«خطوبة» طفلين بالمرحلة الابتدائية تصدم مصريين

أعادت الجدل بشأن تكرار «ارتباط القصّر» رغم الانتقادات

حفل خطوبة لطفلين في بالشرقية (مواقع التواصل الاجتماعي)
حفل خطوبة لطفلين في بالشرقية (مواقع التواصل الاجتماعي)
TT
20

«خطوبة» طفلين بالمرحلة الابتدائية تصدم مصريين

حفل خطوبة لطفلين في بالشرقية (مواقع التواصل الاجتماعي)
حفل خطوبة لطفلين في بالشرقية (مواقع التواصل الاجتماعي)

أحدثت صور تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان «خطوبة أصغر عروسين»، حالة من الصدمة لدى الرأي العام بمصر، معيدة الجدل بشأن تكرار ما يعرف بـ«زواج القصر»، رغم الانتقادات المجتمعية والقانونية. وحسب وسائل إعلام محلية، فإن الصور المتداولة من حفل خطوبة طفلين (ولد 12 عاما، وبنت 10 سنوات)، ينتميان لعائلة واحدة بمحافظة الشرقية (دلتا مصر)، تم إقامة حفل لخطبتهما بناء على «وصية جدتهما لتحقيق مزيد من التقارب الأسري». 
وطالب رواد مواقع التواصل الاجتماعي بـ«تغليظ العقوبة في مثل هذا الجرائم، التي تعد انتهاكا لقوانين ومواثيق حماية الطفل» على حد تعبيرهم، غير أن خبراء علم اجتماع ومختصين في الأسرة والتربية، يؤكدون أن «ظاهرة زواج القصر لها أسباب اجتماعية، مثل الفقر، وأخرى اقتصادية تكمن في العادات والتقاليد التي يعتنقها بعض سكان الأرياف، والمناطق النائية»، مطالبين بـ«مقاربة شاملة للحل لا تقتصر على الشق القانوني».
وأشارت آخر إحصائية ديموغرافية أصدرها المركز القومي للتعبئة العامة والإحصاء، إلى «وجود 117 ألف طفل تزوجوا، أو سبق لهم الزواج في الفئة العمرية من 10 إلى 17».
وكشف صبري عثمان، مدير عام خط نجدة الطفل، عن أن «الخط تلقى في النصف الأول من العام الحالي 516 بلاغا، حول حالات زواج تحت السن القانونية، جرى منع كثير منها بالتنسيق مع النائب العام ووزارة الداخلية»، مناشدا المواطنين في تصريحات إعلامية بـ«سرعة الإبلاغ عن أي حالات مماثلة عبر رقم 16000». 
ويعاقب القانون المصري بالسجن 3 سنوات أو بغرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه «كل شخص تورط في تسهيل الزواج من قاصر سواء المأذون أو الشهود أو الزوج الراشد أو الولي»، غير أن ناشطين في مجال حقوق الطفل «لا يرون العقوبة مناسبة ويطالبون بتغليظها».
وتتحفظ الخبيرة النفسية غادة السمان على «وصف تلك الوقائع بالزواج أو الخطوبة». مؤكدة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنها «انتهاك لبراءة الطفولة، لأسباب مالية تتعلق بالجشع والانتهازية». وقالت إن «التداعيات النفسية والجسمانية لهذه الجريمة شديدة الخطورة، نتيجة التعرض لصدمة لا يستوعبها العقل بسهولة، ما ينتج عنه نتائج كارثية أدناها الطلاق السريع، والإنجاب المهدد لحياة الأم، فضلا عن الإقدام على الانتحار». 
ويلقي د. سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي، باللائمة على «التهاون في تطبيق القانون في هذا السياق»، مطالبا بـ«فرض غرامة على الإنجاب المتكرر، باعتباره أصل المشكلة، حيث لا يجد الأب الفقير وسيلة تعينه على تحمل نفقات بناته سوى تزويجهن مبكرا». 


