الدبيبة يستبق اجتماع صالح والمشري بالقاهرة ويتمسك بالسلطة

وسط توقع بوصول حفتر لإجراء محادثات مع مسؤولين مصريين

الدبيبة مجتمعاً بعماد السائح رئيس مفوضية الانتخابات الليبية (حكومة «الوحدة»)
الدبيبة مجتمعاً بعماد السائح رئيس مفوضية الانتخابات الليبية (حكومة «الوحدة»)
TT

الدبيبة يستبق اجتماع صالح والمشري بالقاهرة ويتمسك بالسلطة

الدبيبة مجتمعاً بعماد السائح رئيس مفوضية الانتخابات الليبية (حكومة «الوحدة»)
الدبيبة مجتمعاً بعماد السائح رئيس مفوضية الانتخابات الليبية (حكومة «الوحدة»)

استبق عبد الحميد الدبيبة، رئس حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة، الاجتماع المرتقب في القاهرة بين عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، وخالد المشري، رئيس مجلس الدولة، للاتفاق على تشكيل حكومة جديدة في البلاد، وحسم خلافاتهما حول قاعدة الانتخابات المؤجلة، بتأكيد بقائه في السلطة، ورفض مساعي الطرفين تشكيل سلطة تنفيذية جديدة.
وخاطب الدبيبة، في كلمة اليوم، لدى مشاركته في مؤتمر «المجتمع المدني نحو الانتخابات» بالعاصمة طرابلس، من وصفها بـ«الطبقة السياسية البائسة المهيمنة على المشهد في العشر سنوات الماضية» بقوله: «لا تستهينوا بشعبكم، ولا تقللوا من شأنه، واحذروا غضب الحليم، تأكدوا أن الشعب الليبي لا يريد اليوم إلا الانتخابات».
وتابع الدبيبة قائلاً: «لا لعودة للحرب مرة أخرى، ولا لقبول باستمرار من هم موجودين في السلطة وأنا أولهم».
واعتبر أنه «لا مرحلة انتقالية أخرى ولا حكومة ثالثة أو رابعة أو خامسة»، وشدد على أن «الحكومة الحالية هي آخر حكومة قبل الانتخابات»، مضيفاً: «بحول الله ومراده، تلك هي إرادة الشعب الليبي، ولن نتخلى عنها».
وقال الدبيبة، إن الأجسام الحالية ليس بمقدورها أن تُمثل إرادة الشعب الليبي، وتابع: «أعلم جيداً أن من يقود تلك الأجسام قد ضاقوا ذرعاً مما حققته حكومة الوحدة الوطنية أمام فشلهم خلال العشر سنوات الماضية، ولا شاغل لهم إلا إنهاء حالة النجاح الذي حققناه، لذلك إنني أقول لهم إن كنتم تريدون إزاحتنا فلا طريق أمامكم إلا الانتخابات».
وكرر الدبيبة استعداده: «للتواصل مع الجميع دون استثناء، وأن أتجاوز كل خلافاتنا، وإنني مستجيب لأي مبادرة تعزز الثقة في تأمين الانتخابات، فليكن حوارنا السياسي وتوافقنا منصباً فقط على تعزيز الثقة في تأمين العملية الانتخابية، فلا طريق أمامنا إلا الانتخابات».
وبعدما لفت إلى أن الليبيين «جربوا حوار الصخيرات الذي أفضى إلى تقاسم السلطة التشريعية، وحوار جنيف الذي أفضى إلى تقاسم السلطة التنفيذية»، وخلص الدبيبة إلى أن «أي حوار لاحق لن يكون إلا لتحمل المسؤوليات لإنجاح العملية الانتخابية».
ودعا كل المنظمات ومؤسسات المجتمع للتفاعل بإيجابية كاملة مع ما سماها بمبادرة «الاستعلام الوطني»، التي قال إنها ستعكس إرادة الشعب الليبي الحقيقية، واعتبر أنه «لا أحد يمثله اليوم حتى يتحدث باسمه، أو يقرر بالنيابة عنه».
كما أعلن الدبيبة، أنه بحث مع عماد السائح رئيس مفوضية الانتخابات بطرابلس، اليوم، عدداً من الإجراءات التنفيذية بشأن تفعيل ملف الانتخابات، وتقييم المحاكاة الانتخابية التي أجرتها وزارة الداخلية بالتنسيق مع المفوضية.
