روسيا تتوقع تراجع تركيا عن عملية شمال سوريا

مسؤول أميركي سابق يحذر من انهيار العلاقة مع أنقرة إذا مضت قدماً

رجب طيب إردوغان (د.ب.أ)
رجب طيب إردوغان (د.ب.أ)
TT

روسيا تتوقع تراجع تركيا عن عملية شمال سوريا

رجب طيب إردوغان (د.ب.أ)
رجب طيب إردوغان (د.ب.أ)

في وقت توقعت روسيا، أمس، تراجعَ تركيا عن عملية محتملة ضد «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في شمال سوريا، حذَّر مسؤولٌ أميركيٌّ سابق من «انهيار» علاقة واشنطن وأنقرة إذا مضت العملية قدماً.
ونقلت وسائلُ إعلامٍ تركية عن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، أمس، أنَّ بلاده تواصلَ إقناع الجانب التركي بعدم البدء في العملية البرية، شمال سوريا، مؤكداً أنَّ هناك نجاحات تحققت في هذا الاتجاه و«سنبقى على اتصال».
ورأى المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف، أنَّ «هناك احتمالاً لعدول تركيا عن القيام بعملية برية في سوريا»، رغم أنَّ أنقرة لم تقدم مثل هذه التأكيدات.
وفي اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الأحد، أكَّد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أولويةَ تطهير الحدود السورية مع تركيا من «الإرهابيين» بعمق 30 كيلومتراً على الأقل. وناقش مجلس الوزراء التركي في اجتماعه، الاثنين، برئاسة إردوغان، الوضع في شمال سوريا والتطورات على الحدود، ونتيجة المشاورات والاتصالات مع الجانبين الروسي والأميركي.
في غضون ذلك، حذَّر المبعوث الأميركي السابق إلى سوريا جيمس جيفري، من انهيار العلاقات التركية - الأميركية جراء تهديدات أنقرة بشنّ عملية برية ضد قوات «قسد». ولفت، في مقال بمجلة «فورين بوليسي» الأميركية، إلى أنَّ توغلاً تركياً في سوريا «يمكن أن يقوض العمليات» ضد تنظيم «داعش»، خصوصاً حراسة «قسد» لآلاف السجناء من التنظيم وأفراد أسرهم.

... المزيد
 


مقالات ذات صلة

«قصف إسرائيلي» يُخرج مطار حلب من الخدمة

المشرق العربي «قصف إسرائيلي» يُخرج مطار حلب من الخدمة

«قصف إسرائيلي» يُخرج مطار حلب من الخدمة

أعلنت سوريا، أمس، سقوط قتلى وجرحى عسكريين ومدنيين ليلة الاثنين، في ضربات جوية إسرائيلية استهدفت مواقع في محيط مدينة حلب بشمال سوريا. ولم تعلن إسرائيل، كعادتها، مسؤوليتها عن الهجوم الجديد الذي تسبب في إخراج مطار حلب الدولي من الخدمة.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي لا تأكيد أميركياً لقتل تركيا زعيم «داعش» في سوريا

لا تأكيد أميركياً لقتل تركيا زعيم «داعش» في سوريا

في حين أعلنت الولايات المتحدة أنها لا تستطيع تأكيد ما أعلنته تركيا عن مقتل زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي أبو الحسين الحسيني القرشي في عملية نفذتها مخابراتها في شمال سوريا، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن قوات بلاده حيدت (قتلت) 17 ألف إرهابي في السنوات الست الأخيرة خلال العمليات التي نفذتها، انطلاقاً من مبدأ «الدفاع عن النفس».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي إردوغان يعلن مقتل «الزعيم المفترض» لتنظيم «داعش» في سوريا

إردوغان يعلن مقتل «الزعيم المفترض» لتنظيم «داعش» في سوريا

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، يوم أمس (الأحد)، مقتل «الزعيم المفترض» لتنظيم «داعش» في سوريا خلال عملية نفذتها الاستخبارات التركية. وقال إردوغان خلال مقابلة متلفزة: «تم تحييد الزعيم المفترض لداعش، واسمه الحركي أبو الحسين القرشي، خلال عملية نفذها أمس (السبت) جهاز الاستخبارات الوطني في سوريا». وكان تنظيم «داعش» قد أعلن في 30 نوفمبر (تشرين الأول) مقتل زعيمه السابق أبو حسن الهاشمي القرشي، وتعيين أبي الحسين القرشي خليفة له. وبحسب وكالة الصحافة الفرنيسة (إ.ف.ب)، أغلقت عناصر من الاستخبارات التركية والشرطة العسكرية المحلية المدعومة من تركيا، السبت، منطقة في جينديرس في منطقة عفرين شمال غرب سوريا.

