مصر: واقعة "طفل الغربية" تُجدد الحديث عن "الأخطاء الطبية"

توفى عقب إجراء جراحة لتصحيح الإبصار... والسلطات تحقق

جلسة سابقة لمجلس النواب المصري (الموقع الرسمي لمجلس النواب)
جلسة سابقة لمجلس النواب المصري (الموقع الرسمي لمجلس النواب)
TT

مصر: واقعة "طفل الغربية" تُجدد الحديث عن "الأخطاء الطبية"

جلسة سابقة لمجلس النواب المصري (الموقع الرسمي لمجلس النواب)
جلسة سابقة لمجلس النواب المصري (الموقع الرسمي لمجلس النواب)

جددت واقعة وفاة طفل في محافظة الغربية بمصر، عقب إجراء جراحة لتصحيح الإبصار، الحديث حول "الأخطاء الطبية" خاصة مع تكرار وقائع مشابهة طالت من قبل مشاهير وفنانين٬ وتزامنت الواقعة مع مناقشة مجلس النواب المصري (البرلمان) لمشروع قانون جديد تحت اسم "المسئولية الطبية".
وبدأت قصة الطفل الذي يدعى "وجدي" وعمره 8 سنوات، بدخوله أحد المراكز الطبية المتخصصة بمحافظة الغربية "شمال مصر" لإجراء عملية "تصحيح إبصار" بسبب إصابة بـ"حول في العين"، لكنه أصيب بغيبوبة استدعت نقله إلى العناية المركزة بمستشفى سمنود المركزي، ولفظ أنفاسه بعد ساعات.
وفيما بدأت النيابة العامة المصرية تحقيقاتها في الواقعة بتكليف مصلحة الطب الشرعي بتشريح جثة الطفل لبيان سبب الوفاة. وقالت هويدا ماهر "والدة الطفل" لوسائل إعلام محلية، إن طفلها "دخل أحد المراكز الطبية لإجراء عملية تصحيح حول في العين وأجرى جميع الفحوصات الطبية قبل الخضوع للعملية، وجاءت جميع التحاليل طبيعية والإنزيمات في معدلها الطبيعي". وتابعت "عقب العملية فوجئت بدخول ابني في غيبوبة تامة، استوجبت نقله إلى العناية المركزة، لكنه توفي بعدها بساعات قليلة".
وتتزامن واقعة طفل الغربية مع جدل تشريعي حول تعديل القوانين التي تنظم "محاسبة الأطباء" على الأخطاء الطبية أو الإهمال، ويناقش مجلس النواب في حالياً مشروع قانون جديد تحت اسم "المسؤولية الطبية". وتسلمت النقابة العامة لأطباء مصر (الأربعاء) نسخة من مشروع القانون وفقا للدكتور حسن خيري نقيب الأطباء، الذي قال في تصريحات صحافية، إن "النقابة العامة تعكف على دراسة نصوص مشروع القانون الجديد مع كافة النقابات الفرعية، وإرسال ملاحظاتها إلى مجلس النواب".
وقالت الدكتورة منى مينا، الأمين العام الأسبق لنقابة أطباء مصر، لـ"الشرق الأوسط" إن "مشروع قانون (المسؤولية الطبية) ما زال قيد الدراسة من النقابة، ونأمل أن تحسم نصوصه الجدل الذي يتجدد حول الأخطاء الطبية وسبل محاسبة الأطباء".
وذكر تقرير لمنظمة الصحة العالمية أن "ملايين الأشخاص حول العالم، يتعرضون للضرر بسبب المعالجة (غير الصحيحة من الأطباء)"، وأنه "في كل دقيقة يموت خمسة أشخاص، بسبب خطأ في المعالجة الطبية". وأشار التقرير الذي صدر في سبتمبر (أيلول) 2019 إلى أنه "في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل وحدها، يموت سنويا 2,6 مليون شخص حول العالم، بسبب المعالجة الطبية الخاطئة".
من جانبه قال الدكتور محمد حسن خليل، المنسق العام للجنة الحق في الصحة، لـ"الشرق الأوسط" إن "القانون الحالي يفرق بين 3 مشكلات تتعلق بمسؤولية الطبيب، هي المضاعفات المحتملة باعتبار كل عملية جراحية يمكن أن تسبب مضاعفات ما، و(الإهمال الطبي) عندما يرتكب الطبيب خطأ ما، وهذا عقوبته إدارية، و(الإهمال الجسيم) وهذا يؤدي إلى إحالة الطبيب للمحاكمة الجنائية".
وأوضح خليل أنه "على الرغم من ذلك، فأنه يوجد ما نطلق عليه (عدم وضوح المسؤولية) في القانون الحالي، لذلك فإن مشروع القانون الجديد (المسئولية الطبية) من شأنه أن يزيل هذا الغموض، ويحافظ على حقوق المريض، من دون وضع الطبيب في دائرة (اتهام) مستمرة".


