إخلاء سبيل منة شلبي بعد توقيفها في مطار القاهرة

الفنانة المصرية أنكرت «حيازتها مواد مخدرة بقصد التعاطي»

الممثلة المصرية منة شلبي (إنستغرام)
الممثلة المصرية منة شلبي (إنستغرام)
TT

إخلاء سبيل منة شلبي بعد توقيفها في مطار القاهرة

الممثلة المصرية منة شلبي (إنستغرام)
الممثلة المصرية منة شلبي (إنستغرام)

أمرت النيابة العامة المصرية، مساء أمس (الجمعة)، بإخلاء سبيل الممثلة منة شلبي، بضمان مالي 50 ألف جنيه، بعد إعلان القبض عليها بمطار القاهرة الدولي أمس، بسبب حيازتها مواد يُشتَبه في كونها مخدرات.
وأعلنت النيابة العامة، في بيان، أنها قد تلقت إخطاراً، أمس (الجمعة)، بضبط منة شلبي بمطار القاهرة الدولي حال عودتها من الخارج، وذلك في أثناء إنهاء الإجراءات الجمركية، وكان بحوزتها عدد من الحقائب تحوي متعلقاتها الشخصية التي بوضعها على جهاز الفحص بالأشعة تبين وجود «كثافات عضوية» بداخلها، فتم تفتيشها تفتيشاً دقيقاً أسفر عن العثور بها على مواد يُشتبه في كونها مخدرات، فأُلقي القبض عليها، وتم التحفظ على المواد المضبوطة.
وأعلنت النيابة العامة، أن محضراً من الإدارة العامة لمكافحة المخدرات ثبت به أن شلبي قد أحرزت تلك المواد بقصد التعاطي، واستجوبت النيابة العامة شلبي فأنكرت حيازتها وإحرازها مواد مخدرة بقصد التعاطي، وفقاً للبيان.
وأفاد البيان، بأن النيابة العامة أمرت بإرسال المواد المضبوطة بحوزتها لمصلحة الطب الشرعي لفحصها وبيان طبيعتها ومدى احتوائها على أي من المواد المخدرة، وأنه جارٍ استكمال التحقيقات.
وكانت وسائل إعلام مصرية قد أفادت بأن شلبي كانت عائدة من الولايات المتحدة، وتبين في أثناء تفتيش حقائبها حيازتها مخدر «الماريغوانا» في 12 كيساً في حقيبتها.
وأصدرت نقابة المهن التمثيلية بياناً، أمس (الجمعة)، تعرب فيه عن أسفها لما اعتبرته «تداول بعض الأخبار والوقائع التي تنال من الفنانة منة شلبي عضو النقابة، والتي تستبق تحقيقات النيابة العامة، وتمثل خرقاً لكل الضمانات التي كفلها القانون لأى شخص طبيعي يقف أمام القضاء، بل ووصل الأمر إلى حد نشر أوراق رسمية خاصة بالفنانة منة شلبي تنطوي على بياناتها الشخصية»، بحسب بيان النقابة.
وطالبت النقابة «احترام خصوصية أعضائها وعدم الخوض في أعراضهم وانتظار واحترام التحقيقات»، وقال البيان: «تهيب النقابة بالجميع التحلي بقوانين الإنسانية التي تسمو فوق أي قانون، وتجدد النقابة تقديرها الكامل لجهات التحقيق وللقضاء المصري، وتقف احتراماً لكل ما يصدر عنه من قرارات».
وكان آخر ظهور للفنانة منة شلبي في القاهرة في أثناء حضورها حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في الثالث عشر من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، في حين كان آخر ظهور عربي لها في أثناء وجودها في مهرجان «الموريكس دور» اللبناني.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


المخرج المصري أبو بكر شوقي: أبحث عن عوالم جديدة في أفلامي

المخرج المصري أبو بكر شوقي (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)
المخرج المصري أبو بكر شوقي (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)
TT

المخرج المصري أبو بكر شوقي: أبحث عن عوالم جديدة في أفلامي

المخرج المصري أبو بكر شوقي (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)
المخرج المصري أبو بكر شوقي (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)

قال المخرج المصري، أبو بكر شوقي، إنه يبحث دوماً عن الأفلام التي تدخله عوالم جديدة، كما في فيلميه السابقين «يوم الدين» و«هجان»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن عالم المراسلات قد استهواه في أحدث أفلامه «القصص» الذى انطلق من قصة لقاء والديه عبر الخطابات البريدية.

