اتفاق بين الحكومة الفنزويلية والمعارضة... وترحيب أميركي

واشنطن تجيز لمجموعة «شيفرون» النفطية باستئناف أنشطة التنقيب

خورخي رودريغيز رئيس الوفد الرسمي المفاوض يتحدث للصحافيين لدى وصوله إلى مكسيكو سيتي وخلفه نيكولاس مادورو ابن الرئيس الفنزويلي أول من أمس (أ.ب)
خورخي رودريغيز رئيس الوفد الرسمي المفاوض يتحدث للصحافيين لدى وصوله إلى مكسيكو سيتي وخلفه نيكولاس مادورو ابن الرئيس الفنزويلي أول من أمس (أ.ب)
TT

اتفاق بين الحكومة الفنزويلية والمعارضة... وترحيب أميركي

خورخي رودريغيز رئيس الوفد الرسمي المفاوض يتحدث للصحافيين لدى وصوله إلى مكسيكو سيتي وخلفه نيكولاس مادورو ابن الرئيس الفنزويلي أول من أمس (أ.ب)
خورخي رودريغيز رئيس الوفد الرسمي المفاوض يتحدث للصحافيين لدى وصوله إلى مكسيكو سيتي وخلفه نيكولاس مادورو ابن الرئيس الفنزويلي أول من أمس (أ.ب)

