الجزائر: اتهامات بالفساد ضد وزير سابق وشاعر معروف

قوات الأمن احتجزتهما للتحقيق في مخالفات طالت «وكالة الإعلانات» الحكومية

الوزير السابق عبد القادر خمري (وزارة الرياضة)
الوزير السابق عبد القادر خمري (وزارة الرياضة)
TT

الجزائر: اتهامات بالفساد ضد وزير سابق وشاعر معروف

الوزير السابق عبد القادر خمري (وزارة الرياضة)
الوزير السابق عبد القادر خمري (وزارة الرياضة)

يرتقب أن تعرض الشرطة الجزائرية، الثلاثاء المقبل، الوزير الأسبق عبد القادر خمري، والكاتب والشاعر المعروف لزهاري لبتر، وشخصين آخرين على قاضي التحقيق بمحكمة في العاصمة؛ لاستجوابهم حول شبهات فساد طالت أنشطة الجهاز الحكومي المتخصص في طباعة ونشر الكتب والصحف، الذي كانوا مسؤولين به قبل سنوات طويلة.
وإذا كان توقيف الوزير خمري (69 سنة)، وفقاً لمراقبين، «حدثاً عادياً»، قياساً إلى حملة اعتقال وسَجن ومحاكمة عشرات الوزراء السابقين منذ 2019، فإن احتجاز الكاتب الشهير لبتر (63 سنة) أثار صدمة واستياء في أوساط المثقفين والصحافة، على اعتبار أنه ليست له مواقف معارِضة للسلطة، مقارنة بالكثير من الصحافيين والكتاب الذين انخرطوا في الحراك الشعبي، والذين تابعتهم السلطات بسبب شدة تعاطيهم مع شؤون الحكم والحريات والديمقراطية، واعتقال النشطاء السياسيين.
وأكد مصدر قضائي، رفض نشر اسمه، لـ«الشرق الأوسط»، أن توقيف خمري ولبتر وكادرين من «الوكالة الوطنية للنشر والإعلانات» يندرج في إطار تحقيقات جارية منذ أكثر من عام في الصفقات، التي أبرمتها الوكالة في العشرين سنة الماضية، وفي حجم الأموال التي صُرفت في طبع ونشر الصحف العمومية والخاصة، والكتب في مطابع الدولة.
وأفاد المصدر بأن التحريات تناولت، في جزء منها، صفقات مالية مع دُور نشر أجنبية، إحداها لبنانية.
وذكر تلفزيون «النهار» الخاص بموقعه الإلكتروني، أمس، أن الموقوفين الأربعة يقعون تحت طائلة «إبرام صفقات مخالِفة للتشريع، وتبديد أموال عمومية، وإساءة استغلال الوظيفة»، وإذا ثبت قاضي التحقيق هذه الشبهات عليهم، فسيكون الحبس الاحتياطي مصيرهم، على غرار العشرات من مسيري المؤسسات والهيئات الحكومية، الذين طالتهم خلال مراحل التحقيق الأمني والقضائي الابتدائي.
وكتب أمين لبتر، نجل الشاعر الفرنكفوني، على حسابه بفيسبوك، أنه تحدث مع والده الموقوف «وهو يشعر براحة نفسية وضميره مرتاح»، مبرزاً أن «التحقيق الابتدائي متواصل، ولا أسمح لنفسي بالخوض فيه، لكن والدي بخير، والعائلة تعبر عن امتنانها لمواقف التضامن معه».
يشار إلى أن خمري كان وزيراً للشباب والرياضة بين عامي 1992 و1993. وفي عام 1999 عُين مديراً عاماً لـ«وكالة النشر والإعلانات» إلى سنة 2004، وفي هذه الفترة كان لزهاري لبتر مديراً للنشر في الوكالة، فيما كان الكادران الآخران الموقوفان مسؤولين بأقل درجة في الهيئة نفسها. وبين 2009 و2014 شغل خمري منصب سفير الجزائر لدى بولونيا، وبعدها أُحيل إلى التقاعد.
ويوجد في السجن 3 رؤساء وزراء سابقون، و18 وزيراً سابقاً، وعشرات المسيرين في هيئات ومؤسسات عمومية، بعضهم جرت إدانتهم بأحكام ثقيلة بالسجن، بناء على تُهم فساد تعود إلى فترة تولي الرئيس السابق الراحل عبد العزيز بوتفليقة. وتعهّد رئيس البلاد عبد المجيد تبون، خلال حملة الترشح لـ«رئاسية» 2019، باسترجاع ما سماه «الأموال المنهوبة»، التي هرّبها هؤلاء المسؤولون خارج الجزائر، وطرحت مؤخراً فكرة تخفيض الأحكام لفائدتهم، مقابل التعهد بتسليم هذه الأموال.
والخميس التمست النيابة بقسم مكافحة الفساد في محكمة سيدي إمحمد بالعاصمة، السجن 15 سنة مع التنفيذ لمحافظيْ بومرداس السابقين مدني فواتيح، وكمال عباس. كما جرى التماس السجن 10 سنوات ضد رجل أعمال بالمنطقة، أيضاً، وذلك على أساس تُهم مرتبطة بالاستثمار السياحي والاقتصادي، وتغيير طبيعة الأراضي الزراعية بالمنطقة بطريقة غير قانونية، بتحويلها إلى عقارات صناعية، حسب لائحة الاتهامات.