وأعلن في بيان وزعه مكتبه، أنهما اتفقا على ضرورة التنسيق في تنفيذ برامج ونشاطات تساهم في دعم إجراء الانتخابات، مؤكدين جاهزية الحكومة والمفوضية على إجراء الانتخابات في الجوانب اللوجيستية والفنية، مشددين على ضرورة الضغط المحلي والدولي لاستكمال القوانين السليمة لتحقيق مطلب الليبيين.
لكن عبد الله بليحق الناطق باسم مجلس النواب، كرر مجدداً الاتهامات التي أطلقها رئيسه عقيلة صالح، وقال في تصريح صحافي، إن تعليقات الدبيبة «غير مقبولة»، ووصفه في المقابل بأنه «أكبر معرقل للانتخابات، على اعتبار أن حكومته فشلت في الوفاء بمهامها، المكلفة بها»، وتخلى عن تعهده في اتفاق جنيف بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية.
واتهم بليحق، الدبيبة، بإفشال هذه الانتخابات بترشحه إليها خلافاً لتعهداته السابقة، وتابع: «هو أفشل الانتخابات ولم يقم بأي خطوة إيجابية تجاه إجرائها».
وكان صالح قد أعلن عقب محادثاته مع أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية (الاثنين)، أنه سيتم التوافق قريباً مع مجلس الدولة بشأن ملف المناصب السيادية، مشيراً إلى أن مجلسه أجرى تعديلاً دستورياً أعطى فيه صلاحية إنشاء القاعدة الدستورية من قبل لجنة مشتركة بين المجلسين.
ومن المقرر أن يعاود المشري وصالح البحث بالقاهرة في اجتماع مشترك بتنسيق مصري، مناقشة النقاط العالقة فيما يخص القاعدة الدستورية للانتخابات، بالإضافة إلى ملف المناصب السيادية وآلية توحيد السلطة التنفيذية.
ويراهن مسؤولون مصريون وليبيون على إمكانية تخطي هذا الاجتماع، أزمة الوضع السياسي الراهن ببلادهم، في ضوء حدوث محاولات جديدة لتفاهم مصري - تركي مشترك قد ينعكس على الحالة الليبية.
ومن المتوقع وصول المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني»، إلى القاهرة، لإجراء محادثات مع مسؤولين مصريين بهذا الشأن، فيما قال مصدر مصري مطلع لـ«الشرق الأوسط»، إن القاهرة أبقت حفتر على اطلاع بالمستجدات، لكنه رفض الخوض في التفاصيل.
بدورها، نقلت نجلاء المنقوش وزيرة الخارجية بحكومة الدبيبة عن جيمس كليفرلي، وزير الخارجية البريطاني، الذي التقته أمس، على هامش المؤتمر الدولي «لمنع العنف القائم على النوع الاجتماعي في الحروب والأزمات»، تجديده موقف بلاده الداعم لاستقرار ليبيا وإجراء الانتخابات.
كما بحث حسين القطراني نائب الدبيبة، ووزير الزراعة المُكلف مع لقائه القائم بأعمال السفارة الأميركية لدى ليبيا ليزلي أوردمان، العملية السياسية في ليبيا والدور الأميركي في دعم الاستقرار.
بدورها، جددت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا التأكيد على دعمها المستمر للجهود التي يقودها الليبيون في مجالات إصلاح أجهزة الأمن، ونزع السلاح، والتسريح، وإعادة الإدماج، وانسحاب القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب و«المرتزقة»، وجمع مخلفات الحرب والذخائر غير المنفجرة والتخلص منها.
واستغل ريزيدون زينينغا نائب رئيس البعثة للشؤون السياسية، مشاركته في ورشة عمل نظمها مركز العمليات المشتركة حول «احتكار الدولة للسلاح في ليبيا» مساء أمس، لتسليط الضوء على التحديات التي تواجه أمن وسلامة الليبيين ومساعي توحيد مؤسسات الأمن الليبية بسبب انتشار الأسلحة في البلاد وامتلاكها من قبل جهات حكومية وجهات أخرى غير رسمية.