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)
المشرق العربي الرئيس التونسي يعيّن سفيراً جديداً لدى سوريا

الرئيس التونسي يعيّن سفيراً جديداً لدى سوريا

قالت الرئاسة التونسية في بيان إن الرئيس قيس سعيد عيّن، اليوم الخميس، السفير محمد المهذبي سفيراً فوق العادة ومفوضاً للجمهورية التونسية لدى سوريا، في أحدث تحرك عربي لإنهاء العزلة الإقليمية لسوريا. وكانت تونس قد قطعت العلاقات الدبلوماسية مع سوريا قبل نحو عشر سنوات، احتجاجاً على حملة الأسد القمعية على التظاهرات المؤيدة للديمقراطية عام 2011، والتي تطورت إلى حرب أهلية لاقى فيها مئات آلاف المدنيين حتفهم ونزح الملايين.

«الشرق الأوسط» (تونس)
المشرق العربي شرط «الانسحاب» يُربك «مسار التطبيع» السوري ـ التركي

شرط «الانسحاب» يُربك «مسار التطبيع» السوري ـ التركي

أثار تمسك سوريا بانسحاب تركيا من أراضيها ارتباكاً حول نتائج اجتماعٍ رباعي استضافته العاصمة الروسية، أمس، وناقش مسار التطبيع بين دمشق وأنقرة.


اكتشاف مختبر ضخم لتصنيع المخدرات في سوريا يزيح الستار عن أسرار تجارة غير مشروعة

جانب من الكبتاجون الذي تم العثور عليه (أ.ف.ب)
جانب من الكبتاجون الذي تم العثور عليه (أ.ف.ب)
TT

اكتشاف مختبر ضخم لتصنيع المخدرات في سوريا يزيح الستار عن أسرار تجارة غير مشروعة

جانب من الكبتاجون الذي تم العثور عليه (أ.ف.ب)
جانب من الكبتاجون الذي تم العثور عليه (أ.ف.ب)

يقع مختبر لتصنيع المخدرات أعلى تل على طريق رئيسي في الطرف الغربي لدمشق، المدينة التي كانت مقر حكم عائلة الأسد التي نفت منذ فترة طويلة أي صلة لها بتجارة المخدرات.

اتهمت الولايات المتحدة ودول أخرى حكومة الرئيس السابق بشار الأسد في سوريا بالتربح من إنتاج وبيع منشط مسبب للإدمان معروف باسم «الكبتاجون»، الذي انتشر في أنحاء الشرق الأوسط بداية من خطوط المواجهة في الحروب إلى مواقع البناء وحتى في الحفلات الراقية.

جانب من الكبتاجون الذي تم العثور عليه (أ.ف.ب)

ويقول خبراء إن تجارة الكبتاجون تبلغ قيمتها مليارات الدولارات سنوياً، وربطت حكومات غربية التجارة غير المشروعة في سوريا بشقيق الرئيس المخلوع، ماهر الأسد، والفرقة الرابعة من الجيش السوري التي كان يقودها.

ومكان وجود ماهر الأسد غير معروف، ولم تتمكن «رويترز» من الوصول إليه للتعليق على الاتهامات.

وسمح سقوط بشار الأسد، بعد هجوم خاطف لقوات المعارضة، للصحافيين لأول مرة بالبدء في البحث بسوريا عن أدلة على إمبراطورية الكبتاجون.

وفي مستودعات مظلمة شاسعة في مكان مهجور بمدينة دوما، قال مقاتلون شاركوا في الإطاحة بالأسد إنهم عثروا على آلاف من حبوب المخدر مخبأة في قطع الأثاث والفواكه والحصى الملون وأجهزة تثبيت الجهد الكهربائي التي شاهدها مراسلو «رويترز» مكدسة على منصات، فيما تنتظر شاحنة بالخارج.

وحملت العديد من الحبوب شعار الهلال المزدوج أو كلمة «لكزس» التي تميز حبوب الكبتاجون.

جانب من الكبتاجون الذي تم العثور عليه (رويترز)

وقال أحد المقاتلين الموالين لحكام سوريا الجدد الذي اصطحب مراسلي «رويترز» إلى داخل المختبر ثم فتح أحد الأجهزة المعدة للتصدير، ليكشف عن الحبوب المخبأة في الداخل: «هيك عم بيغلفوها... ويبعتوها للدول الأخرى».

قالت كارولين روز، مديرة مشروع تجارة الكبتاجون في معهد نيو لاينز في نيويورك، إن قيمة التجارة العالمية في الكبتاجون تقدر بنحو عشرة مليارات دولار، وتقدر الأرباح السنوية للقيادة السورية المخلوعة منها بنحو 2.4 مليار دولار.

وأضافت روز التي ترصد منظمتها جميع عمليات ضبط الكبتاجون ومداهمات المعامل المسجلة علناً، أن الموقع الذي شاهدته «رويترز» يبدو أنه أحد أكبر معامل الكبتاجون التي تم العثور عليها.

وقالت: «من المحتمل جداً أن يكون الأكبر في المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة النظام في سوريا».

جانب من الكبتاجون الذي تم العثور عليه (أ.ف.ب)

في الداخل كانت هناك آلة لكبس الحبوب، وفي المستودع الذي يقع أعلى المبنى كانت هناك عشرات البراميل والصناديق والزجاجات التي تحتوي على مواد كيميائية مختلفة.

وشملت هذه المواد الكلوروفورم ويوديد البوتاسيوم ومحلول الفورمالديهايد ومحلول الأمونيا وحمض الخليك وحمض الهيدروكلوريك وسيكلوهيكسانون وإيثر البترول 40-60 درجة مئوية.

كان الكبتاجون هو الاسم التجاري لمنشط تم إنتاجه لأول مرة في ألمانيا في ستينات القرن العشرين للمساعدة في علاج مشاكل الانتباه بما في ذلك اضطرابات نقص الانتباه والنوم القهري (الخدار).

وتوقف إنتاجه ولكن استمر إنتاج نسخة غير مشروعة من المخدر تعرف باسم «كوكايين الفقراء» في أوروبا الشرقية، وفي وقت لاحق في العالم العربي، وذاع صيته في الصراع الذي اندلع في سوريا بعد الاحتجاجات المناهضة للحكومة عام 2011.

يعمل الكبتاجون على زيادة التركيز ويقاوم النوم والشعور بالجوع. وتم حظره في عدد من البلدان بما في ذلك الولايات المتحدة، وقد تكون له آثار جانبية ضارة. وأدى انتشاره إلى زيادة تعاطي المخدرات.

جانب من الكبتاجون الذي تم العثور عليه (أ.ف.ب)

قال رجل الأعمال السوري، فارس التوت، إن عائلته كانت تمتلك المصنع قبل الحرب الأهلية في سوريا، عندما بني لإنتاج رقائق البطاطس التي تحمل علامة كابتن كورن.

وقال إن عامر خيتي، رجل أعمال مقرب من ماهر الأسد، استولى على المصنع في عام 2018.

وقال التوت لـ«رويترز»: «حولوه من إنتاج الغذاء إلى إنتاج الكبتاجون الذي قتل أطفال سوريا دعماً للفرقة الرابعة».

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على خيتي في عام 2020 بسبب علاقاته بنظام الأسد. وفرضت بريطانيا عقوبات عليه في عام 2023، قائلة إنه «يدير ويسيطر على عدد من الشركات في سوريا التي تسهل إنتاج وتهريب المخدرات، ومنها الكبتاجون».

جانب من الكبتاجون الذي تم العثور عليه (أ.ف.ب)

ووجد مراسل «رويترز» في مكان الواقعة منشورات انتخابية لمجلس الشعب السوري ملقاة على الأرض، وكان اسم خيتي مدرجاً ضمن المرشحين، فضلاً عن بطاقات انتخابية منفصلة كتب عليها اسمه فقط.

وفي الأيام التي تلت سقوط الأسد، يقول مقاتلو المعارضة إنهم عثروا على عدة مواقع في مختلف أنحاء البلاد حيث يتم إنتاج المخدر وإعداده للتصدير.

وأشارت مقاطع فيديو جرى تداولها عبر الإنترنت من قِبَل حسابات تابعة لهم إلى أنهم أشعلوا النار في الحبوب أو تخلصوا منها في بالوعات الصرف.

وأشارت روز إلى أن منظمتها تتابع جميع عمليات ضبط الكبتاجون المعلن عنها ومداهمات المعامل.

وقالت روز: «حتى سقوط النظام، لم تكن هناك واقعة واحدة مسجلة لعمليات مداهمة معمل في قاعدة بيانات الأراضي التي يسيطر عليها النظام».