تأكيد صيني على شراكة استراتيجية تنموية شاملة خلال قمم الرياض

سفير بكين لدى السعودية لـ«الشرق الأوسط»: سنصيغ أطر تعاون طويلة المدى

تشن وي تشينغ السفير الصيني لدى السعودية
تشن وي تشينغ السفير الصيني لدى السعودية
TT

تأكيد صيني على شراكة استراتيجية تنموية شاملة خلال قمم الرياض

تشن وي تشينغ السفير الصيني لدى السعودية
تشن وي تشينغ السفير الصيني لدى السعودية

في وقت تتجه فيه الأنظار إلى العاصمة السعودية الرياض، حيث استضافة أول قمة نوعية تجمع الصين مع الخليجيين والعرب بقيادة السعودية في ظروف جيوسياسية بالغة التعقيد، أكد تشن وي تشينغ السفير الصيني لدى السعودية، أن بكين على استعداد لبذل جهود مشتركة مع الرياض، لمواصلة تعميق علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة.
وقال السفير الصيني لدى السعودية لـ«الشرق الأوسط» سنشهد أول قمم تعقد بين الصين والدول العربية وبين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي على مستوى القادة، حيث تمثلان حدثا تاريخيا بارزا يكتب في تاريخ العلاقات الصينية العربية المشتركة كما تعكسان العلو الآخر والمستوى الجديد الذي ارتقت إليه علاقات الطرفين بعد سنوات من التطور السريع.
وأضاف تشينغ أن القمتين «الصينية الخليجية» و«الصينية العربية»، ستتناقش فيهما الصين مع الدول العربية ودول مجلس التعاون الخليجي وتصيغان بشكل مشترك، أهداف التنمية الشاملة المستقبلية وخطط التعاون طويل الأجل في مختلف المجالات على هامش اجتماعات القمم، مشيرا إلى أن هذه القمم تعكس الأهمية الكبيرة التي توليها الصين والدول العربية والخليجية لعلاقات بعضهما البعض، وكذلك التطلعات الملحة لتعميق وتوسيع التعاون بين الجانبين.
ولفت تشينغ، إلى أن مجالات التعاون بين الصين والسعودية والخليج والعرب، ستشمل البنية التحتية والطاقة والأمن الغذائي والصحة والتنمية الخضراء وتأهيل الشباب، مشيرا إلى أنه ستصدر سلسلة من الوثائق الختامية المهمة حول نتائج القمتين، وسيعمل الجانبان يدا بيد لخلق مجتمع مصير مشترك صيني عربي في العصر الجديد.
وعلى الصعيد السعودي الصيني، لفت تشينغ إلى أن السعودية تعد أكبر شريك تجاري لبلاده بالمنطقة، بينما بكين أكبر شريك للرياض، كاشفا أن التبادل التجاري زاد بنسبة 30.1 في المائة.
وقال تشينغ إن الجانب الصيني يرى علاقاته مع السعودية من منظور استراتيجي وبعيد المدى، ويضع العلاقات معها كأولوية للدبلوماسية، وهو على استعداد لبذل جهود مشتركة مع الجانب السعودي لمواصلة تعميق علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة، الأمر الذي يخدم البلدين والشعبين بصورة أفضل.
وأضاف تشينغ «في السنوات الأخيرة، شهدت العلاقات الصينية السعودية تطورا شاملا، تعمقت الثقة السياسية المتبادلة باستمرار، وتوسع التعاون في جميع المجالات بلا انقطاع، إذ أصبحت الدولتان صديقين وشريكين وأخوين عزيزين تربطهما الثقة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك والتنمية المشتركة. حافظت الدولتان على التنسيق والتعاون الوثيقين في الشؤون الدولية والإقليمية».
ولفت إلى أن السعودية تعد أكبر شريك تجاري للصين في الشرق الأوسط، مبينا أنها تمثل أكبر مورد للنفط الخام للصين في العامين الماضيين، مشيرا إلى أنه في السنوات الأخيرة، استمر التعاون بين البلدين في مجالات الطاقة والبنية التحتية والاتصالات والفضاء والتكنولوجيا العالية في التعمق والتوسع وحقق نتائج مثمرة.


مقالات ذات صلة

مساعٍ فرنسية لرفع العلاقة مع السعودية إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»

تحليل إخباري الأمير محمد بن سلمان والرئيس إيمانويل ماكرون أمام قصر الإليزيه في يونيو 2023 (إ.ب.أ)

مساعٍ فرنسية لرفع العلاقة مع السعودية إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»

السعودية وفرنسا تسعيان لرفع علاقاتهما إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»، و«الإليزيه» يقول إن باريس تريد أن تكون «شريكاً موثوقاً به» للسعودية في «كل المجالات».

