قصف إسرائيلي على «مجموعات موالية لإيران» في سوريا

دمشق تعلن مقتل 4 من جنودها

جنود إسرائيليون في هضبة الجولان على الحدود الإسرائيلية - السورية يوم 14 نوفمبر الجاري (إ.ب.أ)
جنود إسرائيليون في هضبة الجولان على الحدود الإسرائيلية - السورية يوم 14 نوفمبر الجاري (إ.ب.أ)
TT

قصف إسرائيلي على «مجموعات موالية لإيران» في سوريا

جنود إسرائيليون في هضبة الجولان على الحدود الإسرائيلية - السورية يوم 14 نوفمبر الجاري (إ.ب.أ)
جنود إسرائيليون في هضبة الجولان على الحدود الإسرائيلية - السورية يوم 14 نوفمبر الجاري (إ.ب.أ)

أعلنت حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، أمس (السبت)، مقتل 4 عسكريين جراء قصف إسرائيلي استهدف مواقع في وسط سوريا وغربها، في ثاني استهداف من نوعه خلال أسبوع. وجاءت الضربة الجديدة بعد أيام من غارات استهدفت «قافلة إيرانية» تنقل وقوداً، وربما أسلحة، على الحدود السورية - العراقية، وهو أمر ردت عليه -كما يبدو- ميليشيات مرتبطة بإيران، بقصف صاروخي استهدف قاعدة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في شرق سوريا.
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) الرسمية عن مصدر عسكري، أنه «نحو الساعة السادسة والنصف من صباح اليوم (أمس) نفَّذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من فوق البحر المتوسط من اتجاه بانياس، مستهدفاً بعض النقاط في المنطقة الوسطى والساحلية، وتصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان». وأضاف المصدر أن القصف الإسرائيلي أدى إلى مقتل 4 عسكريين وإصابة عسكري واحد و«وقوع بعض الخسائر المادية».
وأشارت الوكالة إلى أن عسكريين اثنين قُتلا، و3 أصيبوا بجروح في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، جراء هجوم جوي إسرائيلي من اتجاه طرابلس - الهرمل بشمال لبنان، على مطار الشعيرات بريف حمص الشرقي.
ولم يذكر الإعلام الرسمي السوري المواقع التي طالها القصف الإسرائيلي الجديد صباح السبت؛ لكن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أفاد بأن القصف استهدف مواقع تابعة لمجموعات موالية لإيران في محافظتي حمص وحماة (وسط)، ما أسفر عن تدمير أسلحة وذخائر. وأضاف أن القصف طال أيضاً موقعاً للقوات السورية يضم بطارية للدفاع الجوي في ريف جبلة، في محافظة اللاذقية (غرب).
ولم يصدر أي تعليق رسمي عن إسرائيل بشأن الضربات. واكتفى متحدث عسكري بالقول: «لا نعلّق على تقارير ترد في إعلام أجنبي»، حسبما ذكرت وكالة «الصحافة الفرنسية».
وخلال الأعوام الماضية، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجويّة في سوريا، طالت مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانيّة وأخرى لـ«حزب الله» اللبناني. ونادراً ما تؤكّد إسرائيل تنفيذ الضربات؛ لكنها تكرّر أنّها ستواصل تصدّيها لما تصفها بمحاولات إيران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.
من جهتها، نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر إقليمية واستخباراتية أن إسرائيل كثفت هجماتها على مطارات وقواعد جوية في سوريا في الشهور القليلة الماضية، لتعطيل استخدام إيران المتزايد لخطوط الإمداد الجوي لتوصيل أسلحة إلى حلفائها في سوريا ولبنان، بما في ذلك «حزب الله» اللبناني المدعوم من إيران.
وتأتي الضربات الإسرائيلية الجديدة في وقت أعلنت فيه القيادة المركزية للجيش الأميركي (سنتكوم) أن صواريخ استهدفت ليل الخميس - الجمعة قوات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن في أحد أبرز قواعدها في شرق سوريا، من دون أن تسفر عن سقوط ضحايا. وقالت «سنتكوم» في بيان، إن الصواريخ «استهدفت قوات التحالف في قاعدة القرية الخضراء» التي تقع في حقل العمر النفطي بمحافظة دير الزور (شرق سوريا).
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الصواريخ انطلقت من موقع تابع للمجموعات الموالية لإيران في مدينة الميادين القريبة، لافتاً إلى استنفار الطرفين لقواتهما في المنطقة.
وتعد هذه المنطقة طريقاً مهماً للكتائب العراقية ولـ«حزب الله» اللبناني والمجموعات الأخرى الموالية لإيران، لنقل الأسلحة والمقاتلين. كما تستخدم أيضاً لنقل البضائع على أنواعها بين العراق وسوريا.
وفي التاسع من الشهر الحالي، تعرّضت قافلة تضم صهاريج محروقات وأسلحة لمقاتلين موالين لإيران لقصف جوي، بعد عبورها من العراق إلى شرق سوريا، ما أودى بحياة 14 شخصاً، وفق حصيلة لـ«المرصد السوري». ونفى التحالف أن تكون قواته مسؤولة عن تنفيذ الغارة.
على مرّ السنوات، تعرّضت شاحنات كانت تقلّ أسلحة وذخائر، ومستودعات ومواقع عسكرية تابعة للمجموعات الموالية لطهران إلى ضربات جوية؛ خصوصاً في المنطقة الممتدة بين الميادين والبوكمال. وقد تبنت القوات الأميركية بعضها، ونُسبت أخرى لإسرائيل التي تؤكد دائماً عزمها منع «التجذر الإيراني» في سوريا.
ولا يزال نحو 900 جندي أميركي منتشرين في شمال شرقي سوريا، وفي قاعدة التنف الواقعة قرب الحدود الأردنية والعراقية.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

