«مجموعة العمل الدولية» تبحث الانتخابات الليبية وتوحيد الجيش

باتيلي يعلن اجتماع اللجنة العسكرية المشتركة بسرت الشهر المقبل

جانب من اجتماع مجموعة العمل المعنية بالمسار الأمني في ليبيا بتونس (البعثة الأممية)
جانب من اجتماع مجموعة العمل المعنية بالمسار الأمني في ليبيا بتونس (البعثة الأممية)
TT

«مجموعة العمل الدولية» تبحث الانتخابات الليبية وتوحيد الجيش

جانب من اجتماع مجموعة العمل المعنية بالمسار الأمني في ليبيا بتونس (البعثة الأممية)
جانب من اجتماع مجموعة العمل المعنية بالمسار الأمني في ليبيا بتونس (البعثة الأممية)

سلط اجتماع «مجموعة العمل الدولية الأمنية»، المنبثقة عن مؤتمر برلين، الضوء على الوضع في ليبيا، مركزاً على دراسة الخطوات المقبلة لتنفيذ اتفاقية وقف إطلاق النار، وإعادة توحيد المؤسسة العسكرية، وتأمين الانتخابات. وأعلن عبد الله باتيلي، رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، خلال مشاركته في الاجتماع، الذي عقد بالعاصمة التونسية، مساء أول من أمس، أن اللجنة العسكرية المشتركة (5 5)، التي تضم طرفي الصراع العسكري بالبلاد، ستجتمع بحضوره في مدينة سرت منتصف الشهر المقبل. وقال إن الاجتماع المرتقب «يستهدف إجراء مزيد من المباحثات بشأن جوانب عالقة محددة من اتفاق وقف إطلاق النار، وتفعيل الآليات ذات الصلة».
كما حث باتيلي في كلمة ألقاها خلال افتتاح اجتماع تونس على «الوقوف وقفة واحدة لمساندة السلطات والمؤسسات الليبية، المستعدة للسير بالبلاد نحو مستقبل أفضل وأكثر استقراراً، وذلك من خلال وضع أجنداتهم الشخصية جانباً لصالح وطنهم وشعبهم»، موضحاً أنه منذ تأجيل موعد الانتخابات العام الماضي «لم يُحرز سوى القليل من التقدم، أو لم يُحرز أي تقدم بشأن القضايا العالقة المتبقية... وهذا الوضع القائم لم يعد مقبولاً».
بخصوص الاقتراع المرتقب، رأى باتيلي أن الانتخابات «أمر بالغ الأهمية بالنسبة لليبيين، الذين سئموا من أساليب التسويف، التي استخدمها البعض من قادتهم»، موضحاً أن نحو ثلاثة ملايين ناخب تم تسجيلهم للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات، وأنهم يطالبون «بحقهم في اختيار قادتهم». كما أوضح أنه سيدعو جميع الدول الأعضاء ضمن مجموعة العمل المعنية بالمسار الأمني إلى دعم تنفيذ الانتخابات الوطنية، قصد استعادة الشرعية للسلطات الليبية، كونها واحدة من أولى أولويات البعثة... ومن أهم الأمور التي تسهم في إنجاح العملية أن تتم أن تهيئة البيئة الآمنة لتنفيذها».
ورغم أنه لفت إلى أن اللجنة العسكرية المشتركة (5 5) أبدت حداً «نسبياً من الجاهزية» في مجال تطبيق الآليات الليبية لمراقبة وقف إطلاق النار، غير أنه اعتبر في المقابل أن إطلاق العملية «يتطلب إرادة سياسية وإجراءات حاسمة»، مشيراً إلى أن اللجنة العسكرية المشتركة «اتفقت على تهيئة الظروف المناسبة لتفعيل عمل وحدة مراقبة وقف إطلاق النار، التابعة للبعثة من مدينة سرت، بغية تعزيز الثقة بين الطرفين، والتقدم فيما يتعلق بتدريب المراقبين المحليين». كما أشار إلى أن اللجنة بحثت أيضاً ما وصفه بـ«الأهمية القصوى لإنشاء قوة عسكرية مشتركة مصغرة»، وفقاً للبند الثالث من اتفاقية وقف إطلاق النار.
وحسب بيان للبعثة الأممية، فقد شارك في اجتماع تونس الفريق أول محمد الحداد، رئيس الأركان العامة لقوات حكومة الدبيبة، المؤقتة، وأعضاء لجنة (5 5)، بالإضافة إلى رؤساء مجموعة العمل المشاركين، ممثلين عن المملكة المتحدة وتركيا وإيطاليا والاتحاد الأفريقي، وممثلي عدد من الدول الأعضاء في عملية برلين من أجل ليبيا.
وأوضح البيان أن النقاش ركز على التنفيذ التام لاتفاق وقف إطلاق النار، بما في ذلك مراقبة وقف إطلاق النار، ونزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج، بالإضافة إلى انسحاب «المرتزقة» والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية، وتشكيل قوة عسكرية مشتركة، مشيراً إلى تقديم مسؤولي وزارة الداخلية التابعة لحكومة «الوحدة» المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، عرضاً يظهر استعدادهم لتنفيذ خطة لتأمين الانتخابات، ويعكس ما وصفه بمستوى عال من التنسيق مع المفوضية العليا للانتخابات.
من جانبها، قالت إيزابيل سافارد، سفيرة كندا لدى ليبيا، إنها بحثت أول من أمس مع باتيلي «ضرورة إنهاء المرحلة الانتقالية في ليبيا وخريطة طريق ديمقراطية للانتخابات، كما يرغب الشعب هناك»، وأكدت في بيان مقتضب دعم بلادها لباتيلي، وعرضت التعاون مع البعثة الأممية في الوقت الحاضر والمستقبل.
في سياق آخر، أشاد باتيلي بمشاركة الليبيات والليبيين معه في حوار رقمي مباشر، دشنته البعثة الأممية حول التحديات التي تواجه حقوق الإنسان في ليبيا، وذلك بمناسبة «اليوم العالمي لحقوق الإنسان» الذي يصادف الـ10 من ديسمبر (كانون الأول) كل عام.
في شأن مختلف، أعلن علي الزناتي، وزير الصحة بحكومة الدبيبة، استقالته من منصبه بشكل نهائي، بعد يومين فقط من قرار الدبيبة إعادته إلى ممارسة مهامه، بعد تبرئته قضائياً من التهم المنسوبة إليه. وقال الزناتي، في بيان مقتضب، إنه مر بمحنة كبيرة، واتهامات غير صحيحة استطاع القضاء تبرئته منها. وظهرت كدمات على وجه الزناتي، الذي خرج في بث مباشر من مدينة بنغازي، وخلفه صورة المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني»، ووصف حكومة الدبيبة بـ«المنتهية الولاية».
في المقابل، تجاهلت حكومة الدبيبة استقالة الزناتي، لكنها استمرت في الإشارة إلى رمضان أبوجناح نائب الدبيبة، باعتباره وزير الصحة المكلف.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

روسيا تركّز على ليبيا لتحقيق طموحاتها بعد سقوط حليفها الأسد

طائرة عسكرية روسية تقترب من قاعدة حميميم الجوية على ساحل اللاذقية بسوريا في 14 ديسمبر 2024 (رويترز)
طائرة عسكرية روسية تقترب من قاعدة حميميم الجوية على ساحل اللاذقية بسوريا في 14 ديسمبر 2024 (رويترز)
TT

روسيا تركّز على ليبيا لتحقيق طموحاتها بعد سقوط حليفها الأسد

طائرة عسكرية روسية تقترب من قاعدة حميميم الجوية على ساحل اللاذقية بسوريا في 14 ديسمبر 2024 (رويترز)
طائرة عسكرية روسية تقترب من قاعدة حميميم الجوية على ساحل اللاذقية بسوريا في 14 ديسمبر 2024 (رويترز)

أدى سقوط بشار الأسد في سوريا إلى عرقلة مشاريع روسيا في أفريقيا، وأرغمها على البحث عن نقطة إسناد بديلة في حوض البحر المتوسط، متطلعة في هذا السياق إلى ليبيا، حسب تقرير لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

ولموسكو الحليفة للأسد ودمشق منذ أعوام طويلة، ميناء عسكري وقاعدة جوية على الساحل السوري، ما يسهّل عملياتها في المتوسط والشرق الأوسط ووسط أفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى، غير أن إطاحة الأسد بعد ربع قرن في الحكم، عرّضت هذا الحضور للخطر.

