احتجاجات في تونس لمعارضي الانتخابات البرلمانية

جانب من الاحتجاجات التي عرفتها شوارع تونس العاصمة أمس (رويترز)
جانب من الاحتجاجات التي عرفتها شوارع تونس العاصمة أمس (رويترز)
TT

احتجاجات في تونس لمعارضي الانتخابات البرلمانية

جانب من الاحتجاجات التي عرفتها شوارع تونس العاصمة أمس (رويترز)
جانب من الاحتجاجات التي عرفتها شوارع تونس العاصمة أمس (رويترز)

شهد شارع بورقيبة وسط العاصمة التونسية، أمس، مسيرتين احتجاجيتين كبيرتين تشتركان في الدوافع والأهداف والشعارات، ومعارضة الرئيس قيس سعيد، ورفض الانتخابات التشريعية المقررة السبت المقبل، والتمسك بمقاطعتها، وتحميل مسؤولية تدني الوضع الاجتماعي والاقتصادي للسلطة القائمة.
وتحسباً لتطورات هاتين المسيرتين، شهد وسط العاصمة وجُل المداخل المؤدية إليها، تعزيزات أمنية مكثفة، وتم تركيز وحدات أمنية بمختلف مداخل الأزقة المتفرعة من شارعي الحبيب ثامر والحبيب بورقيبة، بعد إقفالها أمام السيارات، إضافة إلى تخصيص وحدات أمنية لتفتيش المارة، كما تم غلق شارع الحبيب بورقيبة أمام السيارات.
وانطلقت المسيرة الأولى التي دعت لها «جبهة الخلاص الوطني» التي تتزعمها حركة «النهضة» من ساحة العملة القريبة من وسط العاصمة، ورفعت شعار «مسيرة الإنقاذ»، وهي المسيرة التي دعت «النهضة» أنصارها ومنخرطيها قبل أيام للمشاركة فيها بكثافة «من أجل تخليص تونس من العبث والتفقير والإفلاس»، على حد تعبيرها.
وقالت قيادات «جبهة الخلاص» إن المسيرة جاءت «للتمسّك بحقوق الإنسان، وبالحق في الحريّة والديمقراطية ودولة القانون، ورفضاً لمسرحية الانتخابات المغشوشة»، بينما قال السياسي المخضرم وزعيم الجبهة، أحمد نجيب الشابي، أمام المتظاهرين: «أي مجلس (برلمان) بلا صلاحيات! برلمان مسخ في إطار دستور مسخ».
وتابع الشابي قائلاً: «الجبهة تناشد كل التونسيين ألا يذهبوا إلى الاقتراع، وأن يقاطعوه بالكامل... وثقتنا كبرى في أن المواطنين لن يذهبوا للمشاركة في الانتخابات... لديهم هموم أخرى حياتية». في إشارة إلى الأزمة الاقتصادية والغلاء، وارتفاع الأسعار، والبطالة، وغيرها. بدوره، قال نور الدين البحيري، القيادي في حركة «النهضة» ووزير العدل السابق، في تصريح إعلامي، إن نظام الرئيس سعيد «معزول»، مشدداً على أن قرار مقاطعة الانتخابات «قرار وطني واسع. والعملية الانتخابية المزمع إجراؤها زائفة، ولا تعبر عن الشعب التونسي». ودعا إلى «تنظيم انتخابات تشريعية نزيهة، وانتخابات رئاسية سابقة لأوانها».
في السياق ذاته، أكد عبد اللطيف المكي، رئيس حزب «العمل والإنجاز» ووزير الصحة السابق، أن المسيرة التي دعت لها «جبهة الخلاص الوطني» هي للتعبير عن استمرار الإرادة الشعبية في رفض قرارات الرئيس سعيد، وتأتي «تحت شعار الإنقاذ، ورحيل منظومة الحكم الحالية»، مشدداً على أن المعارضة «تجاوزت مرحلة المطالبة بالإصلاحات، إلى مرحلة إنقاذ تونس من كل الأزمات المالية والاقتصادية والاجتماعية التي تؤكد أن البلاد في مسار سيئ جداً».
أما المسيرة السلمية الثانية، فقد انطلقت من ساحة الباساج، وكانت من تنظيم 5 أحزاب، هي: « العمال»، و«الجمهوري»، و«التيار الديمقراطي»، و«التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات»، و«القطب»، وقد أكد مسيِّروها أنها جاءت لـ«الدفاع عن الديمقراطية، ورفض المهزلة الانتخابية، وصون الحقوق والحريات العامة والفردية... وهي تحمل شعار (حريات، حريات)».
وقال غازي الشواشي، رئيس حزب «التيار الديمقراطي»، إن الأحزاب الخمسة المشاركة في هذه المسيرة تهدف من خلال هذه الاحتجاجات إلى الدفاع عن حق التونسيين في حكم ديمقراطي، مؤكداً أنهم رفضوا أن يكون موعد التظاهر هو 17 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أي يوم الاقتراع، حتى لا يتم اتهامهم من طرف الشعب بالتشويش على الموعد الانتخابي، كما أن هذا التاريخ يعتبر رمزياً بالنسبة للبلاد؛ لأنه تاريخ اندلاع الثورة التونسية على حد تعبيره.
وندد المشاركون في هاتين المسيرتين المنفصلتين بتدني الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، وتأزم المشهد السياسي في البلاد، رافعين شعارات ضد السلطة القائمة، وأخرى تنتقد بشكل خاص حكومة نجلاء بودن، ومشروع قانون مالية 2023، إضافة إلى لافتات كُتب عليها: «علو شاهق في نسبة البطالة»، و«علو شاهق في نسبة التضخم».
على صعيد متصل، انتقدت عبير موسي، رئيسة الحزب «الدستوري الحر» المعارض، بدورها، العملية الانتخابية في تونس، قائلة إنها «بلا شرعية، ولا يمكن الاعتراف بها». وكشفت خلال مؤتمر صحافي عقدته أول من أمس، اعتزام حزبها «مقاضاة كل المشاركين في العملية الانتخابية لدى القضاء التونسي والدولي»، موضحة أن الحزب يعمل على تقديم شكوى للمنظمات الدولية ضد كل من سيشارك في هذه العملية الانتخابية، من مترشحين وهيئة عليا مستقلة للانتخابات، والسلطة السياسية والمنظمات الدولية التي ستعمل على مراقبة العملية الانتخابية، المزمع إجراؤها يوم 17 ديسمبر الحالي.


مقالات ذات صلة

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

شمال افريقيا تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على  أمن الدولة»

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

وجه القطب القضائي لمكافحة الإرهاب طلبا رسميا إلى رئيس الفرع الجهوي للمحامين بتونس لبدء تحقيق ضدّ المحامين بشرى بلحاج حميدة، والعيّاشي الهمّامي، وأحمد نجيب الشابي، ونور الدين البحيري، الموقوف على ذمة قضايا أخرى، وذلك في إطار التحقيقات الجارية في ملف «التآمر على أمن الدولة». وخلفت هذه الدعوة ردود فعل متباينة حول الهدف منها، خاصة أن معظم التحقيقات التي انطلقت منذ فبراير (شباط) الماضي، لم تفض إلى اتهامات جدية. وفي هذا الشأن، قال أحمد نجيب الشابي، رئيس جبهة الخلاص الوطني المعارضة، وأحد أهم رموز النضال السياسي ضد نظام بن علي، خلال مؤتمر صحافي عقدته اليوم الجبهة، المدعومة من قبل حركة النهضة، إنّه لن

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

أعلنت نقابة الصحافيين التونسيين أمس رصد مزيد من الانتهاكات ضد حرية التعبير، مع تعزيز الرئيس قيس سعيد لسلطاته في الحكم، وذلك ردا على نفي الرئيس أول من أمس مصادرة كتب، وتأكيده أن «الحريات لن تهدد أبدا»، معتبرا أن الادعاءات مجرد «عمليات لتشويه تونس». وكان سحب كتاب «فرانكشتاين تونس» للروائي كمال الرياحي من معرض تونس الدولي للكتاب قد أثار جدلا واسعا في تونس، وسط مخاوف من التضييق على حرية الإبداع. لكن الرئيس سعيد فند ذلك خلال زيارة إلى مكتبة الكتاب بشارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة قائلا: «يقولون إن الكتاب تم منعه، لكنه يباع في مكتبة الكتاب في تونس...

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

بعد مصادقة البرلمان التونسي المنبثق عن انتخابات 2022، وما رافقها من جدل وقضايا خلافية، أبرزها اتهام أعضاء البرلمان بصياغة فصول قانونية تعزز مصالحهم الشخصية، وسعي البرلمانيين لامتلاك الحصانة البرلمانية لما تؤمِّنه لهم من صلاحيات، إضافة إلى الاستحواذ على صلاحيات مجلس الجهات والأقاليم (الغرفة النيابية الثانية)، وإسقاط صلاحية مراقبة العمل الحكومي، يسعى 154 نائباً لتشكيل كتل برلمانية بهدف خلق توازنات سياسية جديدة داخل البرلمان الذي يرأسه إبراهيم بودربالة، خلفاً للبرلمان المنحل الذي كان يرأسه راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة». ومن المنتظر حسب النظام الداخلي لعمل البرلمان الجديد، تشكيل كتل برلمانية قبل

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

أكد وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمار أمس، الاثنين، أنه لا مجال لإرساء ديكتاتورية في تونس في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن التونسيين «لن ينتظروا أي شخص أو شريك للدفاع عن حرياتهم»، وفق ما جاء في تقرير لـ«وكالة أنباء العالم العربي». وأشار التقرير إلى أن عمار أبلغ «وكالة تونس أفريقيا للأنباء» الرسمية قائلاً: «إذا اعتبروا أنهم مهددون، فسوف يخرجون إلى الشوارع بإرادتهم الحرة للدفاع عن تلك الحريات». وتتهم المعارضة الرئيس التونسي قيس سعيد بوضع مشروع للحكم الفردي، وهدم مسار الانتقال الديمقراطي بعد أن أقر إجراءات استثنائية في 25 يوليو (تموز) 2021 من بينها حل البرلمان.

المنجي السعيداني (تونس)

رئيس «الوحدة» الليبية يطالب مجدداً بـ«قوانين عادلة» لإجراء الانتخابات

الدبيبة خلال لقائه عدداً من عمداء البلديات (حكومة الوحدة)
الدبيبة خلال لقائه عدداً من عمداء البلديات (حكومة الوحدة)
TT

رئيس «الوحدة» الليبية يطالب مجدداً بـ«قوانين عادلة» لإجراء الانتخابات

الدبيبة خلال لقائه عدداً من عمداء البلديات (حكومة الوحدة)
الدبيبة خلال لقائه عدداً من عمداء البلديات (حكومة الوحدة)

تمسك عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية المؤقتة، مجدداً بضرورة وجود «قوانين عادلة» لإجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية المؤجلة، وغازل عمداء البلديات بـ«الخدمات» من خلال إنهاء وتدشين عدة مشروعات في مناطقهم.

واجتمع الدبيبة في مقر الحكومة بطرابلس العاصمة مع 6 عمداء بلديات، هي الأصابعة وككلة والقواليش والمشاشية ويفرن والقلعة، بالإضافة إلى عدد من أعيانها، لمناقشة عدد من الملفات الخدمية والتنموية والاجتماعية.

وتحدث الدبيبة خلال اللقاء عن دعمه لملف التنمية المحلية واللامركزية، وإقرار عدد من اللوائح والقرارات المنظمة لهذا التوجه المهم، مشدداً على ضرورة توحيد الجهود الوطنية للوصول بالبلاد لانتخابات برلمانية ورئاسية، وفق قوانين عادلة ومتفق عليها، وإنهاء المراحل الانتقالية.

الدبيبة مع عدد من عمداء البلديات (حكومة الوحدة)

ووفقاً لمكتب الدبيبة، فقد استعرض رؤساء الأجهزة التنفيذية أهم المشروعات التنموية بالبلديات الحاضرة، ونسب الإنجاز الفنية والمشروعات المعتمدة في الخطة التنموية المقبلة.

ويأتي لقاء الدبيبة بعمداء البلديات الـ6، عقب يوم من لقائه أعضاء المجلس البلدي يفرن وعدداً من أعيان المدينة. وأثار خلال اجتماعه معهم ضرورة «توحيد الجهود الوطنية لإنجاز الدستور والقوانين الانتخابية العادلة، لتكون المرجعية الوطنية التي تتيح إجراء الانتخابات وإنهاء المراحل الانتقالية».

وخلال الاجتماعين حرص الدبيبة على توجيه أجهزة حكومته لإنجاز مشاريع معطلة بالبلديات، وقال في اللقاء الذي انتهى، مساء الخميس، إن «عمليات الإمداد المائي لبلديات الجبل تحديداً كانت من أولويات الخطة التنموية، ضمن مشروعات (عودة الحياة)، وما زالت مستمرة حتى استكمالها، تقديراً لظروف المنطقة واحتياجاتها لمياه الشرب».

كما وجّه الدبيبة «الأجهزة التنفيذية بإعطاء الأولوية في المشروعات التنموية لقطاعات المياه والصرف الصحي، والمرافق التعليمية والصحية، وإعطاء الأولوية للمشاريع الجارية لضمان استكمالها».

من جهة ثانية، تتواصل في ليبيا تداعيات إيقاف الدبيبة للقائم بالأعمال في السفارة الليبية لدى مصر، محمد عبد العالي، دون مزيد من الأسباب، لكنه كلف مندوب ليبيا لدى جامعة الدول العربية، السفير عبد المطلب إدريس، بتسيير مهام السفارة الليبية.

في غضون ذلك، دعا مجلس النواب الليبي أعضاءه إلى جلسة رسمية، الاثنين المقبل، تُعقد في مدينة بنغازي، لمناقشة بنود جدول أعمال المجلس، حسب عبد الله بليحق المتحدث الرسمي باسم المجلس.

الطاهر الباعور مستقبلاً سفير إيطاليا لدى ليبيا (خارجية الوحدة)

من جهته، التقى الطاهر الباعور، المكلف تسيير وزارة الخارجية بحكومة «الوحدة»، الجمعة، في مكتبه بطرابلس، سفير إيطاليا لدى ليبيا، جيانلوكا البريني، حيث أكد الجانبان على عمق العلاقات الثنائية المتميزة التي تربط البلدين والشعبين الصديقين.

ونقلت الخارجية عن السفير «إشادته بمخرجات منتدى الأعمال الليبي - الإيطالي، الذي عُقد بطرابلس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي؛ حيث نقل خلال اللقاء امتنان وتقدير رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجا ميلوني، لنجاح هذا المنتدى.

وأكد الباعور مشاركته وتمثيل الوفد الليبي في «منتدى حوار المتوسط لبلدان البحر المتوسط»، الذي سيُعقد في روما على المستوى الوزاري، نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.