مصر لتعزيز قدراتها الاستراتيجية عبر «كابل بحري» يربطها باليونان

القاهرة تقول إن 90 % من حركة البيانات بين الشرق والغرب تمر عبرها

مراسم توقيع اتفاق الكابل البحري بين مصر واليونان (الحكومة المصرية)
مراسم توقيع اتفاق الكابل البحري بين مصر واليونان (الحكومة المصرية)
TT
20

مصر لتعزيز قدراتها الاستراتيجية عبر «كابل بحري» يربطها باليونان

مراسم توقيع اتفاق الكابل البحري بين مصر واليونان (الحكومة المصرية)
مراسم توقيع اتفاق الكابل البحري بين مصر واليونان (الحكومة المصرية)

فيما عدّته تعزيزاً لقدراتها الاستراتيجية في مجال الكابلات البحرية، أبرمت مصر، اليوم (الثلاثاء)، اتفاقاً مع اليونان لإنشاء كابل يربط بين البلدين عبر البحر المتوسط.
وكان البلدان قد وقّعا في فبراير (شباط) الماضي، مذكرة تفاهم في اليونان بهدف إنشاء الكابل، فيما استضافت القاهرة مراسم توقيع الاتفاق بين الشركة المصرية للاتصالات (التي تمتلك الحكومة المصرية نسبةً منها)، وشركة «غريد تليكوم» إحدى الشركات التابعة المملوكة لمشغل نقل الطاقة المستقل (IPTO) في اليونان، لإنشاء كابل بحري يربط مصر واليونان عبر البحر الأبيض المتوسط.
وشهد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر عمرو طلعت، مراسم التوقيع بحضور عدد من المسؤولين المصريين واليونانيين، وقال الوزير إن الاتفاقية ستعزز «قدرة مصر الاستراتيجية في مجال الكابلات البحرية الدولية، حيث ستفتح نقطة إنزال جديدة في شرق أوروبا في السواحل اليونانية؛ وهو ما يمثل ميزة استراتيجية».
وأوضح طلعت، حسب بيان حكومي مصري، أن «أكثر من 90% من حركة البيانات بين الشرق والغرب تمر عبر الأراضي والمياه الإقليمية المصرية». مشيراً إلى أن «توقيع الاتفاقية اليوم يعد نتاجاً للعمل الجاد على مدار 10 أشهر منذ بدء المفاوضات التي جرت في أثناء زيارته لليونان في فبراير الماضي، والتي شهد خلالها توقيع مذكرة تفاهم بين الشركتين بهدف الربط بين البلدين باستخدام أنظمة الكابلات البحرية».
وأفاد بيان حكومي بأن مصر تسعى عبر «المصرية للاتصالات» إلى «تحقيق استراتيجيتها التوسعية لتعزيز بنيتها التحتية وتوسيع رقعة شبكتها الدولية وتعدد نقاط الوصول إلى أوروبا، عن طريق فتح بوابة شرقية لأوروبا عبر اليونان، من خلال إنشاء نظام كابل بحرى بين مصر واليونان ليربط مدينة بورسعيد المصرية بجزيرة كريت اليونانية».
ونوه إلى أن «الكابل الجديد من أقصر المسارات لنقل البيانات إلى منطقة البلقان في شرق أوروبا ومنها إلى وجهات أخرى في غرب أوروبا، بما يسهم في تعزيز وضع مصر الاستراتيجي كمركز عالمي لخدمات الاتصالات ومرور البيانات بين الشرق والغرب».
وقال المهندس عادل حامد، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ«الشركة المصرية للاتصالات»، إن الاتفاق الجديد «سيمنح قيمة إضافية لشبكتنا الدولية القوية لتصل لأكثر من 140 نقطة اتصال في أكثر من 60 دولة في جميع أنحاء العالم».
وأوضح مانوس مانوساكيس، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للشركة اليونانية، أن شركته تستهدف «تحويل اليونان إلى محور رئيسي للطاقة والبيانات، ذي قيمة جغرافية وسياسية عالية وموقع متميز عند ملتقى القارات الثلاث؛ أوروبا وأفريقيا وآسيا».



