آبي أحمد لإحياء الشراكة الأميركية ـ الإثيوبية

واشنطن تطالب بسحب القوات الإريترية ونشر مراقبين

جانب من لقاء الوفدين الأميركي والإثيوبي في واشنطن الثلاثاء (رويترز)
جانب من لقاء الوفدين الأميركي والإثيوبي في واشنطن الثلاثاء (رويترز)
TT

آبي أحمد لإحياء الشراكة الأميركية ـ الإثيوبية

جانب من لقاء الوفدين الأميركي والإثيوبي في واشنطن الثلاثاء (رويترز)
جانب من لقاء الوفدين الأميركي والإثيوبي في واشنطن الثلاثاء (رويترز)

في اجتماع شخصي هو الأول من نوعه، التقى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، بعد نحو شهر ونصف الشهر على توقيع حكومته اتفاق سلام مع متمردي «تيغراي» بهدف إنهاء نزاع مدمر بدأ منذ سنتين، مع استمرار مطالبة واشنطن بسحب كل القوات الإريترية من إثيوبيا ونشر مراقبين دوليين لحقوق الإنسان.
وكانت حكومة آبي أحمد ومتمردو «تيغراي» توصلوا إلى اتفاق في 2 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ووُقع عليه في بريتوريا بجنوب إفريقيا. وتلاه بعد فترة وجيزة اجتماع نيروبي في كينيا، بين كبار القادة العسكريين من الجانبين اللذين قدما «صيغاً مفصلة» بشأن تنفيذ اتفاق بريتوريا.
وعقد هذا الاجتماع بين آبي أحمد وبلينكن على هامش القمة الأميركية - الأفريقية التي يستضيفها الرئيس جو بايدن في واشنطن. وأفاد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، بأن كبير الدبلوماسيين الأميركيين «رحب بالتقدم المحرز في تنفيذ اتفاق (…) وقف الأعمال العدائية» بين الحكومة والمتمردين، عادّاً أنه «أمر أساسي لتحقيق سلام دائم في شمال إثيوبيا». كما أشاد بلينكن بـ«الخطوات التي اتخذتها الحكومة الإثيوبية لتحسين وصول المساعدات الإنسانية والبدء في استعادة الخدمات الأساسية» في هذه المناطق. وحض آبي على «تسريع تنفيذ الاتفاق ووصول مراقبي حقوق الإنسان الدوليين إلى مناطق النزاع».
وناقش بلينكن وآبي ما عدّها البيان الأميركي «الحاجة الملحة لمغادرة كل القوات الإريترية إثيوبيا، وهو ما سيحدث بالتزامن مع نزع سلاح مقاتلي (تيغراي)». وكرر بلينكن أن بلاده «لا تزال ملتزمة دعم عملية السلام التي يقودها الاتحاد الأفريقي؛ بما في ذلك آلية المراقبة والتحقق التابعة للاتحاد الأفريقي».
وتأتي دعوة واشنطن إلى «التنفيذ السريع» لاتفاق السلام، الذي يشمل انسحاب القوات الإريترية، في وقت بدأ فيه الموعد النهائي المحدد لنزع سلاح مقاتلي «تيغراي» في 2 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بعد 30 يوماً من توقيع اتفاق بريتوريا، في ظل استمرار المخاوف من أن «القوات الإريترية تواصل قتل المدنيين في (تيغراي) رغم توقيع اتفاق السلام».
وفي 5 ديسمبر الحالي، أفاد قائد قوات «تيغراي»؛ تاديسي وريدي، بأنه رغم وجود تحديات أمنية بسبب استمرار وجود القوات الإريترية في منطقة أمهرة المجاورة، فإن المتمردين سحبوا نحو 65 في المائة من مقاتليهم من خطوط المواجهة في جزء من الجهود المبذولة لتنفيذ اتفاق السلام.
وتؤكد الحكومة الإثيوبية أنها بالتنسيق مع شركاء التنمية الدوليين، سهلت وصول المساعدات الإنسانية غير المقيدة إلى منطقة تيغراي عبر 3 ممرات: جوندر وكومبولتشا بولاية أمهرة، وسيميرا بولاية عفار الإقليمية. ولاحظ المتمردون أن البيانات الأميركية والإثيوبية لم تشر إلى الانسحاب المتزامن لـ«القوات غير التابعة لقوات الدفاع الوطني الإثيوبية» من تيغراي، وهو أحد الشروط المنصوص عليها في الاتفاق والمرتبطة بنزع الأسلحة الثقيلة من مقاتلي «تيغراي».
وبعد اللقاء في واشنطن، كتب آبي أحمد على «تويتر» أنه عقد «اجتماعاً صريحاً ومثمراً» مع بلينكن، معبراً عن تقديره للولايات المتحدة «لمساهمتها في جهود (إثيوبيا) لتحقيق السلام». وأضاف: «كانت إثيوبيا على مدى عقود حليفاً رئيسياً للولايات المتحدة في أفريقيا، وناقشنا سبل تعزيز شراكتنا». وتعزز بيان آبي من خلال مستشاره الأمني رضوان حسين، الذي أضاف أن المناقشة «أكدت على الحاجة إلى إعادة العلاقات والشراكة مع الولايات المتحدة».
وكررت الولايات المتحدة موقفها أنها «لا تزال ملتزمة دعم عملية السلام التي يقودها الاتحاد الأفريقي؛ بما في ذلك آلية المراقبة والتحقق التابعة للاتحاد الأفريقي لاتفاقية السلام». وفي تغريدة منفصلة عن البيان الرسمي، قال بلينكن إنه ناقش مع آبي أحمد «التقدم القابل للقياس الذي أحرز حتى الآن في تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية والتأثير الإيجابي للتنفيذ الكامل من كل الأطراف لاتفاقات بريتوريا ونيروبي، على تعافي إثيوبيا».


