في حين نفت تركيا أن تكون قد حصلت على ضوء أخضر روسي إيراني لتنفيذ عملية عسكرية برّية محتملة ضد مواقع قوات سوريا الديمقراطية «قسد» في شمال سوريا، أكدت أنه لا خطط للقاء قريب بين الرئيس رجب طيب إردوغان ورئيس النظام السوري بشار ألأسد.
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، في مقابلة تلفزيونية، الاثنين، إن أنقرة لا تخطط للقاء قريب بين إردوغان والأسد، وإن الرئيس التركي يوجه رسالة إلى الأسد مفادها أنه إذا تصرّف بمسؤولية وبدَّد مخاوف تركيا الأمنية وسمح للمسار السياسي السوري بالتقدم، وضمن أمن وحماية الحدود التركية السورية، فإنه مستعدّ للقائه.
وأضاف أنه يجب القيام بعدد من الأشياء في الميدان، من بينها معرفة ما إذا كان نظام الأسد سيتخذ موقفاً واضحاً ضد حزب العمال الكردستاني وذراعه السورية (وحدات حماية الشعب الكردية)، أكبر مكونات «قسد»، وغيرهم من العناصر الأخرى في سوريا.
وشدد على أن تركيا ستستمر في دعم المعارضة السورية، «على خلاف الولايات المتحدة وأوروبا، وعدد من الدول التي همّشتها ونسيتها».
وكانت وكالة «رويترز» قد نقلت عن مصادر مطلعة قبل يومين، أن الأسد رفض اقتراحاً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقاء إردوغان، وأن دمشق ترجئ الأمر إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا، منتصف العام المقبل، حتى لا تهدي إردوغان «نصراً مجانياً».
وبشأن ما إذا كانت تركيا قد حصلت على ضوء أخضر روسي إيراني لتنفيذ عملية عسكرية مرتقبة ضد «قسد» في شمال سوريا، قال كالين: «لا نطلب الإذن من أحد عندما يتعرض أمننا القومي للخطر، وإنما نكتفي بالتنسيق مع الحلفاء»، مشيراً إلى أنه بموجب التفاهم التركي الأميركي في 2019، كان يجب أن تنسحب عناصر (قسد) مسافة 30 كيلومتراً عن الحدود التركية باتجاه العمق السوري، وأن ذلك لم يحدث في انتهاك للتفاهم.
إلى ذلك، أعلنت المخابرات التركية مقتل قيادية بالوحدات الكردية في عملية شمال سوريا، وفقاً لما أعلنته وكالة «الأناضول»، الاثنين. ووفقاً للمعلومات التي حصلت عليها «الأناضول» من مصادر أمنية، الاثنين، فإنه «جرى تحييد (قتل) الإرهابية سهام مصلح، التي كانت تحمل الاسم الحركي مزغين كوباني، في منطقة نبع السلام شمال شرقي سوريا، وأنها كانت من بين مسؤولي الوحدات بمنطقة عين عيسى، وتقف وراء عدد من العمليات الإرهابية».
في الوقت نفسه، قالت وزارة الدفاع التركية، في بيان، إنه جرى القضاء على 5 عناصر من الوحدات في مناطق نبع السلام وغصن الزيتون ودرع الفرات في شمال سوريا، بعد إطلاقهم نيراناً باتجاه القوات التركية.
إلى ذلك شهدت أرياف حلب تصعيداً للهجمات بين القوات التركية وفصائل الجيش الوطني السوري من جانب، وقوات قسد والنظام من جانب آخر. وقصفت القوات التركية والفصائل المُوالية، بالمدفعية الثقيلة، أطراف بلدة العريمة، بالقرب من قاعدة للقوات الروسية في ريف منبج الغربي شرق حلب، ضمن مناطق سيطرة «قسد»، وذلك بعد أيام من قصف مسيَّرة تركية موقعاً عسكرياً تابعاً للنظام، بالقرب من القاعدة الروسية في المنطقة.
في الوقت نفسه، تعرضت القاعدة العسكرية التركية في مركز البحوث العلمية الواقعة على أطراف مدينة إعزاز في ريف حلب الشمالي، لقصف براجمات الصواريخ وقذائف المدفعية الثقيلة، مصدرها قوات النظام المتمركزة في قرية تل جبين في ريف حلب الشمالي. وردّت القوات التركية على القصف واستهدفت مناطق انتشار «قسد» والنظام في ريف حلب الشمالي، وفقاً لما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
كما اندلعت اشتباكات متقطعة بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة، بعد منتصف ليل الأحد- الاثنين، بين قوات النظام وفصائل الجيش الوطني السوري على محور بلدة تادف في ريف الباب شرق حلب، كما اندلعت اشتباكات متقطعة بين «قسد» وفصائل «الجيش الوطني» على محور قرية مرعناز بناحية شران في ريف عفرين شمال حلب، وسط تبادل للقصف المدفعي بين الطرفين، تزامناً مع قصف مدفعي وصاروخي تركي على محيط مدينة تل رفعت وقرية الشيخ عيسى في ريف حلب الشمالي.
في غضون ذلك، دفعت قوات النظام بمزيد من التعزيزات العسكرية إلى حلب، حيث دخل رتل آليات عسكرية من المنطقة الوسطى بسوريا يتبع الفرقة 25 مهام خاصة، إلى حلب، وذلك بعد أن سبق أن أرسلت قوات النظام تعزيزات إلى محيط مناطق مجلس منبج العسكري المنضوي تحت قيادة «قسد» في ريف حلب الشرقي، دون التقدم نحو مناطق التماس مع القوات التركية والفصائل الموالية لها.
تركيا: لا خطط للقاء إردوغان والأسد
كالين قال إنه لا يوجد ضوء أخضر من روسيا وإيران للعملية العسكرية
تركيا: لا خطط للقاء إردوغان والأسد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة