فريق أممي يتهم «داعش» باستخدام أسلحة كيماوية في العراق

مقتل انتحاري في محافظة كربلاء ومطاردة آخر

مديرة اليونيسكو أودري أزولاي تشارك (الاثنين) في إزاحة الستار عن ناقوس صُمِّم خصيصاً لـ«كنيسة سيدة الساعة» في الموصل التي احتلها «داعش» لثلاث سنوات (أ.ف.ب)
مديرة اليونيسكو أودري أزولاي تشارك (الاثنين) في إزاحة الستار عن ناقوس صُمِّم خصيصاً لـ«كنيسة سيدة الساعة» في الموصل التي احتلها «داعش» لثلاث سنوات (أ.ف.ب)
TT

فريق أممي يتهم «داعش» باستخدام أسلحة كيماوية في العراق

مديرة اليونيسكو أودري أزولاي تشارك (الاثنين) في إزاحة الستار عن ناقوس صُمِّم خصيصاً لـ«كنيسة سيدة الساعة» في الموصل التي احتلها «داعش» لثلاث سنوات (أ.ف.ب)
مديرة اليونيسكو أودري أزولاي تشارك (الاثنين) في إزاحة الستار عن ناقوس صُمِّم خصيصاً لـ«كنيسة سيدة الساعة» في الموصل التي احتلها «داعش» لثلاث سنوات (أ.ف.ب)

في وقت أعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول، مقتل انتحاري ينتمي إلى تنظيم «داعش»، وإصابة آخر يرتدي حزامين ناسفين في محافظة كربلاء جنوب بغداد، كشف تقرير أعده فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة عن استخدام التنظيم الإرهابي أسلحة كيماوية في العراق.
وفي سياق العمليات التي يقوم بها «داعش» في مناطق مختلفة من العراق، جاء في بيان صدر عن الناطق العسكري العراقي أن التنظيم حاول تنفيذ عملية انتحارية خارج نطاق الأماكن والحواضن التي ينتشر فيها شمال وشمال غربي العراق. وأضاف أنه «بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة، نفّذت قوة من قيادة عمليات كربلاء عملية تفتيش لمنطقة البهبهاني»، مبيناً أن «قواتنا تمكنت من قتل إرهابي يرتدي حزاماً ناسفاً وإصابة انتحاري آخر ما زالت عملية مطاردته مستمرة».
وفي وقت تراجعت نسبياً المخاطر التي كان يمثلها «داعش» في العراق لا سيما بعد مقتل زعاماته البارزة خلال السنوات القليلة الماضية وآخرهم أبو الحسن القرشي الذي قُتل في سوريا مؤخراً، أكد خبراء في الأمم المتحدة أن التنظيم شن هجمات باستخدام أسلحة كيماوية في مناطق انتشر فيها بالعراق، بين عامي 2014 و2019، وأضافوا في تقرير أنه تم جمع أدلة مستندية ورقمية مستمدة من شهادات الشهود باستخدام التنظيم للأسلحة الكيماوية. وأوضح الخبراء في تقريرهم الذي رُفع إلى مجلس الأمن للمناقشة، أن تنظيم «داعش» قام بتصنيع وإنتاج صواريخ وقذائف هاون وذخائر للقنابل الصاروخية ورؤوس حربية كيماوية وأجهزة متفجرة كيماوية يدوية الصنع.
وأشار التقرير إلى أدلة تثبت اتخاذ التنظيم الإرهابي ترتيبات مالية ولوجيستية وأخرى تتعلق بالمشتريات والروابط مع عناصر القيادة فيه، لافتاً إلى وجود فهم أكبر للمواقع التي يشتبه في أنها شهدت أنشطة لتصنيع الأسلحة وإنتاجها، واستخدامها في جميع أنحاء العراق. وركز المحققون جهودهم على هجوم تعرضت له مدينة طوز خورماتو العراقية في الثامن من شهر مارس (آذار) عام 2016. مؤكدين أنهم جمعوا كمية كبيرة من الأدلة بما في ذلك سجلات كشوف ومراسلات تنظيم «داعش» التي تتعلق بالتدريبات التي كان يُجريها لعملاء معينين على استخدام المواد الكيماوية كأسلحة، بما في ذلك أجهزة نثر المواد الكيماوية ومن بينها فوسفيد الألومنيوم والكلور والسيانيد والنيكوتين والريسين وكبريتات الثاليوم.
عراقياً، وفيما لم يصدر موقف رسمي بشأن ذلك، فإن الخبير المتخصص بشؤون الجماعات المسلحة ورئيس المركز الجمهوري للدراسات الاستراتيجية الدكتور معتز محيي الدين، يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «الولايات المتحدة الأميركية أعلنت أكثر من مرة قدرة تنظيم (داعش) على صنع أسلحة كيماوية واستخدامها في المعارك التي خاضها بالذات في معارك تحرير الموصل»، مبيناً أنها «اكتشفت عينات كبيرة من هذه الأسلحة التي استولى عليها مسلحو (داعش) من مخازن الأسلحة الأميركية ومخازن الجيش العراقي السابق، ولهذا فإن زعيم التنظيم السابق أبو بكر البغدادي كان يشرف بنفسه على تكوين مثل هذه الخلايا التي كانت تعتمد على إنشاء ترسانة كيماوية وبيولوجية».
وأضاف محيي الدين أن «تقريراً آخر لصحيفة (واشنطن بوست) ذكر أن المخابرات الكردية زوَّدت أميركا بتقرير مفصل عن قدرة شخصية كانت قريبة جداً من البغدادي لُقِّب بالسبعاوي أو أبو مالك كان جزءاً من خلية سابقة تعمل في المنشآت الكيماوية العراقية وفي إنتاج أسلحة الدمار الشامل التي استخدمها الجيش السابق في حربه مع الكرد ومع إيران أيضاً، وأنه عندما تم القبض على أبو مالك من القوات الأميركية قال إن (داعش) جمع الكثير من المواد الكيماوية من الأسلحة التي تركها الجيش العراقي والقوات الأميركية في أرض المعركة في مناطق واسعة من الأنبار والموصل».
وأوضح محيي الدين أن «القوات العراقية أمسكت خلية كبيرة جداً تعاونت مع (داعش) بعد معارك التحرير، حيث شرحت الخلية خطوات تطور صناعة الأسلحة الكيماوية لدى التنظيم وكيف تم نقل المواد الخاصة بها من وسط وشمال العراق وإلى سوريا كذلك». كما بيَّن أن «هناك مهندسة عراقية اشتركت مع تنظيم (داعش) تُدعى أبرار الكبيسي، وهي تعد من العناصر المهمة التي ساعدت التنظيم في صناعة مادة الريسين السمية في مختبرات بسيطة».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