وأشار شوقي إلى أنه لا يهتم بالسياسة، ولا يتخذ موقفاً من أحداثها خلال الفيلم، لكنها جاءت ضمن السياق التاريخي للفترة الزمنية التي تدور بها أحداثه، معبراً عن سعادته بعرض الفيلم بمهرجان البحر الأحمر السينمائي، وبردود الفعل التي تلقاها من الجمهور.

وشارك فيلم «القصص» بمسابقة الأفلام الطويلة بمهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الخامسة، ولاقى اهتماماً لافتاً؛ حيث نفدت تذاكره مبكراً في جميع عروضه، وهو من بطولة نيللي كريم، وأمير المصري، وأحمد كمال، والممثلة النمساوية فاليري باشنر، ويشارك الفيلم في مسابقة الأفلام الطويلة بمهرجان قرطاج السينمائي، يومي 18 و19 ديسمبر (كانون الأول) الحالي.

لقطة من فيلم «القصص» (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)

وأبدى المخرج المصري سعادته بمشاركته بمهرجان البحر الأحمر للعام الثالث على التوالي، حسبما يقول: «في العام قبل الماضي كنت مشاركاً بالفيلم السعودي (هجان)، وفي الدورة الماضية كنت عضواً بلجنة التحكيم، وهذا العام شاركت بفيلم (القصص)، وسعدت برد فعل الجمهور، فشرف لأي مخرج أن يجد فرصة لعرض فيلمه أمام هذا الجمهور المحب للسينما بالمملكة، وشعرت من ردود الفعل أن الجمهور الذي حضر الفيلم أحبه لأنه ذكرهم بزمن مختلف».

وعن تأثره بقصة لقاء والده المصري ووالدته النمساوية يقول شوقي: «الموضوع بدأ برغبتي في كتابة قصتهما ولقائهما في أثناء فترة السبعينات، وقد انطلق من واقعة حقيقية ليصبح مزيجاً بين الواقع والخيال، فبطل الفيلم عازف بيانو وبطلته كاتبة، وهما ليستا وظيفتي أبي وأمي، لقد أضفت لهما وقائع من خيالي وأخرى حدثت بالفعل؛ لذا قمنا بتغيير عنوانه من (صيف 67) إلى (القصص) لأنه مزيج من القصص التي نِشأت عليها في طفولتي من خلال حكايات أسرتي وهم بارعون في حكي القصص، ومع تكرار الحكي تكبر القصص، ويدخل فيها الخيال بشكل أكبر».

وظهر والدا شوقي بأحد مشاهد الفيلم، ولم يلاحظهما أحد، فقد قدمهما في مشهد خاطف يقول عنه: «لقد ظهرا في مشهد صغير صُوِّر بفيينا، هو مشهد صغير وسريع، رأيته نوعاً من التحية لهما، فقد ألهماني القصة».

تبقى السياسة حاضرة في الفيلم عبر خطب الزعيم جمال عبد الناصر وهزيمة 1967، ثم فترة حكم السادات بما شهدتها من أحداث مهمة مثل نصر أكتوبر (تشرين الأول) والانفتاح الاقتصادي ومقتل الرئيس الأسبق، فهل أراد المخرج محاكمة رموز السياسة بالفيلم؟ ينفي شوقي ذلك الأمر قائلاً: «لست مهتماً بالسياسة مثلي في ذلك مثل أحد أبطال الفيلم الذي يقول (السياسة لا تخصنا)، أنا أيضاً لا أهتم بها، لكنني تناولتها ضمن السياق التاريخي للفيلم؛ إذ تُعد خلفية للقصص التي نرويها، من خلال العائلة التي تحاول التعايش مع الواقع بكل صخبه وأزماته وأفراحه وأحزانه».

المخرج أبو بكر شوقي تحدث عن فيلمه «القصص» (الشرق الأوسط)

واستعاد أبو بكر شوقي عبر فيلمه تفاصيل صغيرة لم تغب عنه رغم تنقله في إقامته بين مصر والنمسا، وقد اعتاد أن يكتب أفلامه بنفسه، ويقول عن هذه التفاصيل: «هي أشياء تربيت عليها، أتذكرها منذ طفولتي، فقد عشت معظم سنوات حياتي في مصر، وحين كبرت عشت بالنمسا بحكم أن جزءاً من عائلتي بها، وأتذكر جيداً أن جهاز التلفزيون كان مفتوحاً طوال الوقت، وأن أغنية (وطني حبيبي الوطن الأكبر) كانت تعرض به مرات عديدة على مدى 24 ساعة، لم أكن وُلدت حين ظهرت، لكنها كانت تُعرض كثيراً في سنوات طفولتي».

وشَكلت الموسيقى والأغاني عنصراً أساسياً بالفيلم لتعكس زمنه في كل مشهد، وعَد شوقي الفيلم «رسالة حب للميلودراما المصرية فترة الستينات، حيث كانت الموسيقى عالية والتمثيل كبير والتيمات مختلفة»، مؤكداً أن الأغاني التي شكلت جزءاً من حياة الناس في تلك الفترة كانت أساسية بالفيلم.

وكشف شوقي عن أنه بدأ العمل على كتابة الفيلم خلال جائحة «كوفيد - 19» التي تسببت في تعطيل إنتاج الفيلم مدة طويلة، مشيراً إلى أنه كان قد بدأ الكتابة قبلها، وسعى للبحث عن تمويل للفيلمـ، ويوضح: «خلال تلك الفترة حصلنا على دعم مؤسسة البحر الأحمر، والفيلم إنتاج مشترك بين مصر والنمسا وفرنسا والسويد، وأشكر كل الجهات على مساندة الفيلم؛ لأنه فيلم كبير يتضمن شخصيات عديدة، ومقسم لخمسة فصول، وأحداثه تدور خلال فترة زمنية طويلة، لكن تصوير الفيلم استغرق 34 يوماً فقط بين مصر والنمسا».

قاد أبو بكر شوقي ممثليه من المصريين والنمساويين ببراعة، ووضعهم في أدوار مغايرة، فظهرت نيللي كريم في دور أم لثلاثة شبان، وقدم أمير المصري دوراً جديداً عبر مراحل سنية مختلفة، ويقول المخرج: «لقد كنت محظوظاً بهذا الفريق الكبير المتناغم من الممثلين وبقية فريق العمل، والفنانون النمساويون محترفون، ويتمتعون بشهرة في النمسا، وسعدت بالعمل مع أمير المصري، كما أن نيللي كريم أدت دورها ببراعة وهي ممثلة محترفة، وتعرف مدى التحدي الذي يواجهه الممثل في تقديم شخصيات متباينة».

مع كل فيلم يكتبه، يبحث شوقي عن تحدٍ جديد يطرق من خلاله أبواباً لم يألفها، مثلما يقول: «أبحث دائماً عن الدخول في عوالم جديدة، فأول أفلامي (يوم الدين) تناول مستعمرة مرضى الجذام، وكان ذلك أمراً جديداً وملهماً، وثاني أفلامي (هجان) تطرق لعالم سباق الهجن، ولم أكن أعرف عنه الكثير، وفي (القصص) استهوتني فكرة الخطابات بين المحبين التي لم يعد لها وجود، وشكل المراسلات في الستينات والسبعينات».