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


«المساعدات المالية» و«الهجرة» يتصدران محادثات رئيسة البرلمان الأوروبي في القاهرة

مقر تابع لوزارة الخارجية المصرية في القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مقر تابع لوزارة الخارجية المصرية في القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

«المساعدات المالية» و«الهجرة» يتصدران محادثات رئيسة البرلمان الأوروبي في القاهرة

مقر تابع لوزارة الخارجية المصرية في القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مقر تابع لوزارة الخارجية المصرية في القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

يتصدر ملفا «المساعدات المالية» و«الهجرة» محادثات رئيسة البرلمان الأوروبي، روبرتا ميتسولا، خلال زيارتها إلى القاهرة، الأربعاء والخميس.

ووفق إفادة لوفد الاتحاد الأوروبي إلى مصر، الأربعاء، فإن الزيارة تأتي في إطار تعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ومصر، و«المناقشات الجارية حول مساعدات الاتحاد الأوروبي المالية الكلية، والوضع الجيوسياسي في الشرق الأوسط والمنطقة المجاورة».

وفي مارس (آذار) الماضي، توافقت مصر والاتحاد الأوروبي على ترفيع العلاقات إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية الشاملة». ووقع الاتحاد الأوروبي ومصر في نهاية يونيو (حزيران) الماضي، اتفاقية تمويل استثماري بوصفها جزءاً من حزمة أكبر بقيمة 7.4 مليار يورو تهدف لتعزيز التعاون الاقتصادي ودعم استقرار مصر في ظل التحديات الإقليمية والدولية.

وأكد بيان وفد الاتحاد الأوروبي أن اجتماعات ميتسولا في القاهرة «تعد فرصة لمناقشة العلاقات البرلمانية، بما في ذلك تنظيم الاجتماع البرلماني المقبل بين الاتحاد الأوروبي ومصر في القاهرة، والمساعدة المالية الكلية التي يقدمها الاتحاد الأوروبي لمصر التي تجري مناقشتها حالياً في البرلمان الأوروبي، وتدفقات الهجرة واللجوء».

صورة للبرلمان الأوروبي بستراسبورغ (د.ب.أ)

وأشار الوفد إلى أنه من المقرر أن تجتمع ميتسولا، الخميس، مع وزير الخارجية المصري، الدكتور بدر عبد العاطي، حيث تتركز المناقشات على عدد من الموضوعات، من بينها «الشراكة الاستراتيجية والشاملة بين الاتحاد الأوروبي ومصر، والمساعدات المالية الكلية للاتحاد الأوروبي، والوضع الجيوسياسي في المنطقة، بما في ذلك الحاجة إلى إعادة تنشيط عملية السلام في الشرق الأوسط والوضع في غزة والتطورات الأخيرة في سوريا».

وعلاقات مصر بالاتحاد الأوروبي الوثيقة، ويعد «الأوروبي» أيضاً المستثمر الرائد في مصر، حيث يبلغ رصيد الاستثمار المتراكم نحو 38.8 مليار يورو، يمثل نحو 39 في المائة من إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر. وتظل مصر ثاني أكبر متلقٍ للاستثمار الأجنبي المباشر من الاتحاد الأوروبي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بحسب معلومات بعثة الاتحاد الأوروبي إلى مصر عبر موقعها الإلكتروني.

وكان وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي المصري، محمود فوزي، قد أكد، الثلاثاء، حرص بلاده على تعزيز العلاقات مع البرلمان الأوروبي ومواصلة التشاور بين النواب البرلمانيين المصريين والأوروبيين، «بما يخدم المصالح المشتركة ويدعم الحوار البنَّاء، وتوطيد أواصر التعاون البرلماني بين الجانبين».

وأشاد الوزير المصري خلال استقباله في القاهرة سفيرة الاتحاد الأوروبي ورئيسة بعثة الاتحاد إلى مصر، أنجلينا إيخهورست، «بالتطورات الإيجابية التي تشهدها العلاقات المصرية مع الاتحاد الأوروبي منذ صدور الإعلان المشترك حول الشراكة الاستراتيجية والشاملة في مارس الماضي، خلال زيارة رئيسة المفوضية الأوروبية للقاهرة»، مؤكداً «اعتزاز مصر بالعلاقات الوثيقة التي تجمعها بالاتحاد الأوروبي، خصوصاً بعد الارتقاء بهذه العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، والتطورات الإيجابية التي يشهدها التعاون بين الجانبين في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، إلى جانب التنسيق في العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك».