«مجموعة العمل الدولية» تبحث الانتخابات الليبية وتوحيد الجيش

باتيلي يعلن اجتماع اللجنة العسكرية المشتركة بسرت الشهر المقبل

جانب من اجتماع مجموعة العمل المعنية بالمسار الأمني في ليبيا بتونس (البعثة الأممية)
جانب من اجتماع مجموعة العمل المعنية بالمسار الأمني في ليبيا بتونس (البعثة الأممية)
TT
20

«مجموعة العمل الدولية» تبحث الانتخابات الليبية وتوحيد الجيش

جانب من اجتماع مجموعة العمل المعنية بالمسار الأمني في ليبيا بتونس (البعثة الأممية)
جانب من اجتماع مجموعة العمل المعنية بالمسار الأمني في ليبيا بتونس (البعثة الأممية)

سلط اجتماع «مجموعة العمل الدولية الأمنية»، المنبثقة عن مؤتمر برلين، الضوء على الوضع في ليبيا، مركزاً على دراسة الخطوات المقبلة لتنفيذ اتفاقية وقف إطلاق النار، وإعادة توحيد المؤسسة العسكرية، وتأمين الانتخابات. وأعلن عبد الله باتيلي، رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، خلال مشاركته في الاجتماع، الذي عقد بالعاصمة التونسية، مساء أول من أمس، أن اللجنة العسكرية المشتركة (5 5)، التي تضم طرفي الصراع العسكري بالبلاد، ستجتمع بحضوره في مدينة سرت منتصف الشهر المقبل. وقال إن الاجتماع المرتقب «يستهدف إجراء مزيد من المباحثات بشأن جوانب عالقة محددة من اتفاق وقف إطلاق النار، وتفعيل الآليات ذات الصلة».
كما حث باتيلي في كلمة ألقاها خلال افتتاح اجتماع تونس على «الوقوف وقفة واحدة لمساندة السلطات والمؤسسات الليبية، المستعدة للسير بالبلاد نحو مستقبل أفضل وأكثر استقراراً، وذلك من خلال وضع أجنداتهم الشخصية جانباً لصالح وطنهم وشعبهم»، موضحاً أنه منذ تأجيل موعد الانتخابات العام الماضي «لم يُحرز سوى القليل من التقدم، أو لم يُحرز أي تقدم بشأن القضايا العالقة المتبقية... وهذا الوضع القائم لم يعد مقبولاً».
بخصوص الاقتراع المرتقب، رأى باتيلي أن الانتخابات «أمر بالغ الأهمية بالنسبة لليبيين، الذين سئموا من أساليب التسويف، التي استخدمها البعض من قادتهم»، موضحاً أن نحو ثلاثة ملايين ناخب تم تسجيلهم للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات، وأنهم يطالبون «بحقهم في اختيار قادتهم». كما أوضح أنه سيدعو جميع الدول الأعضاء ضمن مجموعة العمل المعنية بالمسار الأمني إلى دعم تنفيذ الانتخابات الوطنية، قصد استعادة الشرعية للسلطات الليبية، كونها واحدة من أولى أولويات البعثة... ومن أهم الأمور التي تسهم في إنجاح العملية أن تتم أن تهيئة البيئة الآمنة لتنفيذها».
ورغم أنه لفت إلى أن اللجنة العسكرية المشتركة (5 5) أبدت حداً «نسبياً من الجاهزية» في مجال تطبيق الآليات الليبية لمراقبة وقف إطلاق النار، غير أنه اعتبر في المقابل أن إطلاق العملية «يتطلب إرادة سياسية وإجراءات حاسمة»، مشيراً إلى أن اللجنة العسكرية المشتركة «اتفقت على تهيئة الظروف المناسبة لتفعيل عمل وحدة مراقبة وقف إطلاق النار، التابعة للبعثة من مدينة سرت، بغية تعزيز الثقة بين الطرفين، والتقدم فيما يتعلق بتدريب المراقبين المحليين». كما أشار إلى أن اللجنة بحثت أيضاً ما وصفه بـ«الأهمية القصوى لإنشاء قوة عسكرية مشتركة مصغرة»، وفقاً للبند الثالث من اتفاقية وقف إطلاق النار.
وحسب بيان للبعثة الأممية، فقد شارك في اجتماع تونس الفريق أول محمد الحداد، رئيس الأركان العامة لقوات حكومة الدبيبة، المؤقتة، وأعضاء لجنة (5 5)، بالإضافة إلى رؤساء مجموعة العمل المشاركين، ممثلين عن المملكة المتحدة وتركيا وإيطاليا والاتحاد الأفريقي، وممثلي عدد من الدول الأعضاء في عملية برلين من أجل ليبيا.
وأوضح البيان أن النقاش ركز على التنفيذ التام لاتفاق وقف إطلاق النار، بما في ذلك مراقبة وقف إطلاق النار، ونزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج، بالإضافة إلى انسحاب «المرتزقة» والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية، وتشكيل قوة عسكرية مشتركة، مشيراً إلى تقديم مسؤولي وزارة الداخلية التابعة لحكومة «الوحدة» المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، عرضاً يظهر استعدادهم لتنفيذ خطة لتأمين الانتخابات، ويعكس ما وصفه بمستوى عال من التنسيق مع المفوضية العليا للانتخابات.
من جانبها، قالت إيزابيل سافارد، سفيرة كندا لدى ليبيا، إنها بحثت أول من أمس مع باتيلي «ضرورة إنهاء المرحلة الانتقالية في ليبيا وخريطة طريق ديمقراطية للانتخابات، كما يرغب الشعب هناك»، وأكدت في بيان مقتضب دعم بلادها لباتيلي، وعرضت التعاون مع البعثة الأممية في الوقت الحاضر والمستقبل.
في سياق آخر، أشاد باتيلي بمشاركة الليبيات والليبيين معه في حوار رقمي مباشر، دشنته البعثة الأممية حول التحديات التي تواجه حقوق الإنسان في ليبيا، وذلك بمناسبة «اليوم العالمي لحقوق الإنسان» الذي يصادف الـ10 من ديسمبر (كانون الأول) كل عام.
في شأن مختلف، أعلن علي الزناتي، وزير الصحة بحكومة الدبيبة، استقالته من منصبه بشكل نهائي، بعد يومين فقط من قرار الدبيبة إعادته إلى ممارسة مهامه، بعد تبرئته قضائياً من التهم المنسوبة إليه. وقال الزناتي، في بيان مقتضب، إنه مر بمحنة كبيرة، واتهامات غير صحيحة استطاع القضاء تبرئته منها. وظهرت كدمات على وجه الزناتي، الذي خرج في بث مباشر من مدينة بنغازي، وخلفه صورة المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني»، ووصف حكومة الدبيبة بـ«المنتهية الولاية».
في المقابل، تجاهلت حكومة الدبيبة استقالة الزناتي، لكنها استمرت في الإشارة إلى رمضان أبوجناح نائب الدبيبة، باعتباره وزير الصحة المكلف.


مقالات ذات صلة

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

شمال افريقيا المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

المنقوش تناقش في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة المعابر

بحثت نجلاء المنقوش مع نظيرها وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها أمس إلى الجزائر، فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الأشخاص، بعد سنين طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. وذكرت الخارجية الجزائرية في بيان أن الوزيرين بحثا قضايا جارية في الساحتين المغاربية والعربية، منها تطورات ملف الصحراء، والمساعي العربية والدولية لوقف الاقتتال وحقن الدماء في السودان. وأكد البيان أن عطاف تلقى من المنقوش «عرضا حول آخر مستجدات العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة في ليبيا».

شمال افريقيا وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

وفدان أميركي وفرنسي يبحثان في ليبيا تطوير الجيش

بحث وفدان عسكريان، أميركي وفرنسي، في ليبيا سبل إعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية المُنقسمة، بين شرق البلاد وغربها، منذ إسقاط النظام السابق، في وقت زار فيه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» روما، والتقى برئيسة الوزراء بالحكومة الإيطالية جورجا ميلوني، وعدد من وزراء حكومتها. وفي لقاءين منفصلين في طرابلس (غرباً) وبنغازي (شرقاً)، التقى الوفدان الأميركي والفرنسي قيادات عسكرية للتأكيد على ضرورة توحيد الجيش الليبي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا «حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

«حبوب الهلوسة»... «سلاح قاتل» يستهدف عقول الليبيين

لم يكن من قبيل الصدفة أن تقذف أمواج البحر المتوسط كميات متنوعة من المخدرات إلى السواحل الليبية، أو أن تتلقف شِباك الصيادين قرب الشاطئ «حزماً» من «الحشيش والكوكايين وحبوب الهلوسة»، فالبلاد تحوّلت -وفق تقرير أممي- إلى «معبر مهم» لهذه التجارة المجرّمة. وتعلن السلطات الأمنية في عموم ليبيا من وقت لآخر عن ضبط «كميات كبيرة» من المخدرات قبل دخولها البلاد عبر الموانئ البحري والبرية، أو القبض على مواطنين ووافدين وهو يروّجون هذه الأصناف التي يُنظر إليها على أنها تستهدف «عقول الشباب الليبي». غير أنه بات لافتاً من واقع عمليات الضبط التي تعلن عنها السلطات المحلية تزايُد تهريب المخدرات وتعاطيها، خصوصاً «حبوب

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

«النواب» و«الدولة» يقران آلية عمل لجنة قوانين الانتخابات الليبية

استهلّت اللجنة المُشتركة لممثلي مجلسي «النواب» و«الدولة» (6+6) المكلفة بإعداد قوانين الانتخابات الليبية، اجتماعاتها في العاصمة طرابلس بـ«الاتفاق على آلية عملها». وطبقاً لما أعلنه عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، فقد شهد الاجتماع ما وصفه بتقارب في وجهات النظر بين أعضاء اللجنة حول القوانين الانتخابية، مشيراً، في بيان مقتضب مساء أول من أمس، إلى أنه «تم أيضاً الاتفاق على التواصل مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية».

