الذكاء الصناعي يحدد نوعا غير معروف من أسلاف البشر

الذكاء الصناعي يحدد نوعا غير معروف من أسلاف البشر
TT
20

الذكاء الصناعي يحدد نوعا غير معروف من أسلاف البشر

الذكاء الصناعي يحدد نوعا غير معروف من أسلاف البشر

لا أحد يعلم من كانت، غير أنها كانت مختلفة؛ فتاة مراهقة منذ أكثر من 50.000 عام متميزة بشكل غريب، بدت وكأنها سلف هجين للبشر الحديثين لم يسبق للعلماء أن رأوا مثلها من قبل. الآن فقط، كشف الباحثون عن دليل على أنها لم تكن الوحيدة. ففي دراسة جديدة لتحليل الفوضى المعقدة للبشر ما قبل التاريخ، استخدم العلماء الذكاء الصناعي (AI) لتحديد نوع غير معروف من الجنس البشري الذي عثر عليه الإنسان الحديث بأفريقيا يعود لآلاف السنين.
وتُفسِّر عالمة الأحياء التطورية غوام بيرترانبيتيت من جامعة بومبيو فابرا بإسبانيا «ظهرت ما تُدعَى (خارج أفريقيا) منذ حوالى 80.000 عام، عندما تخلى جزء من السكان مُؤلَّفين بالأصل من البشر الحديثين، عن القارة الأفريقية وهاجروا الى قارات أخرى، ما أدى لظهور السكان الحاليين»، وذلك وفق ما نشر موقع «ساينس إليرت» العلمي المتخصص، نقلا عن بحث نشرته مجلة Nature Communications.
ومثلما صاغ البشر المعاصرون هذا المسار الى أرض أوراسيا، فقد صاغوا أشياء أخرى أيضًا، مثل التكاثر مع أنواع أخرى غابرة ومنقرضة من أشباه الإنسان.
وحتى وقت قريب، كان يُعتقَد أن هؤلاء الشركاء الجنسيين العرضيين يشملون إنسان نياندرتال ودينيسوفان، وبقي الأخير غير معروف حتى عام 2010. لكن الآن، تم عزل إنسان ثالث قديم من الحمض النووي الأوراسي، بفضل خوارزميات التعليم العميق التي تنتقل عبر تراكيب معقدة من الشيفرات الوراثية البشرية القديمة والحديثة.
فباستخدام التقنية الإحصائية التي تُدعَى استنتاجات النظرية الافتراضية (Bayesian inference)، وجد الباحثون دليلًا على ما سمّوه «الانحراف الثالث». «شبح» السكان القديمين الذين تهاجنوا مع الإنسان الحديث خلال الهجرة الجماعية من أفريقيا.
وكتب الباحثون في مقالتهم «هؤلاء السكان إما مرتبطون بنسل نياندرتال دينيسوفا أو ابتعدوا مبكرًا عن نسب دينسوفا»؛ وهذا يعني أنه من المحتمل أن يكون هذا الإنسان الثالث في تاريخ الجنس البشري هو خليط من النياندرتال ودينيسوفا.
والمغزى من وجهة نظر التعليم العميق، أن هذا إثبات افتراضي لصنف الفتاة المراهقة «الهجينة المتحجرة» التي حُدِّدَت العام الماضي؛ وعلى الرغم من ذلك، فهذه الأيام الأولى، ومشاريع الأبحاث نفسها ليست مترابطة بشكل مباشر.
وفي هذا الاطار، يقول أحد أعضاء الفريق الأخصائي بعلم الوراثة مايوك موندال من جامعة تارتو بإستونيا «تتفق نظريتنا مع العينة الهجينة المُكتشفَة في دينسوفا، وعلى الرغم من ذلك حتى الآن لا يمكن استبعاد احتمالات أخرى». مع ذلك، الاكتشافات في هذا المجال من العلوم تأتي كثيفة وسريعة.
جدير بالذكر، تعرّف فريق آخر من الباحثين العام الماضي على دليل أطلقوا عليه اسم «حدث تزاوج ثالث مؤكد» إلى جانب دينيسوفان ونياندرتال، وتابعوا التسلسل الزمني حول كيفية تقاطع وتكاثر هذه الأنواع المنقرضة بتفاصيل أكثر وضوحًا عن كل ما سبق.
يعد تطبيق هذا النوع من تحليل الذكاء الصناعي تقنية جديدة في مجال السلف البشري، والأدلّة الأحفوريّة المجهولة التي نتعامل معها ضئيلة جدًّا. ولكن تبعًا للبحث، ما وجده الفريق لا يُفسِّر عملية انجبال داخلي طويلة فقط؛ ولكن يُعطي معلومات حول من نحن اليوم.