العالم العربي أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي درعا على موعد مع تسويات جديدة

درعا على موعد مع تسويات جديدة

أجرت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا (جنوب سوريا) اجتماعات عدة خلال الأيام القليلة الماضية، آخرها أول من أمس (الأربعاء)، في مقر الفرقة التاسعة العسكرية بمدينة الصنمين بريف درعا الشمالي، حضرها وجهاء ومخاتير ومفاوضون من المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية سابقاً وقادة من اللواء الثامن المدعوم من قاعدة حميميم الأميركية. مصدر مقرب من لجان التفاوض بريف درعا الغربي قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام دعت اللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في محافظة درعا، ممثلةً بمسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا، العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا، لؤي خريطة، ومسؤول اللجنة الأمنية في درعا، اللواء مفيد حسن، عد

رياض الزين (درعا)
شمال افريقيا مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

مشاورات مصرية مع 6 دول عربية بشأن سوريا والسودان

أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالات هاتفية مع نظرائه في 6 دول عربية؛ للإعداد للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب بشأن سوريا والسودان، المقرر عقده، يوم الأحد المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، الخميس، إن شكري أجرى اتصالات هاتفية، على مدار يومي الأربعاء والخميس، مع كل من وزير خارجية السودان علي الصادق، ووزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، ووزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، ووزير خارجية الجزائر أحمد عطاف، ووزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، ووزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف. وأضاف أن «الاتصالات مع الوزراء العرب تأتي في إطار ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

الأردن يوسّع مشاورات «عودة سوريا»

أطلق الأردن سلسلة اتصالات مع دول عربية غداة استضافته اجتماعاً لبحث مسألة احتمالات عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة المقبلة المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية هذا الشهر. وقالت مصادر أردنية لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع عمّان التشاوري الذي عُقد (الاثنين) بحضور وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن وسوريا، ناقش احتمالات التصويت على قرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أنظمة الجامعة وآليات اعتماد القرارات فيها. وفي حين أن قرار عودة سوريا إلى الجامعة ليس مقتصراً على الاجتماعات التشاورية التي يعقدها وزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن، فإن المصادر لا تستبعد اتفاق

شؤون إقليمية الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

الأسد ورئيسي يتفقان على «تعاون استراتيجي طويل الأمد»

بدأ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس (الأربعاء) زيارة لدمشق تدوم يومين واستهلها بجولة محادثات مع نظيره السوري بشار الأسد تناولت تعزيز العلاقات المتينة أصلاً بين البلدين. وفيما تحدث رئيسي عن «انتصارات كبيرة» حققتها سوريا، أشار الأسد إلى أن إيران وقفت إلى جانب الحكومة السورية مثلما وقفت هذه الأخيرة إلى جانب إيران في حرب السنوات الثماني مع إيران في ثمانينات القرن الماضي. ووقع الأسد ورئيسي في نهاية محادثاتهما أمس «مذكرة تفاهم لخطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد». وزيارة رئيسي لدمشق هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني منذ 13 سنة عندما زارها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

غارات أميركية - بريطانية على 3 محافظات يمنية

صورة بثتها وزارة الدفاع البريطانية لطائرة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني خلال مشاركتها في الغارات على مواقع في اليمن (أرشيفية - رويترز)
صورة بثتها وزارة الدفاع البريطانية لطائرة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني خلال مشاركتها في الغارات على مواقع في اليمن (أرشيفية - رويترز)
TT

غارات أميركية - بريطانية على 3 محافظات يمنية

صورة بثتها وزارة الدفاع البريطانية لطائرة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني خلال مشاركتها في الغارات على مواقع في اليمن (أرشيفية - رويترز)
صورة بثتها وزارة الدفاع البريطانية لطائرة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني خلال مشاركتها في الغارات على مواقع في اليمن (أرشيفية - رويترز)

أفادت وسائل إعلام تابعة لجماعة الحوثيين في اليمن، صباح اليوم الخميس، بتعرض ثلاث محافظات يمنية لغارات أميركية - بريطانية.

وذكرت قناة المسيرة عبر حسابها على منصة «إكس» أن غارتين استهدفتا منطقة جربان بمحافظة صنعاء، بينما استهدفت غارة أخرى مديرية اللحية بمحافظة الحديدة غرب اليمن. وأشارت إلى تعرض مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران شمالي اليمن لثلاث غارات. ولم تشر القناة إلى وقوع خسائر بشرية أو مادية جراء تلك الغارات.