«حملة اضطهاد»... ترمب ينتقد القضاء بعد إدانة شركته بالتهرب الضريبي

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (رويترز)
TT

«حملة اضطهاد»... ترمب ينتقد القضاء بعد إدانة شركته بالتهرب الضريبي

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (رويترز)

شن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الذي أعلن ترشحه لانتخابات 2024، هجوما على القضاء، معتبراً أن قرار إدانة شركته العائلية باحتيال مالي وضريبي يندرج في إطار «حملة اضطهاد» ضده، وسيقدم طلب استئناف للحكم.
وفي بيان حمل عنوان «حملة اضطهاد»، قال ترمب إن النظام القضائي «كان يفحص ملايين الصفحات من الوثائق لسنوات عدة، بينما وصلت جرائم القتل والعنف إلى مستويات قياسية في نيويورك».
وأعلنت سوزان نيكيليس، المحامية في هيئة الدفاع عن «منظمة ترمب»، في بيان تلقّت «وكالة الصحافة الفرنسية» نسخة منه: «لسنا موافقين على هذا الحكم، وسنقدم طلب استئناف».
وقال المدّعي العام في مانهاتن ألفين براغ، في بيان، إنه أول حكم يصدر بناء على القانون الجزائي على مجموعة الملياردير الأميركي التي تضم نوادي غولف وفنادق فاخرة وعقارات.
وعلى الرغم من أنه ليس ملاحقاً شخصياً، ومن أن العقوبة التي يواجهها قد تكون غرامة لا تتجاوز 1.5 مليون دولار، وهو مبلغ صغير نسبياً، مقارنة بحجم الشركة، فإن هذا الحكم يشكل نكسة قضائية للرئيس السابق (2017-2021)، المرشح رسمياً للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 2024.
وسيدخل ترمب السباق في موقع أسوأ مما كان يأمل، بعدما أضعفته النتائج المخيِّبة للآمال التي حققها الجمهوريون المدعومون من قبله في انتخابات منتصف الولاية، بينما حقق أحد منافسيه المحتملين حاكم فلوريدا رون ديسانتيس فوزاً ساحقاً بإعادة انتخابه لهذا المنصب.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1593982318107979777?s=20&t=OI_rvDsjc0cT0UgKyruIQw
وقال المدّعي العام ألفين براغ؛ وهو ديمقراطي منتخب، إن هيئة المحلّفين في محكمة مانهاتن، التي انسحبت الاثنين، للتداول بعد أكثر من شهر من جلسات الاستماع، أكدت أن شركتي «ترمب كوربوريشن» و«ترمب بايرول كوربوريشن» مذنبتان في جميع التهم؛ ومجموعها 17.
وسيصدر الحكم في 13 يناير (كانون الثاني) 2023، كما أعلن مكتب المدّعي العام.
وجرت محاكمة الشركتين بتهمة تهرب ضريبي وتزوير بيانات محاسبة بهدف إخفاء مكافآت مالية لبعض كبار الموظفين عن مصلحة الضرائب، ولا سيما المدير المالي السابق آلن ويسلبرغ الذي اعترف بالتُّهم الموجهة إليه وأدلى بشهادته في المحاكمة.
وقال براغ إن «الشركتين تهربتا على مدى 13 عاماً من القانون عبر منح المديرين التنفيذيين رفيعي المستوى مزايا وتعويضات سخية مع تعمّد إخفاء هذه الامتيازات عن السلطات الضريبية لتجنب دفع ضرائب». وتحدّث عن «جشع وغش».
وقالت ناطقة باسم منظمة ترمب إن «ويسلبرغ قال تحت القسم إنه (خان) الثقة التي وضعها المجتمع فيه وأنه عمل في جميع الأوقات فقط من أجل مكاسب شخصية وجشع شخصي».
واعترف ويسلبرغ (75 عاماً) بأنه مذنب في 15 تهمة باحتيال ضريبي وتهرب ضريبي تتعلق بـ1.76 مليون دولار من دخل غير معلَن بين 2005 و2021.
اعترف الرجل السبعيني، وهو صديق قديم لعائلة ترمب، في شهادته في المحكمة بأنه استفاد من امتيازات عينية لم يصرح بها لمصلحة الضرائب، من شقة في حي راق في مانهاتن، إلى استئجار سيارتي مرسيدس له ولزوجته، وسيولة نقدية لعطلة.
ويواجه دونالد ترمب عدداً من الدعاوى القضائية، لكن لم تُوجّه إليه أية تُهم بعدُ.
فبعد 3 أيام من إعلان ترشحه لانتخابات 2024، في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني)، أعلن وزير العدل ميريك غارلاند تكليف المدّعي العام الخاص جاك سميث باستئناف تحقيقين جاريين في القضاء الأميركي؛ أحدهما حول جهود الرئيس السابق لتغيير نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020، والآخر بشأن وثائق الأرشيف الرئاسي.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1592850972962758661?s=20&t=OI_rvDsjc0cT0UgKyruIQw
واعتباراً من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 سيَمثل دونالد ترمب و3 من أبنائه أمام القضاء في نيويورك أيضاً في قضية مدنية هذه المرة، بتهمة ممارسات ضريبية احتيالية داخل منظمة ترمب.
في هذه القضية، تتهم المدعية العامة لولاية نيويورك ليتيتيا جيمس، الملياردير الجمهوري وأبناءه بالتلاعب «عمداً» في تقييم أصول المجموعة للحصول على قروض بشروط أفضل من المصارف أو لتخفيض ضرائبها. وهي تطلب تعويضات بقيمة 250 مليون دولار نيابة عن الدولة، بالإضافة إلى حظر إدارة شركات للرئيس السابق وأقربائه.