مقالات ذات صلة

ثلاث قطع نحتية من موقع سمهرم الأثري في سلطنة عُمان

ثقافة وفنون ثلاث قطع فنية حجرية من «متحف أرض اللبان»

ثلاث قطع نحتية من موقع سمهرم الأثري في سلطنة عُمان

خرجت من موقع سمهرم الأثري في سلطنة عُمان مجموعة من المجامر الحجرية المتعدّدة الأشكال، أشهرها مجمرة حجرية يزيّن واجهتها نقش تصويري ناتئ يتميّز برهافة كبيرة

محمود الزيباوي
يوميات الشرق فكّ ألغاز الماضي (أ.ب)

تحديد عُمر بقايا هيكل عظمي لطفل مات قبل 27 ألف عام

حدَّد باحثون بريطانيون عُمر بقايا هيكل عظمي لطفل قديم أثار اهتماماً واسعاً عند اكتشافه لامتلاكه خصائص مشتركة بين البشر الحديثين وإنسان «نياندرتال» البدائي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق القطع الأثرية المصرية تحكي تاريخاً من الحضارة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

طوكيو تفتح ذراعيها لـ«رمسيس وذهب الفراعنة»

يضم المعرض 180 قطعة أثرية نادرة، تبرز قيمة الملك رمسيس الثاني، أحد أعظم ملوك الفراعنة وأكثرهم تأثيراً في تاريخ مصر القديمة.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق متحف أسوان ينتظر الترميم والتطوير (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر تبدأ أعمال ترميم وتطوير متحفي أسوان والنوبة

بدأت مصر مشروع ترميم وإعادة تأهيل متحفي أسوان والنوبة بجنوب البلاد لتحسين التجربة السياحية بهما

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق تمثال ثلاثي ضمن الكشف الأثري (وزارة السياحة والآثار)

مصر: اكتشاف تمائم وخواتم وحلي ذهبية بمعبد الكرنك

أعلنت مصر اكتشاف مجموعة من الخواتم والحلي الذهبية والتمائم بمعابد الكرنك في الأقصر، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

5 أفعال صغيرة لزيادة إنتاجيتك وتحسُّن مزاجك

حذف التطبيق الذي تستخدمه بكثرة سيجعلك أكثر إنتاجية وفقاً لمؤلفة كتاب «أمة الدوبامين» (أرشيفية- رويترز)
حذف التطبيق الذي تستخدمه بكثرة سيجعلك أكثر إنتاجية وفقاً لمؤلفة كتاب «أمة الدوبامين» (أرشيفية- رويترز)
TT
20

5 أفعال صغيرة لزيادة إنتاجيتك وتحسُّن مزاجك

حذف التطبيق الذي تستخدمه بكثرة سيجعلك أكثر إنتاجية وفقاً لمؤلفة كتاب «أمة الدوبامين» (أرشيفية- رويترز)
حذف التطبيق الذي تستخدمه بكثرة سيجعلك أكثر إنتاجية وفقاً لمؤلفة كتاب «أمة الدوبامين» (أرشيفية- رويترز)

يهتم خبراء علم النفس وخبراء الصحة النفسية بسؤال: «كيف يمكننا تعزيز سعادتنا في دقائق معدودة اليوم؟» ولدى خبراء علم النفس إجابات لمهام سهلة التنفيذ، يمكن لأي شخص تقريباً تنفيذها. بعضها يهدف إلى زيادة إنتاجيتك، والبعض الآخر يساعدك على التخلص من عادة سيئة.

وإليك 5 مهام صغيرة ينصح بها الخبراء إذا كنت تسعى لتعزيز سعادتك اليوم.

1- راسل صديقاً أو اتصل به

أثبتت الدراسات أن العلاقات الاجتماعية الإيجابية تُحسِّن جودة حياتنا؛ بل وتُساعدنا على إطالة العمر. ومع ذلك، يُقلِّل الناس باستمرار من شأن رغبة أصدقائهم في التواصل معهم، وفقاً لدراسة أُجريت عام 2022. تُقدَّر المكالمات الهاتفية أو الرسائل النصية غير المتوقعة تقديراً كبيراً. وتُظهر الأبحاث أنه كلما كانت المكالمة مفاجئة، كان استقبالها أفضل.

لا يشترط أن يكون التفاعل طويلاً، كما صرَّحت فيينا فارون، المعالجة النفسية ومؤلفة كتاب «أصولك»، لقناة «سي إن بي سي»، وتقول إن التواصل لمدة عشر دقائق هو وسيلة سهلة لتعزيز العلاقات الإيجابية في حياتك.وتتابع: «إنها تُشعرنا بالسعادة عندما نُقدِّم للآخرين، والميزة الإضافية هي أنها تُنشئ أيضاً تواصلاً ضرورياً».

