20% من الاقتصاد الصيني قيد الإغلاق

مزيد من التحفيز النقدي بعد تدهور توقعات النمو

صينية تجري فحصاً لـ«كوفيد - 19» في أحد شوارع مدينة شنغهاي (رويترز)
صينية تجري فحصاً لـ«كوفيد - 19» في أحد شوارع مدينة شنغهاي (رويترز)
TT

20% من الاقتصاد الصيني قيد الإغلاق

صينية تجري فحصاً لـ«كوفيد - 19» في أحد شوارع مدينة شنغهاي (رويترز)
صينية تجري فحصاً لـ«كوفيد - 19» في أحد شوارع مدينة شنغهاي (رويترز)

أعلنت الصين، يوم الخميس، تسجيل عدد قياسي من الإصابات بـ«كوفيد – 19»، في وقت تشهد فيه مدن في أنحاء البلاد عمليات إغلاق محلية وقيوداً أخرى تلقي بظلالها على التوقعات في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، فيما تشير تقديرات محللي «نومورا» إلى أن أكثر من 20 في المائة من إجمالي الناتج المحلي للصين قيد الإغلاق، وهو رقم يتجاوز حجم اقتصاد بريطانيا.
وأدى الارتفاع في عدد الإصابات إلى مستويات قياسية إلى تضاؤل آمال المستثمرين في أن تخفف الصين قريباً سياستها الصارمة (صفر كوفيد) التي تلقي، إلى جانب انكماش سوق العقارات، بظلال قاتمة على الاقتصاد.
كما كانت للقيود تأثيراتها السلبية على السكان المحبطين بشكل متزايد، وكذلك على الإنتاج في المصانع، بما في ذلك أكبر مصنع لـ«آيفون» في العالم الذي شهد اشتباكات عنيفة بين العمال وأفراد الأمن في تعبير نادر عن الاستياء.
وكتب محللو «نومورا» في مذكرة: «نعتقد أنه لا يزال من المرجح أن تكون إعادة الفتح عملية بعيدة وتكلفتها عالية». وخفضت شركة الوساطة توقعاتها للناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع إلى 2.4 في المائة على أساس سنوي من 2.8 في المائة، كما خفضت توقعاتها للنمو للعام بأكمله إلى 2.8 في المائة من 2.9 في المائة.
وتتمسك القيادة الصينية بسياستها (صفر كوفيد) التي تتضمن بعض أكثر القيود صرامة في العالم، وتؤكد أن السياسة ضرورية لإنقاذ الأرواح والحيلولة دون انهيار النظام الصحي. وسجلت الصين 31444 إصابة محلية جديدة بفيروس كورونا، الأربعاء، متجاوزة الرقم القياسي المسجل في 13 أبريل (نيسان)، عندما شهدت شنغهاي إغلاقاً عاماً لشهرين. ورغم أن أعداد الإصابات الرسمية تعد منخفضة وفقاً للمعايير العالمية، فإن الصين تعمل جاهدة للقضاء على جميع سلاسل العدوى.
وبدأت الصين مؤخراً تخفيف بعض الإجراءات المتعلقة بالاختبارات الجماعية والحجر الصحي، وتحاول تجنب الإجراءات التي تطول الجميع مثل الإغلاق الذي شهدته شنغهاي البالغ عدد سكانها 25 مليونا.
وفي الآونة الأخيرة، أصبحت المدن تطبق إجراءات إغلاق محدودة لا يتم الإعلان عنها في أغلب الأحيان. ففي بكين، على سبيل المثال، قال العديد من السكان إنهم تلقوا إخطارات من مناطقهم السكنية في الأيام الأخيرة لإبلاغهم بإغلاق لثلاثة أيام.
ومن جهة أخرى، ألمحت الصين إلى اعتزامها إطلاق المزيد من إجراءات التحفيز النقدي للاقتصاد بما في ذلك احتمال خفض معدل الاحتياطي الإلزامي للبنوك التجارية لدى البنك المركزي، بهدف دعم النمو الاقتصادي الذي يتعرض لضغوط شديدة نتيجة تجدد ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا المستجد وتشديد الإجراءات الرامية إلى مكافحة الفيروس.
وقال مجلس الدولة الصيني، في بيان، مساء الأربعاء، إن أدوات السياسة النقدية، مثل خفض الاحتياطي الإلزامي، ستستخدم بالطريقة المناسبة وفي الوقت المناسب من أجل المحافظة على مستوى معقول من السيولة النقدية في الاقتصاد.
وأشارت وكالة «بلومبرغ» للأنباء إلى أن قرار خفض الاحتياطي الإلزامي قد يصدر خلال الأسبوع الحالي في ضوء اعتياد بنك الشعب (المركزي) الصيني على اتخاذ القرارات بشأن السياسة النقدية خلال أيام من صدور أي بيان عن الحكومة في هذا الشأن.
ويأتي ذلك في حين بلغ متوسط توقعات المحللين الذين استطلعت وكالة «بلومبرغ» للأنباء رأيهم بشأن نمو الاقتصاد خلال العام الحالي 3.3 في المائة من إجمالي الناتج المحلي، الذي سيكون أقل معدل نمو لثاني أكبر اقتصاد في العالم منذ عقود.
في الوقت نفسه، شهدت أصول المؤسسات المالية المصرفية الصينية توسعاً مطرداً خلال الأرباع الثلاثة الأولى من العام الجاري، وفقاً لبيانات صادرة عن لجنة تنظيم البنوك والتأمين الصينية.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) في وقت سابق من الشهر الحالي عن اللجنة، وهي أعلى هيئة لتنظيم البنوك في البلاد، أن إجمالي الأصول بالعملات المحلية والأجنبية للمؤسسات المذكورة بلغ 373.9 تريليون يوان (نحو 52.59 تريليون دولار) في أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي، بزيادة نسبتها 10.2 في المائة على أساس سنوي.
وأظهرت بيانات تفصيلية للأصول أن البنوك التجارية الكبرى استحوذت على 41.3 في المائة من الإجمالي، في حين احتلت البنوك التجارية المساهمة نسبة 17.4 في المائة.
وحصدت البنوك التجارية في البلاد أرباحاً صافية مجمعة بلغت 1.7 تريليون يوان خلال الفترة من يناير (كانون الثاني) وحتى سبتمبر الماضيين، بزيادة نسبتها 1.2 في المائة على العام السابق. وحتى نهاية سبتمبر، بلغت نسبة القروض المتعثرة للبنوك التجارية 1.66 في المائة، مسجلة انخفاضاً عن مستوى نهاية الربع الثاني من العام الحالي.


