نجاة الزعيم الأفغاني حكمتيار من محاولة اغتيال... ومقتل المهاجمين

مجهولون فجروا سيارة مفخخة خارج مقر حزبه وحاولوا اقتحامه

الزعيم الأفغاني قلب الدين حكمتيار (رويترز)
الزعيم الأفغاني قلب الدين حكمتيار (رويترز)
TT

نجاة الزعيم الأفغاني حكمتيار من محاولة اغتيال... ومقتل المهاجمين

الزعيم الأفغاني قلب الدين حكمتيار (رويترز)
الزعيم الأفغاني قلب الدين حكمتيار (رويترز)

نجا رئيس الوزراء الأفغاني السابق والزعيم الأسطوري لحركة «الجهاد الأفغاني» قلب الدين حكمتيار من تفجير انتحاري بالقرب من مقر حزبه في كابل الجمعة. وفجّر مهاجمون مجهولون سيارة مفخخة خارج مقر «الحزب الإسلامي»، الذي ينتمي إليه حكمتيار، وحاولوا اقتحام المقر. وأفاد مسؤولون بالحزب وأقارب لقلب الدين حكمتيار بأنه لم يصب بأذى، وقال مسؤول بالحزب إن «غالبية كبار قادة الحزب كانوا موجودين بالمكتب وقت القصف ولم يصب أي منهم بأذى». وحاول ثلاثة مهاجمين اقتحام مبنى المكتب، لقي اثنان منهم حتفهم على أيدي حراس المكتب، فيما هرب الثالث. وقال مسؤول أمني في العاصمة كابل «انفجرت السيارة في الخارج ما تسبب بقليل من الأضرار».
وأفاد مسؤولون بأن حكمتيار الذي شغل منصب رئيس الوزراء في التسعينات كان داخل المقر لكنه لم يصب بأذى.
وأكد عبيد الله مدبر المسؤول في شرطة المنطقة مقتل اثنين من المهاجمين، مشيرا إلى اعتقاده أن الثالث جرى اعتقاله.
وقال: «أنا خارج المجمع الوضع تحت السيطرة»، مضيفا «أخبرنا الحراس في مكتب الحزب الإسلامي أن هناك ثلاثة مهاجمين، وقد قتلوا اثنين وأصابوا آخر قبل وصولهم إلى هدفهم».
الجدير بالذكر أن قلب الدين حكمتيار قاد حركة «الجهاد الأفغاني» ضد القوات السوفيتية في ثمانينيات القرن الماضي وكان يُنظر إليه باعتباره مقربا من باكستان. وذكرت ثلاثة مصادر من الحزب ومصدر واحد من حركة طالبان، التي تحكم البلاد، أن عدة مهاجمين قُتلوا وأصيب عدد من الحراس. ولم ترد شرطة كابول أو وزارة الداخلية على الفور على طلبات للتعليق.
ووقع الهجوم بالقرب من مسجد كان يوجد فيه كبار قادة الحزب، لكن الجميع، بمن فيهم حكمتيار، لم يصابوا بأذى، بحسب بيان الحزب وحفيده عبيد الله بهير.
وفي حادث منفصل وقد يكون ذا صلة، نجا السفير الباكستاني في كابل، عبيد الرحمن نظاماني، من محاولة اغتيال في العاصمة الأفغانية. ولم تكشف الحكومة الباكستانية عن تفاصيل الحادث حتى الآن، لكن من المعتقد بشكل عام أن محاولة اغتيال السفير الباكستاني قد تكون مرتبطة بمحاولة اغتيال قلب الدين حكمتيار. وينظر إلى حكمتيار دوما باعتباره «زعيم المجاهدين» المعادي للغرب وللأمريكيين. ورغم ذلك، كان يُعتبر من المقربين بدرجة كبيرة من المخابرات الباكستانية. ومن المعروف أن حكمتيار كان قد فر إلى طهران وقت الغزو الأميركي لأفغانستان، وعاش في المنفى في طهران لبعض الوقت. وبحسب الخبراء، فقد تعاون بشكل وثيق مع طالبان خلال السنوات التي قضاها في المنفى. وأفاد شهود عيان بأن أضرارا طفيفة لحقت بمقر الحزب وبمحيطه جراء الهجوم الذي استهدف قلب الدين حكمتيار. وقال شاهد عيان إن «القنبلة انفجرت في السيارة خارج المبنى وبالتالي لم تلحق أضرارا بالمبنى».
وطوّقت قوات طالبان المنطقة، في حين لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم. وأفاد مساعدون لحكمتيار، زعيم «الحزب الإسلامي»، بأنه حضر إقامة صلاة الجمعة في المسجد. وتجدر الإشارة إلى أن حكمتيار هو أمير حرب سابق، متهم بارتكاب فظائع أثناء القتال ضد القوات السوفييتية. وخلال الفترة الأخيرة، طالب حكمتيار، في خطب الجمعة، بحكومة جديدة منتخبة، وانتقد بعض قرارات طالبان كما هاجم السياسيين الأفغان.
ووقعت عدة هجمات سواء بتفجيرات أو إطلاق نار في أفغانستان في الأشهر الماضية. وأعلن مسلحو تنظيم «داعش» مسؤوليتهم عن بعضها. وأودى انفجار استهدف معهدا دينيا يوم الأربعاء في شمال أفغانستان بحياة 15 على الأقل.
وتقول حركة طالبان، التي استولت على السلطة بعد انسحاب القوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة في أغسطس (آب) 2021، إنها تركز على تأمين البلاد.
وأسس حكمتيار «الحزب الإسلامي» في منتصف السبعينيات وكان من حركات المجاهدين الرئيسية التي قاتلت ضد الغزو السوفيتي لأفغانستان في الثمانينيات. وشغل حكمتيار منصب رئيس الوزراء مرتين خلال التسعينيات.