2- افعل شيئاً كنت تتجنبه

إن شطب أصغر المهام من قائمتك يُحفز دماغك على إفراز الدوبامين. وتقول فارون: «إن معالجة شيء كنت تتجاهله يُخفف العبء، ويُتيح لك إنجاز شيء كان يُثقل كاهلك». وإذا كنت تواجه صعوبة في تضييق نطاق ما تُريد تنفيذه، فضع بعض الأمور في اعتبارك: أولاً: لست مُضطراً لاختيار مهمة تقليدية. وتقول فارون: «النوم مُبكراً، شرب مزيد من الماء، إجراء محادثة مُرهقة، ممارسة تمرين رياضي مُرهق، وضع هاتفك جانباً ليلاً؛ أي منها أو جميعها يُمكن أن يُحسِّن مزاجك».

وتتابع خبيرة الصحة: «لا تُرهق نفسك. اختر شيئاً يُمثل تحدياً لك، ولكنه قابل للتحقيق أيضاً». كما تنصح: «قسِّم المشروع الأكبر إلى مهام أسهل في الإدارة. على سبيل المثال: قد يستغرق تنظيف مطبخك بعمق بضع ساعات؛ لكنك قد تتمكن من إفراغ ثلاجتك في غضون 5 إلى 10 دقائق».

3- الثناء على شخص ما

وفقاً لدراسة أجريت عام 2020، يشعر الناس بالتحسن بعد الإطراء، حتى لو كانوا يشعرون بالقلق قبل التفاعل.

وفي هذا الصدد، تقول لوري سانتوس، أستاذة علم النفس بجامعة ييل، ومقدمة بودكاست «مختبر السعادة»، لشبكة «سي إن بي سي»: «قد تُحسِّن هذه الإطراءات السريعة مزاجك لفترة أطول مما تظن».

4- تخلص من عادة سيئة باتباع قاعدة الخمس ثوانٍ

قبل إصدار كتابها الشهير «نظرية دعهم يفعلون»، ألَّفت المدربة في تطوير الذات والتحفيز، ميل روبنز، كتاب «قاعدة الخمس ثوانٍ: غيِّر حياتك وعملك وثقتك بنفسك بشجاعة يومية». ويُحدد الكتاب ممارسة تهدف إلى مساعدتك على التخلص من العادات السيئة. عندما تشعر بتلك الدفعة من التحفيز لفعل شيء ترغب فيه بشدة، عدّ تنازلياً من 5 إلى 1؛ ثم انجز إجراءً واحداً يدفعك نحو هدفك.

وكتبت روبينز في كتابها: «ألاحظ أنه كلما طال انتظاري بين رغبتي الأولى في التصرف، زادت أعذاري، وأصبح إجبار نفسي على الحركة أكثر صعوبة».

وتنصح الكاتبة: «هل ترغب في التوقف عن تصفح الإنترنت والذهاب في نزهة؟ عدّ تنازلياً من 5 إلى واحد، ثم ضع هاتفك جانباً. هل أنت عالق في دوامة من الحديث السلبي مع نفسك؟ تغلب عليه بالعد التنازلي، ثم بذل جهد فعال للانتقال إلى أفكار أكثر إيجابية».

وتقول روبينز في محاضرة سابقة لـ«تيد TEDX»: «إذا كان لديك أحد تلك الدوافع الصغيرة التي تجذبك، وإذا لم تدمجها مع فعل في غضون 5 ثوانٍ، فإنك تضغط على مكابح الطوارئ وتقضي على الفكرة».

5- احذف التطبيق الأكثر استخداماً

تقول آنا ليمبكي، رئيسة عيادة التشخيص المزدوج للإدمان في جامعة ستانفورد، ومؤلفة كتاب «أمة الدوبامين»، إن الإفراط في استخدام الشاشة قد يُضعف التفاعلات الشخصية. وتضيف ليمبكي: «يختفي الناس تماماً عندما يكونون على أجهزتهم، ولا يستطيعون الوجود بشكل كامل مع أحبائهم».

ولتحسين جودة صداقاتك؛ بل وحتى شراكتك، تخلص من هذا الإغراء تماماً. وتقول ليمبكي: «احذف التطبيق الذي تقضي عليه وقتاً أطول مما ترغب، والتزم بالابتعاد عنه لمدة 30 يوماً».

وتحذر ليمبكي من أن عدم السماح لنفسك باستخدام تطبيق كنت تتحقق منه عشرات المرات يومياً سيكون أمراً مزعجاً. لكن النتيجة تستحق العناء. وتقول: «في الأسبوعين الأولين، ستشتاق إليه وستفتقده، وسيخبرك عقلك بكل الأسباب التي تجعله مشروعاً غير جدير بالاهتمام». وتردف: «إذا تمكنت من الالتزام بهذا لمدة 14 يوماً، فقد تلاحظ أنك لا تفتقده بالفعل، وأنك تجد أنك تشعر بتحسن من دونه».