ثقافة الانتظار لا تحب المعارك

بحلول منتصف القرن الـ20 أصبح الجدل السياسي محرماً والجدل الأدبي مكروهاً(2-2)

فرج فودة - سليمان فياض - صنع الله إبراهيم
فرج فودة - سليمان فياض - صنع الله إبراهيم
TT

ثقافة الانتظار لا تحب المعارك

فرج فودة - سليمان فياض - صنع الله إبراهيم
فرج فودة - سليمان فياض - صنع الله إبراهيم

بصرف النظر عن أهميتها أو مردودها الثقافي، يبدو القلق من غياب المعارك منطقياً ومشروعاً، فالحياة الثقافية التي تفقد وجهها الجدلي هي حياة في خطر.
ولا يمكن عزل المعارك الثقافية عن الظروف الاقتصادية والسياسية التي تحدد قدرة الكاتب على الاستقلال، والتي تحدد كذلك درجة استقلال القنوات الحاملة للمعارك، وقد كانت الصحافة حتى وقت قريب الوسيلة الأهم في الحراك الثقافي؛ فحتى المعارك التي كانت تبدأ من كتاب سرعان ما تذهب إلى الصحافة.
ولذلك، فإن تاريخ المعارك الأدبية هو بالضبط تاريخ الصحافة. وإذا عدنا إلى جذور الصحافة في القرن التاسع عشر فسنجدها كانت في معظمها صحافة سجالية، لا يمكن فصل الثقافة عن السياسة فيها، بحكم أن النخبة المثقفة هي ذاتها النخبة السياسية، وقد دخلت الصحافة القرن العشرين تتنازعها اتجاهات سياسية مختلفة؛ بين وطنية تسعى إلى الاستقلال، وأخرى تتمسك بفكرة الخلافة، وثالثة تتبنى خطاب الاحتلال، وطبقاً لهذه التقسيمات كان اصطفاف الأدباء وكانت معاركهم بالدرجة الأولى قبل المعارك الفنية. كما كانت هناك الغارات التي تُشن ضد المفكرين بتحريض من السلطة ولصالحها في أحيان كثيرة.
كانت صحافة تلك الفترة مستقلة، وكان المجتمع في تلك الفترة ومن ضمنه مجتمع النخبة الثقافية، أقوى من السلطة. ومع ذلك كانت هناك مخصصات من الورق وإعلانات الحكومة التي تستطيع أن تمنحها أو تمنعها طبقاً لرضاها عن هذه الصحيفة أو تلك، وكان لهذا أثره في قيام وانهيار الصحف.
بحلول منتصف القرن العشرين تحولت أنظمة الحكم في دول الثقل الصحافي والأدبي: مصر والعراق وسوريا إلى جمهوريات عسكرية المنشأ، وبدأت المسيرة المعاكسة باتجاه نموذج دولة السلطة القوية والمجتمع الضعيف. وفي إطار هذا المسعى سيطرت السلطة على الصحف، وأصبح الجدل السياسي محرماً والجدل الأدبي مكروهاً، فخفت صوت المعارك الأدبية في كل دولة، حسب درجة السيطرة على المجال العام، وإلى جوار هذا كانت صحافة بيروت تتمتع باستقلالية أوسع بفضل ضعف السلطة فيها، ولكن بهشاشة أكبر بسبب عدم استقرار مصادر التمويل، وقد بدت هذه الهشاشة في السنوات الأخيرة عندما انقطعت خطوط الإمداد فتبخرت معه صحف بيروتية مهمة.
إذا اتخذنا من مصر حالة للتأمل، فلم تمض الأمور على وتيرة واحدة؛ ففي الطريق إلى الدولة الجديدة تساقط الكثير من المجلات الثقافية الكبيرة مثل «الرسالة» وما تبقى من صحف ومجلات تعرض للتأميم، ومن ضمنه «دار المعارف» التي لها في كل قلب عربي ذكرى، وعلى رفوف كل كاتب عربي كتب من إصداراتها، ثم فُرضت عليها مجلة «أكتوبر» التي استنزفتها.
بعكس بغداد ودمشق، اختارت القاهرة صيغة ملكية «نصف حكومية» للصحف المؤممة، فقد وضع المشرع تلك الصحف تحت ملكية «الشعب» وتمارس حقوق الملكية عليها هيئة شعبية هي «الاتحاد الاشتراكي»، ومع إنشاء مجلس الشورى في عهد السادات انتقل الإشراف على الصحافة إلى هذا المجلس النيابي، وقاد السادات عملية انفتاح سياسي شهدت انفراجاً في حرية القول محدوداً، كما شهدت تأسيس أحزاب أصدرت صحفها، وساهمت في صنع حيوية في النقاش الاقتصادي والسياسي، وتحديداً حول الانفتاح والصلح مع إسرائيل، وللمفارقة كانت مجلات وزارة الثقافة أقل حرية وتقف عثرة في وجه التجديد، الذي كان يأتي من اليسار، بينما تولى هذه المجلات نقاد من اليمين، وهذه المفارقة تستحق مقالاً وحدها، وتكشف عن عملية ثأر من اليمينيين لاستبعادهم في سنوات الناصرية!
