العراق يكرس سياسة الانفتاح والشراكات مع محيطيه العربي والإقليمي

TT

العراق يكرس سياسة الانفتاح والشراكات مع محيطيه العربي والإقليمي

في وقت أكد فيه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن «القمة العربية ـ الصينية في الرياض تأتي في وقت يشهد العالم فيه تحولات وصراعات سياسية واقتصادية كبيرة، وتأتي تزامناً مع عبور العراق مرحلة سياسية صعبة» أعلن وزير الخارجية فؤاد حسين أن العاصمة الأردنية عمان سوف تستضيف يوم 20 ديسمبر (كانون الأول) الجاري القمة الإقليمية الثانية لدعم العراق. وبين السوداني في مقاله المنشور في «الشرق الأوسط» أمس الأربعاء تحت عنوان «فرصة التكامل الاقتصادي العربي» أن مشاركة بلاده في القمة العربية ـ الصينية «تكتسب أهمية خاصة، بوصفها مناسبة لمشاركة رؤية حكومتنا الاقتصادية الجديدة، مع إخواننا العرب وجيراننا الخليجيين وأصدقائنا الصينيين، والتي تفسح مجالاً كبيراً جداً للتعاون والاستثمار المشترك لجميع الدول المشاركة في هذه القمة». العراق الذي وسع طوال السنوات الأربع الأخيرة لا سيما في عهد حكومتي رئيسي الوزراء السابقين عادل عبد المهدي ومصطفى الكاظمي من نطاق هذه الشراكات العربية والإقليمية يبدو أنه وفي سياق الخطوات العملية التي قام بها رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني خلال زياراته الأخيرة لعدد من دول الجوار العراقي في الشهر الأول من توليه السلطة، يسعى لتكريس مبدأ الشراكات الذي يقوم على مبدأ المصالح المشتركة وهو ما أوضحه السوداني من خلال المقالة التي تعبر عن الخط العام لتوجه حكومته. وعلى صعيد ما يعانيه العراق من تدخلات لا تزال تلحق أضراراً بسيادته لا سيما التهديدات الإيرانية ـ التركية المستمرة لوحدة أراضيه والتي تحولت إلى ضربات متواصلة عبر الطائرات والمدفعية الثقيلة بذريعة وجود عناصر معارضة لكلا البلدين داخل الأراضي العراقية فقد أعلن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أن «مؤتمر بغداد النسخة الثانية سينعقد في عمان في 20 من هذا الشهر». وأضاف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزيري الخارجية المصري والأردني «في المؤتمر الأول في بغداد شاركت تركيا وإيران، ونتوقع أن يشاركا أيضاً في المؤتمر القادم». وتابع أن «مؤتمر الشراكة والتعاون هذا انعقد أساسا لدعم العراق واستمرارية دعمه، وحينما نتحدث عن دعم العراق واستمرارية دعم العراق من قبل الدول التي تشارك في هذا المؤتمر هذا يعني أيضاً دعم سيادة العراق». وأوضح حسين أن «هناك تحديات كبيرة تواجهنا، تحديات لها علاقة بالأمن الغذائي والأمن الدوائي وأمن الطاقة ولأنها تحديات تتخطى حدود الوطن فنحن نحتاج لعلاقات إقليمية ودولية لنواجه هذه التحديات». وأوضح «نحن في هذا الصدد في حوار مستمر مع هذه الدول لحل هذه المشاكل منها مشاكل تعود للماضي ومشاكل بسبب وجود بعض المنظمات السياسية من هذه الدول على الأراضي العراقية».
وفيما أكد أن لدى العراق «التزامات تتعلق بالدستور العراقي بعدم السماح لأي منظمة أن تستعمل الأراضي العراقية للهجوم على دول الجوار، لكن بنفس الوقت لا يمكن قبول أي هجوم على الأراضي العراقية» من قبل دول الجوار. كما أشار إلى أن بغداد «في تواصل مستمر مع العاصمتين (طهران وأنقرة) لكي نصل إلى حلول لحماية سيادة العراق، ولمنع هذه المنظمات من القيام بعمليات ضد دول مجاورة». وفي هذا السياق قال الدكتور حسين علاوي مستشار شؤون الإصلاح الأمني في مكتب رئيس الوزراء العراقي لـ«الشرق الأوسط» بأن «مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة الإقليمية في العاصمة الأردنية عمان مهم جدا بنسخته الثانية، ومشاركة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ستكون فاعلة في سياق تجمع إقليمي يحمل اسم العاصمة بغداد ويمثل نهج الحكومة العراقية الجديدة في بناء السلام والوئام الإقليمي». وأضاف أن «مشاركة العراق الفعالة دلالة على عودة الدور الإقليمي للعراق في المساهمة في تعزيز الأمن الإقليمي والاستقرار في المنطقة» مبينا أن «ملفات الطاقة والأمن القومي والتنمية المشتركة والأمن الغذائي والصحي والتغيير المناخي والبيئة والتعاون الاقتصادي المشترك والأمن الإقليمي والدولي ومكافحة الإرهاب والتطرف العنيف هي من الملفات الاستراتيجية والملف الحيوي والأساسي للقمة لمعرفة كيفية مساهمة الدول المشاركة في دعم الحكومة العراقية الجديدة وتلبية مطلب العراق في تحديات بناء البيئة الاقتصادية السليمة ودعم المنهاج الحكومي وبناء الدولة وتنمية قطاع الأعمال والشباب ومواجهة تحديات قطاع الخدمات والإعمار والبناء». وأوضح أن «أمام العراق فرصة إقليمية ودولية كبيرة يحاول رئيس الوزراء استثمارها للدولة العراقية من خلال الشراكة والحوار الإقليمي فضلا عن كونها فرصة للحكومة العراقية في تنمية العلاقات الثنائية والمشتركة مع قادة الدول الصديقة والمشاركة في القمة لدعم الاقتصاد والتنمية والمشاركة في مواجهة التحديات التي تواجه العراق والمنطقة والعالم».


