ليبيا: «حكومة باشاغا» تطالب «وزراء الدبيبة» بالاستقالة

الصين تشترط الاستقرار والأمن لعودة شركاتها

اجتماع القائم بأعمال السفارة الأميركية في ليبيا مع المبعوث الأممي (السفارة الأميركية)
اجتماع القائم بأعمال السفارة الأميركية في ليبيا مع المبعوث الأممي (السفارة الأميركية)
TT

ليبيا: «حكومة باشاغا» تطالب «وزراء الدبيبة» بالاستقالة

اجتماع القائم بأعمال السفارة الأميركية في ليبيا مع المبعوث الأممي (السفارة الأميركية)
اجتماع القائم بأعمال السفارة الأميركية في ليبيا مع المبعوث الأممي (السفارة الأميركية)

طالبت حكومة الاستقرار الليبية الموازية برئاسة فتحي باشاغا، وزراء حكومة الوحدة المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة بتقديم استقالاتهم من مناصبهم والانسحاب منها، على غرار وزير الصحة علي الزناتي، فيما اشترطت الصين تحقيق الاستقرار واستتباب الأمن لعودة شركاتها إلى ليبيا.
وأشادت وزارة الصحة بحكومة باشاغا باستقالة الزناتي، وبما وصفته بموقفه الوطني المشرف عبر الانسحاب من حكومة الدبيبة. واعتبرت في بيان لها مساء أول من أمس أنه أظهر التزاما واحتراما للمؤسسات المحلية والسلطات التشريعية.
وناشدت باقي الوزراء بحكومة الدبيبة باتخاذ نهج مشابه لما قام به الزناتي؛ وعدم الاصطفاف مع من وصفتهم بمغتصبي السلطة. وقالت إن «بقاءهم في الحكومة المنتهية الولاية سيضعهم أمام مسؤولية تاريخية بأنهم كانوا جزأ أصيلا وسببا رئيسيا لانقسام البلاد، بالإضافة إلى مسؤولية قانونية بعدم اعترافهم بقرارات المؤسسات التشريعية في الدولة والتي هي صاحبة الاختصاص الأصيل في تكليف ومتابعة عمل الحكومات»، في إشارة إلى مجلس النواب.
إلى ذلك، كشف محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، النقاب عن ربط رئيس الصين شين جينبينغ لدى اجتماعهما أمس على هامش القمة العربية الصينية الأولي، استئناف الشركات الصينية لأعمالها بتحقيق الاستقرار واستتباب الأمن في ليبيا.
وقال المنفي في بيان مقتضب إنهما استعرضا مسألة عودة الشركات الصينية إلى العمل في ليبيا والمساهمة في التنمية.
بدوره، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، أن «الانتخابات هي السبيل الوحيد لتشكيل حكومة وطنية موحدة في ليبيا». ودعا مجلسي النواب والدولة في ليبيا للتحرك لإجرائها، مشيراً إلى أنه يجب وضع إطار دستوري وجدول زمني محدد بالخصوص.
في المقابل، أكد ليزلي أورديمان، القائم بأعمال السفارة الأميركية عقب اجتماعه مع عبد الله باتيلي رئيس بعثة الأمم المتحدة، دعم بلاده الكامل جهوده في قيادة حوار بين المؤسسات السياسية الليبية من شأنه أن يفضي إلى تعجيل وصول ليبيا إلى الانتخابات. كما كرر في بيان للسفارة أمس عبر توتير رسالته حول ضرورة الوصول إلى حلول للأزمة الحالية.
ومع ذلك فقد اعتبر المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية أن إعادة فتح السفارة الأميركية في العاصمة الليبية طرابلس مرتبط بإجراء الانتخابات وتشكيل الحكومة ومؤسسات الدولة. وقال في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية إن «الظروف الأمنية في ليبيا غير مناسبة الآن»، لافتا إلى أنه «بعد حدوث اقتحامات لبعض سفاراتنا مثلما حدث في بنغازي بشرق البلاد، نحافظ على وضع أي دبلوماسي»، على حد تعبيره.
وأعلن الاتحاد الأوروبي عن استعداده لدعم ليبيا في معركتها لمكافحة الفساد. وقال في بيان مساء أول من أمس لبعثته هناك أن «الشفافية والمساءلة أمران أساسيان للحكم الجيد»، مشيرا إلى «سعي اليوم العالمي لمكافحة الفساد لعام 2022 إلى تسليط الضوء على الصلة الحاسمة بين مكافحة الفساد والسلام والأمن والتنمية، والتي تعتبر مهمة بالنسبة لليبيا».
واعتبر أن بعثة الاتحاد الأوروبي وسفارات دوله الأعضاء لدى ليبيا حريصة على المشاركة مع كافة الجهات المعنية في تطوير أنشطة من شأنها التحفيز على تهيئة بيئة ملائمة لإجراء الانتخابات الموثوقة والشفافة والشاملة التي تجرى على فترات دورية باعتبارها حجر أساس للديمقراطية.
كما تعهد بمواصلة الدعوة للحصول على مجال يسمح للمجتمع المدني بالعمل لصالح كافة الليبيين، لافتاً إلى أنه بإمكان السلطات الليبية والشعب الليبي الاعتماد على الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء في السعي إلى التطبيق الفعلي لمواثيق حقوق الإنسان الدولية والمحلية بالإضافة إلى التمسك بالمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان.
وكانت السفارة البريطانية قد دعت إلى إحراز تقدم ذي مغزى في مكافحة الفساد لضمان استفادة جميع الليبيين من ثروة ليبيا. وقالت في بيان عبر «تويتر» إن «الشفافية والمساءلة عاملان أساسيان للحكم الرشيد».