مقالات ذات صلة

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

الولايات المتحدة​ إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي مايك روجرز، مساء أول من أمس في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز خلال مؤتمر صحافي عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

أصدرت محكمة فيدرالية أميركية، الخميس، حكماً يدين 4 أعضاء من جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، أبرزهم زعيم التنظيم السابق إنريكي تاريو، بتهمة إثارة الفتنة والتآمر لمنع الرئيس الأميركي جو بايدن من تسلم منصبه بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الماضية أمام دونالد ترمب. وقالت المحكمة إن الجماعة؛ التي قادت حشداً عنيفاً، هاجمت مبنى «الكابيتول» في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، لكنها فشلت في التوصل إلى قرار بشأن تهمة التحريض على الفتنة لأحد المتهمين، ويدعى دومينيك بيزولا، رغم إدانته بجرائم خطيرة أخرى.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

أدانت محكمة أميركية، الخميس، 4 أعضاء في جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، بالتآمر لإثارة الفتنة؛ للدور الذي اضطلعوا به، خلال اقتحام مناصرين للرئيس السابق دونالد ترمب، مقر الكونغرس، في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021. وفي محاكمة أُجريت في العاصمة واشنطن، أُدين إنريكي تاريو، الذي سبق أن تولَّى رئاسة مجلس إدارة المنظمة، ومعه 3 أعضاء، وفق ما أوردته وسائل إعلام أميركية. وكانت قد وُجّهت اتهامات لتاريو و4 من كبار معاونيه؛ وهم: جوزف بيغز، وإيثان نورديان، وزاكاري ريل، ودومينيك بيتسولا، بمحاولة وقف عملية المصادقة في الكونغرس على فوز الديمقراطي جو بايدن على خصمه الجمهوري دونالد ترمب، وفقاً لما نق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