أشعة الليزر تعيد الحياة لعمود ماركوس أوريليوس في روما

النقوش البارزة التي تصور مشاهد من معركة على عمود ماركوس أوريليوس (أ.ب)
النقوش البارزة التي تصور مشاهد من معركة على عمود ماركوس أوريليوس (أ.ب)
TT

أشعة الليزر تعيد الحياة لعمود ماركوس أوريليوس في روما

النقوش البارزة التي تصور مشاهد من معركة على عمود ماركوس أوريليوس (أ.ب)
النقوش البارزة التي تصور مشاهد من معركة على عمود ماركوس أوريليوس (أ.ب)

ظل عمود ماركوس أوريليوس في وسط روما القديمة قائماً متحدياً الزمن منذ تشييده منذ 1840 عاماً، غير أن العمر الطويل كانت له آثار سلبية على العمود المصنوع من الرخام، حيث عانى من آثار التلوث والتغيرات الجوية ودخول المياه لأجزائه. لكن العمود الشهير بنقوشه الحلزونية الملتفة على كامل العمود دخل في مرحلة من الترميم الدقيق يستخدم فيها المرممون أشعة الليزر الدقيقة لتنظيفه تماماً كما يستخدم جراحو التجميل الليزر لإزالة التجاعيد.

وخلال عملية الترميم الجارية حالياً سُمح للصحافة بالتقاط تفاصيل العمل عن قرب، حيث يقوم المرممون بإزالة طبقاتٍ من الأوساخ المتراكمة على مدى عقود من الزمن عن أحد أهم معالم المدينة التاريخية.

منظر عام لموقع ترميم عمود ماركوس أوريليوس الذي يعود تاريخه إلى القرن الثاني الميلادي في وسط روما (أ.ب)

تُركز أجهزة الليزر المحمولة أشعةً ضوئيةً متذبذبةً على الحجر، فتُزيل الحرارة الناتجة عنها رواسب التلوث السوداء لتكشف عن رخام كرارا الأبيض تحته. تقول مارتا بومغارتنر، كبيرة مهندسي المشروع لـ«رويترز»: «إنه نفس مبدأ الطبيب في إزالة الشعر أو الجلد الزائد. تُحقق تقنية الليزر نتائج ممتازة في الترميم، وقد اخترنا استخدامها على كامل الواجهة الخارجية للعمود».

نحتت هذه النقوش الحلزونية حوالي عام 180 ميلادي، وتلتف 23 مرة حول العمود، لتصل إلى ارتفاع يقارب 40 متراً (130 قدماً)، وتصور أكثر من 2000 شخصية، من بينها آلهة وجنود ووحوش. ويظهر أوريليوس نفسه في عدة مواضع، حيث تُقدم النقوش معلومات قيّمة للباحثين عن هذه الحقبة من التاريخ الروماني. وتظهر النقوش حرص الفنانين القدماء على تصوير تفاصيل الحرب المروعة. فبينما يلتف النقش البارز للأعلى، يصوّر جنوداً يسحبون نساءً مع أطفالهن من شعورهن. وتتناثر جثث الأعداء المقطوعة الرؤوس على الأرض، وتثور الخيول في لهيب المعركة، ويبدو أسرى الحرب مرعوبين وأعناقهم موثقة.

نقش بارز يُعرف باسم «معجزة المطر» على عمود ماركوس أوريليوس (أ.ب)

بدأت أعمال الترميم في مارس (آذار)، ومن المقرر أن تنتهي مطلع العام المقبل بتكلفة مليوني يورو (2.3 مليون دولار أميركي)، وهي الأموال التي جُمعت من قروض ومنح ميسرة قدمها الاتحاد الأوروبي لإيطاليا لمساعدتها على التعافي من جائحة «كوفيد - 19»، وقالت بومغارتنر: «لقد تلقينا هذا التمويل الكبير، لذا كانت فرصة لا تُفوَّت».

ونقلت «أسوشييتد برس» جانباً من عملية الترميم التي شملت لجانب استخدام أشعة الليزر النبضية القصيرة لأول مرة، استخدام فريق المرممين مواد كيميائية، وإسفنجاً، وراتنجاً لإزالة الأوساخ المتراكمة من الضباب الدخاني في العاصمة الإيطالية، وسدّ الثقوب التي خلّفها تجمد الماء في الطقس البارد وتمدده داخل النصب التذكاري. كما عانى النصب من التآكل الذي طمس بعض وجوه الشخصيات المنقوشة.

