رحيل الشاعر الغنائي المصري أمل الطائر عن 66 عاماً 

قدم أعمالاً لهاني شاكر وأنغام وحكيم وعبد الباسط حمودة

الشاعر المصري أمل الطائر (صفحته على فيسبوك)
الشاعر المصري أمل الطائر (صفحته على فيسبوك)
TT

رحيل الشاعر الغنائي المصري أمل الطائر عن 66 عاماً 

الشاعر المصري أمل الطائر (صفحته على فيسبوك)
الشاعر المصري أمل الطائر (صفحته على فيسبوك)

رحل عن عالمنا الشاعر الغنائي المصري أمل الطائر عن عمر يناهز 66 عاماً، وفق ما أعلنت زوجته على صفحته بـ«فيسبوك»، الثلاثاء، بعد أن ترك ميراثاً من الأغاني الراسخة في وجدان شريحة كبيرة من المصريين، خصوصاً محبي الغناء الشعبي.

ونعى الشاعر الراحل كثير من نجوم الطرب والغناء في مصر، ونعاه المطرب المصري حكيم، وكتب على صفحته بـ«فيسبوك»: «بكل الحزن والأسى أنعى صديق العمر ورفيق رحلة النجاح، وصاحب فضل كبير عليَّ بعد ربنا، الشاعر أمل الطائر، صاحب الكلمة البسيطة والدم الخفيف».

وكتب أمل الطائر عشرات الأغاني لمطربين مصريين وعرب، من بينهم حكيم وأحمد عدوية وحسن الأسمر وهاني شاكر وأنغام وعبد الباسط حمودة وهيفاء وهبي وسيمون وطارق الشيخ ومجدي طلعت وحمادة هلال، واشتهر وتميز في لون الغناء الشعبي مع فاطمة عيد وشريفة فاضل وهدى.

والشاعر الراحل من أسرة فنية معروفة، ونشر من قبل سيرته الكاملة والأغاني التي قدمها من قبل لمعظم المطربين مشيراً إلى مشواره في كتابة الأغاني بـ«مشوار الألف أغنية»، وهو ابن مؤلف الأغاني الراحل مصطفى الطائر وشقيق الشاعرين سمير الطائر وإنسان الطائر.

ويصف الناقد الموسيقي المصري، أحمد السماحي، الشاعر الراحل بأنه «من مظاليم الفن»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «كان أمل الطائر شاعراً رقيقا جداً، وكتب أغاني لكبار مطربينا مثل محرم فؤاد وهاني شاكر وأنغام... وغيرهم، وهو ابن شاعرنا الكبير مصطفى الطائر».

قدم الشاعر أمل الطائر كثيراً من الأغاني للمطرب حكيم (صفحته على فيسبوك)

وأضاف: «أمل كان شاعراً مختلفاً، ولكن للأسف لم تلتفت إليه وسائل الإعلام، وترك ذلك غصة لديه، ولدينا شعراء أغانٍ كبار بيننا تتجاهلهم وسائل الإعلام أيضاً مثل إبراهيم عبد الفتاح ومدحت العدل وعوض بدوي وجمال بخيت، لا يأخذون حقهم من الشهرة والحضور الإعلامي رغم ما قدموه من منجز كبير ومهم للساحة الغنائية».

وقدم أمل الطائر كثيراً من الأغاني التي تركت أثراً، وظلت حية في ذاكرة الجمهور مثل «أنا أهو وإنت أهو» و«عدّي يا ليلة» لحسن الأسمر الذي بدأ مشواره معه، كما قدم أغاني لعبد الباسط حمودة من بينها «أنا مش عارفني»، وقدم لفاطمة عيد معظم أغاني الأفراح، ومن أغانيه الشهيرة لحكيم «السلام عليكو» و«الواد ده حلو» و«إفرض مثلاً» و«نار».

ويتابع السماحي أن «رحيل أمل الطائر خسارة كبيرة جداً رغم أنه منذ سنوات يعيش في حالة اكتئاب، وكان مريضاً في سنواته الأخيرة، وقد قرر الابتعاد زهداً في الشهرة والأضواء، فإنه في الفترة الأخيرة يبدو أنه ابتعد عن الأضواء قسراً وليس متعمداً».

وسجّل الشاعر الراحل مجموعة حلقات حول مشواره الغنائي وقصصه مع الأغاني الشهيرة للعديد من المطربين وأولهم حسن الأسمر، كما كان للشاعر الراحل رصيد من كتابة أغاني الإعلانات مثل إعلانات «الشمعدان» و«كوفرتينا» وأغنية «إيه ده» لحكيم الخاصة بـ«شاي العروسة»، و«شاي القويري» و«بونبون سيما».


مقالات ذات صلة

في منشور صريح... جاستن بيبر يكشف عن شعوره بأنه «محتال» و«غير مؤهل»

يوميات الشرق المغني الشهير جاستن بيبر (رويترز)

في منشور صريح... جاستن بيبر يكشف عن شعوره بأنه «محتال» و«غير مؤهل»

كشف المغني الشهير جاستن بيبر أنه يشعر باستمرار بأنه «محتال» أثناء حديثه مع متابعيه عن معاناته مع متلازمة المحتال.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق بورتريه نحتي لموسيقار الأجيال ومجموعة من مقتنياته الشخصية (الشرق الأوسط)

متحف عبد الوهاب يبرز رحلة «موسيقار الأجيال» في دنيا الفنون

بين شوارع «وسط البلد» في القاهرة، وفي مبنى تراثي يمتد تاريخ إنشائه لأكثر من 100 عام، يحكي متحف الموسيقار المصري الراحل محمد عبد الوهاب «أنشودة الفن».

نادية عبد الحليم (القاهرة )
يوميات الشرق الحفل يتضمن أغنيات لفيروز وأسمهان ووردة الجزائرية (جاهدة وهبه)

جاهدة وهبه تحيي حفل «كوكب الشرق وأيقونات من الزمن الجميل»

خلال الحفل الذي ستحييه جاهدة وهبه سيلتقي الغناء بالشعر وذكرى الماضي بالحاضر.

فيفيان حداد (بيروت)
متحف الموسيقار محمد عبد الوهاب (وزارة الثقافة المصرية)

مصر تحتفي بذكرى ميلاد «موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب

تحتفي مصر بذكرى ميلاد «موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب التي تحل في 13 مارس (آذار) الجاري، بإقامة حفل غنائي كبير لأعمال الفنان الراحل.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق فرقة «طبلة الست» في أحد حفلاتها السابقة (صفحة الفرقة على «فيسبوك»)

«فرقة رضا» و«طبلة الست» و«الليلة الكبيرة» تُنير ليالي رمضان في مصر

تحت شعار «من المدفع للسحور احتفالات الثقافة نور»، ينطلق برنامج «هل هلالك» للاحتفال بليالي رمضان، متضمناً الكثير من الفرق الغنائية والمسرحية والاستعراضية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«إفطار المطرية» في مصر... حضور عالمي على «موائد الطيبين»

إفطار مبهر في المطرية يجذب الأنظار (الشرق الأوسط)
إفطار مبهر في المطرية يجذب الأنظار (الشرق الأوسط)
TT

«إفطار المطرية» في مصر... حضور عالمي على «موائد الطيبين»

إفطار مبهر في المطرية يجذب الأنظار (الشرق الأوسط)
إفطار مبهر في المطرية يجذب الأنظار (الشرق الأوسط)

قطع الشاب العشريني عمرو عادل 148 كيلومتراً من محافظة بورسعيد (إحدى محافظات قناة السويس) إلى القاهرة للمشاركة في «إفطار المطرية» الذي يُعدُّ الحدث الرمضاني الأبرز في مصر.

عمرو الذي يحترف صناعة المحتوى، ويهتم بالدراجات الهوائية، وسافر إلى القاهرة مستقلاً واحدة منها للمشاركة في «إفطار المطرية» لأول مرة، قال لـ«الشرق الأوسط» إنه قرَّر حضور الإفطار الجماعي بعدما شارك أصدقاؤه في نُسخٍ سابقة، وأشادوا بالتجربة، ووصفها بأنها «أصبحت من العلامات المميزة لرمضان».

المائدة احتشدت بآلاف الزائرين (الشرق الأوسط)

مثل عمرو، قصد الآلاف «عزبة حمادة» وسط حي المطرية الشعبي (شرق القاهرة)، السبت 15 رمضان، للمشاركة في الحدث الذي يقام للعام الـ11، مرسِّخاً مكانته بوصفه واحداً من الأحداث العديدة المميزة لرمضان في مصر.

على ما يبدو فإن شُهرة «إفطار المطرية» تتجاوز المحلية، حيث رصدت «الشرق الأوسط» حضور أجانب وعرب من جنسيات مختلفة في الإفطار، كما شارك بعض السفراء الأجانب في مصر، حيث تحوَّل الاحتفال إلى كرنفال مصري سنوي، وفق بيان لوزارة التضامن الاجتماعي. وخطَّ الأهالي على جدران أحد المنازل عبارة «من المطرية إلى العالم».

وأرسل منظمو الإفطار رسالة دعم لفلسطين، فردَّدوا ومن خلفهم الجماهير المشاركة في الحدث هتاف «بالروح بالدم نفديكي يا فلسطين»، بمجرد حلول موعد الإفطار، وقبله رسموا علم فلسطين، في مشهد لافت.

دعم رسمي

وبالإضافة إلى الحشد الشعبي الذي يُعدُّ بالآلاف، تحرص الحكومة المصرية على حضور «إفطار المطرية» ومنحه الضوء الأخضر؛ حيث يشارك فيه وزراء ونواب وسياسيون، مروجاً للأجواء الرمضانية الخاصة في مصر، ومؤكداً على الأمن والأمان الذي يغلِّف أجواء الإفطار.

إفطار المطرية مارس 2025 (الشرق الأوسط)

وشارك في النسخة الأحدث، السبت، وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري، ووزيرة التضامن الاجتماعي مايا مرسي، كما ظهر في الإفطار، عصام العرجاني، أحد الأمناء المؤسسين لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد.

وأشاد محافظ القاهرة، إبراهيم صابر، بالإفطار، قائلاً في بيان: «مثل هذه الفعاليات تعكس قيم الترابط بين أفراد المجتمع المصري، وتعزِّز من دور المؤسسات الحكومية في دعم المبادرات الخيرية».

ورأى وزير الأوقاف أن الفاعلية «تُجسِّد معاني التكافل والتراحم بين أبناء الوطن، وتُعبِّر عن الروح الأصيلة للإنسان المصري»، وفق بيان للوزارة.

وأعربت وزيرة التضامن الاجتماعي عن سعادتها في المشاركة بـ«الحدث الذي بات يُمثِّل تقليداً سنوياً يحرص جموع المواطنين على المشاركة فيه، لأنه تأكيد على روح التكافل الاجتماعي التي يتِّسم بها الشعب المصري» حسب إفادة رسمية.

وزير الأوقاف الشيخ أسامة الأزهري حاملاً طفلة من المطرية خلال أكبر إفطار سنوي (وزارة الأوقاف المصرية)

إفطار يتَّسِع

امتدت مائدة «إفطار المطرية» في 20 شارعاً حسب هاني عزت، أحد أفراد العائلة التي بدأت منها فكرة الإفطار، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «في البداية كانت هناك 10 طاولات فقط بين الأصدقاء، وتوسع الإفطار مع السنوات حتى وصل عدد المشاركين إلى نحو 100 ألف شخص خلال العام الحالي»، على حد تقديره.

