احتفالات بفوز المغرب تنتج إشكالات طائفية في بيروت

نواب الأشرفية استنكروا «غزوة» تعرضت لها... والجيش يتدخل لضبط الوضع

صورة من التجمعات التي تسببت بالإشكال (الوكالة الوطنية للإعلام)
صورة من التجمعات التي تسببت بالإشكال (الوكالة الوطنية للإعلام)
TT
20

احتفالات بفوز المغرب تنتج إشكالات طائفية في بيروت

صورة من التجمعات التي تسببت بالإشكال (الوكالة الوطنية للإعلام)
صورة من التجمعات التي تسببت بالإشكال (الوكالة الوطنية للإعلام)

سارعت القوى الأمنية اللبنانية إلى احتواء تداعيات إشكال حصل ليل أول من أمس، تخلله تضارب بين شبان مسلمين ومسيحيين على خلفية الاحتفال بفوز منتخب المغرب على البرتغال وتأهله إلى دور نصف النهائي بكأس العالم، وسط دعوات سياسية لتجنب تكرار ما حصل.
وتوجه شبان على دراجات نارية من منطقة طريق الجديدة (ذات الغالبية السنية) نحو منطقة الأشرفية (ذات الغالبية المسيحية) احتفالاً بفوز المغرب؛ ما أدى إلى مواجهات مع شبان من المنطقة.
وقد أظهرت مقاطع الفيديو، التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، تضارباً بالأيدي بين الشبان قبل أن تتدخل عناصر الجيش اللبناني لتهدئة الوضع والفصل بين الطرفين، بينما أشارت معلومات إلى سقوط عدد من الجرحى.
ولقي الحادث ردود فعل رافضة ومستنكرة ومحذرة من الفتنة، حيث قال النائب في الأشرفية في حزب «الكتائب اللبنانية» نديم الجميل، إن «ما حصل في الأشرفية ليس احتفالاً بتأهل المغرب الذي أفرحنا، ولكن له دلالات أخرى لا نقبلها، وندعو القوى الأمنية لبسط وجودها؛ لتفادي ما هو أبعد من الرياضة».
واستنكر النائب في حزب «القوات اللبنانية» غسان حاصباني في بيان، ما وصفه بـ«الاستفزاز لتحريك الغرائز الطائفية»، مؤكداً: «الأشرفية ليست ساحة للاستباحة، وأهلها ليسوا متفرجين على الأحداث، رغم تعلقهم بالسلام وحب الحياة، وإيمانهم المنطلق من المحبة والتسامح... ما حصل من استفزاز لتحريك الغرائز الطائفية بحجة كرة القدم عليه ألا يتكرر، كي لا يستجر ردات فعل عفوية قاسية على المرتكبين»، وأكد: «الأشرفية ليست ممراً للفتن بين أهل الوطن».
وتحدث النائب هاكوب ترزيان، في بيان، عن أجواء الفرح التي تعم الأشرفية في فترة عيد الميلاد، وقال: «ما حصل بالأمس احتفاء بفوز المغرب الذي أفرحنا، لا يرتقي إلى مستوى ما يجري في الساحة... صحيح ساحة الضيق تتسع لمائة صديق، ولكن كان الأجدر بمن زارها مساء السبت الارتقاء لمستوى الحدث الذي يجري في الساحة. من هنا ندعو اللبنانيين جميعاً إلى اليقظة لعدم الوقوع في المحظور الذي نحن بغنى عنه».
كما علق النائب جهاد بقرادوني في بيان، على ما جرى، مؤكداً أن «الأشرفية ليست مكسر عصا، ولا هي فشة خلق، ولا هي ساحة مباحة ومتاحة لاستفزازات وممارسات أقل ما يقال فيها إنها مرفوضة وممجوجة، ليس من أبناء الأشرفية فحسب، بل من اللبنانيين جميعاً».
وأضاف: «بصرف النظر عمن قام بها، سواء زعرنات أو عن سابق تصور وتصميم، فإن النتيجة والانعكاسات والمضاعفات نفسها، مزيد من التوتر والتشنج، الجميع بغنى عنها، خصوصاً في أجواء الأعياد التي تستدعي مزيداً من الاستقرار والاطمئنان».
وشكر بقرادوني جهود القوى الأمنية والعسكرية، داعياً إياها إلى «القيام بدور استباقي لتفادي تكرار الوصول إلى ما حدث السبت».
من جهته، كتب النائب السابق فارس سعيد عبر «تويتر»: «الذي أخذ قرار غزوة الأشرفية الليلة غشيم، ولا يعرف لبنان... فائض القوّة يقف عند حدود الطوائف الأخرى. تحيّة لشباب الأشرفيّة».
وفي الإطار نفسه، شددت أمانة الإعلام في حزب «الوطنيين الأحرار»، في بيان، على أن «الأشرفية ليست صندوق بريد، الأشرفية ليست ممراً للغوغائيين، فلا الحوارات المفروضة تمر عبر الأشرفية ولا غيرها. إن لم تقرأوا التاريخ فاسألوا من سبقكم».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

لبنان: التعيينات الأمنية بالتوافق... والإدارية بآلية جديدة

اجتماع سابق بين الرئيس اللبناني جوزيف عون ورئيس البرلمان نبيه برّي (الرئاسة اللبنانية)
اجتماع سابق بين الرئيس اللبناني جوزيف عون ورئيس البرلمان نبيه برّي (الرئاسة اللبنانية)
TT
20

لبنان: التعيينات الأمنية بالتوافق... والإدارية بآلية جديدة

اجتماع سابق بين الرئيس اللبناني جوزيف عون ورئيس البرلمان نبيه برّي (الرئاسة اللبنانية)
اجتماع سابق بين الرئيس اللبناني جوزيف عون ورئيس البرلمان نبيه برّي (الرئاسة اللبنانية)

تنصب الجهود في لبنان حالياً لإنجاز التعيينات العسكرية والأمنية، وبالتحديد تلك التي تطال قادة الأجهزة، خلال الأسبوع الجاري. وتحصل هذه التعيينات عادة بالتوافق بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس المجلس النيابي. لكن، بحسب المعلومات، فإن الاسم الذي لا يزال يؤخر عقد جلسة مجلس الوزراء لإقرار هذه التعيينات، هو اسم مدير عام الأمن العام. وتشير مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إلى تجاذب بعيد عن الأضواء بين رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي بخصوص هذا الاسم الذي درج العرف أن يكون مارونياً قبل أن تؤدي تسوية سياسية في عام 1998 لإعطاء الموقع للطائفة الشيعية، مقابل تخلي الشيعة عن منصب مدير عام أمن الدولة.

وتشير المعلومات إلى أن قيادة الجيش حُسمت لصالح مدير العمليات في الجيش العميد رودولف هيكل، في حين يتنافس اسمان على المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، وهما العميد محمود قبرصلي، والعميد رائد عبد الله.

آلية شفافة للتعيينات الإدارية

وتختلف التعيينات الأمنية والعسكرية عن التعيينات الإدارية؛ إذ يُنتظر أن تُقر في الأيام المقبلة آلية جديدة لإنجاز هذه التعيينات، بحيث تلحظ دوراً أساسياً لمجلس الخدمة المدنية ووزارة الدولة لشؤون التنمية الإدارية.

وقال وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية الدكتور فادي مكي لـ«الشرق الأوسط» إن وزارته تعمل على «آلية جديدة للتعيينات الإدارية، وستكون بتنسيق تام مع رئيس مجلس الوزراء ومجلس الخدمة المدنية، وهي ترتكز بالأساس على ما أقرّه قانون عام 2020، مع الأخذ بملاحظات المجلس الدستوري الذي كان قد أبطل القانون بعد الطعن فيه»، لافتاً إلى أن «الآلية المنشودة ستكون مبتكرة؛ لأنها ستراعي صلاحيات الوزير المختص كما صلاحيات مجلس الوزراء».

من لقاء سابق بين رئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام (الرئاسة اللبنانية)
من لقاء سابق بين رئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام (الرئاسة اللبنانية)

وكان مجلس النواب أقرّ في مايو (أيار) 2020 قانوناً للتعيينات الإدارية، إلا أن رئيس الجمهورية السابق ميشال عون طعن فيه أمام المجلس الدستوري الذي قبل الطعن في وقته، وأبطل القانون بحجة مخالفته الدستور.

وكان رئيس الحكومة نواف سلام أعلن أخيراً بعد اجتماع مجلس الوزراء أنه «تم الاتفاق على اعتماد آلية شفافة بشأن ملف التعيينات»، في حين قال رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء إن هذا المجلس هو الذي «يملك مرجعية القرار وليس الأحزاب أو الطوائف».

«آلية الوزير فنيش»

يوضح الخبير الدستوري المحامي الدكتور سعيد مالك أن «التعيينات الأمنية لا تجري ضمن آلية محددة، إنما بالاتفاق بين الرؤساء الثلاثة. فقيادة الجيش مثلاً من المواقع المحسوبة على رئيس الجمهورية، فهو الذي يختار الاسم الذي يُعين من قبل مجلس الوزراء. حتى بقية قادة الأجهزة الأمنية يخضعون للاتفاق السياسي، ولا آلية على الإطلاق يتوجب اعتمادها».

ويشير مالك في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «بالنسبة للتعيينات الإدارية، فهناك آلية كانت قد اعتُمدت من قبل حكومة الرئيس سعد الحريري في عام 2010 وعُرفت بـ(آلية الوزير فنيش)، وتمر عبر مجلس الخدمة المدنية ووزير شؤون التنمية الإدارية والوزير المختص، بحيث تُستقبل الطلبات ويتم إجراء مقابلات شفهية مع الناجحين حتى يُصار إلى اختيار اسمين، يضيف إليهما الوزير المعنيّ اسماً، وتُعرض على مجلس الوزراء ليختار منها واحداً». ولفت مالك إلى أن «أكثرية الحكومات لم تعتمد هذه الآلية؛ لأنها ليست بقانون».

المراكز الشاغرة

تنقسم التعيينات في وظائف الفئة الأولى مناصفة بين المسلمين والمسيحيين وفق ما ينصّ عليه «اتفاق الطائف». وبحسب «الدولية للمعلومات»، فإنه يبلغ عدد مراكز الفئة الأولى الشاغرة نحو 47 مركزاً، في حين تشير الإحصاءات إلى أن «هناك نحو 270 مركزاً شاغراً من أصل 600 مركز في الفئتين الثانية والثالثة». كما تعاني 69 سفارة لبنانية في العالم من فراغ في مركز السفير.

ولا تقل التعيينات المرتقبة في السلطة القضائية أهمية عن تلك الإدارية والأمنية؛ إذ باتت هذه السلطة شبه معطلة جرّاء الفراغ الذي يعمّ أهم المواقع فيها.