انطلقت، أمس (السبت)، في العاصمة المكسيكية، جولة جديدة من المفاوضات بين الحكومة الفنزويلية والمعارضة، في ظل اختراق تمثل بتوصّل الطرفين إلى «اتفاق اجتماعي واسع النطاق» رحّبت به الإدارة الأميركية التي سمحت لشركة «شيفرون» النفطية باستئناف عملها في البلاد. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن من شأن الاختراق الذي تحقّق أن يترجم تخفيفاً محتملاً للعقوبات الاقتصادية والسياسية الصارمة التي تفرضها واشنطن على كراكاس. وقال وزير الخارجية المكسيكي مارسيلو ايبرارد الذي بذل جهود وساطة بين الطرفين إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في قاعة اجتماعات أحد فنادق مكسيكو يشكّل «أملاً لاميركا اللاتينية برمتها».
والسبت وقّع طرفا الأزمة الفنزويلية اتفاقاً انسانياً يتمحور حول التعليم والصحة والأمن الغذائي والاستجابة للفيضانات وبرامج للكهرباء. كذلك اتّفقا على مواصلة المحادثات حول الانتخابات الرئاسية المقرر تنظيمها في العام 2024.
وفور الإعلان عن توقيع الاتفاق في مكسيكو، أجازت وزارة الخزانة الأميركية لمجموعة شيفرون النفطية بأن تستأنف جزئياً أنشطة التنقيب في فنزويلا التي تختزن أكبر احتياطيات نفطية في العالم.
وأشارت الوزارة إلى أن الإجازة ستكون صالحة لمدة ستة أشهر، ستدرس خلالها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مدى وفاء حكومة نيكولاس مادورو بالتعهّدات التي قطعتها في الاتفاق الموقع السبت.
ومن أبرز النقاط التي يتضمنها الاتفاق، استعداد الطرفين للإفراج عن الودائع المالية الضخمة المجمدة في الخارج، بمساعدة الإدارة الأميركية التي قالت مصادر مواكبة لهذه المفاوضات إنها تعهدت بتوفير الضمانات للمصارف وصناديق الاستثمار التي توجد لديها الودائع، على أن يخصص جزء منها لتمويل الحكومة الفنزويلية، والجزء الآخر لصندوق مساعدات إنسانية بإشراف الأمم المتحدة.
وتقول مصادر النظام الفنزويلي إن المصرف المركزي البريطاني يحتجز 31 طناً من سبائك الذهب العائدة لفنزويلا، وإنّ الأرصدة المجمدة في مصارف الولايات المتحدة تقارب خمسة مليارات دولار.
وفي حديث هاتفي مع «الشرق الأوسط»، قال مصدر مسؤول في المعارضة الفنزويلية، إن هذه الجولة الجديدة من المفاوضات جاءت ثمرة حاجة مزدوجة للطرفين: النظام الذي نضبت مصادر تمويله، والإدارة الأميركية الراغبة في عودة فنزويلا إلى سوق النفط العالمية بقدراتها الإنتاجية السابقة.
وأضاف المصدر أن المعارضة حصلت على تأكيدات من الجانب الأميركي، بأن أي اتفاق مع النظام يبقى مشروطاً بالهدف النهائي المنشود من المفاوضات، وهو إجراء انتخابات رئاسية واشتراعية حرة تحت إشراف مباشر من الأمم المتحدة والأسرة الدولية. وقال إن القوى والأحزاب المعارضة توافقت على تقديم مرشح واحد ضد الرئيس الحالي نيكولاس مادورو، تحدده انتخابات أولية تجريها أطياف المعارضة مطالع العام المقبل.
وكان لافتاً أن الإعلان عن استئناف هذه المفاوضات صدر عن الرئيس الكولومبي الجديد غوستافو بترو الذي لعب دوراً أساسياً، إلى جانب النرويج وهولندا وروسيا، لتقريب وجهات النظر بين المعارضة والنظام، مدعوماً أيضاً من الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرناديز، ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي نشط في الفترة الأخيرة على خطوط التواصل لمعالجة الأزمة الفنزويلية.
ولدى وصوله أمس إلى مكسيكو، صرّح خورخي رودريغيز، رئيس الوفد الرسمي المفاوض والذراع اليمنى لمادورو، بأن أولوية الحكومة في الوقت الراهن هي «استعادة الموارد المشروعة التي تملكها الدولة الفنزويلية والمجمدة حالياً في النظام المالي العالمي». وأضاف أن هذه الموارد ستخصص لتعزيز النظام الصحي والبنى التحتية وشراء الأدوية واللقاحات.
ويضمّ وفد النظام الفنزويلي، إلى جانب رودريغيز، أحد أبناء مادورو الذي يحمل نفس اسمه، وزوجة أليكس صعب، رجل الأعمال الكولومبي المنحدر من أصول لبنانية الموجود في عهدة العدالة الأميركية، حيث يخضع للمحاكمة بتهم غسل الأموال وانتهاك العقوبات المفروضة على النظام الفنزويلي، ما يدلّ على أنه في مرحلة ما من المفاوضات ستطلب حكومة مادورو الإفراج عن صعب الذي كان لسنوات الوسيط الرئيسي للنظام في صفقاته مع الخارج.
تجدر الإشارة إلى أن جولات المفاوضات السابقة التي كانت قد قطعت شوطاً بعيداً في تقريب وجهات النظر بين الطرفين، توقفت فجأة عندما قرر وفد النظام مغادرتها إثر تسليم سلطات الرأس الأخضر أليكس صعب إلى العدالة الأميركية.
وتقول مصادر مواكبة لهذه المفاوضات إن واشنطن هي التي عادت واستأنفت التواصل مع النظام الفنزويلي مطلع الربيع الفائت، بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا. وكان مادورو اعترف، في خطاب متلفز أواخر مارس (آذار) الماضي، بأنه اجتمع مع عدد من كبار المسؤولين الأميركيين في أجواء سادها «الاحترام والودّ والدبلوماسية». وقال: «اتفقنا على العمل انطلاقاً من الاحترام المتبادل والأمل، من أجل التقدم على مسار السلام والرفاهية لشعوب المنطقة».
وتعتقد هذه المصادر أن مبادرة الإدارة الأميركية تراهن على أن هذه المفاوضات التي يديرها خوان غونزاليس، مستشار البيت الأبيض الخاص لشؤون أميركا اللاتينية، لن تساعد فحسب على عودة فنزويلا إلى سوق النفط العالمية وكبح صعود أسعاره في الولايات المتحدة، بل من شأنها أن تمهّد لابتعاد النظام الفنزويلي عن روسيا وإيران.
يشار إلى أن مادورو أعلن، مطلع هذا العام، أن إنتاج النفط الفنزويلي بلغ مليون برميل يومياً، وأنه في نهاية السنة الجارية سيصل إلى مليونين. لكن بيانات الوكالة الدولية للطاقة تفيد بأن الإنتاج الفنزويلي حالياً لا يتجاوز 700 ألف برميل يومياً، ويواجه صعوبات تقنية كبيرة.


