أحزاب جزائرية بارزة على موعد مع عقد مؤتمراتها

هيئات جديدة بالمجتمع المدني تزاحم التشكيلات السياسية التقليدية

يوسف أوشيش السكرتير الاول لجبهة القوى الاشتراكية
يوسف أوشيش السكرتير الاول لجبهة القوى الاشتراكية
TT

أحزاب جزائرية بارزة على موعد مع عقد مؤتمراتها

يوسف أوشيش السكرتير الاول لجبهة القوى الاشتراكية
يوسف أوشيش السكرتير الاول لجبهة القوى الاشتراكية

تجري أحزاب جزائرية، ذات توجه يساري ووطني واسلامي، تحضيرات لعقد مؤتمراتها وسط خشية بعضها من استحداث هيئات جديدة، ترى فيها بديلا للعمل السياسي الذي عرف جمودا في السنوات الأخيرة.

ويبدو مؤتمر "حركة مجتمع السلم" الاسلامية، المقرر في مارس(آذار) المقبل، أهم حدث سياسي يترقبه الإعلام بالنظر إلى التكهنات الجارية حول خليفة عبد الرزاق مقري، الذي ترأس الحزب لولايتين متتاليتين.

ويمنع القانون الاساسي لـ"مجتمع السلم" قيادته لأكثر من فترتين (10 سنوات). ومنذ انتخابه رئيسا للحزب عام 2012، تميز خطاب الحزب بالراديكالية تجاه السلطة، خصوصا بعد أن انسحب من الطاقم الحكومي على خلفية "ثورات الربيع العربي"، التي أنذرت بتغيير النظام، لكن الاحتجاج الشعبي الذي كان متوقعا، "تأخر" إلى 22 فبراير(شباط) 2019 عندما خرج الملايين إلى الشارع رافضين ترشح الرئيس السابق الراحل عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة.

وفيما يقول القادة الجدد للبلاد، أن "تغييرا جذريا" حدث في النظام لفائدة المجتمع، يؤكد اعضاء الحراك الشعبي عكس ذلك تماما، بخاصة على صعيد الحريات والتداول الديمقراطي.

وظل النزاع مستمرا في السنوات الأخيرة، داخل "الحزب الاسلامي"، بين "تيار المعارضة" الذي يمثله مقري، و"تيار المشاركة في السلطة" الذي يقوده عضو "مجلس الشورى" ورئيس الحزب سابقا أبو جرة سلطاني.

وتفيد مصادر من التشكيل السياسي الاسلامي، "أن التوجه العام للمناضلين الذين سيختارون مندوبيهم للمؤتمر، يتمثل في البقاء على خط المغالبة ، تجاه السلطة.

ولا يظهر في الأفق من سيترشح لخلافة مقري، فيما احتمال أن يعود سلطاني إلى القيادة كما يتمنى ذلك أنصاره، بات ضعيفا منذ أن اختار الالتحاق بـ "مجلس الامة" (الغرفة البرلمانية الثانية)، ضمن ثلث الاعضاء الذين يختارهم رئيس الجمهورية، ويسمون الثلث الرئاسي".

وبنهاية العام، يعقد أقدم حزب معارض، "جبهة القوى الاشتراكية" مؤتمره وسط توقعات بعدم حدوث تغييرات كبيرة في "هيئته الرئاسية" التي تتكون من 5 قياديين، والتي تطبخ بداخلها أهم القرارات.

ويحتدم، بمناسبة التحضير لجلسات الحزب، جدل كبير حول "المهادنة" التي باتت تطبع خطاب مسؤوليه، حيال السلطة، وبخاصة سكرتيره الاول يوسف أوشيش. ويرفض عدد كبير من المناضلين، أية محاولة للتخلي عن الخط الراديكالي الذي شكل أساس إطلاق الحزب عام 1963، من طرف رجل الثورة الراحل حسين آيت احمد، وحافظ عليه إلى وفاته عام 2015.

من جهته، لم يستقر قادة حزب "جبهة التحرير الوطني"، الموالي للسلطة، على تاريخ لعقد مؤتمره. وقال قياديون، فضَلوا عدم نشر أسمائهم، لـ"الشرق الأوسط" أن الأمين العام أبو الفضل بعجي، بصدد أخذ احتياطات للحؤول دون تمكَن خصومه وهم كثر، من حضور المؤتمر ليضمن استمراره في القيادة.

وأظهر بعجي رغبة في أن تدعمه رئاسة الجمهورية ضد معارضيه، لكن كل مساعيه لتحقيق هدفه خابت، لهذا يتحاشى تحديد تاريخ للمؤتمر، رغم بلوغ آجاله القانونية وهي خمس سنوات.