كانت مسيرة تأميم الخطاب العام عبر تأميم الصحافة تالية لميلاد وزارة الثقافة «الإرشاد القومي» كان اسمها في البداية، ولنا أن نتأمل الاسم، ونشأت جوائز الدولة، ومؤسسة النشر الحكومية الكبرى «هيئة الكتاب» ولم يقتصر النشر على هذه الهيئة المتخصصة، بل أصدرت هيئات الوزارة الأخرى كتبها.
مضى النظام نحو القوة، واتجه المجتمع نحو الضعف. وأصبح الكاتب على أرض السلطة يرى وجهها أينما اتجه. ينشر كتابه في دار حكومية ويُنقد في صحيفة حكومية والجائزة ستمنحها جهة حكومية. وأخذت الحكومة تبتكر مع الممارسة تعديلات جديدة في إجراءات منح الجوائز حتى صارت أغلبية المصوتين فيها من موظفي وزارة الثقافة، وأدمنت تلك الجوائز الاختيارات الخطأ، وتغليب الموالاة السياسية حتى انتهت اليوم إلى أن أحداً لا يتذكر موعد تلك الجوائز باستثناء الموعودين بها!
ولأن الحياة تأبى الفراغ، فقد استمرت المعارك الأدبية محدودة الخطر، تتكرر بشكل دوري، مثل جدل الفصحى والعامية، جدل الأجيال الشعرية، وقضية «الالتزام في الفن» التي يتمسك بها اليسار في مقابل نظرية «الفن للفن» التي حمل لواءها رشاد رشدي. ومن يراجع قضية كهذه الآن لا يعرف هل كان ما ينادي به رشاد رشدي انحيازاً فنياً صرفاً أم داخله دعم للتحول السياسي من خط عبد الناصر إلى خط السادات، وما مدى تمسكه برؤيته؛ لأنه في بعض مساجلاته يعود فيقر بأن الأدب لا يمكن أن يخلو من الوظيفة الاجتماعية.
لم ينفصل الجدل الثقافي عن الحالة السياسية بأي حال، أو لنقل لا ينفصل عن توازن القوة بين النظام والمجتمع. هذا سيجعلنا نتذكر هبَّات ثقافية قليلة معطوفة على أحداث سياسية. أولها عندما تجمع عدد من أدباء جيل الستينات وأصدروا مجلة «جاليري 68» المستقلة، وشارك بها اثنان من الكتاب العرب هما: غالب هلسا ومحمد الشارخ، وصدر منها 8 أعداد بين عام 1968 وعام 1971، ولنلاحظ التوقيت بعد الهزيمة العسكرية المروعة، توقفت المجلة بسبب التمويل في العام نفسه مع مجلة «سنابل» التي صدرت عام 1969 وصودرت في عام 1971، ثم كانت بعد ذلك حركة مجلات «الماستر»، فقيرة الطباعة منتصف السبعينات ممثلة في «إضاءة 77» و«أصوات»، وكانتا تمثلان جماعتين شعريتين من شعراء السبعينات، جاءتا بعد مرحلة من الغضب بسبب عدم الحسم في الحرب وانهيار المشروع القومي، وما صاحب ذلك من انتفاضات من يناير (كانون الثاني) 1972 وحتى انتفاضة الخبز 1977، كانت هذه هي الأجواء التي تفتحت فيها عيون هؤلاء الشعراء، لكن مجلاتهم كانت رداً على سيطرة اليمين على مجلات الدولة، ووقوف هذا اليمين في وجه التجديد.
وبعد انتهاء الحقبة الناصرية بتيارها الواحد، والحقبة الساداتية في الاتجاه المعاكس، دخلت مصر مع بداية الثمانينات إلى مرحلة مبارك الأطول عمراً من سلفيه، وتميزت السلطة فيها بالحذر وتحسس الخطى، والعمل على تفتيت الحجر ببطء من خلال انتظام نزول قطرات الماء عليه.
فاروق حسني أطول وزراء الثقافة المصريين عمراً في منصبه أعلن بصراحة إنجاز وزارته «إدخال جميع المثقفين إلى الحظيرة»، وبعد ذلك بسنوات كان رفض صنع الله إبراهيم المدوي لجائزة الرواية العربية عبر بيان سياسي ناري على مسرح حفل ختام مؤتمر الرواية العربية عام 2003.
لا يُعدم الاستقلال بالطبع في أي زمان، لكن صار ثمنه مكلفاً، وسط مناخ ثقافي لا يطلب من الكاتب سوى الرضا والانتظار، وفي ظل هذه السكونية بُنيت قداسات أدبية وثقافية ترتكز على السن والدماثة وعدد الجوائز التي فاز بها الكاتب أو المفكر، لا أحد يستطيع الإساءة إلى هذه المقدسات، لكن الزمن يستطيع بإسقاطه كتاباتها.
في كل الأحوال، بدا عنف الحوار الثقافي على صفحات الصحف والمجلات شيئاً من الماضي، وانتقلت الاتهامات الكبيرة إلى المشافهة في جلسات النميمة بين الأصدقاء أو في كتابات مرموزة كما في كتاب سليمان فياض «كتاب النميمة... نبلاء وأوباش»، وقد حظي الكتاب بترحيب سري شديد وتجاهل علني.
في المقابل، فإن الغارات على الأدب والفكر من خارج الجماعة الأدبية تحكمها آليات أخرى، لذلك لم تتوقف. وقد عادت في عقدي الثمانينات والتسعينات من القرن العشرين والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين كأحد تجليات الصراع بين المجتمع الضعيف (غير المحصن ثقافياً) والنظام الضعيف!
وهي غارات خطرة تتجاوز غارات النصف الأول من القرن العشرين التي كانت محصورة في تجريدة من النخبة الدينية ضد فرد أو تيار من النخبة الأدبية. صارت للاتجاهات المتطرفة قوى على الأرض، تنفذ مشيئتها.
بعض الهجمات كانت موجهة ضد الكاتب نفسه، مثل اغتيال فرج فودة 1992، ومحاولة اغتيال نجيب محفوظ 1995، وبعضها بدأ اختبار قوة مع النظام السياسي مثل أزمة تكفير نصر حامد أبوزيد في العام نفسه التي استخدم فيها التيار الديني كل الأسلحة من الخطب على المنابر والكتابة في الصحف والقضاء، حيث صدر حكم بالتفريق بينه وبين زوجته الدكتورة ابتهال يونس في دعوى حسبة ومظاهرات في الشارع، ولم تضع هذه الأزمة نصر وحده في دائرة الخطر، بل أبرزت عجز النظام عن حمايته وتسلل التطرف في مؤسسات الدولة، بالمظاهرات.
وهناك موجة من التجريدات ضد الكتب، هجمتان منها استهدفتا «ألف ليلة وليلة»، أولاهما عام 1995 ضد الناشر محمد رشاد صاحب «الدار المصرية اللبنانية»، والثانية ضد «هيئة قصور الثقافة» عام 2010، وهي الهيئة التي كانت من قبل هدفاً لمظاهرات عارمة ضد نشرها رواية حيدر حيدر «وليمة لأعشاب البحر» 1999، وبعدها أزمة الروايات الثلاث، التي صدرت عن الهيئة ذاتها عام 2001.
من بداية العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين حتى اليوم، صار الوضع مختلفاً عن كل ما سبق. وقد تداعى على الساحة الأدبية والفكرية حصار القديم والجديد: ثقافة الرضا والانتظار التي تعد بها الجوائز، ترسخ وسائل التواصل التي ولدت في العقد الأول من القرن، حتى صارت في العقد الثاني بديلاً عن الصحافة، ويستطيع كل القراء أن يبدوا آراءهم في الكتب والكتّاب، ويستطيعون تشكيل حركة النشر. هذه الوسائل الجديدة بوابة من دون حراس، والكاتب فيها «خبير متطوع» يكتب وينشر في الحال، بعكس الكتابة في الصحف التي تمر عبر حراس بوابات وتوجد فرص للتراجع عن رعونة أو خطأ بين كتابة المقال ونشره. ومع ذلك لا يأتي الخطر من معارك التواصل الاجتماعي بقدر ما يأتي من صلتها بثقافة الرضا والإرضاء؛ فمنشورات المديح المجاني أكثر من منشورات الذم، والحفلات أكثر من المعارك.
شخصياً، لست ممن يتحسرون على غياب المعارك، ولست متأكداً من دورها، لكن المؤكد أن هذا القدر من الاحتفالات يجافي روح الإتقان والتقدم.