خالد محمود (القاهرة)

السودان يسعى للعودة إلى الاتحاد الأفريقي وهيئة «إيغاد»

أعلام دول «الاتحاد الأفريقي» الـ55 خلال القمة الـ38 في أديس أبابا الشهر الماضي (أ.ف.ب)
أعلام دول «الاتحاد الأفريقي» الـ55 خلال القمة الـ38 في أديس أبابا الشهر الماضي (أ.ف.ب)
TT
20

السودان يسعى للعودة إلى الاتحاد الأفريقي وهيئة «إيغاد»

أعلام دول «الاتحاد الأفريقي» الـ55 خلال القمة الـ38 في أديس أبابا الشهر الماضي (أ.ف.ب)
أعلام دول «الاتحاد الأفريقي» الـ55 خلال القمة الـ38 في أديس أبابا الشهر الماضي (أ.ف.ب)

أبدى السودان رغبته في استئناف نشاط عضويته في الهيئة الحكومية للتنمية بشرق أفريقيا، المعروفة اختصاراً بـ«إيغاد»، بعدما كان قد جمد عضويته في يناير (كانون الثاني) 2024، بينما دعت «إيغاد» وفي وقت سابق، إلى فتح صفحة جديدة مع السودان. كما تسعى الحكومة السودانية التي يرأسها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، إلى فك تعليق عضويتها في الاتحاد الأفريقي، بعدما كان الاتحاد قد علّق عضوية السودان إثر الانقلاب العسكري الذي قاده الجيش على الحكومة المدنية الانتقالية في أكتوبر (تشرين الأول) 2021.

جاء ذلك خلال زيارة رسمية أجراها نائب رئيس مجلس السيادة، مالك عقار، إلى جيبوتي، حيث التقى الرئيس إسماعيل عمر غيلة، وسلمه رسالة خطية من البرهان تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين، كما التقى رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، محمود علي يوسف.

نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار (إكس)
نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار (إكس)

من جانبه، أكد وكيل وزارة الخارجية السودانية، حسين الأمين الفاضل، أن نائب رئيس مجلس السيادة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، جدد رغبة السودان في استئناف نشاطه بمنظمة «إيغاد».

وخلال اللقاء، هنأ عقار الرئيس الجيبوتي بفوز بلاده برئاسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، معرباً عن ثقته في أن تتمكن القيادة الجديدة من تصحيح مسار المفوضية نحو القيام بدورها المطلوب في إيجاد الحلول الناجعة للقضايا الأفريقية.

وبحث الجانبان تطورات الأوضاع العسكرية والمسار السياسي في السودان، وملف السودان في الاتحاد الأفريقي ومنظمة «إيغاد»، وفق إعلام مجلس السيادة السوداني.

وعلق السودان عضويته بعد يوم من القمة التي عقدتها «إيغاد» في يناير بالعاصمة الأوغندية كمبالا، والتي شارك فيها قائد «قوات الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الذي تخوض قواته حرباً ضد الجيش منذ منتصف أبريل (نيسان) 2023.

وكانت الحكومة السودانية قد احتجت حينها على تجاهل الهيئة لقرار السودان الذي نُقل إليها رسمياً، بوقف انخراطه في «إيغاد» وتجميد تعامله معها في أي موضوعات تخص السودان، بسبب دعوة الهيئة لحميدتي، وأيضاً بسبب رفض السودان رئاسة دولة كينيا للجنة الرفيعة المعنية بملف الحرب السودانية، بحجة أن كينيا منحازة لـ«قوات الدعم السريع». وتطالب «إيغاد» طرفي النزاع في السودان بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار وإنهاء الحرب.

الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر غيلة خلال حضوره الدورة الاستثنائية 42 لمنظمة «إيغاد» (رويترز)
الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر غيلة خلال حضوره الدورة الاستثنائية 42 لمنظمة «إيغاد» (رويترز)

كما سبق أن اتهم السودان «إيغاد» بإضفاء الشرعية على «قوات الدعم السريع»، التي يعدها الجيش السوداني قوات متمردة عليه، رغم أنها كانت فصيلاً يتبع له حتى اليوم الأخير قبل اشتعال الحرب. واستنكر السودان حينها دعوة حميدتي إلى اجتماع قمة يحضره رؤساء الدول والحكومات، وعدّ ذلك تحيزاً وتدخلاً في الشأن الداخلي للبلاد.

وذكرت وكالة أنباء السودان الرسمية «سونا» أن اللقاء تناول تطورات الأوضاع بالبلاد وسبل تفعيل آليات عودة السودان لمقعده في الاتحاد الأفريقي، لا سيما أن ملابسات تعليق عضويته جاءت في مرحلة مختلفة عن المرحلة التي يمر بها السودان الآن. وأبدى رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي استعداد المفوضية التام لمناقشة قضية عودة السودان ومزاولة نشاطه مع المؤسسات ذات الصلة داخل الاتحاد الأفريقي.

واندلع القتال بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في منتصف أبريل 2023، بعد توتر على مدى أسابيع بين الطرفين بشأن عملية سياسية مدعومة دولياً تهدف إلى نقل السلطة إلى المدنيين وتنحي العسكريين عن الحكم.