مقالات ذات صلة

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

الولايات المتحدة​ إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

إشادة أميركية بالتزام العاهل المغربي «تعزيز السلام»

أشاد وفد من الكونغرس الأميركي، يقوده رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي مايك روجرز، مساء أول من أمس في العاصمة المغربية الرباط، بالتزام الملك محمد السادس بتعزيز السلام والازدهار والأمن في المنطقة والعالم. وأعرب روجرز خلال مؤتمر صحافي عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن «امتنانه العميق للملك محمد السادس لالتزامه بتوطيد العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والمغرب، ولدوره في النهوض بالسلام والازدهار والأمن في المنطقة وحول العالم».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء في مجموعة متطرفة بالتحريض على هجوم الكونغرس الأميركي

أصدرت محكمة فيدرالية أميركية، الخميس، حكماً يدين 4 أعضاء من جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، أبرزهم زعيم التنظيم السابق إنريكي تاريو، بتهمة إثارة الفتنة والتآمر لمنع الرئيس الأميركي جو بايدن من تسلم منصبه بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الماضية أمام دونالد ترمب. وقالت المحكمة إن الجماعة؛ التي قادت حشداً عنيفاً، هاجمت مبنى «الكابيتول» في 6 يناير (كانون الثاني) 2021، لكنها فشلت في التوصل إلى قرار بشأن تهمة التحريض على الفتنة لأحد المتهمين، ويدعى دومينيك بيزولا، رغم إدانته بجرائم خطيرة أخرى.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

إدانة 4 أعضاء بجماعة «براود بويز» في قضية اقتحام الكونغرس الأميركي

أدانت محكمة أميركية، الخميس، 4 أعضاء في جماعة «براود بويز» اليمينية المتطرفة، بالتآمر لإثارة الفتنة؛ للدور الذي اضطلعوا به، خلال اقتحام مناصرين للرئيس السابق دونالد ترمب، مقر الكونغرس، في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021. وفي محاكمة أُجريت في العاصمة واشنطن، أُدين إنريكي تاريو، الذي سبق أن تولَّى رئاسة مجلس إدارة المنظمة، ومعه 3 أعضاء، وفق ما أوردته وسائل إعلام أميركية. وكانت قد وُجّهت اتهامات لتاريو و4 من كبار معاونيه؛ وهم: جوزف بيغز، وإيثان نورديان، وزاكاري ريل، ودومينيك بيتسولا، بمحاولة وقف عملية المصادقة في الكونغرس على فوز الديمقراطي جو بايدن على خصمه الجمهوري دونالد ترمب، وفقاً لما نق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