مقالات ذات صلة

ترتيبات لإنشاء مدينة اقتصادية حدودية بين العراق والأردن

المشرق العربي ترتيبات لإنشاء مدينة اقتصادية حدودية بين العراق والأردن

ترتيبات لإنشاء مدينة اقتصادية حدودية بين العراق والأردن

تجري الترتيبات حالياً، للقيام بمشروع استثماري عملاق على الحدود بين العراق والأردن، حيث أفصحت الشركة العراقية الأردنية للصناعة أنه تم طرح دعوة دولية لاستقطاب مطور للمدينة المزمعة للقيام بإعداد الدراسات والتصاميم والمخططات الهندسية وأعمال التطوير كاملة. وأضافت الشركة أن المطور سيقوم على تنفيذ مشروع المدينة الاقتصادية بين الأردن والعراق، وسيعمل على تمويل وتنفيذ وإدارة واستثمار وترويج وتشغيل المدينة الاقتصادية المزمعة وإدامة وصيانة عناصرها ومرافقها.‭ ‬ وأوضح ينال نواف البرماوي رئيس مجلس إدارة الشركة، أن المشروع سيقام على مساحة 22 مليون متر مربع مخصصة من أراضي الأردن والعراق على الحدود لتعزيز التعا

«الشرق الأوسط» (مسقط)
المشرق العربي تحول الطاقة ضرورة ملحة لتحقيق تنمية اقتصادية في العراق

تحول الطاقة ضرورة ملحة لتحقيق تنمية اقتصادية في العراق

قال ديتمار سيرسدورفر، المدير التنفيذي لشركة سيمنس للطاقة في الشرق الأوسط، إن العراق يعد أحد أكبر مصدري الطاقة في العالم، ولديه القدرة على أن يكون مصدراً عالمياً موثوقاً لإنتاج الطاقة وتصديرها، إلا أنه في المرحلة الراهنة يواجه الكثير من التحديات لتوفير الطاقة على المستوى المحلي وفي الكثير من المناطق على مستوى الدولة. وتبلغ قدرة العراق الحالية على إنتاج الطاقة نحو 24 غيغاواط، بواقع نقص 8 غيغاواط حالياً، بينما من المتوقع أن ينمو الطلب على الطاقة إلى 57 غيغاواط بحلول عام 2030، ما سينجم عنه اتساع الفجوة بين الإنتاج والطلب، إلا في حال اتخاذ إجراءات سريعة ومدروسة. وأضاف خبير الطاقة العالمي سيرسدورفر

