ظهرت أحدث قاذفة قنابل نووية أميركية لأول مرة، أمس الجمعة، بعد سنوات من التطوير السري، وكجزء من رد «البنتاغون» على المخاوف المتزايدة بشأن صراع مستقبلي مع الصين، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس».
تُعد «بي - 21 رايدر» (B - 21 Raider) أول طائرة قاذفة أميركية جديدة منذ أكثر من 30 عاماً. وكل جانب من جوانب البرنامج المرتبط بها سري تقريباً.
مع حلول المساء فوق مصنع القوات الجوية رقم (42) في بالمديل، ألقى الجمهور أول لمحة على «رايدر» في حفل محكم السيطرة. وقال وزير الدفاع لويد أوستن: «هذه ليست مجرد طائرة أخرى... إنها تجسيد لتصميم أميركا على الدفاع عن الجمهورية التي نحبها جميعاً».
https://twitter.com/DeptofDefense/status/1598856041395019776?s=20&t=x3JcpXCck44KbPYX5ViigQ
تُعد «بي - 21 رايدر» جزءاً من جهود «البنتاغون» لتحديث جميع الأرجل الثلاث لثالوثها النووي، الذي يتضمن صواريخ باليستية نووية تطلق من الصوامع، ورؤوساً حربية تطلق من الغواصات، حيث تتحول من حملات مكافحة الإرهاب في العقود الأخيرة لتلبية التحديث العسكري السريع للصين.
والصين في طريقها لامتلاك 1500 سلاح نووي بحلول عام 2035، كما أن مكاسبها في مجال تفوق سرعات الصوت والحرب الإلكترونية وقدرات الفضاء تمثل «التحدي الأكثر أهمية ومنهجية للأمن القومي للولايات المتحدة والنظام الدولي الحر والمفتوح»، وفق ما قالته «البنتاغون» هذا الأسبوع في تقرير الصين السنوي.
قالت ديبوراه لي جيمس، سكرتيرة القوات الجوية، عندما تم الإعلان عن عقد «رايدر» في عام 2015: «كنا بحاجة إلى قاذفة قنابل جديدة للقرن الحادي والعشرين تسمح لنا بمواجهة تهديدات أكثر تعقيداً، مثل التهديدات التي نخشى أن نواجهها يوماً ما من الصين وروسيا».
قالت كاثي واردن، الرئيسة التنفيذية لشركة «نورثروب جرومان»، التي تبني القاذفة، إنه في حين أن «رايدر» قد تشبه قاذفة «بي - 2»، فبمجرد دخولك إلى الداخل، تتوقف أوجه التشابه.
وأوضحت واردن: «الطريقة التي تعمل بها داخلياً متقدمة للغاية مقارنةً بالطراز (بي - 2)؛ لأن التكنولوجيا تطورت كثيراً من حيث القدرة على الحوسبة التي يمكننا الآن تضمينها في برنامج (بي - 21)».
وقال أوستن، إن التغييرات الأخرى تشمل المواد المتقدمة المستخدمة في الطلاء لجعل من الصعب اكتشاف القاذفة.
وأضاف: «50 عاماً من التقدم في التكنولوجيا قد دخلت في هذه الطائرة... حتى أنظمة الدفاع الجوي الأكثر تطوراً ستكافح لاكتشاف (بي - 21) في السماء».
من المحتمل أن تشمل التطورات الأخرى طرقاً جديدة للتحكم في الانبعاثات الإلكترونية، لذلك يمكن للقاذفة أن تنتحل رادارات الخصم وتتنكر في هيئة كائن آخر، وتستخدم تقنيات دفع جديدة، كما قال العديد من المحللين الدفاعيين. وأوضحت واردن: «سوف تسمعها، لكنك لن تراها حقاً».
هناك 6 قاذفات قيد الإنتاج. يخطط سلاح الجو لبناء 100 يمكنها نشر أسلحة نووية أو قنابل تقليدية، ويمكن استخدامها مع أو دون طاقم بشري. يشير كل من سلاح الجو و«نورثروب» أيضاً، إلى التطور السريع نسبياً لـ«رايدر»، حيث انتقلت القاذفة من الحديث عن العقد إلى الظهور لأول مرة في 7 سنوات، في حين استغرقت برامج المقاتلات والسفن الجديدة عقوداً.
ولا تزال تكلفة هذه المقاتلة غير معروفة. حدد سلاح الجو سابقاً السعر بمتوسط تكلفة يبلغ 550 مليون دولار لكل منها في عام 2010 - ما يقرب من 753 مليون دولار اليوم - لكن من غير الواضح المبلغ الذي يتم إنفاقه بالفعل. سيعتمد المجموع على عدد القاذفات التي تشتريها «البنتاغون».
وقال أوستن: «سنطير بهذه الطائرة قريباً ونختبرها ثم ننتقل إلى مرحلة الإنتاج. وسوف نبني قوة القاذفات بأعداد تتناسب مع البيئة الاستراتيجية المقبلة».