لماذا لا تنتهي مؤتمرات المناخ الأممية في موعدها؟

«مفاوضات الاتفاق» للنسخ السابقة من «كوب» تعثرت لأكثر من مرة

المشاركون في المؤتمر يلملمون أوراقهم استعداداً للرحيل بعد أسبوعين من المفاوضات «الصعبة» (الشرق الأوسط)
المشاركون في المؤتمر يلملمون أوراقهم استعداداً للرحيل بعد أسبوعين من المفاوضات «الصعبة» (الشرق الأوسط)
TT

لماذا لا تنتهي مؤتمرات المناخ الأممية في موعدها؟

المشاركون في المؤتمر يلملمون أوراقهم استعداداً للرحيل بعد أسبوعين من المفاوضات «الصعبة» (الشرق الأوسط)
المشاركون في المؤتمر يلملمون أوراقهم استعداداً للرحيل بعد أسبوعين من المفاوضات «الصعبة» (الشرق الأوسط)

في الوقت الذي تتواصل فيه النقاشات الساخنة بين مندوبي الدول المشاركة في مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن المناخ «كوب27»، ليوم إضافي، سادت حالة من الهدوء مركز المؤتمرات الرئيسي في مدينة شرم الشيخ المصرية، وبدأت أجنحة الوفود حزم حقائبها، فيما أغلقت المطاعم والكافيتريات، التي عملت على مدار الأسبوعين الماضيين على خدمة رواد مؤتمر المناخ، معلنة ختام المؤتمر على صعيد الأنشطة الرسمية، وإن استمر على الصعيد التفاوضي.
هذا المشهد ليس غريباً على مؤتمرات المناخ. وتقول تسنيم إيسوب، رئيسة شبكة العمل المناخي، لـ«الشرق الأوسط» إن «تمديد مؤتمرات المناخ مسألة اعتيادية، وجرت العادة في المؤتمرات السابقة أن يتم مد المؤتمر ليوم أو اثنين بهدف الوصول إلى نقاط اتفاق بين الأطراف المتفاوضة».

وترجع إيسوب السبب إلى ما وصفته بـ«صعوبة تقريب وجهات النظر بين الدول النامية والمتقدمة». وتقول إن «المفاوضات عادة ما تستغرق وقتاً طويلاً لوضع مسودة للبيان الختامي، والتي عادة ما تتبنى صيغاً توافقية أو مقترحات مختلفة تعكس رأي الأطراف المتفاوضة». وتضيف أنه «بعد الوصول إلى هذه المسودة تبدأ مرحلة التفاوض على صياغات توافقية تسعى لإرضاء جميع الأطراف».
وكانت الرئاسة المصرية للمؤتمر، قد أعلنت صباح اليوم (السبت) عن تقديم مسودة جديدة للاتفاق وصفتها بأنها «متوازنة»، لكن سامح شكري، وزير الخارجية المصري ورئيس المؤتمر، قال في مؤتمر صحافي، إنه «لا يمكن الوصول إلى صيغة تحقق مصالح الجميع، ولا بد من علم مواءمات لإقرار البيان الختامي».
وتشير ناشطة في العمل المناخي، رفضت الإفصاح عن اسمها كونها تعمل كمراقب في المفاوضات الجارية حالياً، إلى أنها «حضرت معظم مؤتمرات المناخ منذ إطلاقها، ولم يحدث أن انتهى المؤتمر في موعده». وتقول إن «الجميع يأتي وهو على علم بأن المؤتمر سيستمر بعد موعده الرسمي».