مقالات ذات صلة

زعيم المعارضة الفنزويلية: كولومبيا هددت بترحيلي

الولايات المتحدة​ زعيم المعارضة الفنزويلية: كولومبيا هددت بترحيلي

زعيم المعارضة الفنزويلية: كولومبيا هددت بترحيلي

قال رئيس المعارضة الفنزويلية، خوان غوايدو، إن كولومبيا هددت بترحيله بعدما فرَّ من الملاحقة إلى بوغوتا، حسبما ذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء، أمس (الخميس). وذكر غوايدو أن صوته «لم يكن مسموحاً بسماعه» في كولومبيا، حيث استضاف الرئيس جوستافو بيترو قمة دولية الأسبوع الحالي، في محاولة لحل الأزمة السياسية الفنزويلية. وقال غوايدو للصحافيين في ميامي إنه كان يأمل في مقابلة بعض مَن حضروا فعالية بيترو، لكن بدلاً من ذلك رافقه مسؤولو الهجرة إلى «مطار بوغوتا»، حيث استقل طائرة إلى الولايات المتحدة. وقامت كولومبيا بدور كمقرّ غير رسمي لسنوات لرموز المعارضة الفنزويلية الذين خشوا من قمع حكومة الرئيس نيكولاس مادورو

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)
أميركا اللاتينية الرئيس الكولومبي ينفي طرد المعارض الفنزويلي خوان غوايدو من بلاده

الرئيس الكولومبي ينفي طرد المعارض الفنزويلي خوان غوايدو من بلاده

نفى الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو أن تكون سلطات بلاده قد طردت المعارض الفنزويلي البارز خوان غوايدو، لكنه اتهمه بدخول كولومبيا بشكل غير نظامي. الاثنين، قال غوايدو إنه طُرد من كولومبيا بعد ساعات قليلة على وصوله إلى بوغوتا للمشاركة في مؤتمر حول بلاده التي تتنازعها الأزمات. وتعليقًا على تصريحات غوايدو، كتب بيترو على «تويتر» الثلاثاء: «السيد غوايدو لم يُطرد ويُفضَّل ألّا تظهر أكاذيب في السياسة».

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)
الاقتصاد وسط مساعي لتعزيز التعاون... روسيا تصف فنزويلا بـ«الشريك الموثوق»

وسط مساعي لتعزيز التعاون... روسيا تصف فنزويلا بـ«الشريك الموثوق»

تعتزم روسيا وفنزويلا، التي تعاني من أزمة، تعزيز التعاون القائم بينهما، حيث وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي يقوم حالياً بزيارة للدولة الواقعة في أميركا الجنوبية، كراكاس، بأنها شريك «موثوق» للغاية، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وجاءت تصريحات لافروف، التي نقلها التلفزيون الفنزويلي، بعد أن عُقد لقاء بينه وبين رئيس فنزويلا، نيكولاس مادورو، أمس (الثلاثاء). وأفادت تقارير بأن لافروف قال في مؤتمر صحافي مع نظيره الفنزويلي إيفان جيل، إن «فنزويلا من أكثر الشركاء الموثوقين في العالم». وأكد أن البلدين مرتبطان بالتعاون الاستراتيجي والصداقة والتعاطف المتبادل. وقال وزير الخارجية الروسي إن موسكو س

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «مع مادورو»... برنامج تلفزيوني جديد للرئيس الفنزويلي

«مع مادورو»... برنامج تلفزيوني جديد للرئيس الفنزويلي

بدأ الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، تقديم برنامج تلفزيوني خاص به على إحدى القنوات العامة قبل عام من موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة. وقال الرئيس اليساري، الاثنين، وهو يقدم الحلقة الأولى من برنامجه «مع مادورو» (كون مادورو) «نحن نبدأ مرحلة جديدة من التواصل». وغالباً ما تشتكي المعارضة الفنزويلية من احتكار الحكومة الفنزويلية وسائل الإعلام العامة والظهور المستمر لمادورو مقابل تغييبها، بحسب ما قالت وكالة الصحافة الفرنسية. وظهرت في الحلقة مع مادورو شخصية مصممة بواسطة الذكاء الصناعي تحمل اسم «سيرا»، في إشارة على ما يبدو إلى «سيري»، المساعد الشخصي لشركة «أبل»؛ وذلك للرد على الاتهامات الموجهة للحكومة

«الشرق الأوسط» (كراكاس)
أميركا اللاتينية فنزويلا تعتبر تنظيم مؤتمر للهجرة في بروكسل أمراً «معادياً» لها

فنزويلا تعتبر تنظيم مؤتمر للهجرة في بروكسل أمراً «معادياً» لها

اعتبرت الحكومة الفنزويلية عقد مؤتمر في بروكسل حول الهجرة الجماعية للفنزويليين وتداعياتها على المنطقة، أمرا «معاديا» لها. وقالت وزارة العلاقات الخارجية الفنزويلية في بيان، الثلاثاء، إنها «ترفض دعوة وعقد ما يُسمى المؤتمر الدولي للتضامن مع اللاجئين والمهاجرين الفنزويليين والدول التي تستضيفهم...

«الشرق الأوسط» (كراكاس)

الانتخابات الفنزويلية: تفاؤل حذر في صفوف المعارضة ومخاوف بأوساط النظام

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يحيّي أنصاره في كاراكاس في 25 يوليو (د.ب.أ)
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يحيّي أنصاره في كاراكاس في 25 يوليو (د.ب.أ)
TT

الانتخابات الفنزويلية: تفاؤل حذر في صفوف المعارضة ومخاوف بأوساط النظام

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يحيّي أنصاره في كاراكاس في 25 يوليو (د.ب.أ)
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يحيّي أنصاره في كاراكاس في 25 يوليو (د.ب.أ)

مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية والعامة في فنزويلا، ضاعف نظام نيكولاس مادورو هجماته ضد وسائل الإعلام التي يتّهمها بدعم الدبلوماسي المخضرم إدموندو غونزاليس الذي اختارته مرشحة المعارضة ماريا كورينا، بديلاً عنها بعد أن أصدرت المحكمة الانتخابية قراراً ينزع عنها أهلية الترشح في الانتخابات الرئاسية.

وتقول أوساط النظام إن الصحف المحلية تُروّج لنتائج استطلاعات مزوّرة تُرجّح فوز غونزاليس، وهي استطلاعات سبق أن أصابت ترجيحاتها في الماضي. وتدّعي هذه الأوساط أنّ ثمّة مؤامرة دولية تُحاك على عدة جبهات لإسقاط نيكولاس مادورو، وإنهاء ربع قرن من حكم الحركة التي أسسها الرئيس الراحل هوغو تشافيز.

هجوم حاد

وتُشارك في هذه الحملة قيادات النظام، من مادورو وذراعه اليمنى خورخي رودريغيز، إلى النائب العام ورئيس المحكمة الانتخابية. ويتّهمون عدداً من الصحف الأجنبية بتمويل حملة كورينا ضد النظام من أموال المخدرات والودائع الفنزويلية المجمّدة في الخارج.

زعيمة المعارضة ماريا كورينا ومرشّحها إدموندو غونزاليس في فعالية انتخابية بكاراكاس في 25 يوليو (أ.ف.ب)

وكان مادورو بذاته قد أدلى بتصريحات هذا الأسبوع، هاجم فيها عدداً من الصحف المحلّية والأجنبية فيما وصفها بأنها «خطة لإعلان الانتخابات مزوّرة مسبقاً، بالاتفاق مع المعارضة». وقال مادورو إن هذه الخطة تديرها مجموعة من «وسائل الإعلام المأجورة، مثل (وكالة الصحافة الفرنسية) و(أسوشييتد برس) و(سي إن إن) وصحيفة (إلباييس) و(نيويورك تايمز) و(واشنطن بوست)».