وسعى القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع إلى طمأنة روسيا، واصفاً إياها بأنّها دولة «مهمّة»، وقال: «لا نريد أن تخرج روسيا من سوريا بالشكل الذي يهواه البعض».

لكن في ظل عدم وضوح التشكيل السياسي في سوريا الجديدة، باتت موسكو مضطرة لبدء تراجع استراتيجي نحو ليبيا حيث يوجد مرتزقة روس.

ويقول جلال حرشاوي، الباحث في المعهد البريطاني «رويال يونايتد سرفيسز»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إنّ ذلك يهدف «على وجه الخصوص للحفاظ على المهمات الروسية القائمة في أفريقيا»، مضيفاً أنّه «رد فعل لحفظ الذات» من جانب موسكو الحريصة على «التخفيف من تآكل موقعها في سوريا».

في مايو (أيار) 2024، كشف اتحاد التحقيقات السويسري «All Eyes On Wagner» (كل العيون على فاغنر) الوجود أو الأنشطة الروسية في نحو 10 مواقع ليبية، من بينها ميناء طبرق، حيث وصلت معدّات عسكرية في فبراير (شباط) وأبريل (نيسان).

وكان عديد القوات الروسية في فبراير 2024 يناهز 800 عنصر، وارتفع إلى 1800 في مايو من العام نفسه.

مقاتلون من مرتزقة «فاغنر» الروسية في مدينة روستوف أون دون بروسيا في 24 يونيو 2023 (رويترز)

رجال ومعدّات

في 18 ديسمبر (كانون الأول)، أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، بأنّه تمّ نقل رادارات وأنظمة دفاع جوي روسية من بينها «إس - 300» و«إس-400» من سوريا إلى ليبيا، مستندةً في ذلك إلى مسؤولين ليبيين وأميركيين.

وفي هذا الإطار، يؤكد جلال حرشاوي أنّه منذ سقوط الأسد في الثامن من ديسمبر، «تم نقل كمية كبيرة من الموارد العسكرية الروسية إلى ليبيا من بيلاروسيا وروسيا»، مشيراً في الوقت نفسه إلى إرسال مقاتلين.

من جانبها، أفادت الاستخبارات الأوكرانية في الثالث من يناير (كانون الثاني) بأنّ موسكو تخطّط لـ«استخدام سفينتي الشحن (سبارتا) و(سبارتا 2) لنقل معدات عسكرية وأسلحة».

ويقول الخبير في المجلس الأطلسي في واشنطن عماد الدين بادي إنّ هذا التحوّل لا ينبع من تغيير قسري بسيط للحليف الإقليمي، بل من البحث عن «الاستمرارية»، مؤكداً أنّها خطوة «تؤكد أهمية ليبيا بوصفها... عنصراً في استراتيجية طويلة الأمد».

وأكد وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو أنّ موسكو تنقل «موارد من قاعدتها السورية في طرطوس باتجاه ليبيا».

جندي روسي على مركبة قتالية للمشاة ضمن قافلة عسكرية روسية تتجه نحو قاعدة حميميم الجوية على الساحل السوري في اللاذقية بسوريا (رويترز - أرشيفية)

«الوجود الروسي أكثر وضوحاً»

لن يتمتّع الكرملين في ليبيا بالأريحية نفسها التي كانت متوافرة في سوريا في عهد الأسد. فبحسب أولف لايسينغ المسؤول عن برنامج الساحل في مؤسسة «كونراد أديناور»، فإنّ سوريا «كانت ملائمة على الصعيد العملي... كانت صندوقاً أسود من دون دبلوماسيين أو صحافيين أجانب. (الروس) فعلوا إجمالاً ما أرادوه».

ويضيف: «في ليبيا، سيكون الوضع أكثر تعقيداً بكثير. من الصعب الحفاظ على الأسرار هناك كما أنّ الوجود الروسي سيكون أكثر وضوحاً».

إضافة إلى ذلك، سيتعيّن على موسكو التعامل مع قوى أخرى، من بينها تركيا حليفة حكومة الوفاق الوطني، كما ستكون حريصة على عدم تعريض مستقبلها للخطر إذا ساءت الأمور بالنسبة إليها.

ويقول لايسينغ: «لذلك، هناك بلا شك حدود لما يمكن لروسيا أن تفعله في ليبيا».