طهران ترفض قراراً أممياً بفتح تحقيق في قمع الاحتجاجات

إيرانيات يتظاهرن ضد العنف ضد المرأة في بلادهن خلال اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة في سانتياغو (تشيلي) أمس (أ.ف.ب)
إيرانيات يتظاهرن ضد العنف ضد المرأة في بلادهن خلال اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة في سانتياغو (تشيلي) أمس (أ.ف.ب)
TT

طهران ترفض قراراً أممياً بفتح تحقيق في قمع الاحتجاجات

إيرانيات يتظاهرن ضد العنف ضد المرأة في بلادهن خلال اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة في سانتياغو (تشيلي) أمس (أ.ف.ب)
إيرانيات يتظاهرن ضد العنف ضد المرأة في بلادهن خلال اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة في سانتياغو (تشيلي) أمس (أ.ف.ب)

نددت طهران بقرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة القاضي بفتح تحقيق مستقل في قمع إيران الشرس للاحتجاجات، الأمر الذي لاقى ترحيبا دوليا وسط تصاعد حملة أمنية ضد المحتجين الإيرانيين.
وقدمت ألمانيا وأيسلندا مشروع قرار إرسال لجنة تحقيق إلى إيران للنظر في كلّ الانتهاكات المرتبطة بقمع الاحتجاجات في هذا البلد وحظي بتأييد 25 دولة عضواً من أصل 47 دولة. واعتراض ستّ دول وامتناع 16 دولة عن التصويت.
وأعلنت وزارة الخارجية في بيان صدر مساء الخميس أن الجمهورية الإسلامية تعارض الاجتماع الخاص لمجلس حقوق الإنسان وتعتبر القرار الصادر عنه «مرفوضا»، مؤكدة أنها «لا تعترف رسميا بالمهمة الموكلة إليه».
ولفتت وزارة الخارجية إلى «وجود اللجنة المتخصصة للتحقيق في وفاة السيدة مهسا أميني، ووجود لجنة تحقيق وطنية مكونة من محامين وبمشاركة ممثلين مستقلين». واعتبرت بالتالي أن «تشكيل أي آلية جديدة للتحقيق في قضايا الشهرين الماضيين في إيران يعد أمرا غير ضروري وانتهاكا للسيادة الوطنية للبلاد ولا تعترف بالمهمة الموكلة له في هذا الصدد».
وحذرت طهران من أن «الحكومة الألمانية وبعض الحكومات الغربية التي شاركت في تقديم هذا القرار بناء على حسابات خاطئة وتحت ضغط بعض اللوبيات السياسية والأخبار الكاذبة لبعض وسائل الإعلام المكشوفة المعادية لإيران المعروفة ، ارتكبت خطأ استراتيجيا»، مشيرة إلى أن «مرور الوقت سيُظهر أن قصر نظرهم السياسي هذا سينتهي به الأمر إلى الإضرار بمصالحهم». ونددت بـ«التوجهات الانتهازية واستغلال قضية حقوق الإنسان أداة من قبل مجموعة معينة من البلدان»، حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
وصادق مجلس حقوق الإنسان الخميس على القرار الذي قدمته ألمانيا وأيسلندا بتأييد 25 صوتا في مقابل ستة أصوات رافضة وامتناع 16 دولة عن التصويت، خلال اجتماع طارئ للمجلس في جنيف.
وخلال مناقشة مشروع القرار، أطلق المفوّض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الذي لم يلقَ بعد ردّاً من طهران على طلبه زيارتها، نداء إلى الجمهورية الإسلامية ناشدها فيه «وقف الاستخدام غير المفيد وغير المتكافئ للقوة» ضدّ المتظاهرين.
ورحب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بالقرار. وقال بلينكن في بيان «جلسة اليوم لا تترك مجالا للشك في أن أعضاء مجلس حقوق الإنسان يدركون خطورة الوضع في إيران، وستساعد بعثة تقصي الحقائق التي تم تشكيلها اليوم على ضمان تحديد أولئك المنخرطين في القمع العنيف المستمر للشعب الإيراني وتوثيق أفعالهم».
وكتب بلينكن في تغريدة على تويتر «نواصل دعم الشعب الإيراني في مواجهة هذا القمع الوحشي ونعمل على ضمان محاسبة المتورطين في القمع العنيف المستمر».
وفي تغريدة على تويتر قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إنّ نتيجة التصويت هي «دليل واضح على الالتزام الدولي المتزايد بمحاسبة النظام الإيراني على قمعه الوحشي للشعب الإيراني».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قال مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، إسماعيل قاآني، إن قواته انتقمت جزئيا من القوات الأميركية بطردها من المنطقة، مضيفا في الوقت نفسه «القدس ليست الهدف النهائي وإنما هدف وسط»، مشددا على ضرورة أن تجد إيران موقعها في انتقال القوة من الغرب إلى الشرق. ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن قاآني قوله خلال اجتماع الجمعية العامة لطلاب الحوزات العلمية في قم إن «أميركا وإسرائيل وحتى الناتو و... تقوم بالتعبئة لتخريب إيران». وقال قاآني «مثلما قال المرشد فإن إيران من المؤكد لن تبقى بعد 25 عاماً، وهم (الإسرائيليون) يستعجلون ذلك».