الرئيس التنفيذي لـ«أرامكو»: يجب إعادة التفكير في خطط التحول بمجال الطاقة

الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية» أمين الناصر خلال مشاركته في مؤتمر «سيرا ويك» العام الماضي (أرشيفية - أ.ف.ب)
الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية» أمين الناصر خلال مشاركته في مؤتمر «سيرا ويك» العام الماضي (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT
20

الرئيس التنفيذي لـ«أرامكو»: يجب إعادة التفكير في خطط التحول بمجال الطاقة

الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية» أمين الناصر خلال مشاركته في مؤتمر «سيرا ويك» العام الماضي (أرشيفية - أ.ف.ب)
الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية» أمين الناصر خلال مشاركته في مؤتمر «سيرا ويك» العام الماضي (أرشيفية - أ.ف.ب)

قال الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية» أمين الناصر، يوم الاثنين، إن صانعي السياسات والمسؤولين التنفيذيين في مجال الطاقة بحاجة إلى إعادة التفكير في خطط التحول في مجال الطاقة، وإلى التوقف عن التركيز على عناصر التحول التي فشلت، مشدداً على الحاجة إلى الاستثمار في الوقود الأحفوري؛ لتلبية الطلب العالمي.

تأتي تصريحات الناصر في وقت تسعى فيه إدارة الرئيس دونالد ترمب إلى زيادة إنتاج النفط والغاز إلى أقصى حد، وهو تحول دراماتيكي في سياسة الطاقة الأميركية، بعد أن كان الرئيس السابق جو بايدن قد سنّ تشريعاً لتسريع التحول عن الوقود الأحفوري في أكبر اقتصاد في العالم، وفق «رويترز».

أما في أوروبا، فقد أبطأ صانعو السياسات في أوروبا من طرح سياسات الطاقة النظيفة وتأخير أهدافها مع ارتفاع تكاليف الطاقة عقب الحرب الروسية - الأوكرانية في عام 2022، مما أدى إلى تحويل تركيزهم إلى أمن الطاقة. وقد تراجعت شركات النفط الأوروبية الكبرى عن خططها الرامية إلى بناء تكنولوجيات أكثر مراعاةً للبيئة لأنها أثبتت أنها غير مربحة.

وقال الناصر أمام المديرين التنفيذيين من كبرى شركات الطاقة في العالم في مؤتمر «سيرا ويك» في هيوستن: «يمكننا جميعاً أن نشعر برياح التاريخ في أشرعة صناعتنا مرة أخرى». وأضاف: «لقد حان الوقت للتوقف عن تعزيز الفشل»، مشيراً إلى الهيدروجين الأخضر كمثال على الوقود الذي كان محور سياسات تحول الطاقة، ولكنه لا يزال مكلفاً للغاية بحيث لا يمكن استخدامه تجارياً على نطاق واسع.

وأوضح أن مصادر الطاقة الجديدة يمكن أن تكون مكملة للوقود الأحفوري ولكن لا يمكن أن تحل محله. وشدد على أن هناك حاجة إلى الاستثمار في جميع مصادر الطاقة لتلبية الطلب العالمي على الطاقة، قائلاً: «لقد كانت الاستراتيجية الحالية المتمثلة في التحول المبكر إلى بدائل غير ناضجة مدمرة للغاية. ولا يمكن للمصادر الجديدة أن تلبي حتى النمو في الطلب».

ولفت إلى أن إلغاء الضوابط التنظيمية وتقديم حوافز أكبر للمؤسسات المالية لتوفير «تمويل غير متحيز» ضروريان لضمان استثمارات كافية في مجال الطاقة.

وقال الناصر إن «أرامكو» استثمرت أكثر من 50 مليار دولار العام الماضي، في مشاريع الطاقة التقليدية والمتجددة. وأضاف أن الشركة تستهدف الاستثمار فيما يصل إلى 12 غيغاوات من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بحلول عام 2030.

ودعا الناصر في كلمته أمام المؤتمر العام الماضي الصناعة إلى «التخلي عن خيال التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري».