إجراءات جديدة لضبط «حَقن المرضى» في الصيدليات بمصر

تشمل دورات تدريبية ومنح تراخيص «مزاولة المهنة»

قرارات جديدة بمصر تنظم الحقن في الصيدليات (صفحة رئاسة مجلس الوزراء بـ«فيسبوك»)
قرارات جديدة بمصر تنظم الحقن في الصيدليات (صفحة رئاسة مجلس الوزراء بـ«فيسبوك»)
TT

إجراءات جديدة لضبط «حَقن المرضى» في الصيدليات بمصر

قرارات جديدة بمصر تنظم الحقن في الصيدليات (صفحة رئاسة مجلس الوزراء بـ«فيسبوك»)
قرارات جديدة بمصر تنظم الحقن في الصيدليات (صفحة رئاسة مجلس الوزراء بـ«فيسبوك»)

في خطوة جديدة لمواجهة مشكلات «الحَقن داخل الصيدليات» في مصر، أصدر الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان المصري، مجموعة قرارات وضوابط منظمة للسماح للصيادلة المؤهلين بإعطاء المرضى الدواء عن طريق الحقن، إذ قرر أن يتم تنظيم دورات تدريبية متقدمة لأعضاء الفريق الطبي، ومنحهم الشهادات والتراخيص اللازمة لضمان سلامة المرضى، كما تضمن القرار الوزاري منع إعطاء الحقن للمرضى إلا بوجود «وصفة طبية» أو «روشتة» من الطبيب المعالج تستوجب حقن المريض بالدواء المطلوب، فضلاً عن شرط اجتياز الصيدلي للدورات التدريبية من خلال وزارة الصحة أو الجهات التي تحددها الوزارة، إضافة إلى التأكد من توافر الأدوية المضادة للأعراض التحسسية، وعدم إعطاء المرضى سوى الحقن العضلية وتحت الجلد فقط.
وكانت قضية إعطاء الحقن في الصيدليات، قد أثيرت بقوة وشغلت الرأي العام المصري في بداية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بسبب وفاة طفلتين شقيقتين «إيمان وسجدة »، عقب إعطائهما مضاداً حيوياً من دون إجراء اختبار لهما قبل الحقن بإحدى الصيدليات بمدينة الإسكندرية (شمال مصر) وهو ما أدى إلى حبس صيدلانية واثنين من العاملين لديها احتياطياً على ذمة التحقيقات في قضية وفاة الطفلتين.
وثمّن الدكتور جورج عطا الله، عضو مجلس نقابة صيادلة مصر، عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الصيادلة العرب، القرار الوزاري، قائلاً لـ«الشرق الأوسط» إنها «خطوة جيدة للغاية، وستحل جزءاً كبيراً من المشكلة» مشيراً: «كانت نقابة الصيادلة هي أول من طالب بإصدار تشريع أو قرار وزاري يضع ضوابط وآليات لتنظيم هذا الأمر؛ إذ سبق أن أصدرت النقابة بياناً رسمياً، بمنع إعطاء الحقن داخل الصيدليات بجميع أنواعها، للحفاظ على الصيادلة من التعرض للمساءلة القانونية».
ويستطرد: «لكن في الوقت نفسه أرى أن هناك أمرين في غاية الأهمية ينبغي أن يدعما هذا القرار، الأول هو ضرورة أن نقلل من استخدام الحقن من الأصل، والآخر أن يصدر منشور رسمي بالمواد الفعالة التي تحدث أعراضاً تحسسية داخل جسم الإنسان».