يتفق حديث الناشطة البيئية مع تصريحات صحافية أدلت بها أنالينا بيربوك، وزيرة الخارجية الألمانية، قالت فيها إنها «لم تحزم حقائبها على أساس انتهاء المؤتمر بعد ظهر يوم الجمعة».
وكان من المنتظر أن ينتهي مؤتمر المناخ «كوب27»، والذي انطلقت فعالياته في 6 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، أمس (الجمعة) 18 من نفس الشهر، لكن رئاسة المؤتمر أعلنت صباح أمس تمديده ليوم إضافي على أمل الوصول إلى نقاط اتفاق بين الأطراف المتفاوضة، تلبي الطموحات المناخية.
وتختلف أسباب تمديد مؤتمرات المناخ، من مؤتمر إلى آخر، فبينما «يعد إنشاء صندوق تمويل (الخسائر والأضرار)، نقطة جدلية في (كوب27)»، حسب إيسوب، تم تمديد المؤتمرات السابقة لأسباب أخرى، حيث استمرت مفاوضات مؤتمر «كوب26»، الذي استضافته مدينة غلاسكو الاسكوتلاندية، العام الماضي، ليوم إضافي، قبل أن تعلن الدول المتفاوضة، عن «وثيقة ختامية تمثل انعكاساً للمصالح والتناقضات، والإرادة السياسية، وفقاً لتصريحات أدلى بها أنطونيو غوتيرش، الأمين العام للأمم المتحدة، في ذلك الوقت. وكانت النقطة الخلافية في ذلك الوقت «الإبقاء على هدف وقف معدل الاحترار عند 1.5 درجة حياً».
في حين استمرت المفاوضات في مؤتمر «كوب25»، الذي عقد في العاصمة الإسبانية مدريد «يومين إضافيين»، للوصول إلى اتفاق يدعو إلى «رفع مستوى الطموحات المناخية». ولم يختلف الوضع في «كوب24»، الذي عقد في مدينة كاتوفيستا في بولندا، وحسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة، فإنه «بعد أيام طويلة من المفاوضات ليلاً ونهاراً، رحبت الوفود بتصفيق حار برئيس مؤتمر (كوب24)، عندما افتتح الجلسة الختامية، التي أجلت نحو عشر مرات بسبب عدم التوصل إلى اتفاق»، مشيراً إلى أن «المفاوضات استمرت ليوم إضافي، بعد مفاوضات معقدة بين المشاركين فيه»، وعرضت رئاسة المؤتمر مشاهد فيديو من قاعات المفاوضات أظهرت أحد الأشخاص وهو يتثاءب»، دلالة على «مشقة المفاوضات».
وتقول الناشطة في العمل المناخي إن «هذا أمر معتاد في ظل تعارض مصالح الدول بشأن قضية المناخ»، مشيرة إلى أنه «عادة ما تعقد هذه المؤامرات بآمال عريضة طموحات، تتكسر على عتبة المصالح الدولية، حتى إن أكد الجميع خطورة الكارثة المناخية، لكن اتخاذ إجراءات فعالة على الأرض للحد منها ليس بالسهولة التي يتصورها البعض».
ولم يتم تنفيذ فعاليات وأنشطة في يوم التفاوض الإضافي، لتخلو القاعات التي شهدت زخماً شديداً خلال الأسبوعين الماضيين، فيما يستعد المراقبون والمفاوضون ووسائل الإعلام، للرحيل فور إعلان البيان الختامي، الذي لم يحدد موعد له، حتى كتابة هذه السطور، وإن كانت رئاسة المؤتمر المصرية تأمل أن يكون مع نهاية اليوم (السبت).


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


فوز ترمب قد يُسرّع مفاوضات «هدنة غزة»... لكن «تسوية عادلة» محل شك

رجل فلسطيني يسير بجوار أنقاض منزل دمرته غارات إسرائيلية في خان يونس جنوب قطاع غزة (رويترز)
رجل فلسطيني يسير بجوار أنقاض منزل دمرته غارات إسرائيلية في خان يونس جنوب قطاع غزة (رويترز)
TT

فوز ترمب قد يُسرّع مفاوضات «هدنة غزة»... لكن «تسوية عادلة» محل شك

رجل فلسطيني يسير بجوار أنقاض منزل دمرته غارات إسرائيلية في خان يونس جنوب قطاع غزة (رويترز)
رجل فلسطيني يسير بجوار أنقاض منزل دمرته غارات إسرائيلية في خان يونس جنوب قطاع غزة (رويترز)

فوز المرشح الجمهوري دونالد ترمب، الذي وعد بإنهاء الحرب في الشرق الأوسط بالسباق الرئاسي الأميركي، حرّك تساؤلات حول إمكانية أن تتلقى جهود الوسطاء مزيداً من الدعم لإبرام هدنة في قطاع غزة، الذي يشهد حرباً جاوزت العام، وسط تخوفات بشأن طبيعة «التسويات النهائية» للأزمات بالمنطقة وهل ستكون عادلة أم لا؟.