مقالات ذات صلة

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

شمال افريقيا الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

الجزائر تحشد إمكانات كبيرة لتجنب عودة حرائق الغابات

أكد وزيران جزائريان استعداد سلطات البلاد لتجنب سيناريو موسم الحرائق القاتل، الذي وقع خلال العامين الماضيين، وسبّب مقتل عشرات الأشخاص. وقال وزير الفلاحة والتنمية الريفية الجزائري، عبد الحفيظ هني، في ندوة استضافتها وزارته مساء أمس، إن سلطات البلاد أعدت المئات من أبراج المراقبة والفرق المتنقلة، إضافة لمعدات لوجيستية من أجل دعم أعمال مكافحة الحرائق، موضحاً أنه «سيكون هناك أكثر من 387 برج مراقبة، و544 فرقة متنقلة، و42 شاحنة صهريج للتزود بالمياه، و3523 نقطة للتزود بالمياه، و784 ورشة عمل بتعداد 8294 عوناً قابلاً للتجنيد في حالة الضرورة القصوى».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

الجزائر: التماس بسجن وزير سابق 12 سنة مع التنفيذ

التمست النيابة بمحكمة بالجزائر العاصمة، أمس، السجن 12 سنة مع التنفيذ بحق وزير الموارد المائية السابق، أرزقي براقي بتهمة الفساد. وفي غضون ذلك، أعلن محامو الصحافي إحسان القاضي عن تنظيم محاكمته في الاستئناف في 21 من الشهر الحالي، علماً بأن القضاء سبق أن أدانه ابتدائياً بالسجن خمس سنوات، 3 منها نافذة، بتهمة «تلقي تمويل أجنبي» لمؤسسته الإعلامية. وانتهت أمس مرافعات المحامين والنيابة في قضية الوزير السابق براقي بوضع القضية في المداولة، في انتظار إصدار الحكم الأسبوع المقبل.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

رئيس الشورى السعودي يدعو من الجزائر لتوسيع الاستثمار ومصادر الدخل

استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في مقر القصر الرئاسي بالجزائر، الثلاثاء، الدكتور عبد الله آل الشيخ، رئيس مجلس الشورى السعودي الذي يقوم بزيارة رسمية؛ تلبية للدعوة التي تلقاها من رئيس مجلس الأمة الجزائري. وشدد آل الشيخ على «تبادل الخبرات لتحقيق المصالح التي تخدم العمل البرلماني، والوصول إلى التكامل بين البلدين اللذين يسيران على النهج نفسه من أجل التخلص من التبعية للمحروقات، وتوسيع مجالات الاستثمار ومصادر الدخل»، وفق بيان لـ«المجلس الشعبي الوطني» الجزائري (الغرفة البرلمانية). ووفق البيان، أجرى رئيس المجلس إبراهيم بوغالي محادثات مع آل الشيخ، تناولت «واقع وآفاق العلاقات الثنائية الأخوية، واس

