سانشيز مبرراً الخروج المونديالي: الدوري القطري «ليس تنافسياً»

الصحف العنابية هاجمت المدرب وطالبت بإقالته من منصبه

سانشيز مدرب قطر خلال مباراة السنغال الأخيرة (إ.ب.أ)
سانشيز مدرب قطر خلال مباراة السنغال الأخيرة (إ.ب.أ)
TT

سانشيز مبرراً الخروج المونديالي: الدوري القطري «ليس تنافسياً»

سانشيز مدرب قطر خلال مباراة السنغال الأخيرة (إ.ب.أ)
سانشيز مدرب قطر خلال مباراة السنغال الأخيرة (إ.ب.أ)

يعتقد فيليكس سانشيز، المدير الفني للمنتخب القطري، أن كرة القدم ما زالت تسير على الطريق الصحيح في البلد الذي يستضيف منافسات كأس العالم، وذلك على الرغم من أن فريقه ودَّع البطولة بعد مباراتين فقط في المجموعة الأولى، ما يعد إقصاء مبكراً لدولة مضيفة.
وقال سانشيز عقب المباراة الأخيرة، إنه لا يعتقد أن الخسارة 1-3 أمام المنتخب السنغالي سجلت نهاية دوره.
وقال المدرب الإسباني إن قطر بها بعض اللاعبين الصغار، مضيفًا: «لدينا وضع مختلف هنا عن أي دولة أخرى بها عدد سكان أكبر».
وأصبحت قطر ثاني دولة مضيفة تودع منافسات كأس العالم من دور المجموعات، بعد جنوب أفريقيا في 2010.
وكان سانشيز قد أعرب عن رضاه التام عن الأداء الذي قدمه فريقه، أمس الجمعة، على الرغم من الخسارة أمام المنتخب السنغالي 1-3 في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الأولى ببطولة كأس العالم المقامة حالياً في قطر. وأضاف: «الدوري المحلي ليس تنافسياً».
وتم بناء الفريق في السنوات الأخيرة مع وضع كأس العالم في الاعتبار. وجاء عدد كبير من اللاعبين من أكاديمية كرة القدم الخاصة بالبلاد.
وفي عام 2019، احتفلت قطر بأكبر نجاح دولي لها حتى الآن، من خلال الفوز بكأس آسيا.
إلى ذلك، حمّلت الصحف القطرية الصادرة السبت المدرب الإسباني فيليكس سانشيز مسؤولية الإقصاء المبكر لمنتخب «العنّابي»، من دور المجموعات لمونديال 2022 الذي يستضيفه على أرضه للمرة الأولى في الشرق الأوسط.
وشنّت معظم الصحف هجوماً لاذعاً على المدرب الذي سبق أن قاد العنابي إلى إحراز كأس آسيا قبل 3 سنوات للمرة الأولى في تاريخه، محملة إياه مسؤولية الوداع المبكر جداً، بعد تلقي خسارته الثانية توالياً أمام السنغال 1-3، بعد هزيمة افتتاحية مخيبة أيضاً أمام الإكوادور بهدفين نظيفين، بينما ستكون المباراة الثالثة ضد هولندا في المجموعة الأولى هامشية لقطر التي فقدت الآمال نهائياً في بلوغ ثمن النهائي.
وأصبحت قطر أول منتخب يودع النسخة الحالية رسمياً، وثاني مضيف يودع الدور الأول تاريخياً بعد جنوب أفريقيا 2010.
وتصدر عنوان «خيبة أمل»، غلاف ملحق صحيفة «الوطن» التي قال مدير تحريرها التنفيذي فهد العمادي، إن «خطة إعداد المنتخب لم تكن مناسبة، كما أن تفريغ اللاعبين من أنديتهم لم يكن موفقاً»، في إشارة إلى عزل سانشيز لاعبي المنتخب نحو 5 أشهر في أوروبا، بعيداً عن أعين «المتطفلين» توازياً مع إيقاف مسابقة الدوري المحلي.
وهاجم العمادي المدرب سانشيز مطالباً بتغييره: «حتى لو كان هو من قاد المنتخب للإنجاز التاريخي للكرة القطرية في آسيا؛ لكن هذا لا يمنع أنه أخفق مع اللاعبين إخفاقاً غير متوقع، أداءً قبل النتيجة، وإنه إذا ما أردنا أن نتقدم، فعلى الاتحاد استبداله والبحث عن مدرب أفضل يقود منتخبنا».
وطالب العمادي بـ«ضرورة إعطاء الفرصة للاعبين آخرين للانضمام إلى المنتخب، وألا يكون حكراً على لاعبين بعينهم».
وبينما ركزت صحيفة «الراية» في ملحقها الرياضي على أن «مرارة الوداع لن توقف الإبداع»، بالإشارة إلى الاستضافة القطرية للمونديال الجدلي على مشارف الشتاء، توقف الكاتب في الصحيفة علي عيسى عند ما وصفه بـ«الخسارة المُرة»، مطالباً اتحاد الكرة بإجراء مراجعات ودراسة شافية لأسباب الخروج بهذه الطريقة من البطولة.
وأجرت صحيفة «الشرق» استطلاعاً ضم نجوماً سابقين، أجمعوا على تحميل المدرب الإسباني مسؤولية الخروج.
وطالب لاعب المنتخب القطري السابق رائد يعقوب بإقالة سانشيز، وضخ دماء جديدة، بينما قال المدرب الوطني سلمان حسن، إنه «من غير المعقول أن يجري المنتخب معسكرات إعدادية مغلقة قبل 6 أشهر من المونديال».
وأضاف: «هناك منتخبات لم تعلن قائمتها إلا قبل عشرة أيام؛ لكن لاعبينا ضمنوا مكانهم في القائمة قبل 6 أشهر. هذا غير معقول!». بدوره، طالب المحلل الكروي حسن العتيبي، بضرورة التفكير من الآن في مونديال 2026. ومن جهة ثانية، يرى مواطنون قطريون أن بلادهم «فائزة» بالفعل لمجرد استضافتها البطولة «بنجاح».
وقال رجل الأعمال يوسف الطاهر (53 عاماً) بتحدٍّ: «بغض النظر عن النتيجة، الفوز الحقيقي هو استضافة كأس العالم بنجاح. يكفي فخراً أنّ العالم كله يشاهدنا».
وفي منطقة الجميلية على بعد 40 كيلومتراً شمال غربي الدوحة، جمع الطاهر عشرة من أصدقائه في مزرعته التي يحيط بها النخيل والأشجار وسط الصحراء، لمشاهدة اللقاء الحاسم أمام السنغال.
وتزيّن مبنى المجلس الفسيح الملحق بالمزرعة بعلم كبير لقطر، بينما تراصت حوله أعلام أصغر حجماً للبرازيل وفرنسا والسعودية ومختلف الدول المشاركة. وبالداخل، رُصّت مقاعد فاخرة في صفوف متتالية تحاكي المدرجات، وضع بينها مناضد صغيرة عليها أطباق تمور وكؤوس القهوة العربية والشاي.
وتابع الطاهر الذي ارتدى الثوب الأبيض والعقال التقليدي: «المنتخب يشارك للمرة الأولى على هذا المستوى، ونحن فخورون إن فاز أو لم يفز».


مقالات ذات صلة

تأهُّل الأرجنتين والبرازيل لكأس العالم للشباب في تشيلي

رياضة عالمية الأرجنتين فازت بست نسخ من كأس العالم تحت 20 سنة (أ.ب)

تأهُّل الأرجنتين والبرازيل لكأس العالم للشباب في تشيلي

ضمن منتخبا الأرجنتين والبرازيل مقعديهما ببطولة كأس العالم للشباب لكرة القدم، المقررة إقامتها في تشيلي في وقت لاحق من العام الحالي.

«الشرق الأوسط» (كاراكاس)
رياضة عالمية رونالدو يبلغ اليوم من العمر 40 عاماً (The Athletic)

40 إحصائية قد لا تعرفها عن رونالدو

يبلغ كريستيانو رونالدو، أحد أعظم لاعبي كرة القدم بالتاريخ، عامه الأربعين اليوم. لا يزال يلعب، ولا يزال يسجل الأهداف، ولم يُظهر أدنى إشارة إلى رغبته في الاعتزال.

The Athletic (الرياض)
رياضة عالمية رونالدو يبلغ اليوم من العمر 40 عاماً (The Athletic)

40 إحصائية قد لا تعرفها عن رونالدو

يبلغ كريستيانو رونالدو، أحد أعظم لاعبي كرة القدم بالتاريخ، عامه الأربعين اليوم. لا يزال يلعب، ولا يزال يسجل الأهداف، ولم يُظهر أدنى إشارة إلى رغبته في الاعتزال.

The Athletic (الرياض)
رياضة عربية انهيار لاعب مصري عقب انتهاء مباراة فرنسا (الاتحاد المصري لكرة اليد)

​خروج مصر الدرامي من كأس العالم لليد يثير تساؤلات وانتقادات

ودّع منتخب مصر لكرة اليد منافسات الدور ربع النهائي لبطولة كأس العالم لكرة اليد 2025 في الثواني القاتلة قبل نهاية المباراة.

محمد عجم (القاهرة )
رياضة عربية حسين علي نجم منتخب البحرين في مونديال اليد (رويترز)

«مونديال اليد»: البحرين تكسب الجزائر... وتحصد المركز الـ29

حصد منتخب البحرين المركز التاسع والعشرين في بطولة كأس العالم لكرة اليد في كرواتيا والدنمارك والنرويج، بعد فوزه على نظيره الجزائري.

«الشرق الأوسط» (زغرب)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».