خبراء تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» يرون أن ترمب يمضي وفق حالته المزاجية، وأن شعاراته التي أطلقها بحملته الانتخابية «دعائية ستصطدم بالواقع»، ورغم عدم استبعادهم «أن فوز ترمب قد يُسرّع إبرام هدنة»؛ فإنهم عبروا عن قلق بشأن التسويات النهائية للأزمة مع احتمال أن تكون «مجحفة للفلسطينيين ومنحازة لإسرائيل»، لافتين إلى أن ماضي الرئيس الأميركي المنتخب منذ ولايته السابقة (2016 - 2020) «غير مشجع ويجعل أي حلول عادلة للنزاعات محل شك»، مقابل ترجيحات بإمكانية حدوث تفاهمات بالمنطقة بعهده.

وحقق ترمب فوزاً كبيراً ليصبح ثاني رئيس في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية يفوز في الانتخابات الرئاسية لولايتين غير متتاليتين، بعد غروفر كليفلاند، وكان طرفا الحرب في غزة، من أوائل المعلقين، حيث هنأه رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، واعتبر فوزه «أعظم عودة في التاريخ والتزاماً متجدداً قوياً بالتحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل».

في حين قال القيادي في «حماس»، سامي أبو زهري، الأربعاء، لـ«رويترز»، إن فوز ترمب بالمنصب «يجعله أمام اختبار لترجمة تصريحاته بأنه يستطيع وقف الحرب خلال ساعات»، ودعاه إلى «الاستفادة من أخطاء» الرئيس جو بايدن، مؤكداً أن «خسارة الحزب الديمقراطي هي الثمن الطبيعي لمواقف قيادتهم تجاه غزة».

دونالد ترمب يلوح بيده خلال حدث انتخابي بساحة دورتون في رالي بولاية نورث كارولينا (رويترز)

وخلال جولاته الانتخابية، ذكر ترمب عندما سئل عما إذا كان يشجع نتنياهو على الموافقة على وقف إطلاق النار: «لا، لم أشجعه، فهو يعرف ما يفعله، لقد شجعته على إنهاء هذا الأمر، يجب أن ينتهي بسرعة، لكن (عليه أن) ينتصر»، بحسب شبكة «سي إن إن» الأميركية، كما تحدث ترمب بأن «مساحة إسرائيل تبدو صغيرة على الخريطة، ولطالما فكّرت كيف يمكن توسيعها»، وفق ما نقلته «القناة 12» الإسرائيلية، في 16 أغسطس (آب) الماضي.

وقبل انطلاق السباق بأيام قليلة، غرد ترمب عبر منصة «إكس»، قائلاً: «خلال فترة إدارتي كان هناك سلام في الشرق الأوسط، وسوف ننعم بالسلام مرة أخرى قريباً جداً!... سأصلح المشاكل التي تسببت فيها (نائبة الرئيس منافسته الديمقراطية) كامالا هاريس و(الرئيس) بايدن، وأوقف المعاناة والدمار في لبنان»، دون ذكر غزة صراحة.

تفاؤل حذر

وتلك التصريحات، بحسب المفكر المصري، الدكتور عمرو الشوبكي، تعد «تكراراً لتجاهله لحقوق الشعب الفلسطيني»، وتعيد ماضي دعمه لإسرائيل إبان كان رئيساً بالولاية الأولى، سواء بنقل السفارة الأميركية للقدس أو الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وبتفاؤل حذر، أوضح الشوبكي: «لكن في المجمل العام، بعيداً عن تصريحاته الدعائية، كان أداؤه خلال حملته الانتخابية أكثر مؤسسية وتنظيماً من التجربة السابقة، ما قد يعطي احتمالاً بأن يضطر للاعتماد على المؤسسات الأميركية في قراراته المستقبلية».

لكن بحسب تقدير المحلل السياسي الأردني، الدكتور منذر الحوارات، فإن «الأمور غير مبشرة»، موضحاً أن «ترمب يتميّز بمزاجية عالية، وسياسته في الفترة الأولى وتصريحاته بالحملة الانتخابية تقولان إنه ماضٍ في دعم إسرائيل».