وجّه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الأربعاء، انتقادات لقرار الرئيس جو بايدن، عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث، وذلك خلال جولة يجريها الملياردير الجمهوري في اسكتلندا وإيرلندا. ويسعى ترمب للفوز بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات التي ستجرى العام المقبل، ووصف قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج ملك بريطانيا بأنه «ينم عن عدم احترام». وسيكون الرئيس الأميركي ممثلاً بزوجته السيدة الأولى جيل بايدن، وقد أشار مسؤولون بريطانيون وأميركيون إلى أن عدم حضور سيّد البيت الأبيض التتويج يتماشى مع التقليد المتّبع بما أن أي رئيس أميركي لم يحضر أي مراسم تتويج ملكية في بريطانيا. وتعود آخر مراسم تتويج في بري

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

هناك شعور مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والاكتئاب والسكري والوفاة المبكرة والجريمة أيضاً في الولايات المتحدة، وهو الشعور بالوحدة أو العزلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

بايدن يصدر أكبر عفو رئاسي أميركي في يوم واحد

الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض 10 ديسمبر (إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض 10 ديسمبر (إ.ب.أ)
TT

بايدن يصدر أكبر عفو رئاسي أميركي في يوم واحد

الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض 10 ديسمبر (إ.ب.أ)
الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض 10 ديسمبر (إ.ب.أ)

خفّف الرئيس الأميركي جو بايدن الأحكام، الخميس، على زهاء 1500 شخص، وعفا عن 39 من المدانين بجرائم غير عنيفة، في أكبر عفو رئاسي تشهده الولايات المتحدة خلال يوم واحد.

وكان ثاني أكبر قانون عفو ​​في يوم واحد من الرئيس السابق باراك أوباما، الذي خفّف الأحكام عن 330 شخصاً قبل وقت قصير من ترك منصبه عام 2017، وأفاد البيت الأبيض في بيان بأن تخفيف الأحكام سيؤثر غالباً على الذين أطلقوا من السجون وأمضوا ما لا يقل عن عام في الحبس المنزلي خلال جائحة «كوفيد - 19». أما الأشخاص الذين حصلوا على العفو فهم ممن أدينوا بجرائم غير عنيفة، ومنها حيازة الماريغوانا.

جرائم غير عنيفة

وأكّد بايدن في بيان أنه سيتخذ مزيداً من الخطوات في الأسابيع المقبلة، وسيواصل مراجعة التماسات العفو. وقال: «بُنيت أميركا على وعد الإمكانية والفرص الثانية»، مضيفاً: «بصفتي رئيساً، لدي امتياز عظيم بمنح العفو للأشخاص الذين أظهروا الندم وإعادة التأهيل، واستعادة الفرصة للأميركيين للمشاركة في الحياة اليومية والمساهمة في مجتمعاتهم، واتخاذ خطوات لإزالة التفاوت في الأحكام للمجرمين غير العنيفين، خصوصاً المدانين بجرائم المخدرات».

وقال محامو البيت الأبيض إن الذين منحوا العفو أدينوا بجرائم غير عنيفة، مثل جرائم المخدرات وغيّروا حياتهم. وبينهم امرأة قادت فرق الاستجابة للطوارئ أثناء الكوارث الطبيعية، وشماس كنيسة عمل مستشار إدمان ومستشاراً للشباب، وطالب دكتوراه في العلوم البيولوجية الجزيئية، ومحارب قديم مخضرم.

وجاء إعلان هذا العفو بعد أسبوعين من إصدار بايدن عفواً عن ابنه هانتر، الذي أدين بحيازة سلاح بصورة غير قانونية، وتهرُّب ضريبي، في قرار تعرّض لانتقادات شديدة من الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء، لأن بايدن أعلن مراراً أنه لن يعفو عن ابنه.

