انطلاق حملة انتخابات البرلمان التونسي... ودعوات للمقاطعة

تونسية تدلي بصوتها في الاستفتاء على دستور البلاد الصيف الماضي (أ.ف.ب)
تونسية تدلي بصوتها في الاستفتاء على دستور البلاد الصيف الماضي (أ.ف.ب)
TT

انطلاق حملة انتخابات البرلمان التونسي... ودعوات للمقاطعة

تونسية تدلي بصوتها في الاستفتاء على دستور البلاد الصيف الماضي (أ.ف.ب)
تونسية تدلي بصوتها في الاستفتاء على دستور البلاد الصيف الماضي (أ.ف.ب)

انطلقت أمس في تونس الحملة الانتخابية لـ1052 مترشحاً للبرلمان التونسي المقبل، وسط منافسة شديدة بين المرشحين، وغياب ممثلي أغلب الأحزاب السياسية القوية، وذلك بعد يوم واحد من انطلاق حملة انتخابية مماثلة في الخارج، شملت ثلاثة مترشحين فقط من مجموع 10 دوائر انتخابية.
وتتواصل الحملة الانتخابية داخل تونس إلى غاية 15 من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، في ظل دعوات جل الأحزاب السياسية، التي تمتلك تمثيلاً كبيراً، لمقاطعة العملية الانتخابية «ترشحاً وانتخاباً»، لكن هيئة الانتخابات تؤكد في المقابل توفير كل الضروريات لإنجاحها، وفي مقدمتها 1100 موظف لمراقبة هذه التظاهرات الانتخابية، أي بمعدل سبعة موظفين عن كل دائرة انتخابية، مع تمكينهم من الوسائل المادية واللوجيستية اللازمة لأداء مهامهم.
وقال محمد التليلي المنصري، المتحدث باسم هيئة الانتخابات، إن القانون الانتخابي التونسي يفرض على المرشحين للانتخابات البرلمانية الإعلان قبل 48 ساعة عن نشاطاتهم المزمع تنظيمها خلال حملتهم الانتخابية، حتى تتسنى لأعوان هيئة الانتخابات مراقبتها، مضيفاً أن الأشخاص المكلفين بالمراقبة سيتولون متابعة الخطاب الانتخابي، ومراقبة المصاريف المتعلقة بأنشطة المترشح خلال أيام الحملة الانتخابية. ومن جهتها، أعلنت الحكومة التونسية عن تمكين الموظفين المرشحين للانتخابات من عطلة خاصة، تدوم 20 يوماً، وهي المدة المخصصة للدعاية الانتخابية لفائدة المترشحين.
وتابع المنصري موضحاً أن هيئة الانتخابات وضعت مرصداً لمتابعة المضامين الإعلامية للصحافة الإلكترونية والمكتوبة خلال تغطيتها للانتخابات، وكذا وسائل التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام السمعية والبصرية. فيما ستشرع القناة الوطنية الثانية (حكومية) في بث فقرة مخصصة للمرشحين للانتخابات البرلمانية، تبدأ من الساعة السادسة مساءً، وتتواصل حتى الثامنة مساءً.
كما برمجت التلفزة الوطنية الحكومية تغطية إعلامية للحملة الانتخابية في برنامج «الوطنية الآن»، وفي نشرة الأخبار الرئيسية، بعد أن تم إجراء القرعة الخاصة بالمرشحين الذين ستتم استضافتهم، في ظل خلاف حاد بين هيئة الانتخابات، والهيئة العليا المستقلة للإعلام السمعي البصري (الهايكا)، التي اعتبرت أن مراقبة مضمون الحملة الانتخابية من صميم صلاحياتها. وبهذا الخصوص قال هشام السنوسي، عضو الهايكا، إن الأخيرة توجهت بشكوى قضائية إلى المحكمة الإدارية لإبطال تكفل هيئة الانتخابات وحدها بالتغطية الإعلامية للحملة الانتخابية.
في سياق ذلك، اعتبر المنصري أن عدم إعلام هيئة الانتخابات بأي نشاط يقوم به المرشح خلال الحملة الانتخابية، «يعد مخالفة انتخابية، وبإمكان الهيئة إبطال هذا النشاط، مع تسجيل مخالفة انتخابية ضد المرشح»، على حد تعبيره.
وتدور الحملة الانتخابية في ظل أزمة سياسية بدأت منذ 25 من يوليو (تموز) 2021 بين الرئيس قيس سعيد ومنظومة الحكم السابقة، بزعامة حركة النهضة، وهو ما أدى إلى مقاطعة عدد كبير من الأحزاب السياسية للمسارين السياسي والانتخابي في تونس.وبخصوص المسار الانتخابي وما سيفرزه من تشكيلة نيابية في البرلمان المقبل، قال مبروك كرشيد، رئيس «الراية الوطنية»، المقاطع للعملية الانتخابية، إن تونس «دخلت مربع فرض الأمر الواقع غير القائم على الحوار أو النقاش»، مؤكداً أن ذلك «سيزيد من استفحال الشعور باليأس، لدرجة أن الشعب أصبح يفكر في مغادرة بلاده»، على حد تعبيره.
في السياق ذاته، أشار كرشيد إلى أن النظام الانتخابي، الذي أقره الرئيس سعيد دون إشراك مكونات المشهد السياسي المختلفة «يكرس منطق القبلية، وقد سبق أن دعونا سعيد مراراً وتكراراً لتنقيحه وتعديله، لكنه لا يستمع لمن حوله».
وبشأن قرار مقاطعة المسار السياسي والانتخابي، قال كرشيد إن حزبه طالب الرئيس سعيد بمراجعة العديد من القضايا السياسية والانتخابية، وتأجيل الانتخابات البرلمانية المقررة الشهر المقبل، لكن عدم التفاعل مع مقترحاتنا دفعنا إلى إقرار مقاطعة الانتخابات.