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

مدعي «الجنائية الدولية»: غالبية الأدلة تثبت التهم ضد «كوشيب»

علي عبد الرحمن الشهير بـ«علي كوشيب» المتهم بجرائم حرب في إقليم دارفور (موقع الجنائية الدولية)
علي عبد الرحمن الشهير بـ«علي كوشيب» المتهم بجرائم حرب في إقليم دارفور (موقع الجنائية الدولية)
TT

مدعي «الجنائية الدولية»: غالبية الأدلة تثبت التهم ضد «كوشيب»

علي عبد الرحمن الشهير بـ«علي كوشيب» المتهم بجرائم حرب في إقليم دارفور (موقع الجنائية الدولية)
علي عبد الرحمن الشهير بـ«علي كوشيب» المتهم بجرائم حرب في إقليم دارفور (موقع الجنائية الدولية)

مع بدء المرافعات الختامية ضد المتهم بارتكاب جرائم حرب وضد الإنسانية في إقليم دارفور(غرب السودان)، علي عبد الرحمن، الشهير باسم «علي كوشيب»، أبلغ مدعي المحكمة الجنائية الدولية قضاة أن «غالبية الأدلة تظهر أن سلوك المتهم وأفعاله تثبت ارتكابه الجرائم المنصوص عليها».

وقال إن علي عبد الرحمن، المشتبه به في أول محاكمة تنظر جرائم الحرب في إقليم دارفور بالسودان قبل عقدين، كان زعيم ميليشيا مرهوب الجانب وأمر بارتكاب فظائع منها القتل والاغتصاب والنهب.

ودفع عبد الرحمن ببراءته من تهمة الإشراف على آلاف من مقاتلي «الجنجويد» الموالين للحكومة خلال ذروة القتال في عامي 2003 و2004. وقال دفاعه إنه ليس زعيم الميليشيا، المعروف أيضاً باسمه الحركي «علي كوشيب». ووصف الدفاع المتهم «كوشيب» في وقت سابق بأنه «كبش فداء» قدّمته الحكومة السودانية للتغطية على المتهمين الرئيسيين، منهم الرئيس المخلوع عمر البشير، ووزيرا الدفاع وقتها عبد الرحيم محمد حسين، والداخلية أحمد هارون.

الادعاء أثبت قضيته

وقال المدعي العام للمحكمة كريم خان، في بيانه الختامي، الأربعاء، إنه خلال المحاكمة التي استمرت عامين، قدّم شهود الادعاء «روايات مفصلة عن القتل الجماعي والتعذيب والاغتصاب واستهداف المدنيين وحرق ونهب قرى بأكملها»، وإن الادعاء أثبت قضيته بما لا يدع مجالاً للشك.

المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (رويترز)

وتمثل المرافعات الختامية نهاية المحاكمة الأولى والوحيدة التي تجريها المحكمة الجنائية الدولية بشأن الجرائم المرتكبة في السودان منذ إحالة مجلس الأمن الدولي القضية إلى المحكمة في 2005، ولا تزال هناك أوامر اعتقال معلقة بحق مسؤولين سودانيين كبار في عهد الرئيس السابق عمر البشير.

واندلع الصراع في دارفور لأول مرة عندما حمل متمردون غير عرب السلاح في وجه حكومة السودان، متهمين إياها بتهميش المنطقة النائية الواقعة في غرب البلاد. وحشدت حكومة السودان آنذاك ميليشيات عربية في الأغلب تعرف باسم «الجنجويد» لقمع التمرد، ما أثار موجة من العنف وصفتها الولايات المتحدة وجماعات حقوق الإنسان بأنها تصل إلى حد الإبادة الجماعية.

ومنذ بدء المحاكمة التي تجريها المحكمة الجنائية الدولية، اندلع الصراع مرة أخرى في دارفور، وتحول الصراع الحالي المستمر منذ 20 شهراً بين الجيش و«قوات الدعم السريع» شبه العسكرية إلى صراع يزداد دموية مع تعثر جهود وقف إطلاق النار. وأعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في يونيو (حزيران) من هذا العام أنه يجري أيضاً تحقيقات عاجلة في مزاعم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية حالياً في دارفور.

ومن المقرر أن تستمر المرافعات الختامية إلى 13 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، بمقر المحكمة في مدينة لاهاي الهولندية.

حكومة السودان سلّحت «الجنجويد»

وذكر خان أن حكومة السودان وآخرين كانوا يقومون بتسليح ميليشيا «الجنجويد» من أجل مقاومة «التمرد»، إلا أن الضحايا في هذه القضية «لم يكونوا ثواراً، بل هم مدنيون. وقال في مرافعته إن المحكمة استمعت، في وقت سابق، إلى روايات 81 شاهداً «تحدثوا عن القتل الجماعي والاغتصاب والحرق والتدمير لقرى كاملة وتهجير أهاليها من شعب الفور الذين حتى لا يستطيعون العودة إلى مناطقهم حتى اليوم».

وأضاف أن مئات الرجال من قبيلة الفور تعرضوا للاعتقال والتعذيب في مكجر ودليج بوسط دارفور، وتم هذا على يد المتهم في هذه القضية «علي كوشيب». وتابع: «قدمنا للمحكمة أدلة على جرائم الاغتصاب التي ارتكبها (الجنجويد)، والتي كانت جزءاً من سياسة استراتيجية لـ(الجنجويد) وحكومة السودان ضد شعب الفور».

صورة من الدمار الذي خلّفه القتال في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور (أرشيفية - أ.ف.ب)

وقال المدعي العام إن كل التهم المسؤول عنها جنائياً المتهم علي كوشيب «تم إثباتها أمام المحكمة، ونأمل أن تأخذ المحكمة بالأدلة الموثوقة من خلال محاكمة نزيهة». وأكد أن المتهم «مسؤول عن جرائم ارتكبت في مناطق كتم وبندسي ومكجر ودريج في أثناء الصراع بإقليم دارفور».

ووصف خان هذه المحاكمة بأنها تمثل بارقة أمل للذين فقدوا أقاربهم وممتلكاتهم، والذين ينتظرون العدالة لمدة 20 عاماً. ويواجه علي كوشيب 31 تهمة تتعلق بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية يُزعم أنها ارتُكبت في إقليم دارفور بالسودان، خلال الفترة بين أغسطس (آب) 2003 وأبريل (نيسان) 2004 بمناطق مكجر وبندسي ودليج وكدوم بوسط دارفور.

وبدأت محاكمة كوشيب أمام الدائرة الابتدائية الأولى، في 5 أبريل 2022، على أثر تسليم نفسه للمحكمة في يونيو 2020، واستجوبت المحكمة، خلال التقاضي، 56 شاهداً، وأغلقت قضية الادعاء في 5 يونيو 2023.