«الشرعية الدولية» تهدد «المصالحة الفلسطينية» قبل لقاء الجزائر

عباس يقول إنها أساس الاتفاق... و«حماس» تتهمه بالعرقلة

الرئيس محمود عباس مترئسا اجتماع المجلس الثوري لحركة فتح برام الله (وفا)
الرئيس محمود عباس مترئسا اجتماع المجلس الثوري لحركة فتح برام الله (وفا)
TT

«الشرعية الدولية» تهدد «المصالحة الفلسطينية» قبل لقاء الجزائر

الرئيس محمود عباس مترئسا اجتماع المجلس الثوري لحركة فتح برام الله (وفا)
الرئيس محمود عباس مترئسا اجتماع المجلس الثوري لحركة فتح برام الله (وفا)

وضع الرئيس الفلسطيني محمود عباس شروطه لإجراء المصالحة الفلسطينية الداخلية، قائلاً أمام اجتماع للمجلس الثوري لحركة «فتح»، وهو ثاني أعلى هيئة تنظيمية بعد «اللجنة المركزية»، إن الحركة ستمضي في إجراء المصالحة، على أساس اعتراف جميع الفصائل بمنظمة «التحرير» كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني والقبول بالشرعية الدولية.
الاعتراف بمنظمة «التحرير» متفق عليه في اتفاق المصالحة الأخير في الجزائر، لكن مع التأكيد على انضمام حركتي «حماس» و«الجهاد» لهذا الإطار، وهي مسألة تواجه خلافاً حول كيفية حدوث ذلك؛ إذ تطلب «حماس» إتمام الأمر على أساس ترفضه حركة «فتح» في هذا الوقت، وهو إعادة بناء المنظمة وتجديد قيادتها وبرنامجها عبر الانتخابات.
وتريد «فتح» أولاً إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية لإنهاء الانقسام في السلطة حتى لا ينتقل للمنظمة، ثم بعد ذلك يمكن إجراء انتخابات في المنظمة على قاعدة الاعتراف بالشرعية الدولية، وهو الطلب القديم المتجدد الذي ترفضه حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي»؛ لأنه ينضوي على اعتراف ضمني بحق إسرائيل بالوجود.
وقبل طلب عباس من الفصائل الاعتراف بالشرعية الدولية، كانت حركة «فتح» تطلب اعتراف أي حكومة توافق على الأقل، بالشرعية، وسبّب هذا خلافاً. وأوضح عباس موقفه بقوله لأعضاء «الثوري»: «نريد حماية مصالح شعبنا».
وجدد عباس التأكيد على الالتزام بإجراء الانتخابات العامة الرئاسية والتشريعية، باعتبارها الأساس لبناء منظومة سياسية قائمة على تبادل السلطة عبر صناديق الاقتراع، على أن تشمل جميع الأراضي الفلسطينية بما فيها مدينة القدس حسب الاتفاقات الموقعة برعاية دولية كما حصل في الأعوام (1996، و2005، و2006)، لكنه لم يحدد وقتاً لذلك، كما لم يتطرق لانتخابات المنظمة.
وجاء موقف عباس قبل اجتماع مرتقب للفصائل الفلسطينية في الجزائر نهاية الشهر الحالي؛ إذ تنوي الجزائر دعوة الفصائل لها من أجل دفع اتفاق المصالحة الذي وقع هناك في 13 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ولم يبدأ تنفيذه بعد.
وكانت الفصائل قد وقعت على إعلان جزائري متعلق بتحقيق مصالحة فلسطينية عُرف بوثيقة «إعلان الجزائر»، وتضمن التأكيد على اتخاذ الخطوات العملية لتحقيق المصالحة الوطنية عبر إنهاء الانقسام، وتعزيز وتطوير دور منظمة «التحرير الفلسطينية» وتفعيل مؤسساتها بمشاركة جميع الفصائل الفلسطينية، وانتخاب المجلس الوطني الفلسطيني في الداخل والخارج حيثما أمكن، بنظام التمثيل النسبي الكامل، والإسراع بإجراء انتخابات عامة رئاسية وتشريعية في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس عاصمة الدولة الفلسطينية، وتوحيد المؤسسات الوطنية الفلسطينية.
وتضمن الإعلان أن يتولى فريق عمل جزائري – عربي الإشراف والمتابعة لتنفيذ بنود هذا الاتفاق بالتعاون مع الجانب الفلسطيني، وتدير الجزائر عمل الفريق.
وخلال سنوات طويلة، وقعت حركتا «فتح» و«حماس» سلسلة اتفاقات اصطدمت جميعها بالتطبيق على الأرض، مما سيختبر الاتفاق الجديد الذي يبدو أن مسألة منظمة «التحرير» والاعتراف بالشرعية الدولية، ستحولانه إلى اتفاق آخر بلا تنفيذ.
وقال رئيس دائرة العلاقات الوطنية في حركة «حماس»، إن إصرار عباس على «قبول الفصائل الفلسطينية بالاعتراف بما يسمى الشرعية الدولية كشرط للمصالحة الوطنية يتعارض مع (إعلان الجزائر) ويؤخر تنفيذه». وأضاف: «هذا لا يعزز الوحدة الوطنية».
وكانت «حماس»، على لسان خليل الحية نائب رئيس الحركة في قطاع غزة، قد أوضحت موقفها من المصالحة، وكيف يمكن أن تنجح قبل لقاء الجزائر المرتقب، قائلاً إن الحركة تريد استعادة الوحدة على برنامج ورؤية مقاومة وبناء برنامج وطني وقيادة وطنية موحدة، وإعادة تعريف ماهية السلطة الفلسطينية، والتوافق على مرحلة انتقالية يجري فيها تشكيل لجنة تنفيذية وبرنامج وطني فلسطيني وبرنامج توافقي لإعادة بناء المرجعية الوطنية.
وأضاف: «حالتنا الوطنية تحتاج إلى قيادة وطنية جامعة تحمل رؤيتنا ممثلة بالمنظمة»، موضحاً: «نريد أن تجري الانتخابات ما أمكن، والتوافق وطنياً على مرحلة انتقالية لإعادة بناء منظمة (التحرير) وتشكيل مجلس وطني بالتوافق». وتحدث الحية عن الحاجة أيضاً إلى حكومة «تستجيب للواقع الفلسطيني بعيداً عن الشروط الخارجية».
وتشير رؤية عباس و«حماس» إلى أن الحركتين تتمسكان بمواقفهما السابقة. ويتوقع أن يتبنى «المجلس الثوري» موقف عباس في هذا الشأن.
وقد واصل «الثوري»، الاثنين، أعمال دورته العاشرة التي افتُتحت في مقر الرئاسة برام الله، الأحد.
ويناقش المجلس في دورته العاشرة التي عُقدت بعنوان «مقاومة الاحتلال والاستعمار الاستيطاني بكل الوسائل المشروعة»، الأوضاع السياسية على صعيد القضية الفلسطينية، وعدداً من القضايا الداخلية المتعلقة بالحركة.
وأثار عباس أمام «الثوري» عدة نقاط ستكون محور بيانه الختامي. وقال: «نحن في مرحلة غاية بالدقة والصعوبة نتيجة للمتغيرات في المنطقة والعالم، مما يتطلب من كل أبناء شعبنا وقيادته في الوطن والخارج، والأمتين العربية والإسلامية، وكل مؤيدي القضية الفلسطينية، التكاتف والوحدة لمواجهة هذه المتغيرات».
وطلب عباس مناقشة ما يجب القيام به في مواجهة الحكومة الإسرائيلية الجديدة التي يشارك فيها عتاة المتطرفين الإسرائيليين، ودعا إلى تدعيم صمود الفلسطينيين والتمسك بالثوابت الوطنية ومواجهة الرواية الصهيونية، وحشد الدعم العربي والدولي لحماية حقوق القضية.
كما تحدث عن حشد الدعم لنيل المزيد من الاعتراف من قبل الدول الأوروبية بدولة فلسطين، ودعم الطلب الفلسطيني بالحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم (2334) والقرارين (181) و(194)، وأيضاً تفعيل شبكة الأمان العربية.
وقال عباس أيضاً: «إننا سنواصل الانضمام للمنظمات الدولية والتوجه إلى الأمم المتحدة للحصول على العضوية الكاملة، ومطالبة الدول التي لم تعترف بفلسطين الاعتراف بها».


مقالات ذات صلة

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي استمرار القتل في المجتمع العربي... وأم الفحم تتهم الأمن الإسرائيلي بالتقصير

استمرار القتل في المجتمع العربي... وأم الفحم تتهم الأمن الإسرائيلي بالتقصير

اتهمت بلدية أم الفحم في إسرائيل الأجهزة المكلفة تطبيق القانون، التي يقف على رأسها وزير الأمن إيتمار بن غفير، بالتقصير في محاربة جرائم القتل، وموجة العنف التي تعصف بالمجتمع العربي، واعتبرت أن هذا التقصير هو السبب الرئيسي في استمرار وتفاقم الجريمة. وجاء بيان البلدية بعد مقتل الشاب مهدي حريري البالغ من العمر 19 عاما من سكان أم الفحم، بإطلاق النار عليه على طريق بالقرب من (الطبية)، وهو الحادث الذي أصيب فيه كذلك شاب عشريني من سكان برطعة بجروح بين طفيفة ومتوسطة، وفي ضوء تحريض علني من صحيفة «الصوت اليهودي» التابعة لحزب «القوة اليهودية» الذي يتزعمه بن غفير، على أبناء أم الفحم في قضية الجريمة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي محمد بن سلمان ومحمود عباس يستعرضان مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية

محمد بن سلمان ومحمود عباس يستعرضان مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية

اجتمع الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، في جدة اليوم، مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وجرى خلال الاجتماع استعراض مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، والتأكيد على مواصلة الجهود المبذولة بما يكفل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً لمبادرة السلام العربية والقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

«الشرق الأوسط» (جدة)
المشرق العربي أبو مرزوق ينأى بـ«حماس» عن تصريحات السنوار

أبو مرزوق ينأى بـ«حماس» عن تصريحات السنوار

قال موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي لحركة «حماس»، إن حركته ليست جزءاً من أي محور سياسي أو عسكري في المنطقة، بغض النظر عن الاسم والعنوان، في تصريح يناقض فيه تصريحات رئيس الحركة في غزة يحيى السنوار التي قال فيها إن حركته جزء مهم من المحور الذي تقوده إيران في سوريا ولبنان واليمن. وجاء في تغريدة لأبو مرزوق على حسابه على «تويتر»: «نحن حركة مقاومة إسلامية، ونسعى لعلاقات مع كل القوى الحية في المنطقة والعالم، وليس لنا عداء مع أي مكون، سوى العدو الصهيوني». وأضاف مسؤول مكتب العلاقات الدولية في المكتب السياسي لحركة «حماس»: «نشكر كل من يقف معنا مساعداً ومعيناً، وليس هناك من علاقة مع أي طرف على حساب طرف

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي عباس: الأمم المتحدة ستحيي ذكرى النكبة «لأول مرة» في مايو المقبل

عباس: الأمم المتحدة ستحيي ذكرى النكبة «لأول مرة» في مايو المقبل

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن الأمم المتحدة ستحيي الذكرى 75 لنكبة الشعب الفلسطيني لأول مرة، في 15 مايو (أيار) المقبل. كلام عباس جاء خلال إفطار رمضاني أقامه في مقر الرئاسة بمدينة رام الله (وسط)، مساء السبت، بحسب وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية «وفا». وشارك في الإفطار قادة ومسؤولون فلسطينيون، ورجال دين مسلمون ومسيحيون، وعدد من السفراء والقناصل، وعائلات شهداء وأسرى وجرحى. وبحسب «وفا»، طالب عباس «الفلسطينيين في كل مكان بإحياء الذكرى 75 للنكبة، لأنه لأول مرة، لا يتنكرون (الأمم المتحدة) فيها لنكبتنا».

«الشرق الأوسط» (رام الله)

قوات إسرائيلية تقتحم جنين بأكثر من 50 مركبة عسكرية

آليات عسكرية للجيش الإسرائيلي خلال مداهمة سابقة لمخيم جنين (أ.ب)
آليات عسكرية للجيش الإسرائيلي خلال مداهمة سابقة لمخيم جنين (أ.ب)
TT

قوات إسرائيلية تقتحم جنين بأكثر من 50 مركبة عسكرية

آليات عسكرية للجيش الإسرائيلي خلال مداهمة سابقة لمخيم جنين (أ.ب)
آليات عسكرية للجيش الإسرائيلي خلال مداهمة سابقة لمخيم جنين (أ.ب)

قالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن قوات إسرائيلية عاودت اقتحام مدينة جنين في الضفة الغربية، مشيرة إلى مشاركة أكثر من 50 مركبة عسكرية إسرائيلية في الاقتحام، في ساعة متأخرة يوم (الاثنين).

وأضافت الوكالة أن أربع جرافات رافقت المركبات العسكرية في الاقتحام من شارع جنين– الناصرة، وسط إطلاق النار، ما أدى إلى اندلاع مواجهات.

وتابعت أن الاقتحام تزامن مع تحليق لطائرة استطلاع في أجواء المدينة، فيما انتشر قناصة الجيش الإسرائيلي على أسطح عدد من المنازل والبنايات، وفق ما نقلته «وكالة أنباء العالم العربي».

وذكرت الوكالة أن التيار الكهربائي انقطع عن عدد من أحياء مدينة جنين ومخيمها، فيما انتشرت القوات الإسرائيلية أيضاً في محيط مستشفى جنين وحي الزهراء ودوار الداخلية وأطراف المخيم.


الصحة العالمية: الجيش الإسرائيلي أبلغنا بضرورة نقل الإمدادات من مستودعين بجنوب غزة خلال 24 ساعة

المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس (أرشيفية - رويترز)
المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس (أرشيفية - رويترز)
TT

الصحة العالمية: الجيش الإسرائيلي أبلغنا بضرورة نقل الإمدادات من مستودعين بجنوب غزة خلال 24 ساعة

المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس (أرشيفية - رويترز)
المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس (أرشيفية - رويترز)

قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن الجيش الإسرائيلي أبلغ المنظمة، اليوم الاثنين، بضرورة نقل إمداداتها من مستودعين طبيين تابعين لها في جنوب غزة خلال 24 ساعة، لأن العمليات العسكرية ستحول دون القدرة على استخدامهما.

وناشد غيبريسوس إسرائيل سحب الأمر واتخاذ «كل الإجراءات الممكنة لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات والمرافق الإنسانية».

وتجددت الهجمات الإسرائيلية المكثفة على غزة يوم الجمعة الماضي، في أعقاب هُدن إنسانية استمرت أسبوعاً، وسمحت بإدخال مساعدات للقطاع وتبادل بعض المحتجزين لدى كل من إسرائيل وحركة «حماس»، ووسعت إسرائيل العمليات لتشمل جميع أنحاء القطاع، بما في ذلك الجنوب.

وطالب الجيش الإسرائيلي سكان خمس مناطق تقع شرق خان يونس في جنوب القطاع يوم الجمعة بالرحيل نحو الغرب بزعم الحرص على سلامتهم في أثناء تنفيذ عملية عسكرية يقول المسؤولون الإسرائيليون إنها تستهدف قادة «حماس»، إضافة للبحث عن عشرات الإسرائيليين الذين يقبعون في بقاع غير معلومة من قطاع غزة بعد أن أسرهم مقاتلو «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لـ«حماس»، وفصائل فلسطينية أخرى.


المخابرات التركية تقتل مسؤولاً عسكرياً كردياً شمال غربي سوريا

مقتل عناصر قيادية في «قسد» في سيارة استهدفتها مسيّرة تركية في تل رفعت (تويتر)
مقتل عناصر قيادية في «قسد» في سيارة استهدفتها مسيّرة تركية في تل رفعت (تويتر)
TT

المخابرات التركية تقتل مسؤولاً عسكرياً كردياً شمال غربي سوريا

مقتل عناصر قيادية في «قسد» في سيارة استهدفتها مسيّرة تركية في تل رفعت (تويتر)
مقتل عناصر قيادية في «قسد» في سيارة استهدفتها مسيّرة تركية في تل رفعت (تويتر)

أعلنت المخابرات التركية مقتل أحد القيادات العسكرية لوحدات حماية الشعب الكردية، التي تعد أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في عملية نفذتها في شمال غربي سوريا.

وقالت مصادر أمنية تركية، الاثنين، إن المخابرات التركية حيدت (قتلت) باغر أوندش، المعروف بالاسم الحركي «عاكف آمد»، مسؤول المُسيرات المستخدمة في الهجمات بمنطقة تل رفعت بريف حلب في عملية نفذتها في المنطقة.

وأضافت المصادر أن أوندش انضم إلى حزب العمال الكردستاني، الذي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية ذراعه في سوريا، عام 2013، وشارك في هجمات الحزب، المصنف تنظيماً إرهابياً، على القوات التركية في العراق، ثم في سوريا، وأصبح مسؤولاً عن المُسيرات الهجومية في الوحدات الكردية في منطقة تل رفعت.

وجاء مقتل أوندش في إطار سلسلة عمليات تنفذها المخابرات التركية ضد قيادات القوات الكردية في شمال سوريا، ما أسفر عن مقتل العديد من العناصر القيادية في «قسد» بضربات للمسيرات التركية.

أرشيفية لعناصر موالية لتركيا خلال تدريبات على محاور التماس مع «قسد» والنظام في ريف حلب (الشرق الأوسط)

في الوقت ذاته، أصيب أحد جنود الجيش السوري بجروح، وأصيب مدنيان متأثران بشظايا، في استهداف مسيرة تركية مسلحة لموقعين عسكريين تابعين للقوات السورية في قرية بينة بريف شيراوا في عفرين، ضمن مناطق انتشار «قسد» والجيش السوري بريف حلب الشمالي.

ولفت «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إلى وقوع اشتباكات متقطعة بين «قسد» والقوات السورية من جانب، وفصائل ما يعرف بـ«الجيش الوطني السوري» الموالي لتركيا من جانب آخر، على محور جلبل بناحية شيراوا بريف عفرين شمال حلب، خلال اليومين الماضيين، تزامنت مع قصف مدفعي للقوات التركية على محيط قرية أبين الواقعة في مناطق انتشار القوات الكردية والنظام السوري في ريف حلب الشمالي.

وتشهد مناطق التماس بين قوات «قسد» والجيش السوري، مع القوات التركية والفصائل الموالية لأنقرة، عمليات قنص وتسلل واستهدافات متبادلة بين وقت وآخر، ما يتسبب في وقوع قتلى.


«الأونروا»: أكثر من 80 % من سكان قطاع غزة نزحوا داخلياً منذ بدء الحرب

نازحون فلسطينيون فروا من خانيونس يقومون ببناء ملاجئ في رفح بجنوب قطاع غزة في 4 ديسمبر 2023 وسط استمرار المعارك بين إسرائيل وحركة «حماس» (أ.ف.ب)
نازحون فلسطينيون فروا من خانيونس يقومون ببناء ملاجئ في رفح بجنوب قطاع غزة في 4 ديسمبر 2023 وسط استمرار المعارك بين إسرائيل وحركة «حماس» (أ.ف.ب)
TT

«الأونروا»: أكثر من 80 % من سكان قطاع غزة نزحوا داخلياً منذ بدء الحرب

نازحون فلسطينيون فروا من خانيونس يقومون ببناء ملاجئ في رفح بجنوب قطاع غزة في 4 ديسمبر 2023 وسط استمرار المعارك بين إسرائيل وحركة «حماس» (أ.ف.ب)
نازحون فلسطينيون فروا من خانيونس يقومون ببناء ملاجئ في رفح بجنوب قطاع غزة في 4 ديسمبر 2023 وسط استمرار المعارك بين إسرائيل وحركة «حماس» (أ.ف.ب)

أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا)، اليوم (الاثنين)، نزوح نحو 1.9 مليون شخص داخل قطاع غزة منذ بدء الحرب على القطاع، بما يمثل أكثر من 80 بالمائة من سكانه.

وقالت الوكالة الأممية في بيان، إن عدد القتلى بين أطقمها جراء القصف الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ارتفع إلى 111 قتيلاً، وفق وكالة أنباء العالم العربي.

وأوضحت الوكالة أنها تحققت من وقوع 117 حادثاً في 85 مبنى تابعاً لها منذ بداية الحرب، حيث أصيبت 30 منشأة بشكل مباشر وتعرضت 55 أخرى لأضرار جانبية.

وأضافت أن مليون فلسطيني يحتمون في 99 منشأة تابعة لها في وسط غزة وخانيونس ورفح بجنوب قطاع غزة.

من جهة أخرى، قال مدير «الأونروا» في غزة توماس وايت على منصة «إكس»: «نشهد موجة أخرى من النزوح الداخلي، والوضع الإنساني يسوء كل ساعة».

وأضاف: «الطرق المؤدية جنوباً إلى رفح مكتظة بسيارات وبعربات تجرها دواب محمّلة بالنازحين ومتاعهم البسيط».

وفي بيان منفصل، قال المفوض العام لـ«الأونروا» فيليب لازاريني، إن استئناف العملية العسكرية الإسرائيلية وتوسيع نطاقها في جنوب غزة يكرر الفظائع التي حدثت في الأسابيع الماضية.

وأضاف: «قصف القوات الإسرائيلية مستمر بعد صدور أمر إخلاء آخر لنقل سكان من خانيونس إلى رفح»، مشيراً إلى أن هذا خلق حالة من الذعر واضطر ما لا يقل عن 60 ألف شخص إضافي للانتقال إلى ملاجئ «الأونروا» المكتظة بالفعل.

وأوضح لازاريني قائلاً: «أمر الإخلاء يدفع الناس إلى التكدس فيما لا يقل عن ثلث مساحة قطاع غزة. إنهم يحتاجون إلى كل شيء: الغذاء والماء والمأوى، والأمان. والطرق المؤدية إلى الجنوب مسدودة».

ادعاءات كاذبة

من ناحية أخرى، نفى لازاريني مزاعم بأن الأمم المتحدة لديها آلاف الخيام وتخطط لفتح مخيمات جديدة للاجئين في رفح، واصفاً ذلك بأنه «ادعاءات كاذبة».

وأضاف: «قلنا ذلك مراراً وتكراراً، ونقوله مرة أخرى. لا يوجد مكان آمن في غزة، سواء في الجنوب أو الجنوب الغربي، سواء في رفح أو في أي مما يسمى منطقة آمنة».

وحذر لازاريني من أن التطورات الأخيرة تزيد من «خنق العملية الإنسانية، مع دخول إمدادات محدودة وترتيبات لوجيستية معقدة تؤدي إلى إبطاء التدفق وفي بعض الأحيان تعرقله».

كما أشار إلى أن السلطات الإسرائيلية تواصل تقييد تدفق الإمدادات الإنسانية، بما في ذلك الوقود، مما أجبر الأمم المتحدة على الاعتماد فقط على نقطة العبور مع مصر التي تفتقر إلى التجهيزات الكافية.

ودعا مفوض «الأونروا» إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، وقال: «لقد أدى انتهاء الهدنة الإنسانية إلى مزيد من المعاناة والخسائر والأسى للمدنيين».


شركة الاتصالات الفلسطينية تعلن انقطاع كل خدمات الاتصالات والإنترنت بقطاع غزة

دمار هائل تسبب به القصف الإسرائيلي لقطاع غزة (أ.ب)
دمار هائل تسبب به القصف الإسرائيلي لقطاع غزة (أ.ب)
TT

شركة الاتصالات الفلسطينية تعلن انقطاع كل خدمات الاتصالات والإنترنت بقطاع غزة

دمار هائل تسبب به القصف الإسرائيلي لقطاع غزة (أ.ب)
دمار هائل تسبب به القصف الإسرائيلي لقطاع غزة (أ.ب)

أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية (بالتل)، مساء الاثنين، عن انقطاع كل خدمات الاتصالات والإنترنت بقطاع غزة.

وأرجعت الشركة ذلك في بيان على «فيسبوك» إلى «تعرض المسارات الرئيسية التي أُعيد وصلها سابقاً للفصل مرة أخرى».

كانت الشركة قد أعلنت في وقت سابق، الاثنين، انقطاع كل خدمات الاتصالات الثابتة والخلوية والإنترنت في مدينة غزة وشمال قطاع غزة، وذلك «نظراً لتضرر عناصر رئيسية من الشبكة بسبب العدوان المستمر».

وانقطعت خدمات الاتصالات عن قطاع غزة مرات عدة منذ اشتعال الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، ما يتسبب في عجز المواطنين عن الاتصال بأرقام الطوارئ والإسعاف، وعجز القطاع الصحي عن أداء رسالته في إنقاذ المصابين لعدم القدرة على استدعاء خدمات الطوارئ إلا بعد مرور وقت طويل.

ويسود انطباع عام بأن انقطاع الاتصالات عادة ما يترافق مع هجمات إسرائيلية واسعة، وسقوط مزيد من الضحايا، في ظل تغييب متعمد لنقل صورة الواقع إلى العالم.


قتال شرس في كل محاور القطاع... و«القسام» تضرب تل أبيب

صورة مأخوذة من رفح جنوب قطاع غزة لقنابل مضيئة أثناء القصف الإسرائيلي الاثنين (أ.ف.ب)
صورة مأخوذة من رفح جنوب قطاع غزة لقنابل مضيئة أثناء القصف الإسرائيلي الاثنين (أ.ف.ب)
TT

قتال شرس في كل محاور القطاع... و«القسام» تضرب تل أبيب

صورة مأخوذة من رفح جنوب قطاع غزة لقنابل مضيئة أثناء القصف الإسرائيلي الاثنين (أ.ف.ب)
صورة مأخوذة من رفح جنوب قطاع غزة لقنابل مضيئة أثناء القصف الإسرائيلي الاثنين (أ.ف.ب)

احتدمت الاشتباكات في شمال ووسط وجنوب قطاع غزة، الاثنين، على أطراف مخيم جباليا شمالاً، وفي حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وفي جنوب القطاع على أطراف خان يونس، ودير البلح في الوسط، وهي المناطق التي يحاول الجيش الإسرائيلي التوغل إلى عمقها، باعتبارها معاقل لـ«حماس»، حتى يتمكن من السيطرة أكثر على مناطق واسعة، بما يسمح له بفصل القطاع إلى 3 أجزاء.

وقالت مصادر في الفصائل الفلسطينية لـ«الشرق الأوسط»، إن اشتباكات ضارية وغير مسبوقة تندلع في عدة محاور، لكن أشرسها في محيط جباليا والشجاعية وخان يونس ودير البلح.

وأكدت المصادر، أن المقاومة تمنع الجيش الإسرائيلي منذ يومين من التقدم إلى عمق هذه المناطق وتكبده خسائر، وتجبره على التراجع.

الهجوم على مناطق في شمال ووسط وجنوب قطاع غزة، يأتي في وقت وسّع فيه الجيش عمليته البرية إلى كل القطاع بعد استئناف القتال في أعقاب 7 أيام من هدنة إنسانية انتهت بخلافات.

ومع احتدام القتال في كل غزة، عرضت الحكومة الإسرائيلية على «حماس» وقف القتال فوراً لكن بشرطين.

دبابات إسرائيلية تقوم بمناورات بالقرب من حدود إسرائيل مع غزة (رويترز)

وقال أوفير جندلمان، الناطق باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحافي، الاثنين، إنه يمكن وقف الحرب «اليوم وحالا»، لكن بشرطين لا مساومة عليهما، الأول أن تفرج «حماس» عن جميع المحتجزين في قطاع غزة دون استثناء، والثاني أن يستسلم قادة الحركة وأن يقوموا بتفكيكها.

الاقتراح الإسرائيلي لم ترد عليه «حماس»، ولا يعتقد أنها سترد وهي تتعهد بإلحاق الهزيمة بالجيش الإسرائيلي في غزة من جهة، وتتعهد بإطلاق سراح جميع الأسرى في السجون الإسرائيلية من جهة ثانية.

ومع استبعاد أي حلول دبلوماسية في هذه المرحلة، هاجم الجيش الإسرائيلي مئات الأهداف في غزة، مساء الأحد ويوم الاثنين، ودمر بنى تحتية ومستودعات للوسائل القتالية.

دخان كثيف يتصاعد من المباني بعد غارة جوية إسرائيلية على مدينة رفح جنوب قطاع غزة (د.ب.أ)

وقال الجيش إن جنود لواء «كفير» شاركوا في المناورة البرية في عمق قطاع غزة، لأول مرة، وعثروا على أكثر من 30 فتحة نفق ودمروها. وقال قائد اللواء، الكولونيل ينيف باروت: «لواء كفير تدرب كثيراً من أجل بلوغ هذه اللحظة. وأنا واثق بأننا سنحقق كل مهمة يتم تكليفنا بإنجازها ببراعة، مثلما تم القيام به حتى الآن في الحرب. اللواء عثر على ما يزيد على 30 فتحة نفق حتى الآن ودمرها بالتعاون مع وحدات أخرى».

رشقات صاروخية للقسام

مقابل ذلك، قالت «كتائب القسام» إنها كبدت العدو خسائر في الأرواح والآليات. وأعلنت «القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس»، أنها قصفت تل أبيب برشقة صاروخية، كما قصفت عسقلان وبئر السبع وسديروت وتحشدات للعدو في مناطق مختلفة، وقالت إنها هاجمت جنوداً متحصنين في منازل في غزة، كما استهدفت دبابات وآليات وناقلات جند في مواقع مختلفة.

فلسطيني يبكي فوق جثامين أقاربه في خان يونس بجنوب غزة الاثنين (رويترز)

وبالإضافة إلى «القسام»، أعلنت «سرايا القدس» التابعة لحركة «الجهاد الإسلامي»، أنها تشتبك مع العدو في مناطق مختلفة وهاجمت تحشداته وآلياته وأوقعت به خسائر، وقصفت مستوطنات.

وأكد الجيش الإسرائيلي أنه جرى تفعيل صفارات الإنذار وسط إسرائيل ومناطق غلاف غزة، وأقر بخسائر بشرية.

وأعلن الجيش، الاثنين، مقتل 3 من جنوده في العمليات القتالية بقطاع غزة، ما يرفع العدد إلى 71 منذ بداية الحرب البرية، و401 منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

2000 جندي مصاب

وأعلن في إسرائيل أيضا أنه تم تصنيف حوالي 2000 جندي ومجندة على أنهم «مصابون» جراء المعارك منذ 7 أكتوبر، وأنهم يحتاجون لرعاية طبية.

وفي اليوم 59 للحرب على غزة، لم يتضح بعد ما هي الإنجازات التي حققها الجيش في شمال القطاع، وبدا أن هناك تناقضاً في تصريحات قادة الجيش.

وفيما قال قائد سلاح المدرعات الإسرائيلي، هشام إبراهيم، إن قوات المدرعات والقوات البرية الأخرى تقترب من إنجاز مهمتها العسكرية شمال غزة، وإنها بدأت بتوسيع التحركات البرية لتشمل أجزاء أخرى من القطاع من أجل الإطاحة بـ«حركة حماس»، قال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، جوناثان كونريكوس، في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» الأميركية، إن قواته لم تهزم «حماس» عسكرياً تماماً في الشمال، ولكنها تحرز تقدماً جيداً.

وأضاف «قلنا منذ البداية، للمدنيين الإسرائيليين ولجميع من ينصتون في العالم، إن قتال (حماس) سوف يستغرق وقتاً. إنها عملية صعبة في تضاريس قتالية صعبة، حيث نقاتل عدواً مُصرّاً جداً لا يبالي بالتضحية بالمدنيين من أجل هدفه العسكري».

ومع هذه التعقيدات على الأرض، واصلت إسرائيل قصف مناطق واسعة في قطاع غزة، وضربت منازل مأهولة في الشمال والوسط والجنوب.

وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة، الاثنين، إن ما لا يقل عن 15 ألفاً و899 فلسطينياً، 70 في المائة منهم نساء وأطفال، قتلوا في الغارات الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، فيما ارتفع عدد المصابين إلى 42 ألف جريح.

ارتفاع مؤشر الخطر

ولا تخوض إسرائيل حربها في قطاع غزة فقط، أو على جبهات الضفة ولبنان، ولكنها تتوقع ارتدادات في كل العالم. ونشر مجلس الأمن القومي الإسرائيلي (الاثنين)، تحديثاً لخريطة التحذيرات من السفر، طالت 80 دولة؛ وفقاً لدرجة الخطورة التي تشكلها على الإسرائيلي العادي.

وتتضمن لائحة الدول، بلداناً جديدة في أوروبا الغربية وأميركا الجنوبية. وقال مسؤول رفيع في مجلس الأمن القومي: «في العام الماضي، تم إحباط عشرات الهجمات الإرهابية حول العالم، الكثير منها خلال شهرين منذ بدء الحرب الحالية».

أكثر من 450 نعشاً رمزياً أمام مقر رئيس الحكومة البريطانية بلندن تخليداً لذكرى الأطفال الذين قُتلوا في غزة (إ.ب.أ)

أما دول أوروبا الغربية، فتشمل الآن كلا من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وأما في أميركا الجنوبية فتشمل اللائحة كلا من البرازيل والأرجنتين، وكذلك الحال في أستراليا وروسيا، وجميعها دول ارتفع مؤشر الخطر على الإسرائيليين فيها من الدرجة الأولى إلى الدرجة الثانية الأشد خطرا، وتعني التيقظ المستمر، وأخذ الحيطة والحذر عند السفر إلى هذه الدول.

وفي القارة الأفريقية تشمل لائحة التحذيرات جمهورية جنوب أفريقيا وإريتريا، بدرجة أعلى من غيرهما، ناهيك عن الدول العربية الأفريقية التي تعد خطيرة جداً على المواطن الإسرائيلي في هذه الآونة.

وفي دول آسيا الوسطى، نجد في اللائحة أوزبكستان وكازاخستان وقيرغيزستان وتركمانستان، وقد تم رفع التحذير إلى الدرجة الثالثة، التي تعني «لا تسافر إلى هذه الدول إلا عند الضرورة الملحة، وإذا وجدت فيها الآن فعليك المغادرة بسرعة».

ودعا «القومي الإسرائيلي» إلى «تأجيل الرحلات إلى دول توجد بشأنها تحذيرات سفر، وبشكل خاص الدول العربية والشرق أوسطية، و(دول) شمال القوقاز، والدول المحيطة بإيران وعدة دولة إسلامية في آسيا».

كما دعا إلى «الامتناع عن إبراز الرموز الإسرائيلية واليهودية، والابتعاد عن التجمعات الكبيرة الإسرائيلية واليهودية».


«حماس» تحاول استثمار حرب غزة في مخيمات لبنان

نائب رئيس «حماس» في غزة خليل الحية وممثلها في لبنان أسامة حمدان يتحدثان إلى الصحافيين بعد لقائهما مع نصر الله (رويترز)
نائب رئيس «حماس» في غزة خليل الحية وممثلها في لبنان أسامة حمدان يتحدثان إلى الصحافيين بعد لقائهما مع نصر الله (رويترز)
TT

«حماس» تحاول استثمار حرب غزة في مخيمات لبنان

نائب رئيس «حماس» في غزة خليل الحية وممثلها في لبنان أسامة حمدان يتحدثان إلى الصحافيين بعد لقائهما مع نصر الله (رويترز)
نائب رئيس «حماس» في غزة خليل الحية وممثلها في لبنان أسامة حمدان يتحدثان إلى الصحافيين بعد لقائهما مع نصر الله (رويترز)

أعلنت حركة «حماس» فرع لبنان، الاثنين، تأسيس «طلائع طوفان الأقصى»، وهو جسم ذو أبعاد عسكرية، كما أوحى البيان الصادر عنها، ما يشير إلى تطور في حراك الحركة على الساحة اللبنانية، قابلته قوى سياسية لبنانية بتحفظ معلن ورفض لـ«إقامة حماس لاند» في جنوب لبنان، على غرار ما اصطلح على تسميته «فتح لاند» في سبعينات القرن الماضي.

ودعت الحركة في بيان، «الشباب والرّجال الأبطال»، للانضمام إلى «طلائع المقاومين». وأوضحت مصادر الحركة أن «هذا المشروع مرتبط بلبنان ولا يهدف حصراً لتجميع مزيد من المقاتلين، إنما لضم مزيد من الأفراد لـ(حماس) ينشطون في أكثر من قطاع».

وربط بيان صادر عن الحركة تأسيس هذه الطلائع بـ«تأكيد دور الشّعب الفلسطينيّ في أماكن وجوده كافة، في مقاومة الاحتلال بكل الوسائل المتاحة والمشروعة»، وبـ«استكمال ما حققته عمليّة (طوفان الأقصى)، والاستفادة من الطاقات والقدرات العلمية والفنية».

ومنذ عملية «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، وقرار حزب الله تحويل جبهة جنوب لبنان جبهة دعم لغزة، انخرط أكثر من فصيل ومجموعة لبنانية وفلسطينية في القتال. فإلى جانب مقاتلي «حزب الله»، ينفذ مقاتلون من «حماس» و«الجهاد الإسلامي» و«قوات الفجر» (التابعة للجماعة الإسلامية) عمليات ضد إسرائيل انطلاقاً من الأراضي اللبنانية.

صورة وزعها "حزب الله" لاجتماع أمينه العام حسن نصرالله مع رئيس «حماس» في غزة خليل الحية وممثلها في لبنان أسامة حمدان 22 نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)

وردت مصادر «حماس» هذا المشروع الجديد إلى «الإقبال الشديد بعد (طوفان الأقصى) على الحركة ومشروعها حيثما وُجدت، وبشكل خاص في لبنان». وعدّت المصادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الشارع الفلسطيني أيقن أن عملية المفاوضات لم تقدم له شيئاً على مدار 30 عاماً، فأتت عملية طوفان الأقصى لتعيد الالتفاف الكبير حول مشروع المقاومة». وأضافت: «حماس موجودة في المخيمات الفلسطينية الـ12 بلبنان، ورأينا التعاطف الكبير من قبل أهالي المخيمات، فكان لا بد من احتضانهم، علماً بأن هذا المشروع ليس مشروعاً عسكرياً فقط، إنما يضم الجميع حسب إمكاناتهم بالمجال الإعلامي، والسياسي، والخيري، والتوجيهي، والتربوي أو المجال العسكري. وهدفه مشاركة أكبر عدد من الشعب الفلسطيني». وشددت المصادر على أن «سلاح (حماس) لم يُستخدم يوماً إلا في إطار مقاومة الاحتلال الإسرائيلي ومقارعته».

رفض لبناني

وأتى الرد الأول على إعلان «حماس» من رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، الحليف المسيحي لـ«حزب الله»، إذ أعلن في بيان رفضه «المطلق» للإعلان، عادّاً أن «أي عمل مسلح انطلاقاً من الأراضي اللبنانية اعتداء على السيادة الوطنية». وذكر «بما اتفق عليه اللبنانيون منذ 1990 في الطائف بوجوب سحب السلاح من الفلسطينيين في المخيمات وخارجها، وبما أجمعوا عليه من إلغاء اتفاقية القاهرة التي شرّعت منذ 1969 العمل المسلح للفلسطينيين انطلاقاً من لبنان».

وقال: «لبنان صاحب حق يقوى (بمقاومته الوطنية) لإسرائيل دفاعاً عن نفسه، ويضعف بإقامة (حماس لاند) في الجنوب من جديد للهجوم على إسرائيل من أراضيه. يجب أن يكون التاريخ قد علّمنا كيف لا نتحوّل لورقة مساومة في زمن الحروب عندما نستطيع أن نفرض شروطنا على الطاولة في زمن المفاوضات».

غطاء "حزب الله"

وقابلت قوى المعارضة اللبنانية بدورها مشروع «حماس» الجديد بالإدانة. وعدّت عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب غادة أيوب أن «حزب الله هو الذي يغطي هذا الكيان الجديد». وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «الجميع يعلم أنه لا توجد أي إمكانية لولادة منظمات مسلحة جديدة بمعزل عن قرار من حزب الله الذي لم يسمح على مدى 40 سنة مضت لأي سلاح غير سلاحه، لأنه منذ نشأته دخل في مواجهات عسكرية دموية قبل انتهاء الحرب اللبنانية مع تلك التنظيمات المسلحة التي حملت السلاح قبله بوجه إسرائيل لكي يسيطر على قرارها. لذلك لا صحة لمسألة تأسيس (حماس) لـ(طلائع طوفان الأقصى) في لبنان دون قرار صريح لحزب الله، فالأكيد أن الحزب لديه هدف معين لطرح هذا الموضوع والإعلان عنه بهذه الطريقة».

ورأت أيوب أنه «لا يمكن اليوم الكلام عن فصائل جديدة يتم تأسيسها أو إعادة إنعاشها إلى جانب وجود حزب الله، كأنه أمر طبيعي»، لافتة إلى أن «الوضعية القائمة تشكل إطاراً تنظيمياً خارج الشرعية وخارج الدولة تسبب بها حزب الله، لذلك لا حل إلا بتطبيق القرارات الدولية والعربية واتفاق الطائف بدءاً بتنفيذ قرار 1701 بشكل جدي وتام».

أما الكاتب والمحلل السياسي قاسم قصير، فرأى أن «إطلاق (طلائع طوفان الأقصى) من قبل حركة (حماس) تأكيد لقيام الحركة بتأسيس مجموعات عسكرية خارج فلسطين المحتلة، وهو خطوة جديدة، لأن الحركة كانت تركز دوماً عملها داخل فلسطين، وهذا مرتبط بالحملة الإسرائيلية من أجل إنهاء (حماس)، وللتأكيد على حضور (حماس) داخل وخارج فلسطين». ولفت قصير في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «الطلائع ستقوم بدعم النضال الفلسطيني في الداخل بكل الوسائل المتوفرة، وهذا يعود لقرار قيادة الحركة، وهي مكملة لكتائب القسام وتشبه إلى حد ما السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال، وهي مفتوحة لكل الشباب الفلسطيني وليس للملتزمين بأفكار الحركة». وأضاف: «طبعاً تأسيس هذه الطلائع سيزيد من المخاطر الأمنية في الجنوب، والحل الوحيد هو وقف الحرب على غزة وفلسطين».


«حزب الله»: سنردّ على أي اعتداء إسرائيلي على المدنيين بأشد منه

دخان يتصاعد في جنوب لبنان إثر القصف الإسرائيلي (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد في جنوب لبنان إثر القصف الإسرائيلي (أ.ف.ب)
TT

«حزب الله»: سنردّ على أي اعتداء إسرائيلي على المدنيين بأشد منه

دخان يتصاعد في جنوب لبنان إثر القصف الإسرائيلي (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد في جنوب لبنان إثر القصف الإسرائيلي (أ.ف.ب)

جدّد «حزب الله» التأكيد على أنه سيرد على أي اعتداء إسرائيلي على المدنيين في جنوب لبنان بأشد منه، في وقت أعلن عن إصابة لبنانيَين وسوري نتيجة قصف طال بلدات عدّة في جنوب لبنان، حيث تشتد المواجهات بين إسرائيل و«حزب الله» الذي نفذ الاثنين عدداً من العمليات ضد تجمعات للقوات الإسرائيلية وأدت إلى سقوط جرحى في صفوفها، إضافة إلى مراكز عسكرية.

وقال عضو المجلس المركزي في الحزب الشيخ نبيل قاووق: «أي اعتداء على المدنيين في الجنوب سنرد عليه بأشد منه، ولن نمرر أي اعتداء على أي مدني في لبنان دون رد قاس وشديد»، مشيراً إلى أن «الضغوط استمرت على (حزب الله) خلال أيام الهدنة، من أجل عدم فتح المعركة من جديد، فهم يريدون من إسرائيل أن تشن حرباً على غزة دون دعم من الجنوب».

أتى ذلك في وقت أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، الاثنين، عن إصابة ثلاثة جنود إسرائيليين في موقع عسكري حدودي بجروح طفيفة إثر هجوم بقذائف الهاون انطلق من الأراضي اللبنانية. وقال أدرعي عبر منصة «إكس» إن قوات الجيش ردت على القصف باستهداف مصادر النيران، مشيراً إلى أن الموقع الإسرائيلي المستهدف «يقع في منطقة بلدة يفتاح».

وفي وقت لاحق، ذكر الجيش الإسرائيلي أن قذائف أُطلقت من لبنان على بلدة هاردوف بشمال إسرائيل وسقطت في مناطق مفتوحة، فيما استهدفت قذيفة بلدة مسغاف عام قرب الحدود مع لبنان، مشيراً إلى أن قواته ردت باستهداف مصادر إطلاق القذائف.

ومع القصف المتواصل الذي يطول جنوب لبنان، تركّزت عمليات «حزب الله»، الاثنين، على تجمعات للقوات الإسرائيلية، حيث وصل عددها، حتى بعد الظهر إلى خمس عمليات، إضافة إلى تلك التي استهدفت مواقع عسكرية.

وفي بيانات متفرقة أعلن «حزب الله» عن استهدافه بعد الظهر موقع بركة ريشا وموقع جل العلام وموقع ‏الراهب، وأكد وقوع إصابات مباشرة في صفوف الجيش عبر استهدافه قوة مشاة إسرائيلية في حرج حانيتا وقوة أخرى في كرم التفاح شرق ثكنة برانيت‏ وقوة ثالثة في حرج شتولا.

وصباحاً كان قد أعلن عن استهداف موقع البغدادي وتجمع لجنود إسرائيليين شرق مسكاف عام ‏بالصواريخ الموجّهة، وتمّ إصابته إصابة مباشرة، قبل أن يعلن أيضاً عن استهدافه تجمعاً آخر لجنود إسرائيليين «في حرج شتولا وموقع الراهب بالأسلحة المناسبة وتم تحقيق إصابات مباشرة».

ولم تهدّأ جبهة الجنوب، حيث القصف طال عدداً من البلدات وأدى إلى سقوط جريحين، إصابتهما خفيفة، وفق ما ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام».

وذكرت الوكالة أن الطيران الإسرائيلي استهدف بغارة جوية منزلاً خالياً من السكان في بلدة أم التوت في القطاع الغربي، بعدما كانت طائرة مسيرة قد نفذت غارة جوية مستهدفة منزلاً خالياً بصاروخين في الطرف الشمالي لمدينة بنت جبيل، مشيرة إلى إصابة مواطنة وابنها بجروح طفيفة جراء تناثر الحجارة، وتزامن ذلك مع قصف معاد مركز بالمدفعية طاول منزلاً قرب حديقة مارون الراس، كان استهدف سابقاً أيضاً.

وفي مرجعيون، أفادت «الوطنية» بإصابة مواطن سوري بجروح نتيجة القصف الإسرائيلي لأطراف بلدة الوزاني، وقد تم نقله إلى مستشفى مرجعيون الحكومي للمعالجة، كما استهدف القصف أطراف بلدة بليدا وجبل وردة بين بلدتي مركبا ورب ثلاثين وبلدة الوزاني، وأخمدت عناصر الدفاع المدني حريقاً هائلاً في «بورة» لتجميع السيارات في بلدة الصوانة.

واستهدف الطيران الإسرائيلي منطقة سهم عربة قرب طوفا جنوب بلدة ‫ميس الجبل والأطراف الغربية لبلدتي محيبيب وميس الجبل.

وطال القصف أيضاً منطقة حامول أطراف الناقورة، ومحيط بلدة طير حرفا والجبين، فيما سجل تحليق للطيران الإسرائيلي في أجواء منطقتي النبطية وإقليم التفاح وعلى علو مرتفع، وتزامن ذلك مع تحليق مكثف للطيران التجسسي في أجواء بلدات منطقة النبطية، حسب الوكالة.

كذلك سجل منذ الصباح الباكر تحليق كثيف وعلى علو منخفض لطائرة استطلاع معادية فوق منطقة راشيا والسفوح الغربية لجبل الشيخ، وصولاً إلى دير العشاير على الحدود اللبنانية - السورية، حسب «الوطنية».

وكان قد استمر القصف طوال الليل، بحيث استهدف سهل مرجعيون وتلة حمامص وتلة عويضة بين كفر كلا وعديسة، مما تسبب باندلاع حريق في العويضة، كما حلقت الطائرات الاستطلاعية فوق القرى المتاخمة للخط الأزرق في القطاعين الغربي والأوسط، وصولاً حتى نهر الليطاني، وسمعت رشاقات نارية من أسلحة رشاشة قرب الموقع الإسرائيلي في جبل اللبونة الذي تعرض ليلاً لقنابل حارقة. وصباحاً قصف الطيران الإسرائيلي أطراف بلدة عيتا الشعب بعدد من قذائف المدفعية الثقيلة، بعدما كانت قرى القطاعين الغربي والأوسط قد عاشت أجواء الحرب العنيفة حتى حوالي الساعة العاشرة ليلاً، حيث أغار الطيران الحربي على أطراف بلدات مروحين والضهيرة والقوزح وبيت ليف، كما تعرضت قرى الناقورة والجبين واللبونة ومحيط بلدة عيتا الشعب وعلما الشعب لقصف مدفعي عنيف لم يسفر عن وقوع إصابات بالأرواح.


«كتائب القسام» تعلن تدمير 28 آلية عسكرية إسرائيلية بقطاع غزة خلال 24 ساعة

3 جنود إسرائيليين يقفون وسط الأنقاض بمدينة غزة (رويترز)
3 جنود إسرائيليين يقفون وسط الأنقاض بمدينة غزة (رويترز)
TT

«كتائب القسام» تعلن تدمير 28 آلية عسكرية إسرائيلية بقطاع غزة خلال 24 ساعة

3 جنود إسرائيليين يقفون وسط الأنقاض بمدينة غزة (رويترز)
3 جنود إسرائيليين يقفون وسط الأنقاض بمدينة غزة (رويترز)

أعلن الناطق باسم «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، مساء الاثنين، أن مقاتلي الحركة تمكنوا من تدمير 28 آلية عسكرية إسرائيلية كلياً أو جزئياً في كل محاور القتال في قطاع غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة.

وأضاف أبو عبيدة، الناطق باسم «الكتائب»، في بيان على «تلغرام» أن المقاتلين استهدفوا أيضاً القوات الإسرائيلية المتوغلة في أماكن التمركز بالقذائف المضادة للتحصينات والعبوات المضادة للأفراد، واشتبكوا معها من مسافة صفر، وأوقعوا فيها قتلى «بشكل محقق».

كما هاجمت «الكتائب» تجمعات عسكرية بقذائف «الهاون» من العيار الثقيل، ووجّهت رشقات صاروخية مكثفة نحو أهداف متنوعة وبأمداء مختلفة إلى داخل إسرائيل، وفق البيان.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، صباح الاثنين، مقتل 3 آخرين من جنوده في معارك غزة، دون تحديد موقع مقتلهم.


الجيش الإسرائيلي يتوغل في جنوب قطاع غزة

مجموعة من الدبابات الإسرائيلية تقوم بمناورات بالقرب من حدود إسرائيل مع غزة وسط الصراع المستمر بين إسرائيل وحركة «حماس» في 4 ديسمبر 2023 (رويترز)
مجموعة من الدبابات الإسرائيلية تقوم بمناورات بالقرب من حدود إسرائيل مع غزة وسط الصراع المستمر بين إسرائيل وحركة «حماس» في 4 ديسمبر 2023 (رويترز)
TT

الجيش الإسرائيلي يتوغل في جنوب قطاع غزة

مجموعة من الدبابات الإسرائيلية تقوم بمناورات بالقرب من حدود إسرائيل مع غزة وسط الصراع المستمر بين إسرائيل وحركة «حماس» في 4 ديسمبر 2023 (رويترز)
مجموعة من الدبابات الإسرائيلية تقوم بمناورات بالقرب من حدود إسرائيل مع غزة وسط الصراع المستمر بين إسرائيل وحركة «حماس» في 4 ديسمبر 2023 (رويترز)

توغّلت عشرات الآليات العسكرية الإسرائيلية، الاثنين، في جنوب قطاع غزة الذي وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته البرية في اتجاهه، رغم وجود مئات آلاف المدنيين فيه، كثير منهم سبق أن نزحوا من مناطق أخرى في القطاع المحاصر.

ويشنّ الجيش الإسرائيلي عمليات برية في شمال القطاع منذ 27 أكتوبر (تشرين الأول)، أي بعد 20 يوماً على اندلاع الحرب مع «حماس». وتركزت العمليات البرية في شمال القطاع الذي طلب الجيش من سكانه إخلاءه والتوجه نحو مناطق الجنوب، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

ومنذ استئناف القتال، الجمعة، بعد انتهاء هدنة استمرت أسبوعاً مع حركة «حماس»، ركّز الجيش الإسرائيلي بشكل أساسي على الضربات الجوية، مع قصف مكثّف على مناطق في الجنوب.

وقالت رئيسة اللجنة الدولية لـ«الصليب الأحمر» ميريانا سبولياريتش التي وصلت، الاثنين، إلى غزة إن معاناة السكان في القطاع الفلسطيني المحاصر «لا تطاق».

وأكدت سبولياريتش عبر منصة «إكس»: «من غير المقبول ألا يكون لدى المدنيين مكان آمن للذهاب إليه في غزة، ومع وجود حصار عسكري، لا توجد استجابة إنسانية كافية ممكنة حالياً».

وأصرت أيضاً على أنه «يجب إطلاق سراح الرهائن والسماح للجنة الدولية لـ(الصليب الأحمر) بزيارتهم بأمان».

وقال الجيش الإسرائيلي، الاثنين، إنه «يتصرف بقوة ضد (حماس) والمنظمات الإرهابية» في قطاع غزة، خصوصاً في مدينة خان يونس الجنوبية.

وذكر شهود لوكالة الصحافة الفرنسية أن عشرات الدبابات وناقلات الجنود والجرافات العسكرية الإسرائيلية توغلت في بلدة القرارة شمال شرقي خان يونس.

وقال أمين أبو هولي (59 عاماً)، وهو من سكان منطقة القرارة، إن «عشرات الدبابات وناقلات الجند والجرافات العسكرية توغلت نحو 2000 متر في بلدة القرارة»، موضحاً أن الدبابات دخلت «من بوابة كيسوفيم العسكرية الإسرائيلية... وهي تتمركز في منطقة أبو هولي غرب طريق صلاح الدين» التي تصل بين شمال القطاع وجنوبه.

وقال معاذ محمد (34 عاماً)، وهو صاحب محل أحذية يسكن البلدة: «هربنا عصر الأحد أنا وزوجتي وأطفالي الثلاثة وأبي وأمي. الدبابات الآن توجد على جانبي طريق صلاح الدين وتغلقها بالكامل على مفترق المطاحن بين دير البلح وخان يونس، وتطلق القذائف والرصاص باتجاه أي سيارة أو أي مواطن يتحرك بالمنطقة».