ويضيف عطا الله: «تتطلب هذه القضية صدور قرارات جديدة من وزارة الصحة تحدد أنواع الحقن التي ينبغي أن يتم لها اختبار حساسية قبل الحقن؛ إذ إنه حتى الآن لا يوجد قرار أو منشور بذلك». ويتابع: «رغم أن هناك كتباً ومراجع علمية وخبرات لدى الصيادلة، فإنه ليس هناك قرار وزاري رسمي ينظمها، وهو أمر هام؛ لأنه يعني عند تنفيذه أن الصيدلي لو أعطى المريض حقنة وتسببت في حساسية، وهي ليست من المواد المدرجة بالمنشور ممن تتطلب عمل اختبار حساسية فإن ذلك لا يؤدي إلى حبس الصيدلي أو الطبيب، باعتبار أن مرجعه هو وزارة الصحة نفسها».
ويرجع عطا الله أهمية هذا المنشور المُقترح إلى «أن الحساسية من الممكن أن تحدث تجاه أي مادة أو شيء، وليست فقط من المواد المعروفة بأنها تتسبب في ذلك، سواء عن طريق الحقن أو تناول الدواء في صورة حبوب أو شراب، أو غير ذلك».
ويلفت: «من الأمور الواردة أن الحساسية قد تصيب المرء من أي مادة فعالة تدخل الجسم بدليل أن الشخص قد يصاب بالحساسية بسبب الشوكولاتة أو الفراولة أو السمك أو المانجو وغير ذلك، فهي ليست قاعدة». ويردف: «وتزداد أهمية ذلك، في ظل أن العالم شهد أخيراً ردود أفعال وتغيرات في جسم الإنسان علمياً غير منطقية، ما فتح العديد من التساؤلات، وفي هذا الصدد هناك تساؤل هل جهاز المناعة لدى الإنسان بعد جائحة كورونا قد أصابته بعض التغيرات؟ وهل لعبت الأدوية العلاجية أو اللقاحات دوراً في ذلك؟».
أما المطلب الآخر وهو وضع ضوابط ليحد الأطباء من استخدام حقن المضاد الحيوي، فيضيف عضو مجلس نقابة الصيادلة، قائلاً: «أصبحت ظاهرة واسعة الانتشار بين الأطباء المصريين، وهي الإفراط في كتابة الحقن في (الروشتة) للمرضى، خصوصاً حقن المضاد الحيوي للأطفال».
ويتابع: «يرتبط استخدام الحقن علمياً في الأصل بثلاث حالات، الأولى أن يكون المريض غير قادر على تناول شيء في فمه، كأن يكون في غيبوبة، والحالة الثانية ما يندرج تحت ما نطلق عليه «إجراءات منقذة للحياة» مثل أن يكون المريض مصاباً في حادث، أو يجري جراحة، أو في العناية المركزية» ويضيف: «أما الحالة الثالثة التي تستحق إعطاء حقنة فهي أن تكون المادة الفعالة في الحقنة لو أخذت عن طريق الفم بالنسبة لمريض ما فإنها تتأثر بالمعدة، أو ما نطلق عليه أنها «تتكسر بالبلع»، ومن هنا يكون الحل الوحيد هو أننا نعطيه إياها عن طريق الحقنة».
ومن هنا بحسب عطا الله فإنه ينبغي اتخاذ قرار وزاري ينظم قرار كتابة الحقن في «الوصفة الطبية»؛ للحد من استخدامها من الأصل، ومن ثم الحد من نسبة وقوع أخطاء أو حالات وفاة بسبب الحساسية، وتزداد الأهمية بالنسبة لحقن المضاد الحيوي؛ لأن مناعة الجسم تتأثر، بحيث إن المريض حتى لو لم يكن عنده حساسية من هذه المادة من قبل، فإنه من الممكن أن يصاب بها بعد إعطائه عدة حقن».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


الجزائر: غياب الاستقطاب وعنصر التشويق عن حملة «الرئاسية»

عبد القادر بن قرينة (وسط) متزعم حملة مؤيدي الرئيس المترشح (إعلام الحملة)
عبد القادر بن قرينة (وسط) متزعم حملة مؤيدي الرئيس المترشح (إعلام الحملة)
TT

الجزائر: غياب الاستقطاب وعنصر التشويق عن حملة «الرئاسية»

عبد القادر بن قرينة (وسط) متزعم حملة مؤيدي الرئيس المترشح (إعلام الحملة)
عبد القادر بن قرينة (وسط) متزعم حملة مؤيدي الرئيس المترشح (إعلام الحملة)

تنتهي الثلاثاء حملة انتخابات الرئاسة الجزائرية المقررة يوم 7 سبتمبر (أيلول) الجاري، في غياب الاستقطاب السياسي الحاد، الذي يتابعه الجزائريون عادةً في الانتخابات الفرنسية، التي تعد النموذج الأقرب إليهم بحكم القرب الجغرافي، زيادة على الاعتبارات التاريخية ذات الصلة بالاستعمار.

واجتهد الرئيس المنتهية ولايته، المرشح لدورة ثانية، عبد المجيد تبون، والمرشح الإسلامي عبد العالي حساني، والمرشح اليساري يوسف أوشيش في تجمعاتهم، لإقناع الناخبين بـ«أهمية التصويت بكثافة لمنح الرئيس، الذي سيفرزه الصندوق، الشرعية اللازمة التي تمكنَه من حل المشكلات الداخلية، ومواجهة التحديات في الجوار». في إشارة إلى الاضطرابات في مالي والنيجر وليبيا، التي يُجمع المرشحون على أنها «مصدر تهديد لأمننا القومي».

عبد المجيد تبون (حملة المرشح)

وفي بعض التجمعات واللقاءات المباشرة مع المواطنين في الشوارع، بدا اهتمام المرشحين منصبّاً أكثر على الانتخابات بوصفها فعلاً سياسياً أو «واجباً وحقاً» كما ورد في خطاباتهم، أكثر من إقناع الناخبين ببرامجهم وبتعهداتهم.

وساد الهدوء الأسبوعين الأولين من الحملة، التي استمرت 21 يوماً حسب القانون، كما كان متوقعاً، من دون أحداث بارزة. وفي اللقاءات المقررة للأسبوع الثالث التي يجرى أغلبها في العاصمة، لم تُعقد أي تجمعات جماهيرية كبيرة، باستثناء المهرجان الانتخابي الذي نظمه تبون في وهران، كبرى مدن غرب البلاد، يوم 25 من الشهر المنقضي، حيث جمع، حسب مديرية حملته الانتخابية، أكثر من 17 ألف شخص داخل قاعة للألعاب الرياضية، وحيث لوحظ حضور بعض المشاهير من بينهم بطلة أولمبياد باريس صاحبة الميدالية الذهبية في الملاكمة، إيمان خليف التي أثارت جدلاً أخذ بُعداً عالمياً بسبب حملة التنمر ضدها.

يوسف أوشيش مرشح «القوى الاشتراكية» في لقاء مع سكان حي بشرق البلاد (حملة المرشح)

وتجنب المرشحون تبادل الهجمات سواء كانت شخصية أو تتعلق بالبرامج، في التجمعات الميدانية أو في التدخلات الدعائية عبر وسائل الإعلام، الأمر الذي أفقد الانتخابات نكهة التشويق... واللافت، بهذا الخصوص، أن المرشحين أوشيش وحساني لم يوجّها أي انتقاد لحصيلة الولاية للرئيس تبون. أما الصحافة، فقد عدَّ معظمها أنها «كانت إيجابية»، ووفرت تغطية واسعة لعدد كبير من مؤيدي تبون، الأمر الذي استهجنه المرشح الإسلامي، عادّاً وسائل الإعلام «منحازة» إلى الرئيس المترشح، لكن من دون ذكره بالاسم.

وفي مناسبات عديدة، أبدى المرشحان المعارضان استياء من تعليقات ساخرة في وسائل الإعلام الاجتماعي، عدَّت «اللعبة محسومة للرئيس تبون»، وأنهما «يشاركان في الاستحقاق لغرض الديكور الانتخابي، ولمرافقة تبون إلى الأمتار الأخيرة من السباق ليفوز في النهاية».

وهيمنت القضايا الاقتصادية والاجتماعية على الحملة، وبخاصة القدرة الشرائية والإسكان، والبطالة وإنعاش الاقتصاد وتطوير بعض القطاعات مثل الزراعة، وفك العزلة عن المناطق النائية.

وأضفى رئيس «حركة البناء الوطني» عبد القادر بن قرينة، وهو أشد مؤيدي تبون ولاءً، مسحةً من الهزل على الحملة الدعائية بتصريحات أثارت جدلاً، كقوله إن «التملق (للرئيس) شعبة من شعب الإيمان»، أو الحديث الذي جمعه بأحد المواطنين في الشارع، حينما قال له إن «راتب 30 ألف دينار الذي تتقاضاه في بلدك، أفضل من 5 آلاف يورو التي يأخذها جزائري يعيش في سويسرا».

المرشح الإسلامي عبد العالي حساني مع أنصار حزبه جنوب غربي البلاد (حملة المرشح)

كما تم التركيز في الحملة على بعض القضايا الساخنة على الصعيد الدولي، مثل الوضع في غزة وفلسطين، فضلاً عن القضية الصحراوية التي أوجدت خلافاً شديداً مع المغرب، والتصريحات المتعلقة بفلسطين التي أدلى بها الرئيس المنتهية ولايته في قسنطينة (شرق)، وعبّر فيها عن «استعداد الجزائر لإنشاء ثلاثة مستشفيات ميدانية في غزة إذا تم فتح الحدود»، التي أثارت جدلاً كبيراً على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الأجنبية.

واضطرت حملة الرئيس المرشح إلى التحرك بسرعة لاحتواء الجدل الذي بدأ يتشكل على وسائل التواصل الاجتماعي، عندما تم تصوير شاب وهو يسجد أمام ملصق انتخابي لعبد المجيد تبون في الجزائر العاصمة. وكتبت الحملة في بيان نُشر يوم الثلاثاء 27 أغسطس (آب): «المرشح المستقل عبد المجيد تبون لا يمكنه قبول هذا النوع من التصرفات التي لطالما ناضل ضدها ورفضها، حتى وإن كانت صادرة عن مؤيديه».