ويأتي هذا التصعيد من جانب النظام الفنزويلي عشية الانتخابات، بالتزامن مع تصريحات لبعض الزعماء الإقليميين القريبين منه الذين يحضّون مادورو على التخلي عن الحكم في حال فوز المعارضة. وكان الرئيس الأرجنتيني السابق ألبرتو فرنانديز قد أعلن، أمس، أن الحكومة الفنزويلية طلبت إليه عدم التوجه إلى كاراكاس للمشاركة في مراقبة الانتخابات، كما سبق أن طلبت منه المحكمة الانتخابية. وذلك بعد أن قال في تغريدة له على «إكس»، إنه يتوجب على مادورو المغادرة إذا خسر الانتخابات. وكان الرئيس البرازيلي لولا قد أدلى بتصريحات مماثلة منذ أيام، قال فيها: «من يخسر يغادر الحكم، ومن يفوز يحكم. هذه هي الديمقراطية». وقال لولا إنه أصيب بالهلع من تصريحات لمادورو، حذّر فيها من «حمّام دم» في فنزويلا إذا فازت المعارضة، ودعا الرئيس الفنزويلي لتناول «شراب لتهدئة الأعصاب».

قلق إقليمي

أنصار مادورو في فعالية انتخابية بكاراكاس في 25 يوليو (رويترز)

من جهته، قال الرئيس الكولومبي بترو إن حكومته تراقب باهتمام كبير وحذر شديد هذه الانتخابات الفنزويلية؛ وذلك نظراً للعلاقات التاريخية التي تربط البلدين المتجاورين، ودعا إلى احترام النتائج أياً كانت، كاشفاً أن حكومته تسعى منذ فترة لإقناع المعارضة الفنزويلية والنظام بالتوقيع على ميثاق يتعهد فيه الطرفان باحترام نتائج انتخابات الأحد المقبل. وقال بترو إنه أجرى محادثات مطوّلة مع مادورو منذ أيام، شدّد فيها على ضرورة أن تعود فنزويلا إلى «النظام الديمقراطي الليبرالي»، وأبلغ نظيره الفنزويلي بأنه والرئيس البرازيلي على استعداد لبذل ما يلزم من جهود لرفع العقوبات الأميركية والأوروبية عن فنزويلا، شريطة أن يكفّ النظام عن مضايقة المعارضة وملاحقتها، وأن يُنظّم انتخابات حُرّة وعادلة. وكان بترو قد انتقد بشدة القرار الذي اتخذته المحكمة الانتخابية الفنزويلية بنزع أهلية الترشح عن زعيمة المعارضة ماريا كورينا.

ومن المؤشرات على تزايد المخاوف الإقليمية من التطورات التي قد تنشأ عن الانتخابات الفنزويلية، خاصة في حال فوز المعارضة ورفض مادورو النتائج والتخلي عن الحكم، ما جاء في تصريحات أدلى بها لولا إلى التلفزيون البرازيلي مساء الخميس؛ إذ قال: «قلت لمادورو مرّتين، وهو يعرف ذلك، إن السبيل الوحيدة لعودة فنزويلا إلى وضعها الطبيعي هي إجراء انتخابات تحظى باحترام الجميع. وإذا كان مادورو يريد المساهمة في عودة بلاده إلى مسار النمو الاقتصادي، وعودة الذين غادروا فنزويلا، يجب عليه أن يحترم العملية الديمقراطية».

في موازاة ذلك، فاجأت تصريحات أدلى بها نيكولاس مادورو غيرّا، نجل الرئيس الفنزويلي، قال فيها: «إذا فاز مرشح المعارضة إدموندو غونزاليس، سنسلمه الحكم وننتقل إلى المعارضة».