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

سماء يناير تجمع القمر العملاق وأول زخّة شهب للعام الجديد

زخات شهب البرشاويات السنوية بحديقة شيبينيك الوطنية في فوشي ستودي بألبانيا (رويترز)
زخات شهب البرشاويات السنوية بحديقة شيبينيك الوطنية في فوشي ستودي بألبانيا (رويترز)
TT

سماء يناير تجمع القمر العملاق وأول زخّة شهب للعام الجديد

زخات شهب البرشاويات السنوية بحديقة شيبينيك الوطنية في فوشي ستودي بألبانيا (رويترز)
زخات شهب البرشاويات السنوية بحديقة شيبينيك الوطنية في فوشي ستودي بألبانيا (رويترز)

تتزامن أول ظاهرة للقمر العملاق في عام 2026 مع أول زخّة شهب في يناير (كانون الثاني)، غير أن ضوء إحداهما قد يحجب جزئياً جمال الأخرى.

وتبلغ زخّة شهب «الرباعيات» ذروتها، ليل الجمعة وحتى صباح السبت، وفقاً للجمعية الأميركية للشهب، وفق تقريرٍ نشرته «أسوشييتد برس».

وفي ظروف السماء المظلمة، خلال ذروة النشاط، يتمكن هواة رصد السماء عادةً من مشاهدة نحو 25 شهاباً في الساعة، إلا أن العدد، هذه المرة، قد ينخفض إلى أقل من 10 شهب في الساعة بسبب ضوء القمر العملاق الذي يكتمل مساء السبت.

وقال مايك شاناهان، مدير القبة السماوية في مركز «ليبرتي ساينس» بولاية نيوجيرسي: «أكبر عدو للاستمتاع بزخّات الشهب هو القمر المكتمل».

وتحدث زخّات الشهب عندما تصطدم صخور فضائية سريعة بالغلاف الجوي للأرض، فتحترق وتُخلِّف وراءها ذيولاً نارية، فيما يُعرَف بنهاية «الشهاب». وعلى الرغم من إمكانية رؤية عدد محدود من الشهب في أي ليلة، فإن الزخّات المتوقعة تظهر سنوياً عندما تمر الأرض عبر تيارات كثيفة من الحطام الكوني.

أما الأقمار العملاقة فتحدث عندما يكون القمر المكتمل أقرب إلى الأرض في مداره، ما يجعله يبدو أكبر بنسبة تصل إلى 14 في المائة، وأكثر سطوعاً بنحو 30 في المائة، مقارنة بأضعف قمر مكتمل في السنة، وفق وكالة الفضاء الأميركية «ناسا». إلا أن ملاحظة هذا الفارق بالعين المجردة قد تكون صعبة.

ويكون القمر العملاق، شأنُه شأن جميع الأقمار المكتملة، مرئياً في سماء صافية أينما حلّ الليل، في حين يمكن مشاهدة زخّة «الرباعيات»، بشكل أساسي، من نصف الكرة الشمالي. ويمكن رصد الظاهرتين دون الحاجة إلى أي مُعدات خاصة.

ولمشاهدة زخّة «الرباعيات»، يُنصح بالخروج في ساعات المساء المبكرة بعيداً عن أضواء المدن، ومراقبة السماء بحثاً عن الكرات النارية قبل أن يطغى ضوء القمر، وفق ما قالته جاك بينيتيز، من قبة «موريسون» السماوية بأكاديمية كاليفورنيا للعلوم. كما يمكن للمراقبين محاولة الرصد، خلال ساعات الفجر الأولى من صباح الأحد.

