حذر آمي إيلون، رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) السابق، من أن الإسرائيليين والفلسطينيين أمام تصعيد أمني خطير وأوسع، مع انعدام القيادة المطلقة والأمل وتعاظم العناصر الدينية القومية.
وقال إيلون لصحيفة «معاريف» الإسرائيلية: «سيموت أشخاص وسيصابون. نحن نتجه إلى ذلك. لن يحدث غداً، ولا أعرف متى، لكنني متأكد من أن هذا سيحدث». وأرجع إيلون أسباب التصعيد إلى تحول الصراع لديني قومي وضعف السلطة التي حطمت إسرائيل قيادتها بالكامل وصعود اليمين في إسرائيل التي تنتظرها قيادة غير ملجومة.
وأردف: «العناصر الدينية القومية تتعاظم. في إسرائيل ما زال هناك أشخاص يتغذون من آيديولوجيا محددة، وفي الأراضي الفلسطيني يزيد الفقر ومجموعات كبيرة تشعر بالذل». ويعتقد إيلون بأن الفلسطينيين سينفذون عمليات كبيرة وستنفذ إسرائيل عمليات أكبر وعمليات اغتيال.
وجاءت تحذيرات إيلون في وقت تحذر فيه الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من فترة تصعيد مقبلة، وهي تحذيرات كان نقلها رئيس «الشاباك» الحالي رونين بار إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو على خلفية تشكيل حكومته الجديدة، محذراً من أن مزيداً من الضغط سيفجر المنطقة وقد يؤدي إلى انهيار السلطة.
وتخشى الأجهزة الأمنية في إسرائيل وكذلك الفلسطينيون من أن تشكيل حكومة يمينية إسرائيلية مع صلاحيات أوسع لمسؤولين متطرفين مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش سيجلب المواجهة.
وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية إن صعود اليمين في إسرائيل والتوجهات المتطرفة لبن غفير وسموتريتش يجدان عملياً أرضاً خصبة لدى الجمهور الإسرائيلي، وظهر ذلك في استطلاع أجراه «المعهد الإسرائيلي للديمقراطية» وسينشر في مؤتمره السنوي حول «الأمن القومي والديمقراطية»، الأسبوع المقبل.
وأجري الاستطلاع بين عينة مؤلفة من 800 شخص يمثلون المواطنين اليهود فقط في إسرائيل، وأظهر أن 71 في المائة يروون أنه يجب إعدام فلسطينيين أدينوا بقتل إسرائيليين، بينما كانت هذه النسبة 63 في المائة بالاستطلاع السابق قبل 4 سنوات.
وأيد 55 في المائة إعدام فلسطيني نفذ عملية وبعد إصابته بجروح شلّت حركته ولا يشكل خطراً على أحد، مقارنة بـ37 في المائة بالاستطلاع السابق. ويؤيد 45.5 في المائة إطلاق النار بشكل مكثف باتجاه تجمعات سكانية فلسطينية وكانت هذه النسبة 27.5 في المائة بالاستطلاع السابق.
وصدى صعود اليميين يمكن إيجاده في الهجمات التي أصبحت متكررة أكثر للمستوطنين في الأراضي الفلسطينية. وكان مستوطنون من عصابة «تدفيع الثمن» الإرهابية المتطرفة، هاجموا الجمعة، بعد ساعات من اتفاق بين الليكود وبن غفير زعيم حزب «القوة اليهودية»، عدداً من المركبات وخطوا عبارات عنصرية معادية للعرب على جدران في قريتي أبو غوش وعين نقوبا، في محافظة القدس المحتلة.
وأسفر الاعتداء عن إحراق 4 سيارات في منطقة أبو غوش شمال غربي مدينة القدس المحتلة و4 أخرى في عين نقوبا الواقعة غرب المدينة. ووجدت في المكان شعارت عنصرية ضد العرب.
وحذر الفلسطينيون من النتائج الكارثية المرتقبة لصعود وتمدد اليمين المتطرف في إسرائيل. وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية إنها تنظر بخطورة بالغة لتداعيات الاتفاقيات التي يوقعها بنيامين نتنياهو مع اليمين المتطرف وممثلي الفاشية الإسرائيلية أمثال بن غفير وأتباعه، خصوصاً نتائجها الكارثية المحتملة على ساحة الصراع، وما تبقى من علاقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وبالذات الصلاحيات التي يمنحها نتنياهو لبن غفير وأتباعه في كل ما يتعلق بالأرض الفلسطينية المحتلة والاستيطان والبؤر العشوائية فيها.
وجددت الوزارة، في بيان تحذيرها من انعكاسات هذه الاتفاقيات الائتلافية على أي جهود دولية وإقليمية مبذولة لتحقيق التهدئة ووقف التصعيد وإجراءات بناء الثقة، على طريق إحياء المفاوضات بين الجانبين، خصوصاً أن ميليشيا المستوطنين المسلحة واعتداءاتها الإرهابية بدأت تأخذ طابعاً جماعياً ومنظماً في تشكيلات عسكرية مختلفة، في ظل شعورها بالحماية والدعم والإسناد بعد الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، وهو ما قد يدفعها ويشجعها على ارتكاب مزيد من الانتهاكات والاعتداءات والجرائم بحق المواطنين الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم ومنازلهم ومقدساتهم.
مسؤول سابق في {الشاباك}: صعود اليمين في إسرائيل تقابله زيادة التطرف والهجمات
مسؤول سابق في {الشاباك}: صعود اليمين في إسرائيل تقابله زيادة التطرف والهجمات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة