لماذا تسعى بريطانيا لتطوير علاقاتها مع أفريقيا؟

بعد حديث وزير الخارجية عن استراتيجية «طويلة الأجل»

جانب من لقاء كليفرلي ممثلي «اليونيسيف» بإثيوبيا في 7 ديسمبر (رويترز)
جانب من لقاء كليفرلي ممثلي «اليونيسيف» بإثيوبيا في 7 ديسمبر (رويترز)
TT
20

لماذا تسعى بريطانيا لتطوير علاقاتها مع أفريقيا؟

جانب من لقاء كليفرلي ممثلي «اليونيسيف» بإثيوبيا في 7 ديسمبر (رويترز)
جانب من لقاء كليفرلي ممثلي «اليونيسيف» بإثيوبيا في 7 ديسمبر (رويترز)

في وقت تشهد فيه قارة أفريقيا زخماً واهتماماً من قوى غربية، أعلنت بريطانيا عما وصفته بـ«استراتيجيات طويلة الأجل لتطوير العلاقات مع القارة»، الأمر الذي اعتبر محاولة من جانب لندن «لتغيير صورتها القديمة في أفريقيا».
وقال جيمس كليفرلي، وزير الخارجية البريطاني، في بيان مساء أول من أمس (السبت)، إن المملكة المتحدة ستتبنى «استراتيجيات طويلة الأجل لتطوير العلاقات مع دول أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية»، في إطار ما وصفه بـ«بناء شراكات مستقبلية».
وحسب البيان، فإن كليفرلي، الذي تولى منصب وزير الخارجية في 6 سبتمبر (أيلول) الماضي، سيلقي، الاثنين، أول خطاب رئيسي في لندن، وسيكرس خلاله لـ«ضرورة بناء استراتيجيات طويلة الأجل للسياسة الخارجية». ويقول وزير الخارجية البريطاني، إنه «يتوجب على المملكة المتحدة أن تطور علاقاتها مع الدول ذات النفوذ المتزايد، والتي ستشكل مستقبل العالم».
وسابقاً، قالت وزارة الخارجية البريطانية إن وزير الخارجية، خلال زيارة قام بها إلى كينيا، وعد بـ«استثمار نزيه وموثوق فيه بالقارة». وذكرت أن المملكة المتحدة ستعلن عن «دعم جديد لصندوق التنمية الأفريقي (ADF) بهدف مساعدة المجتمعات الأفقر في أفريقيا على تنمية اقتصاداتها وخلق فرص العمل وتحسين الرعاية الصحية».
وخلال زيارة لوزير الخارجية البريطاني لإثيوبيا الأسبوع الماضي، أعلنت بريطانيا عن «استعدادها لتقديم مزيد من الدعم لعملية السلام في إثيوبيا». وقبيل زيارته لكل من إثيوبيا وكينيا، قال كليفرلي، الذي تتحدّر والدته من سيراليون، في مقال لصحيفة «إيفينيغ ستاندرد» الأربعاء الماضي، إن والدته الراحلة «سافرت في الستينات من القرن الماضي، من سيراليون إلى لندن لتتدرب على التمريض. واليوم، أسافر إلى كينيا في أول زيارة لي إلى أفريقيا جنوب الصحراء بصفتي وزيراً للخارجية». وأضاف أنه «لطالما كانت أفريقيا جزءاً من حياته، لكن هذه ليست زيارة مدفوعة بالمشاعر الشخصية، بل بالبراغماتية التطلعية، مع الاعتراف بأن الاستثمار في البلدان الأفريقية الرئيسية والشراكة معها يوفران فوائد ضخمة للمملكة المتحدة».
ويرى رامي زهدي، الخبير في الشؤون الأفريقية، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «بريطانيا عاقدة العزم على محاولة تغيير صورتها القديمة في أفريقيا». وقال إنه «في سياق الأزمة الاقتصادية التي يعيشها العالم، تبرز أفريقيا كقوة استراتيجية من الناحية الاقتصادية، حيث القارة لا تزال مليئة بالفرص، وستعمل بريطانيا بالتنسيق مع القوى الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية على الاعتماد على القطاع الخاص لتحقيق طفرة في مناطق نفوذها القديمة على المستويين التجاري والشعبي».
وقبل عامين، انطلقت في العاصمة البريطانية لندن قمة الاستثمار الأفريقي - البريطاني بمشاركة زعماء أكثر من 50 بلداً أفريقياً، وقالت الحكومة البريطانية وقتذاك، إنها ستبلغ القادة الأفارقة والمسؤولين التنفيذيين في الشركات الكبرى بأنها تريد أن تجعل بريطانيا «شريك الاستثمار المفضل لديهم»، كما وعدت بالإعلان عن «اتفاقات بالمليارات».
والشهر الماضي، أعلنت حكومة جنوب أفريقيا عن شراكة مع المملكة المتحدة في مجالات الصحة والعلوم. كما التقى رئيسها سيريل رامافوزا برئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، وأجرى الطرفان محادثات حول قضايا التجارة والاستثمار. وأعلنت بريطانيا في الشهر نفسه، أن وكالة تمويل الصادرات البريطانية ستخصص ما يصل إلى 4 مليارات جنيه إسترليني لتعزيز العلاقات التجارية بين المملكة المتحدة والمغرب.
ويوم الجمعة، أعلنت مؤسسة تمويل التنمية في المملكة المتحدة، وصندوق الضمان الأفريقي (AGF)، عن شراكة في اتفاقية بقيمة 75 مليون دولار للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة بجميع أنحاء أفريقيا.
وتتزامن المساعي البريطانية مع استضافة الرئيس الأميركي جو بايدن، أكثر من 40 رئيس دولة أفريقية في واشنطن، بين 13 و15 ديسمبر (كانون الأول) الحالي. وصرح بايدن بأن القمة سوف تُظهر «التزام الولايات المتحدة الدائم تجاه أفريقيا، وزيادة التعاون معها في الأولويات العالمية المشتركة»، التي يعدها مراقبون محاولة «لمواجهة النفوذ الروسي والصيني في القارة».


مقالات ذات صلة

شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

العالم شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

شرطة لندن تقبض على «مسلّح» أمام قصر باكنغهام

أعلنت شرطة لندن، الثلاثاء، توقيف رجل «يشتبه بأنه مسلّح» اقترب من سياج قصر باكينغهام وألقى أغراضا يعتقد أنها خراطيش سلاح ناري إلى داخل حديقة القصر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق شاشة لتوفير خصوصية خلال اللحظة الأهم في تتويج الملك تشارلز

شاشة لتوفير خصوصية خلال اللحظة الأهم في تتويج الملك تشارلز

قال قصر بكنغهام وصناع شاشة جديدة من المقرر استخدامها خلال مراسم تتويج الملك تشارلز الأسبوع المقبل إن الشاشة ستوفر «خصوصية مطلقة» للجزء الأكثر أهمية من المراسم، مما يضمن أن عيون العالم لن ترى الملك وهو يجري مسحه بزيت. فالشاشة ثلاثية الجوانب ستكون ساترا لتشارلز أثناء عملية المسح بالزيت المجلوب من القدس على يديه وصدره ورأسه قبل وقت قصير من تتويجه في كنيسة وستمنستر بلندن في السادس من مايو (أيار) المقبل. وقال قصر بكنغهام إن هذه اللحظة تاريخيا كان ينظر إليها على أنها «لحظة بين الملك والله» مع وجود حاجز لحماية قدسيته.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم استقالة رئيس هيئة «بي بي سي» على خلفية ترتيب قرض لجونسون

استقالة رئيس هيئة «بي بي سي» على خلفية ترتيب قرض لجونسون

قدّم رئيس هيئة «بي بي سي» ريتشارد شارب، أمس الجمعة، استقالته بعد تحقيق وجد أنه انتهك القواعد لعدم الإفصاح عن دوره في ترتيب قرض لرئيس الوزراء آنذاك بوريس جونسون. وقال شارب، «أشعر أن هذا الأمر قد يصرف التركيز عن العمل الجيد الذي تقدّمه المؤسسة إذا بقيت في المنصب حتى نهاية فترة ولايتي». تأتي استقالة شارب في وقت يتزايد التدقيق السياسي في أوضاع «بي بي سي».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

أكد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»، اليوم (الثلاثاء)، أنه يتعين على البريطانيين القبول بتراجع قدرتهم الشرائية في مواجهة أزمة تكاليف المعيشة التاريخية من أجل عدم تغذية التضخم. وقال هيو بيل، في «بودكاست»، إنه مع أن التضخم نجم عن الصدمات خارج المملكة المتحدة من وباء «كوفيد19» والحرب في أوكرانيا، فإن «ما يعززه أيضاً جهود يبذلها البريطانيون للحفاظ على مستوى معيشتهم، فيما تزيد الشركات أسعارها ويطالب الموظفون بزيادات في الرواتب». ووفق بيل؛ فإنه «بطريقة ما في المملكة المتحدة، يجب أن يقبل الناس بأن وضعهم ساء، والكف عن محاولة الحفاظ على قدرتهم الشرائية الحقيقية».

«الشرق الأوسط» (لندن)
«التنمر» يطيح نائب رئيس الوزراء البريطاني

«التنمر» يطيح نائب رئيس الوزراء البريطاني

قدّم نائب رئيس الوزراء البريطاني، دومينيك راب، استقالته، أمس، بعدما خلص تحقيق مستقلّ إلى أنّه تنمّر على موظفين حكوميين. وفي نكسة جديدة لرئيس الوزراء ريشي سوناك، خلص تحقيق مستقلّ إلى أنّ راب، الذي يشغل منصب وزير العدل أيضاً، تصرّف بطريقة ترقى إلى المضايقة المعنوية خلال تولّيه مناصب وزارية سابقة. ورغم نفيه المستمر لهذه الاتهامات، كتب راب في رسالة الاستقالة الموجّهة إلى سوناك: «لقد طلبتُ هذا التحقيق، وتعهدتُ الاستقالة إذا ثبتت وقائع التنمّر أياً تكن»، مؤكّداً: «أعتقد أنه من المهم احترام كلمتي». وقبِل سوناك هذه الاستقالة، معرباً في رسالة وجهها إلى وزيره السابق عن «حزنه الشديد»، ومشيداً بسنوات خدمة