مقالات ذات صلة

«ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

شمال افريقيا «ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

«ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

حلت نجلاء المنقوش، وزيرة الشؤون الخارجية الليبية، أمس بتونس في إطار زيارة عمل تقوم بها على رأس وفد كبير، يضم وزير المواصلات محمد سالم الشهوبي، وذلك بدعوة من نبيل عمار وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج. وشدد الرئيس التونسي أمس على موقف بلاده الداعي إلى حل الأزمة في ليبيا، وفق مقاربة قائمة على وحدتها ورفض التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية. وأكد في بيان نشرته رئاسة الجمهورية بعد استقباله نجلاء المنقوش ومحمد الشهوبي، وزير المواصلات في حكومة الوحدة الوطنية الليبية، على ضرورة «التنسيق بين البلدين في كل المجالات، لا سيما قطاعات الاقتصاد والاستثمار والطاقة والأمن».

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا محادثات سعودية ـ أممية تتناول جهود الحل الليبي

محادثات سعودية ـ أممية تتناول جهود الحل الليبي

أكدت السعودية أمس، دعمها لحل ليبي - ليبي برعاية الأمم المتحدة، وشددت على ضرورة وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الليبية، حسبما جاء خلال لقاء جمع الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي، مع عبد الله باتيلي الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا ورئيس البعثة الأممية فيها. وتناول الأمير فيصل في مقر الخارجية السعودية بالرياض مع باتيلي سُبل دفع العملية السياسية في ليبيا، والجهود الأممية المبذولة لحل الأزمة. إلى ذلك، أعلن «المجلس الرئاسي» الليبي دعمه للحراك الشبابي في مدينة الزاوية في مواجهة «حاملي السلاح»، وضبط الخارجين عن القانون، فيما شهدت طرابلس توتراً أمنياً مفاجئاً.

شمال افريقيا ليبيا: 12 عاماً من المعاناة في تفكيك «قنابل الموت»

ليبيا: 12 عاماً من المعاناة في تفكيك «قنابل الموت»

فتحت الانشقاقات العسكرية والأمنية التي عايشتها ليبيا، منذ رحيل نظام العقيد معمر القذافي، «بوابة الموت»، وجعلت من مواطنيها خلال الـ12 عاماً الماضية «صيداً» لمخلَّفات الحروب المتنوعة من الألغام و«القنابل الموقوتة» المزروعة بالطرقات والمنازل، مما أوقع عشرات القتلى والجرحى. وباستثناء الجهود الأممية وبعض المساعدات الدولية التي خُصصت على مدار السنوات الماضية لمساعدة ليبيا في هذا الملف، لا تزال «قنابل الموت» تؤرق الليبيين، وهو ما يتطلب -حسب الدبلوماسي الليبي مروان أبو سريويل- من المنظمات غير الحكومية الدولية العاملة في هذا المجال، مساعدة ليبيا، لخطورته. ورصدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، في تقر

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا حل الأزمة الليبية في مباحثات سعودية ـ أممية

حل الأزمة الليبية في مباحثات سعودية ـ أممية

أكدت السعودية دعمها للحل الليبي - الليبي تحت رعاية الأمم المتحدة، وضرورة وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الليبية، وجاءت هذه التأكيدات خلال اللقاء الذي جمع الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي مع عبد الله باتيلي الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا. واستقبل الأمير فيصل بن فرحان في مقر وزارة الخارجية السعودية بالرياض أمس عبد الله باتيلي وجرى خلال اللقاء بحث سُبل دفع العملية السياسية في ليبيا، إضافة إلى استعراض الجهود الأممية المبذولة لحل هذه الأزمة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا «الرئاسي» الليبي يدعم «حراك الزاوية» ضد «حاملي السلاح»

«الرئاسي» الليبي يدعم «حراك الزاوية» ضد «حاملي السلاح»

أعلن «المجلس الرئاسي» الليبي، عن دعمه للحراك الشبابي في مدينة الزاوية (غرب البلاد) في مواجهة «حاملي السلاح»، وضبط الخارجين عن القانون، وذلك في ظل توتر أمني مفاجئ بالعاصمة الليبية. وشهدت طرابلس حالة من الاستنفار الأمني مساء السبت في مناطق عدّة، بعد اعتقال «جهاز الردع» بقيادة عبد الرؤوف كارة، أحد المقربين من عبد الغني الككلي رئيس «جهاز دعم الاستقرار»، بالقرب من قصور الضيافة وسط طرابلس. ورصد شهود عيان مداهمة رتل من 40 آلية، تابع لـ«جهاز الردع»، المنطقة، ما أدى إلى «حالة طوارئ» في بعض مناطق طرابلس. ولم تعلق حكومة عبد الحميد الدبيبة على هذه التطورات التي يخشى مراقبون من اندلاع مواجهات جديدة بسببها،