ويُنصح بانتظار تكيّف العينين مع الظلام، وتجنّب النظر إلى الهاتف المحمول. وستبدو الصخور الفضائية على شكل نقاط بيضاء سريعة الحركة تظهر في مختلف أنحاء السماء.

وتُسمّى زخّات الشهب نسبة إلى الكوكبة التي يبدو أن الشهب تنطلق منها. وتحمل «الرباعيات» اسمها من كوكبة لم يعد معترفاً بها حالياً، وهي ناتجة عن حطام فضائي من الكويكب «2003 إي إتش 1».

أما الزخّة الكبرى التالية، المعروفة باسم «القيثاريات»، فمن المتوقع أن تحدث في أبريل (نيسان).

وتتكرر ظاهرة القمر العملاق بضع مرات في السنة، وغالباً ما تأتي على شكل مجموعات، مستفيدة من نقطة مثالية في المدار البيضوي للقمر. ويختتم حدث ليلة السبت سلسلة استمرت أربعة أشهر بدأت في أكتوبر (تشرين الأول)، ولن يشهد العالم قمراً عملاقاً آخر حتى نهاية عام 2026.


جورج كلوني وزوجته أمل وطفلاهما يحصلون على الجنسية الفرنسية

نجم «هوليوود» جورج ​كلوني وزوجته محامية حقوق الإنسان أمل كلوني في لندن (أرشيفية - رويترز)
نجم «هوليوود» جورج ​كلوني وزوجته محامية حقوق الإنسان أمل كلوني في لندن (أرشيفية - رويترز)
TT

جورج كلوني وزوجته أمل وطفلاهما يحصلون على الجنسية الفرنسية

نجم «هوليوود» جورج ​كلوني وزوجته محامية حقوق الإنسان أمل كلوني في لندن (أرشيفية - رويترز)
نجم «هوليوود» جورج ​كلوني وزوجته محامية حقوق الإنسان أمل كلوني في لندن (أرشيفية - رويترز)

أظهرت وثائق رسمية فرنسية أن نجم «هوليوود» جورج ​كلوني وزوجته محامية حقوق الإنسان أمل كلوني حصلا، إلى جانب طفليهما، على الجنسية الفرنسية.

وقال كلوني لمحطة «آر تي إل»، في وقت سابق من ‌الشهر الحالي، إنه من الضروري ‌بالنسبة إ⁠ليه ​ولزوجته ‌أن يتمكن طفلاهما التوأمان ألكسندر وإيلا البالغان من العمر ثماني سنوات من العيش في مكان تتاح لهما فيه فرصة الحياة بشكل طبيعي.

وأضاف كلوني ⁠للمحطة في الثاني من ديسمبر ‌(كانون الأول): «هنا، لا يلتقطون صوراً للأطفال. لا يوجد أي ‍مصورين صحافيين متطفلين عند بوابات المدارس. هذا هو الهدف الأهم بالنسبة إلينا».

واشترى الزوجان منزلاً في ​مزرعة بنحو 9 ملايين يورو (10.59 مليون دولار) ⁠في بلدة برينيول جنوب فرنسا في عام 2021. ووفقاً لوسائل الإعلام الفرنسية فإن المنزل يضم حمام سباحة وملعب تنس، وفق ما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.

وذكر كلوني: «لدينا منزل أيضاً في الولايات المتحدة، لكن أكثر مكان نشعر فيه بالسعادة هو هذه المزرعة، حيث ‌يمكن للأطفال الاستمتاع بوقتهم».


بيونسيه تنضم لنادي المليارديرات

بيونسيه تحضر حفل توزيع جوائز «إم تي في» الموسيقية لعام 2016 في 28 أغسطس 2016 في ماديسون سكوير غاردن بنيويورك (أ.ف.ب)
بيونسيه تحضر حفل توزيع جوائز «إم تي في» الموسيقية لعام 2016 في 28 أغسطس 2016 في ماديسون سكوير غاردن بنيويورك (أ.ف.ب)
TT

بيونسيه تنضم لنادي المليارديرات

بيونسيه تحضر حفل توزيع جوائز «إم تي في» الموسيقية لعام 2016 في 28 أغسطس 2016 في ماديسون سكوير غاردن بنيويورك (أ.ف.ب)
بيونسيه تحضر حفل توزيع جوائز «إم تي في» الموسيقية لعام 2016 في 28 أغسطس 2016 في ماديسون سكوير غاردن بنيويورك (أ.ف.ب)

انضمت النجمة الحائزة على جائزة «غرامي» بيونسيه إلى نادي المليارديرات، وفقاً لتقرير من «فوربس»، لتصبح خامس فنانة تنال هذا اللقب.