«الشرق الأوسط» (لندن)

33 يوماً أقصر مدة لبابا... أرقام لافتة في تاريخ البابوية

الكرادلة يغادرون بعد القداس الذي ترأسه وزير خارجية الفاتيكان، الكاردينال بييترو بارولين، في اليوم الثاني من تسعة أيام من الحداد على البابا الراحل فرانسيس في ساحة القديس بطرس (أ.ب)
الكرادلة يغادرون بعد القداس الذي ترأسه وزير خارجية الفاتيكان، الكاردينال بييترو بارولين، في اليوم الثاني من تسعة أيام من الحداد على البابا الراحل فرانسيس في ساحة القديس بطرس (أ.ب)
TT
20

33 يوماً أقصر مدة لبابا... أرقام لافتة في تاريخ البابوية

الكرادلة يغادرون بعد القداس الذي ترأسه وزير خارجية الفاتيكان، الكاردينال بييترو بارولين، في اليوم الثاني من تسعة أيام من الحداد على البابا الراحل فرانسيس في ساحة القديس بطرس (أ.ب)
الكرادلة يغادرون بعد القداس الذي ترأسه وزير خارجية الفاتيكان، الكاردينال بييترو بارولين، في اليوم الثاني من تسعة أيام من الحداد على البابا الراحل فرانسيس في ساحة القديس بطرس (أ.ب)

بعد جنازة البابا فرنسيس أمس (السبت)، تتجه الأنظار إلى من سيخلفه. وقبل انتخاب البابا الجديد، فيما يأتي يعض الأرقام اللافتة في تاريخ البابوية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

266: عدد الباباوات منذ بطرس الرسول في القرن الأول. وسيكون خَلَف البابا فرنسيس الحبر السابع والستين بعد المائتين في التاريخ.

50 مليوناً: العدد الإجمالي للمشتركين في 9 حسابات على منصة «إكس» للبابا في لغات مختلفة، من بينهم مليون باللغة اللاتينية. ويتابعه 9.9 مليون شخص عبر «إنستغرام».

1.406 مليار: عدد أتباع الكنيسة الكاثوليكية في العالم سنة 2025.

80 عاماً: السن القصوى التي لا يحقُّ من بعدها للكاردينال أن يصوِّت في المجمع المقدَّس لانتخاب البابا، وهي سن حدَّدها البابا بولس السادس في 1970.

31 عاماً: مدة حبرية البابا بيوس التاسع الإيطالي جوفاني ماريا ماستاي فيريتي، وهي الأطول في التاريخ، مع أن التقليد يقول إن المدة القياسية عائدة إلى بطرس الرسول، أول الباباوات. ويحلُّ في المرتبة الثانية يوحنا بولس الثاني مع 26 سنة (1978- 2005)، ثم ليون الثالث عشر مع 25 سنة (1878- 1903).

33 يوماً: مدة حبرية الإيطالي ألبينو لوتشياني، البابا يوحنا بولس الأول، وهي الأقصر في التاريخ. وقد توفي في سبتمبر (أيلول) 1978 في سن الخامسة والستين. ولُقِّب بطريرك البندقية بـ«البابا المبتسم»، وأُعلنت قداسته في 2022. وعُثر عليه ميتاً في سريره، وغذَّت ظروف وفاته الغامضة نظريات مختلفة.

93 عاماً: سن ليون الثالث عشر عند وفاته في 1903، ما يجعله أكثر الباباوات تقدماً بالسن في التاريخ الحديث. توفي بنديكتوس السادس عشر عن 95 عاماً في نهاية 2022، ولكن لم يكن في منصبه عند وفاته بعدما استقال في 2013.

12 عاماً: عمر بنديكتوس التاسع المقدَّر، وهو يعدُّ أصغر البابوات مع يوحنا الثاني عشر في بداية حبريته الأولى في 1032. وقد حكم 3 مرات.

129: عدد الدول التي زارها يوحنا بولس الثاني خلال 104 رحلات إلى الخارج، وهو عدد قياسي. وكان البابا فرنسيس الحبر الأعظم الأكبر سناً الذي يسافر وهو في المنصب.

سنتان وتسعة أشهر: مدَّة المجمع المقدَّس الأطول في التاريخ. بدأ في 1268 في فيتيربي قرب روما، واختتم في 1271 مع انتخاب غريغوري العاشر. أما المجمع الأقصر فكان في 1939 مع انتخاب بيوس الثاني عشر، في أقل من 24 ساعة.

1929: سنة قيام دولة الفاتيكان في 11 فبراير (شباط)، مع توقيع اتفاق لاتران بين البابا بيوس الحادي عشر والديكتاتور الإيطالي بينيتو موسوليني.

44 هكتاراً: مساحة الفاتيكان، أصغر دول في العالم، الواقعة في قلب روما.