خالد محمود (القاهرة)

سلطات طرابلس تطلق حملة لتأمين الحدود مع تونس

جانب من الدورية الصحراوية التي دفعت بها سلطات طرابلس لتأمين الحدود (جهاز دعم الاستقرار)
جانب من الدورية الصحراوية التي دفعت بها سلطات طرابلس لتأمين الحدود (جهاز دعم الاستقرار)
TT

سلطات طرابلس تطلق حملة لتأمين الحدود مع تونس

جانب من الدورية الصحراوية التي دفعت بها سلطات طرابلس لتأمين الحدود (جهاز دعم الاستقرار)
جانب من الدورية الصحراوية التي دفعت بها سلطات طرابلس لتأمين الحدود (جهاز دعم الاستقرار)

أعلنت سلطات العاصمة الليبية طرابلس إطلاق حملة لتأمين الحدود المشتركة مع تونس، في حين نظّمت وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة دورة تدريبية متخصصة في مكافحة «الجرائم الإلكترونية».

وقال «جهاز دعم الاستقرار» بطرابلس، الأحد، إنه في إطار تعزيزه الأمن في المناطق الحدودية، أطلق مكتب نالوت (جنوب غربي طرابلس) دوريات صحراوية مكثفة لتأمين المناطق الممتدة على طول الحدود الليبية التونسية، موضحاً أنها تأتي ضمن «خطة شاملة» تهدف إلى «مكافحة تهريب المهاجرين غير النظاميين، والتصدي لأي نشاطات غير قانونية وحماية السيادة الوطنية».

ونوّه الجهاز بأن «هذه الدوريات تعمل على مدار الساعة، عبر فِرق مدرَّبة على التعامل مع التحديات الجغرافية والأمنية في المناطق الحدودية الوعرة».

يأتي هذا التحرك، وفق الجهاز، «استجابةً للتحديات الأمنية التي تواجه المنطقة الحدودية، خاصة في ظل تنامي التهديدات المرتبطة بالهجرة غير القانونية والتهريب».

وتُكثّف السلطات الأمنية في غرب ليبيا، بشكل متكرر، نشاطها لتأمين الشريط الحدودي مع تونس، بالنظر إلى محاولات عدة لتهريب المهاجرين غير النظاميين عبر حدود البلدين.

كانت وزارة الداخلية قد أعلنت، نهاية الشهر الماضي، أن الدوريات الصحراوية، التابعة لـ«قاطع القريات»، أنقذت 20 مهاجراً غير نظامي من جنسيات أفريقية مختلفة، بعدما ضلوا الطريق في منطقة الحمادة الحمراء.

في شأن مختلف، وفيما يتعلق بالجرائم الإلكترونية، أوضحت وزارة الداخلية أنها نظمت دورة تدريبية تستمر لمدة خمسة أيام، تستهدف تعزيز قدرات المشاركين من مختلف الأجهزة الأمنية، من خلال تزويدهم بالمعارف والمهارات اللازمة للتعامل مع مختلف جوانب الجرائم الإلكترونية.

وقال إن هذا التدريب يبدأ من التحقيق في مسرح الجريمة الإلكترونية حتى إعداد التقارير الفنية، مما يثقل قدرات الكوادر الأمنية لمواجهة «التحديات المتطورة».

الطرابلسي يوقّع قرار ترقية منتسبين بوزارة الداخلية (وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة»)

على جانب آخر، أعلنت وزارة الداخلية أن وزيرها عماد الطرابلسي وقَّع، الأحد، قرارات ترقية عدد من منتسبي الوزارة من الضباط وضباط الصف والأفراد والموظفين.

وشملت الترقيات 48804 منتسبين من مختلف فئات الوزارة، وقال الطرابلسي إن وزارته «حريصة على منح الحقوق لأصحابها؛ دعماً لمسيرة التطوير والعمل الأمني».