نقش بارز يصور مشهد معركة على عمود ماركوس أوريليوس الذي يعود تاريخه إلى القرن الثاني الميلادي في وسط روما (أ.ب)

توفر السقالات المربعة العريضة المحيطة بالعمود المساحة اللازمة للمرممين للعمل براحة. إذ يمكنهم التراجع خطوةً إلى الوراء والتأمل في التماثيل التي تتزايد أحجامها تدريجياً كلما ارتفعنا على العمود، وهي تقنية تهدف إلى جعلها أكثر وضوحاً من الأرض. يقول فالنتين نيتو، أحد المرممين العاملين في المشروع: «كانت هذه طريقةً لجعل الناظر يقرأ القصة بنفسه. إنها تجذب المشاهد حقاً، فيرى المشهد تلو الآخر، بكل تفاصيله الرائعة».

أجرى البابا سيكستوس الخامس أول عملية ترميم في أواخر القرن السادس عشر، حيث استبدل تمثال أوريليوس الأصلي في الأعلى بتمثال القديس بولس، الذي لا يزال موجوداً هناك حتى اليوم. أُجريت آخر عملية تنظيف في ثمانينات القرن الماضي، لكن مع مرور الوقت وعوامل التعرية، يستمر التلف، حيث يجد المرممون مناطق بدأ الرخام فيها بالانفصال، مما يستدعي تثبيتاً سريعاً، وأضاف بومغارتنر: «نأمل ألا تحدث مفاجآت في المستقبل. سيتم الآن مراقبته باستمرار، وسنتمكن من التدخل عند الحاجة».


«شي تيك توك شي تيعا»... طارق سويد يُحرز المختلف

المجتمع الذكوري والتحدّيات بين المرأة والرجل (الشرق الأوسط)
المجتمع الذكوري والتحدّيات بين المرأة والرجل (الشرق الأوسط)
TT

«شي تيك توك شي تيعا»... طارق سويد يُحرز المختلف

المجتمع الذكوري والتحدّيات بين المرأة والرجل (الشرق الأوسط)
المجتمع الذكوري والتحدّيات بين المرأة والرجل (الشرق الأوسط)

مرّة جديدة، ينجح المخرج والممثل والكاتب اللبناني طارق سويد في إحراز المختلف بقلمه ورؤيته الفنّية الإبداعية، وذلك من خلال مسرحية «شي تيك توك شي تيعا» التي تُعرض على مسرح «أتينيه» في منطقة جونية، على أن تنتقل قريباً إلى أحد مسارح بيروت.

يُدرك سويد أبعاد القلم الفنّي الذي يملكه وأهدافه، فيكتب من باب الوجع الإنساني، ويغمس نصّه بحفنة من الكوميديا السوداء، مولِّداً حالة من الضحك والألم، مُغلِّفاً إياها بسخرية ذكية، تشغل حواس الجمهور بالفكرة والمشهد والأداء.

المشهد الأول من «شي تيك توك شي تيعا» يجمع أبطال قصص طفولية (الشرق الأوسط)

وقد اختار أبطال المسرحية من بين طلابه الموهوبين في أكاديمية «بيت الفنّ» التي تديرها زميلته الممثلة فيفيان أنطونيوس. وهو الفريق نفسه الذي سبق أن تعاون معه في «مش مسرحية»؛ العمل الذي لاقى يومها نجاحاً لافتاً. فكانت إعادة التجربة دليلاً على كمٍّ واضح من التطوّر والنضج في أداء هذه المواهب الشابة.

يتألّف العرض من 6 مسرحيات قصيرة وسريعة، يلتزم فيها سويد بالمقولة الشهيرة: «خير الكلام ما قلَّ ودلَّ». يزوّد كل واحدة بجرعات من الضحك والنقد، مستفيداً من قلمه الذي يضع الإصبع على الجرح، من دون مبالغة أو تكرار أو إطالة، ممّا يحافظ على إيقاع متماسك من البداية حتى النهاية.