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


 تطمينات موريتانية لدول أفريقية بعد ترحيل قسري لمهاجرين أفارقة

العنف المتصاعد في مالي التي تمتلك حدوداً مشتركة مع موريتانيا يفاقم مخاوف الحكومة الموريتانية (إ.ب.أ)
العنف المتصاعد في مالي التي تمتلك حدوداً مشتركة مع موريتانيا يفاقم مخاوف الحكومة الموريتانية (إ.ب.أ)
TT
20

 تطمينات موريتانية لدول أفريقية بعد ترحيل قسري لمهاجرين أفارقة

العنف المتصاعد في مالي التي تمتلك حدوداً مشتركة مع موريتانيا يفاقم مخاوف الحكومة الموريتانية (إ.ب.أ)
العنف المتصاعد في مالي التي تمتلك حدوداً مشتركة مع موريتانيا يفاقم مخاوف الحكومة الموريتانية (إ.ب.أ)

أعلنت وزارة الخارجية الموريتانية، أن وزير الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج محمد سالم ولد مرزوق، أجرى مساء السبت محادثات هاتفية مع وزراء خارجية ساحل العاج والسنغال وغامبيا ومالي ساعات بعد اندلاع أعمال عنف وشغب قام بها مهاجرون من مالي أبعدتهم السلطات الموريتانية بسبب وضعيتهم غير القانونية.

مهاجر من أفريقيا جنوب الصحراء على متن قارب قبالة سواحل موريتانيا (أ.ف.ب)
مهاجر من أفريقيا جنوب الصحراء على متن قارب قبالة سواحل موريتانيا (أ.ف.ب)

وأوضح بيان للخارجية أنه تم خلال هذه المحادثات التأكيد على أهمية تعزيز وتكثيف التنسيق في مواجهة التحديات المرتبطة بالهجرة غير النظامية، في إطار الامتثال للقوانين والنظم ذات الصلة والالتزامات المشتركة، وبما يتماشى مع ما رسخته الروابط التاريخية التي تجمع الشعوب الشقيقة من مبادئ حسن الجوار وقيم الضيافة والتضامن.

وأضاف البيان أنه تم كذلك في نفس السياق تجديد الالتزام بحماية حقوق الأفراد وتوفير بيئة آمنة ومستقرة لجميع المواطنين والمقيمين، ومواصلة العمل المشترك لتعزيز التعاون والتكامل، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة والازدهار المشترك.

تشير تقارير إلى أن ما يقارب 90 % من زوارق الموت تنطلق من سواحل موريتانيا باتجاه أرخبيل الكناري الإسباني (أ.ف.ب)
تشير تقارير إلى أن ما يقارب 90 % من زوارق الموت تنطلق من سواحل موريتانيا باتجاه أرخبيل الكناري الإسباني (أ.ف.ب)

تأتي مباحثات وزير خارجية موريتانيا بعد قيام مئات المهاجرين الماليين باجتياح وإحراق مركز تفتيش للشرطة الموريتانية يقع على الحدود بين مالي وموريتانيا في وقت سابق من يوم أمس السبت.

وعبر المهاجرون عن غضبهم مما يصفونها بالمعاملة السيئة التي تعرضوا لها أثناء ترحيلهم من موريتانيا إلى الحدود وانتزاع أغراضهم الشخصية منهم، وقالوا إنه لم يسمح لهم باستعادتها. وأفادت مصادر رسمية بأن تعزيزات من قوات الشرطة والدرك تمكنت من استعادة الأمن وأحكمت سيطرتها على نقطة التفتيش الموريتانية.

مهاجر أفريقي في نواكشوط في انتظار الفرصة للهجرة سراً نحو أوروبا (أ.ف.ب)
مهاجر أفريقي في نواكشوط في انتظار الفرصة للهجرة سراً نحو أوروبا (أ.ف.ب)

وتواصل السلطات الموريتانية منذ أيام حملة اعتقالات وترحيل قسري لمهاجرين أفارقة من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء من مالي والسنغال وغامبيا وساحل العاج، ممن هم في وضعية غير قانونية، ضمن خطة أشمل لمحاربة الهجرة غير النظامية نحو أوربا بعد توقيع اتفاق موريتاني أوروبي إسباني لمحاربة تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا عبر السواحل
الموريتانية.