مشاركات فنية «لافتة» في «أسبوع الفن» بمصر

تنوعت ما بين الفلكلور الشعبي والتراث العربي

أسبوع الفن يجمع عدداً متنوعاً من الفنانين
أسبوع الفن يجمع عدداً متنوعاً من الفنانين
TT

مشاركات فنية «لافتة» في «أسبوع الفن» بمصر

أسبوع الفن يجمع عدداً متنوعاً من الفنانين
أسبوع الفن يجمع عدداً متنوعاً من الفنانين

يتيح مبنى «غرناطة» الأثري بمنطقة مصر الجديدة بالقاهرة، لرواده فرصة الاستمتاع بجولة شيقة بين أجنحة الفن التشكيلي المتنوعة، وذلك ضمن فعالية «أسبوع الفن» التي تواصل أعمالها حتى 25 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.

ويتيح العرض البصري للأعمال المشاركة، فرصة التشبّع بالألوان والأنماط والمدارس الفنية المختلفة للمشاركين، ما بين استلهام من الفلكلور الشعبي، والتراث العربي، وفنون الخط، والتفاصيل المحلية المصرية في القرى والحارات والمقاهي، ولمحات سوريالية تتراوح بين جموح وحُلمية، وعفوية تستمد ملامحها من الطفولة والبحر وكائناته الخرافية، وهناك النحت بتنويعاته وخاماته المتعددة، بما فيه النحت باستخدام الخردة والمواد المعاد تدويرها، كتمثال مصنوع من مخلفات معدنية، تم توظيفه جمالياً ليصبح منحوتة لعازفة هاربة، وهو تمثال للفنان المصري عمار شيحة.

ويضم المعرض أعمال أكثر من 20 فناناً من أجيال فنية مختلفة، وهو ما تراه الفنانة المصرية أسماء النواوي «حالة فنية ثرية، تجعل الفعالية ملتقى فنياً مماثلاً للأحداث العالمية للفنون». وتضيف لـ«الشرق الأوسط» أن «المعرض يجمع أسماء فنية مميزة مثل الدكتورة أمل نصر، وأحمد عبد الكريم، وعمر الفيومي، بالإضافة لأجيال متنوعة؛ ما يفيد المتفرج والفنانين على السواء، ويساعد على خلق تواصل بين الفنانين أشبه بتناقل الخبرات بشكل إنساني»، على حد تعبيرها.

وتشارك الدكتورة أسماء النواوي، الحاصلة على جائزة الدولة التشجيعية عن فرع الفنون قسم التصوير، بأعمال تشتق من رهافة الفراشات. وتقول إن «الفراشات لا تعرف ألوان أجنحتها، لكن أعين البشر تعرف مدى روعتها».

وتبدو المدينة ببناياتها وزحامها مصدر إلهام متجدداً للفنون البصرية، واتجه الفنان المصري وائل حمدان للبحث في جماليات تخص المكان والزحام، عبر تصوير المدينة من أعلى بتكدسها العمراني، وذلك من خلال تسع لوحات يشارك بها في «أسبوع الفن».
ويعتبر حمدان أن نمط المشاركة الفنية الذي تتيحه فعالية «أسبوع الفن»، موجود ومعروف في العديد من دول العالم، ويكون مناسبة للتعرف على آخر مستجدات المشهد الفني. ويوضح: «من الجيد أن تكون هناك مناسبة فنية كبيرة يستطيع الناس أن يتعرفوا من خلالها على عدد كبير من الفنانين وأعمالهم، وهذا يعطي انطباعاً عن تجدد الحركة الفنية وزخمها».

وكان مبنى غرناطة التاريخي، الذي يستضيف الفعالية، قد تم افتتاحه في أغسطس (آب) الماضي، بعد إعادة ترميمه، والمبنى معروف بتصميمه على الطراز الأندلسي وتحديداً مدينة غرناطة الإسبانية، ويتكون من مجموعة من المدرجات التي تطل على ساحة كبيرة مخصصة لسباقات الخيول... وشهد تصوير العديد من الأفلام والأعمال الفنية به منها فيلم «لعبة الست» وفيلم «ورد الغرام».


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
TT

ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)

أثبتت دراسة بريطانية حديثة أن الضوضاء البشرية الناتجة عن حركة المرور يمكن أن تخفي التأثير الإيجابي لأصوات الطبيعة في تخفيف التوتر والقلق.

وأوضح الباحثون من جامعة غرب إنجلترا أن النتائج تؤكد أهمية أصوات الطبيعة، مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة الطبيعية، في تحسين الصحة النفسية؛ ما يوفر وسيلة فعّالة لتخفيف الضغط النفسي في البيئات الحضرية، وفق النتائج المنشورة، الخميس، في دورية «بلوس وان».

وتسهم أصوات الطبيعة في خفض ضغط الدم ومعدلات ضربات القلب والتنفس، فضلاً عن تقليل التوتر والقلق الذي يتم الإبلاغ عنه ذاتياً، وفق نتائج أبحاث سابقة.

وعلى النقيض، تؤثر الأصوات البشرية، مثل ضوضاء المرور والطائرات، سلباً على الصحة النفسية والجسدية، حيث ترتبط بزيادة مستويات التوتر والقلق، وقد تؤدي إلى تراجع جودة النوم والشعور العام بالراحة.

وخلال الدراسة الجديدة، طلب الباحثون من 68 شخصاً الاستماع إلى مشاهد صوتية لمدة 3 دقائق لكل منها. تضمنت مشهداً طبيعياً مسجلاً عند شروق الشمس في منطقة ويست ساسكس بالمملكة المتحدة، احتوى على أصوات طبيعية تماماً مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة المحيطة، دون تدخل أي أصوات بشرية أو صناعية، فيما تضمن المشهد الآخر أصواتاً طبيعية مصحوبة بضوضاء مرور.

وتم تقييم الحالة المزاجية ومستويات التوتر والقلق لدى المشاركين قبل الاستماع وبعده باستخدام مقاييس ذاتية.

وأظهرت النتائج أن الاستماع إلى الأصوات الطبيعية فقط أدى إلى انخفاض ملحوظ في مستويات التوتر والقلق، بالإضافة إلى تحسين المزاج.

بالمقابل، أدى إدخال ضوضاء المرور إلى تقليل الفوائد الإيجابية المرتبطة بالمشاهد الطبيعية، حيث ارتبط ذلك بارتفاع مستويات التوتر والقلق.

وبناءً على النتائج، أكد الباحثون أن تقليل حدود السرعة المرورية في المناطق الحضرية يمكن أن يعزز الصحة النفسية للإنسان من خلال تقليل الضوضاء؛ ما يسمح بتجربة أصوات الطبيعة بشكل أفضل.

كما أشارت الدراسة إلى أهمية تصميم المدن بشكل يقلل من الضوضاء البشرية، ما يوفر للسكان فرصاً أكبر للتفاعل مع الطبيعة.

ونوه الفريق بأن هذه النتائج تفتح المجال لإعادة التفكير في كيفية تخطيط المدن بما يعزز التوازن بين التطور الحضري والحفاظ على البيئة الطبيعية، لتحقيق فوائد صحية ونفسية ملموسة للسكان.