يتناول العمل مجموعة من القضايا الإنسانية، تتقدّمها مكانة المرأة في المجتمع، فيُوجّه إليها رسالة مباشرة للخروج من القوقعة المفروضة عليها. كما يُهدي سويد العرض إلى والدته الحاضرة بين الجمهور؛ فهي مُلهمته والداعمة الأولى له في تجاوز محطات صعبة من حياته. ويعرّج النص أيضاً على فكرة الزواج وبداياته، وقصص الحبّ التي كثيراً ما تُختصر نهاياتها بدقائق قليلة. وفي إحدى المسرحيات، يطالب الرجل بأن يضع نفسه، ولو مرّة واحدة، في موقع المرأة، فيُعيد تقييم دورها بوضوح ومن دون أحكام مسبقة.

المشهد الأخير مع مواقع التواصل ووهم الشهرة (الشرق الأوسط)

كما يعتمد النص أسلوباً تفاعلياً ذكياً بين الممثلين والجمهور، يظهر بوضوح في مشهد يتداخل فيه عرضٌ داخل عرض. ويتناول علاقة الحماة بالكنّة والزوج، وكيف يمارس بعض الناس التنمّر على الآخرين بدافع المتعة الشخصية.

المسرحية الأولى أطول زمنياً؛ لأنها تُشكّل امتداداً لعرضه السابق «مش مسرحية». وفيها يستعيد قصصاً طفولية نشأت عليها أجيال، مثل «بياض الثلج»، و«ليلى والذئب»، و«سندريلا»، متّخذاً منها نماذج لمجتمع لا يزال الفساد متغلغلاً في مفاصله.

يبقى المُشاهد متيقّظاً لكلّ تفصيل بصري طيلة العرض، من الديكور إلى الأزياء؛ إذ لا يترك سويد مجالاً للتشتُّت، فيملأ الفواصل بين المسرحيات بلوحات فنّية معاصرة، وتحضر راقصة باليه تختزل كلّ عرض برقصة تعبيرية حالمة، جامعاً بذلك عناصر الفنون البصرية في قالب حديث وغني.

نهايات الحب ومشاكل الزواج في أحد المَشاهد (الشرق الأوسط)

في العرض الخامس، يفتح سويد باباً جريئاً على موضوع الأقنعة التي يرتديها الناس في كلّ زمان ومكان، فيهربون عبرها من مواجهة مشاعرهم الحقيقية. ويُقدّم ما يشبه محاكمة سريعة لشخصيات اعتادت التخفّي خلف أدوار الضحية أو المثالية أو التنمُّر، فنشهد صراعات داخلية بين حقيقة تناديهم وأقنعة تمنعهم من معرفة ذواتهم.

إخراجياً، يعتمد سويد أسلوباً مختلفاً، يدخل فيه إلى عمق المشكلة، فيفكّكها ويضعها تحت المجهر. يُحذّر ويُنبّه، من دون أن يفرض حلولاً جاهزة، فيفتح مساحة للنقاش ووقفة صادقة مع الذات.

لوحات فنية كلاسيكية تفصل بين عرض وآخر (الشرق الأوسط)

أما في القسم الأخير، فيوجّه أقسى ضربة إلى عالم مواقع التواصل والمؤثّرين فيه، حيث يُمنع الصدق ويُسمح بالزيف، ومن لا يُجاري الموجة يلفظه التيار. ينتقد سويد ثقافة التفاهة، والتسويق الفارغ، والضجّة بلا مضمون. ويستحضر شخصيات للدلالة عليها، مثل «دكتور تفاهة» و«صانع محتوى بلا محتوى». فالمتحكّمون بهذه اللعبة مجهولو الهوية، تماماً كما الذباب الإلكتروني. يوجدون في كلّ «ترند» وظاهرة، ينفخون في الناس وهْم النجومية والشهرة، والعكس صحيح.

ومع ذلك، يختار طارق سويد في الختام طريق النجاة، مُنطلقاً من قناعة راسخة بأنه «لا يصحّ إلا الصحيح»، وأنّ قيم العيب والأصالة لم تنقرض؛ فأهلها لا يزالون قادرين على نشر الفضيلة وسط عالم مُتغيّر.