ميشال أبونجم (باريس)
الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال استقباله سيباستيان ليكورنو في الرياض (واس)

وزير الدفاع السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان في الرياض أفق التعاون العسكري

بحث الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي مع سيباستيان ليكورنو وزير القوات المسلحة الفرنسية، مستجدات الأوضاع الإقليمية وجهود إحلال السلام في المنطقة والعالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق أعضاء اللجنة الوزارية أعربوا عن رغبتهم في تعزيز التعاون بما يعكس الهوية الثقافية والتاريخية الفريدة للمنطقة (واس)

التزام سعودي - فرنسي للارتقاء بالشراكة الثنائية بشأن «العلا»

أكد أعضاء اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير «العلا»، السبت، التزامهم بالعمل للارتقاء بالشراكة الثنائية إلى مستويات أعلى.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي خلال لقاء جمعهما على غداء عمل في باريس (واس)

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره الفرنسي تطورات غزة ولبنان

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي جان نويل، الجمعة، التطورات في قطاع غزة وعلى الساحة اللبنانية، والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان يستقبل نظيره الفرنسي جان نويل بارو في الرياض (واس)

فيصل بن فرحان يناقش التطورات اللبنانية مع نظيريه الفرنسي والأميركي

ناقش وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو، التطورات على الساحة اللبنانية والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

ولي العهد السعودي يطلق الاستراتيجية الوطنية لاستدامة البحر الأحمر

الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي (الشرق الأوسط)
الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي (الشرق الأوسط)
TT

ولي العهد السعودي يطلق الاستراتيجية الوطنية لاستدامة البحر الأحمر

الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي (الشرق الأوسط)
الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي (الشرق الأوسط)

أطلق الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، الاستراتيجية الوطنية لاستدامة البحر الأحمر، الهادفة لحماية النظام البيئي للبحر الأحمر، وتعزيز أطر التعاون لاستدامته، وتمكين المجتمع ودعم التحول إلى اقتصاد أزرق مستدام، بما يحقق التنوع الاقتصادي، ويتماشى مع مستهدفات «رؤية المملكة 2030»، والأولويات الوطنية لقطاع البحث والتطوير والابتكار التي أُطلقت مسبقاً، وأهمها استدامة البيئة والاحتياجات الأساسية.

وقال ولي العهد: «تستمر المملكة العربية السعودية في إطلاق العنان لإمكاناتها الاقتصادية والجغرافية والثقافية، وجهودها الرائدة في مجالات الاستدامة والحفاظ على البيئة. ومن خلال هذه الاستراتيجية تعزز المملكة مكانة الاقتصاد الأزرق كركيزة أساسية لاقتصادها، وتطمح لأن تصبح منطقة البحر الأحمر مرجعاً لأفضل ممارسات الاقتصاد الأزرق، وأن تصبح المملكة رائداً عالمياً في مجال البحث والتطوير والابتكار في الاقتصاد الأزرق، كما تؤكد المملكة التزامها بمستقبل مستدام للبحر الأحمر، ونتطلع من الجميع للتعاون لحماية سواحلنا على البحر الأحمر، والطبيعة والمجتمعات المعتمدة عليه».

ويعد البحر الأحمر أحد أكثر مناطق المملكة تميزاً وتنوعاً بيولوجياً، فهو منطقة طبيعية تبلغ مساحتها 186 ألف كيلومتر مربع، وخط ساحلي بطول 1800 كيلومتر، ورابع أكبر نظام للشعاب المرجانية في العالم، وموطن لـ6.2 في المائة من الشعاب المرجانية في العالم، وأرخبيل يحتضن مئات الجزر.

وتضع الاستراتيجية إطاراً وطنياً شاملاً يوضح كيفية الحفاظ على الكنوز الطبيعية في البحر الأحمر وإعادة إحيائها، بما يضمن استمتاع المواطنين والمقيمين والزوار بها، واستدامتها لأجيال قادمة.

وتوضح الاستراتيجية إسهام حماية البيئة الطبيعية في إطلاق الإمكانات الاقتصادية للمنطقة، والبدء في التحول إلى الاقتصاد الأزرق، مما يوجد فرصاً استثمارية للشركات المبتكرة في مختلف القطاعات البحرية، بما في ذلك السياحة البيئية، ومصايد الأسماك، والطاقة المتجددة، وتحلية المياه، والشحن البحري، والصناعة.

ولدعم الاقتصاد الوطني، تستهدف الاستراتيجية بحلول عام 2030 زيادة تغطية المناطق المحمية البحرية والساحلية، من 3 في المائة إلى 30 في المائة، ودعم وصول مساهمة الطاقة المتجددة إلى 50 في المائة من مزيج الطاقة المستهدف، وتوفير آلاف الفرص الوظيفية المتعلقة بأنشطة الاقتصاد الأزرق، وحماية استثمارات المملكة في المشاريع السياحية بالمناطق الساحلية، مما يسهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي.

وتستند الاستراتيجية على 5 أهداف، هي: الاستدامة البيئية، والتنمية الاقتصادية، والتنمية الاجتماعية، والسلامة والأمن، والحوكمة والتعاون، وتضم 48 مبادرة نوعية جرى تطويرها لتحقيق طموحات المملكة في الاقتصاد الأزرق والأنشطة المتعلقة به.

ويوضح إعلان الاستراتيجية الدور المحوري الذي تقوم به المملكة في حماية الموارد الطبيعية، في ظل التحديات البيئية والمناخية التي يعيشها العالم اليوم، ويرسم مساراً جديداً يجمع بين النمو الاقتصادي والاستدامة البيئية.