وأصبحت بيونسيه، البالغة من العمر 44 عاماً، في قائمة أثرياء العالم بعد نجاح جولتها الغنائية «كاوبوي كارتر»، التي حققت إيرادات تجاوزت 400 مليون دولار من مبيعات التذاكر، بالإضافة إلى 50 مليون دولار من مبيعات المنتجات.

وكانت جولتها العالمية السابقة «رينيسانس» قد حققت إيرادات تجاوزت 579 مليون دولار. وكان زوجها، جاي زي، أول فنان ينضم إلى قائمة «فوربس» للمليارديرات عام 2019. كما حققت ريهانا وبروس سبرينغستين وتايلور سويفت هذا اللقب المرموق.

على الرغم من أن بيونسيه قد أطلقت العديد من المشاريع، بما في ذلك علامة تجارية للعناية بالشعر، «Cécred»، وعلامة تجارية للويسكي تسمى «SirDavis»، وخط ملابس يسمى «Ivy Park»، فإن معظم ثروتها الشخصية تأتي من موسيقاها - بما في ذلك الإيرادات من كتالوجها ومن جولاتها العالمية - وفقاً لمجلة «فوربس».

المغنية الأميركية بيونسيه (أرشيفية - أ.ب)

وفي عام 2010، أسست بيونسيه شركة «بارك وود إنترتينمنت» للإدارة والإنتاج، لتتولى إدارة جميع مشاريعها الفنية، بما في ذلك الموسيقى والحفلات الموسيقية والأفلام الوثائقية، داخلياً.

وحظي ألبومها «كاوبوي كارتر» الصادر عام 2024 بإشادة نقدية واسعة، وفازت على أثره بجائزة «غرامي» لأول ألبوم لها في ذلك العام. وكانت الجولة التي أعقبت إصدار الألبوم هي الأعلى إيراداً في العالم لعام 2025. وتضمن العرض، الذي استمر 3 ساعات، مشاركات مميزة من زوجها وأبنائها وزميلاتها السابقات في فرقة «ديستنيز تشايلد».

وذكرت مجلة «فوربس»: «في أي مجال من مجالات صناعة الترفيه، لا يوجد عملياً مشروع أكثر ربحية من فنان قادر على بيع تذاكر حفلاته بالكامل»، مشيرةً إلى أن الجولة الموسيقية وظفت 350 فرداً من الطاقم، واستخدمت معدات تعادل 100 شاحنة نقل، وتطلبت 8 طائرات شحن من طراز «747» لنقل العرض من مدينة إلى أخرى.

حقائق

100 شاحنة نقل و8 طائرات شحن

استُخدمت لنقل معدات عرض بيونسيه من مدينة لأخرى

وبدأت بيونسيه مسيرتها الفنية عضوة في فرقة البوب ​​«ديستنيز تشايلد» قبل أن تنطلق في مسيرتها الفردية في مطلع الألفية. وهي تحمل الرقم القياسي لأكثر فنانة حائزة على جوائز غرامي وأكثرها ترشيحاً لها في تاريخ جوائز غرامي.

كما حققت الفنانة ما يُقدّر بـ50 مليون دولار أميركي من عرضها «بيونسيه بول» خلال استراحة الشوط الأول من مباراة عيد الميلاد في دوري كرة القدم الأميركية للمحترفين عام 2024، و10 ملايين دولار أميركي من مشاركتها في إعلانات شركة ليفي.

والفنانة - التي غنّت في أغنيتها «بيور-هوني»: «يجب أن يكلف الأمر ملياراً لتبدو بهذا الجمال - لكنها تجعله يبدو سهلاً لأنها تملكه» - أصبحت الآن تملكه رسمياً.

وبحسب مجلة «فوربس»، سيتجاوز عدد المليارديرات حول العالم 3000 بحلول عام 2025.