مقالات ذات صلة

غوتيريش: أفغانستان أكبر مأساة إنسانية في العالم

العالم غوتيريش: أفغانستان أكبر مأساة إنسانية في العالم

غوتيريش: أفغانستان أكبر مأساة إنسانية في العالم

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، أن الوضع في أفغانستان هو أكبر كارثة إنسانية في العالم اليوم، مؤكداً أن المنظمة الدولية ستبقى في أفغانستان لتقديم المساعدة لملايين الأفغان الذين في أمّس الحاجة إليها رغم القيود التي تفرضها «طالبان» على عمل النساء في المنظمة الدولية، محذراً في الوقت نفسه من أن التمويل ينضب. وكان غوتيريش بدأ أمس يوماً ثانياً من المحادثات مع مبعوثين دوليين حول كيفية التعامل مع سلطات «طالبان» التي حذّرت من استبعادها عن اجتماع قد يأتي بـ«نتائج عكسيّة». ودعا غوتيريش إلى المحادثات التي تستمرّ يومين، في وقت تجري الأمم المتحدة عملية مراجعة لأدائها في أفغانستان م

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
العالم «طالبان» ترفض الادعاء الروسي بأن أفغانستان تشكل تهديداً أمنياً

«طالبان» ترفض الادعاء الروسي بأن أفغانستان تشكل تهديداً أمنياً

رفضت حركة «طالبان»، الأحد، تصريحات وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الذي زعم أن جماعات مسلحة في أفغانستان تهدد الأمن الإقليمي. وقال شويغو خلال اجتماع وزراء دفاع منظمة شنغهاي للتعاون يوم الجمعة في نيودلهي: «تشكل الجماعات المسلحة من أفغانستان تهديداً كبيراً لأمن دول آسيا الوسطى». وذكر ذبيح الله مجاهد كبير المتحدثين باسم «طالبان» في بيان أن بعض الهجمات الأخيرة في أفغانستان نفذها مواطنون من دول أخرى في المنطقة». وجاء في البيان: «من المهم أن تفي الحكومات المعنية بمسؤولياتها». ومنذ عودة «طالبان» إلى السلطة، نفذت هجمات صاروخية عدة من الأراضي الأفغانية استهدفت طاجيكستان وأوزبكستان.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
العالم جهود في الكونغرس لتمديد إقامة أفغانيات حاربن مع الجيش الأميركي

جهود في الكونغرس لتمديد إقامة أفغانيات حاربن مع الجيش الأميركي

قبل أن تتغير بلادها وحياتها بصورة مفاجئة في عام 2021، كانت مهناز أكبري قائدة بارزة في «الوحدة التكتيكية النسائية» بالجيش الوطني الأفغاني، وهي فرقة نسائية رافقت قوات العمليات الخاصة النخبوية الأميركية في أثناء تنفيذها مهام جبلية جريئة، ومطاردة مقاتلي «داعش»، وتحرير الأسرى من سجون «طالبان». نفذت أكبري (37 عاماً) وجنودها تلك المهام رغم مخاطر شخصية هائلة؛ فقد أصيبت امرأة برصاصة في عنقها، وعانت من كسر في الجمجمة. فيما قُتلت أخرى قبل وقت قصير من سقوط كابل.