ويستذكر «الحوارات» أن ترمب بولايته الأولى دعم إسرائيل في أن تفرض شروطها وتبقى المستوطنات و«لم يدعم حل الدولتين»، ولديه قناعة راسخة بأن القدس عاصمة لدولة الاحتلال، محذراً من تعامل ترمب مع إسرائيل كمنتصرة، ومن ثم يجدد شروطها باعتباره يهدد استقرار المنطقة.

مشاكل لا يمكن تجاهلها

ووفق تقدير أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج واشنطن، الدكتور نبيل ميخائيل، فإن «ترمب لن يستطيع تجاهل مشاكل الشرق الأوسط، وبالذات الصراع الدامي في غزة الذي انتقل للبنان، وأيضاً ما يحدث من تطورات خطيرة في البحر الأحمر، عبر استهداف حوثي لسفن بعضها أميركي».

ويعتقد ميخائيل أنه لحين وصول ترمب بعد 3 أشهر للسلطة «لا يمكن أن ننتظر مزيداً من سكب الدماء الفلسطينية، وقد نرى في عهد بايدن ربما وقفاً لإطلاق النار يستبق وصول ترمب للسلطة لتهدئة الأوضاع بالمنطقة».

مواطن يصوّر بيته الذي تعرض للقصف في الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ب)

تطلع عربي للسلام

وكان استقرار المنطقة أولوية وجزءاً أصيلاً في تهنئات زعماء وقادة عرب، الذين وجهوا التهنئة لترمب على فوزه، لا سيما من فلسطين، ودولتي الوساطة في ملف غزة، مصر وقطر، بجانب الأردن المتأثر أيضاً بالحرب الإسرائيلية التي طالت الضفة الغربية المتاخمة للحدود الأردنية.

وتطلع رئيسا مصر وفلسطين، عبد الفتاح السيسي ومحمود عباس، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وعاهل الأردن الملك عبد الله الثاني، في مواقف رسمية منفصلة تتضمن تهنئة لترمب إلى «العمل معه من أجل السلام والأمن في المنطقة».

وبرأي الشوبكي، فإن المواقف العربية تسعى لإحلال السلام، لكن ترمب لا يملك سوى الكلام والشعارات، «غير واع» لحجم التحديات مع التنفيذ والنزول لأرض الميدان. ويتوقع ألا يقدم ترمب على دعم وقف إطلاق النار بغزة قبل أن تعلن إسرائيل وقف الحرب وتحقيق كامل أهدافها، لافتاً إلى أن هذا ما يزيد شكوك عدم حسم شيء حقيقي على أرض الواقع بعد انتخابه، وقد لا يُرضي ذلك أطرافاً منها «حماس»، ويزيد من توترات المنطقة.

أما «الحوارات» فيقول إن التطلعات العربية مشروعة، وتسعى لتحقيق استقرار في ذلك الظرف التاريخي، وقد نصل لاتفاق بشأن الهدنة، لكن «لن نصل لتسويات عادلة ترضي الجميع»، مؤكداً أنه لا حل عادلاً مع ترمب ولا غيره؛ لكن قد تكون المساعي العربية دافعة لمسار عادل نتمنى تحقيقه جميعاً بشأن الحقوق الفلسطينية.

ويتوقع أن يتجه ترمب داخلياً أكثر في عزلة من أجل تحقيق وعوده الانتخابية مع ناخبيه، تاركاً قضايا الشرق الأوسط قليلاً ليتدخل حين حدوث اضطرابات كبيرة تستدعي دخول الولايات المتحدة، وهو ما قد يشجع نتنياهو على مزيد من التعنت والتمادي في الحرب لبعض الوقت.

في حين يعتقد ميخائيل أن ترمب سيكون في فترته الثانية أكثر ميلاً للعرب والمسلمين، بخلاف ولايته السابقة، مرجحاً أن يُحدِث تفاهمات بشأن حلول للحرب الروسية الأوكرانية وحرب غزة ولبنان، ووقف أي تدخلات إيرانية بالمنطقة.