محادثات أميركية ـ صينية «معمقة» تمهيداً لزيارة بلينكن

اتفاق على «التعامل المناسب» مع قضايا حساسة مثل تايوان

محادثات أميركية ـ صينية «معمقة»  تمهيداً لزيارة بلينكن
TT

محادثات أميركية ـ صينية «معمقة» تمهيداً لزيارة بلينكن

محادثات أميركية ـ صينية «معمقة»  تمهيداً لزيارة بلينكن

اختتم وفد أميركي رفيع المستوى، أمس (الاثنين)، محادثات استمرت يومين في الصين لاستكشاف سبل مواصلة التعاون قبل زيارة مرتقبة في مطلع العام المقبل من وزير الخارجية أنتوني بلينكن، هدفها ترطيب العلاقات المتوترة حول العديد من القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، بما في ذلك حول التجارة بين أكبر اقتصادين في العالم، وتايوان، وموقف بكين من الحرب في أوكرانيا.
وكان مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ، دانيال كريتنبرينك، والمديرة الرفيعة لدى مجلس الأمن القومي الأميركي لشؤون الصين وتايوان، لورا روزنبرغر، وصلا (الأحد) إلى الصين، في مستهل زيارة تشمل أيضاً كوريا الجنوبية واليابان.
وأجرى المسؤولان الأميركيان محادثات مع نائب وزير الخارجية الصيني شي فينغ، يومي الأحد والاثنين، في مدينة لانغ فانغ بمقاطعة هيبي الشمالية، لمتابعة النقاشات التي بدأها الرئيسان الأميركي جو بايدن، والصيني شي جينبينغ، وكذلك نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، خلال اجتماعات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي لـ«مجموعة العشرين» للاقتصادات العالمية الكبرى في جزيرة بالي الإندونيسية، بغية إصلاح العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة والصين.
وأوضحت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، أن الغاية هي «مواصلة إدارة المنافسة بشكل مسؤول بين بلدينا واستكشاف مجالات التعاون المحتملة»، بالإضافة إلى إتمام الاستعدادات لزيارة بلينكن إلى الصين.
وستكون زيارة بلينكن الأولى لوزير خارجية أميركي إلى الصين منذ 4 سنوات.
وأفاد الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ وينبين، بأن نائب وزير الخارجية الصيني أجرى محادثات «معمقة» مع المسؤولين الأميركيين في شأن تنفيذ التوافق الذي توصل إليه الرئيسان شي وبايدن في بالي، وهو اتفاق يضمن إرساء المبادئ التوجيهية للعلاقات الصينية - الأميركية، وأضافت الوزارة أن الجانبين اتفقا على «التعامل المناسب مع القضايا المهمة والحساسة في العلاقات الثنائية مثل تايوان»، بالإضافة إلى «تعزيز التبادلات على كل المستويات وتنفيذ التعاون في المجالات ذات الصلة». وأكدت أن المناقشات كانت «صريحة ومعمقة وبنّاءة»، معلنة أن الطرفين اتفقا على مواصلة التواصل.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت أن بايدن وشي اتفقا على تكثيف الحوار في شأن قضايا، مثل تغير المناخ وسياسات الاقتصاد الكلي والتجارة والأمن الغذائي. كما اتفقا على أن تحافظ الفرق الدبلوماسية للجانبين على الاتصالات الاستراتيجية وتجري مشاورات منتظمة.
ومنذ ذلك الحين، التقى مسؤولون كبار من الجانبين لفتح خطوط اتصال، مما ساعد على تحسين العلاقات التي تجمدت جزئياً إلى حد كبير منذ زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي لتايوان في أغسطس (آب) الماضي.
والتقى عضو مجلس الدولة وزير الدفاع الصيني الجنرال وي فنغي، نظيره الأميركي لويد أوستن خلال اجتماع لرابطة جنوب شرقي آسيا (آسيان) في كمبوديا، واتفقا أيضاً على تحسين قنوات الاتصال.
وقالت وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، التي التقت رئيس البنك المركزي الصيني يي جانغ على هامش قمة «مجموعة العشرين»، إنها «منفتحة» على زيارة الصين لتعميق المشاركة الاقتصادية.
بالإضافة إلى ذلك، التقى وزير التجارة وانغ وينتاو، الممثلة التجارية الأميركية كاثرين تاي في بانكوك بتايلاند، وقدم تعهدات مماثلة لمواصلة الحديث.
وتدهورت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين خلال السنوات الأخيرة على خلفية سلسلة قضايا تشمل حقوق الإنسان والتجارة والتكنولوجيا.
وعلى أثر ختام زيارة الصين، توجّه الوفد الأميركي إلى كل من اليابان وكوريا الجنوبية. وتزامن ذلك مع إعلان بكين أن وزير الخارجية الصيني وانغ يي، أجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره الكوري الجنوبي بارك جين، وأبلغه بأن قانوني «تشيبس» والعلوم وخفض التضخم الأميركيين، «يضران بالحقوق والمصالح المشروعة» لدول منها الصين وكوريا الجنوبية. ورأى أنه «يتعين على كل الدول أن تقاوم بشكل مشترك مثل هذا التفكير الذي عفا عليه الزمن والذي يتضمن مناهضة للعولمة، والتنمر من جانب واحد، وأن تحافظ بشكل مشترك على التعددية الحقيقية وتمارسها».