مقالات ذات صلة

وزيرا خارجية السعودية وفرنسا يناقشان المستجدات الإقليمية

الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)

وزيرا خارجية السعودية وفرنسا يناقشان المستجدات الإقليمية

ناقش الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي هاتفياً مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو المستجدات الإقليمية والموضوعات المشتركة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تحليل إخباري الأمير محمد بن سلمان والرئيس إيمانويل ماكرون أمام قصر الإليزيه في يونيو 2023 (إ.ب.أ)

تحليل إخباري مساعٍ فرنسية لرفع العلاقة مع السعودية إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»

السعودية وفرنسا تسعيان لرفع علاقاتهما إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية»، و«الإليزيه» يقول إن باريس تريد أن تكون «شريكاً موثوقاً به» للسعودية في «كل المجالات».

ميشال أبونجم (باريس)
الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال استقباله سيباستيان ليكورنو في الرياض (واس)

وزير الدفاع السعودي ونظيره الفرنسي يبحثان في الرياض أفق التعاون العسكري

بحث الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي مع سيباستيان ليكورنو وزير القوات المسلحة الفرنسية، مستجدات الأوضاع الإقليمية وجهود إحلال السلام في المنطقة والعالم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق أعضاء اللجنة الوزارية أعربوا عن رغبتهم في تعزيز التعاون بما يعكس الهوية الثقافية والتاريخية الفريدة للمنطقة (واس)

التزام سعودي - فرنسي للارتقاء بالشراكة الثنائية بشأن «العلا»

أكد أعضاء اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير «العلا»، السبت، التزامهم بالعمل للارتقاء بالشراكة الثنائية إلى مستويات أعلى.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الخليج وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي خلال لقاء جمعهما على غداء عمل في باريس (واس)

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره الفرنسي تطورات غزة ولبنان

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي جان نويل، الجمعة، التطورات في قطاع غزة وعلى الساحة اللبنانية، والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (باريس)

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)
صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)
TT

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)
صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)

أعلن صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الخميس، اكتمال الاستحواذ على حصة تُقارب 15 في المائة في «إف جي بي توبكو»، الشركة القابضة لمطار هيثرو بالعاصمة البريطانية لندن من «فيروفيال إس إي»، ومساهمين آخرين في «توبكو».

وبالتزامن، استحوذت شركة «أرديان» الاستثمارية الخاصة على قرابة 22.6 في المائة من «إف جي بي توبكو» من المساهمين ذاتهم عبر عملية استثمارية منفصلة.

من جانبه، عدّ تركي النويصر، نائب المحافظ ومدير الإدارة العامة للاستثمارات الدولية في الصندوق، مطار هيثرو «أحد الأصول المهمة في المملكة المتحدة ومطاراً عالمي المستوى»، مؤكداً ثقتهم بأهمية قطاع البنية التحتية، ودوره في تمكين التحول نحو الحياد الصفري.

وأكد النويصر تطلعهم إلى دعم إدارة «هيثرو»، الذي يُعدّ بوابة عالمية متميزة، في جهودها لتعزيز النمو المستدام للمطار، والحفاظ على مكانته الرائدة بين مراكز النقل الجوي الدولية.

ويتماشى استثمار «السيادي» السعودي في المطار مع استراتيجيته لتمكين القطاعات والشركات المهمة عبر الشراكة الطويلة المدى، ضمن محفظة الصندوق من الاستثمارات الدولية.