وأفاد البيت الأبيض بأن العفو الجديد يمثل التزام بايدن «بالمساعدة في لم شمل الأسر، وتعزيز المجتمعات، وإعادة دمج الأفراد في المجتمع»، مضيفاً أن بايدن هو أول رئيس يصدر عفواً قاطعاً للأشخاص المدانين بالاستخدام البسيط وحيازة الماريغوانا، وكذلك للعسكريين السابقين المدانين بانتهاك القوانين العسكرية السابقة ضد المثلية.

عقوبة الإعدام

ويتعرض بايدن لضغوط من جماعات المناصرة للعفو عن شرائح واسعة من الناس، بما في ذلك أولئك المحكوم عليهم بالإعدام على المستوى الفيدرالي، قبل أن يعود الرئيس المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) المقبل، بالإضافة إلى تحرير الأشخاص الذين يمضون أحكاماً طويلة بشكل غير متناسب في قضايا المخدرات.

ويدعم الرئيس ترمب عقوبة الإعدام، وأعاد خلال ولايته الأولى تشغيل عمليات الإعدام الفيدرالية بعد توقف دام قرابة 20 عاماً.

وبصفته سيناتوراً في مجلس الشيوخ، دافع بايدن عن مشروع قانون الجريمة لعام 1994 الذي يعتقد كثير من الخبراء أنه عزّز إصدار أحكام سجن على نطاق واسع. وعبر منذ ذلك الحين عن أسفه لدعمه للتشريع، وتعهد خلال حملته لعام 2020 بمعالجة الأحكام الطويلة المتعلقة بالمخدرات التي نتجت عن ذلك.

وكان مصير الذين نقلوا إلى الحبس المنزلي أثناء جائحة «كورونا»، عندما انتشر الفيروس بسرعة عبر السجون، محل قلق خاص للناشطين وغيرهم. وحاول بعض الجمهوريين، الذين من المقرر أن يسيطروا على الكونغرس الشهر المقبل، دفع تشريع كان سيجبرهم على العودة إلى السجن.

وفي بيانه الخميس، أكد بايدن أن كثيراً من هؤلاء الأشخاص كانوا سيحصلون على أحكام مخففة إذا واجهوا اتهامات بموجب القوانين الحالية. وقال: «نجح هؤلاء المستفيدون من تخفيف الأحكام، الذين تم وضعهم في الحبس المنزلي أثناء جائحة (كوفيد - 19)، في إعادة الاندماج مع أسرهم ومجتمعاتهم، وأظهروا أنهم يستحقون فرصة ثانية».

خصوم ترمب

وقال بايدن إنه سيتخذ مزيداً من الخطوات في الأسابيع المقبلة، وسيواصل مراجعة التماسات العفو، من دون أن يتضح ما إذا كان ذلك سيعني إصدار عفو شامل لحماية عدد من خصوم ترمب من «الانتقام». كما أنه يدرس ما إذا كان سيصدر عفواً استباقياً لأولئك الذين حققوا في جهود ترمب لإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020، ويواجهون انتقاماً محتملاً عندما يتولى منصبه.

ولا يعتقد مسؤولو البيت الأبيض أن المستفيدين المحتملين ارتكبوا جرائم بالفعل، لكنهم أصبحوا قلقين بشكل زائد من أن اختيارات ترمب للمناصب العليا في وزارة العدل تشير إلى أنه سينفذ وعيده المتكرر بالسعي إلى الانتقام. وتتمثل الفكرة في تمديد العفو التنفيذي بشكل استباقي إلى قائمة من المسؤولين الحكوميين الآن والسابقين، مما يؤدي فعلياً إلى إحباط حملة الانتقام التي توعد بها الرئيس المقبل.

وقال السيناتور آدم شيف، الذي كان رئيس لجنة الكونغرس للتحقيق في تمرد 6 يناير 2021، إن مثل هذا العفو «غير ضروري»، عادّاً أن الرئيس لا ينبغي أن يمضي أيامه الأخيرة في منصبه قلقاً في شأن هذا الأمر.