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم بغداد تتوصل إلى اتفاق حول المشكلات العالقة مع أربيل

بغداد تتوصل إلى اتفاق حول المشكلات العالقة مع أربيل

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني توصل حكومته إلى اتفاق ينهي الخلاف بين بغداد وأربيل حول إيرادات نفط إقليم كردستان، وذلك غداة تسلم وزارة المالية في الإقليم مبلغ 400 مليار دينار من بغداد لتمويل رواتب الموظفين هناك.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني (يمين) والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم في بغداد (أ.ف.ب)

غوتيريش: فخورون بما يمر به العراق من أمن واستقرار

أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الأربعاء)، دعم ترسيخ الديمقراطية والسلام وحقوق الإنسان في العراق، قائلاً: «نحن فخورون بما يمر به العراق من أمن واستقرار، وهو عراق يختلف عما كان». ووفق وكالة الأنباء الألمانية، قال غوتيريش، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني في بغداد بعد جلسة مباحثات مشتركة اليوم، إن الأمم المتحدة تدعم خطوات الحكومة العراقية في برامجها الإصلاحية، ومعالجة الفساد، وتحسين الخدمات، وخلق فرص لعمل الشباب، وهي تغييرات تتطلب وقتاً، والأمم المتحدة تدعم هذه الجهود. وأضاف: «لقد ناقشنا الخطوات الإيجابية بين الحكومة الاتحادية وحكومة كردستان

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي العراق يسمح بتمويل التجارة مع الصين باليوان

العراق يسمح بتمويل التجارة مع الصين باليوان

أطلق البنك المركزي العراقي أمس الأربعاء حزمة الإصلاحات الثانية في إطار مساعيه لخفض سعر الدولار الأميركي مقابل الدينار العراقي. ومن بين ما تضمنته الحزمة الجديدة السماح بتمويل التجارة الخارجية مع الصين بالعملية الصينية اليوان بدلاً من الدولار الأميركي، في وقت أكد خبير اقتصادي أنها خطوة لن تحل أزمة الدولار.

«الشرق الأوسط» (بغداد)

تحذير أممي من انزلاق سوريا إلى «حريق إقليمي واسع»

رجال أمن وإنقاذ في موقع استهدفته غارة إسرائيلية في دمشق (أرشيفية - أ.ب)
رجال أمن وإنقاذ في موقع استهدفته غارة إسرائيلية في دمشق (أرشيفية - أ.ب)
TT

تحذير أممي من انزلاق سوريا إلى «حريق إقليمي واسع»

رجال أمن وإنقاذ في موقع استهدفته غارة إسرائيلية في دمشق (أرشيفية - أ.ب)
رجال أمن وإنقاذ في موقع استهدفته غارة إسرائيلية في دمشق (أرشيفية - أ.ب)

رأت نائبة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، نجاة رشدي، أن منطقة الشرق الأوسط تشهد «خطراً عميقاً»، ودعت إلى «عمل حاسم» من كل ذوي النفوذ لمنع انزلاق سوريا إلى «حريق إقليمي أوسع».

وكانت نجاة رشدي تقدم إحاطة عبر دائرة تلفزيونية مغلقة إلى أعضاء مجلس الأمن في نيويورك؛ إذ أفادت بأن عدداً كبيراً من السوريين يجدون أنفسهم محاصرين «في حلقة لا هوادة فيها من العنف والمعاناة»، مشيرة إلى فرار مئات الآلاف من لبنان، فضلاً عن أن العنف داخل البلاد أدى إلى موجات جديدة من النزوح، في ظل معاناة إنسانية متفاقمة وتقلُّص المساعدات. ورأت أن هذا «عام 2024 في طريقه ليكون الأكثر عنفاً منذ عام 2020»، محذرة من أن «إمكانية حدوث دمار أكبر تلوح في الأفق».

تلامذة عائدون إلى منازلهم في بلدة النيرب بريف إدلب (أرشيفية - د.ب.أ)

الغارات الإسرائيلية

وإذ شددت على ضرورة وقف النار في غزة ولبنان، أكدت المبعوثة الأممية أن هناك «حاجة ملحة» إلى العمل نحو وقف النار على مستوى البلاد بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 2254، وإلى «نهج تعاوني لمكافحة الجماعات الإرهابية المدرجة على قائمة في مجلس الأمن». وقالت إن سوريا «لا تزال في حالة حرب وانقسام عميقة وناشطة»، مضيفة أن «أكثر من 100 ألف شخص لا يزالون محتجزين تعسفاً أو مفقودين. والاقتصاد في حالة يرثى لها. والبنية التحتية مدمرة ومتدهورة. والجريمة المنظمة والنشاطات غير المشروعة في ازدياد، ما أَحْدَثَ تداعيات اجتماعية سلبية، وولَّد مزيداً من عدم الاستقرار». وفي ظل التصعيد الحالي للحرب الإسرائيلية في لبنان وغزة، قالت رشدي إن «الضربات الجوية الإسرائيلية على سوريا ازدادت بشكل كبير من حيث التكرار والنطاق». وأشارت إلى الغارات الإسرائيلية، الأربعاء الماضي، قرب مدينة تدمر التي أدت إلى مقتل العشرات، مرجحة أن تكون «الأشد فتكاً في سوريا حتى الآن». وأضافت: «تقول إسرائيل إن ضرباتها تستهدف مواقع مرتبطة بإيران أو (حزب الله) أو (الجهاد الإسلامي) الفلسطيني، لكننا مرة أخرى نشهد سقوط ضحايا من المدنيين، من ضمنهم جراء غارات ضخمة على مناطق سكنية في وسط دمشق».

معبر المصنع الحدودي بين لبنان وسوريا بعد استهدافه بغارة إسرائيلية (أرشيفية - أ.ف.ب)

وكررت أن إنهاء الحرب «يتطلب عملية سياسية ذات مغزى»، مؤكدة أن «هناك لحظة محورية لدفع العملية السياسية، من خلال الالتزام الحقيقي والعمل». وحذرت من أن «الرياح الجيوسياسية قد تبدأ في التحول مرة أخرى قريباً، في اتجاهات يصعب التنبؤ بها». وقالت أيضاً إنه «إذا أبدت جميع الأطراف استعدادها للعمل بشكل بناء ومسؤول وعملي، فستكون لدينا أفضل فرصة لتسخير الديناميكيات القائمة والجديدة وتحويلها إلى فرص للتقدم» عبر «استئناف اجتماعات اللجنة الدستورية ومواصلة تطوير تدابير بناء الثقة خطوة بخطوة» وغيرها من الأفكار الأممية لتطوير مسار شامل للخروج من الصراع السوري.

فارُّون من الحرب عند معبر المصنع الحدودي باتجاه سوريا الذي جرى استهدافه بغارة إسرائيلية (أرشيفية - أ.ف.ب)

العائدون من لبنان

كذلك تحدثت مديرة قسم العمليات والمناصرة لدى مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إيديم وسورنو، التي قالت إن أكثر من 540 ألف شخص فروا إلى سوريا من الحرب في لبنان منذ أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي، أكثر من نصفهم من الأطفال، وإن ثلثيهم من السوريين. وإذ رحبت باستعداد الحكومة السورية لإبقاء حدودها مفتوحة، وتسهيل الدخول إلى البلاد، أشارت إلى أن الغارات الجوية الإسرائيلية على طول الحدود جعلت المعابر أكثر خطورة. وأضافت أن الناس لجأوا إلى التنقل عبر المعابر سيراً، أو البحث عن طرق بديلة أطول وأكثر خطورة من المعابر الرسمية. ونقلت عن تقارير أن بعض العائلات اللبنانية بدأ بالفعل في العودة إلى لبنان بسبب نقص الخدمات وظروف المعيشة السيئة في سوريا.

وكذلك قالت: «يواجه ما يقرب من 13 مليون شخص بالفعل انعدام الأمن الغذائي الحاد في سوريا - خامس أعلى إجمالي عالمي - بينما اضطُرَّ برنامج الأغذية العالمي إلى خفض مساعداته بنسبة 80 في المائة في العامين الماضيين بسبب تخفيضات التمويل». وحذرت من أنه إذا لم يتم تلقي مزيد من التمويل «ستكون العواقب وخيمة»، خصوصاً مع حلول فصل الشتاء.