة المطلعة على تفاصيل ليلة هروب بشار الأسد وسقوط نظامه في 8 ديسمبر (كانون الأول)، قالت لـ«المرصد» إن الأسد كان يعول على دعم إيران ومساندتها في حربه الأخيرة مع شعبه، لكن الميليشيات الإيرانية تخلت بعد معركة حلب، كما تخلى عنه الروس عسكرياً بعد انكسار قوات النظام السابق في حماة.

وقالت المصادر إنه بعد منتصف ليلة الأحد الماضي، أي الليلة الأخيرة قبل هروبه من سوريا، حلّ الأسد الجيش بأوامر منه، ثم وصل الأمر إلى القطعات العسكرية عبر اللاسلكي بحل الجيش وخلع البزة العسكرية وارتداء اللباس المدني ومغادرة القطعات والثكنات العسكرية إلى منازلهم.

سهيل الحسن مع عناصر لواء 25 المدربة في روسيا

وهرب الأسد بطائرته رافضاً إلقاء خطاب التنحي عن السلطة، ومنحته روسيا حق اللجوء الإنساني مع عائلته، كما هو معروف.

ومن المعلومات التي تسربت، أنه مع تسارع الأحداث يوم السبت 7 ديسمبر، وتعنت الأسد ورفضه إلقاء خطاب التنحي، غادرت قيادات الجيش والأفرع الأمنية الضباط والمسؤولين من دمشق إلى منازلهم في القرى، عصر السبت، خوفاً من عمليات الاغتيال.

تدمير الترسانة

في سياق متصل، أكدت مصادر «المرصد السوري» أن قرار تدمير ترسانة الجيش السوري من قِبَل إسرائيل، جاء بموافقة روسية، وقد نفذت إسرائيل منذ هروب بشار الأسد، أكثر من 352 غارة جوية على 13 محافظة سورية، ودمرت أهم المواقع العسكرية في أنحاء البلاد، شملت مطارات سورية، وما تحتويه من مستودعات، وأسراب طائرات، ورادارات، ومحطات إشارة عسكرية، والعديد من مستودعات الأسلحة والذخائر في مواقع مختلفة بمعظم المحافظات السورية، إضافة إلى مراكز أبحاث علمية أسفرت عن تدميرها بشكل كامل وتعطيل أنظمة الدفاعات الجوية وإخراج تلك المواقع عن الخدمة.