وتصاعد الدخان في السماء بعد قصف على شمال غزة وفوق رفح في الجنوب، وفق صور التقطتها وكالة الصحافة الفرنسية.

قرابة 16 ألف قتيل

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لـ«حماس»، الاثنين، ارتفاع حصيلة القتلى إلى 15899 قتيلاً، 70 في المائة منهم نساء وأطفال، جراء القصف الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر.

وأدى هجوم «حماس» إلى مقتل 1200 شخص في إسرائيل معظمهم مدنيون قضوا بغالبيتهم في اليوم الأول للهجوم، وفق السلطات الإسرائيلية.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين، مقتل 3 جنود، الأحد، في شمال قطاع غزة، ما يرفع حصيلة القتلى من الجنود إلى 75 جندياً منذ بدء العملية البرية، وإلى 401 جندي منذ بدء الحرب، بينهم الجنود الذين قضوا في هجوم «حماس» وجنود احتياط وعناصر أمن.

ووفق الجيش، ما زال 137 رهينة محتجزين في قطاع غزة بعد إطلاق سراح 105 رهائن، بينهم 80 أُطْلِق سراحهم لقاء الإفراج عن 240 أسيراً فلسطينياً من السجون الإسرائيلية خلال الهدنة.

وقد أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، الاثنين، أن «حماس» تحتجز ضمن الرهائن، جثث 15 شخصاً هم 11 مدنياً و4 عسكريين بينهم ضابط كبير.

وتقول «حماس» إن القصف الإسرائيلي تسبب بمقتل عدد من الرهائن في القطاع.

واندلعت اشتباكات، الاثنين، في مدينة غزة التي استُهدفت بعمليات قصف جوي. وذكر شهود أن دبابات إسرائيلية أطلقت النار، ودخلت للمرة الأولى سوق البلدة القديمة؛ حيث دمرت عشرات الأكشاك.

وكانت غارة على مدخل مستشفى كمال عدوان في شمال مدينة غزة، الاثنين، قد أسفرت عن سقوط عدد من القتلى، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

واتهمت حكومة «حماس» في بيان الجيش الإسرائيلي بارتكاب «انتهاك خطير» للقانون الإنساني الدولي.

ورداً على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية، لم يؤكد الجيش الإسرائيلي على الفور إن كان قد قصف محيط المستشفى. ومنذ اندلاع الحرب، تتهم إسرائيل «حماس» بإقامة مراكز في المستشفيات أو تحتها، واستخدام المدنيين دروعاً بشرية، وهو ما تنفيه الحركة بشدّة، متّهمة بدورها الدولة العبرية بشنّ «حرب مستشفيات».

فوضى في المستشفيات

وطال القصف وفق مصورين ومراسلين لوكالة الصحافة الفرنسية، خان يونس ورفح في الجنوب، ودير البلح في الوسط، وغيرها من المناطق، ما أدى لسقوط كثير من القتلى والجرحى.

ويحذّر الجيش الإسرائيلي يومياً السكان عبر منشورات يلقيها جواً من «هجوم رهيب وشيك» في خان يونس ومحيطها، داعياً إياهم إلى المغادرة.

ومنذ بداية الحرب، نزح مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى جنوب القطاع؛ أملاً في الفرار من القتال، أو استجابة لأوامر الجيش الإسرائيلي الذي يسيطر الآن على مناطق عدة في الشمال.

ويعيش هؤلاء في ظروف صعبة وتحت وطأة القصف في الجنوب، ويحتمون بأعداد كبيرة في ملاجئ مؤقتة ومدارس وخيم، وينامون في العراء أو في سياراتهم.

وفي حين أصبحت معظم مستشفيات شمال القطاع خارج الخدمة، تعاني مستشفيات الجنوب فوضى عارمة في ظل تدفق أعداد كبيرة من الجرحى تفوق قدرتها الاستيعابية، بينما نفدت مخزونات الوقود فيها لتشغيل مولدات الكهرباء.

وفي منطقة مدمرة في مدينة رفح، كان هناك ناجون يبحثون بين الأنقاض، الاثنين.

وقال أبو جاهر الحاج، وهو من سكان رفح: «كنا جالسين في البيت وسمعنا صوتاً هائلاً ومرعباً، وبدأت قطع الإسمنت تقع علينا، كأن زلزالاً وقع. لم نشهد مثل هذا الأمر من قبل. اهتزت الأرض بقوة».

وإلى الشمال في دير البلح، ينتظر جرحى على الأرض الحصول على مكان في مستشفى «الأقصى».

وقالت الفلسطينية ولاء أبو لبدة: «ابنتي البالغة 4 سنوات تحت الأنقاض، لا أعرف إن كانت حية أم ميتة. أوقفوا الحرب، لقد سئمنا من الحرب».

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، أنه نفّذ نحو «10 آلاف غارة جوية» على غزة منذ بداية الحرب، دمّرت أو ألحقت أضراراً بأكثر من نصف الوحدات السكنية، وفقاً للأمم المتحدة.

وباتت الحاجات هائلة في القطاع الخاضع لحصار إسرائيلي مطبق، حيث نزح وفق الأمم المتحدة 1.8 مليون شخص بسبب الحرب، من أصل إجمالي سكان القطاع البالغ 2.4 مليون نسمة.

وباستثناء أيام الهدنة السبعة التي دخلت خلالها مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية عبر مصر، فإن معبر رفح الحدودي لا يُفتح إلا جزئياً للسماح بمرور عدد قليل من الشاحنات، أو إجلاء أجانب بأعداد محدودة جداً.

قتلى في الضفة

بالتوازي، تثير بؤر توتر عدة في الشرق الأوسط قلق المجتمع الدولي، بعد أحداث، الأحد، في البحر الأحمر وفي العراق، في حين تزداد أعمال العنف في الضفة الغربية المحتلة، وعلى الحدود بين إسرائيل ولبنان.

وشنّ الجيش الإسرائيلي، فجر الاثنين، عمليات في مناطق مختلفة من الضفة الغربية خصوصاً في جنين، حيث انتشرت نحو 30 آلية عسكرية، وفق وكالة «وفا» الفلسطينية.

وقُتل 3 فلسطينيين برصاص إسرائيلي خلال عمليات عسكرية للجيش في مناطق متفرقة في الضفة، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية والجيش الذي قال إنه كان يردّ على إطلاق نار استهدفه.

وأكدت الوزارة «استشهاد شابين برصاص الاحتلال الإسرائيلي، واحتجاز جثمانيهما خلال عدوان على قلقيلية»، في شمال الضفة، من دون تفاصيل إضافية.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: «أحبط مقاتلو وحدة جدعون ومقاتلو الاحتياط والقوات الخاصة في الجيش وبتوجيه من (الشاباك) مجموعة إرهابية أطلقت النار مرات عدة على قواتنا في قلقيلية». وأضاف: «قامت القوات بملاحقة المطلوبين، ووقع تبادل إطلاق النار قُتل خلاله إرهابيان اثنان وأصيب آخرون».

وفي مخيم قلنديا للاجئين الفلسطينيين شمال القدس، أعلنت وزارة الصحة «استشهاد الشاب علي إبراهيم علقم (32 عاماً) برصاصة في القلب أطلقها عليه جنود الاحتلال الإسرائيلي».

وتشهد الضفة تصاعداً في التوترات منذ اندلاع الحرب في غزة. ومنذ السابع من أكتوبر، قُتل أكثر من 250 فلسطينياً بنيران الجيش الإسرائيلي أو مستوطنين في مناطق مختلفة من الضفة، على ما تفيد به وزارة الصحة الفلسطينية.

وعلى صعيد آخر، استؤنفت، الاثنين، في القدس محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتهم تتعلق بالفساد بعد تعليقها نحو شهرين بسبب الحرب. ويُتهم نتنياهو، زعيم حزب «الليكود» اليميني، بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، وهو ينفي هذه الاتهامات.