وزير الصحة اللبناني لـ«الشرق الأوسط»: القدرة الاستيعابية لمستشفيات لبنان تتآكل

طفل لبناني مصاب بغارة إسرائيلية يرقد بمستشفى في مدينة صيدا (أ.ف.ب)
طفل لبناني مصاب بغارة إسرائيلية يرقد بمستشفى في مدينة صيدا (أ.ف.ب)
TT

وزير الصحة اللبناني لـ«الشرق الأوسط»: القدرة الاستيعابية لمستشفيات لبنان تتآكل

طفل لبناني مصاب بغارة إسرائيلية يرقد بمستشفى في مدينة صيدا (أ.ف.ب)
طفل لبناني مصاب بغارة إسرائيلية يرقد بمستشفى في مدينة صيدا (أ.ف.ب)

تنكب وزارة الصحة في لبنان على إعداد وتنفيذ خطط تؤخر بلوغ المستشفيات، خصوصاً في مناطق القصف المكثف في الجنوب والبقاع (شرقاً)، قدرتها الاستيعابية القصوى. فالقطاع الاستشفائي منذ تفجير أجهزة اتصالات «حزب الله» في الأسبوع الماضي الذي أدى إلى مقتل وجرح الآلاف، ومن بعده الحملة الجوية العنيفة التي بدأت يوم الاثنين، يعيش تحت ضغط هائل، ما يطرح علامات استفهام كثيرة حول قدرته على الصمود، خصوصاً إذا طال أمد الحرب واستمرت إسرائيل بهجماتها الواسعة على المناطق، ما يؤدي إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا.