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)

روما: إيران تفرج عن الصحافية الإيطالية تشتشيليا سالا

الصحافية الإيطالية تشتشيليا سالا خلال مشاركتها بمهرجان أدبي في بُردِنُونة شمال شرقي إيطاليا منتصف سبتمبر 2023 (أ.ف.ب)
الصحافية الإيطالية تشتشيليا سالا خلال مشاركتها بمهرجان أدبي في بُردِنُونة شمال شرقي إيطاليا منتصف سبتمبر 2023 (أ.ف.ب)
TT

روما: إيران تفرج عن الصحافية الإيطالية تشتشيليا سالا

الصحافية الإيطالية تشتشيليا سالا خلال مشاركتها بمهرجان أدبي في بُردِنُونة شمال شرقي إيطاليا منتصف سبتمبر 2023 (أ.ف.ب)
الصحافية الإيطالية تشتشيليا سالا خلال مشاركتها بمهرجان أدبي في بُردِنُونة شمال شرقي إيطاليا منتصف سبتمبر 2023 (أ.ف.ب)

قال مكتب رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، اليوم الأربعاء، إن إيران أفرجت عن الصحافية الإيطالية تشتشيليا سالا، مؤكدة مغادرتها إيران وهي في طريق العودة إلى إيطاليا.

واعتقلت السلطات الإيرانية سالا (29 عاماً)، التي كانت تحمل تأشيرة صحافة عادية، في طهران يوم 19 ديسمبر (كانون الأول) بتهمة «انتهاك قوانين الجمهورية الإسلامية».

وجاء احتجاز سالا بعد ثلاثة أيام من اعتقال رجل الأعمال الإيراني محمد عابديني في ميلانو، بموجب مذكرة أميركية تتهمه بتوريد قطع غيار طائرات مسيرة تقول الولايات المتحدة إنها استخدمت في هجوم أسفر عن مقتل ثلاثة من أفراد القوات المسلحة الأميركية في الأردن عام 2024.

وتنفي طهران أي دور لها في الهجوم، ورفضت الاتهامات بأنها احتجزت سالا للضغط على إيطاليا لإطلاق سراح عابديني.

وذكر مكتب ميلوني، في بيان، أن الإفراج عن سالا، التي كانت محتجزة في حبس انفرادي بسجن إيفين «سيئ السمعة» في العاصمة طهران، تحقق «بفضل العمل المكثف عبر القنوات الدبلوماسية والاستخباراتية». ولم يذكر أي شيء عن قضية عابديني.

وقالت ميلوني على منصة «إكس»: «أود أن أعبر عن امتناني لكل من ساعد في جعل عودة تشتشيليا ممكنة». ومن المتوقع أن تستقبل رئيسة الوزراء، سالا، شخصياً عندما تصل إلى روما في وقت لاحق اليوم الأربعاء.

ولا يزال عابديني في سجن بميلانو، اليوم الأربعاء، ومن المقرر أن تتخذ محكمة الأسبوع المقبل قراراً في طلب الإفراج عنه ووضعه قيد الإقامة الجبرية قبل الإجراءات النهائية لتسليمه إلى الولايات المتحدة.

وقالت المدعية العامة في ميلانو فرانشيسكا ناني للصحافيين: «في الوقت الحالي، لا يزال موقف عابديني دون تغيير».

والأحد، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إن اعتقال عابديني يمكن أن يعد بمثابة احتجاز رهينة.

ولم يتضح على الفور ما إذا أطلقت إيران سراح الصحافية بموجب صفقة تبادل. ولم تعلق إيران على إطلاق سراح سالا.

انتصار دبلوماسي

تعمل سالا لصالح صحيفة «إل فوليو» وشركة «كورا ميديا» التي تنتج برامج إذاعية صوتية رقمية (بودكاست). وقال والدها ريناتو سالا إن المشاعر غمرته عندما علم بأنها عائدة إلى المنزل.

وقال: «بكيت ثلاث مرات فقط في حياتي»، مضيفاً: «خلال هذه الفترة، كان لدي انطباع بأن هناك مباراة شطرنج تُلعب، وأن هناك أكثر من لاعبين اثنين فقط».

ويمثل الإفراج السريع عن سالا انتصاراً دبلوماسياً لميلوني التي كانت تخشى استمرار القضية لفترة طويلة.

وتوجهت ميلوني إلى ولاية فلوريدا الأميركية في مطلع الأسبوع في زيارة لم يُعلن عنها مسبقاً للقاء الرئيس المنتخب دونالد ترمب. ولم يتم الكشف عن تفاصيل محادثاتهما، لكن ماتيو سالفيني، نائب ميلوني، قال إنهما ناقشا وضع سالا.

وألقت قوات الأمن الإيرانية في السنوات القليلة الماضية القبض على عشرات الأجانب ومزدوجي الجنسية، ووجهت لمعظمهم اتهامات تتعلق بالتجسس والأمن.

واتهمت جماعات حقوق الإنسان إيران بمحاولة انتزاع تنازلات من دول أخرى عن طريق هذه الاعتقالات، وهو ما تنفيه إيران.