مقالات ذات صلة

بايدن يستضيف رئيس الفلبين لمواجهة تصاعد التوترات مع الصين

الولايات المتحدة​ بايدن يستضيف رئيس الفلبين لمواجهة تصاعد التوترات مع الصين

بايدن يستضيف رئيس الفلبين لمواجهة تصاعد التوترات مع الصين

في تحول كبير نحو تعزيز العلاقات الأميركية - الفلبينية، يستضيف الرئيس الأميركي جو بايدن، الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس جونيور، في البيت الأبيض مساء الاثنين، في بداية أسبوع من اللقاءات رفيعة المستوى، تمثل تحولاً في العلاقة بين البلدين التي ظلت في حالة من الجمود لفترة طويلة. زيارة ماركوس لواشنطن التي تمتد 4 أيام، هي الأولى لرئيس فلبيني منذ أكثر من 10 سنوات.

هبة القدسي (واشنطن)
العالم الحرب الباردة بين أميركا والصين... هل تتغيّر حرارتها؟

الحرب الباردة بين أميركا والصين... هل تتغيّر حرارتها؟

من التداعيات المباشرة والأساسية للحرب في أوكرانيا عودة أجواء الحرب الباردة وبروز العقلية «التناحرية» التي تسود حالياً العلاقة بين الولايات المتحدة والصين. ومع كل ما يجري في العالم، نلمح الكثير من الشرارات المحتملة التي قد تؤدي إلى صدام بين القوتين الكبريين اللتين تتسابقان على احتلال المركز الأول وقيادة سفينة الكوكب في العقود المقبلة... كان لافتاً جداً ما قالته قبل أيام وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين وشكّل انعطافة كبيرة في مقاربة علاقات واشنطن مع بكين، من حيّز المصالح الاقتصادية الأميركية إلى حيّز الأمن القومي.

أنطوان الحاج
الاقتصاد الشركات الأميركية في الصين  تخشى مزيداً من تدهور علاقات البلدين

الشركات الأميركية في الصين تخشى مزيداً من تدهور علاقات البلدين

تخشى الشركات الأميركية في الصين بشكل متزايد من مزيد من التدهور في العلاقات بين البلدين، وفقاً لدراسة استقصائية أجرتها غرفة التجارة الأميركية في الصين. وأعرب 87 في المائة من المشاركين في الدراسة عن تشاؤمهم بشأن توقعات العلاقة بين أكبر الاقتصادات في العالم، مقارنة بنسبة 73 في المائة في استطلاع ثقة الأعمال الأخير. ويفكر ما يقرب من ربع هؤلاء الأشخاص، أو بدأوا بالفعل، في نقل سلاسل التوريد الخاصة بهم إلى دول أخرى.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد دعوات أميركية للحد من اعتماد الدول الغنية على السلع الصينية

دعوات أميركية للحد من اعتماد الدول الغنية على السلع الصينية

من المتوقع أن يبحث قادة مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى في قمتهم المقررة باليابان الشهر المقبل، الاتفاق على تحديد رد على التنمر الاقتصادي من جانب الصين.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الصين تنتقد «الإكراه الاقتصادي» الأميركي

الصين تنتقد «الإكراه الاقتصادي» الأميركي

انتقدت بكين الجمعة، عزم واشنطن فرض قيود جديدة على استثمارات الشركات الأميركية في نظيرتها الصينية، معتبرة أن خطوة كهذه هي أقرب ما يكون إلى «إكراه اقتصادي فاضح وتنمّر تكنولوجي». وتدرس إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، برنامجاً لتقييد استثمارات خارجية أميركية، بما يشمل بعض التقنيات الحسّاسة التي قد تكون لها آثار على الأمن القومي. وتعاني طموحات الصين التكنولوجية أساساً من قيود تفرضها الولايات المتحدة ودول حليفة لها، ما دفع السلطات الصينية إلى إيلاء أهمية للجهود الرامية للاستغناء عن الاستيراد في قطاعات محورية مثل أشباه الموصلات. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ونبين، إن «الولايات المتحد

«الشرق الأوسط» (بكين)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.