معرض «ترافلر» ليمنى شامي... رحلة سفر في 12 بلداً

يمنى شامي كليمنصو في معرضها الفوتوغرافي «ترافلر» (الشرق الأوسط)
يمنى شامي كليمنصو في معرضها الفوتوغرافي «ترافلر» (الشرق الأوسط)
TT

معرض «ترافلر» ليمنى شامي... رحلة سفر في 12 بلداً

يمنى شامي كليمنصو في معرضها الفوتوغرافي «ترافلر» (الشرق الأوسط)
يمنى شامي كليمنصو في معرضها الفوتوغرافي «ترافلر» (الشرق الأوسط)

لم توفّر يمنى شامي كليمنصو، أي فرصة خلال أسفارها لالتقاط صور معرضها الفوتوغرافي «ترافلر» (Traveller) الذي يستضيفه غاليري «آرت ديستريكت» في منطقة الجميزة. فهي تشعر أن موهبتها تتفتح وتنضج خلال السفر فتحلق معها عالياً. تعرفها إلى بلدان ومناطق وشعوب جديدة تحفزها على التصوير. «بينما في البلدان أو الأماكن التي أسكن فيها تذبل موهبتي ولا أشعر بما يحمسني لتصويرها». هكذا تصف يمنى تأثير رحلات السفر على عدسة كاميرتها. يمنى تخصصت في الهندسة الداخلية، ويعد «ترافلر» معرضها الأول في بيروت. وهي المقيمة في باريس. «هناك أقمت معارض كثيرة، وعندما راسلت ماهر عطار صاحب الغاليري وأخبرته عن نيتي بإقامة معرض لأعمالي عنده، جاءني الجواب سلبياً فأحبطت. بعدها بيومين اتصل بي من جديد ليقول لي إنه وعن طريق الخطأ أرسل لي جوابه السلبي. فرحت لأنني كنت متحمسة لإخراج صوري من الحاسوب الآلي كي تتنفس تحت شمس بلادي الأم».
تشبه أعمال يمنى شخصيتها الحقيقية البسيطة والواضحة والقريبة من القلب. سعادتها في إقامة أول معرض لها في مدينتها بيروت ترك أثره الكبير عليها. واغرورقت عيناها بالدموع أكثر من مرة فرحاً وهي تستقبل زوار المعرض. وتعلق: «هو حلم كان يراودني بالعودة إلى بلدي وإقامة معرض فيه، واليوم تحقق».

بعض أعمالها المعروضة في غاليري «آرت ديستريكت» (الشرق الأوسط)

عنونت يمنى أعمالها المصورة بـ«حوار»، و«ذهب»، و«عائلة من الهند»، و«ذا لوك»، و«المثلثات» وغيرها، وتدل مباشرة على موضوع كل منها. بينها ما التقطته في بلاد الهند، ومدغشقر، والفلبين، وأخرى في اليونان، وكوبا وغيرها من البلدان. انتقت من كل بلد ما طبع عينها من طبيعة شعبه وسحر طبيعته وهندسة عماراته.
فتحت الأبواب المغلقة في الهند، ولحقت بمواء هرّ في اليونان، وركضت وراء منحوتة رخامية في مقبرة في بوينس آيرس. أوقفت الزمن أكثر من مرة لتسرق منه تلك اللحظات وتلتقط صورة لمشهد أغرمت به. كاميرتها تتحرك عن سابق حب وعشق لموهبتها، وعن إحساس مرهف يغمرها في كل مرة وضعت فيها عينها على عدستها بعفوية مطلقة. تقول لـ«الشرق الأوسط»: «لا أحب اتباع تقنية المصور المحترف الذي يقيس زوايا صورته ويلحق بالنور من هنا، وبالعتمة من هناك. فأفضل أن أتبع إحساسي، وما تدلني عليه عيناي من دون تردد. أسرق اللحظة من دون تخطيط مسبق، وأوثقها بصورة تخاطب الروح وتغذي ثقافة الرؤيا الفنية».
يتضمن معرض «ترافلر» أكثر من 20 صورة فوتوغرافية تميل إلى موضوعات الطبيعة والإنسان. هنا نشاهد عائلة هندية سعيدة تصيب ناظرها بعدوى الابتسامة تلقائياً. وهناك تأخذك يمنى إلى عالم الصلاة في مدرسة للبودا. وتتنقل بين صورة لتشققات حائط، تحاور رسم شخص حددت ملامحه بالأسود. وتتوقف أمام أخرى تكتشف فيها الطبيعة الذهبية لمدغشقر. فيما أشخاص يمثلون أبطال الغرب، وآخرون من أفريقيا لفتها الـ«لوك» المختلف الذي يتمتعون به. وفي مجموعة صور بالأبيض والأسود تبرز يمنى حرفيتها الفطرية، فندخل معها عالم الـ«باباراتزي»، وفي ثانية نلج عالم الطفولة، وفي أخرى تتعرف إلى الزي الهندي الأنثوي التقليدي، وكذلك إلى رجل «كاوبوي» يدخن السيجار الكوبي. محطات منوعة تؤلف معرض «ترافلر» ليمنى شامي، ستحب أن تعود إلى مشاهدتها أكثر من مرة كي تغوص في عالم السفر التصويري.

تبحث يمنى شامي عن الاختلاف لتصويره وإبراز جماليته (الشرق الأوسط)

حالياً تمكث يمنى نحو شهر كامل في لبنان بعد غياب، عنه وتخطط للتجول في عدد من بلداته وقراه، كي تسير عين كاميرتها في مساحاته الشاسعة كما تقول. وتضيف: «أفكر أيضاً في منطقة الجميزة القديمة الموازية بموقعها للشارع الرئيسي فيها. فهي غنية ببيوت تراثية وأزقة وأحياء عريقة فتحت شهيتي على تصويرها». وماذا بعد بيروت؟ «سأعود قريباً بعد أن أنهي جولة سفر إلى السنغال. فقد فضلتها على رحلة نيوزلندا، لأن ناسها مختلفون ودافئون، وفيهم الكثير من البراءة. فأنا باحثة دائمة عن المختلف الذي لم تعتد عيني على مشاهدته في أوروبا حيث أقيم».


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

السعودية تحقّق هدف 2030 بتسجيل 8 مواقع تراثية بـ«اليونسكو»

قرية «الفاو» ثامن المواقع التراثية السعودية على قائمة «اليونسكو» (واس)
قرية «الفاو» ثامن المواقع التراثية السعودية على قائمة «اليونسكو» (واس)
TT

السعودية تحقّق هدف 2030 بتسجيل 8 مواقع تراثية بـ«اليونسكو»

قرية «الفاو» ثامن المواقع التراثية السعودية على قائمة «اليونسكو» (واس)
قرية «الفاو» ثامن المواقع التراثية السعودية على قائمة «اليونسكو» (واس)

نجحت السعودية في تحقيق مستهدف «رؤية 2030» بتسجيل 8 مواقع تراثية على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، بعد إدراج منطقة «الفاو» الأثرية (جنوب منطقة الرياض)، السبت، وذلك خلال اجتماعات الدورة السادسة والأربعين للجنة التراث العالمي بمدينة نيودلهي الهندية.

وواصلت هيئة التراث سلسلة إنجازاتها بتسجيل المنظر الثقافي لمنطقة «الفاو» بصفته ثامن موقع ثقافي سعودي ذي قيمة عالمية استثنائية للتراث الإنساني، بعد مدينة «الحِجْر» في العُلا، و«حي الطريف» بالدرعية التاريخية، ومنطقة «جدة التاريخية»، والفن الصخري في حائل، و«واحة الأحساء»، ومنطقة «حِمى الثقافية» بنجران، ومحمية «عروق بني معارض».

وقال الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة، عبر حسابه على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي، إنه بإدراج منطقة «الفاو» الأثرية حقّقت المنظومة الثقافية مستهدف «رؤية 2030» في عدد المواقع السعودية، المسجلة على قائمة التراث العالمي عند 8 مواقع.

ويُسهم نجاح السعودية بتسجيل تلك المواقع على القائمة العالمية خلال السنوات الماضية في اجتذاب مزيد من الضوء على ثراء التراث الطبيعي والبيئي الذي تتمتع به البلاد، ويضاعف من انتباه العالم والزوار إليها، بالإضافة إلى تعزيز العمل لحماية التنوع البيئي، وترجمة مبادراتها النوعية لصون البيئة وحمايتها.

وأكد وزير الثقافة، في تصريح له، أن هذه الخطوة تعكس ما يحظى به التراث السعودي من دعم واهتمام كبيرين من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.

وأضاف أن تسجيل عناصر التراث الثقافي بقوالبه المادية وغير المادية لدى «اليونسكو» يأتي انطلاقاً من عُمق السعودية التاريخي، ويُترجم دورها الريادي في خدمة التراث الإنساني العالمي المشترك، تحت مظلة «رؤية 2030» التي شدّدت على أهمية الاعتزاز بالهوية الوطنية التي يُعد التراث الوطني بجميع قوالبه أحد مكوناتها الرئيسية.

قرية «الفاو» شهدت استيطان عدد من الممالك والحضارات القديمة (واس)

ونوّه الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان بأن «السعودية تدرك أهمية التراث والحفاظ عليه، وتثقيف العالم به؛ لخلق أساسٍ صلب للحاضر، ورسم خريطة طريق للعمل نحو المستقبل»، مبيناً أن الهيئة تدعم جهود تطوير الأصول الوطنية التراثية، وتوليها اهتماماً عالياً؛ لزيادة الوعي بها، والحفاظ عليها، لضمان استدامتها وتناقلها للأجيال القادمة.

وتقع منطقة «الفاو» على أطراف الربع الخالي في محافظة وادي الدواسر جنوب منطقة الرياض، وتمتد على مساحة محمية تبلغ 50 كم2، وتحيطها منطقة عازلة بمساحة 275 كم2، عند تقاطع صحراء الربع الخالي وتضاريس سلسلة جبال طويق التي تشكل ممراً ضيقاً يسمى «الفاو».

وكان الموقع عاصمة مملكة كندة الأولى، التي كان لها دور كبير في الجزيرة العربية من منتصف القرن الأول قبل الميلاد حتى مطلع القرن الرابع الميلادي. ويُعد من أكبر المواقع الأثرية وأشهرها في السعودية، وواحدة من أهمها على مستوى العالم، بما تحمله من إرث ثقافي ومكانة تاريخية.

قرية «الفاو» كانت عاصمة مملكة كندة القديمة في الجزيرة العربية (واس)

وتكمن أهميته -قديماً- بكونه مركزاً تجارياً مهماً، وملتقى قوافل تحمل المعادن والحبوب والنسيج، وهذه نقطة عبور للقوافل التي تبدأ من مملكة سبأ ومعين وقتبان وحضرموت وحمير متجهة إلى نجران، ومنها إلى قرية «الفاو» ومنها إلى الأفلاج، فاليمامة ثم تتجه شرقاً إلى الخليج وشمالاً إلى وادي الرافدين وبلاد الشام.

ويتضمّن مظاهر متنوعة فيها تفاعل الإنسان مع بيئته، منها أدلة أثرية تعود إلى عصر فجر التاريخ، ومقابر كبيرة بتشكيلاتٍ واضحة تتوافق مع التصنيفات الأثرية التي تعود إلى فترات زمنية قديمة، كذلك عناصر حضارية ومعمارية تُنسب إلى مدينة القوافل التي وُجدت في القرية، ومنها واحة قديمة احتوت على أنظمة الري، وهي معززة بمجموعة استثنائية من الاكتشافات الأثرية والفنون الصخرية، والنقوش الكتابية القديمة.

وجاء نجاح تسجيل الموقع نتيجة الجهود الكبيرة التي بذلها وفد السعودية لدى «اليونسكو»، بقيادة «هيئة التراث»، وبالتعاون مع «اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم»، وإمارة منطقة الرياض، و«المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية»، و«جامعة الملك سعود»، و«المجتمع المحلي» لمحافظة وادي الدواسر.

قرية «الفاو» تحمل إرثاً ثقافياً ومكانة تاريخية (واس)

وتبذل الهيئة جهوداً حثيثة للمحافظة على التراث الثقافي الغني للسعودية، والتعريف بمواقعه داخلياً وخارجياً؛ لتعكس الغنى التراثي والتاريخي للبلاد التي تثبت أنها كانت موطناً لكثير من الحضارات الإنسانية المتعاقبة على مر التاريخ.