ترمب ينتقد قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز

وجّه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الأربعاء، انتقادات لقرار الرئيس جو بايدن، عدم حضور مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث، وذلك خلال جولة يجريها الملياردير الجمهوري في اسكتلندا وإيرلندا. ويسعى ترمب للفوز بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات التي ستجرى العام المقبل، ووصف قرار بايدن عدم حضور مراسم تتويج ملك بريطانيا بأنه «ينم عن عدم احترام». وسيكون الرئيس الأميركي ممثلاً بزوجته السيدة الأولى جيل بايدن، وقد أشار مسؤولون بريطانيون وأميركيون إلى أن عدم حضور سيّد البيت الأبيض التتويج يتماشى مع التقليد المتّبع بما أن أي رئيس أميركي لم يحضر أي مراسم تتويج ملكية في بريطانيا. وتعود آخر مراسم تتويج في بري

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

لا تقل خطورة عن الإدمان... الوحدة أشد قتلاً من التدخين والسمنة

هناك شعور مرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والاكتئاب والسكري والوفاة المبكرة والجريمة أيضاً في الولايات المتحدة، وهو الشعور بالوحدة أو العزلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

بايدن يدفع جهود إغلاق غوانتانامو بنقل 11 سجيناً لعُمان

علم أميركي يرفرف في مهب الريح خلف سياج من الأسلاك الشائكة في معسكر السجن الأميركي في خليج غوانتانامو (د.ب.أ)
علم أميركي يرفرف في مهب الريح خلف سياج من الأسلاك الشائكة في معسكر السجن الأميركي في خليج غوانتانامو (د.ب.أ)
TT

بايدن يدفع جهود إغلاق غوانتانامو بنقل 11 سجيناً لعُمان

علم أميركي يرفرف في مهب الريح خلف سياج من الأسلاك الشائكة في معسكر السجن الأميركي في خليج غوانتانامو (د.ب.أ)
علم أميركي يرفرف في مهب الريح خلف سياج من الأسلاك الشائكة في معسكر السجن الأميركي في خليج غوانتانامو (د.ب.أ)

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أنها نقلت 11 رجلاً يمنياً إلى سلطنة عُمان، هذا الأسبوع، بعد احتجازهم أكثر من عقدين من دون تهم في قاعدة غوانتانامو البحرية الأميركية في كوبا، لتكون هذه الدفعة الأكبر من السجناء الذين تطلقهم إدارة الرئيس جو بايدن قبل انتهاء عهده في 20 يناير (كانون الثاني) الحالي.

ويأتي هذا الإعلان بعد أسبوع من نقل معتقل تونسي من غوانتانامو إلى بلاده.

وأدت عملية النقل الأخيرة إلى خفض عدد المعتقلين المتبقين في غوانتانامو إلى 15 شخصاً، وهو الأقل منذ عام 2002، عندما حولت إدارة الرئيس جورج دبليو. بوش جانباً من القاعدة البحرية إلى موقع احتجاز لأفراد اعتُقلوا عبر كل أرجاء العالم في سياق «الحرب على الإرهاب» التي قادتها الولايات المتحدة عقب هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، ومنها تنظيم «القاعدة»، وشملت غزو أفغانستان والعراق وعمليات عسكرية وسرية في أماكن أخرى.

شريك لمؤسس «القاعدة»

وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، الثلاثاء، أن إدارة بايدن تتفاوض مع حركة «طالبان» الحاكمة في أفغانستان لمبادلة أميركيين معتقلين هناك بـ«سجين بارز» واحد على الأقل يزعم أنه شريك لمؤسس تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن.