مقالات ذات صلة

25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» سابقة لأوانها

العالم 25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» سابقة لأوانها

25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» سابقة لأوانها

انطلقت فجر أمس، الحملة الانتخابية للاستحقاقات التشريعية والجهوية والمحلية، التي تنظم بشكل متزامن في موريتانيا يوم 13 مايو (أيار) المقبل، والتي يتنافسُ فيها 25 حزباً سياسياً ضمن أكثر من ألفي لائحة انتخابية، لنيل ثقة 1.7 مليون ناخب موريتاني. وكان من المفترض أن تنظم الانتخابات في شهر أغسطس (آب) المقبل، لكن تم تعجيلها إلى شهر مايو، بموجب اتفاق سياسي بين أحزاب الموالاة والمعارضة، تفادياً لتنظيمها في موسم الأمطار، حيث تنتشر الفيضانات والعواصف، ما يمنع الوصول إلى مناطق نائية من البلد، وهو ما تسبب في مشاكل كبيرة خلال الانتخابات السابقة (2018). وبموجب الاتفاق السياسي نفسه الذي أشرفت عليه وزارة الداخلية

الشيخ محمد (نواكشوط)
العالم 25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» مبكرة

25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» مبكرة

انطلقت فجر اليوم (الجمعة) الحملة الانتخابية للاستحقاقات التشريعية والجهوية والمحلية، التي تنظم بشكل متزامن في موريتانيا يوم 13 مايو (أيار) المقبل، والتي يتنافسُ فيها 25 حزباً سياسياً ضمن أكثر من ألفي لائحة انتخابية، لنيل ثقة 1.7 مليون ناخب موريتاني. وكان من المفترض أن تنظم الانتخابات في شهر أغسطس (آب) المقبل، لكن جرى تعجيلها إلى شهر مايو، بموجب اتفاق سياسي بين أحزاب الموالاة والمعارضة، تفادياً لتنظيمها في موسم الأمطار، حين تكثر الفيضانات والعواصف، ما يمنع الوصول إلى مناطق نائية من البلاد، وهو ما تسبب في مشكلات كبيرة خلال الانتخابات السابقة (2018). وبموجب الاتفاق السياسي نفسه الذي أشرفت عليه وز

الشيخ محمد (نواكشوط)
العالم «تجمع الأحرار» المغربي يفوز بمقعد نيابي في انتخابات جزئية

«تجمع الأحرار» المغربي يفوز بمقعد نيابي في انتخابات جزئية

فاز حزب «التجمع الوطني للأحرار» المغربي، متزعم الائتلاف الحكومي، بمقعد نيابي جديد عقب الانتخابات الجزئية، التي أُجريت أمس بالدائرة الانتخابية في مدينة بني ملال، الواقعة جنوب شرقي الدار البيضاء. وحصل مرشح الحزب عبد الرحيم الشطبي على أعلى عدد من الأصوات، حسب النتائج التي أعلنت عنها السلطات مساء (الخميس)، حيث حصل على 17 ألفاً و536 صوتاً، في حين حصل مرشح حزب الاتحاد الاشتراكي المعارض على 2972 صوتاً، بينما حل مرشح «الحركة الشعبية» في المرتبة الثالثة بـ2259. ويشغل الشطبي، الذي فاز بمقعد نيابي، منصب المنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار في جهة بني ملال - خنيفرة. وشهدت الانتخابات الجزئية مشاركة ضعي