العالم أفغانيات يتظاهرن ضد اعتراف دولي محتمل بـ«طالبان»

أفغانيات يتظاهرن ضد اعتراف دولي محتمل بـ«طالبان»

تظاهرت أكثر من عشرين امرأة لفترة وجيزة في كابل، أمس، احتجاجاً على اعتراف دولي محتمل بحكومة «طالبان»، وذلك قبل يومين من اجتماع للأمم المتحدة، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. وسارت نحو 25 امرأة أفغانية في أحد شوارع كابل لمدة عشر دقائق، وردّدن «الاعتراف بـ(طالبان) انتهاك لحقوق المرأة!»، و«الأمم المتحدة تنتهك الحقوق الدولية!».

«الشرق الأوسط» (كابل)
العالم مظاهرة لأفغانيات احتجاجاً على اعتراف دولي محتمل بـ«طالبان»

مظاهرة لأفغانيات احتجاجاً على اعتراف دولي محتمل بـ«طالبان»

تظاهرت أكثر من 20 امرأة لفترة وجيزة في كابل، السبت، احتجاجاً على اعتراف دولي محتمل بحكومة «طالبان»، وذلك قبل يومين من اجتماع للأمم المتحدة. وسارت حوالي 25 امرأة أفغانية في أحد شوارع كابل لمدة عشر دقائق، ورددن «الاعتراف بطالبان انتهاك لحقوق المرأة!» و«الأمم المتحدة تنتهك الحقوق الدولية!». وتنظم الأمم المتحدة اجتماعاً دولياً حول أفغانستان يومَي 1 و2 مايو (أيار) في الدوحة من أجل «توضيح التوقّعات» في عدد من الملفات. وأشارت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد، خلال اجتماع في جامعة برينستون 17 أبريل (نيسان)، إلى احتمال إجراء مناقشات واتخاذ «خطوات صغيرة» نحو «اعتراف مبدئي» محتمل بـ«طالبان» عب

«الشرق الأوسط» (كابل)

موسكو تلعب على التصعيد النووي في انتظار عودة ترمب إلى البيت الأبيض

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
TT

موسكو تلعب على التصعيد النووي في انتظار عودة ترمب إلى البيت الأبيض

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)

يشكّل تحديث العقيدة النووية لروسيا الذي أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخراً، تحذيراً للغرب، وفتحاً ﻟ«نافذة استراتيجية» قبل دخول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب البيت الأبيض، وفق تحليل لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.

«إن تحديث العقيدة النووية الروسية يستبعد احتمال تعرّض الجيش الروسي للهزيمة في ساحة المعركة»، بيان صادر عن رئيس الاستخبارات الخارجية الروسية، سيرغي ناريتشكين، لا يمكن أن يكون بياناً عادياً، حسب «لوفيغارو». فمن الواضح، حسب هذا التصريح الموجه إلى الغربيين، أنه من غير المجدي محاولة هزيمة الجيش الروسي على الأرض، لأن الخيار النووي واقعي. هذه هي الرسالة الرئيسة التي بعث بها فلاديمير بوتين، الثلاثاء، عندما وقّع مرسوم تحديث العقيدة النووية الروسية المعتمد في عام 2020.

ويدرك الاستراتيجيون الجيوسياسيون الحقيقة الآتية جيداً: الردع هو مسألة غموض (فيما يتعلّق باندلاع حريق نووي) ومسألة تواصل. «وفي موسكو، يمكننا أن نرى بوضوح الذعر العالمي الذي يحدث في كل مرة يتم فيها نطق كلمة نووي. ولا يتردد فلاديمير بوتين في ذكر ذلك بانتظام، وفي كل مرة بالنتيجة المتوقعة»، حسب الصحيفة. ومرة أخرى يوم الثلاثاء، وبعد توقيع المرسوم الرئاسي، انتشرت موجة الصدمة من قمة مجموعة العشرين في كييف إلى بكين؛ حيث حثّت الحكومة الصينية التي كانت دائماً شديدة الحساسية تجاه مبادرات جيرانها في ما يتصل بالمسائل النووية، على «الهدوء» وضبط النفس. فالتأثير الخارق الذي تسعى روسيا إلى تحقيقه لا يرتبط بالجوهر، إذ إن العقيدة النووية الروسية الجديدة ليست ثورية مقارنة بالمبدأ السابق، بقدر ارتباطها بالتوقيت الذي اختارته موسكو لهذا الإعلان.