ومع انشغال الاحزاب الكبيرة بترتيب شؤونها الداخلية، أطلقت رئاسة الجمهورية في المدة الأخيرة، هيئات استحدثها التعديل الدستوري 2020، عدَت مسعى من طرف السلطة لاستبدال العمل السياسي الحزبي بتنظيمات المجتمع المدني. وأهم هذه الهيئات، "المرصد الوطني للمجتمع المدني" و"المجلس الأعلى للشباب"، اللذان يتبعان للرئاسة.

وعبَر بعجي في تصريحات للصحافة، الاسبوع الماضي، عن رفض شديد لفكرة تعويض نشطاء المجتمع المدني بمناضلي الاحزاب. مؤكدا أن الانتخابات "تخوضها الاحزاب وليس الجمعيات".


مقالات ذات صلة

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

شمال افريقيا الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

أكد وزيران جزائريان استعداد سلطات البلاد لتجنب سيناريو موسم الحرائق القاتل، الذي وقع خلال العامين الماضيين، وسبّب مقتل عشرات الأشخاص. وقال وزير الفلاحة والتنمية الريفية الجزائري، عبد الحفيظ هني، في ندوة استضافتها وزارته مساء أمس، إن سلطات البلاد أعدت المئات من أبراج المراقبة والفرق المتنقلة، إضافة لمعدات لوجيستية من أجل دعم أعمال مكافحة الحرائق، موضحاً أنه «سيكون هناك أكثر من 387 برج مراقبة، و544 فرقة متنقلة، و42 شاحنة صهريج للتزود بالمياه، و3523 نقطة للتزود بالمياه، و784 ورشة عمل بتعداد 8294 عوناً قابلاً للتجنيد في حالة الضرورة القصوى».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

التمست النيابة بمحكمة بالجزائر العاصمة، أمس، السجن 12 سنة مع التنفيذ بحق وزير الموارد المائية السابق، أرزقي براقي بتهمة الفساد. وفي غضون ذلك، أعلن محامو الصحافي إحسان القاضي عن تنظيم محاكمته في الاستئناف في 21 من الشهر الحالي، علماً بأن القضاء سبق أن أدانه ابتدائياً بالسجن خمس سنوات، 3 منها نافذة، بتهمة «تلقي تمويل أجنبي» لمؤسسته الإعلامية. وانتهت أمس مرافعات المحامين والنيابة في قضية الوزير السابق براقي بوضع القضية في المداولة، في انتظار إصدار الحكم الأسبوع المقبل.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في مقر القصر الرئاسي بالجزائر، الثلاثاء، الدكتور عبد الله آل الشيخ، رئيس مجلس الشورى السعودي الذي يقوم بزيارة رسمية؛ تلبية للدعوة التي تلقاها من رئيس مجلس الأمة الجزائري. وشدد آل الشيخ على «تبادل الخبرات لتحقيق المصالح التي تخدم العمل البرلماني، والوصول إلى التكامل بين البلدين اللذين يسيران على النهج نفسه من أجل التخلص من التبعية للمحروقات، وتوسيع مجالات الاستثمار ومصادر الدخل»، وفق بيان لـ«المجلس الشعبي الوطني» الجزائري (الغرفة البرلمانية). ووفق البيان، أجرى رئيس المجلس إبراهيم بوغالي محادثات مع آل الشيخ، تناولت «واقع وآفاق العلاقات الثنائية الأخوية، واس

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

قضت محكمة الاستئناف بالعاصمة الجزائرية، أمس، بسجن سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس الراحل، 12 سنة مع التنفيذ، فيما تراوحت الأحكام بحق مجموعة رجال الأعمال المقربين منه ما بين ثماني سنوات و15 سنة مع التنفيذ، والبراءة لمدير بنك حكومي وبرلماني، وذلك على أساس متابعات بتهم فساد. وأُسدل القضاء الستار عن واحدة من أكبر المحاكمات ضد وجهاء النظام في عهد بوتفليقة (1999 - 2019)، والتي دامت أسبوعين، سادها التوتر في أغلب الأحيان، وتشدد من جانب قاضي الجلسة وممثل النيابة في استجواب المتهمين، الذي بلغ عددهم 70 شخصاً، أكثرهم كانوا موظفين في أجهزة الدولة في مجال الاستثمار والصفقات العمومية، الذين أشارت التحقيقات إلى تو

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

حقوقيون يطالبون بمحاسبة المتسببين في «تعذيب» محتجزين شرق ليبيا

الدبيبة خلال اجتماعاته على هامش «قمة ليبيا للطاقة والاقتصاد» (حكومة الوحدة)
الدبيبة خلال اجتماعاته على هامش «قمة ليبيا للطاقة والاقتصاد» (حكومة الوحدة)
TT

حقوقيون يطالبون بمحاسبة المتسببين في «تعذيب» محتجزين شرق ليبيا

الدبيبة خلال اجتماعاته على هامش «قمة ليبيا للطاقة والاقتصاد» (حكومة الوحدة)
الدبيبة خلال اجتماعاته على هامش «قمة ليبيا للطاقة والاقتصاد» (حكومة الوحدة)

طالبت مؤسسات حقوقية ليبية المدعي العام للجنائية الدولية، كريم خان، بإصدار مذكرات توقيف ضد مسؤولين عما وصفته بـ«ارتكاب جرائم وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان» بحق محتجزين في مجمع سجون قرنادة، التابع للجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر في شرق البلاد.

ودعت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا، السبت، إلى العمل على تسريع عملية التحقيقات، وأكدت «أهمية اتخاذ المحكمة إجراءات تحقيق عاجلة لضمان محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، وإنهاء ظاهرة الإفلات من العقاب في ليبيا»، معتبرة أنها «أعطت دفعة لارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان». وعدت أن هذه الجرائم «ترقى في تصنيفها إلى جرائم ضد الإنسانية، التي تدخل ضمن ولاية المحكمة».

المشير خليفة حفتر (الجيش الوطني)

كما طالبت منظمة رصد الجرائم في ليبيا بتسريع التحقيقات، وإصدار مذكرات اعتقال في حق هؤلاء المسؤولين، وقالت إنها أرسلت خطاباً عاجلاً إلى المدعي العام للجنائية الدولية بعد «تسريب فيديوهات تُظهِر ممارسات تعذيب لمحتجزين». وأكدت «ضرورة اتخاذ المحكمة الجنائية الدولية إجراءات عاجلة لضمان محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم».

وكان الجيش الوطني قد أعلن رسمياً تشكيل لجنة برئاسة المدعي العام العسكري، فرج الصوصاع، للتحقيق في هذه الواقعة، وتعهد بعدم التهاون مع المتورطين فيها.

إلى ذلك، قال رئيس حكومة الوحدة الليبية «المؤقتة»، عبد الحميد الدبيبة، إنه وجه وزارة النفط والغاز لإطلاق جولات جديدة، تهدف إلى زيادة الاحتياطي والقدرة الإنتاجية، لافتاً إلى أهمية تعزيز الشراكات مع الشركات العالمية لدعم النمو الاقتصادي في البلاد.

وقال الدبيبة في كلمة ألقاها، السبت، خلال قمة ليبيا للطاقة والاقتصاد 2025 بطرابلس، إن حكومته قدمت التزاماً قوياً بدعم قطاع الطاقة، كركيزة أساسية للاقتصاد الوطني، مشيراً إلى العمل على إعادة تشغيل الحقول النفطية، وإلى أنه تم تشغيل 10 حقول لتعزيز الإنتاج.

الدبيبة أكد أنه تم تشغيل 10 حقول لتعزيز إنتاج النفط في البلاد (الشرق الأوسط)

وأوضح الدبيبة أنه تم تحقيق ما وصفه بـ«معدلات إنتاج مرتفعة»، مؤكداً «السعي لتلبية احتياجات السوق المحلية، وتوفير الغاز الطبيعي للتصدير، بهدف تعزيز دور ليبيا كمصدر رئيسي للطاقة النظيفة».

وكان الدبيبة قد ناقش، السبت، بالعاصمة طرابلس، على هامش فعاليات «قمة الطاقة»، مع قادة ومسؤولي كبرى شركات النفط والطاقة العالمية، تعزيز التعاون في مشاريع الاستكشاف والتطوير، وزيادة الاستثمارات في قطاع الطاقة الليبي. وأوضح في بيان أنه بحث مع الأمين العام لمنظمة «أوبك»، هيثم القص، دور ليبيا في استقرار أسواق النفط وزيادة الإنتاج، كما ناقش مع الأمين العام للمنظمة، جمال اللغواني، والأمين العام للمنظمة الأفريقية المنتجة للنفط، عمر فاروق، تعزيز التعاون وتبادل الخبرات الفنية بين الدول الأعضاء.

ونقل الدبيبة عن هؤلاء المسؤولين تأكيدهم على دور ليبيا البارز في دعم أسواق النفط العالمية، وتحقيق معدلات إنتاج غير مسبوقة، وإشادتهم بجهود حكومته في تحقيق الاستقرار وزيادة معدلات الإنتاج.

إحباط محاولة تهريب على الحدود الليبية - التونسية (جهاز دعم الاستقرار)

من جهة أخرى، أعلن «جهاز دعم الاستقرار»، التابع لحكومة «الوحدة»، تمكن مكتبه في زوارة - رأس جدير من إحباط محاولة تهريب كمية كبيرة من السجائر والأجهزة الإلكترونية، بالإضافة إلى بعض المواد الغذائية، عبر الحدود الليبية باتجاه تونس.