«الشرق الأوسط» (الرباط)
العالم ما الدور المرتقب للقبائل الليبية في الانتخابات المُنتظرة؟

ما الدور المرتقب للقبائل الليبية في الانتخابات المُنتظرة؟

أعادت التحركات الجارية في ليبيا حالياً باتجاه السعي لإجراء الانتخابات العام الجاري، القبائل إلى دائرة الضوء، وسط توقع سياسيين بأنه سيكون لها دور في السباق المنتظر، إذا توفر التوافق المطلوب بين الأفرقاء، والذي تعمل عليه البعثة الأممية. ويرى سياسيون أن الاستحقاق المنتظر يعد بوابة للقبائل في عموم ليبيا، لاستعادة جزء من نفوذها الذي فقدته خلال السنوات الماضية على خلفية انخراطها في حسابات الصراع السياسي والعسكري.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم إردوغان يلغي أنشطته الانتخابية اليوم بسبب إنفلونزا المعدة

إردوغان يلغي أنشطته الانتخابية اليوم بسبب إنفلونزا المعدة

قطع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس (الثلاثاء)، مقابلة تلفزيونية مباشرة قبل أن يعود ويعتذر متحدثاً عن إصابته بإنفلونزا المعدة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. ألقى الزعيم البالغ التاسعة والستين ثلاثة خطابات انتخابية، أمس، قبل انتخابات رئاسية وتشريعية في 14 مايو (أيار) تبدو نتائجها غير محسومة. وكان مقرراً أن يُنهي إردوغان الأمسية بمقابلة مباشرة مشتركة مع قناتي «Ulke» و«Kanal 7»، وقد بدأ ظهوره التلفزيوني بعد تأخير لأكثر من 90 دقيقة، ثم قطعه بعد عشر دقائق خلال طرح سؤال عليه. وعاد إردوغان بعد 15 دقيقة واعتذر قائلاً إنه أصيب بوعكة. وأوضح: «أمس واليوم كان هناك عمل كثير.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
TT

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)

أعربت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل عن «حزنها» لعودة دونالد ترمب إلى السلطة وتذكرت أن كل اجتماع معه كان بمثابة «منافسة: أنت أو أنا».

وفي مقابلة مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية الأسبوعية، نشرتها اليوم الجمعة، قالت ميركل إن ترمب «تحد للعالم، خاصة للتعددية».

وقالت: «في الحقيقة، الذي ينتظرنا الآن ليس سهلا»، لأن «أقوى اقتصاد في العالم يقف خلف هذا الرئيس»، حيث إن الدولار عملة مهيمنة، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس».

وعملت ميركل مع أربعة رؤساء أميركيين عندما كانت تشغل منصب مستشار ألمانيا. وكانت في السلطة طوال ولاية ترمب الأولى، والتي كانت بسهولة أكثر فترة متوترة للعلاقات الألمانية الأمريكية خلال 16 عاما، قضتها في المنصب، والتي انتهت أواخر 2021.

وتذكرت ميركل لحظة «غريبة» عندما التقت ترمب للمرة الأولى، في البيت الأبيض خلال شهر مارس (آذار) 2017، وردد المصورون: «مصافحة»، وسألت ميركل ترمب بهدوء: «هل تريد أن نتصافح؟» ولكنه لم يرد وكان ينظر إلى الأمام وهو مشبك اليدين.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والمستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل يحضران حلقة نقاشية في اليوم الثاني من قمة مجموعة العشرين في هامبورغ بألمانيا... 8 يوليو 2017 (أ.ف.ب)

ونقلت المجلة عن ميركل القول: «حاولت إقناعه بالمصافحة بناء على طلب من المصورين لأنني اعتقدت أنه ربما لم يلحظ أنهم يريدون التقاط مثل تلك الصورة... بالطبع، رفضه كان محسوبا».

ولكن الاثنان تصافحا في لقاءات أخرى خلال الزيارة.

ولدى سؤالها ما الذي يجب أن يعرفه أي مستشار ألماني بشأن التعامل مع ترمب، قالت ميركل إنه كان فضوليا للغاية وأراد معرفة التفاصيل، «ولكن فقط لقراءتها وإيجاد الحجج التي تقويه وتضعف الآخرين».

وأضافت: «كلما كان هناك أشخاص في الغرفة، زاد دافعه في أن يكون الفائز... لا يمكنك الدردشة معه. كان كل اجتماع بمثابة منافسة: أنت أو أنا».

وقالت ميركل إنها «حزينة» لفوز ترمب على كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني). وقالت: «لقد كانت خيبة أمل لي بالفعل لعدم فوز هيلاري كلينتون في 2016. كنت سأفضل نتيجة مختلفة».