صورة نشرتها وزارة الدفاع الروسية في الأول من مارس 2024 اختبار إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات تابع لقوات الردع النووي في البلاد (أ.ف.ب)

العقيدة النووية الروسية

في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي حين شنّت قوات كييف في أغسطس (آب) توغلاً غير مسبوق في منطقة كورسك في الأراضي الروسية، رد فلاديمير بوتين بتحديد أنه يمكن استخدام الأسلحة النووية ضد دولة غير نووية تتلقى دعماً من دولة نووية، في إشارة واضحة إلى أوكرانيا والولايات المتحدة. لكن في نسخة 2020 من الميثاق النووي الروسي، احتفظت موسكو بإمكانية استخدام الأسلحة الذرية أولاً، لا سيما في حالة «العدوان الذي تم تنفيذه ضد روسيا بأسلحة تقليدية ذات طبيعة تهدّد وجود الدولة ذاته».

وجاء التعديل الثاني في العقيدة النووية الروسية، الثلاثاء الماضي، عندما سمحت واشنطن لكييف باستخدام الصواريخ بعيدة المدى: رئيس الكرملين يضع ختمه على العقيدة النووية الجديدة التي تنص على أن روسيا ستكون الآن قادرة على استخدام الأسلحة النووية «إذا تلقت معلومات موثوقة عن بدء هجوم جوي واسع النطاق عبر الحدود، عن طريق الطيران الاستراتيجي والتكتيكي وصواريخ كروز والطائرات من دون طيار والأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت». وحسب المتخصصة في قضايا الردع في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (إيفري)، هيلواز فايت، فإن هذا يعني توسيع شروط استخدام السلاح النووي الروسي.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال اجتماع على هامش قمة مجموعة العشرين في أوساكا باليابان 28 يونيو 2019 (رويترز)

انتظار عودة ترمب

لفترة طويلة، لاحظ صقور الاستراتيجية الجيوستراتيجية الروسية أن الردع الروسي تلاشى. وبالنسبة إليهم، فقد حان الوقت لموسكو لإعادة تأكيد خطوطها الحمراء من خلال «إعادة ترسيخ الخوف» من الأسلحة النووية، على حد تعبير سيرغي كاراجانوف، الخبير الذي يحظى باهتمام فلاديمير بوتين. ةمن هذا المنظار أيضاً، يرى هؤلاء المختصون اندلاع الحرب في أوكرانيا، في 24 فبراير (شباط) 2022، متحدثين عن «عدوان» من الغرب لم تكن الترسانة النووية الروسية قادرة على ردعه. بالنسبة إلى هؤلاء المتعصبين النوويين، ينبغي عدم حظر التصعيد، بل على العكس تماماً. ومن الناحية الرسمية، فإن العقيدة الروسية ليست واضحة في هذا الصدد. لا تزال نسخة 2020 من العقيدة النووية الروسية تستحضر «تصعيداً لخفض التصعيد» غامضاً، بما في ذلك استخدام الوسائل غير النووية.

وحسب قناة «رايبار» المقربة من الجيش الروسي على «تلغرام»، فإنه كان من الضروري إجراء تحديث لهذه العقيدة؛ لأن «التحذيرات الروسية الأخيرة لم تُؤخذ على محمل الجد».

ومن خلال محاولته إعادة ترسيخ الغموض في الردع، فإن فلاديمير بوتين سيسعى بالتالي إلى تثبيط الجهود الغربية لدعم أوكرانيا. وفي ظل حملة عسكرية مكلفة للغاية على الأرض، يرغب رئيس «الكرملين» في الاستفادة من الفترة الاستراتيجية الفاصلة بين نهاية إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ووصول الرئيس المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، الذي يتوقع منه بوتين مبادرات سلام محتملة لإنهاء الحرب.

يسعى بوتين، وفق الباحثة في مؤسسة «كارنيغي»، تاتيانا ستانوفايا، لوضع الغرب أمام خيارين جذريين: «إذا كنت تريد حرباً نووية، فستحصل عليها»، أو «دعونا ننهي هذه الحرب بشروط روسيا».