القدرة الاستيعابية تتآكل

ويتحدث وزير الصحة اللبناني فراس أبيض لـ«الشرق الأوسط» عن اعتماد الوزارة على «خطة إخلاء للمستشفيات التي تقترب من بلوغ قدرتها الاستيعابية القصوى، إذ إننا نرسل سيارات الإسعاف لإخلاء عدد من المصابين كلما استشعرنا قرب مستشفى ما من بلوغ القدرة القصوى... لكن في حالات الخطر يكون ذلك صعباً، خصوصاً أنه تم استهداف عدد من المسعفين، وأُلحق الضرر بـ3 مستشفيات جنوباً».

ويشير أبيض إلى أن «الخطة تعمل وكأن كل المستشفيات هي مستشفى واحد كبير؛ إذ يتم تقاسم الأعباء والمهام، كما تلحظ توسعة الطاقة الاستيعابية ككل من خلال زيادة عدد الممرضين والأطباء والاختصاصيين، وفتح أقسام جديدة بمساعدة منظمات دولية»، مضيفاً: «لا شك أن الوضع صعب، والقدرة الاستيعابية تتآكل مع مرور الأيام، ونخشى استمرار الجنون الإسرائيلي وما يمكن أن ينتج عنه».

وزير الصحة اللبناني فراس أبيض (الوكالة الوطنية)

فاتورة كبيرة

من جهته، يؤكد نقيب أصحاب المستشفيات سليمان هارون أن «الوضع لا يزال تحت السيطرة»، قائلاً: «صحيح هناك ضغط كبير، لكننا نستقبل كل الجرحى». ويشير هارون في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الضغوط تتركز على صعيدين؛ أولاً من الناحية المادية، وثانياً من ناحية الطواقم البشرية التي تعمل بشكل متواصل»، مضيفاً: «فيما يتعلق بالموضوع المادي، نحن على تواصل مع وزارة الصحة التي وعدتنا بتأمين جزء من المبالغ المترتبة عليها للمستشفيات خلال أسبوعين، خصوصاً أن الفاتورة باتت كبيرة وبملايين الدولارات، وأن نوعية الإصابات تتطلب علاجات استثنائية وأكثر من عملية والمكوث في غرف العناية الفائقة».

ويجري استقبال ومعالجة كل الجرحى الذين يدخلون المستشفيات منذ يوم الثلاثاء 17 سبتمبر (أيلول)؛ تاريخ تفجير أجهزة «البيجر» بعناصر «حزب الله»، مجاناً.

ويلفت هارون إلى أنه «من ناحية الكادر البشري، فإن وضع الأطباء وعددهم أفضل من وضع وأحوال الممرضين الذين يعملون ضعف ساعاتهم، وأحياناً يعملون لـ24 ساعة في اليوم، وبالتالي هم بحاجة إلى الراحة».

طفل لبناني مصاب بغارة إسرائيلية يرقد بمستشفى في مدينة صيدا (أ.ف.ب)

حملة تطوع

وأطلقت نقابة الممرضات والممرضين هذا الأسبوع حملة تطوع تحت عنوان: «تعزيز الكادر التمريضي». وتضع نقيبة الممرضات والممرضين، عبير الكردي علامة، الحملة في إطار «الخطة التي وضعتها النقابة للتعامل مع السيناريوهات المحتملة في المرحلة المقبلة»، قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «الأعداد غير كافية؛ لذلك فتحنا باب التطوع». فالمسجلون في النقابة هم 20200، ولكن من يعملون في المستشفيات راهناً نحو 6000، باعتبار أن «نحو 3500 قد هاجروا في السنوات القليلة الماضية، وكثيرون لا يعملون».

وتوضح علامة أنه «نتيجة الحملة، تطوع نحو 400 ممرضة وممرض»، لافتة إلى «ضغوط جسدية ونفسية يتعرّض لها الممرضون، خصوصاً أن كثيرين نزحوا من أماكن عملهم، ما اضطر من تبقى منهم لتغطية النقص الحاصل».