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

الجزائر: السجن بين 10 و15 سنة لوجهاء نظام بوتفليقة

قضت محكمة الاستئناف بالعاصمة الجزائرية، أمس، بسجن سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس الراحل، 12 سنة مع التنفيذ، فيما تراوحت الأحكام بحق مجموعة رجال الأعمال المقربين منه ما بين ثماني سنوات و15 سنة مع التنفيذ، والبراءة لمدير بنك حكومي وبرلماني، وذلك على أساس متابعات بتهم فساد. وأُسدل القضاء الستار عن واحدة من أكبر المحاكمات ضد وجهاء النظام في عهد بوتفليقة (1999 - 2019)، والتي دامت أسبوعين، سادها التوتر في أغلب الأحيان، وتشدد من جانب قاضي الجلسة وممثل النيابة في استجواب المتهمين، الذي بلغ عددهم 70 شخصاً، أكثرهم كانوا موظفين في أجهزة الدولة في مجال الاستثمار والصفقات العمومية، الذين أشارت التحقيقات إلى تو

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

مصر: انتشال 4 جثث بعد غرق مركب سياحي في البحر الأحمر

عناصر من رجال الإسعاف والإنقاذ المصري يُسعفون أحد الناجين من ركاب المركب (المتحدث العسكري المصري - «فيسبوك»)
عناصر من رجال الإسعاف والإنقاذ المصري يُسعفون أحد الناجين من ركاب المركب (المتحدث العسكري المصري - «فيسبوك»)
TT

مصر: انتشال 4 جثث بعد غرق مركب سياحي في البحر الأحمر

عناصر من رجال الإسعاف والإنقاذ المصري يُسعفون أحد الناجين من ركاب المركب (المتحدث العسكري المصري - «فيسبوك»)
عناصر من رجال الإسعاف والإنقاذ المصري يُسعفون أحد الناجين من ركاب المركب (المتحدث العسكري المصري - «فيسبوك»)

قال محافظ البحر الأحمر عمرو حنفي، اليوم (الثلاثاء)، إن عناصر الإنقاذ انتشلوا 4 جثث و3 ناجين غداة غرق مركب سياحي قبالة السواحل المصرية، فيما لا يزال 9 في عداد المفقودين.

وأعلن حنفي في بيان: «نجاح الجهود التي تُجريها الجهات المعنية كافة وعلى رأسها رجال القوات البحرية في العثور على 7 أشخاص منهم 3 أحياء (2 منهم يحملون الجنسية البلجيكية وآخر مصري)، فيما جرى انتشال 4 جثث ما زالوا مجهولي الهوية». وأشار إلى أنه «حتى الآن إجمالي من جرى إنقاذهم بلغ 31 شخصاً».

ووقع الحادث في الساعات الأولى من صباح أمس (الاثنين)، بشحوط اللانش «سي ستوري» خلال رحلة غوص وسفاري، إذ كان يقلّ 31 سائحاً من جنسيات أجنبية مختلفة، بالإضافة إلى طاقمه المكون من 14 فرداً من بحارة وغطاسين. وحتى مساء أمس (الاثنين)، أنقذت الفرق المعنية 28 شخصاً، فيما استمرت عمليات البحث عن 17 مفقوداً.

وأعلن محافظ البحر الأحمر، في بيان، أن الناجين الذين تم إنقاذهم يتلقون الرعاية الطبية اللازمة، مع تكثيف الجهود للعثور على باقي المفقودين.

من جانبه، قال المتحدث العسكري المصري عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن القيادة العامة للقوات المسلحة، كلَّفت قيادة القوات البحرية بدفع عدد من القطع البحرية وطائرات مركز البحث والإنقاذ فور تلقي بلاغ استغاثة يفيد بتعرض المركب السياحي «سي ستوري» للغرق في أثناء تنفيذ أعمال الغطس جنوب مدينة مرسى علم بنحو (35) كم، للمشاركة في أعمال البحث عن المفقودين والناجين، وذلك في ظل سوء الأحوال الجوية واتساع نطاق الحادث.

وذكر في البيان: «وقد أسفرت الجهود عن إنقاذ 28 فرداً بالتعاون مع إحدى السفن السياحية التي تَصادف وجودها في منطقة الحادث، كما تم تقديم الرعاية الطبية والإدارية اللازمة للناجين ونقل الحالات التي تستدعي رعاية طبية عاجلة إلى المستشفيات القريبة من موقع الحادث بالتعاون مع الأجهزة التنفيذية لمحافظة البحر الأحمر، كما أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة أوامرها للقوات البحرية بتكثيف جهودها لمواصلة عمليات البحث عن باقي المفقودين والناجين».