وبدأ «إفطار المطرية» في عام 2013، وقامت فكرته على تنظيم مائدة إفطار سنوية يشارك فيها جميع الأهالي بجهود ذاتية، لتتحوَّل إلى أطول مائدة رمضانية في مصر، ولم تتوقف هذه المائدة سوى عامي 2020 و2021 بسبب جائحة كورونا، وفق بيان محافظة القاهرة.

وعبَّر عزت عن سعادته بنجاح الفاعلية، التي تطوَّرت خبراتهم في تنظيمها مع تتابع السنوات حتى خرجت بهذا الشكل «المشرف»، مشيراً أيضاً إلى «التَّنسيق مع الجهات الرسمية والأمنية منذ أول رمضان لتأمين الإفطار».

وانتشرت فرق الحماية المدنية وقوات الأمن وسيارات الإسعاف وفرق من الهلال الأحمر، خلال الإفطار. وتجوَّل كثيرٌ من المؤثرين على «السوشيال ميديا» بين الحضور، وكاميرات هواتفهم مفتوحة «لايف»، مستغلِّين «الترند» الذي يتصدَّر مواقع التواصل كل عام.

«السِّر في التفاصيل»

يفتح أهالي عزبة حمادة بيوتهم للوفود خلال إفطار رمضان، خصوصاً للصحافيين الذين يتكدَّسون في شرفات المنازل، في حين يُقدِّم أصحابها الطعام والعصائر للضيوف.

وحضرت بقوة في خلفية الإفطار أغنية حسين الجسمي عن «رمضان في مصر»، ودندنها الأطفال والمشاركون، كما اقتبس الأهالي عبارات منها وكتبوها على البيوت مثل «كل البيوت هنا عمرانة».

مقطع من إفطار المطرية (صفحة رئاسة الوزراء على «فيسبوك»)

نزلت الفتاة العشرينية رضوى محمد من منزلها لتشاهد المائدة عن قرب، وتقول لـ«الشرق الأوسط» إنها تنتظر هذا الحدث كل عام وتُعدّه «عيداً»، يتجهزون له في إعداد الطعام قبل 4 أيام من بدايته، مشيرة إلى أن والدتها واحدة من المشاركات في تحضير الأطباق.

وإلى جانب سواعد أمهات المنطقة، يقام مطبخ كبير في أحد شوارع العزبة، يُشرف عليه طباخون محترفون. وتظهر هذه الجهود في وجبات متعدِّدة، بين أرز ولحم أو دجاج ومحشي، بخلاف التحلية مثل «الزلابية».

وتخلَّل اليوم احتفالات شعبية، مثل صخب الشباب بالدَّق على الطبول قبل الإفطار، أو الهتاف بشكل جماعي «مطرية مطرية»، وخلال الإفطار تأتي اللحظة الكرنفالية الأكبر، حيث تُطلق الألعاب النارية، وتتطاير «البالونات» في الهواء بألوان مبهجة ومتعددة.

رمضان يجمعنا غرافتي إفطار المطرية (الشرق الأوسط)

وعقب الإفطار، يتحوَّل المشهد تدريجياً إلى «فرح شعبي»، ويحتفل شباب المنطقة بثمار مجهودهم، في الرقص على أغانٍ شعبية.

التمويل

في أحد شوارع العزبة نُصبت لافتة كبيرة بعنوان «شركاء النجاح» تشير إلى «وزارة التضامن الاجتماعي»، و«صندوق تحيا مصر»، و«وزارة الداخلية»، وعدد من الشركات الخاصة.

يقول يوسف حسان، أحد المنظمين، إنها النسخة الأولى التي يوجد فيها رعاة للحدث، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أنه «كان يقتصر طيلة السنوات الماضية على جهود الأهالي». مرجعاً وجود الرُّعاة إلى معاونتهم لاستيعاب الزيادة الكبيرة في الأعداد. بيد أن هاني عزت يؤكد أنه «ومع وجود الرُّعاة، لا يزال الأهالي يقومون بالدور الأكبر في التمويل وإعداد الإفطار».