رسم يظهر في هذه الصورة قاعة المحكمة التي رسمتها الفنانة جانيت هاملين واطلع عليها الجيش الأميركي... خالد شيخ محمد (وسط الصورة) والمتهم المشارك وليد بن عطاش (يسار الصورة) وهما يحضران جلسة ما قبل المحاكمة في قاعدة خليج غوانتانامو البحرية بكوبا (أ.ب)

ووصل عدد المعتقلين في غوانتانامو إلى 800 شخص في ذروته.

وشمل النقل الأخير شقاوي الحاج، الذي نفذ إضرابات متكررة عن الطعام، وأُدْخِلَ المستشفى في غوانتانامو، احتجاجاً على إبقائه 21 عاماً في السجن، سبقها عامان من الاحتجاز والتعذيب في مركز احتجاز تابع لوكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه»، وفقاً لمركز الحقوق الدستورية في الولايات المتحدة.

ودفعت جماعات حقوق الإنسان وبعض المشرعين الإدارات الأميركية المتعاقبة في اتجاه إغلاق غوانتانامو، أو إطلاق سراح جميع المعتقلين الذين لم تُوَجَّه إليهم أي تهمة بارتكاب جريمة.

وكررت إدارة بايدن والإدارات السابقة أنها تعمل على اختيار البلدان المناسبة الراغبة في استقبال هؤلاء المعتقلين الذين لم توجَّه إليهم اتهامات. وكان كثير من الموجودين في غوانتانامو من اليمن.

علم وطني أميركي وزهور موضوعة في حوض سباحة النصب التذكاري ومتحف 11 سبتمبر في يوم الذكرى الثالثة والعشرين لهجمات 11 سبتمبر 2001 على مركز التجارة العالمي في حي مانهاتن بمدينة نيويورك (رويترز)

نحو إغلاق المعتقل

وقال البنتاغون في بيان إن «الولايات المتحدة تثمن استعداد حكومة سلطنة عمان والشركاء الآخرين لدعم الجهود الأميركية الحالية لتقليل عدد المحتجزين بشكل مسؤول، وإغلاق منشأة خليج غوانتانامو في نهاية المطاف».

وحتى صباح الثلاثاء، لم تقدِّم سلطنة عمان أي معلومات حول استقبال السجناء الـ11، علماً أنها استقبلت في الماضي نحو 30 سجيناً أُخْرِجوا من هذا السجن. وعاد أفغانيان إلى أفغانستان في فبراير (شباط) الماضي. وأفادت منظمة «كايج إنترناشيونال» البريطانية الناشطة أن يمنياً تُوُفِّي في عمان. وقالت إنه «في مواجهة القليل من الاختيار، عاد 26 من الرجال وعائلاتهم إلى اليمن بعد ضغوط من الحكومة العمانية التي عرضت على كل منهم 70 ألف دولار تعويضاً».

في هذه الصورة التي استعرضها الجيش الأميركي تشرق الشمس فوق مجمع احتجاز معسكر «دلتا» الذي يضم سجناء أجانب منذ عام 2002 في قاعدة خليج غوانتانامو البحرية الأميركية في 6 يونيو 2008 بكوبا (أ.ف.ب)

وبموجِب عملية النقل التي أُعْلنت، الاثنين، لا يزال في غوانتانامو 6 رجال لم تُوَجَّه إليهم أي اتهامات. وهناك اثنان من السجناء المدانين والمحكوم عليهم، و7 آخرون متهمون بهجمات 2001، وتفجير المدمرة الأميركية «كول» عام 2000، وتفجيرات بالي في إندونيسيا عام 2002.

وبحسب «البنتاغون»، فإن بين السجناء الـ15 المتبقّين 3 مؤهّلين لنقلهم فوراً إلى بلادهم أو إلى دول ثالثة، و3 مؤهّلين لمراجعة ملفاتهم للنظر بإمكان إطلاقهم، بينما وُجهت اتهامات إلى 7 آخرين، وأُدِينَ الاثنان الباقيان.

وأبرز هؤلاء المعتقلين الـ15 خالد شيخ محمد، الذي يُعتقد أنه «العقل المدبّر» لهجمات 11 سبتمبر 2001.